المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزء من نونية ابن القيم



أبو حمزة السلفي
09-21-2009, 05:33 PM
السلام عليكم
فصل: فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

يا خاطب الحور الحسان وطالبا لوصالهن بجنة الحيوان

لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ ـت بذلت ما تحوي من الأثمان

أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ ـت السعي منك لها على الأجفان

ولقد وصفت طريق مسكنها فإن رمت الوصال فلا تكن بالواني

أسرع وحث السير جهدك إنما مسراك هذا ساعة لزمان

فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ ـذل مهرها ما دمت ذا إمكان

واجعل صيامك قبل لقياها ويو م الوصل يوم الفطر من رمضان

واجعل نعوت جمالها الحادي وسر تلق المخاوف وهي ذات أمان

لا يلهينك منزل لعبت به أيدي البلا من سالف الأزمان

فلقد ترحل عنه كل مسرة وتبدلت بالهم والأحزان

سجن يضيق بصاحب الإيمان لـ ـكن جنّة المأوى لذي الكفران



ص -308- سكانها أهل الجهالة والبطا لة والسفاهة أنجس السكان

وألذهم عيشا فجاهلهم بحق الله ثم حقائق القرآن

عمرت بهم هذي الديار وأقفرت منهم ربوع العلم والإيمان

قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ ـفاني على الجنات والرضوان

صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم ورضوا بكل مذلة وهوان

كدحا وكدا لا يفتر عنهم ما فيه من غم ومن أحزان

والله لو شاهدت هاتيك الصدو ر رأيتها كمراجل النيران

ووقودها الشهوات والحسرات والآ لام لا تخبو مدى الأزمان

أبدانهم أجداث هاتيك النفو س اللاء قد قبرت مع الأبدان

أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لا في رضا الرحمن

هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلو برق النفس والشيطان

لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمان

لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفران

لكنها والله أحقر عنده ذا الجناح القاصر الطيران

ولقد تولت بعد عن أصحابها فالسعد منها حل بالدبران

لا يرتجى منها الوفاء لصبها أين الوفا من غادر خوان

طبعت على كدر فكيف ينالها صفو أهذا قط في الإمكان

ياعاشق الدنيا تأهب للذي قد ناله العشاق كل زمان



ص -309- أو ماسمعت بل رأيت مصارع الـ ـعشاق من شيب ومن شبان

فصل: في صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

فاسمع إذا أوصافها وصفات ها تيك المنازل ربة الإحسان

هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باق وليس بفان

دار السلام وجنة المأوى ومنـ ـزل عسكر الإيمان والقرآن

فالدار دار سلامة وخطابهم فيها سلام واسم ذي الغفران

فصل: في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين

درجاتها مائة وما بين اثنتيـ ـن فذاك في التحقيق للحسبان

مثل الذي بين السماء وبين هذي الأرض قول الصادق والبرهان

لكن عاليها هو الفردوس مسـ ـقوف بعرش الخالق الرحمن

وسط الجنان وعلوها فلذاك كا نت قبة من أحسن البنيان

منه تفجر سائر الأنهار فالـ ـينبوع منه نازل بجنان



ص -310- فصل: في أبواب الجنة

أبوابها حق ثمانية أتت في النص وهي لصاحب الإحسان

باب الجهاد وذاك أعلاها وبا ب الصوم يدعى الباب بالريان

ولكل سعي صالح باب ورب السعي منه داخل بأمان

ولسوف يدعى المرء من أبوابها جميعا إذا وفى حلى الإيمان

منهم أبو بكر الصديق ذا ك خليفة المبعوث بالقرآن

فصل: في مقدار ما بين الباب والباب منه

سبعون عاما بين كل اثنين منـ ـها قدّرت بالعد والحسبان

هذا حديث لقيط المعروف بالـ ـخبر الطويل وذا عظيم الشان

وعليه كل جلالة ومهابة ولكم حواه بعد من عرفان

فصل: في مقدار ما بين مصراعي الباب الواحد منها

لكن بينهما مسيرة أربعيـ ـن رواه حبر الأمة الشيباني



ص -311- في مسند بالرفع وهو لمسلم وقف كمرفوع بوجه ثان

ولقد روى تقديره بثلاثة الـ أيام لكن عند ذي العرفان

أعني البخاري الرضى وهو منكر وحديث راوية ذو نكران

فصل: في مفتاح باب الجنة

هذا وفتح الباب ليس بممكن إلا بمفتاح على أسنان

مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو حيد تلك شهادة الإيمان

أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ إسلام والمفتاح بالأسنان

لا تلغين هذا المثال فكم به من حل إشكال لذي العرفان

فصل: في منشور الجنة الذي يوقع به لصاحبها

هذا ومن يدخل فليس بداخل إلا بتوقيع من الرحمان

وكذاك يكتب للفتى لدخوله من قبل توقيعان مشهوران

إحداهما بعد الممات وعرض أر واح العباد به على الديان

فيقول رب العرش جل جلاله للكاتبين وهم أولو الديوان



ص -312- ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك ديـ ـوان الجنان مجاور المنان

ديوان عليين أصحاب القرآ ن وسنة المبعوث بالقرآن

فإذا انتهى للجسر يوم الحشر يعـ ـطى للدخول إذا كتابا ثان

عنوانه هذا الكتاب من عزيـ ـز راحم لفلان ابن فلان

فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار تفعت ولكن القطوف دوان

هذا وقد كتب اسمه مذ كان في الـ أرحام قبل ولادة الإنسان

بل قبل ذلك هو وقت القبضتيـ ـن كلاهما للعدل والإحسان

سبحان ذي الجبروت والملكوت والـ إجلال والإكرام والسبحان

والله أكبر عالم الأسرار والـ إعلان واللحظات بالأجفان

والحمد لله السميع لسائر الـ أصوات من سر ومن إعلان

وهو الموحد والمسبح والممجـ ـد والحميد ومنزل القرآن

والأمر من قبل ومن بعد له سبحانك اللهم ذا السلطان