المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوله تعالى " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"



ماكـولا
09-26-2009, 08:52 AM
قوله تعالى" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"الرعد39

ولكي نفهم هذه الآية لأبد أن نعرف بعض الأمور:.
1-القدر المثبت( أي هو ما في أم الكتاب( إما اللوح المحفوظ أو في علم الله) وهو لا يتبدل ولا يتغير
2- القدر المعلق(أو المقيد): وهو ما في كتب الملائكة وهذا هو الذي يقع فيه المحو والإثبات( قلت: وقد يكون مقيد في أم الكتاب بالفعل مثاله : قد كتب لفلان إن وصل رحمه زيد له في رزقه وأجله وكذا إن فعل حدث له ما يقابله)

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه )
بخاري
(يبسط ) يوسع . ( ينسأ ) يؤخر . ( أثره ) بقية عمره ( فليصل رحمه) فليبر بأقاربه

يقول ابن تيمية" والأجل أجلان أجل مطلق يعلمه الله وأجل مقيد وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم" من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه) فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال إن وصل رحمه فزده كذا وكذا والملك لا يعلم أيزداد ام لا لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر"

وسئل عن الرزق هل يزيد وينقص؟
فقال" الرزق نوعان ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير
والثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب"الفتاوى(8-517)


ويقول الحافظ ابن حجر" كأن يقال للملك إن عمر فلان مائة عام إن وصل رحمه وستون إن قطعها وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص واليه الإشارة بقوله تعالى" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" فالمحو الإثبات بالنسبة لما في علم الملك وما في ام الكتاب هو الذي في علم الله فلا محو فيه ألبتة ويقال له القضاء المبرم ويقال للأول القضاء المعلق" فتح الباري(10-430)

ويقول شيخ الإسلام" فالأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره اللهوكتبه فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه وإكتسابه ألهمه السعي والإكتساب وذلك الذي قدره له بالإكتساب لا يحصل بدون الإكتساب وما قدره له بغير إكتساب كموت مورثه يأتيه بغير إكتساب"الفتاوى(8-540-541)

يقول ابن باز" والأظهر أن جميع أنواع القدر كلها موجودة في أم الكتاب فما كان منها معلقا على أسباب وجد عند وجود السبب وما كان غير معلق وقع في وقته لا يتقدم ولا يتأخر والعبد مأمور بفعل الأسباب وأداء الأوامر وترك النواهي وكل ميسر لما خلق له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم...." الإيمان بالقضاء والقدر127


فملخص الكلام في هذا قوله عليه الصلاة والسلام"... فإن كان مؤمنا قال أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمنت فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد ان ينهض إليه فيقول له اسكن ويفسح له في قبره وان كان كافرا أو منافقا يقول له ما تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت به فإن الله عز وجل أبدلك به هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين" رواه أحمد وصححه الأرناؤوط

استفيدت هذه المادة من رسالة ماجستير ل محمد سرور شعبان اسمها الشيخ الالباني ومنهجه في تقرير مسائل الاعتقاد

أبو حمزة السلفي
09-26-2009, 12:06 PM
جزاك الله خيراً على هذه الموضوعات المهمة لعامة الأمة فان كثيراً من الناس يقعون بشبهات حول مسائل القدر
أخوكم أبو حمزة السلفي

ماكـولا
09-28-2009, 11:58 AM
حفظكم الله وبارك فيكم