المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة الأقانيم الثلاثة بين الإدراك والتسليم حلقة 1 (تقديم وتعريف)



محمد رشيد
10-16-2009, 06:56 PM
الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وبعظيم سلطانك نحمدك ربنا لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
وبعد..
فلعله حتى الجمهور من عوام المسلمين يدركون تلك الخرافة النصرانية الموسومة بعقيدة التثليث والتي يدين بها النصارى، ولا غرو أن يسخر منها عوام المسلمين، حينما يخاطبهم النصارى بأمور لا تعيها العقول – ولا نقول لا تدركها مع تحقق الوعي فهذا تصور آخر سنعرض له إن شاء الله من خلال هذا المقال – ولا غرو كذلك أن تظل فكرة (التثليث) مثار حيرة بل ورفض من قبل المثقفين من النصارى، فهي عقيدة لا يقنع الإنسان أن يعتنقها، لأنها – أصلا – غير موجودة! كيف يقنع الإنسان بشيء لم يدركه؟ لذا فإننا نجد الجمهور النصارى في الشرق والغرب مهما بلغوا من الإتقان العلمي والبحثية الدراسية، فإنهم يأتون إلى تلك التصورات فيقفون منها موقف المسلّم تسليما صرفا، أو قل – بتعبير أصح - : موقف الخائف أن لو فكّر يظهر له بطلان ما هو عليه، فيفضل أن يظل هكذا مقنعا نفسه بما هو عليه، وربما ساعدته بعض الروحانيات المفتعلة مع قليل من البخور والموسيقى المؤثرة على تمرير هذه الكذبة على نفسه. نعم، إنك حتى لو استمعت إلى محاولة من أحدهم للتنظير على عقيدته لبرما أشفقت على هذا المنظّر المسكين.
حكى لي صاحب عن أحد النصار حينما سأله زميلة وهو أحد إخواننا المسلمين: ما هذه الـ3 في 1 التي تقولونها؟ فقال له زميله النصراني : هات كوبا فيه ماء وضع فيه بيضة، فهذا ثلاثة أشياء ولكنه في الحقيقة شيء واحد! فقلت: لا، بل ثلاثة أشياء؛ هذه بيضة، وهذا ماء، وهذا كوب. يعني أنك حتى أيها النصراني لم تحسن عرض ما يقوله لك اللاهوتيون من أن الأقنوم هو المتعدد الذي يجتمع فيه الجوهر الواحد.
لا بأس، ربما أقول: إن هذا النصراني من الصنف الذي لا يجيد التنظير لعقيدته فيؤول الأمر إلى إساءته لها، تماما مثلما يتحقق في كثير من المسلمين.
إلا أن الناظر في تنظيرات هؤلاء يجد منهم الذين هم على مستوى أرقى من التنظير لتعدد الأقنوم ووحدة الجوهر؛ فيمثلون بالمثلث الذي له ثلاثة رؤوس ذهبية، وهذا لا شك أنه أنموذج أرقى، لا لأنه من الذهب والأول من الزجاج والماء والبيض.. وإنما لتحقق اتحاد الجوهر فعلا بين الرؤوس الذهبية الثلاثة، فلنكن في الذهب إذا وندعنا من الزجاج والماء والبيض.
O o o
هذه مقالات مختصرة، قصدت فيها إلى اختصارها بقدر ما يمكنني الله سبحانه، مع تركيز المعنى، وذلك حتى تسهل قراءتها كاملة؛ ذلك أني أميل إلى أن تكون كتابات المنتديات على هذه الشاكلة؛ نظرا إلى كونها موادا طارئة خارجة عن النظام الشخصي للدارس أو الداعية، فينبغي أن تكون مناسبة للاطلاع لا للتنظيم أو التفرغ، فإن الأخير هو حق الدارس ذاته في وضعه، لا يضعه له غيره من عند نفسه، فيؤول الأمر إما إلى اضطراب الجدول الخاص للدارس أو الداعية، وإما إلى إهمال الكتابات في سبيل محافظته على الجدول النظامي الخاص.
من خلال تلك المقالات القصيرة أقوم – إن شاء الله تعالى – بتوصيف وتلخيص رؤوس المواضيع التالية:
- النصارى، هل يتفردون بعقيدة التثليث؟
- من أين استمد النصارى عقيدتهم في الثالوث؟
- نظرية تعدد الأقنوم واتحاد الجوهر (التوحيد المسيحي!)
- من يعبدون في الحقيقة؟
- الإدراك والتسليم بين المسلمين والنصارى
هذا وسوف أضع تلك المقالات تباعا إن شاء الله في في صورة مواضيع منفصلة ولكنها مرقمة بحسب ترتيبها الآنف، وذلك حتى يتسنى للمتابع قراءتها دونما تأثير على جدوله النظامي.
وأعيد إن تلك الكتابات المختصرة تقوم على منح المعلومات مركزة بقدر المستطاع؛ ذلك أن الغرض منها تحقيق الفائدة مع الاختصار دونما توسع، فلذلك محل آخر إن شاء الله، فربما توسعنا فيه من خلال السلسلة الصوتية (المدخل الصحيح إلى دراسة العقيدة الإسلامية) والتي تنشر قريبا إن شاء الله من خلال الشبكة العنكبوتية.
هذا وأسأل الله سبحانه أن يقبضنا عابدين له موحدين غير مشركين.
والحمد لله رب العالمين.
محمد رشيد