لحظات للعمر كله
05-31-2005, 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
نتحدث عن الإمام حسن البنا ... و أبدأ من النهاية ... عفوا عند الحديث عن البنا فآنه لا معنى للنهاية .. لأن كل شيء بدأ عندما اغتيال حسن البنا ...
ما سأحكيه لكم .. ليس فلم (أكشن ) .. كان فيه المخرج مبالغا بعض الشيء ... ليس رواية خيالية .. و إنما قصة حقيقية
تمثل حقد و غدر السلطة الحاكمة في مصر على شخص .. شهد له العالم بأجمعه .. و يكفي أن نذكر أن في التصنيف العالمي الصادر عن دول اوروبا و الذي يحتوي على تعداد للأكثر الأشخاص تأثرا في القرن العشرين .. يكفي أن اسم حسن البنا كان احد هذه الإسماء .. هذا باعتراف المسيحيين !!! لكن للأسف يبدو أن ذوي القربى و أبناء العمومة لم يقدمو لهذا الشخص حفه .. و لم يجدوا سوى رصاصات الغدر .. و أفلام عادل الإمام ليقدموها لهذا الشخص .. لكن هيهات .... فحتى أفلام عادل امام التافهة .. و حتى تلك الرصاصات الغادرة .. لا يمكن أن تنسينا حسن البنا ..
و ستبقى اللحظات التي عرفناها عن الامام المجدد . ستبقى هذه اللحظات
( لحظات للعمر كله)
المكان .. غرفة يبدو عليها ملامح الثراء .. تقع في أحد الأحياء الراقية في القاهرة
جلس الملك .. يطرق مكتبه طرقات خفيفة .. لكن يبدو عليه التوتر الشديد .. و حول الملك يجلس عدد من ضباط المخابرات المصرية يحترمون صمت الملك .. بعد عدة دقائق .. يبدأ الملك الكلام ..
الملك : الوضع غير محتمل ... هذا لم يكن في الحسبان .. من أبن جاء هؤلاء الملتحون ليزيدوا الدنيا تعقيدا ؟؟
أحد الضبط : تقصد الأخوان ؟؟
الملك : طبعا ومن أقصد غيرهم ؟؟
أحد الضباط : يبدو أن شعبية هؤلاء بدأت بالتنامي حتى فاقت حد التحمل.. و الأكثر اثارة للقلق .. ان حسن البنا قد بنى جيشا له .. و الناس صاروا يتلمسون منه و كأنه ملاك !!
ضابط آخر : تقاريرنا تشير إلى أن حسن قد أرسل المدعو محمود لبيب الخبير العسكري لتدريب الفلسطينيين .. كما انه قام بإرسال المؤمن و السلاح إلى الفلسطينيين .. و يبدو أن الساسة في انجلترا و اليهود قد بدأوا بالشعور بالقلق ..
ضابط آخر : لقد قام حسن بارسال الكتيبة الأولى من المسلحين في 20 أكتوبر 1947 لمساعدة الفلسطينيين ..
الملك : يبدو أن أوامرنا بحل جماعة الإخوان قد زادت في شعبيتهم .. نسجن واحد منهم ... فيقوم بتنظيم عشرة داخل السجن .. و يبدو أن اعتقالنا للمزيد قد يؤدي إلى انفجار ثورة ضدنا ..
الضابط : ما رأيك أن نقوم بسجن حسن البنا و بذلك نكون قد ضربنا الإخوان ضربة مميتة ؟
الملك ( بغضب ) : لا .. لا ... حسن البنا لا يستحق السجن .. لا يستحق السجن ..
الضباط بدهشة : ماذا تقول سيدي الملك ؟؟ حسن البنا لا يستحق السجن ؟؟
الملك .. نعم لا يستحقه .. يستحق أن يقتل .. أريد أن أرى جثته .ز حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر..
الضابط : سيدي ..
الملك : لم أنهي كلامي .. أريد أن يموت ميتة يذكرها التاريخ .. أريد أن يصبح عبرة لمن لا يعتبر.
الضابط : أمرك سيدي .. متى تحب أن تكون عملية الإغتيال ..؟؟
الملك : 12 فبراير ..
الضابط : و لماذا هذا التاريخ بالذات ؟
الملك : لأن 11 فبراير يكون يوم عيد ميلادي .. و هذه أفضل هدية تهدونني إياها ..
الضباط يضحكون .. و تترقرق ابتسامة خبيثة على شفتي الملك ...
المكان: جمعية الشبان المسلمين ...
الزمان : 12 فبراير 1949
أحد الشباب ينظر إلى حسن البنا .. يتأمل جبهته البيضاء .. و لحيته القصيرة التي اختلطت بالشيب .. يتأمل جسده القوي .. يتأمل الشيخ حسن البنا و هو ينظر للشباب الجالسين .. يشد على أيديهم .. و يرفع معنوياتهم ..
يذكر كيف سمع عن الشيخ حسن البنا أنه كان يضرب به المثل في بر الوالدين .. فقد كان يأبى إلا ان ينادي والده ( بسيدي الرجل الفاضل )
ثم خرج هذا الشاب من أفكاره .. حين بدأ الشيخ بالكلام ..
أحب أن أصارحكم، إن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم الكثير من المشقات وسيعترضكم كثير من العقبات، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجهكم كل الحكومات على السواء، وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم .
وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم وسيستعينون من أجل ذلك بالحكومات الضعيفة، والأخلاق الضعيفة، والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال، وعليكم بالإساءة والعدوان، ويثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة وأن يظهروها للناس في أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم } يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون{ [التوبة32].
وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان، فتسجنون وتعتقلون وتقتلون وتشردون، وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان } أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون { [العنكبوت20].. ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين } يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم{ [الصف10] } فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين { [الصف14]. فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟
هتف الشبان بصوت قوي واحد : نعم .. أنصار الله ..
ارتسمت ابتسامة على شفتي حسن البنا .. و لمعت عيناه بالأمل .. و عرف انه أدى دوره
نهض الشيخ .. و سلم على الشباب و عانق بعضهم . ثم خرج من الباب .. و مشى في ممر الجمعية . و عند الباب هم بالركوب في سيارته ..... و عندها ....... .....................................
نكمل في الحلقة القادمة
و شكرا
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
نتحدث عن الإمام حسن البنا ... و أبدأ من النهاية ... عفوا عند الحديث عن البنا فآنه لا معنى للنهاية .. لأن كل شيء بدأ عندما اغتيال حسن البنا ...
ما سأحكيه لكم .. ليس فلم (أكشن ) .. كان فيه المخرج مبالغا بعض الشيء ... ليس رواية خيالية .. و إنما قصة حقيقية
تمثل حقد و غدر السلطة الحاكمة في مصر على شخص .. شهد له العالم بأجمعه .. و يكفي أن نذكر أن في التصنيف العالمي الصادر عن دول اوروبا و الذي يحتوي على تعداد للأكثر الأشخاص تأثرا في القرن العشرين .. يكفي أن اسم حسن البنا كان احد هذه الإسماء .. هذا باعتراف المسيحيين !!! لكن للأسف يبدو أن ذوي القربى و أبناء العمومة لم يقدمو لهذا الشخص حفه .. و لم يجدوا سوى رصاصات الغدر .. و أفلام عادل الإمام ليقدموها لهذا الشخص .. لكن هيهات .... فحتى أفلام عادل امام التافهة .. و حتى تلك الرصاصات الغادرة .. لا يمكن أن تنسينا حسن البنا ..
و ستبقى اللحظات التي عرفناها عن الامام المجدد . ستبقى هذه اللحظات
( لحظات للعمر كله)
المكان .. غرفة يبدو عليها ملامح الثراء .. تقع في أحد الأحياء الراقية في القاهرة
جلس الملك .. يطرق مكتبه طرقات خفيفة .. لكن يبدو عليه التوتر الشديد .. و حول الملك يجلس عدد من ضباط المخابرات المصرية يحترمون صمت الملك .. بعد عدة دقائق .. يبدأ الملك الكلام ..
الملك : الوضع غير محتمل ... هذا لم يكن في الحسبان .. من أبن جاء هؤلاء الملتحون ليزيدوا الدنيا تعقيدا ؟؟
أحد الضبط : تقصد الأخوان ؟؟
الملك : طبعا ومن أقصد غيرهم ؟؟
أحد الضباط : يبدو أن شعبية هؤلاء بدأت بالتنامي حتى فاقت حد التحمل.. و الأكثر اثارة للقلق .. ان حسن البنا قد بنى جيشا له .. و الناس صاروا يتلمسون منه و كأنه ملاك !!
ضابط آخر : تقاريرنا تشير إلى أن حسن قد أرسل المدعو محمود لبيب الخبير العسكري لتدريب الفلسطينيين .. كما انه قام بإرسال المؤمن و السلاح إلى الفلسطينيين .. و يبدو أن الساسة في انجلترا و اليهود قد بدأوا بالشعور بالقلق ..
ضابط آخر : لقد قام حسن بارسال الكتيبة الأولى من المسلحين في 20 أكتوبر 1947 لمساعدة الفلسطينيين ..
الملك : يبدو أن أوامرنا بحل جماعة الإخوان قد زادت في شعبيتهم .. نسجن واحد منهم ... فيقوم بتنظيم عشرة داخل السجن .. و يبدو أن اعتقالنا للمزيد قد يؤدي إلى انفجار ثورة ضدنا ..
الضابط : ما رأيك أن نقوم بسجن حسن البنا و بذلك نكون قد ضربنا الإخوان ضربة مميتة ؟
الملك ( بغضب ) : لا .. لا ... حسن البنا لا يستحق السجن .. لا يستحق السجن ..
الضباط بدهشة : ماذا تقول سيدي الملك ؟؟ حسن البنا لا يستحق السجن ؟؟
الملك .. نعم لا يستحقه .. يستحق أن يقتل .. أريد أن أرى جثته .ز حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر..
الضابط : سيدي ..
الملك : لم أنهي كلامي .. أريد أن يموت ميتة يذكرها التاريخ .. أريد أن يصبح عبرة لمن لا يعتبر.
الضابط : أمرك سيدي .. متى تحب أن تكون عملية الإغتيال ..؟؟
الملك : 12 فبراير ..
الضابط : و لماذا هذا التاريخ بالذات ؟
الملك : لأن 11 فبراير يكون يوم عيد ميلادي .. و هذه أفضل هدية تهدونني إياها ..
الضباط يضحكون .. و تترقرق ابتسامة خبيثة على شفتي الملك ...
المكان: جمعية الشبان المسلمين ...
الزمان : 12 فبراير 1949
أحد الشباب ينظر إلى حسن البنا .. يتأمل جبهته البيضاء .. و لحيته القصيرة التي اختلطت بالشيب .. يتأمل جسده القوي .. يتأمل الشيخ حسن البنا و هو ينظر للشباب الجالسين .. يشد على أيديهم .. و يرفع معنوياتهم ..
يذكر كيف سمع عن الشيخ حسن البنا أنه كان يضرب به المثل في بر الوالدين .. فقد كان يأبى إلا ان ينادي والده ( بسيدي الرجل الفاضل )
ثم خرج هذا الشاب من أفكاره .. حين بدأ الشيخ بالكلام ..
أحب أن أصارحكم، إن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم الكثير من المشقات وسيعترضكم كثير من العقبات، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجهكم كل الحكومات على السواء، وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم .
وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم وسيستعينون من أجل ذلك بالحكومات الضعيفة، والأخلاق الضعيفة، والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال، وعليكم بالإساءة والعدوان، ويثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة وأن يظهروها للناس في أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم } يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون{ [التوبة32].
وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان، فتسجنون وتعتقلون وتقتلون وتشردون، وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان } أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون { [العنكبوت20].. ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين } يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم{ [الصف10] } فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين { [الصف14]. فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟
هتف الشبان بصوت قوي واحد : نعم .. أنصار الله ..
ارتسمت ابتسامة على شفتي حسن البنا .. و لمعت عيناه بالأمل .. و عرف انه أدى دوره
نهض الشيخ .. و سلم على الشباب و عانق بعضهم . ثم خرج من الباب .. و مشى في ممر الجمعية . و عند الباب هم بالركوب في سيارته ..... و عندها ....... .....................................
نكمل في الحلقة القادمة
و شكرا