المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير الحق لـ قوله تعالى " يد الله فوق أيديهم "



ماكـولا
09-10-2009, 02:49 PM
يقول الله " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " الفتح(10)

قال ابن عثيمين"وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه سلم مبايعة الله عز وجل ولا يلزم منها أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم ألا ترى أنه يقال : السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم ولا يمكن لأحد أن يفهم أن المراد بقوله :{ يد الله فوق أيديهم }[ الفتح : 10] يد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أن يدعى أن ذلك ظاهر اللفظ لأن الله تعالى أضاف اليد إلى نفسه ووصفها بأنها فوق أيديهم ويد النبي صلى الله عليه وسلم عند مبايعة الصحابة لم تكن فوق أيديهم بل كان يبسطها إليهم فيمسك بأيديهم كالمصافح لهم فيده مع أيديهم لا فوق أيديهم "
-القواعد المثلى-


وجاء في الرد الشامل على د .عمر كامل ل عبدالله الموجان " ثم يقسم د. عمر قائلاً: ((فوالله يا د. سفر لن تجد مخرجاً في بعض الآيات إلا بالتأويل، وإلا فاشرح لنا قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}[سورة الفتح، آية:10]، والمعلوم أن يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت فوق أيديهم وليست يد الله)) أ هـ.

ونقول لك يا دكتور عمر، والله لقد حنثت في يمينك فليس لنا ما يحوجنا إلى التأويل الفاسد، وما ذكرته من الآية أين التأويل فيها، إن فهمك للآية قاصر، فأنت تقول: ((إن يد الرسول كانت فوق أيديهم))، وهذا هو حق، ثم تقول: ((وليست يد الله)) وهذا فهم باطل، فأنت فهمت من ((الفوقية)) المماسة من أين لك هذا؟ فهذا السحاب فوق الأرض فهل هو مماس لها؟، فإذا كان ذلك ممكنا في اللغة والمخلوق، فشأن الله أعظم، بل نحن نقسم بالله إن يد الله فوق أيديهم، والله أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات."


قال ابن القيم في مختصر الصواعق "وتأمل قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} فلما كانوا يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيديهم ويضرب بيده على أيديهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السفير بينه وبينهم كانت مبايعتهم له مبايعة لله تعالى، ولما كان سبحانه فوق سماواته على عرشه وفوق الخلائق كلهم كانت يده فوق أيديهم كما أنه سبحانه فوقهم"

قلت وهذا التفسير لا يخالف من فسرها بالتأييد والنصرة مع اثبات ما اثبته الله وذكره سبحانه جل في علاه

.. فراشٌ مبثوث ..
09-10-2009, 04:59 PM
جزاك الله خير عل هذا العرض ..
ابن القيم رائع في تفسيره وملامس لما فهمته من الآيه شخصياً ..

اللهم احفظنا بحفظك وزدنا بعلمك ..

ماكـولا
09-23-2009, 12:04 PM
حفظك الله يا اخي وبارك فيك

ماكـولا
10-12-2009, 01:25 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
أهلا بالزميل يحيى واشكرك على اضافتك وان كانت لا تخلو من نظر

قد سبق وألمحت الى " الازم و اللازم منه " وانه لا تعارض في فهم الاية وما ذكره اهل التفسير فيما ذكرت وانما اثبت الازم التأييد والنصرة.. الخ

وبقي اللازم قد صُرف بغير صارف وأول بلا مأول او داع الا اصول اعتمد عليها عند المأولين
وايضا لا داع ان جنحت الى القول هذا وان ذكره من شغل بالتفسير او من اهل السنة ان تروجب الى الاباضية لعدم توافقهم في الاصول

فقد جاء في تفسير أطفيش عند هذه الاية " ... والحاصل مطلقا أن عقد الميثاق معه صلى الله عليه وسلم عقد له مع الله تعالى ، والله منزه عن الجوارح ، وأخطأ من أثبت اليد وقال بلا كيف فما يفيده قوله : بلا كيف ..."

وفي هميان الزاد " حال أو استئناف مؤكد لمبايعة الله على طريق التمثيل فيد رسوله التي تعلو أيدي المبايعين هي يد الله والله منزه عن الجوارح وصفات الأجسام أي هو خبير بمبايعتهم فيجازيهم وعن ابن عباس { يَدُ اللهِ } بالوفاء بما وعد من الخير فوق ايديهم أي هم في حكمه وقال الكلبي ( يده ) نعمته عليهم في الهداية فوق ما صنعوه فوق ايديهم أي فوق نصرهم أو ( يده ) حفظه وايديهم جوارحهم ومن زعم أنا ندرك هذه التفاسير الى السكوت عند التأويل والى الايمان بظاهرها؛ اليد من غير تكييف ولا تعطيل فقد اختار الحيرة والضلالة بعد ظهور الحق وصح قول بعض يده وايديهم القوة وقول بعض يده ثوابه وقول بعض ونسب للجمهور يده نعمته هي في المبايعة لما يستقبل من محاسنها فوق ايديهم الممتدة للبيعة "

فالحالصل ان القرآن يفسر بالقرآن و بالسنة و بتلاميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم اهل لسان وادرى بما قاله صلى الله عليه وسلم عن ربه , وكونهم لم سكتوا عن مثل هذه الالفاظ " جوارح , اعراض ...الخ " هذه المصطلحات الكلامية فلا ينبغي العدول عما فهموه قطعا الى مفاهيم واصول حادثة

اما كون ان هذا وجد في لسان العرب فلا كلام ان هذا موجود من معان التأييد والنصرة والاعانة ولكن بقي شطره الاخر لم لا تثبت اليد لله تعالى مع نفي المماثله والاية لا تنفي ذلك ولا العقل اذ يقول الله " ليس كمله شيء وهو السميع البصير " فأثبت سمع وبصر وللعبد الفقير سمع وبصر فأي تشبيه بين السميع البصير والعبد الحقير في هذا ؟
فالله يسمع كلام الموجوادات على اختلاف السنتها واختلاف مطالبها موزعين في ارجاء المعمورة والعبد انى له التحدث مع اثنين فضلا ان يكونا متباينين؟ وكذا البصر

وكذا الايد في ايات كثيرة منها " ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " فتثبت يدين لله تليقان بجلاله
فالانسان له يد وفي مراحل حياته تختلف يده عن يد الطفل وعن يد الشاب صاحب المهنة اليدوية وتختلف عن يد الشيخ الكبير فضلا عن الاناث
ولو انتقلنا الى جنس اخر مثل الملائكة فكيف تكون يد الملك كيد الانسي وهما متباينين في الخلقة فذاك من حمأ مسنون وذاك من نور ؟
وما لو ادخلنا الشيطان معهما فكيف تجمع ايد من خلقوا بالنار كمن خلق من نور كمن خلق من طين ؟
وكذا الحيوانات على اختلاف اشكالها والوانها فكيف تقاس يد الفيل بيد النملة فضلا عن يد الانسان ؟

فلابد هدانا الله واياك من اثبات ما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع تسليم الكيفيات له سبحانه
فالقول في الذات كالقول في الصفات فكما ان لك ذات فلله ذات مغايرة لذواتنا وكذا صفاته فما من ذات الا ولها صفات تليق بها والله اولى بأن تكون له الصفات العلى والاسماء الحسنى سبحانه
فكما اننا لا نعلم من ذاته الا ما علمنا حملنا ما اخبرنا به " بلسان عربي مبين " على ما فهمنا وما وصلنا في من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
فليس في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تأويل ومن شبه الله بخلقه كفر
ارجو ان تكون الصورة قد اتضحت
والله الهادي