تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من جهل شيئا عاداه _ الخير والشر والحكمة



اخت مسلمة
09-24-2009, 10:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلقنا في احسن صورة , ووهبنا العقل لنعرفه تعالى به , ونفهم عنه صفاته واسمائه الحسنى التي ارتضاها لنفسه وتعرفنا بها على عظمته سبحانه وتعالى , ان الحديث عن صفات الله تعالى من اروع الأحاديث على الأطلاق ففهمها والتعمق في جلال وجمال معانيها يزيل عن العقول والبصائر الواعية اشكالات كثيرة وعظيمة تواجه الانسان في مسيرة حياته واحداثها التي قدرها الله تعالى عليه , وحيث ان من جهل شيئا عاداه , فيكون هذا حال الملحد أو المنكر الذي لم يكلف نفسه بالقراءة ولو للمعرفة في معاني اسمائه تعالى وصفاته جل وعلا ولو من باب الثقافة الذهنية , بل جاءت المطاعن دائما لتصرح بواضح القول وجلي الصورة الجهل العظيم الذي وصل بهؤلاء في التعامل مع احداث الكون والامور الحياتية التي تصاحب كل انسان وكل تجمع بشري في كافة أرجاء هذه الأرض التي ذللها تعالى وعبدها وسخرها باتقان لانظير ولاند له لخدمة هذا الكائن المتكبر الجاهل بحقيقة خالقه وعظيم قدره , فتارة لايعلم مامعنى عبادة الله تعالى وماأهمية طقوسها بل وماأهميتها لله تعالى الغني عن العالمين , وهو بهذا جهل التكوين الانساني وجبلة الخلقة النفسية لهذا البشري تماما , وماعلم لاباستقراء ولابنظر ثاقب لما حوله ولما يصلحه او يضره ماالفائدة التي تعود على الانسان لمجرد قيامه بهذه الأوامر الالهية التي مافرضها رب الناس وخالق الخلق اجمعين الا لمصلحة الخلق ولتعود على الانسان نفسه بالفائدة والاقتراب من الكمال وليس لله بها حاجة جل شأنه تعالى .
ومن ضمن هذه الجهالات وقلة العلم والفهم عن الله تعالى , اشكالية وجود الشرور في هذا العالم , وتساؤلا لامنطقي عن كون الاله المتصف بالرحمة اجاز وجود كل هذا الشر والبلايا والرزايا التي تقع على البشر في هذا الكون وعلى مدى الازمان والعصور , ووجد هؤلاء المنكرين والمتكبرين والمتجبرين أن صفة الرحمة تتناقض مع ماهومشاهد من كل صور الشرور حولنا , من زلازل وبراكين ومجاعات وأمراض وفتن وقتل واغتصاب وامور تأنفها النفس البشرية السوية , ويتألم لها كل ذي قلب نقي , اذن اين الله تعالى الرحيم من هذا ؟ وهل مايحدث خارج عن ارادته تعالى جل شأنه وعظمت قدرته ؟ أم أنه أراده وقبله وسهل حدوثه وبذلك نتشكك في صفة الرحمة التي وصف بها الله تعالى جل وعلا نفسه ؟؟
هذه الاشكالية لايقع بها المؤمن , لماذا ؟ لأن الانسان المؤمن يعلم معاني اسماء الله تعالى وصفاته ويؤمن بها تعالى ايمانه بالله الذي سمى نفسه ووصف ذاته سبحانه وتعالى بها , ومن آمن بالله تعالى آمن بكل ماجاء منه وهذا هو المحك الذي يفصل بين المؤمن والملحد !!
والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
لنبين ذلك بشيئ من البساطة لهؤلاء :
إرادة الله تنقسم على قسمين كونية وشرعية:
فالكونية: هي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً)
والشرعية: هي التي بمعنى المحبة، كقوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)
والفرق بينهما أن الكونية يلزم فيها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوباً لله، وأما الشرعية فيلزم أن يكون
المراد فيها محبوباً لله ولا يلزم وقوعه.
اذن كل شيء وقع أراده الله ، بمعنى سمح به ، لحكمة بالغةٍ بالغةٍ بالغة ، كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، معنى الحكمة المطلقة أن الذي وقع لو لم يقع لكان الله ملوماً ، أن الذي وقع لو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله
كيف نفهم هذا بالقياس مع شر محض نراه بأعيننا ؟
ليعلم الجميع ان الشرور والمصائب على الارض هي من نعم الله تعالى , كيف ذلك ؟ لأنها رسائل ربانية تترى على البشر والأمم في كل زمان ومكان للتنبيه وللتذكير ولعمل صدمات للفطرة والعقل كي يبحث عن الأصل وعن الحق وهذا لن يتأتى بالنعيم الدائم الملهي الساحب بدون تفكير لكل من تعرض له , ألم يقل ربنا :{ ونبلوكم بالشر والخير فتنة }

لو أصبنا بمصيبة ، وهنا جاءت المصيبة بكلمة مقابلة ، رسالة ، إذاً اعلموا علم اليقين أن المصائب رسائل من الله ، رسالة إلهية
﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ .
فكل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق , لذلك الشر المطلق لا وجود له في الكون ، الشر المطلق يتناقض مع وجود الله ، لكن هناك شر نسبي ، بالنسبة للإنسان شر نسبي موظف للخير المطلق , علم ذلك من علم وجهله من جهل .
القدر لا شر فيه بوجه من الوجوه فإنه علم الله وقدرته وكتابه ومشيئته وذلك خير محض وكمال من وجه فالشر ليس إلى الرب تعالى بوجه من الوجوه لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله وإنما يدخل الشر الجزئي الإضافي في المقضي المقدر ويكون شرا بالنسبة إلى محل وخيرا بالنسبة إلى محل آخر وقد يكون خيرا بالنسبة إلى المحل القائم به من وجه كما هو شر له من وجه بل هذا هو الغالب وهذا كالقصاص وإقامة الحدود وقتل الكفار فإنه شر بالنسبة إليهم لا من كل وجه بل من وجه دون وجه وخير بالنسبة إلى غيرهم لما فيه من مصلحة الزجر والنكال ودفع الناس بعضهم ببعض وكذلك الآلام والأمراض وإن كانت شرورا من وجه فهي خيرات من وجوه عديدة وقد تقدم تقرير ذلك فالخير والشر من جنس اللذة والألم والنفع والضرر وذلك في المقضي المقدر لا في نفس صفة الرب وفعله القائم به فإن قطع يد السارق شر مؤلم ضار له وأما قضاء الرب ذلك وتقديره عليه فعدل خير وحكمة ومصلحة .
فإن قيل فما الفرق بين كون القدر خيرا شرا وكونه حلوا ومرا قيل الحلاوة والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب في العاجل والخير والشر يرجع إلى حسن العاقبة وسوءها فهو حلو ومر في مبدأه وأوله وخير وشر في منتهاه وعاقبته وقد أجرى الله سبحانه سنته وعادته أن حلاوة الأسباب في العاجل تعقب المرارة في الآجل ومرارتها تعقب الحلاوة فحلو الدنيا مر الآخرة ومر الدنيا حلو الآخرة وقد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل اللذات تثمر الآلام والآلام تثمر اللذات والقضاء والقدر منتظم لذلك انتظاما لا يخرج عنه شيء ألبتة والشر مرجعه إلى اللذات وأسبابها والخير المطلوب هو اللذات الدائمة والشر المرهوب هو الآلام الدائمة فأسباب هذه الشرور وإن اشتملت على لذة ما وأسباب تلك الخيرات وإن اشتملت على ألم ما فألم يعقب اللذة الدائمة أولى بالإيثار والتحمل من لذة تعقب الألم الدائم فلذة ساعة في جنب ألم طويل كلا لذة وألم ساعة في جنب لذة طويلة كلا ألم.
ومن نفيس كلام شيخنا ابن القيم رحمه الله في هذه الجزئية مايلي :
((الصواب في هذا الباب ما دل عليه القرآن والسنة من أن الشر لا يضاف إلى الرب تعالى لا وصفا ولا فعلا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه وإنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم كقوله تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 1,2] فما هاهنا موصولة أو مصدرية والمصدر بمعنى المفعول أي من شر الذي خلقه أو من شر مخلوقه وقد يحذف فاعله كقوله حكاية عن مؤمني الجن {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن: 10] وقد يسند إلى محله القائم به كقول إبراهيم الخليل {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 78-80], وقول الخضر { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79], وقال في بلوغ الغلامين {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} [الكهف: 82] وقد جمع الأنواع الثلاثة في الفاتحة في قوله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6,7] والله تعالى إنما نسب إلى نفسه الخير دون الشر فقال تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26] وأخطأ من قال المعنى بيدك الخير والشر لثلاثة أوجه:
أحدها: أنه ليس في اللفظ ما يدل على إرادة هذا المحذوف بل ترك ذكره قصدا أو بيانا أنه ليس بمراد.الثاني: أن الذي بيد الله تعالى نوعان فضل وعدل كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق فإنه لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع)) فالفضل لإحدى اليدين والعدل للأخرى وكلاهما خير لا شر فيه بوجهالثالث: أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك)) كالتفسير للآية ففرق بين الخير والشر وجعل أحدهما في يدي الرب سبحانه وقطع إضافة الآخر إليه مع إثبات عموم خلقه لكل شيء. ))
فهل من متدبر واع ؟؟؟
وهناك احداث ثلاث كمثال وردت في سورة الكهف في قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام لننظر لها بمنظور بشري كما فعل سيدنا موسى ولنرى حكمتها كما علمها الله تعالى للخضر :
بدأت رحلة سيدنا موسى عليه السلام بشرط اشترطه عليه الخضر ليسير معه هذه المسيرة وذلك لسابق علم الخضر الذي علمه اياه الله تعالى بأن ماسيقع هو شر محض واحداث تأنفها النفس لواضح شرها ولن تقبلها نفس سيدنا موسى البشرية الجبلة والتي لم يصلها علم وحكمة الله تعالى فيها فماذا قال الخضر قبل بداية الرحلة :
الشرط (( قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا.))
الأحداث كما رواها القرآن الكريم…:
فلقد ركبا سفينة لأناس طيبين واعاناهما في رحلتهما وقدما لهما كل معونة ومساعده فخرقها العبد الصالح؟؟
فطبيعي هنا عقليا وانسانيا ان يعترض سيدنا موسى , فهل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟ ولم نتلف لهم سفينتهموهي مورد رزقهم وهم فعلوا معنا امرا حسنا وطيبا ؟ هل هذا منطقي ؟
ويذكره الخضر ( قال ألم اقل انك لن تستطيع معي صبرا))؟
وجاءت الحادثة الثانية: (( حتى اذا لقيا غلاما فقتله..)؟
وجاءت الحادثة الثالثة: (( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه))!!
واعترض موسى عليه السلام على قتل الغلام ووصفه(( لقد جئت شيئا نكرا)!!.
واعترض واستاء من إقامة الجدار …. في قرية أبى أهلها أن يضيفوهما!!
واقترح سيدنا موسى في هذه اضعف الايمان فقال موسى : (( لو شئت لاتخذت عليه أجرا))!؟
ولم يصبر موسى على ماراه… وهكذا لم يلتزم بالشرط الذي اشترطه عليه العبد الصالح فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا).
وانهى العبد الصالح الرفقة… ( هذا فراق بيني وبينك سأنبئك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا))!
لقد أفقدته الوقائع- التي حدثت أمام عيني موسى عليه السلام- صبره!
فاعترض.. ونسي ما تعهد به!!
ولقد قدمت الأحداث الثلاث نماذج من السلوك الذي يراه موسى وغيره من البشر… ويراه القانون الالهي في الشرائع التي تحكم السلوك الإنساني في الأرض ومعه، أعمالا تستحق الإنكار … وبعضها يستحق العقوبة!!
وتجعل الانسان يتسائل كيف ؟ ولماذا ؟
وهكذا أنكر موسى عليه السلام ما كان من العبد الصالح بناء على ما يحكم السلوك الإنساني.. المنظم لأحوال الناس والجماعات الإنسانية!
ولكن التأويل الذي جاء به العبد الصالح أعطى تفسيرا آخر للأحداث!؟
وقد أخبر أن ما فعله… إنما هو عن أمر الله (( وما فعلته عن أمري))!
ولننظر- في الأحداث…؟؟؟
لقد خرقت السفينة ليصير بها عيب، يزهد الملك فيها، فلا يأخذها، وبذلك تسلم لأصحابها المساكين!!!
وقتل الغلام… لئلا يكون سببا في فتنة والديه( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا)… حتى يولد لهما من هو أفضل منه( فأردنا أن يبدلهما الله خيرا منه).
وأقيم الجدار.. حتى يسلم الكنز الذي تحته ولا ينكشف… حتى يكبر الغلامان اللذان كان أبوهما رجلا صالحا ويستخرجا كنزهما!
وان هذه الأسباب قد غابت عن موسى عليه السلام-وانى له ان يعرفها-.. وتغيب هي وأمثالها عن منطق الناس وتقديراتهم في عالم الشهادة فلا يعلم حكمة تدبيرها إلا الله!
واذ كشف التأويل عن حكمة التدبير الالهي….. فان الحق - سبحانه وتعالى- يعلمنا بأن ما يقع في الكون من احداث يتسم بالعدل والحكمة والرحمة! مهما بدا في ثناياها من الألم والقسوة .
وهكذا هي احوال البشر في فهم المصائب والبلايا والاحداث الكونية التي تقع هنا على الارض , الجهل بمعناها وحكمتها هو مايجعل البعض يعترض ويظن بالله الظنون , أن الفعل الإنساني قد اتسم بالظلم…
ونجد الفعل عن الأمر الالهي… ينتصر للمظلوم من الظالم..!!
ذلك فهم… لدلالة الأحداث.. كما تقع في الكون ويفسرها المنطق الانساني وحتى من الوجهة الشرعية المرعية وكما هي في التدبير الالهي المحكم لادارة الكون على ارادة الخالق العظيم سبحانه وتعالى …. كما أبان عنها التاويل الذي جاء به الخضر عليه السلام … وعن أمر ربه سبحانه وتعالى.
يقول ابن كثير في تفسير (( رحمة من ربك، وما فعلته عن آمري)) أي هذا الذي فعلته في الاحوال الثلاثة انما هو من رحمة الله… باصحاب السفينة، ووالدي الغلام، وولدي الأب الصالح، وما فعلته عن امري. ولكني امرت به))!!
نعم ، هو من رحمة الله… بالضعفاء.. والمساكين والصغار.. وانقاذا للناس من عواطف الأبوة التي تصيب أصحابها… بالكفر.. فهم يمالئون أبناهم على ضلالهم وكفرهم!!!
والإنسان على الأرض له من الحرية والارادة ما يجعله مسؤولا عن أفعاله. لذا جاءت الشرائع السماوية تنظم العلاقة بين العباد في الأرض فتقول: ( افعل ولا تفعل).. وترتب عقوبات على المخالفات والممنوعات… في حياه البشر.لكن احداث الكون… ما كان منها على الأرض… وما كان في خارجها… ليست كلها من صنع الإنسان وتدبيره!
واحداث الكون فيها ما هو خير…
وفيها ما هو ( شر) للعباد على ما يظهر ويبدوا لهم!
والله ان اي مطلع جلي ينظر الى اي حادث يحدث له او امامه او لغيره بعين البصيرة العاقلة ليعلم كم من شرور في هذا العالم انتجت خيرا كثيرا , وكم من مصيبة جاءت لانسان اقامت له حياته واحسنت في خط سيره نحو النتيجة النهائية لامتحان واختبار الحياة الدنيوية القصير !
كل منا مر بتجربة قاسية وشر محض من الرؤية البشرية القاصرة , وتبين له لاحقا خيرية هذا الشر وماورائه ؟
حتى من مات في خضم هذا الشر الله تعالى وحده واولي العلم عنه يعلمون ماأعد الله تعالى لمن ظلم ولن قتل ولمن مرض وصبر ولمن فقد عزيز واحتسب , كل شرور هذا العالم صدقا هي خير محض فقط لننظر لها بعين البصيرة الحقة ولانجعل النظر فيها محدود بالشر نفسه ولاننظر حوله .
ارجو ان تكون المعلومة بسيطة وميسرة على القارئ
واسال الله ان يجلي بصيرة كل اعمى , ويزيل الغشاوة عن القلوب

تحياتي للموحدين

ناصر التوحيد
09-25-2009, 01:41 AM
شكرا لك اختنا الفاضلة على الموضوع المهم

بارك الله فيك وجزاك خيرا

نعم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن، فإن أمره كله خير
إن أصابته سراء شكر
وان أصابته ضراء صبر

اخت مسلمة
09-25-2009, 09:44 PM
وجزاك مثله اخي الكريم وفيك بارك
نعم ولله الحمد امر المؤمن كله خير
لكن ماذا تقول لهذا التفكير المادي الضيق الذي لايؤمن الا بكل محسوس وملموس ومشاهد ؟
كم هي ضيقه هذه النظرة ودونية يااخي الكريم
والله لو ان البشر اخذوا بها في كل مجالات وامور الحياة مااستقام لهم امر ولاتقدموا قيد انملة !
لكن المعادي للاسلام من ملحد او غيره يحصر هذه الرؤية السقيمة الضيقه فقط في مجال الايمان بالله وحكمه
وغيبياته , ولايكون منصفا ابدا في حكمه حين يكيل بمكيال مخالف مع ماديات هذا العصر واختراعاته ونظرياته
السقيمة التي ماتفتأ على مر الازمان تكذب بعضها البعض وتفند بعضها البعض , محدودية وعدم ادراك ومعاداة
للاسلام واضحة لا أكثر ولا أقل , فلم يقف احد منهم مرة امام سلك الكهرباء ويقول له ارني شحناتك وهي تسير وتضيئ لي المصباح !
آمن وايقن انها موجودة وتسير فقط لرؤيته تأثيرها !
واغمض عين قلبه الصدأ عن عظمة وروعة ودقة تدبير هذا الكون المعجز , وأن بالمنطق والعقل لابد ان ورائه خالق وللخالق حكمة
لاتنبغي الا لعظمته وجلاله .
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة وفخرا

تحياتي للموحدين