المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه الغافلين من مزالق المنافقين باستهزائهم بالدين واهله المؤمنين



ماكـولا
10-13-2009, 03:45 PM
يقول الله "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين"التوبة 65-66


اغلب كتب التفسير ذكرت في مناسبة هذه الآية

عن محمد بن كعب القُرَظي وغيره قالوا: قال رجل من المنافقين: ما أرى قُرّاءنا - علمائنا- هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء.

فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته،

فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. فقال: { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } إلى قوله: { مجرمين } وإن رجليه لتنسفان الحجارة- تطيار الحجارة- وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنسعة- زمام بعير- رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا كان هذا في حال الاستهزاء والتعدي ورمي بما لا يلق بالعلماء فكيف برب العلماء؟؟
"قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ"



قال ابن الجوزي في زاد المسير " وقوله قد كفرتم أي قد ظهر كفركم بعد إظهاركم الإيمان وهذا يدل على أن الجد واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء ..."


وقال البغوي في معالم التنزيل " فإن قيل: كيف قال: كفرتم بعد إيمانكم، وهم لم يكونوا مؤمنين؟ قيل: معناه:أظهرتم الكفر بعدما أظهرتم الإيمان."


قال الرازي في مفاتيح الغيب " اعلم أنه لا حاجة في معرفة هذه الآية إلى هذه الروايات فإنها تدل على أنهم ذكروا كلاماً فاسداً على سبيل الطعن والاستهزاء ، فلما أخبرهم الرسول بأنهم قالوا ذلك خافوا واعتذروا عنه بأنا إنما قلنا ذلك على وجه اللعب لا على سبيل الجد وذلك قولهم إنما كنا نخوض ونلعب أي ما قلنا ذلك إلا لأجل اللعب ، وهذا يدل على أن كلمة «إنما» تفيد الحصر إذ لو لم يكن ذلك لم يلزم من كونهم لاعبين أن لا يكونوا مستهزئين فحينئذ لا يتم هذا العذر

قال الواحدي : أصل الخوض الدخول في مائع من الماء والطين ، ثم كثر حتى صار اسماً لكل دخول فيه تلويث وأذى ، والمعنى : أنا كنا نخوض ونلعب في الباطل من الكلام كما يخوض الركب لقطع الطريق ، فأجابهم الرسول بقوله : { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن }


وفيه مسائل :

المسألة الأولى : فرق بين قولك أتستهزىء بالله ، وبين قولك أبالله تستهزىء ، فالأول يقتضي الإنكار على عمل الاستهزاء ، والثاني : يقتضي الإنكار على إيقاع الاستهزاء في الله ، كأنه يقول هب أنك قد تقدم على الاستهزاء ولكن كيف أقدمت على إيقاع الاستهزاء في الله ونظيره قوله تعالى { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } [ الصافات : 47 ] والمقصود : ليس نفي الغول ، بل نفي أن يكون خمر الجنة محلاً للغول .

المسألة الثانية : أنه تعالى حكى عنهم أنهم يستهزئون بالله وآياته ورسوله ، ومعلوم أن الاستهزاء بالله محال . فلا بد له من تأويل وفيه وجوه :
الأول : المراد بالاستهزاء بالله هو الاستهزاء بتكاليف الله تعالى .

الثاني : يحتمل أن يكون المراد الاستهزاء بذكر الله ، فإن أسماء الله قد يستهزىء الكافر بها كما أن المؤمن يعظمها ويمجدها . قال تعالى : { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } [ الأعلى : 1 ] فأمر المؤمن بتعظيم اسم الله . وقال : { وَللَّهِ الأسماء الحسنى فادعوه بِهَا وَذَرُواْ الذين يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ } [ الأعراف : 180 ] فلا يمتنع أن يقال : { أبالله } ويراد : أبذكر الله .

الثالث : لعل المنافقين لما قالوا : كيف يقدر محمد على أخذ حصون الشأم وقصورها . قال بعض المسلمين : الله يعينه على ذلك وينصره عليهم ، ثم إن بعض الجهال من المنافقين ذكر كلاماً مشعراً بالقدح في قدرة الله كما هو عادات الجهال والمُلْحِدَة ، فكان المراد ذلك .


وأما قوله : { وءاياته } فالمراد بها القرآن ، وسائر ما يدل على الدين . وقوله : { وَرَسُولُهُ } معلوم ، وذلك يدل على أن القوم إنما ذكروا ما ذكروه على سبيل الاستهزاء .

ثم قال تعالى : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } وفيه مسائل :

المسألة الأولى : نقل الواحدي عن أهل اللغة في لفظ الاعتذار قولين :

القول الأول : أنه عبارة عن محو الذنب من قولهم : اعتذرت المنازل إذا درست . يقال : مررت بمنزل معتذر ، والاعتذار هو الدرس وأخذ الاعتذار منه . لأن المعتذر يحاول إزالة أثر ذنبه .

والقول الثاني : حكى ابن الأعرابي أن الاعتذار هو القطع ، ومنه يقال للقلفة عذرة لأنها تقطع ، وعذرة الجارية سميت عذرة لأنها تعذر أي تقطع ، ويقال اعتذرت المياه إذا انقطعت ، فالعذر لما كان سبباً لقطع اللوم سمي عذراً ، قال الواحدي : والقولان متقاربان ، لأن محو أثر الذنب وقطع اللوم يتقاربان .

المسألة الثانية : أنه تعالى بين أن ذلك الاستهزاء كان كفراً ، والعقل يقتضي أن الإقدام على الكفر لأجل اللعب غير جائز ، فثبت أن قولهم { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ما كان عذراً حقيقياً في الإقدام على ذلك الاستهزاء ، فلما لم يكن ذلك عذراً في نفسه نهاهم الله عن أن يعتذروا به لأن المنع عن الكلام الباطل واجب . فقال : { لاَ تَعْتَذِرُواْ } أي لا تذكروا هذا العذر في دفع هذا الجرم .


المسألة الثالثة : قوله : { قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } يدل على أحكام .


الحكم الأول

أن الاستهزاء بالدين كيف كان كفرٌ بالله . وذلك لأن الاستهزاء يدل على الاستخفاف والعمدة الكبرى في الإيمان تعظيم الله تعالى بأقصى الإمكان والجمع بينهما محال .

الحكم الثاني أنه يدل على بطلان قول من يقول ، الكفر لا يدخل إلا في أفعال القلوب .

الحكم الثالث يدل على أن قولهم الذي صدر منهم كفر في الحقيقة ، وإن كانوا منافقين من قبل وأن الكفر يمكن أن يتجدد من الكافر حالاً فحالاً .


الحكم الرابع يدل على أن الكفر إنما حدث بعد أن كانوا مؤمنين .

ولقائل أن يقول : القوم لما كانوا منافقين فكيف يصح وصفهم بذلك؟
قلنا : قال الحسن : المراد كفرتم بعد إيمانكم الذي أظهرتموه ، وقال آخرون : ظهر كفركم للمؤمنين بعد أن كنتم عندهم مسلمين ، والقولان متقاربان ."


وفي تيسير العزيز الحميد ل سليمان بن عبد الوهاب " فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر فتبين أن الاستهزاء بآيات الله ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم ولكن لم يظنوه كفرا وكان كفرا كفروا به فإنهم لم يعتقدوا جوازه وقوله إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة قال ابن كثير أي لا يعفى عن جميعكم ولا بد من عذاب بعضكم بأنهم كانوا مجرمين بهذه المقالة الفاجرة"



قال السعدي " لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } فإن الاستهزاء باللّه وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم اللّه وتعظيم [ ص 343 ] دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة

ولهذا لما جاءوا إلى الرسول يعتذرون بهذه المقالة والرسول لا يزيدهم على قوله { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }

وقوله { إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ } لتوبتهم واستغفارهم وندمهم { نُعَذِّبْ طَائِفَةً } منكم { بِأَنَّهُمْ } بسبب أنهم { كَانُوا مُجْرِمِينَ } مقيمين على كفرهم ونفاقهم

وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرة خصوصا السريرة التي يمكر فيها بدينه ويستهزئ به وبآياته ورسوله فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها ويعاقبه أشد العقوبة
وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه أو سنة رسوله الثابتة عنه أو سخر بذلك أو تنقصه أو استهزأ بالرسول أو تنقصه فإنه كافر باللّه العظيم وأن التوبة مقبولة من كل ذنب وإن كان عظيما "



وفي أعلام السنة المنشورة للحافظ الحكمي "
س : إذا قيل لنا : هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟

جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ، لا يبقى معها شيء من ذلك ، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ، ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد ، وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن { قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا } إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } . قال الله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } . ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا ، بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله ."

قلت معنى قول القلب: المعرفة والتصديق والاعتقاد وهذا النوع لا يجزئ معه الايمان حتى يدخله أي عمل من اعمال القلوب
وعمل القلب هو : التوكل على الله والخوف منه والرجاء والخشية والرضا والتسليم والحب .. الخ


وقال ابن حزم في الفصل في الملل " فنص تعالى على أن الإستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر فخرج عن الإيمان ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الإستهزاء ومن أدعى غير هذا فقد قول ا لله تعالى ما لم يقل وكذب على الله تعالى وقال عز و جل إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليوطؤا عدة ما حرم الله

قال أبو محمد وبحكم اللغة التي بها نزل القرآن أن الزيادة في الشيء لا تكون البتة إلا منه لا من غيره فصح أن النسيء كفر وهو عمل من الأعمال وهو تحليل ما حرم الله تعالى فمن أحل ما حرم الله تعالى وهو عالم بأن الله تعالى حرمه فهو كافر بذلك الفعل نفسه وكل من حرم ما أحل الله تعالى فقد أحل ما حرم الله عز و جل لأن الله تعالى حرم على الناس أن يحرموا ما أحل الله "


وفي فتح المجيد " قال شيخ الإسلام: وقد أمره الله تعالى أن يقول لهم: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} وقول من يقول: إنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولا بقلوبهم لا يصح؛ لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر، فلا يقال: قد كفرتم بعد إيمانكم؛ فإنهم لم يزالوا كافرين في نفس الأمر، وإن أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان، فهم لم يظهروا للناس إلا لخواصهم، وهم مع خواصهم ما زالوا كذلك، ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين".


وقال -رحمه الله- في موضع آخر: فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنما تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له; بل إنما كنا نخوض ونلعب. وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر. ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدرا بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه لمنعه أن يتكلم بهذا الكلام، والقرآن يبين أن إيمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه. كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} - إلى قوله -: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

فنفى الإيمان عمن تولى عن طاعة الرسول، وأخبر أن المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم سمعوا وأطاعوا، فبين أن هذا من لوازم الإيمان "

وفيه بيان أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها أو عمل يعمل به، وأشدها خطرا إرادات القلوب فهي كالبحر الذي لا ساحل له، ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله وعدم احترامهم لأجله.


وفي الحاشية قوله: (ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله وعدم احترامهم لأجله) أقول: هذا القول فيه إجمال, والصواب التفصيل فإن كان الاستهزاء بالعلم الشرعي أو بالعلماء لأجله فلا شك أن ذلك ردة عن الإسلام؛ لأنه تنقص لما عظمه الله واستخفاف به, وفي ضمن ذلك احتقاره والتكذيب به, أما إن كان الاستهزاء بالعلماء يرجع إلى أمر آخر كالملابس أو حرص بعضهم على الدنيا أو اعتيادهم خلاف ما عليه الناس من العوائد التي لا تعلق لها بالشرع، أو لما يشبه ذلك، فهذا وأشباهه لا يكون ردة عن الإسلام؛ لأنه لا يرجع إلى الدين، وإنما يرجع الى أمور أخرى. والله سبحانه وتعالى أعلم."


وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين " فالمستهزئ قصد الكلام وقصد معناه لكن على سبيل السخرية والهزؤ فلذلك كان كافرا بخلاف الإنسان الذي لم يقصد فإنه لا يعتبر قوله شيئاً .
وهذا من رحمة الله عز وجل والله الموفق ."


وقال في موضع " فبين الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه، وأن يحفظ لسانه حتى لا يذل فيهلك، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم . "


وقال الكشميري في فيض الباري شرح البخاري " في جواب قولهم: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} (التوبة: 65)، لم يقل: إنكم كذبتم في قولكم، بل أخبرهم بأنهم بهذا اللعب والخوض اللذين من أخصِّ علائم الكفر خلعوا رِبْقَةَ الإسلام عن أعناقهم، وخرجوا عن حِمَاهُ إلى الكفر، فدل على أنّ مثلَ تلك الأفعال إذا وجدت في رجل يُحكم عليه بالكفر، ولا يُنظر إلى تصديقه في قلبه، ولا يلتفت إلى أنها كانت منه خوضاً وهزأً فقط، أو كانت عقيدة."


وقال ابن بطال " والاستهزاء من الكبائر العظيمة إذا كان فى الدين، وهو من باب الكفر، ويقتل المستهزىء بالدين؛ لأن الله أخبر عن الاستهزاء أنه كفر فقال: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}. "


وقال شيخ الاسلام في الصارم المسلول " و هذا نص في أن الاسهتزاء بالله و بآياته و برسوله كفر فالسب المقصود بطريق الأولى و قد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله صلى الله عليه و سلم جادا أو هازلا فقد كفر "


وقال ايضا " و كذلك نقل عن الشافعي أنه سئل عمن هزل بشيء من آيات الله تعالى أنه قال : هو كافر و استدل بقول الله تعالى : { قل أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [ التوبة : 66 ]

و كذلك قال أصحابنا و غيرها : من سب الله كفر سواء كان مازحا أو جادا لهذه الآية و هذا هو الصواب المقطوع به
و قال القاضي أبو يعلى في المعتمد : من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله فإن قال : [ و لم أستحل ذلك ] لم يقبل منه ظاهر الحكم رواية واحدة و كان مرتدا لأن الظاهر خلاف ما أخبر لأنه لا غرض له في سب الله و سب رسوله إلا أنه غير معتقد لعبادته غير مصدق بما جاء به النبي عليه الصلاة و السلام و يفارق الشارب و القاتل و السارق إذا قال : [ أنا غير مستحل لذلك ] أنه يصدق في الحكم لأن له غرضا في فعل هذه الأشياء مع اعتقاده تحريمها و هو ما يتعجل من اللذة قال : و إذا حكمنا بكفره فإنما نحكم به في ظاهر من الحكم فأما في الباطن فإن كان صادقا فيما قال فهو مسلم "

أبو حمزة السلفي
10-19-2009, 11:25 PM
جزاك الله خيراً على المواضيع العقدية الضرورية لجميع العوام من البشر
أحبكم أبو حمزة السلفي

ماكـولا
10-26-2009, 11:18 PM
حفظكم الله اخي وبارك الله فيكم

سلفي مغربي
03-17-2011, 06:48 PM
السلام عليكم ورحمه الله
هناك سوؤال بارك الله فيكم
لماذا لم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم حد الردة
وهل الرده لها شروط ؟؟ بأن يكون المرتد محاربا كما جاء في بعض الأحاديث التارك لدينه المحارب أم المفارق للجماعه وهل صح حديث بهذا اللفظ "المحارب"
وهل الحديث الذي في البخاري أقلني بيعتي هل هذا الأعرابي كان يرد أن يرتد وإن كانت الإجابه نعم لماذا لم تقم عليه الحجة
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

ماكـولا
03-18-2011, 03:41 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظكم الرحمن , وبارك فيكم


لماذا لم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم حد الردة
كان هذا في بداية الاسلام يا اخي الكريم ولمّا يتمكن الدين بعد كما ترك - صلى الله عليه وسلم - قتل بعض المنافقين كـ عبد الله بن أبيّ , والخارجي , الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم " اعدل " ولبيد ابن الاعصم الذي سحره , وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن سلول "...فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَوَقَدْ فَعَلُوا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"

فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم قتله , انما خشيّ تبعات هذا القتل فأخره الى حين دفعاً للمفسدة

قال الامام النووي " فَهَذِهِ هِيَ الْعِلَّة ، وَسَلَكَ مَعَهُ مَسْلَكه مَعَ غَيْره مِنْ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ آذَوْهُ ، وَسَمِعَ مِنْهُمْ فِي غَيْر مَوْطِن مَا كَرِهَهُ ، لَكِنَّهُ صَبَرَ اِسْتِبْقَاءً لِانْقِيَادِهِمْ وَتَأْلِيفًا لِغَيْرِهِمْ ، لِئَلَّا يَتَحَدَّث النَّاس أَنَّهُ يَقْتُل أَصْحَابه فَيَنْفِرُوا ، وَقَدْ رَأَى النَّاس هَذَا الصِّنْف فِي جَمَاعَتهمْ وَعَدُوّهُ مِنْ جُمْلَتِهِمْ "

وقال " وفيه ترك بعض الامور المختارة والصبر على بعض المفاسد خوفا من أن تترتب علي ذلك مفسدة أعظم منه وكان صلى الله عليه وسلم يتألف الناس ويصبر على جفاء الاعراب والمنافقين وغيرهم لتقوى شوكة المسلمين وتتم دعوة الاسلام ويتمكن الايمان من قلوب المؤلفة ويرغب غيرهم في الاسلام ..."

وباب المصلحة والمفسدة أصل عظيم قد قررة الشرع صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة" متفق عليه

فهذا دليل على اعتبار المصلحة مع وجود المخالفة

قال الحافظ ابن حجر في الفتح باب قول المصنف فضل مكة وبنيانها " وفي حديث بناء الكعبة من الفوائد غير ما تقدم ما ترجم عليه المصنف في العلم وهو ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر عنه فهم بعض الناس والمراد بالاختيار في عبارته المستحب وفيه اجتناب ولي الأمر ما يتسرع الناس إلى إنكاره وما يخشى منه تولد الضرر عليهم في دين أو دنيا وتألف قلوبهم بما لا يترك فيه أمر واجب وفيه تقديم الأهم فالأهم من دفع المفسدة وجلب المصلحة وإنهما إذا تعارضا بدئ بدفع المفسدة وأن المفسدة إذا أمن وقوعها عاد استحباب عمل المصلحة.."

وقال المباركفوري في تحفة الاحوذي شرح سنن الترمذي " والمراد به قرب عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في الاسلام وأنه لم يتمكن الدين في قلوبهم فلو هدمت الكعبة وغيرتها ربما نفروا من ذلك"

والله اعلم

ماكـولا
03-18-2011, 04:21 AM
وهل الرده لها شروط ؟؟ بأن يكون المرتد محاربا كما جاء في بعض الأحاديث التارك لدينه المحارب أم المفارق للجماعه وهل صح حديث بهذا اللفظ "المحارب"

متى تلفظ المسلم بلفظ كفري او فعل او اشارة او اعتقده فقد كفره لساعته مالم يعتريه الغضب او الحزن او الفرح الذي يخامر عقله كحال من قال " اللهم انت عبدي وانا ربك , أخطأ من شدة الفرح " او كان متأولاً , فانه يستتاب ولا يشترط الثلاث فان تاب واقلع الحمد لله , وان دلت قرينة على تشربه الكفر وعدم الرجوع عنه يقتل وان كان لساعته


لما ذلك من ارهاص لتقويض البناء وزعزة الامن واستمالة ضعفاء القلوب وتقوية الاعداء فقد قال الله عن طائفة من اهل الكتاب { وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون } [آل عمران: 72]

قال الحافظ ابن كثير " هذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم، وهو أنهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس: إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب في دين المسلمين، ولهذا قالوا: { لعلهم يرجعون } "

خيانة الوطن في السياسة , وخيانة الجيش الذي وقف ازاء العدو الاعدام , ولن تكون أقل منها خيانة الدين

فكان قتل المرتد الذي خرج على المسلمين بلسانه المصلت او سكوته المرجف , فما يألوا خبالاً بين الصفوف وبث روح الفتن والكفر بين ابنائها , فكان القتل جزاءاً وفاقاً لامثال هؤلاء حفاظاً على بيضة الاسلام , وتثبيتاً لأهله , وتخويفاً لاعداءه , ولا يقال تركهم فيه مصلحة للدخول في الاسلام وفي قتلهم نفرة لغيره , كلا فقد كان هذا في بداية الاسلام ولما يكتمل القرآن والايمان اما الان فالدين قد كمل وليس شيء يخشى عليه



الادلة على قتل المرتد :.

أخرج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أُتُيَ عليٌ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { من بدل دينه فاقتلوه } .

- وأخرج بسنده عن أبي موسى الأشعري حديثا آخر - وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - بعثه عاملا إلى اليمن ثم اتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق قال: ما هذا:قال: كان يهوديا فأسلم ثم تهود: قال: أجلس قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ( ثلاث مرات ) فأمر به فقتل... الحديث.

- وعن عثمان رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال { لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قَتْلِ نفسٍ بغير نفس } قال ابن رجب:.. والقتل بكل واحدة من هذه الخصال الثلاث متفق عليه بين المسلمين".

- وقد وقع في حديث معاذ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسله إلى اليمن قال له { أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فان عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فان عادت وإلا فاضرب عنقها } قال ابن حجر وسنده حسن، وهو نص في موضع النزاع - يعني النزاع في قتل المرأة المرتدة - فيجب المصير اليه، ويؤيده اشتراك الرجال والنساء في الحدود كلها الزنا والسرقة وشرب الخمر والقذف.

- وقتل أبو بكر في خلافته امرأة ارتدت والصحابة متوافرون فلم ينكر عليه أحد.




أقوال أهل العلم في ذلك:.


وقال ابن قدامة: وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد، وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد وغيرهم، ولم ينكر ذلك أحد فكان إجماعا ".

- ابن القيم : لما تحدث ابن القيم عن الأصول التي تدور عليها العقوبات، عَدَّ منها عقوبة القتل ومثل لها بالجناية على الدين بالطعن فيه والارتداد عنه قال: وهذه الجناية أولى بالقتل.

- قال السرخسي في باب المرتدين " وإذا ارتد المسلم، عُرض عليه الإسلام، فان أسلم وإلا قُتل مكانه إلا أن يطلب أن يؤجل، فإذا طلب ذلك أُجّل ثلاثة أيام … فكما لا يقبل من مشركي العرب إلا السيف أو الإسلام فكذلك من المرتدين، إلا أنه إذا طلب التأجيل أُجل ثلاثة أيام لأن الظاهر أنه دخل عليه شبه ارتد لأجلها فعلينا إزالة تلك الشبهة ".

- قال الشوكاني في السيل الجرار " قتل المرتد عن الإسلام متفق عليه في الجملة، وإن اختلفوا في تفاصيله، والأحاديث الدالة عليه أكثر من أن تحصر، لو لم يكن منها إلا حديث { من بدل دينه فاقتلوه } وهو في الصحيح وحديث { لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث } وهو كذلك في الصحيح لكفى، ولا فرق بين المرتدين من الرجال والنساء، وما ورد في النهي عن قتل النساء فذلك في نساء الكفر الباقيات على الكفر، وأما النساء المسلمات إذا وقعت منهن الردة فقد فعلن بالخروج من الإسلام سببا من أسباب القتل، فبين الكافرة الأصلية والمرأة المسلمة المرتدة عن الإسلام في الكفر فرق أوضح من كل واضح، فلا يحتاج إلى الكلام على تعارض الأدلة الواردة في قتل المرتدين على العموم، والأدلة الواردة في قتل النساء الكافرات على العموم بل يقر كل في موضعه".

وقال: "الأدلة التي قد دلت على أن الردة سبب من أسباب القتل، وان هذا السبب مستقل بالسببية، كما في حديث { من بدل دينه فاقتلوه } ونحوه ولم يصح في الاستتابة به أياما شيء من المرفوع، ولا تقوم الحجة بغيره، فالواجب علينا عند ارتداد المرتد أن نأمره بالرجوع إلى الإسلام والسيف على رأسه، فإن أبى ضربنا عنقه حكم الله ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وهذا القول هو بمنزلة تقديم الدعوة لأهل الكفر إلى الإسلام، فإن ذلك يحصل بمجرد قول المسلمين لهم أسلموا أو أعطوا الجزية فإن أبو عند جواب هذه الكلمة فالسيف هو الحكم العدل والفعل الفصل "


- وقال ابن عابدين عن المرتد: فان اسلم وإلا قتل لحديث { من بدل دينه فاقتلوه } وهذا بالإجماع لإطلاق الأدلة.

- ومعلوم بالإجماع أن مستحل الحرام يقتل، وقتله بسبب ردته والدليل هو أن قدامة بن عبد الله شرب الخمر بعد تحريمها هو وطائفة، وتأولوا قوله تعالى { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }( المائدة- 93)

فلما ذكروا ذلك لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - اتفق هو وعلي بن أبي طالب وسائر الصحابة على انهم إن اعترفوا بالتحريم جلدوا، وان أصروا على استحلالها قتلوا "

- رسالة التأويل -ابراهيم بويداين-


شبهة : تقييد وجوب قتل المرتد بحالة الحرب أو بحالة الخروج المسلح:.

وهو اقوال بعض المعاصرين من المدرسة العقلانية -زعموا- حيث قيدوا ذلك بالمحارب اما مستور الحال فلا حيلة اليه !
هذا والله احدى الكبر , ان المرتد محارب بحد ذاته لله ولقرائنه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولجماعة المسلمين , فكيق يقال مثل هذا ممن يحسب على اهل الديانة ؟

واستدلوا على باطلهم بما رواه ابو داود في سننه قال صلى الله عليه وسلم "لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : رجل زني بعد إحصان فإنه يرجم ، ورجل خرج محارباً لله ورسوله ، فإنه يقتل أو يصلب ، أو ينفي من الأرض ، أو يقتل نفساً فيُقْتَل بها . "

وليس في الحديث ما يخصص قتل المرتد بالحربيّ ! فقد قال اهل العلم : هذا يدلُّ على أنَّ مَنْ وُجِدَ منه الحِراب من المسلمين، خُيِّرَ الإمامُ فيه مطلقاً ، كما يقوله علماءُ أهلِ المدينة مالك وغيره، والرواية الأولى قد تُحمل على أنَّ المرادَ بخروجه عن الإسلام خروجُه عن أحكام الإسلام ، وقد تُحمل على ظاهرها ، ويستدلُّ بذلك مَنْ يقول : إنَّ آيةَ المحاربة تختصُّ بالمرتدين فمن ارتدَّ وحارب فُعِل به ما في الآية ، ومن حارب من غيرِ رِدَّةٍ ، أقيمت عليه أحكامُ المسلمين مِنَ القِصاص والقطع في السرقة ، وهذا رواية عن أحمد لكنَّها غيرُ مشهورةٍ عنه ، وكذا قالت طائفة من السَّلف : إنَّ آية المحاربة تختصُّ بالمرتدين ، منهم : أبو قِلابة وغيرُه .

فيقال ان من ارتد قتل , ومن حارب طبق عليه حد الحرابة , اصافة الى ان الارتداد من الدين يعد من الحرب على الاسلام

فروي عن أنس ، وابن عمر ، وابن عباس وغيرهم ، أن آية المحاربة نزلت في قوم من عرينة سرقوا ، وقتلوا ، وكفروا بعد إيمانهم ، وحاربوا الله ورسوله .
فعن ابن عمر أن ناساً أغاروا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم فاستاقوها ، وارتدوا عن الإسلام ، وقتلوا راعي رسول الله مؤمناً ، فبعث في آثارهم ، فأخذوا ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسَمَلَ أعينهم، وقال : ونزلت فيهم آية المحاربة

الخلاصة ان المرتد يقتل على ولا يخص بذلك المحارب بل إن المرتد المحارب يطبق فيه حد الحرابة مزيداً على رتده جزاءاً وفاقاً

ماكـولا
03-18-2011, 04:40 AM
وهل الحديث الذي في البخاري أقلني بيعتي هل هذا الأعرابي كان يرد أن يرتد وإن كانت الإجابه نعم لماذا لم تقم عليه الحجة


روى البخارى ومسلم عن جابر بن عبد اللّه أن أعرابيا بايع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابى وعْكٌ بالمدينة ، فقال : يا رسول اللّه أقلْنى بيعتى فأبى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وتكرر الطلب والرفض ثلاث مرات ، فخرج الأعرابى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما المدينة كالكير، تنفى خَبئَها ، وينْصعُ طيبها"والطيب بكسر الطاء هو الرائحة الحسنة ، وبفتحها وتشديد الياء هو الطاهر

قال النووي " أن المبايعة كانت على الإسلام والهجرة
وجاء فى فتح البارى لابن حجر أن طلب الإقالة من الأعرابى هل كان عن الإسلام والهجرة أم عن الهجرة فقط ؟

من المعلوم أن الهجرة إلى المدينة كانت واجبة قبل فتح مكة فى السنة الثامنة من الهجرة، ثم صارت بعد الفتح غير واجبة كما صح فى حديث البخارى ومسلم "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا" فتركها قبل الفتح معصية، وبعد فتحها ليس بمعصية .

ومن المعلوم أيضا أن جو المدينة لم يلائم كثيرا من الوافدين عليها ، وشكا بعض المهاجرين ذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم ومنهم أبو بكر وبلال رضى اللّه عنهما ، فدعا الرسول ربه أن يبارك فى المدينة كما بارك فى مكة أو أشد، كما رواه البخارى، ورغب في الصبر على شدتها وعدم مفارقتها .

والأعرابى الساكن فى البادية لما وفد إلى النبى بالمدينة وأسلم لم يعجبه جوها فطلب من الرسول إقالته فلم يُقِلْه ، فخرج الأعرابى من المدينة، واختلف العلماء فيما طلب الإقالة منه : هل هو الإسلام والهجرة، أو الهجرة فقط ؟

رجح جماعة أنه الهجرة فقط ، وذلك بعد سقوط فرضيتها بفتح مكة، لكن قيل : إذا كانت الهجرة سقطت فرضيتها فلماذا لم يأذن له الرسول بترك المدينة؟ أجيب بأن الرسول يحب لمن سكنها ألا يتركها حتى لو كان تركها مباحا، والرجل حين خرج منها بعد طلب الإقالة لم يرتكب إثما ، وإنما ارتكب خلاف الأولى، ولا عقوبة فى ذلك لا فى الآخرة ولا فى الدنيا ...



وقال جماعة : إن الأعرابى طلب الإقالة من الإسلام والهجرة ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رفض الإقالة من الهجرة على الوجه المبين من قبل ، فإنه يرفض الإقالة من الإسلام ، لأنها ردة .

وهنا يقال : لماذا لم يعاقبه الرسول على الردة؟ والجواب أن الأعرابى إذا خالف بالخروج من المدينة كما نص الحديث فإن رفضه للإسلام غير معلوم ، لأنه لا تلازم بين الإثنين ، وبخاصة أنه بيَّن فى طلبه عدم ملاءمة جو المدينة له فقط ، فيجوز أن يخرج من المدينة إلى البادية طلبا للصحة مع بقائه على الإسلام بعقيدته وشريعته .
ورفض الإسلام الذى يكون ردة أمر متعلق بالقلب والباطن ، لا يعلم إلا بقول يصرح فيه بالرفض والإنكار لأية عقيدة من عقائده ، أو بفعل يدل على ذلك كسجود لصنم أو إهانة المصحف بإلقائه مثلا فى القاذورات ، وبدون هذه الأمارات لا تعلم الردة ، كالمنافقين الذين تكفر قلوبهم ولا يصدر منهم قول أو فعل يصرح بما فى قلوبهم ، فكانوا يعاملون بظاهرهم معاملة المؤمنين .

والأعرابى لم يتبين للرسول منه ما يفيد رفضه للإسلام حتى يعامله معاملة المرتد،ومجرد خروجه من المدينة ونقض البيعة على الهجرة على فرض أنه من المعاصى الكبيرة لا يلزم منه الكفر ...

ينظر المفصل في الرد على الشبهات

ولو فلنا بالكفر , وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم اقامة الحد عليه قيل لان ذلك كان في بداية الامر ضعف المسلمين آن ذاك ولما يستتب الامر بعد كما في المشاركة الاولى

والله اعلم

سلفي مغربي
03-19-2011, 05:28 PM
بارك الله فيكم أخي الكريم
كفيت وففيت وأحسن الله إليكم وزادكم الله علما وعملا
فأنا حريص على تعلم هذه الشبهات لأنني أرد على شبهات الأحمديين على البالتولك وهم ينكرون حد الردة وليس في الغرفه أشخاص يعول عليهم في الغرفه لرد على شبهاتهم بل الأدهى و الأمر أن من تصدر لرد عليهم عنده مخالفات هو الآخر فبعض الإخوة تجرأ وضعف بعض الأحاديث الصحيحه من البخاري ومسلم وينكر الأحاد زيقول أنها لا تقوم بها حجة !!!!
فكم ناشدنا بعض الإخوة أن يخصصوا ولو يوما لدخول الغرفه وتبين ما أشكل على بعض الإخوة هناك
وعندي سوؤال أخير بارك الله فيكم
هناك حديث صحيح صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دعا الله بدعوات فاستجاب له لإثنتين ومنهما أن لا يبعث عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستحل بيضتهم فقال بعض المنافقين من القديانيين أن الواقع يرد هذااا يعني أنهم استحلوا بيضتنا في العراق وفي أفغان
فأريد معرفة معنى اسحلال البيضه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ماكـولا
03-20-2011, 07:31 AM
حفظكم الله , وبارك فيكم

واعلم يا اخي ان الدعوة الى الله والذب عن دينه لهو جهاد الانبياء , فجزاكم الله خيراً عن ذودكم هذا المفتريات عن الحياض ,وبارك الله لكم في سعيكم
واستعن بالمعين يعينك على حاجتك في مثل هذه المهمات ,فما ان يتكل الانسان على نفسه الا خُذل ! وقالوا: علامة خذلان الله للعبد ان يكله الى نفسه !
فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُوفق اليه الا من وفقه الله واستخدمه ولم يستبدله بغيره من العباد , فيُحرم الاجر والثواب , ويرضخ من حسنات المهتدين الى موازين غيره ! والمحروم من حُرم .

فكلما غلت الافكار في مرجل العقل , واضربت معها الانفاس , وضاقت الشبهة بالصدور ,وشخصت لها الابصار, وتسارعت معها الانفاس , مع قلة الزاد , وندرة الاصحاب , ووداع الخلان , وتقاعس الاحباب , وانشغال اكثرهم بالقيل والقال وبضرب من التوافه, فاستشعر عظمة الله وعلمه وحكمته فقمن ان يفتح عليك .

فان في التقلل من الخلطة وكثرة الصحبة يوجب للمرء خفة في نفسه وطبعه وطلبه , فلا يلتفت الى ثناء ولا مدح وذم , بل نصّب امام عينيه موازين حسناته وسيئاته ونظر الله اليه
طالباً عفوه ورضاه بتنزييه عن ما نسبه اليه الافاكون والمارقون . فهو يحتسب في امره ونهيه ودعوته , تسفيه الادعياء , وشماتة الاعداء , وغيرة الاغراب , وتسلط السفهاء في ذلك كله ! لان قرأ قول لقمان لابنه "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور"

قال ابن كثير : علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا بد أن يناله من الناس أذى، فأمره بالصبر .."

فلا يظن الداعي الى الله ان يستجيب له الناس من اول مرة او اول فكرة وعبرة , كلا ! , حتى يذوق ما ذاقه من قبله , وحتى يتمعر وجهه , ويسفه رأيه
فلا يكثر من الشكوى واللئوا , فان ذلك مثنيه عن دعوته ويؤخره الى الساقية , وهذا مناف للتسابق الذي حث الله عليه . وقد امكن الشيطان منه لما سوّل له الكلمات على انها مخالب تجرح , وعدواة تفرح , على حساب دعوته وعلمه , والله المستعان , كم تمكن الشيطان من اناس في هذا الباب فكبل ايديهم وكمم افواههم , لاجل امور توافه

يقول الله "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا "
قال ابن القيم " فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان وتبليغ القرآن وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام قال تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عددا فهم الأعظمون عند الله قدرا

ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه كان للرسل - صلوات الله عليهم وسلامه - من ذلك الحظ الأوفر وكان لنبينا - صلوات الله وسلامه عليه - من ذلك أكمل الجهاد وأتمه

ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ] كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج وأصلا له فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه لم يجاهده ولم يحاربه في الله بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج

فهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما وبينهما عدو ثالث لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده وهو واقف بينهما يثبط العبد عن جهادهما ويخذله ويرجف به ولا يزال يخيل له ما في جهادهما من المشاق وترك الحظوظ وفوت اللذات والمشتهيات ولا يمكنه أن يجاهد ذينك العدوين إلا بجهاده فكان جهاده هو الأصل لجهادهما وهو الشيطان قال تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } ( فاطر : 6 ) والأمر باتخاذه عدوا تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته ومجاهدته كأنه عدو لا يفتر ولا يقصر عن محاربة العبد على عدد الأنفاس

فهذه ثلاثة أعداء أمر العبد بمحاربتها وجهادها وقد بلى بمحاربتها فى هذه الدار وسلطت عليه امتحانا من الله له وابتلاء فأعطى الله العبد مددا وعدة وأعوانا وسلاحا لهذا الجهاد وأعطى أعداءه مددا وعدة وأعوانا وسلاحا وبلا أحد الفريقين بالآخر وجعل بعضهم لبعض فتنة ليبلو أخبارهم ويمتحن من يتولاه ويتولى رسله ممن يتولى الشيطان وحزبه كما قال تعالى : { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا } ( الفرقان : 20 ) وقال تعالى { ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض } ( محمد : 4 ) وقال تعالى : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم } ( محمد : 31 ) فأعطى عباده الأسماع والأبصار والعقول والقوى وأنزل عليهم كتبه وأرسل إليهم رسله وأمدهم بملائكته وقال لهم : { أني معكم فثبتوا الذين آمنوا } ( الأنفال : 12 ) وأمرهم من أمره بما هو من أعظم العون لهم على حرب عدوهم وأخبرهم أنهم إن امتثلوا ما أمرهم به لم يزالوا منصورين على عدوه وعدوهم وأنه إن سلطه عليهم فلتركهم بعض ما أمروا به ولمعصيتهم له ثم لم يؤيسهم ولم يقنطهم بل أمرهم أن يستقبلوا أمرهم ويداووا جراحهم ويعودوا إلى مناهضة عدوهم فينصرهم عليه ويظفرهم بهم فأخبرهم أنه مع المتقين منهم ومع المحسنين ومع الصابرين ومع المؤمنين وأنه يدافع عن عباده المؤمنين ما لا يدافعون عن أنفسهم بل بدفاعه عنهم انتصروا على عدوهم ولولا دفاعه عنهم لتخطفهم عدوهم واجتاحهم ..."



وما ذكرته من حال هؤلاء المرتدين واعتراضهم بما ثبت عند مسلم من حديث ثوبان قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « إن الله زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لى منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإنى سألت ربى لأمتى أن لا يهلكها بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربى قال يا محمد إنى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإنى أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبى بعضهم بعضا ».

وقولهم أن الواقع يرد هذا وان الكفرة قد استحلوا بيضتنا في العراق وفي أفغان !!!

فهذا جهل منهم , وهؤلاء القوم من أسفه الناس وألبدهم فكراً ولو تصفحت قسم القاديانية لهالك عوج منطقهم , وجرأتهم في التفسير والتأويل والتحريف وما ذلك الا لعجمة فيهم!

فهذا الحديث يشير ان الوعد بعدم استحلال البيضة بخلاف التسلط والتداعي !

ويوضحه سياق الحديث نفسه " وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها "
فكيف حصروا الامة في افغانستان والعراق ؟ بل من قال ان امة الاسلام استأصلت شأفتها وبيضتها من هذه البلاد ؟


قال شيخ الإسلام: "هذا الدعاء استجيب له في جملة الأمة و لا يلزم من ذلك ثبوته لكل فرد، وكلا الأمرين صحيح، فإن ثبوت هذا المطلوب لجملة الأمة حاصل، و لولا ذلك لأهلكوا بعذاب الاستئصال كما أهلكت الأمم قبلهم"


وقد قال ابو السعادات في النهاية في شرح " [فيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهم] أي مجْتَمعهُم ومَوْضِع سُلطانهم ومُسْتَقَرَّ دَعْوتهم . وبَيْضَة الدَّار : وسَطُها ومُعْظَمُها أراد عَدوًّا يَسْتَأصِلُهم ويُهلِكهم جميعهم . قيل أرادَ إذا أُهْلِك أصْلُ البَيْضة كان هَلاك كلِّ ما فيها من طُعْم أو فَرْخ وإذا لم يهْلِك أصْلُ البيضة ربَّما سَلم بعض فِرَاخها . وقيل أرادَ بالبيْضة الْخُوذَة فكأنَّه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامِهم ببَيْضة الحَدِيد"


ولم ينفي الحديث تسلط وتداعي الكفرة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله « يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ». فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال « بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن ». فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال « حب الدنيا وكراهية الموت ». ابوداود وصححه الالباني

وقال صلى الله عليه وسلم « إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم » ابو داود وصححه الالباني

فليس في الحديث استئصال شأفة المسلمين , بل سيلقون الذلة والمهانة بسبب تخليهم عن واجبات دينهم بتسلط الكفرة عليهم , فمتى تركوا دين الله وارتدوا فلا وعد من الله في استئصال شأفتهم فقد كفروا وارتدوا عن دينه وذهبت بيضتهم , ولكن امة الاسلام محفوظ وان ارتد عنها المرتدون فالله حافظ دينه ومنجز وعده ولو كره الكافرون
وما نراه من ذل وهوان هو بسبب الابتعاد عن دين الله وشرعه . والامة لا زالت بخير والحمد لله

والله اعلم

سلفي مغربي
03-25-2011, 05:05 PM
بارك اله فيكم أخي الكريم
وشكر الله لك النصيحة والتشجيع والرد على هذه الشبهة
وهناك شبهتين أخي الكريم و أعتذر عن الإزعاج
الأولى : "لو نجا أحد من ضمة القبر ، لنجا سعد بن معاذ ، و لقد ضم ضمة ، ثم روخي عنه ".الحديث
فكيف نوفق بين الحديث وبين الذي أكله السبع أو غرق ولم يدفن ؟؟ هل ينج منها ؟؟
الثاني:يقول القديانيون إن الأرض اكتشفت كلها فأين ياجوج وماجوج الذين تزعمون علينا
وجزاك الله أخي الكريم على جهدك العظيم

ماكـولا
03-26-2011, 02:22 PM
حفظكم الله , وبارك الرحمن فيكم


فكيف نوفق بين الحديث وبين الذي أكله السبع أو غرق ولم يدفن ؟؟ هل ينج منها ؟؟

يقول شيخ الاسلام " واعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ؛ فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه؛ قبر أو لم يقبر، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء أو صلب أو غرق في البحر؛ وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور، وما ورد من إجلاسه واختلاف أضلاعه ونحو ذلك؛ فيجب أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير؛ فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله، ولا يقصر به عن مراده وما قصد من الهدى والبيان؛ فكم حصل من إهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله . "

وحسبه بهذه الميتة فتنةً وضيقاً عليه وعلى اضلاعه , ثم ينتقل العذاب على روحه وما تبقى من اجزائه فإن فنيت , فإن العذاب يكون على الروح
ومآل اجزائه الى التراب . وكمال قال بعض اهل العلم " ومن أكلته السباع والحيتان فغاية أمره أن يكون بطن ذلك قبرا له"
فهو الى احدهما صائر والعذاب منه نائل


يقول القديانيون إن الأرض اكتشفت كلها فأين ياجوج وماجوج الذين تزعمون علينا
هذه دعوى وهنالك اجزاء من الارض ومناطق لا تعرف , ولان عرفت كُتمت , والله يقول " وما أؤتيتم من العلم الا قليلاً "
والعجب من هؤلاء المرتدين كيف يعتمدون في في ردتهم على اكتشافات الكفرة وتلبيساتهم , فان الجهل بالشيء لا يدل على عدمه !
وكم من الامور المكتشفة في هذه الايام كانت تعد من المستحيلات عند هؤلاء والمعدومات ؟

وقد قال الله " سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "

وموضوع يأجوج ويأجوج تجد ما يغني ويشفي باذن الله في البحث بمحرك هذا المنتدى لتحصل على الخير الوافر باذن الله

وفقكم الله

علي العويس
03-31-2011, 11:09 PM
الاستهزاء بالدين أحكامه وآثاره
لتحميل الكتاب:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1874

سلفي مغربي
04-14-2011, 06:34 PM
السلام عليكم رحمه الله بركاته بارك الله فيكم أخي ماكولا على هذا الرد الكافي الشافي
هناك شبهة أخرى في وصف عيسى بن مريم
عيسى ابن مريم الذي رآه النبي في رحلة الأسراء أحمر جعد عريض الصدر وعيسى ابن مريم الذي رآه في المنام آدم سبط الشعرر
فالأحمديون يقولون أن هناك تعرض بين آدم وبين أحمر وبين جعد وسبط
فهل الروايتان صحيحتان أم أن هناك ضعف في إحداهما أخي الفاضل
زهناك مساله لو تكرمت بارك الله فيك
هل يقال في إراده الله عز وجل مايقال في صفه الكلام أنها حادثة الأحاد قديمه النوع
وهل يستلزم البداء هذا على الله سبحانه وتعالى ...تعلى الله عن ذاللك علوا كبيرا
وأتأسف أخي على الأسئله المشتته المتباعده

سلفي مغربي
04-14-2011, 08:52 PM
سوؤال ثالث بارك فيك أخي الكريم في مساله المجاز
الله سبحانه وتعالى قال واسال القريه التي كنا فيها والعير التي ....
فعلمنا أن المراد بهذه الآيه سوؤال أهل القريه ويسمى هذا المجاز المرسل
فهل قد يلزمنا المخالف بنفس الشيئ في قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فيقول لنا يعني معنى الآيه أهل الأرض و أهل السماء والدليل على ذالك أنه حاورهم بالمثنى وردوا بالجمع

ماكـولا
04-15-2011, 06:55 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقنا الله واياك


عيسى ابن مريم الذي رآه النبي في رحلة الأسراء أحمر جعد عريض الصدر وعيسى ابن مريم الذي رآه في المنام آدم سبط الشعرر
فالأحمديون يقولون أن هناك تعرض بين آدم وبين أحمر وبين جعد وسبط

لا تعارض اخي الكريم في كون الرجل الذي يطلق على أحمر , الا وهو الابيض المشرب بحمرة كونه مائلاً للسمرة , وكذا نرى كثيراً من بني جلدتنا هنا في بلاد الشام يكون أبيضاً فما يلبث أن يتغير لونه قليلاً بفعل او بآخر الى السمرة , فيقال له " إسمر الرجل !" وذلك يكون اما بتعب وجهد او بسبب تسلطه لضوء الشمس , ونلمس ذلك فيمن كبر سنه

فانه يميل الى السمرة قليلاً , وقد قال الله في عيسى بن مريم عليه السلام " ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين" فتأمل !

كما ذكر القاري في مرقاة المفاتيح عند قوله صلى الله عليه وسلم " إلى الحمرة والبياض "حال أي مائلا لونه إليهما فلم يكن شديد الحمرة والبياض بل كان بينهما من البياض المشوب بالحمرة .."

ولذلك جاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " ورأيت عيسى رجلا مربوعا ، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض "

فيتضح انه قريب الى الحمرة والبياض فقد قال الطيبي : وقوله ( إلى الحمرة ) حال أي مائلاً لونه إلى الحمرة ( والبياض ) فلم يكن شديد الحمرة والبياض

وكذا قال المناوي وذكر هذه الرواية الحافظ في الفتح للتنبيه على هذه الصفه .

كما وتلمس هذا الفارق بين رؤية من قرب ومن بعد فلذلك فارق يعرفه من جرب لقاء البعيد فما يلبث ان يتغير على الرائي اذا قرب ! والعكس


وبين جعد وسبط
بارك الله فيك , ما المانع أن يكون جعداً وسبطاً ؟ اي طويل الشعر ومسترسل وفيه جعودة ؟
سبط الشعر مسترسل الشعر غير جعد ينطف اي يقطر منه ماء , وهذا يحصل لمن اصاب شعره الماء يصير الى ما وصف لك خاصة اذا كانت طال الشعر وكان لمةً
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري " كأحسن ما يرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه "
وقال صلى الله عليه وسلم " له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها ، فهي تقطر ماء"

فذلك قال ذكر ابن التين ان الطول لا ينافيه بل يكون الطويل جعداً وسبطاً !
فهذا وصف حسن للمة الرجل المتوسطة


هل يقال في إراده الله عز وجل مايقال في صفه الكلام أنها حادثة الأحاد قديمه النوع
وهل يستلزم البداء هذا على الله سبحانه وتعالى
بلى , ولا يلزم البداء , لان فيه نسبة الجهل الى العليم الخبير , فالبداء هو تجدد العلم بعد الجهل , ولكن الله جل في علاه يحدث خلقه وامره اذا شاء لحكمة



فهل قد يلزمنا المخالف بنفس الشيئ في قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فيقول لنا يعني معنى الآيه أهل الأرض و أهل السماء والدليل على ذالك أنه حاورهم بالمثنى وردوا بالجمع

ليس في الاية مجاز أصلاً فالله يقول " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم"

فالكلام حقيقي وقد ابتدأه بمخاطبة ومعاتبة البشر بكونه سبحانه خلق السماوات والارض واخبر عن كيفية خلقها ومخاطبته لها حتى اتوا طاعئين لله , ويتضح ذلك من السياق
فما ثم سماء ولا ارض أصلاً حتى يخاطب أهلها !
والله اعلم

وفقك الله

سلفي مغربي
04-16-2011, 03:56 AM
أحسن الله إليك زالت هذه الشبهة بعدما لازمتني لمده سنه و انا أبحث بارك الله فيك أخي الكريم وأسال الله أن يجعلك ممن قال فيهم صلى الله عليه وسلم خلقان يحبهما الله، و خلقان يبغضهما الله، فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء و السماحة، و أما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق و البخل، و إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس
اللهم أمين
أخي يقول الفلاسفه ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث وقد وافقهم على هذا المعتزله و الأشاعره فهل هذا الكلام فيه من الحق أم كله باطل وكيف نرد هذا الكلام
الثاني هناك حديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آيات الكرسي لن يقربه الشيطان حتى يصبح وحديث آخر يقول اذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه فإن الشيطان يبيت على يديه فكيف نرد هذا التعارض
وآسف على اسئلتي الكثيره أخي الفاضل

سلفي مغربي
04-16-2011, 04:16 PM
بل قد أنكر القديانيون تكفيرهم بحديث أسامه بن زيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاتبه بعد ما قتل رجلا قال لا إلا إلا الله
وحديث من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا.....الحديث
فكيف نرد على هولاء المرجئه الجدد

ماكـولا
04-18-2011, 04:55 AM
حفظكم ربي , وشكر لك , ووفقك للما يحبه الله يرضاه

بالنسبة اخي الكريم لما يروى
خلقان يحبهما الله، و خلقان يبغضهما الله، فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء و السماحة، و أما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق و البخل، و إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس ففيه الكديمي وقد ضعفه غير واحد واتهمه ابن حبان وغيره وحكم الالباني رحمه الله على الحديث بالوضع , وان كانت مفردات الحديث طيبة المعاني , ولها بمجموعها ما يشهد لها خاصة في المقطع الاخير من الحديث الا انه لا ينسب الى قول النبي صلى الله عليه سلم بعدما تبين لنا ضعفه . كما وارجو ان يمتعنا الله واياك من هذه المفردات التي ما شممنا لها من رائحة !

اما قولك
يقول الفلاسفه ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث وقد وافقهم على هذا المعتزله و الأشاعره فهل هذا الكلام فيه من الحق أم كله باطل وكيف نرد هذا الكلام

الله جل في علاه هو الاول , وهو المبدي وهو خالق , فهو واجب الوجود , وهو الحي القيوم الذي لا حياة ولا قيومية بدونه سبحانه , وهو فعّال لما يريد .
فقياس بعض القواعد الفلسفية الدنيوية على الخالق العظيم وعالم الغيب , خطأ منهجي محض في تصور الامر المرئي المحسوس على الامر الغيبي
فقياس المخلوق المربوب على الرب المعبود , وقياس الاول الازلي على الحادث قياس فاسد !
فالله جل في علاه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فليس كمثله شيء في اسماءه ولا في صفاته ولا في افعاله ولا في خلقه ولا في تدبيره سبحانه

فصفاته الاختيارية او الذاتية مغايرة لصفات المخلوق , فلا يلحق احدهما بالاخر للفارق بين من له الصفات المطلقة ومن له الصفات المقيدة الناقصة !
فالله جل في علاه " فعّال لما يريد" و "يخلق ما يشاء و يختار " و قال سبحانه " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"

فلا تلحق بأفعاله الظنون الكاذبة ولا الاوهام الشاردة حتى يعطل الرب ويشبه بالصنم , وقد قيل : ان المعطل يعبد عدماً والمشبه يعبد صنماً

وقد قال ابن القيم رحمه الله : إلتزموا لأجله تعطيل الحي الفعّال عن كل فعل ، و التزموا لأجله حصول مفعولٍ بلا فعل ، و مخلوق بلا خلق ، فإن الفعل عندهم عين المفعول ، و الخلق نفس المخلوق ، و هذا مكابرة لصريح المعقول.

وقد اوقعهم ذلك باضافة العجز للقوي العزيز من حيث ارادوا تنزيهه , ونقول " قل اتعلمون الله بدينكم "!

فاقحام العقل في مثل هذه المسائل الغيبية يورث الخلل والخبل في الاعتقاد . وذلك لان شطر هذا الدين هو الايمان بالغيب الذي لا مدخل للعقل فيه وقد اثنى الله على اولئك اذ قال " هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب "

ماكـولا
04-18-2011, 06:24 AM
هناك حديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آيات الكرسي لن يقربه الشيطان حتى يصبح وحديث آخر يقول اذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه فإن الشيطان يبيت على يديه فكيف نرد هذا التعارض

الاول عند البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم - فذكر الحديث - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )

والثاني وعنه ايضاً كما في الصحيحين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا استيقظ أحدكم من منامه؛ فليستنثر ثلاث مرَّات؛ فإِن الشيطان يبيت على خياشيمه"

ويضاف اليه قوله صلى الله عليه سلم "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان"

والجمع بين هذه الاحاديث , أن من حصلت له القراءة بعلم وبصدق ويقين حصل المقصود من هذا الحفظ الالهي وعد الشيطان له .

ولكن الحاصل أن القلب ما سمي قلباً الا لتقلبه , وان الايمان يزيد وينقص , وما من طاعة الا ولها شرّه وفتره , والانسان ما سميّ انساناً الا لكثرة نسيانه
ولو كانت القلوب على ما ذكر دائماً من الصدق واليقين وزيادة الايمان وحضور القلب لما حامت الشياطين حول هذا الجسد ولتفشت عنه وهامت على وجهها في الطرقات تجأر لاصحابها حال قوى قلب هذا المؤمن النيّر , ولكنّ القلوب ضعيفة والفتنة خطافة , وقد يحصل الذكر باللسان دون حضور القلب واستشعار المعاني التي تضيف للقلوب الرقة والقوة والهيبة من الجليل .

وكذلك الحال في بيني آدم مع عباداتهم وتفاوتهم في السبق في مضمار العبودية , ومراتبهم عند الله مختلفة والحفظ والكفاية والعناية متفاوتة بينهم

وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله - : أن الرجلين يكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتهما في الفضل كما بين السماء والأرض.

وكذلك الحال في الدعاء , والاستعانة , والاستغاثة به , وصدق اللجوء اليه , متفاوت بين الناس , فعلى قدر تحقيق الايمان يحصل المطلوب من الحفظ والرعاية والوقاية
حتى يصير من أولياء الله , فقد قال الله : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب .

وحتى نقرّب هذا المعنى من تحقيق الذكر المطلوب الدافع لكل شر يقول ابن القيم - رحمه الله - : فلا بد من قول القلب وقول اللسان وقول القلب يتضمن من معرفتها والتصديق بها ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفي والإثبات ومعرفة حقيقة الإلهية المنفية عن غير الله المختصة به التي يستحيل ثبوتها لغيره

وقيام هذا المعنى بالقلب علما ومعرفة ويقينا وحالا ما يوجب تحريم قائلها على النار وكل قول رتب الشارع ما رتب عليه من الثواب فإنما هو القول التام

كقوله : من قال في يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه أو غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وليس هذا مرتبا على مجرد قول اللسان نعم من قالها بلسانه غافلا عن معناها معرضا عن تدبرها ولم يواطىء قلبه لسانه ولا عرف قدرها وحقيقتها راجيا مع ذلك ثوابها حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب فتكون صورة العملين واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض

تأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يعذب ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل وطاشت لأجله السجلات لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات انفردت بطاقته بالثقل والرزانة

وإذا اردت زيادة الإيضاح لهذا المعنى فانظر إلى ذكر من قلبه ملآن بمحبتك وذكر من هو معرض عنك غافل ساه مشغول بغيرك قد انجذبت دواعي قلبه إلى محبة غيرك وإيثاره عليك هل يكون ذكرهما واحدا أم هل يكون ولداك اللذان هما بهذه المثابة أو عبداك أو زوجتاك عندك سواء

وتأمل ما قام بقلب قاتل المائة من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق عن السير إلى القرية وحملته وهو في تلك الحال على أن جعل ينوء بصدره ويعالج سكرات الموت فهذا أمر آخر وإيمان آخر ولا جرم أن ألحق بالقرية الصالحة وجعل من أهلها

وقريب من هذا ما قام بقلب البغي التي رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش يأكل الثرى فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الآلة وعدم المعين وعدم من ترائيه بعملها ما حملها على أن غررت بنفسها في نزول البئر وملء الماء في خفها ولم تعبأ بتعرضها للتلف وحملها خفها بفيها وهو ملآن حتى أمكنها الرقي من البئر ثم تواضعها لهذا المخلوق الذى جرت عادة الناس بضربه فأمسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكورا فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها فهكذا الأعمال والعمال عند الله والغافل في غفلة من هذا الإكسير الكيماوي الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهبا والله المستعان . أ.ه


ففرق بين السيف الحاد وقوة الزناد الضارب , فمن تأمل ذلك ظهر له الفرق بين عباد الله واحوالهم في الحفظ والرعاية والتمكن و التمكين والقبول عند الخلق

فلمثل هذا المعنى ارشد النبي صلى الله عليه وسلم لمثل هذا التحرز لعلمه ان في مداومتهم على ذلك لصافحتهم الملائكة في الطرقات ولكن الساعة والساعة التي يتقلب فيها المرء المؤمن بالزيادة والنقصان هي حاله , فذكر لهم الاستنشاق , وذكر الله عند الاستيقاظ , والوضوء وصلاة ركعيتين لتحل العقد الغالبة للحال الملازم للمرء .
فإما ان يقوى المرء بالذكر على شيطانه واما ان يضعف امامه فيقوى عليه شيطانه وقد يخففه واما أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه .

والله اعلم

ماكـولا
04-18-2011, 07:40 AM
بل قد أنكر القديانيون تكفيرهم بحديث أسامه بن زيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاتبه بعد ما قتل رجلا قال لا إلا إلا الله
وحديث من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا.....الحديث
فكيف نرد على هولاء المرجئه الجدد

المسلم يخرج من الاسلام اذا فعل ناقضاً من نواقض لا اله الا الله محمدً رسول الله , وان صام وصلى وزعم انه مسلم ! تماماً كحال المرتدين أصحاب مسيلمة
فمن اتى بنقاض قولي أو فعلي أو اعتقادي فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم , كنفيه للنار او الجنة او الملائكة او الجن , او تكذيبه للقدر والكفر بآية من القرآن او او التفريق بين الرسل والكتب وعدم الايمان ببعضها او بشيء من صفاتها كهيمنة القرآن والاسلام على سائر الكتب والديانات ونسخها لها , او اضافة نبيّ لم يرسله الله والتقوّل على الله في ذلك , فقد كفر المرء وخلع ربقة الاسلام من عنقه , وان صام وصلى وزعم أنه مسلم .

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الجيش فيقول لقائده : فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

فالقتال يكون لأجل أن يفرد الله تعالى بالعبادة فهذا الشطر الاول من الشهادتين والاخرى بأن يؤمن المرء بأن النبي صلى الله عليه وسلم من رسول من عند الله وخاتم النبيين وآخرهم , فكما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم المشركين حتى يقولوا لا اله الا الله , فكذلك القتال حتى يؤمنوا ب محمداً رسول الله صلى الله عليه سلم , وآخر الانبياء ولا نبي بعده

ولا يصح استدلالهم بحديث اسامة بن زيد - رضي الله عنهما - ففيه مفارقات , فقد روى البخاري وغيره ان أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ) . قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم


1- ان القتال كان مع المشركين من الحرقة ولم يكونوا مرتدين , كما عند مسلم من حديث جندب بن عبد الله في هذه القصة زيادات ولفظه " بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين فالتقوا فأوجع رجل من المشركين فيهم فأبلغ ، فقصد رجل من المسلمين غيلته - كنا نتحدث أنه أسامة بن زيد - فلما رفع عليه السيف قال : لا إله إلا الله فقتله " الحديث. فالحال مختلف , فهؤلاء يُسكت عنهم حال الشهادة , والمرتدين يسكت عنهم حال الرجوع عن الكفر الذي حُوربوا من أجله .

2- ان الرجل قالها تعوذاً , ولم ينطق بالشهادة المتخللة لمعاني الكفر التي قوتل من اجل أن نبياً يدعى ميرزا غلام , فكذلك كان القتال مع مسيلمة الكذاب وغيره من الكذبة حتى يكفروا بمسيلمة ويؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين واخرهم .

3- قد وقع قتال الصحابة لمن ارتد من العرب كما عند البخاري وقاتل تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء ومنهم وزيرا النبي صلى الله عليه وسلم , حيث قاتلوا من فرق بين الصلاة والزكاة , فكيف بمن فرّق بين الله ورسله وقد قال الله " إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا "

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- : فحكم عليهم بالكفر المحقق، إذ آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم.."


ووجه كفرهم :-
أنهم افتروا على الله الكذب في اضافة نبيّ لم يرسله الله .
أنهم كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم خاتماً للنبين وآخرهم .
وكفرهم بالشريعة الالهية خاتمة الشرائع .


وقد قال أبو هريرة -رضي الله عنه- قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر ( وفي رواية: وارتد من ارتد ) من العرب فقال عمر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق "

فقوتلوا على الزكاة لقولهم انا كنا نؤديها الى محمد , وقد مات فلا نؤديها , فقوتلوا على ذلك , وهم يقولوا لا اله الا الله
فكيف بمن قال بوجود نبيّ بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم والنبوة حق الله , حريٌ بأن يقاتل عليها حتى يرجع عن غيّه وكفره وضلاله !

وقال النووي : ولا بد مع هذا من الإيمان بجميع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الرواية الأخرى لأبي هريرة: " حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به " .


وقد قال الحافظ ابن رجب : ومن حقها ارتكابُ ما يُبيح دمَ المسلم من المحرمات، وقد ورد تفسيرُ حقها بذلك، خرَّجه الطبراني وابنُ جرير الطبري من حديث أنس ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ الناسَ حتّى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها ، عَصَمُوا منِّي دماءهُم وأموالَهم إلا بحقِّها ، وحِسَابُهم على الله - عز وجل - )

قيل : وما حَقُّها ؟ قال : ( زِنىً بعد إحصانٍ ، وكفرٌ بعد إيمانٍ ، وقتلُ نفسٍ ، فيُقتل بها ) ولعلَّ آخِرَه من قولِ أنس ، وقد قيل : إنَّ الصوابَ وقفُ الحديث كله عليه .
ويشهدُ لهذا ما في الصحيحين عن ابن مسعود ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مُسلم يَشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله ، وأني رسولُ الله إلاّ بإحدى ثلاثٍ : الثَّيِّبِ الزَّاني ، والنفسِ بالنفسِ ، والتَّاركِ لدينه المفارق للجماعة ) .ا.ه

وذكر محمود العسقلاني : ان تحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله تقتضي أن تؤمن أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأن دعوى النبوة بعده كفر وضلال وهوى، قال -تعالى-: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)(الأحزاب: من الآية40)

في حديث الشفاعة: (فيأتوني فيقولون: يا محمد: أنت رسول الله وخاتم النبيين وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإنه سيكون من أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها وأجملها وترك فيها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنة، فأنا من النبيين موضع تلك اللبنة).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (فضلت على الأنبياء بست، أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت في الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، أرسلت على الخلق كافة، وختم بي النبيون).

والله العاصم

سلفي مغربي
04-18-2011, 03:27 PM
الله جل في علاه هو الاول , وهو المبدي وهو خالق , فهو واجب الوجود , وهو الحي القيوم الذي لا حياة ولا قيومية بدونه سبحانه , وهو فعّال لما يريد .
فقياس بعض القواعد الفلسفية الدنيوية على الخالق العظيم وعالم الغيب , خطأ منهجي محض في تصور الامر المرئي المحسوس على الامر الغيبي
فقياس المخلوق المربوب على الرب المعبود , وقياس الاول الازلي على الحادث قياس فاسد !
فالله جل في علاه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فليس كمثله شيء في اسماءه ولا في صفاته ولا في افعاله ولا في خلقه ولا في تدبيره سبحانه

فصفاته الاختيارية او الذاتية مغايرة لصفات المخلوق , فلا يلحق احدهما بالاخر للفارق بين من له الصفات المطلقة ومن له الصفات المقيدة الناقصة !
فالله جل في علاه " فعّال لما يريد" و "يخلق ما يشاء و يختار " و قال سبحانه " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"

فلا تلحق بأفعاله الظنون الكاذبة ولا الاوهام الشاردة حتى يعطل الرب ويشبه بالصنم , وقد قيل : ان المعطل يعبد عدماً والمشبه يعبد صنماً

وقد قال ابن القيم رحمه الله : إلتزموا لأجله تعطيل الحي الفعّال عن كل فعل ، و التزموا لأجله حصول مفعولٍ بلا فعل ، و مخلوق بلا خلق ، فإن الفعل عندهم عين المفعول ، و الخلق نفس المخلوق ، و هذا مكابرة لصريح المعقول.

وقد اوقعهم ذلك باضافة العجز للقوي العزيز من حيث ارادوا تنزيهه , ونقول " قل اتعلمون الله بدينكم "!

فاقحام العقل في مثل هذه المسائل الغيبية يورث الخلل والخبل في الاعتقاد . وذلك لان شطر هذا الدين هو الايمان بالغيب الذي لا مدخل للعقل فيه وقد اثنى الله على اولئك اذ قال " هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب "[/quote]
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المجهود المشكور المأجور بإذن الله
افهم من كلامك أخي أنه لا يجوز أن نقيس على صفات الله عز وجل الأفعال الدنيويه
فهل قياس الشاهد على الغائب عندنا نحن أهل السنه والجماعة مردود أم ان هذا موضوع آخر
النقطه الثانيه أخي
لما سئل الإمام مالك عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال الإستواء معلوم والكيف مجهول
ففسرنا نحن أن الإستواء هو الإرتفاع بينما قال بعض المفوضه لا يجوز حمله على هذا الكلام وإلا قولوا مثل قولكم في اليد اليد معلومه والكيفيه مجهوله واشرحوا لنا اليد بمعنى الجارجه ؟؟؟
أسال الله أن ينفع بك أخي الكريم هذه آخر شبهة عندي وحياكم الله

ماكـولا
04-19-2011, 04:32 AM
وفقكم الرحمن


افهم من كلامك أخي أنه لا يجوز أن نقيس على صفات الله عز وجل الأفعال الدنيويه
فهل قياس الشاهد على الغائب عندنا نحن أهل السنه والجماعة مردود أم ان هذا موضوع آخر

بلى لقوله تعالى : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "

فأثبت لنفسه سبحانه سمع وبصر لا يماثل سمع وبصر المخلوقين مع علمهم بمعنى السمع والبصر وقصور علمهم عن ادراك هذا السمع والبصر الذي وسع هذه الدعوات على اختلاف لغاتها وطلباتها والحاهها , وعليه سائر الصفات

والقياس التمثيلي والتقريبي هو لتقريب الامثلة للاذهان حتى تعي وتفهم , ولا يكون هذا التمثيل حقيقياً لقوله تعالى " فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون" وهو نظير قوله " ليس كمثله شيء .." فمهما دار في الخيال فالله أعلى وأعظم شأناً سبحانه جلّ جلاله


لما سئل الإمام مالك عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال الإستواء معلوم والكيف مجهول
ففسرنا نحن أن الإستواء هو الإرتفاع بينما قال بعض المفوضه لا يجوز حمله على هذا الكلام وإلا قولوا مثل قولكم في اليد اليد معلومه والكيفيه مجهوله واشرحوا لنا اليد بمعنى الجارجه ؟؟؟

الاستواء معلوم وهو على وصعد وارتفع وهو علوٌ خاص على العرش , ولقد جاءت آيات كثيرة تذكر الاستواء المخلوق على الخلوق " فاذا استويت انت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله " وقال " واستوت على الجوديّ "

فلا يقاس هذا الاستقرار والعلو على الخالق مع علمنا لهذا العلو الخاص والاستقرار , فيقال انه وصف يليق بالله سبحانه لا يماثل المخلوق فيه كسائر صفاته وافعاله
ومنهم من فسره بالجلوس ويكون كسائر الصفات الفعلية التي تليق به من الصفات كالنزول والقرب والاتيان والمجيء والغضب والرحمة .. الخ
فنثبتها لله من غير تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولاتفويض , اذ ان فيه تعطيل للمعنى الاصلي وتأويلاً لمعنى مرجوح وان توقف فيه
والله خاطبنا باللسان العربي المبين

والله الهادي

سلفي مغربي
07-18-2011, 04:38 AM
بارك الله فيكم أخي الكريم .
جعل الله هذه الأجوبه في ميزان حسناتك .ونفعك الله بعلمك يوما تلقاه.