muslimah
10-13-2009, 11:04 AM
عندما تحالفت الشمس مع الجدار
شعر: فخري فزع
صبّـي جحيـمَ جهنّـمٍ لصغـاري= وعلى جراحـاتِ النّسـاءِ تَصابـي
هذا الجـدارُ يلـفُّ جِيـدَ حبيبتـي = ظلماً ويجثـمُ فـي حِمـى أعتابـي
ضاقتْ رحابُ مدينتـي وحديقتـي= حينَ الجدارُ عـلا علـى الأعنـابِ
والشّمسُ حتّى الشّمسُ تنكرُ صفوتي= وكأنّهـا حـربٌ علـى الأهـدابِ
عندَ الشروقِ تبيـنُ جنـحَ حمامـةٍ = وقتَ الغروبِ تبينُ جنـحَ غـرابِ
وتقولُ لي عندَ الظهيـرةِ يـا فتـى = أنعِـمْ بوصلـي الّلافـحِ الّلـهّـابِ
سدَّ الّلئيـمُ فضـاءَ كـلِّ نوافـذي = وارتدَّ لي بصري وطـارَ صوابـي
وترنّحتْ كلُّ الرجولةِ فـي دمـي= وخجِلْتُ منْ عزمي ومجدِ شبابـي
كيفَ السّبيلُ وليسَ لي مـنْ حيلـةٍ = والماءُ مرٌّ فـي كـؤوسِ شرابـي
والخيلُ خيلي لو عَـدتْ بحديقتـي = ما ضرَّ حافرُهـا ذئـابَ الغـابِ!
والسُّورُ يمنـعُ عَدْوَهـا وصهيلَهـا = حتّى الوصـولَ لمسمـعِ القصّـابِ
والكرمُ في أعلى التّلالِ يصيحُ بـي = هـذا عـدوُّكَ يستبـيـحُ تـرابـي
والّلوزُ يسخرُ منْ جميعِ معاركـي = ويخبّئُ الثّمـراتِ فـي الأخشـابِ
ويقـولُ : لا خيـرٌ لـديَّ أبـثُّـهُ = والخيـرُ لا يُعطـى إلـى نصّـابِ
يـا كـرمُ رِفقـاً إنَّ قلبـيَ مثخـنٌ = لفناءِ بيتـي.. ساعـدي وحِرابـي!
حتّى النّوافـذُ لا أطيـقُ فضاءَهـا = للقبـرِ نافـدةٌ ولــي سِـردابـي
أنا ليسَ لي جنحٌ لكـي أعلـو بـه = فـوقَ الجـدارِ كباشـقٍ وعِقـابِ
زيتونـةُ البيـتِ القديمـةِ دمعُهـا = زيـتٌ يسيـلُ مبـلِّـلاً أعشـابـي
وتجـوعُ موقّدتـي وكيـف أقيتهـا = وأنا مُنِعْتُ اليـومَ مـنْ أحطابـي؟
والنصرُ منْ عندي سـرابُ بقيعـةٍ = يا لـوزُ يـا زيتـونُ يـا أعنابـي
فإذا كذبتُ أقـولُ صبـرَكَ ساعـةٌ = واللهُ يفـرجُ كربتـي ومصـابـي
وإذا كذبـتُ أقـولُ إنّـي عنـتـرٌ = والشّمسُ والأفلاكُ بعـضَ رِكابـي
وإذا كذبـتُ أقـولُ موعدَنـا غـداً = في القدسِ نسجدُ في حِمى المحرابِ
لكـنّ مِصـراً لا تُعِـدُّ جيوشَـهـا = والأردنُ السّجـانُ فيـهِ شبـابـي
ولدى أميّةُ في صحـارى موطنـي = "الشيـكُ" يشعـلُ رأفـةَ القصّـابِ
ولدى دمشقُ ونحنُ بعـضُ شآمِهـا = خطبُ البديعِ...مبـادئُ الإعـرابِ
ومبـادئُ الثّـوّارِ دونَ مـعـاركٍ = كزخارفِ السّجّـادِ تحـتَ كِعابـي
فـي أيِّ ديـنٍ تسكتـونَ سيوفَكـمْ = والقـولُ نهـرٌ والحشـا كيـبـابِ
بلقيسُ ترفـقُ بـي لقلّـةِ حيلتـي = وخلـودُ تبكـي دمعتـا أهـدابـي
وصلاحُ يزفرُ كبتُـه فـي مقلتـي = يرغي ويسألُ.. ما بثثـتُ جوابـي
ونزارُ مثلَ القـطِّ يجلـسُ جانبـي = وَلِهـاً ويرمـقُ حيرتـي وعذابـي
في أيِّ ركنٍ يلعبـون؟ "صغارنـا" = يا سهليَ المسلوبَ أيـنَ هِضابـي
لا شاطـئٌ للبحـرِ نقلـبُ رملَـهُ = فالبحر أضحى مـنْ وراءِحجـابِ
ووعدتُ أولادي الصغـارَ برحلـةٍ = إنْ أفلحوا ولقـدْ عملـتُ حسابـي
ستكـونُ رحلتُهـم نعيمـاً للـورى = شـلالَ مـاءٍ سـاحـرَ الألـبـابِ
سيسافـرونَ كمـا القطـارِ تتابعـاً = منْ غرفتـي حتّـى فنـاءِ رحابـي
وهنـاك شـلالُ الميـاه مسـافـرٌ = ويصبُّ فوقَ رؤوسِهـمْ مزرابـي
وبرغـم هـذا لـن ينالـوا امنهـم = مهمـا تمـادوا انــه لـسـرابِ
سيهدم الطفـل الصغيـر جدارهـم = ويـقـدم الآيــات لـلأعــرابِ
شعر: فخري فزع
صبّـي جحيـمَ جهنّـمٍ لصغـاري= وعلى جراحـاتِ النّسـاءِ تَصابـي
هذا الجـدارُ يلـفُّ جِيـدَ حبيبتـي = ظلماً ويجثـمُ فـي حِمـى أعتابـي
ضاقتْ رحابُ مدينتـي وحديقتـي= حينَ الجدارُ عـلا علـى الأعنـابِ
والشّمسُ حتّى الشّمسُ تنكرُ صفوتي= وكأنّهـا حـربٌ علـى الأهـدابِ
عندَ الشروقِ تبيـنُ جنـحَ حمامـةٍ = وقتَ الغروبِ تبينُ جنـحَ غـرابِ
وتقولُ لي عندَ الظهيـرةِ يـا فتـى = أنعِـمْ بوصلـي الّلافـحِ الّلـهّـابِ
سدَّ الّلئيـمُ فضـاءَ كـلِّ نوافـذي = وارتدَّ لي بصري وطـارَ صوابـي
وترنّحتْ كلُّ الرجولةِ فـي دمـي= وخجِلْتُ منْ عزمي ومجدِ شبابـي
كيفَ السّبيلُ وليسَ لي مـنْ حيلـةٍ = والماءُ مرٌّ فـي كـؤوسِ شرابـي
والخيلُ خيلي لو عَـدتْ بحديقتـي = ما ضرَّ حافرُهـا ذئـابَ الغـابِ!
والسُّورُ يمنـعُ عَدْوَهـا وصهيلَهـا = حتّى الوصـولَ لمسمـعِ القصّـابِ
والكرمُ في أعلى التّلالِ يصيحُ بـي = هـذا عـدوُّكَ يستبـيـحُ تـرابـي
والّلوزُ يسخرُ منْ جميعِ معاركـي = ويخبّئُ الثّمـراتِ فـي الأخشـابِ
ويقـولُ : لا خيـرٌ لـديَّ أبـثُّـهُ = والخيـرُ لا يُعطـى إلـى نصّـابِ
يـا كـرمُ رِفقـاً إنَّ قلبـيَ مثخـنٌ = لفناءِ بيتـي.. ساعـدي وحِرابـي!
حتّى النّوافـذُ لا أطيـقُ فضاءَهـا = للقبـرِ نافـدةٌ ولــي سِـردابـي
أنا ليسَ لي جنحٌ لكـي أعلـو بـه = فـوقَ الجـدارِ كباشـقٍ وعِقـابِ
زيتونـةُ البيـتِ القديمـةِ دمعُهـا = زيـتٌ يسيـلُ مبـلِّـلاً أعشـابـي
وتجـوعُ موقّدتـي وكيـف أقيتهـا = وأنا مُنِعْتُ اليـومَ مـنْ أحطابـي؟
والنصرُ منْ عندي سـرابُ بقيعـةٍ = يا لـوزُ يـا زيتـونُ يـا أعنابـي
فإذا كذبتُ أقـولُ صبـرَكَ ساعـةٌ = واللهُ يفـرجُ كربتـي ومصـابـي
وإذا كذبـتُ أقـولُ إنّـي عنـتـرٌ = والشّمسُ والأفلاكُ بعـضَ رِكابـي
وإذا كذبـتُ أقـولُ موعدَنـا غـداً = في القدسِ نسجدُ في حِمى المحرابِ
لكـنّ مِصـراً لا تُعِـدُّ جيوشَـهـا = والأردنُ السّجـانُ فيـهِ شبـابـي
ولدى أميّةُ في صحـارى موطنـي = "الشيـكُ" يشعـلُ رأفـةَ القصّـابِ
ولدى دمشقُ ونحنُ بعـضُ شآمِهـا = خطبُ البديعِ...مبـادئُ الإعـرابِ
ومبـادئُ الثّـوّارِ دونَ مـعـاركٍ = كزخارفِ السّجّـادِ تحـتَ كِعابـي
فـي أيِّ ديـنٍ تسكتـونَ سيوفَكـمْ = والقـولُ نهـرٌ والحشـا كيـبـابِ
بلقيسُ ترفـقُ بـي لقلّـةِ حيلتـي = وخلـودُ تبكـي دمعتـا أهـدابـي
وصلاحُ يزفرُ كبتُـه فـي مقلتـي = يرغي ويسألُ.. ما بثثـتُ جوابـي
ونزارُ مثلَ القـطِّ يجلـسُ جانبـي = وَلِهـاً ويرمـقُ حيرتـي وعذابـي
في أيِّ ركنٍ يلعبـون؟ "صغارنـا" = يا سهليَ المسلوبَ أيـنَ هِضابـي
لا شاطـئٌ للبحـرِ نقلـبُ رملَـهُ = فالبحر أضحى مـنْ وراءِحجـابِ
ووعدتُ أولادي الصغـارَ برحلـةٍ = إنْ أفلحوا ولقـدْ عملـتُ حسابـي
ستكـونُ رحلتُهـم نعيمـاً للـورى = شـلالَ مـاءٍ سـاحـرَ الألـبـابِ
سيسافـرونَ كمـا القطـارِ تتابعـاً = منْ غرفتـي حتّـى فنـاءِ رحابـي
وهنـاك شـلالُ الميـاه مسـافـرٌ = ويصبُّ فوقَ رؤوسِهـمْ مزرابـي
وبرغـم هـذا لـن ينالـوا امنهـم = مهمـا تمـادوا انــه لـسـرابِ
سيهدم الطفـل الصغيـر جدارهـم = ويـقـدم الآيــات لـلأعــرابِ