المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخوة الإنسانية !



ماكـولا
09-01-2009, 03:41 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين اما بعد


الاخوة في القران على اقسام منها القرابة الحقيقية او اخوة النسب او ... الخ
الاخوة الايمانية هذا الذي ذكره الله في القران


"إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " الحجرات 10
فتميزت الاخوة الايمانية من الاخوة الشركية فلا ينبغي اطلاق احدهما على الاخر
لثبوت لكل اخوة فلا ينبغي الخلط

مثل قوله تعالى" وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون " الاعراف 202


فخلط جنس الكفر مع جنس الايمان لا ينبغي


وهذا تماما كلمة الصاحب فهي تطلق على معان في القران والسنة فلا ينبغي الخلط بينهما


اما قوله تعالى "وإلى عاد أخاهم هودا..." الاعراف 65
"وإلى ثمود أخاهم صالحا..." هود 61
"وإلى مدين أخاهم شعيبا.." هود 84


فذكر الايات عن الانبياء في معرض الاخبار ليس إلا
والله له ان يخبر بما شاء ويقسم بما شاء وليس للمخلوق ذلك كما لا يخفى


ولذا نجد ان نوحا صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يستشهد بأن ابنه من أهله وهو كذلك اجابه رب العالمين انه ليس من أهلك! فانتفت الصلة بينهما


يقول الله " ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين " هود 45- 47


وهذا جلي عدم الاستشهاد بذلك


ثم امر اخر جميع الدعاوى سوى الاسلام باطلة كما لا يخفى لا قومية ولا انسانية ولا شيء ونحن مسلمون ملزمون بشرع الله لا غيره
كما ان عقيدة الولاء والبراء تنافي ذلك تماما


لا ادري ما نوع هذه الاخوة وان كانت اقرب الى اخوة المنزلة بين المنزلتين التي يستشهد بها المعتزلة والانسان اما مسلم واما كافر فلسلم احكامه وللكافر احكامه


قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم" بخاري


عن ابي هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه" مسلم ابوداود والترمذي وغيره


قال النووي" اتفق العلماء على الرد على أهل الكتاب اذا سلموا لكن لايقال لهم وعليكم السلام بل يقال عليكم فقط أو وعليكم"

قال القرطبي: في قوله وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه معناه لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما وعلى هذا فتكون هذه الجملة مناسبة للجملة الأولى في المعنى وليس المعنى إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم لأن ذلك أذى لهم وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب


قال ابن القيم في أحكام اهل الذمة" وقد نهى أن يبدأ اليهود والنصارى بالسلام وأمر إذا سلم أحدهم علينا أن نقول له وعليكم

وإذا كان هذا من سنة الإسلام فلا بد أن يكون لأهل الذمة زي يعرفون به حتى يمكن استعمال السنة في السلام في حقهم ويعرف منه المسلم من سلم عليه هل هو مسلم يستحق السلام أو ذمي لا يستحقه وكيف يرد عليهم وقد كتب عمر إلى الأمصار أن تجز نواصيهم يعني أهل الكتاب وألا يلبسوا لبسة المسلمين حتى يعرفوا

قلت ما ذكره من أمر السلام فائدة من فوائد الغيار وفوائده أكثر من ذلك

فمنها أنه لا يقوم له ولا يصدره في المجلس ولا يقبل يده ولا يقوم لدى رأسه ولا يخاطبه بأخي وسيدي ووليي ونحو ذلك ولا يدعى له بما يدعى به للمسلم من النصر والعز ونحو ذلك ولا يصرف إليه من أوقاف المسلمين ولا من زكواتهم ولا يستشهده تحملا ولا أداء ولا يبيعه عبدا مسلما ولا يمكنه من المصحف وغير ذلك من الأحكام المختصة بالمسلمين فلولا النهي لعامله ببعض ما هو مختص بالمسلم..."


وانا اعي تماما ان العصر الذي يتحدث عنه شمس الدين ليس له علاقة بعصرنا لأنه الزمان الذي يتحدث عنه زمن القوة والتمكين لا زمن اندثار السنن والضعف والمهانة نسال الله السلامة والعافية , ولكن هنالك خطوط وثوابت لا ينبغي تجاوزها حتى مع المحسنين من اهل الكتاب يعاملون بالحسنى ولكن لا على حساب الدين


ولقد كان على عهده صلى الله عليه وسلم والقرون الفاضلة ما هم احج اليه من ان يقولون يا اخي لكسرى وغيره
ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك
ولقد كانوا يخاطبونه بالسلام على من اتبع الهدى اسلم تسلم وليس فيها يا اخي !


وعن عراك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر فقال له أبو بكر إنما أنا أخوك فقال " أنت أخي في دين الله وكتابه وهي لي حلال" بخاري


وقال الله "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ" المجادلة22


قال الله "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ" الممتحنة 4