المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبودية لرب البرية



ماكـولا
09-26-2009, 08:44 AM
سبحان الواحد الديان ذو الجلال والاكرام المتصرف بملكه ولو كره الطغام معز عباده وهادي الحيران سبحانه لا اله غيره ولا معبود بحق سواه رازق الخلق كلهم ومستجيب الدعوات لا يشغله صوت عن صوت ولا حول عن حول ولو اختلفت الالسن وتباينت المطلوبات كل يوم هو في شأن يوما يحي ميتا ويميت حيا ويرزق اقواما ويهدي ضلالا
ويرفع اقواما درجات ويضع اخرين دركات سبحانه لا يسأل عن شيء
وهم يسألون
وأشهد ان محمدا بن عبدالله ابو القاسم الهادي الى رضوانه نبي الله صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين العاقب الذي لا نبي بعده

اما بعد

قال تعالى" وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين"


قال ابن كثير

اي انما خلقتهم لامرهم بعبادتي لا لحتياجي اليهم

فالعبادة حق الله على العبيد وهي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الباطنة والظاهرة امثال الصلاة والصوم والحج والزكاة والذكر وقراءة القران واحسان الى الناس
واعانة محتاج وكفالة يتيم وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وتعليم الناس الخير وبر الوالدين وحسن الخلق وجهاد الكفار والمنافقين بالسلاح واللسان والجنان وبالاقلام ومقوامة الغزو الفكري الذي نخر بالامة الاسلامية والتصدي له والصبر والخشية الله في السر والعلانية والانابة له والتوبة والاستغفار واللجوء الليه عند الشدائد والكرب وان تعلم انه لا منجى منه الا اليه فتفر منه اليه والصبر على القضاء والقدر حلوه ومره ورضا به ومتابعة ذلك لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رجاء رحمة الله وجنته وخوفا من سخط الله والنار

وهذه العباده كل المخلوقات مأمورة بها العالم العلوي والعالم السفلي بما فيهم من جن وانس
وكذلك المرسلين لعموم قوله تعالى " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"

قال ابو العباس:

وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه {اعبدوا الله مالكم من إله غيره} وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم .
وقال تعالى {ولقد بعثنا فى كل امة رسولا ان اعبدوا الله اجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة} وقال تعالى {وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحى اليه انه لا اله الا انا فاعبدون} وقال تعالى {وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون} كما قال فى الآية الاخرى {يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا انى بما تعملون عليم} وجعل ذلك لازما لرسوله الى الموت قال واعبد ربك حتى يأيتك اليقين.


وبذلك وصف ملائكته وانبياءه فقال تعالى {وله من فى السموات والارض ومن عنده لايستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون} وقال تعالى {ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون} وذم المستكبرين عنها بقوله {وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين} ونعت صفوة خلقه بالعبودية له فقال تعالى {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا}

وقال {وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا} الآيات ولما قال الشيطان فبما اغويتنى لازينن لهم فى الارض ولا غوينهم اجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} وقال الله{ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين}.

وقال فى وصف الملائكة بذلك {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون" الى قوله" وهم من خشيته مشفقون} وقال تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من فى السموات والارض الا آتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}.

وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والنبوة" ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى السرائيل" ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح [لا تطرونى كما اطرت النصارى عيسى بن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله].

وقد نعته الله بالعبودية فى اكمل احواله فقال فى الاسراء { سبحان الذى اسرى بعبده ليلا } وقال فى الايحاء { فأوحى الى عبده ما اوحى } وقال فى الدعوة { وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } وقال فى التحدى { وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله } فالدين كله داخل فى العبادة.

وقال ايضا:

والعبادة اصل معناها الذل ايضا يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطئته الاقدام.
لكن العبادة المأمور تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهى تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له فإن آخر مراتب الحب هو التتيم واوله العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم الصبابة لا نصباب القلب اليه ثم الغرام وهو الحب اللازم للقلب ثم العشق وآخرها التتيم يقال تيم الله أى عبد الله فالمتيم المعبد لمحبوبه

وأما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا يكون إلا لله وحده كما قال تعالى {قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا الى قوله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون} وقال تعالى {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا إلى الله راغبون} فالايتاء لله والرسول كقوله {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وأما الحسب وهو الكافى فهو الله وحده كما قال تعالى {الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} وقال تعالى {يا ايها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} اى حسبك وحسب من اتبعك الله .



دواعي عبودية الله عز وجل
وقال الشيخ المقدم:


أما دواعي هذه العبودية، فأول داعٍ من دواعي العبودية هو الفطرة

، فالإنسان إذا كانت فطرته سليمة فإنها تجذبه إلى التوحيد، حتى قال بعض العلماء: لو أن رجلاً منذ أن ولد وضع في الأغلال، وحبس في غرفة ولم يختلط بأحد حتى بلغ وكلف، فسوف ينطق بـ(لا إله إلا الله)؛ كل إنسان سليم الفطرة يشعر باعترافه بالله سبحانه وتعالى؛ إذ إن هذا أمر فطري، فلذلك لا يحتاج إلى مناقشة، كالذي عوفي من بلاء الفلسفة والإلحاد والمذاهب المشككة، وعوفي من تأثير البيئة الفاسدة كالبيئة النصرانية أو اليهودية أو الشركية من حوله.

فإن هذه البيئة التي حبس فيها تدل على أنه ليس عنده مشكلة، ولا يقبل أصلاً مبدأ أن يناقش قضية وجود الله؛ لأن أقوى دليل هو الفطرة، ويجد أن هذا الشعور مغروس في قلبه، ومغروس في فطرته، كما قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم:30]، وقال عز وجل في الحديث القدسي: (إني خلقت عبادي حنفاء، فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه). وأيضاً من دواعي العبودية: الشرائع، كما قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء:15]

وقال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165]. ومن دواعي العبودية الآيات الكونية التي تكشفها لنا الكشوفات العلمية الحديثة، والإسلام يعتبر التفكر في الآفاق عبادة واجبة على المسلم، فعليه أن يتفكر في هذه الآفاق وفي مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فإنه لما نزلت الآيات الخواتيم في سورة آل عمران: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [آل عمران:190-191] بكى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لقد أنزلت عليّ الليلة آيات، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها!)،


فهذا الوعيد يدل على وجوب التفكر في هذه الآيات بالذات، وهي تشمل التفكر في خلق الله سبحانه وتعالى. ويقول تبارك وتعالى: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ [الأنعام:75]، فالتفكر في هذا يورث اليقين. ويقول تبارك وتعالى: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21] وهذه من أعظم آيات الله سبحانه وتعالى، ويقول عز وجل: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]. ومجال الإعجاز العلمي في نصوص القرآن والسنة مجال رحب جداً، وحتى لا نخرج من موضوعنا نكتفي بهذه الإشارة إلى أن هذا أحد موجبات العبودية.......ا.هـ


قال القيم ابن القيم:سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا


درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها ودثرت معاهده يرفعونها وأفلت كواكبه النيرة من آفاق نفوسهم فلذلك لا يحبونها
وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يبصرونها
هذه ومضات من معاني العبودية وزاد لكل مسلم في سيره الى الدار الاخرة فيا احبتي الزاد قليل والسفر طويل فتزودوا فإن خير الزاد التقوى اسأل الله العظيم ان يوفقنا لأن نكون عباده وحده منيبين له
حتى نلقاه ولا نكون كما قال " وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون"

أبو حمزة السلفي
09-26-2009, 12:12 PM
الحمد لله الذى هدانا الى الفطرة القويمة و هدانا الى درب السلف الصالح الذى فيه النجاة لأنه درب الأنبياء أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت
أبو حمزة السلفي

ماكـولا
09-28-2009, 11:56 AM
الحمد لله بوركت اخي