صهيب
09-26-2009, 12:25 AM
التطهير العرقي في تركستان الشرقية
بقلم د.عبدالعزيز عوض الله
احتلت تركستان الشرقية من قبل الصين الشيوعية في عام 1949 ، ومنذ ستين عاماً والصين تمارس ضد الشعب في تركستان الشرقية سياسة ظالمة ووحشية تطأ من خلالها الشرف والكبرياء الإنساني وتخرج بها عن نطاق كل ما هو إنساني وكل ما هو أخلاقي ، وخلال ذلك أذلت هذا الشعب ونزعته عن العالم بكل ما يمكنها من وسائل. وأثناء تلك الفترة مارست الصين في تركستان الشرقية سياسة تدرج تحت تصنيف السياسة العرقية وجعلت من المواطن التركستاني مواطناً من الدرجة الثالثة من حيث المعاملة، ومن الناحية الاقتصادية فقد جعلت من الشعب التركستاني من أفقر المواطنين بين الشعب المحلي في الصين بالرغم مما تتمتع به التركستان من ثروات ضخمة تحت الأرض وفوقها، كما أنها لا زالت حتى يومنا هذا تجري تجارب نووية تحت الأرض ومن فوق الأرض في تركستان الشرقية ، مما يعرض الآلاف من الشعب لعواقب وخيمة، وبرزت آثار ذلك على الجموع الغفيرة التي أصيبت في صحتها وهناك الآلاف من المعاقين من جراء ذلك ويموتون في النهاية في أعقاب تأثرهم بعنصر الراديوم الخطير . كذلك نجد تطبيق سياسة الإجهاض الإجباري بشكل لا إنساني على السيدات، كما يتم توطين الصينيين بصورة دائمة ، إضافة إلى وجود سعي دائم ومستمر من أجل القضاء على الهوية الثقافية للتركستانيين وقطع الجذور التي تربطهم بأجدادهم من خلال فرض الأبجدية الصينية وتطبيقها على اللغة المحلية، فضلاً عن تحريم الدين ومنع ممارسة الشعائر الدينية ، وتحريم الأعراف والتقاليد، كما منعت في الفترة الأخيرة التعليم باللغة المحلية وفرضت لغتها الخاصة في البرامج الدراسية ، وسعت إلى محور الآثار والكتب التاريخية ، مما أوجد حالة من التخلف لأبناء الإقليم كنتيجة للظلم والجور الكثيرين ، والتي لا يمكن حصرها، وصار الوضع يشبه برميلاً من البارود القابل للانفجار في أية لحظة .
هذا الموقف لو كان قد تم شرحه وإعلان العالم به من قبل المنظمات التركستانية المنتشرة في أرجاء العالم، لما كان قد وصل الأمر إلى هذا الحد من الجمود وفقدان الشعور من العالم نحو هذا الشعب .
والحكومة الصينية التي تتجاسر أمام العالم بأنها لم تمارس مثل هذه الممارسات، فإنها من أجل تسارع في ممارسة سياسة الظلم والتعسف التي تصرف بهما الأمور في تركستان الشرقية ، قد أجبرت قسرا بالقوة منذ عام 2000 م فتيات مسلمات أويغوريات من تركستان الشرقية ممن تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة عشرة والثانية والعشرين على النزوح إلى الأقاليم الداخلية من الصين بحجة الحصول على عمل أو الإثراء هناك ، كما أنها تجعلهم تشتغلون في مصانع تحت شروط صعبة، ولكي تسهل على بعضهن الانحراف وتفسد أخلاقهن ، فإنهم تجعلهن تعملون في أماكن مشبوهة مثل النوادي الليلية والفنادق والملاهي وبيوت الدعارة .... إلى غير ذلك. والصينيون الذين لا يكتفون بذلك ، بل يضيقون على الفتيات العاملات، ويضعون لهم وسائل التعجيز وتعدي حدود اللياقة والأدب . وطبقاً لمصادر رسمية، فإن أعداد الفتيات من الأويغور اللائي تم إرسالهن إلى الصين قسراً تعدى 240،000 .
نحو 800 من تلك العمال رجالا ونساء كانوا يعملون في مصانع لعب الأطفال في عاصمة شاوكوان ، التابعة لولاية جواندونغ الصينية . وفي 23 يونيو 2009 فإن العمال الصينيينبدوأ يضايقون هؤلاء الفتيات من الأويغور اللائي يعملن هنالك ، مما دفع عدداً من الشباب الأويغور إلى القيام بالتعدي على الشباب الصينيين الذين يعملون في تلك المصانع عينها . وبعد انتهاء القتال ، أصبح الشباب من الأويغور في محل شك ، وأُريد معاقبتهم ، وانتهت الأمور نهاية مفجعة.
ففي الثانية من صباح 26 يونيو ، فإن ما يقرب من 5000 عامل صيني هجموا على مكان النوم المخصص للعمال من الأويغور وبدأوا في ضرب العمال الأويغور غير مفرقين بين رجل وامرأة وبكل ما صادفهم من أشياء ، من مثل أسياخ الحديد والعصيان والسياط والسواطير وما شابهها . وأما عدد من العمال الأويغور الذين لم يكونوا على علم بما يحدث فقد سقطوا على الأرض وامتلأت الأرض بدمائهم حتى ولم يكونوا قد نهضوا من مضاجعهم ويشاركوا بأي شيء، وإذا ما حاول البعض منهم الهرب ، فإنه لم يكن ليتمكن من الفرار بسبب إحاطة الصينيين به وضربه حتى يسمل الروح، أما البعض الآخر فقد سعى للوقوف ضد الصينيين من خلال الأشياء التي وقعت في يديه ، ولكن هؤلاء كان نصيبهم في نهاية المطاف ضرباً مبرحاً بالعصي مثل أصدقائهم ، ومن ثم سقطوا على الأرض وخرجت دمائهم .
ذلك الحادث الذي استمر أربع ساعات أي حتى السادسة صباحاً ، لم يجد من يتعرض له سواء من الشرطة أو من قوات الأمن الخاصة بالمصنع، هؤلاء العمال الصينيون ظلوا لأربع ساعات متواصلة يقومون بضرب العمال الأويغور حتى قتلوا بعضهم وجرحوا معظمهم ، ولم تسلم أجسادهم من الضرب والركل وحتى لم يسلموا من التبول وإلقاء الفضلات والقاذورات عليهم .
وطبقاً للمعلومات التي تحصلت لدينا ، فإن رئيس بلدية مدينة شاوكوان ومدير الأمن وغيرهما من المسئولين قد فوضوا الأمر لمن شاهده ، بالرغم من أنهم كانوا على علم لحظة وقوع الحادث، وحتى أنهم أعطوا الأمر لقوات الأمن الذين كانوا قد رغبوا في التدخل بعدم مواجهة الأمر أو التعرض له . ولكن بعد أن وقع الحدث وانتهى الأمر، فإن الشرطة والإسعاف والمسئولين ذهبوا إلى موقع الحدث وحملوا الموتى والجرحى في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات وسعوا إلى التخلص من آُثار الحدث تماماً ، فأمروا البلدية بتنظيف المكان ، وعملوا لساعات في غسل الأرض ، ومحو كل أثر للدماء المنتشرة في المكان .
وبعد الحادث ، فإن المسئولين الصينيين تهربوا من إعطاء معلومات حول الحادث، وما هي أسبابه وأبعاده ، ولم يعطوا حتى معلومات حقيقية فيما يتعلق بأعداد الموتى أو الجرحى . في حين كانت وسائل الإعلام غير الرسمية هي الأخرى حريصة على عدم تسريب أية معلومات حول الحادث . ولكن طبقاً لمعلومات تحصلت لدينا من الشباب الأيغور من الجرحى ، الذين تعرضوا للإصابة في الحادث، فإن ما يقرب من ثلاثمائة من الشباب الأويغور الذين يبلغ مجموعهم 800 ويعملون في المصنع قد فقدوا حياتهم وفيما يقترب من 400 شاب قد التجأوا إلى قمة جبل خارج المدينة ليهربوا من الموت بكل صعوبة ، وما يقرب من المائة المتبقون لم يصدر بشأنهم شيء ، وعلى حين انتظر كل شعب تركستان الشرقية من أجل أن يقوم أحد من المسئولين الصينيين بتقديم تصريح رسمي يتعلق بالحدث، فإن الشرطة الصينية أخذت عدداً من الذين ظهروا أمام عدسات الكاميرا أثناء الحدث ونقلتهم للاستجواب والتحقيق فيما يتعلق بالحدث، وبعد أن أطلقوا سراحهم وأعطوا تقريباً عجيباً ، قاموا بتسليم الشباب الأويغور الذين فقدوا حياتهم لذويهم ونبهوا عليهم بشدة أن لا يصدروا أي خبر حول الحدث، أو يخوضوا فيه مع أحد . وبعض الذين لم يستطيعوا تحمل هذا الحدث الذين وصفوه بصوت خفيض بأنه ظلم، طلبوا من السلطات الرسمية أن تبحث في شأن هذا الحدث ، ولكن الشرطة سرعان ما ألقت القبض على هؤلاء ، وأودعتهم السجون.
طلاب وكذلك أعضاء هيئة التدريس في تركستان الشرقية الذين لم يصمتوا إزاء هذا الحدث، احتشدوا في شوارع أرومجي عاصمة تركستان الشرقية . يوم الأحد الخامس من يوليو طلب شعب تركستان من المسئولين تقديم معلومات واضحة تماماً حول الحادث ومعاقبة المتهمين ، ولكن الحكومة الصنيية التي لم تتحمل طلب الشعب التركي الأويغوري ولا حتى تلك المظاهرة الشرعية والقانونية، سرعان ما حشد رجال الشرطة والجنود، وفتحوا النيران دون تمييز لهدف على الجموع المحتشدة التي أرادتها مسيرة سلمية وقتلت ما يزيد على مائتي شخص ، ومن جانبها ساقت الدبابات والعربات المصفحة على الحشود فسحقت عشرات الأشخاص وقتلتهم ، والمسيرة التي بدأت هادئة خرجت عن طريقها في لحظة واحدة عقب استخدام الحكومة الصنية للقوة الوحشية ، وامتلأت شوارع أرومجي بالجثث. وأعداد قليلة من المتظاهرين الذين استطاعوا أن يفروا من وابل الرصاص، اشتبكوا مع الصينيين وأصيب عدد منهم بجروح . والحكومة الصنية التي هجمت على المتظاهرين بشكل دموي ، فإنها في مواجهة الصور والمناظر التي نشرت على العالم من خلال الإنترنت ، أصابتها الحيرة فيما يجب عليها أن تفعله، وبعد أن أسرعت بإعاقة الاتصالات بين الإقليم والعالم من خلال قطع خطوط الإنترنت ، ومن ثم عرضت بعض المشاهد التي التقطت من جانبها وأذاعها تليفزيون الدولة ، وفيها عدد من الصينيين الأبرياء وقد جرح بعهضم من رأسه مع عدد من الأبنية المحترقة والسيارات المهشمة ، وعدد قليل من رجال الأويغور المضروبين ، ودفعت بها إلى وكالات الأنباء العالمية وبها عدد من المناظر لرجال الشرطة " المنصفيين " الذين لم يتواجدوا لدى المواجهة مع الأويغور والذين تجاوزوا الحدود.
ولكن لم تؤخذ صور الفتيات ولا الأمهات من الأويغور اللائي كن ملقيات في الشوارع وقد قطعت أعناقهن بعد أن ألقي القبض عليهن ليلاً في بيوتهن ، ومورست عليهن ألوان من التعدي، ولا الشباب من الأويغور بالآلاف والذين تم إلقاء الطوب على وجوههم من أجل أن لا يتم التعرف عليهم، وذلك بعد قتلهم بدون ذنب أو جناية اقترفوها من قبل رجال الشرطة الذين ارتدوا الملابس المدنية ، وحيث قتل البعض برصاصة واحدة من قبل القناصة المحترفين ، وقتل البعض بواسطة عصيان مكهربة، والبعض أصيب بالرصاص الذي أطلق من أسلحة أوتوماتيكية من قبل رجال مسلحين ، بمعنى أن الحكومة الصينية الظالمة والماكرة في الوقت ذاته ، سعت إلى خداع العالم من خلال إظهار أن الأتراك الأويغور هم المذنبين بواسطة المناظر التي صنعوها بأنفسهم.
وفي يوم الإثنين السادس من يوليو ، فإن الحكومة الصينية التي لم تستطع أن تجد صينياً واحداً في الشوارع، قامت بدفع ما يقرب من عشرة آلاف جندي مرتدين ملابس مدنية وأعطت لكل واحد منهم عصاً طبية مسكها في يده واندفعوا إلى الشوارع ، وأعطيت لهم الأوامر بقتل كل شخص أويغوري يصادفه أي جندي أمامه . اندفع الجنود الصينيين إلى مساكن الأويغور ، وجعلوا من مدينة " أورومجي " مكاناً للإرهاب في كل شوارعها، وأصبح كل شخص يروه في الشارع يعاقب بلا ذنب وهدفاً للقتل، ومن ثم أخذوا في تفتيش المنازل منزلاً منزلاً ويقتلون كل شخص يقابلهم، امرأة كانت أم رجلاً ، شاباً أو مسناً .. كلهم تم قتلهم . وبسبب ذلك لم يتبق شاب واحد لكي يخرج إلى الشوارع ، فخرجت الأمهات اعتباراً من اليوم الثالث للحدث واندفعن إلى الشوارع حتى ولو كن سيقتلن مثل أزواجهن أو أبنائهن أو حتى إخوانهن ، وكما هو متوقع فإن هؤلاء أيضاً تعرضن للضغط القوي من قبل القوات الصينية المسلحة .
ومعروف أن القوات الصينية التي جاءت لتطبيق إرهاب الدولة منذ أن احتلته في عام 1949، أظهرت هذا الموقف الظالم في العديد من المرات ، والصينيون الذين لا يعرفون حدوداً في التزوير والكذب والخداع يسعون مرة أخرى لإلقاء كل تبعات الحدث على المنظمات التركستانية الشرقية التي أظهرت فعاليتها خارج حدود الوطن.
إن حكومة الصين ، وعقب الحادث مباشرة ، فإنها لم تكتف بقطع الاتصالات التليفونية أو الانترنت فحسب ، وإنما قامت بالحكم بالموت على شعب الإقليم من خلال قطع الماء والكهرباء عليهم ، والإبقاء على الأشخاص الذين لم يتجسر منهم أحد على رفع أجسادهم من الشوارع جوعى وعطشى حتى يموتوا.
وفي أخبار التليفزيون ورد أن عدد القتلى في الحادث بلغ 184 شخصاً ، وأن الجرحى قد بلغ عددهم 1080 وأن من ألقي القبض عليهم قد بلغ 1450 شخصاًً. ولكن طبقاً لما ورد إلينا من أخبار عقب الحادث مباشرة ، فإن عدد القتلى الذين فقدوا حياتهم لدى الدفعة الأولى من إطلاق الرصاص عليهم من قبل الشرطة الصينية قد بلغ عددهم عدة مئات، وبالرغم من ذلك فقد تم العثور على جثامين مجموعة من الأشخاص يتخطى عددهم المئات ، وذلك يومي الإثنين والثلاثاء ملقاه في المسرح الشعبي ، وميدان الشعب ، وفي حلبات السباق وفي الصالونات الرياضية في أورومجي ، وفي تقديرنا وبشكل عام فإن من فقدوا حياتهم في هذا الحادث بلغ عددهم ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، وأن من عرضوا للإصابة بلغ عددهم آلافاً ، والغالبية منهم معرضون للموت بسبب عدم قبول المستشفيات لدخولهم فيها لتلقي العلاج ، كما أنه من المتوقع أن يكون من تم القبض عليهم يزيدون على العشرة آلاف شخص . وأن قيام الأطباء الصينيين بسرقة الأعضاء من أجسام الأويغور الموتى أو الجرحى ، وبيع تلك الأعضاء بأسعار مرتفعة للمرضى من الصينيين الذين ينتظرون نقل أعضاء بشرية إليهم ، يظهر بوضوح ما وصلت إليه الأمور من أقصى درجات الوحشية .
نعم إن تركستان الشرقية تعيش ظروف القتل العام، كما تعيش ظروف التطهير العرقي ، وتعيش حافة الإثنية والناس يعيشون في مأساة ، وفي إرهاب الدولة، وكل العالم يتفرج على ذلك .
وبالرغم من مرور عدة أيام على الأحداث ، فإن هنالك نوعاً من عدم التهدئية ، عدم تهدئة مقصودة ، وذلك لأن قوات الميليشيات التي ترتدي الملابس المدنية تدخل إلى مساكن الأويغور وهم يحملون في أيديهم العصي والآلات الحادة القاطعة ويسيرون من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل ، ومن هنا يصبح الأتراك الأويغور وجهاً لوجه أمام سياسة الميليشيات ، ومنذ يومين فإن الصينيين قاموا بإشعال النيران في مسجدين مليئين بالمصلين في أورومجي ، كما أنهم اعتباراً من 9 يوليو عام 2009 يقومون بإغلاق كل المساجد الموجودة في المدينة بالأقفال، ويضعون في أماكن المؤذنين على المآذن مصوبين محترفين ، وعندما يذهب الناس للصلاة يواجهون بلوحة قد علقت على باب المسجد ومكتوب فيها " إذهب إلى بيتك وأد صلاتك فيه"
إن المسئولين الصينيين الذين يسعون إلى خداع العالم بإظهار الأحداث الجارية على أنها مواجهات إثنية وحروب شوارع ، ويدعون أنهم يقومون بمنع الناس من القيام بتظاهرات غير مشروعة ، يسعون إلى اتهام المنظمات التركستانية الشرقية التي تقوم بنشاط وطني خارج حدود الوطن .
إن شعب تركستان الشرقية لم يقبل في وقت من الأوقات منذ الاحتلال الشيوعي الصيني لها وحتى الآن أن تكون بلادهم مستعمرة ، ولم يعترف بالصين كدولة ، ولم تعترف بحكومة الحزب الشيوعي – إن الحكومة الصينية كانت تسعى لتطبيق سياسات واقتصاديات وثقافات ودين مغاير تماماً لما عليه الشعب في تركستان الشرقية، وكان الأفراد من ذوي الشعور والعلوم والثقافة والتعليم المتعصبين للوطن يقتلون من خلال إلصاق التهم بهم من مثل أنهم انفصاليون ومتشددون وإرهابيون وغير ذلك (ponturtist,panistamist) .
وبالرغم من كل هذا ، فإن شعب تركستان الشرقية قد انتفض لعشرات المرات، وحتى الثمانينات فإن الصين قد جعلت منها علبة مغلقة لا يعرف الرأي العام الدولي أية أخبار عن تلك الأحداث التي جرت فيها .
وإذا ألقينا نظرة على مثل تلك الأحداث التي حدثت بعد الثمانينات وحسب، فسوف نجد بعضاً منها متمثلاً في انتفاضة طلبة جامعة أورومجي في السنوات ما بين 1985و 1988 ، و انتفاضة بارين عام 1990 ، وحادث "غولجا " العفوي عام 1994 ، وانتفاضة " كوجار" عام 1997 ، وكذا أحداث " خوتن " " و "كوجار" وأقصو" وكاشغر ، فميا بعد عام 2000.
كما يمكننا أن نرى أخيراً من الوقائع ذلك الحدث الدموي في 5 يوليو والذي أحدث انفجاراً في أورومجي ، وهو ما يؤكد على أنه شعب تركستان الشرقية لم يحنوا أعناقهم في أي وقت كان أمام الظلم ، وأنهم جميعاً كانوا في مهب العواصف ومع ذلك استمروا وداوموا على المقاومة .
إن تلك الأحداث لم تكن أحداثاً للخلافات الإثنية ، وإنما كانت في مواجهة الظلم الحكومي الصيني ضد شعب الأويغور ، إنها مقاومة من أجل الحصول على الحقوق، وصرخات من أجل الحرية ، إنها مظاهرة لقوة الإيمان التي تعمر قلوب هؤلاء الأبطال الذين تظاهروا في مواجهة الجيش الصيني من خلال تشكيلات شعبية ومدنية تماماً ليست في أيديهم أية شيء ولا حتى قطعة من الحديد .
إن المسئولين الصينيين الذين ردوا بوحشية على مطالب الشعب الأويغوري ، وبعد أن قاموا في السادس من يوليو دفع عشرات الآلاف من الجنود الذين يرتبطون بجناح الجيش في الشمال الغربي من الصين في هذا الإقليم ، قد استمروا في دفع الحشود العسكرية أيضاً في يوم الأربعاء التاسع من يوليو.
وبالرغم من عدم وجود أي شيء في أيدي شعب تركستان الشرقية ولا حتى قطعة من الحديد، إلا أن الدولة الصينية لا تزال ترهبهم حتى الآن، لماذا ؟ وترى لماذا كل تلك العجلة ؟ إن الجواب على ذلك هو لأن الدولة الصينية هي محتل غاصب ، ظالم وقاتل، ولأن أراضي تركستان الشرقية هي موطن لأهل تركستان الشرقية، وهم شعب محق في دعواه ، وهو شعب مظلوم ، ولن يقبل بالأسر ، ولن يحني الرأس أمام الظلم .
ذلك هو الموقف الأخير بشيء من الاختصار . حسناً وماذا نريد نحن أهل تركستان الشرقية؟
وقبل الإجابة على هذا التساؤل ، نجد هنالك فائدة في تحديد الموقف على النحو التالي :
1- لقد تم الآن تخريب وتوسيع الهوة بالكامل للأرضية المعيشية السلمية فيما بين الشعب الأويغوري والشعب الصيني من الزاوية الاجتماعية.
2- في أعقاب هذا الحدث وبسببه ، سوف تتشدد دولة الصين في مسألة الإرهاب، ولسوف تنفجر الأوضاع حتى تصل إلى درجة لا يمكن أن تتحملها المنطقة، ولن يمكن الهروب من ظروف يكون فيها ذلك الوضع معداً لانفجار انتفاضة جديدة.
3- لو حدث وضع كهذا ، فلسوف تضغط الحكومة الصينية بصورة أكثر شدة ، ولسوف يستمر هذا بشكل دائم ومستمر والشعب الأيغوري هو الآخر سوف يتضرر ضرراً عظيماً من إرهاب الدولة الصينية .
أن القتل العام الذي مارسه الجنود ذوي الزي المدني في تلك الأحداث ، سوف يلقي بالمهالك على مستقبل الصينيين المدنيين حسب بعض الآراء .
4- في حال وجود موقف لا يمكن فيه الوصول إلى حل معقول وبالصورة التي سوف تحمي حقوق الشعب من الناحية السياسية، فلن يمكن أن تصير هنالك فعاليته في حل المشاكل بأي وجه من الوجوه بشأن الانفتاح الجزئي اقتصادياً وثقافياً كنماذج تتحقق لأهل تركستان الشرقية . أي أن شعب تركستان الشرقية لن يتخلى عن الوصول إلى أهدافه المعلنة ولا عن دعواه تلك .
وشعب تركستان الشرقية يطالب العالم بما يلي : -
1- يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع العاجل بإيقاف هذا القتل العام.
2- أن تقوم اللجنة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإرسال وفد إلى "أرومجي " بصفة عاجلة ، وأن يخرج من التقصي إلى جذور المشكلة الحقيقية ، وأن يعلنها على الرأي العام العالمي .
3- يجب أن تتحرك منظمات مثل " الناتو " و " Agit " فوراً ، وأن ترسل مراقبين إلى الإقليم على الفور .
4- أن تجتمع " إيكو " بشكل عاجل ، وعليها أن تتخذ قراراً يتعلق بالموقف .
5- يجب أن يتحرك كل من منظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر ، وعليهم أن يساعدوا الناس الذين سقطوا في الشوارع جرحى وكذا الذين أصيبوا بجروح هنالك . كما أن عليهم أن يؤمنوا الاحتياجات الخاصة والمستلزمات الإنسانية لهؤلاء الذين تم القبض عليهم.
6- على المنظمات الاجتماعية في العالم الحر الاجتماع وبذل ضغوط على حكومات بلادهم، وعليهم أن يوقفوا ممارسات القتل العام .
7- على دول العالم الحر أن تراجع مسألة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الصين ، وعلى الغرب أن يوقف توحش الإرهاب لدى دولة الصين ، ذلك الذي صار أكثر قوة عن طريق الاستثمار فيها بشكل واسع ، كما أن عليها أن لا تؤجل التوجه على هذا النحو من خلال التقليل من هذا التوحش، وأن لا تترك سبيلاً إلا وتسلكه على هذا الصعيد .
8- يا شعوب العالم الحر إذا كنتم تريدون بحق وإخلاص تحقق الديمقراطية وحقوق الإنسان وقواعد الحقوق الدائمة والحرية ، فلا تجعلوا من أنفسكم مجرد متفرجين على هذا التوحش ، وهذا القتل العام الذي يخرج عن حدود الإنسانية، وإذا لم يمكنكم أن تفعلوا أي شيء فعلى الأقل لا تتعاملوا مع البضائع الصينية .
9- يا إخواننا المسلمين يا مواطنينا الأصليين من الأتراك عليكم أن تراجعوا علاقاتكم مع الصين ، وأن تقطعوا علاقاتكم الاقتصادية ، أو حتى تهبطون بها إلى الحد الأدنى ، ولا تسوفوا أو تتمسكوا بالأمل من أجل التعامل مع النقود الصينية الملطخة بالدماء ، وذلك ثمناً لدماء إخوانكم، وعليكم أن تقاطعوا البضائع الصينية .
*************
رئيس قسم اللغة التركية بكلية الدراسات الإنسانية-جامعة الأزهر
منقووووووووول
من للمسلمين هناك بعد الله عز وجل
المصدر: http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?DocID=152582&TypeID=8&TabIndex=2
-------------------------------------
بقلم د.عبدالعزيز عوض الله
احتلت تركستان الشرقية من قبل الصين الشيوعية في عام 1949 ، ومنذ ستين عاماً والصين تمارس ضد الشعب في تركستان الشرقية سياسة ظالمة ووحشية تطأ من خلالها الشرف والكبرياء الإنساني وتخرج بها عن نطاق كل ما هو إنساني وكل ما هو أخلاقي ، وخلال ذلك أذلت هذا الشعب ونزعته عن العالم بكل ما يمكنها من وسائل. وأثناء تلك الفترة مارست الصين في تركستان الشرقية سياسة تدرج تحت تصنيف السياسة العرقية وجعلت من المواطن التركستاني مواطناً من الدرجة الثالثة من حيث المعاملة، ومن الناحية الاقتصادية فقد جعلت من الشعب التركستاني من أفقر المواطنين بين الشعب المحلي في الصين بالرغم مما تتمتع به التركستان من ثروات ضخمة تحت الأرض وفوقها، كما أنها لا زالت حتى يومنا هذا تجري تجارب نووية تحت الأرض ومن فوق الأرض في تركستان الشرقية ، مما يعرض الآلاف من الشعب لعواقب وخيمة، وبرزت آثار ذلك على الجموع الغفيرة التي أصيبت في صحتها وهناك الآلاف من المعاقين من جراء ذلك ويموتون في النهاية في أعقاب تأثرهم بعنصر الراديوم الخطير . كذلك نجد تطبيق سياسة الإجهاض الإجباري بشكل لا إنساني على السيدات، كما يتم توطين الصينيين بصورة دائمة ، إضافة إلى وجود سعي دائم ومستمر من أجل القضاء على الهوية الثقافية للتركستانيين وقطع الجذور التي تربطهم بأجدادهم من خلال فرض الأبجدية الصينية وتطبيقها على اللغة المحلية، فضلاً عن تحريم الدين ومنع ممارسة الشعائر الدينية ، وتحريم الأعراف والتقاليد، كما منعت في الفترة الأخيرة التعليم باللغة المحلية وفرضت لغتها الخاصة في البرامج الدراسية ، وسعت إلى محور الآثار والكتب التاريخية ، مما أوجد حالة من التخلف لأبناء الإقليم كنتيجة للظلم والجور الكثيرين ، والتي لا يمكن حصرها، وصار الوضع يشبه برميلاً من البارود القابل للانفجار في أية لحظة .
هذا الموقف لو كان قد تم شرحه وإعلان العالم به من قبل المنظمات التركستانية المنتشرة في أرجاء العالم، لما كان قد وصل الأمر إلى هذا الحد من الجمود وفقدان الشعور من العالم نحو هذا الشعب .
والحكومة الصينية التي تتجاسر أمام العالم بأنها لم تمارس مثل هذه الممارسات، فإنها من أجل تسارع في ممارسة سياسة الظلم والتعسف التي تصرف بهما الأمور في تركستان الشرقية ، قد أجبرت قسرا بالقوة منذ عام 2000 م فتيات مسلمات أويغوريات من تركستان الشرقية ممن تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة عشرة والثانية والعشرين على النزوح إلى الأقاليم الداخلية من الصين بحجة الحصول على عمل أو الإثراء هناك ، كما أنها تجعلهم تشتغلون في مصانع تحت شروط صعبة، ولكي تسهل على بعضهن الانحراف وتفسد أخلاقهن ، فإنهم تجعلهن تعملون في أماكن مشبوهة مثل النوادي الليلية والفنادق والملاهي وبيوت الدعارة .... إلى غير ذلك. والصينيون الذين لا يكتفون بذلك ، بل يضيقون على الفتيات العاملات، ويضعون لهم وسائل التعجيز وتعدي حدود اللياقة والأدب . وطبقاً لمصادر رسمية، فإن أعداد الفتيات من الأويغور اللائي تم إرسالهن إلى الصين قسراً تعدى 240،000 .
نحو 800 من تلك العمال رجالا ونساء كانوا يعملون في مصانع لعب الأطفال في عاصمة شاوكوان ، التابعة لولاية جواندونغ الصينية . وفي 23 يونيو 2009 فإن العمال الصينيينبدوأ يضايقون هؤلاء الفتيات من الأويغور اللائي يعملن هنالك ، مما دفع عدداً من الشباب الأويغور إلى القيام بالتعدي على الشباب الصينيين الذين يعملون في تلك المصانع عينها . وبعد انتهاء القتال ، أصبح الشباب من الأويغور في محل شك ، وأُريد معاقبتهم ، وانتهت الأمور نهاية مفجعة.
ففي الثانية من صباح 26 يونيو ، فإن ما يقرب من 5000 عامل صيني هجموا على مكان النوم المخصص للعمال من الأويغور وبدأوا في ضرب العمال الأويغور غير مفرقين بين رجل وامرأة وبكل ما صادفهم من أشياء ، من مثل أسياخ الحديد والعصيان والسياط والسواطير وما شابهها . وأما عدد من العمال الأويغور الذين لم يكونوا على علم بما يحدث فقد سقطوا على الأرض وامتلأت الأرض بدمائهم حتى ولم يكونوا قد نهضوا من مضاجعهم ويشاركوا بأي شيء، وإذا ما حاول البعض منهم الهرب ، فإنه لم يكن ليتمكن من الفرار بسبب إحاطة الصينيين به وضربه حتى يسمل الروح، أما البعض الآخر فقد سعى للوقوف ضد الصينيين من خلال الأشياء التي وقعت في يديه ، ولكن هؤلاء كان نصيبهم في نهاية المطاف ضرباً مبرحاً بالعصي مثل أصدقائهم ، ومن ثم سقطوا على الأرض وخرجت دمائهم .
ذلك الحادث الذي استمر أربع ساعات أي حتى السادسة صباحاً ، لم يجد من يتعرض له سواء من الشرطة أو من قوات الأمن الخاصة بالمصنع، هؤلاء العمال الصينيون ظلوا لأربع ساعات متواصلة يقومون بضرب العمال الأويغور حتى قتلوا بعضهم وجرحوا معظمهم ، ولم تسلم أجسادهم من الضرب والركل وحتى لم يسلموا من التبول وإلقاء الفضلات والقاذورات عليهم .
وطبقاً للمعلومات التي تحصلت لدينا ، فإن رئيس بلدية مدينة شاوكوان ومدير الأمن وغيرهما من المسئولين قد فوضوا الأمر لمن شاهده ، بالرغم من أنهم كانوا على علم لحظة وقوع الحادث، وحتى أنهم أعطوا الأمر لقوات الأمن الذين كانوا قد رغبوا في التدخل بعدم مواجهة الأمر أو التعرض له . ولكن بعد أن وقع الحدث وانتهى الأمر، فإن الشرطة والإسعاف والمسئولين ذهبوا إلى موقع الحدث وحملوا الموتى والجرحى في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات وسعوا إلى التخلص من آُثار الحدث تماماً ، فأمروا البلدية بتنظيف المكان ، وعملوا لساعات في غسل الأرض ، ومحو كل أثر للدماء المنتشرة في المكان .
وبعد الحادث ، فإن المسئولين الصينيين تهربوا من إعطاء معلومات حول الحادث، وما هي أسبابه وأبعاده ، ولم يعطوا حتى معلومات حقيقية فيما يتعلق بأعداد الموتى أو الجرحى . في حين كانت وسائل الإعلام غير الرسمية هي الأخرى حريصة على عدم تسريب أية معلومات حول الحادث . ولكن طبقاً لمعلومات تحصلت لدينا من الشباب الأيغور من الجرحى ، الذين تعرضوا للإصابة في الحادث، فإن ما يقرب من ثلاثمائة من الشباب الأويغور الذين يبلغ مجموعهم 800 ويعملون في المصنع قد فقدوا حياتهم وفيما يقترب من 400 شاب قد التجأوا إلى قمة جبل خارج المدينة ليهربوا من الموت بكل صعوبة ، وما يقرب من المائة المتبقون لم يصدر بشأنهم شيء ، وعلى حين انتظر كل شعب تركستان الشرقية من أجل أن يقوم أحد من المسئولين الصينيين بتقديم تصريح رسمي يتعلق بالحدث، فإن الشرطة الصينية أخذت عدداً من الذين ظهروا أمام عدسات الكاميرا أثناء الحدث ونقلتهم للاستجواب والتحقيق فيما يتعلق بالحدث، وبعد أن أطلقوا سراحهم وأعطوا تقريباً عجيباً ، قاموا بتسليم الشباب الأويغور الذين فقدوا حياتهم لذويهم ونبهوا عليهم بشدة أن لا يصدروا أي خبر حول الحدث، أو يخوضوا فيه مع أحد . وبعض الذين لم يستطيعوا تحمل هذا الحدث الذين وصفوه بصوت خفيض بأنه ظلم، طلبوا من السلطات الرسمية أن تبحث في شأن هذا الحدث ، ولكن الشرطة سرعان ما ألقت القبض على هؤلاء ، وأودعتهم السجون.
طلاب وكذلك أعضاء هيئة التدريس في تركستان الشرقية الذين لم يصمتوا إزاء هذا الحدث، احتشدوا في شوارع أرومجي عاصمة تركستان الشرقية . يوم الأحد الخامس من يوليو طلب شعب تركستان من المسئولين تقديم معلومات واضحة تماماً حول الحادث ومعاقبة المتهمين ، ولكن الحكومة الصنيية التي لم تتحمل طلب الشعب التركي الأويغوري ولا حتى تلك المظاهرة الشرعية والقانونية، سرعان ما حشد رجال الشرطة والجنود، وفتحوا النيران دون تمييز لهدف على الجموع المحتشدة التي أرادتها مسيرة سلمية وقتلت ما يزيد على مائتي شخص ، ومن جانبها ساقت الدبابات والعربات المصفحة على الحشود فسحقت عشرات الأشخاص وقتلتهم ، والمسيرة التي بدأت هادئة خرجت عن طريقها في لحظة واحدة عقب استخدام الحكومة الصنية للقوة الوحشية ، وامتلأت شوارع أرومجي بالجثث. وأعداد قليلة من المتظاهرين الذين استطاعوا أن يفروا من وابل الرصاص، اشتبكوا مع الصينيين وأصيب عدد منهم بجروح . والحكومة الصنية التي هجمت على المتظاهرين بشكل دموي ، فإنها في مواجهة الصور والمناظر التي نشرت على العالم من خلال الإنترنت ، أصابتها الحيرة فيما يجب عليها أن تفعله، وبعد أن أسرعت بإعاقة الاتصالات بين الإقليم والعالم من خلال قطع خطوط الإنترنت ، ومن ثم عرضت بعض المشاهد التي التقطت من جانبها وأذاعها تليفزيون الدولة ، وفيها عدد من الصينيين الأبرياء وقد جرح بعهضم من رأسه مع عدد من الأبنية المحترقة والسيارات المهشمة ، وعدد قليل من رجال الأويغور المضروبين ، ودفعت بها إلى وكالات الأنباء العالمية وبها عدد من المناظر لرجال الشرطة " المنصفيين " الذين لم يتواجدوا لدى المواجهة مع الأويغور والذين تجاوزوا الحدود.
ولكن لم تؤخذ صور الفتيات ولا الأمهات من الأويغور اللائي كن ملقيات في الشوارع وقد قطعت أعناقهن بعد أن ألقي القبض عليهن ليلاً في بيوتهن ، ومورست عليهن ألوان من التعدي، ولا الشباب من الأويغور بالآلاف والذين تم إلقاء الطوب على وجوههم من أجل أن لا يتم التعرف عليهم، وذلك بعد قتلهم بدون ذنب أو جناية اقترفوها من قبل رجال الشرطة الذين ارتدوا الملابس المدنية ، وحيث قتل البعض برصاصة واحدة من قبل القناصة المحترفين ، وقتل البعض بواسطة عصيان مكهربة، والبعض أصيب بالرصاص الذي أطلق من أسلحة أوتوماتيكية من قبل رجال مسلحين ، بمعنى أن الحكومة الصينية الظالمة والماكرة في الوقت ذاته ، سعت إلى خداع العالم من خلال إظهار أن الأتراك الأويغور هم المذنبين بواسطة المناظر التي صنعوها بأنفسهم.
وفي يوم الإثنين السادس من يوليو ، فإن الحكومة الصينية التي لم تستطع أن تجد صينياً واحداً في الشوارع، قامت بدفع ما يقرب من عشرة آلاف جندي مرتدين ملابس مدنية وأعطت لكل واحد منهم عصاً طبية مسكها في يده واندفعوا إلى الشوارع ، وأعطيت لهم الأوامر بقتل كل شخص أويغوري يصادفه أي جندي أمامه . اندفع الجنود الصينيين إلى مساكن الأويغور ، وجعلوا من مدينة " أورومجي " مكاناً للإرهاب في كل شوارعها، وأصبح كل شخص يروه في الشارع يعاقب بلا ذنب وهدفاً للقتل، ومن ثم أخذوا في تفتيش المنازل منزلاً منزلاً ويقتلون كل شخص يقابلهم، امرأة كانت أم رجلاً ، شاباً أو مسناً .. كلهم تم قتلهم . وبسبب ذلك لم يتبق شاب واحد لكي يخرج إلى الشوارع ، فخرجت الأمهات اعتباراً من اليوم الثالث للحدث واندفعن إلى الشوارع حتى ولو كن سيقتلن مثل أزواجهن أو أبنائهن أو حتى إخوانهن ، وكما هو متوقع فإن هؤلاء أيضاً تعرضن للضغط القوي من قبل القوات الصينية المسلحة .
ومعروف أن القوات الصينية التي جاءت لتطبيق إرهاب الدولة منذ أن احتلته في عام 1949، أظهرت هذا الموقف الظالم في العديد من المرات ، والصينيون الذين لا يعرفون حدوداً في التزوير والكذب والخداع يسعون مرة أخرى لإلقاء كل تبعات الحدث على المنظمات التركستانية الشرقية التي أظهرت فعاليتها خارج حدود الوطن.
إن حكومة الصين ، وعقب الحادث مباشرة ، فإنها لم تكتف بقطع الاتصالات التليفونية أو الانترنت فحسب ، وإنما قامت بالحكم بالموت على شعب الإقليم من خلال قطع الماء والكهرباء عليهم ، والإبقاء على الأشخاص الذين لم يتجسر منهم أحد على رفع أجسادهم من الشوارع جوعى وعطشى حتى يموتوا.
وفي أخبار التليفزيون ورد أن عدد القتلى في الحادث بلغ 184 شخصاً ، وأن الجرحى قد بلغ عددهم 1080 وأن من ألقي القبض عليهم قد بلغ 1450 شخصاًً. ولكن طبقاً لما ورد إلينا من أخبار عقب الحادث مباشرة ، فإن عدد القتلى الذين فقدوا حياتهم لدى الدفعة الأولى من إطلاق الرصاص عليهم من قبل الشرطة الصينية قد بلغ عددهم عدة مئات، وبالرغم من ذلك فقد تم العثور على جثامين مجموعة من الأشخاص يتخطى عددهم المئات ، وذلك يومي الإثنين والثلاثاء ملقاه في المسرح الشعبي ، وميدان الشعب ، وفي حلبات السباق وفي الصالونات الرياضية في أورومجي ، وفي تقديرنا وبشكل عام فإن من فقدوا حياتهم في هذا الحادث بلغ عددهم ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، وأن من عرضوا للإصابة بلغ عددهم آلافاً ، والغالبية منهم معرضون للموت بسبب عدم قبول المستشفيات لدخولهم فيها لتلقي العلاج ، كما أنه من المتوقع أن يكون من تم القبض عليهم يزيدون على العشرة آلاف شخص . وأن قيام الأطباء الصينيين بسرقة الأعضاء من أجسام الأويغور الموتى أو الجرحى ، وبيع تلك الأعضاء بأسعار مرتفعة للمرضى من الصينيين الذين ينتظرون نقل أعضاء بشرية إليهم ، يظهر بوضوح ما وصلت إليه الأمور من أقصى درجات الوحشية .
نعم إن تركستان الشرقية تعيش ظروف القتل العام، كما تعيش ظروف التطهير العرقي ، وتعيش حافة الإثنية والناس يعيشون في مأساة ، وفي إرهاب الدولة، وكل العالم يتفرج على ذلك .
وبالرغم من مرور عدة أيام على الأحداث ، فإن هنالك نوعاً من عدم التهدئية ، عدم تهدئة مقصودة ، وذلك لأن قوات الميليشيات التي ترتدي الملابس المدنية تدخل إلى مساكن الأويغور وهم يحملون في أيديهم العصي والآلات الحادة القاطعة ويسيرون من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل ، ومن هنا يصبح الأتراك الأويغور وجهاً لوجه أمام سياسة الميليشيات ، ومنذ يومين فإن الصينيين قاموا بإشعال النيران في مسجدين مليئين بالمصلين في أورومجي ، كما أنهم اعتباراً من 9 يوليو عام 2009 يقومون بإغلاق كل المساجد الموجودة في المدينة بالأقفال، ويضعون في أماكن المؤذنين على المآذن مصوبين محترفين ، وعندما يذهب الناس للصلاة يواجهون بلوحة قد علقت على باب المسجد ومكتوب فيها " إذهب إلى بيتك وأد صلاتك فيه"
إن المسئولين الصينيين الذين يسعون إلى خداع العالم بإظهار الأحداث الجارية على أنها مواجهات إثنية وحروب شوارع ، ويدعون أنهم يقومون بمنع الناس من القيام بتظاهرات غير مشروعة ، يسعون إلى اتهام المنظمات التركستانية الشرقية التي تقوم بنشاط وطني خارج حدود الوطن .
إن شعب تركستان الشرقية لم يقبل في وقت من الأوقات منذ الاحتلال الشيوعي الصيني لها وحتى الآن أن تكون بلادهم مستعمرة ، ولم يعترف بالصين كدولة ، ولم تعترف بحكومة الحزب الشيوعي – إن الحكومة الصينية كانت تسعى لتطبيق سياسات واقتصاديات وثقافات ودين مغاير تماماً لما عليه الشعب في تركستان الشرقية، وكان الأفراد من ذوي الشعور والعلوم والثقافة والتعليم المتعصبين للوطن يقتلون من خلال إلصاق التهم بهم من مثل أنهم انفصاليون ومتشددون وإرهابيون وغير ذلك (ponturtist,panistamist) .
وبالرغم من كل هذا ، فإن شعب تركستان الشرقية قد انتفض لعشرات المرات، وحتى الثمانينات فإن الصين قد جعلت منها علبة مغلقة لا يعرف الرأي العام الدولي أية أخبار عن تلك الأحداث التي جرت فيها .
وإذا ألقينا نظرة على مثل تلك الأحداث التي حدثت بعد الثمانينات وحسب، فسوف نجد بعضاً منها متمثلاً في انتفاضة طلبة جامعة أورومجي في السنوات ما بين 1985و 1988 ، و انتفاضة بارين عام 1990 ، وحادث "غولجا " العفوي عام 1994 ، وانتفاضة " كوجار" عام 1997 ، وكذا أحداث " خوتن " " و "كوجار" وأقصو" وكاشغر ، فميا بعد عام 2000.
كما يمكننا أن نرى أخيراً من الوقائع ذلك الحدث الدموي في 5 يوليو والذي أحدث انفجاراً في أورومجي ، وهو ما يؤكد على أنه شعب تركستان الشرقية لم يحنوا أعناقهم في أي وقت كان أمام الظلم ، وأنهم جميعاً كانوا في مهب العواصف ومع ذلك استمروا وداوموا على المقاومة .
إن تلك الأحداث لم تكن أحداثاً للخلافات الإثنية ، وإنما كانت في مواجهة الظلم الحكومي الصيني ضد شعب الأويغور ، إنها مقاومة من أجل الحصول على الحقوق، وصرخات من أجل الحرية ، إنها مظاهرة لقوة الإيمان التي تعمر قلوب هؤلاء الأبطال الذين تظاهروا في مواجهة الجيش الصيني من خلال تشكيلات شعبية ومدنية تماماً ليست في أيديهم أية شيء ولا حتى قطعة من الحديد .
إن المسئولين الصينيين الذين ردوا بوحشية على مطالب الشعب الأويغوري ، وبعد أن قاموا في السادس من يوليو دفع عشرات الآلاف من الجنود الذين يرتبطون بجناح الجيش في الشمال الغربي من الصين في هذا الإقليم ، قد استمروا في دفع الحشود العسكرية أيضاً في يوم الأربعاء التاسع من يوليو.
وبالرغم من عدم وجود أي شيء في أيدي شعب تركستان الشرقية ولا حتى قطعة من الحديد، إلا أن الدولة الصينية لا تزال ترهبهم حتى الآن، لماذا ؟ وترى لماذا كل تلك العجلة ؟ إن الجواب على ذلك هو لأن الدولة الصينية هي محتل غاصب ، ظالم وقاتل، ولأن أراضي تركستان الشرقية هي موطن لأهل تركستان الشرقية، وهم شعب محق في دعواه ، وهو شعب مظلوم ، ولن يقبل بالأسر ، ولن يحني الرأس أمام الظلم .
ذلك هو الموقف الأخير بشيء من الاختصار . حسناً وماذا نريد نحن أهل تركستان الشرقية؟
وقبل الإجابة على هذا التساؤل ، نجد هنالك فائدة في تحديد الموقف على النحو التالي :
1- لقد تم الآن تخريب وتوسيع الهوة بالكامل للأرضية المعيشية السلمية فيما بين الشعب الأويغوري والشعب الصيني من الزاوية الاجتماعية.
2- في أعقاب هذا الحدث وبسببه ، سوف تتشدد دولة الصين في مسألة الإرهاب، ولسوف تنفجر الأوضاع حتى تصل إلى درجة لا يمكن أن تتحملها المنطقة، ولن يمكن الهروب من ظروف يكون فيها ذلك الوضع معداً لانفجار انتفاضة جديدة.
3- لو حدث وضع كهذا ، فلسوف تضغط الحكومة الصينية بصورة أكثر شدة ، ولسوف يستمر هذا بشكل دائم ومستمر والشعب الأيغوري هو الآخر سوف يتضرر ضرراً عظيماً من إرهاب الدولة الصينية .
أن القتل العام الذي مارسه الجنود ذوي الزي المدني في تلك الأحداث ، سوف يلقي بالمهالك على مستقبل الصينيين المدنيين حسب بعض الآراء .
4- في حال وجود موقف لا يمكن فيه الوصول إلى حل معقول وبالصورة التي سوف تحمي حقوق الشعب من الناحية السياسية، فلن يمكن أن تصير هنالك فعاليته في حل المشاكل بأي وجه من الوجوه بشأن الانفتاح الجزئي اقتصادياً وثقافياً كنماذج تتحقق لأهل تركستان الشرقية . أي أن شعب تركستان الشرقية لن يتخلى عن الوصول إلى أهدافه المعلنة ولا عن دعواه تلك .
وشعب تركستان الشرقية يطالب العالم بما يلي : -
1- يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع العاجل بإيقاف هذا القتل العام.
2- أن تقوم اللجنة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإرسال وفد إلى "أرومجي " بصفة عاجلة ، وأن يخرج من التقصي إلى جذور المشكلة الحقيقية ، وأن يعلنها على الرأي العام العالمي .
3- يجب أن تتحرك منظمات مثل " الناتو " و " Agit " فوراً ، وأن ترسل مراقبين إلى الإقليم على الفور .
4- أن تجتمع " إيكو " بشكل عاجل ، وعليها أن تتخذ قراراً يتعلق بالموقف .
5- يجب أن يتحرك كل من منظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر ، وعليهم أن يساعدوا الناس الذين سقطوا في الشوارع جرحى وكذا الذين أصيبوا بجروح هنالك . كما أن عليهم أن يؤمنوا الاحتياجات الخاصة والمستلزمات الإنسانية لهؤلاء الذين تم القبض عليهم.
6- على المنظمات الاجتماعية في العالم الحر الاجتماع وبذل ضغوط على حكومات بلادهم، وعليهم أن يوقفوا ممارسات القتل العام .
7- على دول العالم الحر أن تراجع مسألة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الصين ، وعلى الغرب أن يوقف توحش الإرهاب لدى دولة الصين ، ذلك الذي صار أكثر قوة عن طريق الاستثمار فيها بشكل واسع ، كما أن عليها أن لا تؤجل التوجه على هذا النحو من خلال التقليل من هذا التوحش، وأن لا تترك سبيلاً إلا وتسلكه على هذا الصعيد .
8- يا شعوب العالم الحر إذا كنتم تريدون بحق وإخلاص تحقق الديمقراطية وحقوق الإنسان وقواعد الحقوق الدائمة والحرية ، فلا تجعلوا من أنفسكم مجرد متفرجين على هذا التوحش ، وهذا القتل العام الذي يخرج عن حدود الإنسانية، وإذا لم يمكنكم أن تفعلوا أي شيء فعلى الأقل لا تتعاملوا مع البضائع الصينية .
9- يا إخواننا المسلمين يا مواطنينا الأصليين من الأتراك عليكم أن تراجعوا علاقاتكم مع الصين ، وأن تقطعوا علاقاتكم الاقتصادية ، أو حتى تهبطون بها إلى الحد الأدنى ، ولا تسوفوا أو تتمسكوا بالأمل من أجل التعامل مع النقود الصينية الملطخة بالدماء ، وذلك ثمناً لدماء إخوانكم، وعليكم أن تقاطعوا البضائع الصينية .
*************
رئيس قسم اللغة التركية بكلية الدراسات الإنسانية-جامعة الأزهر
منقووووووووول
من للمسلمين هناك بعد الله عز وجل
المصدر: http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?DocID=152582&TypeID=8&TabIndex=2
-------------------------------------