المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و الحـب ؟



ماكـولا
08-01-2009, 06:57 AM
والحب؟

هو ذاك الشعور الذي يهجم على الفؤاد فقد يلتهمه أو يخدشه


ومنه ما هو بالغ الضرر فقد يصيب المقتل وقد يكسره وقد يعميه ويصمه


الحبُ أوَّلُ ما يكونُ لُجاجَةً*** تأتي به وتَسُوقُه الأقَدَارُ


××حتَّى إذا خاضَ الفتى لُجَجََ الهوى *** جاءت أمورٌ لا تُطَاقُ كِبارُ××


ولا يزال بعض من أصابه شيء من هذا جرحه لم يندمل بعد ولازالت قطرات قلبه تدل عليه! أينما ذهب وأينما حل ..

وإن حاول الاستتار بأن يحضنها بيديه

والقلب سمي قلباً لتقلبه فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال " إنما سمي القلب من تقلبه إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن" رواه أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني


والحب والمحبة يفترض فيه أن يكون من طرفين وقد يكون من طرف واحد وهو أكثره


والحب شيء سامي يتنزه أن يعبث به الأطفال عبثهم بالدمى أو بالكرة التي يلعب بها في الأزقة ..


فالحب إحساس وعطاء ووفاء وعهد وشهامة وولاء وبراء وتضحية وخوف وطمأنينة وغيرة ونظرات مفهمة وإشارات لا يفهمها أي أحد

فالمحب الحقيقي يدرك هذه المعاني ولذلك لا يقحم نفسه في أمر هو اكبر منه لئلا ينزلق في مغباتها إن لم يكن على قدر المسؤولية , وإلا لما أطلقنا عصافيرنا تطير حتى تغرد على أسوار غيرنا , ولكم هو محزن هذا المنظر ... ولكن خوفك عليه يدفعك لهذا لئلا يتأذى..


أما اليوم فحينما تنظر أو تكاد تسمع عن هذه الكلمة – الحب- تشعر في الحقيقة بأنك تريد أن تتقيأ ! .. ففي كل شيء تدغم هذه الكلمة حتى أصبحت مقززة ! , " اسرار الحب , الحب والصحة, الحب و الحبيب , الحب والمطبخ , هل أنت مع الحب؟ , لماذا لا تحب! نغمة الحب, عندليب الحب , كيف توفق بين العمل والحب !... الخ" هذه الصفاقة , حتى من يتكلم في هذا يحتاج لدروس في ذلك


فمن كان محبا حقا فإنه لا يضع محبوبه في ظلام الأوهام يهيم فيها ,

بانتظار الفارس أن يأتيه من الشرفة .. فالفارس الحق الذي يأتي بخيله ورجله ليطرق الباب معلنا أخذها من ذويها !



مراتب الحب...


يقول ابن القيم في الداء و الدواء" أول مراتب الحب العلاقة:



وسميت علاقة لتعلق الحب بالمحبوب قال الشاعر


وعلقت ليلى وهي ذات تمائم ... ولم يبد للاتراب من --- ضخم


وقال الآخر


أعلاقة أم الوليد بعد ما ... أفنان رأسك كالبغام الابيض
ثم بعدها الصبابة :وسميت بذلك لانصباب القلب الى المحبوب قال الشاعر


يشكى المحبون الصبابة ليتني ... تحملت ما يلقون من بينهم وحدي

فكانت لقلبي لذة الحب كلها ... فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي

ثم الغرام :وهو لزوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه ومنه سمي الغريم غريما لملازمته صاحبه ومنه قوله تعالى "إن عذابها كان غراما" وقد أولع المتأخرون باستعمال هذا اللفظ في الحب وقل أن تجده في أشعار العرب

ثم العشق: وهو إفراط المحبة ولهذا لا يوصف به الرب تبارك وتعالى ولا يطلق في حقه - غالبه مع شهوة-

ثم الشوق :وهو سفر القلب إلى المحبوب أحث السفر...

ثم التتيمم :وهو آخر مراتب الحب وهو تعبد المحب لمحبوبه يقال تيمه الحب إذا عبده ومنه تيم الله أي عبد الله وحقيقة التعبد الذل والخضوع للمحبوب ومنه قولهم طريق معبد أي مذلل قد ذللته الاقدام فالعبد هو الذي ذلله الحب والخضوع لمحبوبه ولهذا كانت أشرف أحوال العبد ومقاماته في العبودية..."


قلت وهذه المنزلة لا ينبغي صرفها لغير الله فمن صرفها لغير الله فقد خرج من ربقة الإسلام




مما قيـل في الحـب..


أتاني هواها قبل أن أعرِف الهوى*** فصادف قلباً خالياً فَتََمَكًََّنا


وأنشد الفراء " أحقّاً عبَادَ اللهِ , أنْ لَستُ لاقِياً *** بُثَينة, أو يلقى الثُّريَّا رقِيبُها؟


والرقيب: يراقب نجم من نجوم المطر يراقب نجم آخر –أي اذا ظهر هذا اختفى هذا" –لسان العرب-




ومما قاله الشاعر الجاهلي


يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي * ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر

إن طيف الخيال يا عبل يشفي * ويداوي به فؤادي الكئيب

وهلاكي في الحب أهون عندي * من حياتي إذا جفاني الحبيب



وقال " أيا عبل مني بطيف الخيال * على المستهام وطيب الرقاد

عسى نظرة منك تحيا بها * حشاشة ميت الجفا والبعاد

أيا عبل ما كنت لولا هواك * قليل الصديق كثير الأعادي
وحقك لا زال ظهر الجواد * مقيلي وسيفي ودرعي وسادي"


تستطيع أن تلمس في هذه الأبيات ما لا تلمسه مع مراهقوا الحب اليوم الذي بات وهما قد صدقه!


وقال آخر : أبلغ أخاً في ثنايا القلب منزله *** أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه

وإن طرفي لموصولٌ برؤيته *** وإن تباعد عن سكناي سُكناه

يا ليت يعلم أني لستُ أذكُره *** وكيف أذكُره إذا لستُ أنساه؟


والحب إذا وصل إلى هذه الدرجة فقد أصبح حباً حقيقيا يصعب تداركه فقد يودي الى التهلكة أو الجنون وأحيانا تنتهي بالانتحار!


وفي هذا يقول مجنون ليلى :أمر على الديار ديار ليلى*** أقبل ذا الجدار وذا الجدارا


وما حُب الديار شغفن قلبي *** ولكن حُب من سكن الديارا


فكل من أُشرب قلبه حب شيئا عكس على سمعه وبصره وسكناته وحركاته ما في قلبه فهي قوالب لما في القلوب

قال بعضهم: العشقُ داءُ أفئدةِ الكرامِ !



مما ذكر في ذلك في القرآن الكريم...

قد قص الله علينا في سورة يوسف الذي جرى بين يوسف صلى الله عليه وسلم وقد أوتي شطر الجمال وامرأة العزيز التي لم تتمالك هذا الحسن الساحر فجرى منها ما جرى الشاهد عند قوله تعالى" وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)"


قال بعض أهل العلم: هذا بيان حب الاستطلاع و تتبع الأخبار خاصة عند النساء, والمراودة طلب الشيء مرة بعد مرة فنسبوها إلى شدة العشق وشدة الحرص على الفاحشة وما زادوا في ذلك إلا لتبرر لهم ويرينه فلما علمت بذلك أعددت لهن ما قُص علينا - انظر إتحاف الإلف ذكر فوائد الألف من سورة يوسف –


فماذا فعلت " فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " يوسف31 -34


قيل إن هذه السكاكين من لوازم المتكأ مع الفواكه وكذا وما يحتاج لتقطيعه للأكل شأن الملوك وغيرهم , وقيل بل هو لإخافة يوسف والخضوع لأمرهم تحت وطأة السلاح , فلما رأينه أجللنه وقاموا بتقطيع وتجريح أيديهن بدون شعور لأن من شغل قلبه بشيء إذا أصيب لم يجد الألم ولا يشعر به ونفين عنه البشرية لغرابة جماله , ومن ثم كان ما ذكر

ومن هنا يعرف قيمة العفة وأنه من استغنى أغناه الله ومن استعفف أعفه الله.- انظر إتحاف الإلف ذكر فوائد الألف من سورة يوسف-




مما ذكر في ذلك من السنة النبوية...


فيَ البخاري باب شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زَوْجِ بَرِيرَةَ

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعبَّاسٍ يَا عَبَّاسُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ رَاجَعْتِهِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي قَالَ إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ"


قال ابن بطال " وفيه: أنه لا حرج على مسلم فى هوى امرأة مسلمة وحبه لها ظهر ذلك منه أو خفى، ولا إثم عليه فى ذلك، وإن أفرط فيه ما لم يأت محرمًا، وذلك أن مغيثًا كان يتبع بريرة بعدما بانت منه فى سكك المدينة مبديًا لها ما يجده من نفسه من فرط الهوى وشدة الحب، ولو كان هذا قبل اختيارها نفسها لم يكن، عليه السلام، يقول لها: « لو راجعتيه » ؛ لأنه لا يقال لامرأة فى حيال رجل وملكه بعصمة النكاح: لو راجعتيه، وإنما يسئل المراجعة المفارق لزوجته، وإذا صح ذلك، فغير ملوم من ظهر منه فرط هوى امرأة يحل له نكاحها نكحته بعد ذلك أم لا، ما لم يأت محرمًا ولم يغش مأثمًا."


قصده فيما لا يملك حيال الحب شيئا مثل مغيث فإن في هذا ما لا يقدر عليه

فالحاصل قد يسرق القلب في لحظة في كلمة في نظرة خاطفة

كما قال الشاعر" نظرة فابتسامة فموعد فلقاء "

وقال غيره" كل الحوادث مبدأها من النظر*** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها*** فتك السهام بلا قوس ولا وتر

ماكـولا
08-01-2009, 07:02 AM
من قصص من غَبـر..


المتقلبون للمنجد

عمران بن حطَّان: كان من أحد العلماء وكان يحضر مجلس عائشة رضي الله عنها ويروي عنها الحديث وكان من اهل السنة والجماعة .. وكانت له ابنة عم جميلة الوجه جداً قد اعتنقت مذهب الخوارج , فقال في نفسه أتزوجها.. لأصرفها عن مذهبها الباطل , ولكن عوضا عن ذلك .. صرفته هي إلى مذهبها الباطل فانحرف عن مذهب أهل السنة والجماعة


– البداية والنهاية9-52


عبده ابن عبد الرحيم : غزا المسلمون حصنا من حصون الروم .. وكان حصناً منيعا .. فطال الحصار.. وامتنع الحص عليهم .. وأثناء حصارهم أطلت امرأة من نساء الروم .. فرآها رجل من المسلمين اسمه عبده ابن عبد الرحيم .. فأعجبته .. وتعلق قلبه بها .. فراسلها : كيف السبيل إليك؟


فقالت : أن تتنصر .. وتصعد إليَّ..

فتنصر وتسلل إليها..

مسكين ظن أن السعادة في امرأة ينكحها .. أو دنيا يصيبها

فلما فقده المسلمون اغتموا لذلك غماً شديداً..

ثم طالت عليهم الأيام ولم يستطيعوا فتح الحصن.. فذهبوا.. فلما كان بعد مدة مرّ فريق منهم بالحصن فتذكروا ابن عبد الرحيم.. وتساءلوا عنه : على أي حال هو الآن؟

فنادوا باسمه: يا ابن عبد الرحيم.. فأطل عليهم..!

فقالوا: قد حصلت على ما تريد .. فأين قرآنك وعلمك؟ وما فعلت صلاتك؟


فقال لقد أنسيت القرآن كله .. ولا أذكر منه إلا آية واحدة..


قوله تعالى" رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ" الحجر (2)


البداية والنهاية – 11-64


صالح المـؤذن: كان رجل بغداد يقال له صالح المؤذن , أذّن أربعين سنة, وكان يعرف بالصلاح , صعد يوما إلى المنارة ليؤذن , فرأى بنت رجل نصراني كان بيته إلى جانب المسجد , فافتتن بها


فجاء فطرق الباب, فقالت : من ؟ فقال : أنا صالح المؤذن

ففتحت له , فلما دخل ضمها إليه , فقالت : أنتم أصحاب الأمانات فما هذه الخيانة؟

فقال : إن وافقتني على ما أريد وإلا قتلتك

فقالت : لا إلا أن تترك دينك

فقال: أنا بريء من الإسلام ومما جاء به محمد ثم دنا إليها


فقالت: إنما قلت هذا لتقضي غرضك ثم تعود إلى دينك , فكل من لحم الخنزير فأكل

قالت : فاشرب الخمر فشرب


فلما دبّ الشراب فيه دنا إليها , فدخلت بيتاً وأغلقت الباب

وقالت اصعد إلى السطح حتى إذا جاء أبي زوّجني منك, فصعد .. فسقط.. فمات

فخرجت فلفّته في ثوب , فجاء أبوها فقصّت عليه القصة , فأخرجه في الليل فرماه في السكة , فظهر حديثه, فرمي في مزبلة.


ذم الهوى409


ليعلم العاقل أن العقل و الشرع يوجبان تحصيل المصالح وتكميلها وإعدام المفاسد تقليلها فإذا عرض للعاقل أمران أحدهما فيه مصلحة والآخر مفسدة فيجب عليه درء هذه المفسدة وإقامة المصلحة



قال أحدهم " قالوا جُننت بمن تهوى فقُلتُ لهم *** العِشقُ أعظَمُ مِمَّا بالمجانيـِنِ

العِشق لا يَستَفيقُ الدَّهر صاحِبُهُ*** وإنَّما يُصرَعُ المَجنونُ في الحِيـنِ



من دواعي الوقوع فـي الحـب...


- من أعظم الدواعي الفراغ فإنه إن صادف الحب قلبا خاليا سكن فيه .

- الجمال فإن منه ما يسحر ويذهب بلب الحازم .

- الحنان و الكلمات الرقيقة , وغالب من يقع في هذا من حرم من هذا الإحساس العذب , فيمل القلب اليه.

- موافقة الأفكار وتشاطرها وتبادلها.

- وهنالك نوع يأتي بلا سبب !


مراتب الناس في الحب...

يقول شمس الدين في الجواب الكافي : فعشق الناسِ النساءَ ثلاثةُ أقسامٍ:


1- عشقٌ هو قربةٌ وطاعةٌ, وهو عشق الرجل امرأته وهذا العشقُ عشقٌ نافعٌ , فإنه أدعى إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح وأكف للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله ولذلك يُحمد هذا العاشقُ عند الله عند الناس.


ويقول في القسم الثالث: عشقٌ مباحٌ لا يُملكُ , كعشقِ من وصفت له إمرأةٌ جميلةٌ , أو رآها فجأةً من غير قصدٍ فتعلّق قلبُه بها , فأورثه ذلك عشقاً


ولم يحدث له ذلك العشق معصيةً , فهذا لا يملك ولا يعاقب عليه و الأنفعُ له مدافَعَتُه والاشتغال بما هو أنفع له منه , ويجب الكتمُ والعفَّةُ والصبرُ فيه على البلوى, فيثيبه اللهُ على ذلك ويعوِّضُه على صبره لله وعفَّتِه , وتركه طاعة هواه , وإيثار مرضاةِ الله وما عنده. – بتصرف-



علاج من وقع في ذلك..


1- عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم " لم ير للمتحابين مثل النكاح " ابن ماجه غيره وصححه الألباني - اختلف في وصله وإرساله-


قال المناوي: أي إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة كذا ذكره الطيبي وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا ... – في الهامش- ففي هذا التوجيه النبوي الشريف قطع للضرر وسبب للخير في آن واحد إذ يحصل التحصين ضد وساوس الشيطان المتربص بالمرصاد لمثل ذلك الوضع وتنتج زيادة المحبة في الزواج الحاصل . دار الحديث-

وفي اللمع في أسباب ورود الحديث -الذي معنا- عن جابر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! عندنا يتيمة قد خطبها رجلان ، موسر ومعسر ، وهي تهوى المعسر ، ونحن نهوى الموسر.

فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " لم ير للمتحابين مثل النكاح ".



وقال ابن القيم في روضة المحبين" وقد اتفق رأي العقلاء من الأطباء وغيرهم في مواضع الأدوية أن شفاء هذا الداء في التقاء الروحين والتصاق البدنين..."


فالحب بين الزوجين أمرٌ محبب فلما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه؟ فقال" عائشة"


وقال عن خديجة" إنِّي رُزِقتُ حُبَّها" بخاري مسلم


2- من أنفع وأقوى العلاج تلاوة كتاب الله وحفظه وتدبره ودراسته وسماعه من التلاوات الخاشعةففيه شفاء لما في الصدور .


3- غض البصر : عن جرير بن عبدالله قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري



( نظر الفجاءة ) ويقال بفتح الفاء وإسكان الجيم والقصر الفجأة لغتان هي البغتة ومعنى نظر الفجأة أن يقع نظره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك فيجب عليه أن يصرف بصره في الحال فإن صرف في الحال فلا إثم عليه وإن استدام النظر أثم, وحصل له من الأرق والتعب والحسرة بسبب ذلك!



يقول الله" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "النور 30-31


ومما حصل في ذلك ...


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته وكان الفضل رجلا وضيئا فوقف النبي صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم

وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها ..." متفق عليه

فالبصر نافذة الروح فمنه يتسلل الشعور إلى الداخل فإما أن يكون اميناً أو يكون حقيراً فيسرق ما في النفوس من البهجة والسرور ويقطف زهرة الشباب.. فمن هذا الحديث نتعلم كيفية التعامل مع من وقع في هذا إن وقع من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم مع الفضل بأن ادار وجهه وكتم عنه التوبيخ لئلا يجرحه شعور المرهف! وليبقي في نفسه شيء من عتاب النفس والمراجعة , حتى يقر بخطئه ويرجع .


4- تَجَنُّب أماكن المحبوب الذي لا يمكن الوصول إليه بالحلال الطيب وحيل بين ذلك .


5- الاشتغال بما ينفع وإشغال النفس فيه ومن أنفع هذا بذل الخير للناس والعطاء والانكباب عليه .

6-ممارسة التمارين الرياضية النافعة فإنها تجدد الدورة الدموية وتورث النشاط وتقضي على الكآبة وتعيد للنفس بهجتها.