المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يقولون: الدين لباب وقشور فلا تنشغلوا بالقشور وانشغلوا باللّب !



ماكـولا
09-25-2009, 08:23 AM
والله يقول "
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي " طه

ففي هذه الاية بعد ان اعلمه انه ربه قال اخلع نعليك وكان من المناسب على القول المرجوح ان يبدأ باللب!! الا وهو" انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري"

ولكن الله جل في علاه علم موسى صلى الله عليه وسلم الادب قبل العلم حتى اذا ما جاءه العلم كان مؤدبا مهذبا ملتزما بشرع الله من البداية الى النهاية و من الصغيرة الى الكبيرة !


وذكر الزمخشري الحكمة من الامر بخلع النعل امور منها " وقيل : لأن الحفوة تواضع لله ، ومن ثم طاف السلف بالكعبة حافين ، ومنهم من استعظم دخول المسجد بنعليه ، وكان إذا ندر منه الدخول منتعلاً تصدق ، والقرآن يدل على أن ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها وتشريف لقدسها "

قال الشنقيطي " وأظهر الأقوال - والله تعالى أعلم-: أن الله أمره بخلع نعليه من قدميه ليعلمه التواضع لربه حين ناداه، فإن نداء الله لعبده أمر عظيم يستوجب من العبد كمال التواضع والخشوع. والله تعالى أعلم."

قال القرطبي " وقيل: أمر بخلع النعلين للخشوع
والتواضع عند مناجاة الله تعالى.
وكذلك فعل السلف حين طافوا بالبيت.
وقيل: إعظاما لذلك الموضع كما أن الحرم لا يدخل بنعلين إعظاما له.
قال سعيد بن جبير: قيل له طإ الارض حافيا كما تدخل الكعبة حافيا.
والعرف عند الملوك أن تخلع النعال ويبلغ الانسان إلى غاية التواضع، فكأن موسى عليه السلام أمر بذلك على هذا الوجه، ولا تبالي كانت نعلاه من ميتة أو غيرها.
وقد كان مالك لا يرى لنفسه ركوب دابة بالمدينة برا بتربتها المحتوية على الاعظم الشريفة، والجثة الكريمة."

قال القشيري في لطائف الاشارات " قوله : { فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ . . . } فإِن بِسَاطَ حضرةِ الملوكِ لا يُوطَأُ بِنَعْلٍ "

وقال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الايات والسور " { فاخلع نعليك } كما يفعل بحضرات الملوك أدباً ، ولتنالك بركتها ولتكون مهيأً للإقامة غير ملتفت إلى ما وراءك من الأهل والولد ، ولهذا قال أهل العبارة : النعل يدل على الولد "

وقال الشوكاني " أمره الله سبحانه بخلع نعليه لأن ذلك أبلغ في التواضع وأقرب إلى التشريف والتكريم وحسن التأدب "


ونرى هنا سرعة الاستجابة لأمر الله عز وجل في هذا الامر الصغير فيا ليت شعري ما هو حال في الامور التي نعدها من المحال؟
قال ابن القيم في المدارج " وعلى هذا فيقال لمن أراد الوصول إلى الله سبحانه وتعالى والدخول عليه اخلع من قلبك ما سواه وادخل عليه وأول قدم يدخل بها في الإسلام أن يخلع الأنداد والأوثان التي تعبد من دون الله ويتجرد منها فكأنه قيل له اطرح عنك ما لا يكون صالحا للوطء به على هذا البساط"

قلت وهذا هو معنى الاسلام وهو الاستسلام لله عز وجل في يمليه عليه من الاقتداء التام بنبي الامة صلى الله عليه وسلم مع عدم التواني عن ذلك فبذلك تصح العبادة وتقبل وتشرح الصدور وتصقل وقد قيل " ولا تصح لك عبودية مادام لغير الله فيك بقية" وقيل " ولا تثبت لك قدم على ظهر الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام "
فلا قشور ولا لباب وكل من عند الله فالقشور عند المحسنين لباب فلا يتهاونون , مع التفريق بين الواجب والمستحب والمكروه والمحظور

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حذر من محقرات إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا ، كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، فأنضجوا ما قذفوا فيها

أبو حمزة السلفي
09-26-2009, 11:57 AM
جزاك الله خيراً أخي على كشف هذه الشبهة للأمة و جعلها الله في ميزان حسناتك
ان المسلم يجب عليه أخذ الدين بكل جوانبه قال صلى الله عليه و سلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً)
و الحمد لله رب العالمين
أحبكم أبو حمزة السلفي

ماكـولا
09-28-2009, 11:31 AM
شكر الله لكم اخي الكريم وبارك فيكم