المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهـرة الإلحـاد والملحديـن



ماكـولا
09-01-2009, 06:15 PM
ظاهرة الإلحاد والملحدين

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من الا نبي بعده وعلى آله من عترته وصحبه
اما بعد
فهذه أمواج الفتن تتلاطم امام صوى ومنارات الإسلام وقد تراشق عليها رذاذ وزبد وفقاعات منها الإلحاد الذي أصبح له جداول صغار بين سكك بيوت المسلمين وأصبح يتأذى به المارة ويعلق في أسافل الثياب من السراويل كما هو عادته

ببادي ذي بدئ نعرف ما هو هذا الشيء حتى تكون أرضيتنا ناصعة بيضاء وما آثاره وسلبياته وأسبابه وطرق علاجه والله الموفق,,

يقول جل جلاله "يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق"
الحج 5-9

كيف عثرت على هذه الظاهرة:.
هذه الظاهرة اول ما تعرفت عليها وهي أني كنت امارس بعض الممارسات الرياضية في احدى المراكز وما ان وقعت عيني على شاب قد أطلق عن لحيته فستبشرت خيرا من انه يحيي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فما ان تقاربنا إلا وقد هالني شكله فليست عليه ملامح الإيمان ولا اهله ولا سمات المتوضئين
فسرعان ما نظرت الى ملابسه وما عليها فعرفت الى انتماءه الإلحادي...

الإلحاد:.
ل ح د : ألْحَدَ في دين الله أي حاد عنه وعدل قال الله { لسان الذي يلحدون إليه } و ألْحَدَ الرجل ظلم في الحرم وقوله تعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } و اللَّحْدُ الشق في جانب القبر. (مختار الصحاح بتصرف)

فظاهرة الكفر بالله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم والكفر بالبعث والنشور والعقاب والجزاء والجنة والنار وان هذا أساطير الأولين وخرافات وخزعبلات ما قبل النوم ليس بل الأمر الجديد بل هو متجدد من الفينة الى الفينة وبمسميات مختلفة فتارة "بالعلمانية" أو "اللادينية" أو"الشيوعية" وهو يأرز في جحره الى الوقت المناسب لخروجه فيخرج بلعابه الى حطام الدنيا وملذاتها ويدعو الى ذلك وشعاره " ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر..."

وقد توعد الله من ألحد وكذب وأعرض
قال الله "إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير "فصلت40

وقال الله "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون" الأعراف180


وذكر لنا قصة في صدد الإلحاد

قال الله"فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون (61) الصافات


قال ابن كثير "يخبر تعالى عن أهل الجنة أنه أقبل بعضهم على بعض يتساءلون أي عن أحوالهم وكيف كانوا في الدنيا وماذا كانوا يعانون فيها وذلك من حديثهم على شرابهم واجتماعهم في تنادمهم ومعاشرتهم في مجالسهم وهم جلوس على السرر والخدم بين أيديهم يسعون ويجيئون بكل خير عظيم من مآكل ومشارب وملابس وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر { قال قائل منهم إني كان لي قرين } قال مجاهد يعني شيطانا وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما هو الرجل المشرك يكون له صاحب من أهل الإيمان في الدنيا ولا تنافي بين كلام مجاهد وابن عباس رضي الله عنهما فإن الشيطان يكون من الجن فيوسوس في النفس ويكون من الإنس فيقول كلاما تسمعه الأذنان وكلاهما يتعاونان قال الله تعالى : { يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } وكل منهما يوسوس كما قال الله عز وجل : { من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس }

ولهذا { قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين } أي أأنت تصدق بالبعث والنشور والحساب والجزاء يعني يقول ذلك على وجه التعجب والتكذيب والاستبعاد والكفر والعناد { أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون } قال مجاهد والسدي لمحاسبون وقال ابن عباس رضي الله عنهما ومحمد بن كعب القرظي لمجزيون بأعمالنا وكلاهما صحيح قال تعالى : { قال هل أنتم مطلعون } أي مشرفون يقول المؤمن لأصحابه وجلسائه من أهل الجنة { فاطلع فرآه في سواء الجحيم } قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وخليد العصري وقتادة والسدي وعطاء الخراساني يعني في وسط الجحيم وقال الحسن البصري في وسط الجحيم كأنه شهاب يتقد وقال قتادة ذكر لنا أنه اطلع فرأى جماجم القوم تغلي ...

{ قال تالله إن كدت لتردين } يقول المؤمن مخاطبا للكافر والله إن كدت لتهلكني لو أطعتك { ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين } أي ولولا فضل الله علي لكنت مثلك في سواء الجحيم حيث أنت محضر معك في العذاب ولكنه تفضل علي ورحمني فهداني للإيمان وأرشدني إلى توحيده { وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله }

وقوله تعالى : { أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين } هذا من كلام المؤمن مغبطا نفسه لما أعطاه الله تعالى من الخلد في الجنة والإقامة في دار الكرامة بلا موت فيها ولا عذاب ولهذا قال عز وجل : { إن هذا لهو الفوز العظيم }"


أسباب الإلحاد:.
ذكر الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أسباب تتلخص فيما يلي:.

1-الكنيسة الأوروبية:.

لقد كانت الكنيسة الأوروبية سبباً غير مباشر أحياناً وسبباً مباشراً أحياناً أخرى في نشر الإلحاد والزندقة والكفر الكامل بوجود الله وذلك لأن القائمين على هذه الكنيسة من الرهبان والقساوسة أدخلوا في دينهم كثيراً من الخرافات والخزعبلات، وجعلوها عقائد دينية، كرفعهم عيسى عليه السلام من مرتبة البشرية إلى الألوهية

وظهور فكرة الخطيئة والصلب والخلاص وأضافوا إلى ذلك كثيراً من الخرافات الدارجة عن الأرض والكون والحياة، وعندما بدأ عصر النهضة الأوربية واكتشف بعض العلماء حقائق جديدة عن الأرض والكون والحياة هب الرهبان والقساوسة ينكرون ذلك، ويتهمون من يعتقد بالحقائق الجديدة ويصدق بها بالكفر والزندقة ويوعزون إلى السلطات الحاكمة بقتلهم وحرقهم بالنار، ولقد لقي كثير من العلماء هذا المصير المؤلم جزاء مخالفتهم لآراء الكنيسة..

ولكن حركة العلم لم تتوقف واستطاع العلماء أن يقدموا كل يوم براهين جديدة على نظرياتهم العلمية وابتدأت آراء الكنيسة ومعتقداتها تهزم كل يوم هزيمة جديدة وكانت الجولة في النهاية لعلماء المادة على رجال الكهنوت فاندفع الناس نحو الإيمان بالعلم المادي كإله جديد سيحمل الرخاء والقوة والرفاهية للناس، وفتش الناس أسرار الكنيسة فهالهم ما رأوه من فساد أخلاقي بين الرهبان والراهبات وأرادوا التخلص إلى غير رجعة من السلطان الكهنوتي والقهر الزمني الذي مارسته الكنيسة ضدهم ومن الإتاوات والضرائب التي فرضتها الكنيسة على رقابهم فكان الرفض الكامل لكل المعتقدات الدينية والكراهية العامة لكل عقيدة تنادي بالإيمان بالغيب واتهام الرسل جميعاً بالكذب والتدليس وهكذا برزت الموجة الأولى من موجات الإلحاد العالمي


2- مظالم العالم الرأسمالي:.

ما كادت أوربا تتخلص جزئياً من سلطان الكنيسة ويكتشف الناس قوة البخار والآلة حتى تحول الناس من الزراعة إلى الصناعة، وهرع أهل الإقطاع إلى التصنيع فامتلكوا المصانع الكبيرة وحازوا الثروات الضخمة واستغلوا العمال استغلالاً فاحشاً وانتشرت المظالم الهائلة وظهرت الطبقات المتفاوتة من رأسماليين جشعين إلى عمال فقراء مظلومين، وكان رؤية هذا الظلم الجديد،
ومساندة رجال الدين أو سكوتهم عنه سبباً جديداً في انتشار الإلحاد والشك في وجود الله، واتهام الدين بمساندة الظلم أو عجزة عن تقديم حل ناجح لمشكلات الإنسان على الأرض وابتدأت العقائد الدينية تنحسر انحساراً جديداً عن حياة الناس وابتدأ الناس يعملون أفكارهم في خلق عقائد تستطيع أن تحل مشكلاتهم على الأرض، وتقنع عقولهم وعجزت الكنيسة الأوروبية أيضاً عن تقديم هذا العلاج للناس.

3- ظهور المذاهب الاقتصادية الإلحادية:.

كان العامل الثالث الذي ساعد على انتشار موجة الإلحاد هو ظهور المذاهب الاقتصادية الإلحادية وخاصة الشيوعية التي بشر بها كارل ماركس...
فبالرغم من أن هذا المذهب ينطلق من منطلق اقتصادي ويستهدف حسب إعلان المبشرين به معالجة المظالم الرأسمالية الفردية والسيطرة على مجتمع اشتراكي يعمل فيه كل إنسان حسب طاقته ويأخذ حسب حاجته فقط، إلا أن القائمين على هذا المذهب الاقتصادي صبغوه بالصبغة العقائدية وأعطوه أبعاداً أخرى غير اقتصادية فزعموا أن الحياة التي يعيشها الناس حياة مادية فقط
وأنه لا يوجد روح ولا بعث ولا إله، ولا حياة أخرى وأن الناس منذ وجدوا لا هم لهم إلا المصالح المادية وزعموا أن ظهور الأديان إنما كان من فعل الأغنياء ليلبسوا على الفقراء ويستغلوهم وأن الأخلاق كالأمانة والعفة والصدق ما هي إلا نتاج خبيث للفكر الديني الذي يريد أن يخدم المصالح الرأسمالية، واعتقد الشيوعيون لذلك أن الأنبياء ما كانوا إلا دجالين أرادوا بنشر أديانهم تخدير الشعوب لتستنيم للظلم والقهر..


4- اقتران الإلحادية بالقوة المادية:

وذلك أن الناس رأوا أن أوربا لم تتقدم وتمتك القوى المادية وتكتشف أسرار الحياة إلا بعد أن تركت أفكار الكنيسة وعقائدها. وأن دولة كروسيا لم تصبح دولة عظمى إلا بعد أن أعلنت أنها دولة إلحادية، ورأوا مع ذلك أن الدول التي ما زالت تتمسك بالدين دولاً متخلفة في القوة والصناعات
فظن الناس لذلك أن الإلحاد سبب للقوة والعلم، وأن الدين يعني التخلف والجهل، ولما كان للعلم المادي آثاره الظاهرة والباهرة من تيسير حياة الإنسان على ظهر الأرض ونشر الرفاهية والرخاء فإن الناس انصرفوا عن العقائد الدينية وآمنوا بالعلم المادي كإله جديد قادر على أن يذلل لهم كل الصعاب على هذه الأرض...

5- هزيمة العالم الإسلامي أمام الهجمة الأوربية:

ولما كان العالم الإسلامي في غاية التخلف والفقر والضعف العسكري والسياسي، فإنه لم يصمد طويلاً أمام الهجمة الأوربية الاستعمارية، وكان للهزيمة العسكرية التي مني بها المسلمون أمام الغزو الأوربي أثرها البعيد في زلزلة العقائد الإسلامية، وانحسارها أمام المد الإلحادي الذي حمله المستعمرون الأوربيون، وطفقت الشعوب الإسلامية، تقلد المستعمر الأوربي وتتشبه بأخلاقه وعاداته، وتدخل في عقيدته الإلحادية ظناً منها أن الأوربيين لم يصلوا إلى القوة إلا برفضهم للدين، وكانت هذه خطيئة جديدة وسبباً آخر أسهم في الظاهرة الإلحادية العالمية

6- الحياة الجديدة ومباهج الحضارة:

مغريات الحياة، فالمراكب الفخمة من سيارات وطائرات، وقطارات، ووسائل الاتصال ووسائل الراحة والتسلية، والمطاعم والمشارب الفاخرة، والألبسة الأنيقة، والتفنن العجيب في التلذذ بالحياة، والجري وراء الشهوات والمغريات كل هذا فتح على الناس ألواناً لم يعهدوها من الاستمتاع بالحياة، والانغماس في الشهوات والملذات.

ولما كان الدين بوجه عام ينهى عن الإسراف ويأمر بالقصد والاعتدال، ويحرم الاستمتاع بالحرام كالخمر والزنا والتعري فإن الناس الذين يجهلون سر أمر الدين بذلك ظنوا أن هذه قيوداً على حريتهم، وحجراً لملذاتهم وشهواتهم فازدادوا لذلك بعداً عن الدين، وكراهية لمن يذكرهم بالآخرة ومن يحذرهم من نار أو يطمعهم في جنة. وبذلك أيضاً ازدادت غربة العقائد الدينية وانتشرت عقائد الإلحاد والزندقة.

7- دوامة الحياة:

كان لانطلاق الناس الصارخ نحو العب من الحياة والاستمتاع بكل ما أفرزته الحضارة الغربية من ملهيات ومغريات، واقتناء كل مستطاع من وسائلها الحديثة أثره البالغ في انشغال الناس عن كل شيء حتى عن أنفسهم، فضاعف الناس ساعات عملهم طمعاً في المزيد من الأجور ولتحصيل المزيد من وسائل الراحة...
قال الله" يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " فاطر 5

وقال جل وعلا" يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون "المنافقون 9-11

وهكذا بدأت دوامة الحياة تطحن الإنسان المعاصر وتشغله في ليله ونهاره ولا تترك له فرصة للتفكير في نفسه أو في مصيره فهو يعمل في متجره أو مصنعه ويعود لملهياته وشهواته ثم يعود إلى عمله وهكذا

دون أن تترك له الحياة المعاصرة وقتاً للفراغ يستطيع فيه أن يفكر في حقائق الدين، وأن يجيب عن الأسئلة الخالدة التي تتردد داخل كل نفس: من خلق هذا الكون؟ ومن خلقنا؟ ولماذا خلقنا؟ وإلى أين نسير؟ وهل لهذا العالم نهاية؟ وهل له من بداية؟ ولماذا يعيش الناس متفاوتين
يقول الله " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير "الشورى 27

فهذا غني وهذا فقير، وهذا ظالم، وذاك مظلوم، وهذا قاتل، وذاك مقتول؟ وفيم كل هذا؟ بل بقيت هذه الأسئلة حائرة في أكثر النفوس وبلا جواب وذلك أن الإنسان المعاصر المستهلك الذي تطحنه دوامة الحياة لا يجد وقتاً للتفكير في كل هذه الأسئلة.

ماكـولا
09-01-2009, 06:18 PM
أثر الإلحاد في حياة الإنسان:.

1- القلق والصراع النفسي:

فالأمراض والكوارث، وفقد بعض الأهل والأحبة، والمصائب التي تصيب الإنسان ولا بد تفرض على الإنسان أن يفكر في مصيره ومستقبله، ولما كان الإلحاد عقيدة جهلانية لأنه يقوم على افتراض عدم وجود إله - فإنه لا يقدم شيئاً يخرج هذا الإنسان من الحيرة والقلق والالتباس
ويبقى لغز الحياة محيراً للإنسان ويبقى رؤية الظلم والمصاعب التي يلاقيها البشر في حياتهم كابوساً يخيم على النفس ويظل الإلحاد عاجزاً عن فهم غاية الحياة والكون، ولا يقدم للإنسان إلا مجموعة من الظنون والافتراضات لا تقنع عقلاً ولا تشفي غليلاً ومع إلحاح نداء الفطرة الداخلي وتردد تلك الأسئلة الخالدة في النفس يظل الإنسان قلقاً معذباً.

وهذا مصداق لقوله تعالى"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى "طه124

وقال جل وعلا "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون" الأنعام 125

قال القرطبي "وقال الزجاج : الحرج : أضيق الضيق فإذا قيل : فلان حرج الصدر فالمعنى ذو حرج في صدره..."
قال ابن كثير"قد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال : هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير"

-كأنما يصعد في السماء- "قال القرطبي" من الصعود وهو الطلوع شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق"


3- فقد الوازع والنزوع إلى الإجرام:

لأن الإلحاد لا يربي الضمير، ولا يخوف الإنسان من إله قوي قادر يراقب تصرفاته وأعماله في هذه الأرض فإن الملحد ينشأ غليظ القلب عديم الإحساس قد فقد الوازع الذي يردعه عن الظلم ويأمره بالإحسان والرحمة.
بل على العكس من ذلك فإن الإلحاد يعلم أتباعه أنهم وجدوا هكذا صدفة ولم يخلقهم خالق أو أنهم خلقوا أنفسهم وأنهم حيوانات أرضية كسائر الحيوانات التي تدب على الأرض وبذلك يغلظ إحساسهم ويتنامى شعورهم بالحيوانية والانحطاط ويتجهون إلى إثبات ذواتهم بالإغراق في الشهوات والملذات،
وإذا منعتهم ظروفهم المعاشية أو القوانين الوضعية البشرية عن بلوغ غاياتهم وأهدافهم الحيوانية فإنهم يقومون بالتغلب على تلك الظروف وذلك إما بالحيلة والمكر وإما بالقوة والغلبة وفي كلا الأمرين لا يجد الإنسان الملحد رادعاً داخلياً يردعه لأنه لا يخاف رباً ولا يرجو حساباً.
وهذا مصداق لقوله تعالى" والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم" محمد 12


4- هدم النظام الأسري:
من لوازم ذلك تدمير المجتمع الإنسان وتفكيكه...
وذلك أن نظام الاجتماع البشري لا يكون صالحاً سليماً إلا إذا كانت اللبنات التي تشكل هذا النظام صالحة سليمة وعندما فسدت البشرية فسدت الروابط الأسرية فالزوج الفاسد المنحل لا بد وأن يمتد فساده إلى زوجته وأولاده، والزوجة الفاسدة التي لا تراقب الله سبحانه وتعالى ولا تخافه لا بد وأن ينعكس هذه على أسرتها كلها:

زوجها وأولادها، وكذلك الابن الفاسد الذي لا يراعي حرمة لوالد أو والدة، ولا حقاً لله سبحانه وتعالى وكذلك البنت الفاسدة
وهكذا ابتدأنا نسمع في ظل الإلحاد المعاصر عن انهيار عقد الزواج الشرعي الشريف الذي يقصر المرأة على رجل واحد وتقيم علاقات متوازنة بين الأزواج ويوزع المسئولية في الأسرة توزيعاً عادلاً موافقاً للفطرة البشرية التي خلق الله عليها كلاً من الذكر والأنثى، وبانهيار عقد الزواج الشرعي أصبحت علاقات الأزواج علاقة متعة ومنفعة مجردة وبذلك قلت التضحيات التي لا بد منها فالزوج المخلص الوفي لا بد وأن يضحي بشيء من شهواته في سبيل أسرته، والزوجة الوفية كذلك التي قد تضطرها ظروفها أن تعيش مع زوج فقير أو مريض وأن تكافح لخدمة غيرها وتربية أولادها.

ولكن في ظل العقيدة الإلحادية التي لا تؤمن بالآخرة ولا بالجزاء، فإنه لم يبق ما يحمل بالزوج أو الزوجة على التضحية والفداء.
وكذلك الحال بالنسبة للأبناء أيضاً الذين يتعلمون في ظل التوحيد أن يعبدوا الله بالإحسان إلى آبائهم، وأن يجاهدوا في سبيل مرضاتهم وكفالتهم في أحوال العجز والكبر ولكن العقيدة الإلحادية التي تقوم على النفعية المادية تنظر إلى خدمة الآخرين على أنه سخافة وغباء ما دام أنه لا يحقق نفعاً قريباً.

وبهذا ماتت المشاعر الجميلة والروابط الطبيعية التي كانت تمسك بزمام الأسرة وتؤلف بين قلوب أفرادها.
وبانهيار مشاعر القربى والرحم كالأخوة والأبوة والعمومة ونحوها انهدمت متعة عظيمة من المتع الروحية والنفسية التي لا غنى عنها للإنسان
وحل مكان ذلك المتع الجسدية المادية البليدة وبهذا تحول الإنسان شيئاً فشيئاً نحو الحيوانية والمادية وتفككت بذلك أيضاً عروة الأرحام والقرابة بعد أن تفككت الأسرة وقيمها الجميلة.
وبهذا أضحى الطلاق وهجران البيوت وخيانة الزوجية شيئاً عادياً يومياً، وأصبح الرجل يرى أصدقاء ابنته ولا يأبه لذلك بل يدفعها لهذا، وكذلك يرى صديقات ابنه ولا يأبه لذلك لأن الناس آمنوا في ظل الإلحاد أن على كل إنسان أن يسلك السبيل الذي يريد، وأن كل إنسان مسئول عن نفسه فقط.

ماكـولا
09-01-2009, 06:27 PM
شبه والرد عليها:.

1-ان كان الإسلام والتوحيد هو الحل فلماذا يتركنا الله على ما نحن عليه اليس هذا من أكابر الأدلة على عدم وجوده؟؟

وهذا ما نكاد نصبح ونمسي الا على هذه المقالة الغاشمة
ولو تدبر المتدبر وتأمل المتأمل لعرف لِما تركنا الله على هذه الحالة
وما ذاك الا لتنكبنا عن طاعته و سلوك غير الطريق المؤدي لمرضاته سبحانه وتعالى
ولو قدر ان رجلا في إحدى الشركات أساء ولم يحسن العمل او عمِل غير العمل المأمور به لطرد منها ولما عد ذلك إساءة منها لموظفيها
فكيف بعباد الله المأمورين بعبادته وحده ودعوة الخلق لهذا
ألم يقل الله" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
ألم يقل الله " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.."

2- محمد -صلى الله عليه وسلم – شخصية وهمية ولو وجدت لكان رجل عاديا موصوف بكرائم الأخلاق وحسن السمت والشجاعة وغير ذلك من الفضائل التي تقدسها العرب فبتالي قدسوه لأجل هذا وصنعوا منه نبيا وما هي الإ عبارة عن شفافية الروح ورياضة صقل بها نفسه فصدر منه من الحكم ما صدر!!!

وهذا لون من الألوان الكفرية القاتمة التي تعتم صفو الإيمان في القلوب
اما بالنسبة لكونها شخصية وهمية فهو خرط القتاد... ولو قدر أن أحد أنكر أحد كبار متزعمي المذاهب الكفرية لقاموا ولم يقعدوا
اما بالنسبة لديننا فهو عندنا من مئات السنين بالسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليس كغيرنا
فترة الإنقطاع بين رجالاته مالا تقل عن 100 سنة وهذا عدا الموصوف منهم بالكذب والدجل والتدليس وإنفصام الشخصية ....
فأين الثرى من الثريا!! وأين السمك من الحوريا
اما بالنسبة لما يسمونه حِكما فإن التحدي لا يزال قائما
فقد قال الله" وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين " 23البقرة

ولقد حاول أعداء الله المحاولات المضحكة في إنشاء كتاب مثل كتاب الله من كتاب الفرقان والى غيره من كتب الترهات

ولقد كانت لمسيلمة الكذاب اليد الطولى في ذلك فقد ذكر ابن كثير شيء من هذا" لما قدمت وفود بني حنيفة على الصديق قال لهم أسمعونا شيئا من قرآن مسيلمة فقالوا أوتعفينا يا خليفة رسول الله
فقال لا بد من ذلك
فقالوا كان يقول يا ضفدع بنت الضفدعين نقي كما تنقين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء وذنبك في الطين

وكان يقول والمبذرات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر رفيقكم فامنعوه والمعتر فآووه والناعي فواسوه

وذكروا أشياء من هذه الخرافات التي يأنف من قولها الصبيان وهم يلعبون فيقال إن الصديق قال لهم ويحكم اين كان يذهب بقولكم إن هذا الكلام لم يخرج من أل وكان يقول والفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل

وكان يقول والليل الدامس والذئب الهامس ما قطعت أسد من رطب ولا يابس
وتقدم قوله لقد أنعم الله على الحبلى اخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى

وأشياء من هذا الكلام السخيف الركيك البارد السميج وقد أورد أبو بكر ابن الباقلاني رحمه الله في كتابه إعجاز القرآن أشياء من كلام هؤلاء الجهلة المتنبئين كمسيلمة وطليحة والأسود وسجاح وغيرهم مما يدل على ضعف عقولهم وعقول من اتبعهم على ضلالهم ومحالهم وقد روينا عن عمرو بن العاص أنه وفد الى مسيلمة في ايام جاهليته فقال له مسيلمة ماذا أنزل على صاحبكم في هذا الحين
فقال له عمرو لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة فقال وما هي قال أنزل عليه والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

قال ففكر مسيلمة ساعة ثم رفع رأسه فقال ولقد أنزل على مثلها فقال له عمرو وما هي فقال مسيلمة ياوبر ياوبر إنما أنت ايراد وصدر وسائرك حفر نقر ثم قال كيف ترى يا عمرو فقال له عمرو والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب..." البداية والنهاية 6-326

ماكـولا
09-01-2009, 06:33 PM
طرق علاج هذه الظاهرة:.

1- الدعوة الى التوحيد الخالص:.

قال الحكيم العليم " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "آل عمران 85
قال ربنا "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لاإله إلا أنا فاتقون " النحل2

قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة}

وجعل الله سبحانه وتعالى الهدف الأول من وجود الإنسان على هذه الأرض هو أن يعبد الله سبحانه وتعالى قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وبهذا جعل الدين الإسلامي هدف الإنسان على الأرض أن يعرف ربه سبحانه وتعالى ويوحده، ويعبده وحده لا شريك له

ويدلهم على ربهم القدير سبحانه الذي أحسن كل شيء خلقه وأمرهم أن يتفكروا في خلق السموات والأرض، وفي خلق أنفسهم، وتعهد سبحانه أن يرى العباد من آياته في الآفاق ما يحملهم حملاً على هذه القضية كما قال سبحانه وتعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}.

والأدلة الكونية المشاهدة ليست هي الأدلة الوحيدة التي نصبها الله للدلالة عليه، بل إن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ومؤيدين من قبله سبحانه وتعالى بالأدلة والبراهين العظيمة على وحدانية الله سبحانه وتعالى، وأنه خالق الكون، رب العالمين المستحق وحده للعبادة

2- الدعوة الى نشر السنة بفهم سلف الأمة:.

وهذه دعوى لإحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم وأيامه- من مصادرها البخاري ومسلم والنسائي وابوداود والترمذي وابن ماجه- وإماتة البدع والخراقات
فبها تحيى القلوب وتنشط النفوس وتشرق الوجوه
قال الله " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" النحل 97

يقول جل وعلا "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" 28الرعد

وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العلم لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم" الترمذي وغيره وصححه الألباني

(نضر الله) أي رزقه الله النضرة والبهاء والجمال والحسن في وجهه
(لا يغل ) من الإغلال وهو الخيانة . ويروى " يغل " من الغل وهو الحقد والشحناء . ويحتمل أن يكون قوله " عليهن " حال من القلب الفاعل . فيكون المعنى قلب الرجل المسلم حال كونه متصفا بهذه الخصال الثلاث لا يصدر عنه الخيانة والحقد والشحناء ولا يدخله مما يزيله عن الحق . ويحتمل أن يكون قوله " عليهن " متعلقا بقوله " يغل " أي لا يخون في هذه الخصال أي من شأن قلب المسلم أن لا يخون ولا يحسد فيها بل يأتي بها بتمامها بغير نقصان في حق من حقوقها .

( إخلاص العمل لله ) معنى الإخلاص أن يقصد بالعمل وجهه ورضاه فقط دون غرض آخر دنيوي أو أخروي أو لا يكون له غرض دنيوي من سمعة ورياء .

فالأول إخلاص الخاصة والثاني إخلاص العامة
وقال الفضيل بن عياض العمل لغير الله شرك وترك العمل لغير الله رياء . والإخلاص أن يخلصك الله منها .
( والنصح ) أي إرادة الخير ولو للأئمة . ( ولزوم جماعتهم ) أي موافقة المسلمين في الإعتقاد والعمل الصالح


وأيضا الإعتناء بالقلب وإجتناب كل ما يؤذيه من هوام الهم

عن النعمان بن بشير يقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى أوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". متفق عليه


3- العناية بالتربية الخلقية:

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق. أحمد وصححه الأرناؤوط

جعل الإسلام الهدف الدنيوي الأرضي لرسالته هو إقامة العدل في الأرض وإسعاد الإنسان عليها، ولذلك وجه الإسلام وجوه الداخلين فيه إلى العمل لخير الناس ولذلك أوجب على المسلمين جميعاً الدعوة إليه كما قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} أي لتكونوا جميعاً أمة داعية إلى الخير، وقال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} وفي سبيل دعوة الناس إلى الخير والهداية أمر الله المؤمنين بالصبر في ذلك وتحمل الأذى حتى لا ينفر الناس من هذا الدين واتخاذ الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى سبيلاً ومنهجاً، وهكذا امتلأت قلوب المسلمين بمحبة الخير للناس ورغبة هدايتهم وإنقاذهم ظلمات الشرك والكفر والإلحاد إلى نور الهداية والإسلام
وجاء الإسلام بعد ذلك بالبر والإحسان والرحمة بالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وكل محتاج، وجعل للجار حقوقاً على جاره، وللصديق حقاً على صديقه وكذا للصاحب والزميل، بل لكل مسلم على مسلم حقوقاً كرد السلام، وإجابة الدعوة وتشميت العاطس وعيادة المريض، واتباع الجنائز، ونهى عن ظلم المسلم واحتقاره، وخذلانه، وهجرانه فوق ثلاث والبيع على بيعه، والخطبة على خطبته، والتجسس عليه وحسده، وبغضه، وغيبته، وسبه وجعل هذا من الفسوق والإثم الذي يعاقب فاعله بأشد العقوبات. وهكذا أصبح الإسلام رسالة إنسانية كاملة يأمر أتباعه بزرع الخير أنى وجدوا، وفي أي مكان يكونون فيه، ومع كل إنسان ولو كان كافراً إلا أن يكون محارباً خارجاً بالسيف على المسلمين، وأما إن كان مسالماً مستأمناً أو معاهداً فقد أمرنا الله بالإحسان إليه وبره مع كفره أو فسقه وخروجه عن الإيمان.

وبهذه الروح الطيبة التي يخلقها الإسلام في نفوس أتباعه ويغرسها فيهم ينشأ المسلم الطيب القلب العلي الهمة نقي السريرة، فإذا توجه المسلم في كل ذلك نحو ربه مراقباً لله عاملاً لمرضاته، مربداً وجهه كان أبعد الناس عن الإلحاد والكفر والزندقة، أقرب الناس إلى ربه وخالقه ومولاه لأن أعماله وأقواله جميعاً ستكون عبادة خالصة، وسيكون قلبه دائماً وأبداً متصلاً بربه ذاكراً له شاكراً لأنعمه كما قال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.


إركب معنا...

هذه دعوة لكل من ابتلي بشيء من هذا أن إركب معنا ولا تكن مع الكافرين
ولا تقل سآوي الى جبل ولا الى ركن فإنه لا عاصم يومئذ من الله
وإن إستطعت أن تنفذ بالمجادلة والحلفان بالدنيا فهيهات في الآخرة
"يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" المجادلة 18-19
فقم فتوضوء بماء التوبة وتمضم مما قلت وتفوهت وإغسل وجهك فقد علاه الدنس وإغسل يديك مما إقترفته في جنب الله وامسح رأسك مما علاه
وإغسل رجليك فقد توحلت في الطين
ثم قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
فقد فتحت لك أبواب الجنة الثمانية تدخل من أيها شئت يومئذ
وقم فكبر الله اكبر لتقف وقوف الذليل امام ربك الجليل
فإن من توضأ فأحسن الوضوء فصلى ركعتين لا يحدث بهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
والله أسئل أن يتقبل توبتنا وأن يتجاوز عن سيئاتنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه

استفيدت اكثر هذه المادة من رسالة للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

فتى الإسلام
09-02-2009, 01:52 AM
جزاك الله ألف خير ..

حفيد العوام
09-02-2009, 04:32 PM
جزاك الله خير يا أخي الكريم

ماكـولا
09-10-2009, 01:53 PM
جزاك الله ألف خير ..

حفظكم الله وبارك فيكم

ماكـولا
09-10-2009, 01:55 PM
جزاك الله خير يا أخي الكريم

شكر الله لكم وبارك فيكم