المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال الشّعر بين الإباحة و الكراهية و التّحريم



عابرة سبيل
08-14-2009, 12:39 AM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يُقال: الشعر كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح.

قال الله تعالى :(والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا)224-227 من سورة الشعراء.

من هم الشّعراء الذّين يتبعهم الغاوون؟ وما هو الشّعر الذّي تُذمّ كتابته وقراءته والاستماع إليه.

فعندما نقرأ أشعارا من أمثال ما كتب نزار القبّاني حين قال مثلا :
(حين رأيت الله.. في عمّان مذبوحاً.. على أيدي رجال البادية غطيت وجهي بيدي.. وصحت : يا تاريخ ! هذي كربلاء الثانية..)
وقال : (أريد البحث عن وطن.. جديد غير مسكون ورب لا يطاردني وأرض لا تعاديني)
و غيرها من الأشعار التّي تعدّت حدّ اللّغوالفاضح إلى الإلحاد و الزّندقة، نتساءل كيف لنا أن نقرأ لهم ونستمتع أو نستدلّ بما يكتبون.

وان كانت القراءة لأمثال هؤلاء الشّعراء المعاصرين لا ترجى منه فائدة كبيرة من النّاحية الأدبية بغضّ النّظر عن فحوى ما يكتبونه، فإنّ هناك من شعراء الجاهليّة ما كانت قصائدهم و معلّقاتهم مراجع لمختلف كتب التّفسير، و منابع يغترف منها ويؤمّها كلّ من يرمي الرقيّ بلغته و الارتقاء بأسلوبه الأدبيّ بغضّ النّظر عمّا تتطرّق إليه من مواضيعٍ ، لو كُتبت في العصر الحديث لأحدثت جدلا كبيرا.

ما حكم كتابة و قراءة أشعار الغزل العفيفة ؟ وهل الاشعار التّي تُكتب في شخص ما تُعتبر لغوا و حديثا لا يرجوا منه نفعا يجب تجنّبه ؟ وقد قرأتُ أنّ الرّسول ( ص ) استمع لأبيات شعريّة كثيرة لبعض الشّعراء كأميّة بن أبي الصّلت، الذّي قال فيه : "كاد أميّة بن أبي الصّلت أن يُسْلِم" و هو ما ورد في صحيح مسلم، كما قُرئت في حضرته قصائد زهير بن أبي سلمى بما تحتويه من أبيات غزل.

شكرا.

اخت مسلمة
08-14-2009, 01:11 AM
قال الله تعالى :(والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا)224-227 من سورة الشعراء.

من هم الشّعراء الذّين يتبعهم الغاوون؟ وما هو الشّعر الذّي تُذمّ كتابته وقراءته والاستماع إليه

المقصود بهذه الآية شعراء المشركين الذين تناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجاء ومسوه بالأذى أما المؤمنين فقد أستثناهم الله سبحانه وتعالى وشدّد عليهم بقوله " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لانه كان هنالك شعراء من الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سخّروا الكلمه في الشعر للأنتصار لرسول الله في الإجابة عنه .. مثل حسان بن ثابت , كعب مالك , عبدالله بن رواحه , وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل " ومنهم ايضاً الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن التابعين الأمام الشافعي .. وفي الوقت الحاضر الداعيه الشيخ عايض القرني بارك الله فيه ,وقد بارك عليه الصلاة والسلام استعداد كل من يدافع عن الأسلام بسيفه , ودعا الشعراء إلى ذكر مواطن الضعف في خصوم الدعوه حتى يشددوا عليهم الهجاء موضحاً أثره .. بقوله لرائد الشعر الأسلامي حسان بن ثابت : " أهجهم _ يعني قريشاً _ فوالله أن لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظلام "
أما الآن وفي عصرنا الحديث فالحق بين والباطل بين ومن عصرنا هذا طرفي النقيض المعنيين في الآية السابقه فنجد الاشعار الاسلامية الرائعه والتي تخدم الدعوة والتي تحكي عن الأوضاع بصدق واحساس اسلامي شفاف واضح وكذلك نجد من استعملوا هذه الهبة من الله فيما يغضبه من فاحش القول وبذيئ النظم والكلام .
وكما هو معلوم لم يثبت عن النبي نظم الشعر على الرغم من استحسانه له ليبقى ماقرره الله عز وجل عن رسول عليه الصلاة والسلام حقاً وصدقاً وهو قوله ( وما علمناه الشعر وماينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) وان كان عليه الصلاة والسلام يستحسن الشعر ويستمع له ويستنشده وليس حراماً , وذلك ماروي عن عمرو بن الشَّريد بن سويد الثقفي عن أبيه قال ( ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً , فقال : هل معك من شعر أميه بن أبي الصلت شيء ؟
فقلت نعم , قال هيه "وهي كلمه للأستزاده " فأنشدته بيتاً , فقال : هيه , فأنشدته بيتاً , فقال : هيه , ثم
أنشدته بيتاً , فقال : هيه , حتى أنشدته مائة بيت ) وهذا الحديث في صحيح مسلم بشرح النووي ويظهر من هذا الحديث أن رسول الله كان يعرف الشعراء ويميز بين اشعارهم فأذا أستحسن شي منها طلبه وأستزاد منه وماقبح منه تركه وأعرض عنه وقد كان شعر أميه بن الصلت اشتهر بشعر الحكمه وتذكر الآخره وأقراره بها برغم أنه أدرك الأسلام ومات على الكفر ومع ذلك لم يمنع رسول الله من الأستماع إلى أشعاره الحسنه لما فيها تشجيع للفضيله ونشر حسن معانيها إذن وببساطة الشعرفي الأسلام رساله من الشاعر والتزام في الحرص على الصدق واللين ومعاني الخير بما يخدم المبادىء والأهداف .
ولاجابة سؤالك حول اشعار الغزل العفيف انقل لك نص هذه الفتوى .

شعر الغزل بين الجواز والحرمة

السؤال
ماحكم شعر الغزل بالأدلة التفصيلية ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه عن الشعراء:وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ*أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ*وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً [الشعراء:227].
ويقول تعالى عن نبيه -صلى الله عليه وسلم-:وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ [يّـس:69].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه (يفسده) خير له من أن يمتلئ شعرا.
قال العلامة الشنقيطي : واعلم أن التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه أن الشعر كلام ، حسنه حسن، وقبيحه قبيح.
وعلى هذا تدل الآية الكريمة:إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً [الشعراء].
وتذكر كتب السير أن كعب بن زهير رضي الله عنه قدم المدينة خفية لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعده بسبب أبيات قالها، فنزل على أخيه بجير، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر قام فأنشده قصيدته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
فخلع عليه النبي صلى الله عليه وسلم بردته الشهيرة والتي اشتراها بعد ذلك أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه، فكان خلفاء بني أمية يتداولونها بعده، وكان في الصحابة رضي الله عنهم شعراء كبار، وكذلك كان كثير من علماء السلف الصالح من التابعين ومن بعدهم.
وشعر الغزل خاصة إذا لم يكن فاحشا مكشوفا أو معينا فلا مانع من حكايته، خاصة إذا كان لحفظ اللغة أو الاستشهاد به.وقد رأينا كيف أقر النبي صلى الله عليه وسلم كعبا وذكر السيوطي في الإتقان من علوم القرآن: أن ابن عباس رضي الله عنه قطع حديثه مع جلسائه ليسمع من عمر بن أبي ربيعة شعره.
والحاصل: أن الشعر كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وأن الغزل إذا كان بامرأة معينة وكان يغري بالفاحشة فلا يجوز للمسلم قوله ولا سماعه، أما إذا كان مبهما وبقصد الاستشهاد وما أشبهه فلا مانع منه.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

وهذه ايضا :


كتابة شعر الغزل وقراءته واستماعه

أجاب عليه: فضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح

ما حكم كتابة وقراءة والاستماع إلى شعر الغزل ؟
وماحكم كتابة الغزل في المنتديات وماهي ضوابطه؟مع العلم أن معظم الذين يكتبون في المنتديات من المراهقين أعمارهم من15 إلى 25 من الجنسين،ومن خلال مشاركتي في المنتديات أرى بعض المشاركين فيها يكتبون مواضيع فيها أشعار غزليه أو قد يكون الموضوع عاطفياً يتحدث عن مشاعر الرجل أو المرأة، فما حكم كتابة مثل هذه المواضيع؟ مع العلم بأنها ليست موجهة إلى شخص معين بل إلى نكره ؟ وما نصيحتكم لنا عندما نرى مثل هذه المواضيع أفيدونا أفادكم الله؟
ومارأيك في الداعية إلى الله الذي انشغل بالغزل وأهله أي القصائد الغزلية.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فشعر الغزل هذا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول : أن يكون أمراً عارضاً ليس مقصوداً ولا فيه فُحش فهذا جائز، ومثل هذا ما كان يفعله بعض الشعراء في الجاهلية وبعد الإسلام، وهو أنهم يسطرون في بعض قصائدهم شيئاً من الغزل كقول زهير بن أبي سلمى: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول..إلى آخره، وقد ذكرها زهير في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم،فهذا ليس مقصوداً وإنما جاء عرضاً لاعتياد الناس عليه وليس فيه فحش.
القسم الثاني : ما كان مقصوداً وفيه فُحش، ومثل ذلك الذي يسأل عنه الأخ السائل، وهو الموجود في الأغاني المعاصرة ونحو ذلك، فإن هذا لا يجوز؛ لقول الله عز وجل: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ)(القصص: من الآية 55)، وأيضاً أن هذا سبب للفتنة وما كان سبباً للفتنة فإنه يجب على المسلم أن يبتعد عنه،ويحرم عليه الجلوس في مجلس يقال فيه؛ لأن في ذلك تعاون على الإثم والعدوان الذي نهانا الله عنه فقال عزوجل: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان ) سورة المائدة آية – (2 ).
أما طالب العلم و الداعية،فنقول لا ينبغي للداعية أن ينشغل بهذه الأمور وتقدم بيان حكم هذه الأمور، الذي ينبغي على الداعية إذا كان حقاً داعية، ألا يشغل وقته بما لا يفيد وقد يكون محرما،ً فإن الوقت هو الحياة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)، أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
فعلى الداعية أن يشغل وقته في هم الدعوة والقراءة فيما يدعو إليه، ومعرفة أحوال المدعو، والنظر في أساليب الدعوة المتجددة والأخذ بها إلى آخره، وأيضاً حضور مجالس العلم والذكر وحِلَق العلماء والقراءة وتعلم العلم الشرعي؛ لكي يدعو إلى الله على بصيرة، كما قال سبحانه وتعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108).


تحياتي للموحدين