المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات فيـ سورة الواقعـة ...



ماكـولا
09-09-2009, 05:49 PM
http://www.youtube.com/watch?v=B57w_eqcTLc


قال الله "نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ "
الواقعة 57-74



يقول الشنقيطي -رحمه الله-"لما أنكر الكفار بعثهم وآباءهم الأولين ، وأمر الله رسوله أن يخبرهم أنه تعالى باعث جميع الأولين والآخرين ، وذكر جزاء منكري البعث بأكل الزقوم وشرب الحميم ، أتبع ذلك بالبراهين القاطعة الدالة على البعث فقال : نحن خلقناكم هذا الخلق الأول فلولا تصدقون . أي فهل لا تصدقون بالبعث الذي هو الخلق الثاني ، لأن إعادة الخلق لا يمكن أن تكون أصعب من ابتدائه كما لا يخفى .

وهذا البرهان على البعث بدلالة الخلق الأول على الخلق الثاني ، جاء موضحاً في آيات كثيرة جداً كقوله تعالى { وَهُوَ الذي يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } الروم 27



وقوله : { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء 104


وقوله تعالى : { ياأيها الناس إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ البعث فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } الحج 5

وقوله تعالى : { قُلْ يُحْيِيهَا الذي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ } يس 79



وقوله تعالى : { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الذي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }

الإسراء 51


وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { فَلَوْلاَ تُصَدِقُونَ } لولا حرف تحضيض ، ومعناه الطلب بحث وشدة ، فالآية تدل على شدة حث الله للكفار وحضه لهم على التصديق بالبعث لظهور برهانه القطع الذي هو خلقه لهم أولاً .


وقوله تعالى : { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ } يعني أفرأيتم ما تصبونه من المني في أرحام النساء

{ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الخالقون } استفهام تقرير ، فإنهم لا بد أن يقولوا : أنتم الخالقون ، فيقال لهم : إذا كنا خلقنا هذا الإنسان الخصيم المبين من تلك النطفة التي تمنى في الرحم ، فكيف تكذبون بقدرتنا على خلقه مرة أخرى ، وأنتم تعلمون أن الإعادة لا يمكن أن تكون أصعب من الابتداء ، والضمير المنصوب في تخلقونه عائد إلى الموصول أي تخلقون ما تمنونه من النطف علقاً ، ثم مضغاً إلى آخر أطواره .


وهذا الذي تضمنته هذه الآية من البراهين القاطعة على كمال قدرة الله على البعث وغيره ، وعلى أنه المعبود وحده ، ببيان أطوار خلق الإنسان ، جاء موضحاً في آيات أخر



تنبيه .

هذا البرهان الدال على البعث الذي هو خلق الإنسان من نطفة منى تمنى ، يجب على كل إنسان النظر فيه ، لأن الله جل وعلا وجه صفة الأمر بالنظر فيه إلى مني الإنسان ، والأصل في صيغة الأمر على التحقيق الوجوب إلا لدليل صارف عنه ، وذلك في قوله تعالى : { فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ }الطارق : 5 – 6"

{ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الموت } أي قدرنا لموتكم آجالاً مختلفة وأعماراً متفاوتة فمنكم من يموت صغيراً ومنكم من يموت شباباً ، ومنكم من يموت شيخاً .

وقوله { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }



قال الفخر الرازي " معناه ما سبقنا شيء .

فهو إشارة إلى أنكم من أي وجه تسلكون طريق النظر تنتهون إلى الله وتقفون عنده ولا تجاوزونه ، فإنكم إن كنتم تقولون : قبل النطفة أب وقبل الأب نطفة فالعقل يحكم بانتهاء النطف والآباء إلى خالق غير مخلوق ، وأنا ذلك فإني لست بمسبوق وليس هناك خالق ولا سابق غيري..."



قلت فيكون المعنى / بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإبدالكم بأمثالكم

"عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ"

قال الشنقيطي" فقال بعض العلماء : وهو اختيار ابن جرير أن قوله { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الموت } أي قدرنا لموتكم آجالاً مختلفة وأعماراً متفاوتة فمنكم من يموت صغيراً ومنكم من يموت شباباً ، ومنكم من يموت شيخاً .


وهذا المعنى دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لتبلغوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يتوفى وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر } الحج : 5 وقوله تعالى { ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يتوفى مِن قَبْلُ ولتبلغوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [ غافر : 67 ]


وقوله تعالى { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ } [ فاطر : 10 ] وقوله تعالى : { وَلَن يُؤَخِّرَ الله نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ }

[ المنافقون : 11 ]

وقوله { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } أي ما نحن بمغلوبين ، العرب تقول : سبقه على كذا أي غلبه عليه وأعجزه عن إدراكه أي وما نحن بمغلوبين على ما قدرنا من آجالكم وحددناه من أعماركم فلا يقدر أحد أن يقدم أجلاً أخرناه ولا يؤخر أجلاً قدمناه .


وهذا المعنى دلت عليه آيات كثيرة كقوله تعالى { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ الاعراف : 34 ] وقوله تعالى { لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ نوح : 4 ] الآية ، وقوله تعالى { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً } [ آل عمران : 145 ] إلى غير ذلك من الآيات .


وعلى هذا القول ، فقوله تعالى : { على أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ } ليس متعلقاً بمسبوقين بل بقوله تعالى : { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الموت } والمعنى : نحن قدرنا بينكم الموت على أن نبدل أمثالكم ، أي نبدل من الذين ماتوا أمثالاً لهم نوجدهم .


وعلى هذا ، فمعنى تبديل أمثالهم إيجاد آخرين من ذرية أولئك الذين ماتوا وهذا المعنى تشهد له آيات من كتاب الله كقوله تعالى : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } [ الأنعام : 133 ] إلى غير ذلك من الآيات .

وهذا التفسير هو اختيار ابن جرير ، وقراءة قدرنا بالتشديد مناسبة لهذا الوجه ، وكذلك لفظة بينكم .

الوجه الثاني : أن قدرنا بمعنى قضينا وكتبنا أي كتبنا الموت وقدرناه على جميع الخلق ، وهذا الوجه تشهد له آيات من كتاب الله كقوله تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ]


وقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الموت } [ آل عمران : 185 ] ، وقوله تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ } [ الفرقان : 85 ] ، وعلى هذا القول فقوله : { على أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ } : متعلق بمسبوقين أي ما نحن مغلوبين والمعنى وما نحن بمغلوبين على أن نبدل أمثالكم إن أهلكناهم لو شئنا فنحن قادرون على إهلاككم ، ولا يوجد أحد يغلبنا ويمنعنا من خلق أمثالكم بدلاً منكم.



"وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ" قال القرطبي" وقيل : المعنى ننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا فيجمل المؤمن ببياض وجهه ويقبح الكافر بسواد وجهه.."


قلت : قد يكون المعنى المراد اما في الاخرة واما في البرزخ اما في الاخرة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن" متفق عليه


وقوله صلى الله عليه وسلم " إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء" متفق عليه



وكذا عن الشهيد ما صح مرفوعا " في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل" مسلم


اما الكافر : ف عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث" رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم " ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا وفخذه مثل ورقان ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة" رواه احمد وابن حبان وصححه الالباني والارناؤوط


قال المناوي" كقطران جبل أسود على يمين المار من المدينة إلى مكة"


وقوله " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ "

قال القرطبي" أي إذ خُلقتم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم تكونوا شيئا... "فلولا تذكرون " أي فهلا تذكرون وفي الخبر : عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة وهو لا يسعى لدار القرار..."


"أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ "

قال البغوي: { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ } يعني: تثيرون من الأرض وتلقون فيها من البذر. { أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ } تنبتونه { أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } المنبتون. { لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا } قال عطاء: تبنًا لا قمح فيه وقيل: هشيمًا لا ينتفع به في مطعم وغذاء { فَظَلْتُم } وأصله: فظللتم حذفت إحدى اللامين تخفيفا. { تَفَكَّهُونَ } تتعجبون بما نزل بكم في زرعكم..."


قال الطبري: قوله " إِنَّا لَمُغْرَمُونَ " ...وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: إنا لمعذّبون، وذلك أن الغرام عند العرب: العذاب، ومنه قول الأعشى:يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاما وَإنْ يعط


جَزيلا فإنَّهُ لا يُبالي

يعني بقوله: يكن غرامًا: يكن عذابًا.."


وقال الشوكاني" والمغرم : الذي ذهب ماله بغير عوض...

{ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } أي : حرمنا رزقنا بهلاك زرعنا ، والمحروم : الممنوع من الرزق الذي لا حظ له فيه ، وهو المحارف -المَحْدُودُ المَحْرُومُ-


"أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ"

قال السعدي : "لما ذكر تعالى نعمته على عباده بالطعام، ذكر نعمته عليهم بالشراب العذب الذي منه يشربون، وأنهم لولا أن الله يسره وسهله، لما كان لكم سبيل إليه، وأنه الذي أنزله من المزن، وهو السحاب والمطر، ينزله الله تعالى فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدران المتدفقة، ومن نعمته أن جعله عذبا فراتا تسيغه النفوس، ولو شاء لجعله ملحا أجاجا مكروها للنفوس. لا ينتفع به { فَلَوْلا تَشْكُرُونَ } الله تعالى على ما أنعم به عليكم."


"أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ"


ويتابع السعدي " وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.


{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } للعباد بنعمة ربهم، وتذكرة بنار جهنم التي أعدها الله للعاصين، وجعلها سوطا يسوق به عباده إلى دار النعيم


{ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ } أي: المنتفعين أو المسافرين وخص الله المسافرين لأن نفع المسافر بذلك أعظم من غيره، السبب في ذلك، لأن الدنيا كلها دار سفر، والعبد من حين ولد فهو مسافر إلى ربه، فهذه النار، جعلها الله متاعا للمسافرين في هذه الدار، وتذكرة لهم بدار القرار، فلما بين من نعمه ما يوجب الثناء عليه من عباده وشكره وعبادته، أمر بتسبيحه وتحميده


فقال: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } أي: نزه ربك العظيم، كامل الأسماء والصفات، كثير الإحسان والخيرات، واحمده بقلبك ولسانك، وجوارحك، لأنه أهل لذلك، وهو المستحق لأن يشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى، ويطاع فلا يعصى."


هذا الايات بل هذه السورة من السور العظيمة التي لها وقع في النفوس وهي من دلائل الربوبية لتقرير العبودية للواحد الأحد

جعل في خلقه من الآيات البينات الواضحات صوى ومنارات يهتدي بها السالك

فحري بالعاقل أن يتدبرها ويفهمها ويحفظها لتكون له زادا لخير معاد

فكتاب الله منار السبيل