المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الفتنة والشيعة والحروب الواقعة فى الإسلام



السعيد شويل
09-24-2009, 01:48 PM
حقيقة الفتنةوالشيعة والحروب الواقعة فى الإسلام


************************************************** *********


إعلم أولا يا أخى الإنسان فى أى زمان وفى أى مكان :


أن اختلاف الصحابة رضى الله عنهم إنما وقع بسبب الإجتهاد فى الأدلة الصحيحة والمدارك


المعتبرة وأنه كان خلافا اجتهاديا فى مسائل دينية ظنية


ومن المقرر فقها أن المجتهدون إذا اختلفوا :


إن قلنا أن الحق فى المسائل الإجتهادية واحد .. ومن لم يصادفه فهو مخطىء.. فإن جهته


لا تتعين بإجماع .. فيبقى الكل على احتمال الإصابة ولا يتعين المخطىء منها.. فيكون


التأثيم مدفوع عن الكل إجماعا


وإن قلنا أن الكل على حق .. وأن كل مجتهد مصيب .. فإن الخطأ والتأثيم ينتفى عنهم جميعا


واعلم أيضا :


أن الصحابة والتابعين هم خيار الأمة وليسوا عرضة للقدح لأننا إن جعلناهم ذلك فمن ذا


الذى إذن يختص بالعدالة



وأن الفتنة التى ابتلى بها المسلمون كانت بعد أن أذهب الله عدوهم وأعدائهم


وملكهم أرضهم وديارهم وفتحوا الأقطار والأمصار وذلت لهم الرقاب ودانت لهم البلاد ..


*****


ولتدرك أنه كان هناك بين أظهر المسلمين منافقين جفاة دخلوا حديثا فى الإسلام فكانوا


بعيدا عن سكينة الإيمان ولا تزال بهم جاهلية وعصبية لم تهذبهم سيرة سيدنا رسول الله


صلى الله عليه وسلم


هؤلاء انتشروا فى بعض أمصار الخلافة - مثل الكوفة والبصرة ومصر-


فكانوا متمردين يتمرضون فى الطاعة لمن يتولاهم من العمال فى أمصارهم


لأنهم قوم غوغاء ومنافقين ألد من الأعداء


وكان على رأس هؤلاء ابن السوداء : عبد الله بن سبأ اليهودى - من أهل صنعاء - الذى


بث سمومه الناقعة الشديدة السواد .. مستغلا مكانة آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه


وسلم بين المسلمين


فكان أول من نادى بتفضيل سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه على سائر


الخلفاء .. وأول من قال بأن لكل نبى وصى وعلى وصى محمد


وحاك ومن معه الحيل والمؤامرات لإثارة السخط بين المسلمين على من يلونهم من


العمال بالطعن فيهم وفى كل أمرائهم متسترين فى ذلك بإظهار الأمر بالمعروف والنهى



عن المنكر .. وبدأت مؤامراتهم التى حاكوها وإشعال الفتنة ليوقدوها


فذهبوا لعنة الله عليهم إلى خليفة المسلمين سيدنا عثمان رضى الله عنه متظلمين من


عمالهم متعللين بعدم السوية ويستعدونه عليهم من أجل عزلهم ..


واستيضاحا لأمرهم وأمرعمالهم أرسل سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه سيدنا عبد الله


بن عمر وأسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم


يستوضح أمرهم فلم ينكروا على العمال شيئا ولم يروا على الأمراء طعنا


فأضمرهؤلاء العصاة كيدا لسيدنا عثمان وقتلوه غيلة عليهم لعنة الله


وما أن قتل سيدنا عثمان رضى الله عنه وأرضاه :


إلا وزاد هؤلاء القتلة إيقاد نارالفتنة.. فنفثوا سمومهم .. وأضرموا أحقادهم


متظاهرين بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومتخذين من محبة المسلمين لآل بيت


سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ستارا لهم لدس سمومهم


فقد كان غالب أهل الحل والعقد مفترقين فى الأمصار .. والبيعة لمن يخلف خليفة رسول الله


صلى الله عليه وسلم لا تثبت إلا باجتماع أهل الحل والعقد


ولكن :


حتى لا يترك الأمر فوضى بين أظهر وبلاد المسلمين فقد اجتمع بعضا ممن كان موجودا فى


المدينة منهم لمبايعة سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه


إلا أن البعض الآخرمنهم توقف عن المبايعة


ومن كانوا فى الأقطار والأمصارمن أهل الحل والعقد طالبوا بدم سيدنا عثمان رضى الله


عنه والقصاص من القتلة قبل البيعة والمبايعة


فكان الخلاف والإختلاف


فذهب طلحة والزبير وابنه عبدالله وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم إلى أن البيعة لا


تصح بالقليل لافتراق غالب أهل الحل والعقد بالآفاق


وكذلك سيدنا معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص وغيرهم من الصحابة توقفوا عن


المبايعة ورأوا أن البيعة لابد وأن يجتمع لها كافة أهل الحل والعقد


وحتى لايترك الأمر فوضى بين أظهر وبلاد المسلمين ذهب سيدنا على بن أبى طالب ومن


معه من الصحابة رضى الله عنهم إلى أن يرجأ القصاص إلى اجتماع واتفاق الكلمة لمعرفة


هؤلاء القتلة المنافقين


فبث هؤلاء الشرذمة من الحاقدين على الإسلام والمسلمين الفرقة والفتنة بين المؤمنين


واندسوا ضمن أنصار سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه


وخالفوا أى آراء يكون فيها حقن لدماء المسلمين فعبأوا ونثروا الفتنة بين صحابة سيد


المرسلين


وبادروا بقتال سيدنا طلحة والزبير والسيدة عائشة رضى الله عنهم فى وقعة الجمل فى


مكان يسمى الخريبة قرب البصرة


ثم سيدنا معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه فى وقعة صفين على شاطىء الفرات


وما أن ارتضوا إلى التحكيم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا ودسوا


سمومهم لخلع سيدنا على وسيدنا معاوية رضى الله عنهما


ولما دان اجتماع كلمة المسلمين : كانوا هم أول الخوارج وأول البغاة


فاتضح نفاقهم وبان أمرهم


فقادهم وفر بهم عبد الله بن وهب الراسبى إلى قرية حروراء قرب الكوفة ..


وحاول سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه ردهم وبيان الدين الصحيح لهم .. إلا أنهم


ظلوا على ماهم فيه من بهتان وعمى وطغيان فقاتلهم عند المدائن فى معركة النهروان


وشتتهم بين البلدان


فما كان من هؤلاء البغاة الطغاة إلا أن أضمروا فيما بينهم قتل قادة المسلمين سيدنا على


وسيدنا معاوية وسيدنا عمرو وتمكن عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه من قتل سيدنا


على بن أبى طالب رضى الله عنه فى مسجد الكوفة ولم يتمكن عمرو بن بكر والبرك بن


عبد الله من قتل سيدنا معاوية وسيدنا عمرو


*****


وبعد تشتت الخوارج بين البلدان وانضمام الكثير من الناس إليهم لاتخاذهم المبادىء المثلى


التى يتسترون وراءها لتحقيق أغراضهم ومآربهم ..


وبعد مقتل سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه .. وتسليم سيدنا الحسن بن على الخلافة


لسيدنا معاوية .. وذهاب الخلافة إلى بنى أمية .. بدءا من سيدنا معاوية بن أبى سفيان


وانتهاء بمروان بن محمد بن مروان بن الحكم


وانتقال الخلافة من بنى أمية إلى بنى العباس فى عصرهم الأول بدءا من أبو العباس


السفاح وأبوجعفر المنصور إلى الواثق .. وعصرهم الثانى بدءا من خلافة المتوكل


وانتهاء بالخليفة المستعصم وأفول الفتوحات وتصدع الجبل الإسلامى الشامخ


والهجمة الصليبية على الإسلام التى بدأت وما زالت


ظهر التشيع يسرى دون معرفة أسبابه الحقيقية والأهداف التى كان يرمى إليها


هؤلاء الخوارج والخارجين على الإسلام والمسلمين وتسموا بأسماء وفرق يتبرأ منها


الشرع والدين وجاء من بعدهم من نهج نهجهم وسار على دربهم



فالإمامية منهم :



زعموا ومازالوا يزعمون أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم سيدنا على بن أبى


طالب رضى الله عنه ليقرأسورة براءة فى فتح مكة بالوصف والشخص


وادعوا أنه صلى الله عليه وسلم بهذا قد عهد إليه .. - الولاية والخلافة –


وعلى ذلك : يتبرون من الشيخين سيدنا أبو بكر الصديق و سيدنا عمر بن الخطاب رضى


الله عنهما لأنهما لم يقدماه فى الخلافة ولم يبايعوه على هذا


المقتضى


وهذا أمر لم يصح ولا نقله أحد من أئمة النقل


ولقد سئل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى العهد فقال : إن أعهد فلقد عهد من هو


خير منى – يعنى سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه – وإن أترك فقد ترك من هو خير


منى - يعنى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد -


كما يرون أن الإمامة من أركان الدين وهى ليست كذلك إنما هى من


المصالح العامة المفوضة إلى نظر الخلق ولو كانت من أركان الدين لكان شأنها شأن


الصلاة أو الفروض الأخرى


أما الزيدية وهم آل البيت الكرام :


فقد رأوا أن تقديم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه


لم يكن لا بالوصف ولا بالشخص ولذا :


فهم لا يتبرأون من الشيخين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما ولا


يدحضون فى إمامتهما


فالإمامةعلى مذهبهم أنها باختيار أهل الحل والعقد لا بالنص ..


ولما ناظر الإمامية زيدا بن على رضى الله عنه فى إمامة الشيخين ورأوه يقول بإمامتهما


ولم يتبرأ منهما رفضوه ولم يجعلوه من الأئمة وبذلك سموا رافضة


وحين خرج زيد بن على داعيا إلى مذهبه بالكوفة قتل وجاء من بعده ابنه يحيى وحين مضى


إلى خراسان داعيا قتل ثم جاء محمد النفس الزكية ....


أما الغلاة من الخوارج :


فهؤلاء قد تجاوزوا حد العقل والإيمان فقالوا بالحلول للأئمة أى أن الإله حل فى ذاتهم


البشرية .. وقالوا بالتناسخ أى أن كمال الإمام لا يكون لغيره فإذا مات انتقلت روحه إلى


إمام آخر ليكون فيه ذلك الكمال



أما الإثنى عشرية :



يزعمون أن الثانى عشر من أئمتهم وهو محمد بن العسكرى ويلقبونه المهدى دخل فى


سرداب بالحلة وتغيب مع أمه هنالك وأنه سيخرج آخر الزمان فيملأ


الأرض عدلا ولذا فهم ينتظرونه ويسمونه المنتظر


ومنهم من يقف عند واحد من الأئمة لا يتجاوزه إلى غيره وهؤلاء هم الواقفية ومنهم ..


ومنهم ..


وهناك اختلافات كثيرة بينهم من أراد استيعابها فعليه بكتاب


الفصل فى الأهواء والملل والنحل للإمام ابن حزم الأندلسى


والملل والنحل لأبى الفتح عبد الكريم الشهرستانى



*******


أما مقتل سيدنا الحسين رضى الله عنه


لما ظهر فسق يزيد بن معاوية خليفة المسلمين عند الكافة من أهل عصره


رأى سيدنا الحسين رضى الله عنه هو وعبد الله بن الزبير وشيعة أهل البيت بالكوفة وبعض


من الصحابة رضى الله عنهم أن الخروج على يزيد متعين من أجل فسقه ووجب نقض بيعته


ورأى عبد الله بن عمر رضى الله عنه الصمت والعزلة لتورعه من الدخول فى شىء من


الأمور قد يكون مباحا وقد يكون محظورا


وذهب البعض الآخر من الصحابة رضى الله عنهم بعد جواز الخروج على يزيد وإن كان


فاسقا .. وهنا :



لا يذهب بك الغلط أن تقولن أن يزيد وإن كان فاسقا ولم يجز هؤلاء الصحابة


الخروج عليه بأن أفعاله عندهم صحيحة فهم أبوا الخروج عليه لما فيه من إثارة الفتنة


ونقض بيعة جمهور أهل الحل والعقد


كما أن مبايعتهم له آنذاك على الخلافة ينفى الريب عن فسقه وقتئذ - فهذا هو الذى قاد


إحدى الحملات الإسلامية ومن معه من الصحابة مثل أبو أيوب الأنصارى وفضالة بن عبيد


الأنصارى وألقوا الحصار على القسطنطينية -


فالصحابة الذين بايعوه هم أهل الحل والعقد وهم جميعا رضى الله عنهم ليسوا ممن يأخذهم


فى الحق هوادة فإنهم كلهم أجل من ذلك وعدالتهم مانعة منه


فإياك من تأثيم من لم يتبعوا الحسين أو تأثيم من خالفه وقعد عن نصرته


فالحسين رضى الله عنه شهيد مثاب هو ومن كان معه لأنهم على حق واجتهاد .. والصحابة


الذين كانوا مع يزيد على حق أيضا واجتهاد


فالكل مجتهدون ولا ينكر على أحد منهم ما ذهب إليه إلا إذا كانوا بغاة


*****************************
سعيد شويل