المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير مذهب السلف في باب الصفات من الكتاب والسنة والاجماع واقوال الائمة



ماكـولا
10-26-2009, 11:47 PM
لعل في طرق مثل هذه المواضيع يستبصر التقي لدينه ويقف عند كل آي يقرأها ليعلم عظم الجليل وحكمة الحكيم فيزاد مهابة للغفور الرحيم


اعلم اخي في الله انه ليس هنالك ما يشكل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان كذلك لاستشكله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولأجابهم على ذلك فلما سكتوا علمنا انه نزل بلغتهم ولم ينتقل المعنى الى غيره الا لما دخل اهل الكلام في هذا الباب

وتسرع كثير من الاذهان الى قراءة ما سول الشيطان لهم فيها والزامهم بلوازم باطلة ورميهم اهل السنة بذلك من غير التثبت خطأ فادح غفر الله لنا ولهم

وسبب هذا البحث هو رد من اخ فاضل على موضوع http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=19154

وهو اثبات صفة اليد للباري جل جلاله

فكان رده


السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


اقتباس:


وكذا الايد في ايات كثيرة منها " ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " فتثبت يدين لله تليقان بجلاله



يا أخي أنت أثبت يدان لله تعالى ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )

و هذه عقيدة المشبهة بخلاف عقيدة أهل السنة و الجماعة سلفا و خلفا و إن نفيت المماثلة

يقول الإمام الطحاوي السلفي "تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات"

و تفصيل مذهب أهل السنة في نصوص التشبيه

مذهب الخلف التأويل و هو حمل اللفظ على خلاف ظاهره مع بيان المعنى المراد

و مذهب السلف التفويض و هو صرف النظر عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه

بل يترك و يفوض معناه إلى الله تعالى و هو الأولى


يقول صاحب الجوهرة :

و كل نص أوهم التشبيها ****** أوله أو فوض و رم تنزيها


هذا و الله تعالى أعلم

و نهاية حقيقة قرأت موضوعك أكثر من مرة بتأن فوجدت فيه تناقضات مما قد يلبس الأمر على القارئ في أمر جد خطير و هو عقيدة المسلم


فتثبت أخي ... ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة





وقد ذكر الله عمن سلف " بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ .." يونس 39
قال ابن كثير " : بل كذب هؤلاء بالقرآن، ولم يفهموه ولا عرفوه.."

قال القرطبي " أي كذبوا بالقرآن وهم جاهلون بمعانيه وتفسيره، وعليهم أن يعلموا ذلك بالسؤال، فهذا يدل على أنه يجب أن ينظر في التأويل.

وقوله: (ولما يأتهم تأويله) أي ولم يأتهم حقيقة عاقبة التكذيب من نزول العذاب بهم.

أو كذبوا بما في القرآن من ذكر البعث والجنة والنار، ولم يأتهم تأويله أي حقيقة ما وعدوا في الكتاب، قاله الضحاك.

وقيل للحسين بن الفضل: هل تجد في القرآن (من جهل شيئا عاداه) قال نعم، في موضعين: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه " وقوله: " وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم " [ الاحقاف: 11 ]. "


وهذا اوان بيان عقيدة اهل السنة والجماعة

قال ابن القيم :

لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان

كلا ولا نخليه عن أوصافه ... إن المعطل عابد البهتان

من شبه الله العظيم بخلقه ... فهو النسيب لمشرك نصراني

أو عطل الرحمن عن أوصافه ... فهو الكفار وليس ذا إيمان




وقد قال السلف(المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما)


قال ابن القيم" أصل الشرك وقاعدته التي يرجع إليها هو التعطيل وهو ثلاثة أقسام:

1- تعطيل الصانع عن المصنوع.

2- تعطيل الصانع -سبحانه- عن كماله المقدس: أسمائه وصفاته وأفعاله.

3- تعطيل معاملته عما يجب على العباد من حقيقة التوحيد."


ويقول ابن تيمية : (ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله ص من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل).

وقال بعضهم: (صفات الرب تعالى معلومة من حيث الجملة والإثبات، غير مدركة من حيث الكيف والتحديد) .


التحريف: تغيير النص لفظا أو معنى.

التكييف: السؤال بصيغة كيف.

التمثيل: إثبات المثل للشيء مساويا له من كل الوجوه.

التشبيه: إثبات المثل للشيء مساويا له من بعض الوجوه.


فنحن نقول كما قال الإمام مالك :

(الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) وكذلك النزول، ولا نقول الاستواء هو الهيمنة، ونقول كذلك: لله يد ليست كأيدينا، ولا نقول يده قدرته.

ونقول: إن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم.

ولا نقول (إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم).

ونقول: إن مذهب السلف هو مذهب أهل السنة والجماعة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .


أما الخلف: الذين يؤولون كالأشعرية فهم من أهل السنة والجماعة إلا في تأويل الصفات، فهم ليسوا على مذهب أهل السنة والجماعة. " انظر العقيدة واثرها في بناء الجيل


وقال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى 6-515 " وجماع القول في إثبات الصفات هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل ؛ فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فمن نفى صفاته كان معطلا . ومن مثل صفاته بصفات مخلوقاته كان ممثلا والواجب إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى { ليس كمثله شيء } فهذا رد على الممثلة { وهو السميع البصير } رد على المعطلة فالممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما . و " طريقة الرسل " - صلوات الله عليهم - إثبات صفات الكمال لله على وجه التفصيل وتنزيهه بالقول المطلق عن التمثيل فطريقتهم " إثبات مفصل " و " نفي مجمل "



الأدلة من القرآن:.

1-يقول الله "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ " ص- 75


والتثنية في اليد للدلالة على أنها ليس بمعنى : القوّة ، والقدرة ، بل للدلالة على أنهما صفتان من صفات ذاته سبحانه


فيكف يقال قدرتاي ؟

وما هو افضلية آدم على باقي الخلق والا لصح ابلي سان يقال وان كذلك وانى له ذلك !


قال محمد خليل الهراس في شرح للعقيدة الواسطية" ولا يمكن حمل اليدين هنا على القدرة ؛ فإن الأشياء جميعا حتى إبليس خلقها الله بقدرته ، فلا يبقى لآدم خصوصية يتميز بها . "


قال السعدي" أي: شرفته وكرمته واختصصته بهذه الخصيصة، التي اختص بها عن سائر الخلق، وذلك يقتضي عدم التكبر عليه. "


2-وفي الاي" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ"المائدة64


فدلالة الازم ثابتة له جل في علاه مع الفارق بين الخالق والمخلوق وانه لا تماثل بينهما و الازم منه الانفاق والسعة فقد صُرق الازم بغير صارف



وقد ذكرت اليهود عليهم من الله ما يستحقون " يد الله "


فقال "بل يداه "

وقالوا " مغلولة "

وقال " بل يداه مبسوطتان " وهذا زيادة في المعنى والمبنى لمن أدرك

قال الهراس " ثم أثبت لنفسه سبحانه عكس ما قالوا ، وهو أن يديه مبسوطتان بالعطاء ؛ ينفق كيف يشاء ؛ كما جاء في الحديث : « إن يمين الله ملأى سحاء الليل والنهار ، لا تغيضها نفقة » .


ترى لو لم يكن لله يدان على الحقيقة ؛ هل كان يحسن هذا التعبير ببسط اليدين ؟ ! "


3-يقول الله "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" الزمر (67)

قال ابن كثير "وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف.

قال البخاري: قوله: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } الآية . .."


قال البخاري: حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض".


وقد روى الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر أبسط من هذا السياق وأطول، فقال:

حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده، يحركها يقبل بها ويدبر: "يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم". فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا: لَيَخِرَّن به." انظر ابن كثير


4-قوله تعالى " تبارك الذي بيده الملك "

قال ابن كثير " يمجد تعالى نفسه الكريمة، ويخبر أنه بيده الملك، أي: هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله "


5-قوله " قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " المؤمنون 88


قال ابن كثير " أي: بيده الملك، { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } [هود: 56] ، أي: متصرف فيها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا والذي نفسي بيده" ، وكان إذا اجتهد في اليمين قال : " لا ومقلب القلوب" ، فهو سبحانه الخالق المالك المتصرف "


6-قوله "فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " يس83


7-قوله " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُالْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ال عمران26

ماكـولا
10-26-2009, 11:51 PM
الاحاديث من السنة النبوية


في كتاب التوحيد في البخاري باب قوله " لم خلقت بيدي " اخرج احاديث منها

6862 -عن الأعرج عن أبي هريرة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع "


6863عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك"



6864 عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله

أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ


{ وما قدروا الله حق قدره }


وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال ابن نمير وأبو بكر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث زهير قال


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا "


وعن عبد الله بن عمرو : « قال عبد الله بن عمر خلق الله أربعة أشياء بيده : العرش ، والقلم ، وآدم ، وجنة عدن ، ثم قال لسائر الخلق : كن ، فكان» " الالباني صحيح على شرط مسلم 53

وقال الذهبي اسناده جيد – العلو -82


قال محمد خليل الهراس في شرحه على الواسطية لابن تيمية "فتخصيص هذه الثلاثة بالذكر مع مشاركتها لبقية المخلوقات في وقوعها بالقدرة دال على اختصاصها بأمر زائد .


وأيضا ؛ فلفظ اليدين بالتثنية لم يعرف استعماله إلا في اليد الحقيقية ، ولم يرد قط بمعنى القدرة أو النعمة ؛ فإنه لا يسوغ أن يقال : خلقه الله بقدرتين أو بنعمتين ، على أنه لا يجوز إطلاق اليدين بمعنى النعمة أو القدرة أو غيرهما إلا في حق من اتصف باليدين على الحقيقة ، ولذلك لا يقال : للريح يد ، ولا للماء يد . "



وفي البخاري6886

عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة .... " الى أن قال " فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة .."


وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحَّاء الليل والنهار » بخاري 7411


لا يغيضها : أي لا ينقصها ، من غاض الماء إذا ذهب في الأرض .


سحاء : السح : الصب الدائم ، أي : دائمة العطاء .


قال محمد عبد الوهاب في اصول الايمان " ويدل الحديث - مع إثباته صفة اليمين لله - على زيادة الغنى وكمال السعة والنهاية في الجود والبسط في العطاء ."


وفي الحاشية قال د.فيصل الجوابرة لفظ : « يمين » جاءت في رواية مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ، أما لفظ البخاري فقال : يد اللَّه .



وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "

قال احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك... " بخاري 6124 ومسلم4793 وفي رواية ابي داود " وخط لك التوارة بيده " 4079


وفي حديث أبي هريرة مرفوعا " فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه " متفق عليه وهذا لفظ البخاري 3092



1684 –قال مسلم و حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقولا


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله "

ماكـولا
10-26-2009, 11:59 PM
اقوال أهل السنة والجماعة :.



قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 10-506 " قد فسر علماء السلف المهم من الالفاظ وغير المهم وما أبقوا ممكنا وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا وهي أهم الدين فلو كان تأويلها سائغا أو حتما لبادروا اليه فعلم قطعا ان قرائتها وامرارها على ما جاءت هو الحق لا تفسير لها غير ذلك فنؤمن بذلك ونسكت كما بالسلف معتقدين انها صفات لله تعالى استأثر الله بعلم حقائقها وأنها لا تشبه صفات المخلوقين فالكتاب والسنة نطق بها والرسول صلى الله عليه وسلم بلّغ وما تعرض لتأويل مع كون الباري قال " لتُبيّن للناس ما نُزّل إليهم" النحل 44

فعلينا الايمان والتسليم للنصوص والله يهدي من يشاء الى صرط مستقيم "


قال موفق الدين عبدالله بن أحمد ابن قدامة المقدسي " والذي درج عليه السلف في الصفات هو الاقرار والاثبات لما ورد من صفات الله تعالى في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويله بما لا يتفق مع مراد الله ورسوله "

لمعة الاعتقاد ص 22



وقال ابو العباس ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 3-347"

التفاسير الثابتة المتواترة عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان تبين أنهم إنما كانوا يفهمون منها الإثبات بل والنقول المتواترة المستفيضة عن الصحابة والتابعين في غير التفسير موافقة للإثبات ولم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين حرف واحد يوافق قول النفاة ومن تدبر الكتب المصنفة في آثار الصحابة والتابعين بل المصنفة في السنة من : كتاب السنة والرد على الجهمية للأثرم ولعبد الله بن أحمد و عثمان بن سعيد الدارمي و محمد بن إسماعيل البخاري و أبي داود السجستاني و عبد الله بن محمد الجعفي و الحكم بن معبد الخزاعي و حشيش بن أصرم النسائي و حرب بن قاسم الكرماني و أبي بكر الخلال و محمد بن إسحاق بن خزيمة و أبي القاسم الطبراني و أبي الشيخ الأصبهاني و أبي أحمد العسال و أبي نعيم الأصبهاني و أبي الحسن الدارقطني و أبي حفص بن شاهين و محمد بن إسحاق بن منده و أبي عبد الله بن بطه و أبي عمر الطلمنكي و أبي ذر الهروي و أبي محمد الخلال و البيهقي و أبي عثمان الصابوني و أبي نصر السجزي و أبي عمر بن عبد البر و أبي القاسم اللالكائي و أبي إسماعيل الأنصاري و أبي القاسم التيمي




وأضعاف هؤلاء رأى في ذلك من الآثار الثابتة المتواترة عن الصحابة والتابعين ما يعلم منه بالاضطرار أن الصحابة والتابعين كانوا يقولون بما يوافق مقتضى هذه النصوص ومدلولها وأنهم كانوا على قول أهل الإثبات المثبتين لعلو الله نفسه على خلقه المثبتين لرؤيته القائلين بأن القرآن كلامه ليس بمخلوق بائن عنه


وهذا يصير دليلا من وجهين : أحدهما من جهة إجماع السلف فإنهم يمتنع أن يجمعوا في الفروع على الخطأ فكيف في الأصول
الثاني : من جهة أنهم كانوا يقولون بما يوافق مدلول النصوص ومفهومها لا يفهمون منها ما يناقض ذلك "


انظر الاثار الواردة عن أئمة السنة في ابواب الاعتقاد من كتاب سير اعلام النبلاء ص 202-226 والفصول التي بعدها






قال شيخ الاسلام في جوابه عن سؤال احد قضاة واسط أن يكتب له عقيدة تكون عمدة له وأهل بيته عرفت فيما بعد ب -العقيدة الواسطية- " فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السنة والجماعة - وهو : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر : خيره وشره . ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه - سبحانه وتعالى - فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه ثم رسله صادقون مصدوقون ؛ بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه وتعالى : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون ؛ فإنه الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم : من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..." ثم ساق الادلة التي سقنا





قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الرسالة التدمرية 52 وما بعدها" وإن كان القائل يعتقد أن ظاهر النصوص المتنازع في معناها من جنس ظاهر النصوص المتفق على معناها، والظاهر هو المراد في الجميع؛ فإن الله لما أخبر أنه بكل شيء عليم، وأنه على كل شيء قدير، واتفق أهل السنة وأئمة المسلمين على أن هذا على ظاهره، وأن ظاهر ذلك مراد : كان من المعلوم أنهم لم يريدوا بهذا الظاهر أن يكون علمه كعلمنا، وقدرته كقدرتنا، وكذلك لما اتفقوا على أنه حي حقيقة، عالم حقيقة، قادر حقيقة، لم يكن مرادهم أنه مثل المخلوق الذي هو حي عليم قدير، فكذلك إذا قالوا في قوله تعالى : {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [ المائدة : 54 ] {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } [ المائدة : 119 ] وقوله : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ الأعراف : 54 ] . أنه على ظاهره، لم يقتض ذلك أن يكون ظاهره استواء كاستواء المخلوق، ولا حبًا كحبه، ولا رضًا كرضاه، فإن كان المستمع يظن أن ظاهر الصفات تماثل صفات المخلوقين؛ لزمه أن لا يكون شيء من ظاهر ذلك مرادًا وإن كان يعتقد أن ظاهرها ما يليق بالخالق ويختص به لم يكن له نفي هذا الظاهر، ونفي أن يكون مرادا؛ إلا بدليل يدل على النفي، وليس في العقل ولا السمع ما ينفي هذا، إلا من جنس ما ينفي به سائر الصفات فيكون الكلام في الجميع واحدا . وبيان هذا أن صفاتنا منها ما هي أعيان وأجسام، وهي أبعاض لنا كالوجه واليد، ومنها ما هو معان وأعراض وهي قائمة بنا، كالسمع والبصر والكلام والعلم والقدرة . ثم أن من المعلوم أن الرب لما وصف نفسه بأنه حي عليم قدير : لم يقل المسلمون أن ظاهر هذا غير مراد؛ لأن مفهوم ذلك في حقه مثل مفهومه في حقنا، فكذلك لما وصف نفسه بأنه خلق آدم بيديه، لم يوجب ذلك أن يكون ظاهره غير مراد؛ لأن مفهوم ذلك في حقه كمفهومه في حقنا بل صفة الموصوف تناسبه . فإذاكانت نفسه المقدسة ليست مثل ذوات المخلوقين، فصفاته كذاته ليست كصفات المخلوقين، ونسبة صفة المخلوق إليه كنسبة صفة الخالق إليه، وليس المنسوب كالمنسوب ولا المنسوب إليه كالمنسوب إليه، كما قال صلى الله عليه وسلم " ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر " فشبه الرؤية بالرؤية، ولم يشبه المرئي بالمرئي . وهذا يتبين .




وهو أن كثيرًا من الناس يتوهم في بعض الصفات أو كثير منها، أو أكثرها أو كلها أنها تماثل صفات المخلوقين، ثم يريد أن ينفي ذلك الذي فهمه





فيقع في أربعة أنواع من المحاذير :



أحدها : كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين، وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل .



الثاني : أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله بقيت النصوص معطلة، عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله . فيبقى مع جنايته على النصوص، وظنه السيئ الذي ظنه بالله ورسوله . حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل . قد عطل ما أودع الله ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى .




الثالث: أنه ينفي تلك الصفات عن الله عز وجل بغير علم، فيكون معطلا لما يستحقه الرب .



الرابع : أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الأموات والجمادات أو صفات المعدومات، فيكون قد عطل به صفات الكمال التي يستحقها الرب، ومثله بالمنقوصات والمعدومات، وعطل النصوص عما دلت عليه من الصفات، وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات . فيجمع في كلام الله، وفي الله بين التعطيل والتمثيل؛ يكون ملحدًا في أسماء الله وآياته ..."




وقال ابن القيم الجوزية في إجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية 63" ذكر قول عبد اللّه بن الزبير الحميدي رحمه اللّه تعالى أحد شيوخ النبل شيخ البخاري إمام أهل الحديث والفقه في وقته، وهو أول رجل افتتح به البخاري صحيحه، فقال: وما نطق به القرآن والحديث مثل قوله تعالى: " وقالَتِ اليَهُودُ يدُ اللَّه مَغْلُولةً غلّت أيْديهم ولُعِنُوا بما قَالُوا بَلْ يَدَاه مَبْسُوطتان " سورة المائدة آية 64. ومثل قوله تعالى: " والسّمواتُ مَطْوياتٌ بيَمينه " سورة الزمر آية 67. وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسّره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول: " الرحمنُ على العرش استوى " ، ومن زعم غير هذا فهوِ مُبْطِلٌ جهميٌّ . وليس مقصود السلف بأن من أنكر لفظ القرآن يكون جهمياً مبتدعاً، فإنه يكون كافراً زنديقاً. وإنما مقصودهم من أنكر معناه وحقيقته. "






قال ابو زيد القيرواني رحمه الله في كتابه الجامع في السنن و الآداب و المغازي والتاريخ ص 107:فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ...... و أن يديه مبسوطتان والأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه. اهــ

http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=5969





و في "الإقناع في مسائل الإجماع" للعلامة الحافظ علي بن محمد بن عبدالملك الفاسي المكنى بأبي الحسن ويلقب بابن القطان :89 وأجمعوا أن لله يدين مبسوطتين

وأجمعوا انالأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه من غير أن تكونجوارح.اهــ


قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني في منظومته الحائية :

وَقَـدْ يُنكِـرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَـهُ * وَكِلْتَا يَدَيْـهِبالفواضِـلِ تَنْضَـحُ.





بعد ان اتم الآجري القصيدة نقلا عن أبي بكر قال : ثمقال لنا أبو بكر ابن أبي داود: هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل، وقول منأدركنا من أهل العلم ومن لم ندرك ممّن بلغنا عنه. فمن قال علي غير هذا فقدكذب.



وقال ابن شاهين: قال أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله: هذا قولي، وقول أبي،وقول أحمد بن حنبل رحمه الله، وقول من أدركنا من أهل العلم وقول ممن لم ندرك ممنبلغنا قوله. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.


وقال ابن البناء: قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني: هذا مذهب أحمد بن حنبل ومذهبي ومذهب أبي رحمهم الله وإيانا.


وقال ابن أبي يعلى: قال ابن بطة: قال أبو بكر بن أبي داود: هذا قولي،وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم، ومن لم ندرك ممن بلغناعنه، فمن قال غير هذا فقد كذب.



قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة،وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لميلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم،ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. ص56




قال الإمام أبوحنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى فيالقرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أونعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… الفقه الأكبر ص302



قال الذهبي في السير في ترجمة أبو بكر الإسماعيلي الإمام الحافظ الحجة الفقيه رحمه الله (ولد سنة 277 هــ) : أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن الفراء ، أخبرنا الشيخ موفق الدين عبدالله ، أخبرنا مسعود بن عبد الواحد ، أخبرنا صاعد بن سيار ، أخبرنا علي ابن محمدالجرجاني ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، قال : اعلموا - رحمكم الله - أن مذاهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وقبول مانطق به كتاب الله ، وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا معدلعن ذلك . ويعتقدون بأن الله مدعو بأسمائه الحسنى ، وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها نبيه ، خلق آدم بيديه ، ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف ، واستوى علىالعرش بلا كيف ، وذكر سائر الاعتقاد . اهــ



و قال في ترجمة أبي ذَرّ الهَرَوِيّ رحمه الله (ولد سنة 356 هــ) : هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنةوطريقة الحديث بالجدل والبرهان ، وبالحضرة رءوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوانالبدع ، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية ، وكان يرد على الكرامية ، وينصرالحنابلة عليهم ، وبينه وبين أهل الحديث عامر ، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة ، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام ، وقد ألف كتابا سماه : "الإبانة" ، يقولفيه : فإن قيل : فما الدليل على أن لله وجها ويدا ؟ قال : قوله : وَيَبْقَى وَجْهُرَبِّكَ وقوله : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ فأثبت - تعالى - لنفسه وجها ويدا ... إلى أن قال: فإن قيل: فهل تقولون: إنه في كل مكان ؟قيل : معاذ الله ! بل هو مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه اهــ



و قال في ترجمة الخطيب البغدادي رحمه الله (ولد سنة 392 هــ) : أخبرنا أبو علي بن الخلال ،أخبرنا أبو الفضل الهمداني ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا محمد بن مرزوقالزعفراني ، حدثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال : أما الكلام في الصفات ، فإن ما رويمنها في السنن الصحاح ، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ، ونفي الكيفيةوالتشبيه عنها ، وقد نفاها قوم ، فأبطلوا ما أثبته الله ، وحققها قوم من المثبتين ،فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف ، والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطةبين الأمرين ، ودين الله ءتعالىء بين الغالي فيه والمقصر عنه . والأصل في هذا أنالكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ، ويُحتذى في ذلك حذوه ومثاله ، فإذا كانمعلوما أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية ، فكذلك إثباتصفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف .



فإذا قلنا : لله يد وسمع وبصر ، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ، ولا نقول : إن معنى اليد القدرة ، ولا إن معنى السمع والبصر العلم ، ولا نقول : إنها جوارح . ولا نشبهها بالأيدي والأسماعوالأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ، ونقول : إنما وجب إثباتها لأن التوقيف وردبها ، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . اهــ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186523

ماكـولا
10-27-2009, 12:03 AM
وقال الامام شمس الدين العظيم ابادي في عون المعبود شرح سنن ابي داود " إنما الصحيح المعتمد في أحاديث الصفات إمرارها على ظاهرها من غير تأويل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل كما عليه السلف الصالحون والله أعلم "


وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص 80"


10- بَاب ذكر إثبات اليد للخالق البارئ جل وعلا



والبيان أن الله تعالى له يدان كما أعلمنا قي محكم تنزيله أنه خلق آدم بيديه.



قال عز وجل لإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي.



وقال جل وعلا تكذيبا لليهود حين قالوا يد الله مغلولة فكذبهم في مقالتهم وقال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.



وأعلمنا أن الأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه و يد الله فوق أيديهم وقال فسبحان الذي ملكوت كل شيء وإليه ترجعون




وقال "تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير "وقال" أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا."




وقال ايضا في كتاب التوحيد 128-129" وزعم بعض الجهمية أن معنى قوله خلق الله آدم بيديه أي بقوته فزعم أن اليد هي القوة وهذا من التبديل أيضًا وهو جهل بلغة العرب والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب لا اليد فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس والمناظرة


قد أعلمنا الله عز وجل أنه خلق السماء بأيد واليد واليدان غير الأيد إذ لو كان الله آدم بأيد كخلقه السماء دون أن يكون الله خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي }.



ولا شك ولا ريب أن الله عز وجل قد خلق ابليس عليه لعنة الله أيضًا بقوته أي إذا كان قويا على خلقه فما معنى قوله { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } عند هؤلاء المعطلة و البعوض والنمل وكل مخلوق فالله خلقهم عنده بأيد وقوة. "



قال أبو حسن الأشعري في كتابه الإبانة :


وقد اعتل معتل بقول الله تعالى( 1 / 130 ) ( والسماء بنيناها بأيد ) من الآية ( 47 / 51 ) قالوا : الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى : ( بيدي ) بقدرتي قيل لهم : هذا التأويل فاسد من


وجوه :


أحدها : أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) فبطل بذلك أنيكون معنى قوله : ( بيدي ) معنى قوله : ( بنيناها بأيد)


وأيضا فلو كان أرادالقوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتونقدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين . ( 1 / 132)




وأيضا فلو كان الله تعالى عنى بقوله : ( لما خلقت بيدي ) القدرة لم يكن لآدم صلى الله عليه وسلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلى الله عليه وسلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلى الله عليه وسلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه : فقد خلقتني بيديك كما خلقتآدم صلى الله عليه وسلم بهما فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليه وسلم أن يسجد له : ( ما منعك أنتسجد لما خلقت بيدي أستكبرت ) ( 75 / 38 ) دل على أنه ليس معنى الآية القدرة إذكان الله تعالى خلق الأشياء جميعا بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك إبليس آدم صلى الله عليه وسلم في أن خلق بهما . ( 1 / 133)




قال الشيخ العثيمين رحمه الله (بأيد، أي: بقوة كما قال تعالى:" والسماء خلقناها بأيد " والأيد هنا ليست جمع يدكما يتوهمه بعض الناس ويظنون أن المراد أن الله بنى السماء بأيد أي: بيديه عز وجل،ذلك لأن الأيد هنا مصدر آد يئيد بمعنى: قوي، ولهذا لم يضف الله تعالى هذه الكلمةإلى نفسه الكريمة كما أضافها إلى نفسه الكريمة في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْاأَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً [يس:71] فمن فسرالأيد هنا بالقوة فإنه لا يقال: إنه من أهل التأويل الذين يحرفون الكلم عن مواضعه،بل هو من التأويل الصحيح.) اهـ لقاءات الباب المفتوح




قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله :

قوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيدٍ" [الذاريات: 47]. قال المفسرون: أيبقوة وهذا لا خلاف فيه والأيد في الآية مصدر آد يئيد، يعني القوة، كما قال تعالى "واذكر عبدنا داود ذا الأيد" [ص:17] أي ذا القوة، وليس هو بمعنى اليد، فاليد جمعها(أيدي)، كما قال تعالى: "أَولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا" [يس: 71]، وعلىهذا فتفسير الأيد بالقوة ليس تأويلاً أصلاً، فإن التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى غيره، فلا يرد على هذا التفسير، فلا يجوز أن يقال: إن السلف أولوا هذهالآية، بل فسروها بمعناها الظاهر، وليس في هذا التفسير صرف للفظ عن ظاهره فلا يكون تأويلاً، ومن قال: إن السلف أولوا. فهو إما جاهل، وإما ملبس يريد أن يحتج بذلك على ما يذهب إليه من التأويل الباطل والله أعلم. اهــ




http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-96726.htm


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186523



وقال الشنقيطي في شرح سورة الذاريات اية 47 " ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم ، لأن قوله { بِأَيْدٍ } ليس جمع يد : وإنما الأيد القوة ، فوزن قوله هنا بأيد فعل ، ووزن الأيدي أفعل ، فالهمزة في قوله { بأَيْدٍ } في مكان الفاء والياء في مكان العين ، والدال في مكان اللام . ولو كان قوله تعالى : { بأَيْدٍ } جمع يد لكان وزنه أفعلاً ، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء ، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام .


والأيد ، والآد في لغة العرب بمعنى القوة ، ورجل أيد قوي ، ومنه قوله تعالى { وَأَيَّدْنَاهُ بروح القدس } [ البقرة : 87 و 253 ] أي قويناه به ، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط غلطاً فاشحاً ، والمعنى : والسماء بنيانها بقوة . "




وفي اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث ل محمد عبد الرحمن الخميس "فالنصوص المتقدمة دالة على إثبات اليدين لله سبحانه وتعالى ، وهي لا تحتمل التأويل بحال ، ولا يمكن حمل اليدين إلا على الحقيقة ، ومن لم يحملها على الحقيقة فهو معطِّل لتلك الصفة



ولقد صرح الإمام أبو حنيفة رحمه الله أن من لم يحمل النصوص على الحقيقة وتأوَّل صفة اليدين بالقدرة أو بالنعمة فقد أبطل الصفة فقد قال : ( ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأن فيه إبطال الصفة ، وهو قول أهل القدر والاعتزال ، ولكن يده صفة بلا كيف ) . [ الفقه الأكبر ص ( 302 ) ]





وقال ابن بطال في الرد على من أوَّل صفة اليدين بالقدرة أو النعمة : ( ويكفي في الرد على من زعم أنهما بمعنى القدرة أنهم أجمعوا على أن له قدرة واحدة في قول المثبتة ولا قدرة له في قول النفاة . . ويدل على أن اليدين ليستا بمعنى القدرة أن قوله تعالى لإبليس : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ سورة ص ، الآية : 75 ] إشارة إلى المعنى الذي أوجب السجود ، فلو كانت بمعنى القدرة لم يكن بين آدم وإبليس فرق لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته ، ولقال إبليس : وأي فضيلة له عليَّ وأنا خلقتني بقدرتك ، كما خلقته بقدرتك فلما قال : { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [ سورة ص ، الآية : 76 ] دل على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه قال : ولا جائز أن يراد باليدين النعمتان لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق لأن النعم مخلوقة ) . [ فتح الباري ، 13 / 393- 394 ] .







وهذا ما أجمع عليه السلف ، قال الأشعري :


( أجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى ، وأن له تعالى يدين مبسوطتين ، وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) . [ رسالة الثغر ، ص ( 72 ) ] .


وقرره الإسماعيلي في عقيدة أهل الحديث حيث قال [ ص ( 51 ) ] : ( وخلق آدم عليه السلام بيده ، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء بلا اعتقاد كيف يداه إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف ) .



ومع ذلك كله ترى الأشعرية يخالفون إمامهم ويفوضون هذه الصفة تفويض أهل الجهل والتجهيل أو يؤولون تأويل أهل التحريف والتعطيل



الخلاصة :

يؤمن أهل السنة بصفة اليدين ، وأنها صفة حقيقية دالة على المعنى اللائق به سبحانه . "


وهذا المذهب يمر الصفات كما وردت في القرآن أو السنة يقولون نثبت لله يدا ، نؤمن بهذا، ونصدق به ولا نسأل كيف؟ ولا نعطل.

ماكـولا
10-27-2009, 12:07 AM
ولقد لخص الإمام ( الخطابي ) هذا المذهب ودلل عليه بعبارة جزلة موجزة رصينة وما أجملها! فنوردها يقول: (مذهب السلف إجراء آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها مع نفي الكيفية والتشبيه عنها، إذ الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، يحتذي فيه حذوه، ويتبع مثاله، فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات تكييف، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات تكييف.



وقد يعبرون عنها بقولهم: تمر كما جاءت ولا يتعرض لها بتأويل، ومرادهم: إنه يجب إثبات الصفات دون التكييف، وقد يظن من ينسب لهم أنهم أرادوا التفويض، أو أنها من المتشابه، وهذا ظن خاطئ) "



نقل الاجماع عنهم في ذلك:.


روى الامام البيهقي باسناد صحيح عن الاوزاعي قال " كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات "

الاسماء والصفات 408



قال أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني و المسانيد7-145"
أهل السنة مجموعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أثبتها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله"






ذكر اقوال أئمة التابعين :.




قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 19-120" قال الاوزاعي كان الزهري ومكحول يقولان أمروا هذه الاحاديث كما جاءت"

قال الذهبي في السير 22-123" وسئل سفيان عن أحاديث الصفات فقال امروها كما جاءت "

وقال ايضا 23-124" قال ابو بكر الخلال الفقيه أخبرني احمد بن محمد بن واصل المقرئ حدثنا الهيثم بن خارجة اخبرنا الوليد بن مسلم قال سألت مالكا والثوري والليث والاوزاعي عن الاخبار التي في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت "


وقال الشنقيطي في ختام الاسماء والصفات نقلا وعقلا ص 41"


1- أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.

2- أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم إيماناً مبنياً على أساس التنزيه على نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.




3- وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}.



ونريد أن نختم هذه المقالة بنقطتين: إحداهما أنه ينبغي للمؤمنين أن ينظروا في قوله تعالى لليهود: {وَقُولُوا حِطَّة} فإنهم زادوا في هذا اللفظ المنزل نوناً فقالوا: حنطة فسمى الله هذه الزيادة تبديلاً فقال في البقرة: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}


وقال في الأعراف: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ}. وكذلك المؤولون للصفات قيل لهم استوى، فزادوا لاماً، فقالوا: استولى. فانظر ما أشبه لامهم هذه التي زادوها بنون اليهود والتي زادوها، ذكر هذا ابن القيم



الثانية: أنه ينبغي للمؤمنين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهي قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}. ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} فإن قوله في الفرقان: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} بعد قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَن} يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالإستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفى عليه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الإستواء ليس بخبير."

ماكـولا
10-27-2009, 12:11 AM
يقول الإمام الطحاوي السلفي "تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات"




اما قول الطحاوي رحمه الله



فقد قال ابن ابي العز الحنفي في شرحه على الطحاوية "أذكر بين يدي الكلام على عبارة الشيخ رحمه الله مقدمة ، وهي : أن الناس في إطلاق مثل هذه الألفاظ ثلاثة أقوال : فطائفة تنفيها ، وطائفة تثبتها ، وطائفة تفصل ، وهم المتبعون للسلف ، فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا بين ما أثبت بها فهو ثابت ، وما نفي بها فهو منفي . لأن المتأخرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إجمال وإبهام ، كغيرها من الألفاظ الاصطلاحية ، فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي .




ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا ، ويذكرون عن مثبتيها ما لا يقولون به ، وبعض المثبتين لها يدخل فيها معنى باطلا ، مخالفا لقول السلف ، ولما دل عليه الكتاب والميزان . ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنة بنفيها ولا إثباتها ، وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله نفيا ولا إثباتا ، وإنما نحن متبعون لا مبتدعون .الواجب أن ينظر في هذا الباب ، أعني باب الصفات ، فما أثبته الله ورسوله أثبتناه ، وما نفاه الله ورسوله نفيناه . والألفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الإثبات والنفي ، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني .



وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها : فإن كان معنى صحيحا قبل ، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص ، دون الألفاظ المجملة ، إلا عند الحاجة ، مع قرائن تبين المراد والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها ، ونحو ذلك .والشيخ رحمه الله أراد الرد بهذا الكلام على المشبهة ، كداود الجواربي وأمثاله القائلين : إن الله جسم ، وإنه جثة وأعضاء وغير ذلك ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . فالمعنى الذي أراده الشيخ رحمه الله من النفي الذي ذكره هنا حق ، لكن حدث بعده من أدخل في عموم نفيه حقا وباطلا ، فيحتاج إلى بيان ذلك . وهو : أن السلف متفقون على أن البشر لا يعلمون لله حدا ، وأنهم لا يحدون شيئا من صفاته .


قال أبو داود الطيالسي : كان سفيان وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة - لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون ، يروون الحديث ولا يقولون : كيف ؟ وإذا سئلوا قالوا بالأثر . وسيأتي في كلام الشيخ : وقد أعجز خلقه عن الإحاطة به . فعلم أن مراده أن الله يتعالى عن أن يحيط أحد بحده ، لأن المعنى أنه متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم . سئل عبد الله بن المبارك : بم نعرف ربنا ؟ قال : بأنه على العرش ، بائن من خلقه ، قيل : بحد ؟ قال : بحد ، انتهى .




"....وأما لفظ الأركان والأعضاء والأدوات - فيستدل بها النفاة على نفي بعض الصفات الثابتة بالأدلة القطعية ، كاليد والوجه . قال أبو حنيفة رضي الله عنه في (( الفقه الأكبر )) : له يد ووجه ونفس ، كما ذكر تعالى في القرآن من ذكر اليد والوجه والنفس ، فهو له صفة بلا كيف ، ولا يقال : إن يده قدرته ونعمته ، لأن فيه إبطال الصفة ، انتهى . وهذا الذي قاله الإمام رضي الله عنه ، ثابت بالأدلة القاطعة ، قال تعالى : { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } . { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } . وقال تعالى : { كل شيء هالك إلا وجهه } . { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }. وقال تعالى : { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك }





وقال تعالى : { كتب ربكم على نفسه الرحمة } . وقال تعالى : { واصطنعتك لنفسي }. وقال تعالى : { ويحذركم الله نفسه }. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة « لما يأتي الناس آدم فيقولون له : خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء » ، الحديث . ولا يصح تأويل من قال : إن المراد باليد القدرة ، فإن قوله : { لما خلقت بيدي } . لا يصح أن يكون معناه بقدرتي مع تثنية اليد

ولو صح ذلك لقال إبليس : وأنا أيضا خلقتني بقدرتك ، فلا فضل له علي بذلك . فإبليس -مع كفره - كان أعرف بربه من الجهمية . ولا دليل لهم في قوله تعالى : { أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون } . لأنه تعالى جمع الأيدي لما أضافها إلى ضمير الجمع ، ليتناسب الجمعان ، فاللفظان للدلالة على الملك والعظمة . ولم يقل : (( أيدي )) مضافا إلى ضمير المفرد ، ولا (( يدينا )) بتثنية اليد مضافا إلى ضمير الجمع . فلم يكن قوله : { مما عملت أيدينا } نظير قوله : { لما خلقت بيدي } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل : « حجابه النور ، ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه » .




ولكن لا يقال لهذه الصفات إنها أعضاء ، أو جوارح ، أو أدوات ، أو أركان ، لأن الركن جزء الماهية ، والله تعالى هو الأحد الصمد ، لا يتجزأ - سبحانه وتعالى ، والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية ، تعالى الله عن ذلك ، ومن هذا المعنى قوله تعالى : { الذين جعلوا القرآن عضين }.



والجوارح فيها معنى الاكتساب والانتفاع . وكذلك الأدوات هي الآلات التي ينتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرة . وكل هذه المعاني منتفية عن الله تعالى ، ولهذا لم يرد ذكرها في صفات الله تعالى . فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني ، سالمة من الاحتمالات الفاسدة ، فكذلك يجب أن لا يعدل عن الألفاظ الشرعية نفيا ولا إثباتا ، لئلا يثبت معنى فاسد ، أو ينفى معنى صحيح ... "الخ ما قال رحمه الله

ماكـولا
10-27-2009, 12:16 AM
و مذهب السلف التفويض و هو صرف النظر عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه

بل يترك و يفوض معناه إلى الله تعالى و هو الأولى





هذا كلام فيه مجازفة اذ كيف يقرأ القرآن ويعمل به من غير فهم المعنى المراد من الايات ؟ وكيف كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن بعدهم من العرب الاقحاح كلام ربنا المبين الواضح ؟


وكيف يدرك المؤمن عظمة ربنا الا من صفاته الجليلة العظيمة


وما الفارق بيننا وبين ما ذكره الله " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الجمعة (5)




وقول الله " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون " البقرة (78)


قال السعدي " أي: عوام، ليسوا من أهل العلم، { لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ } أي: ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط.."





فقط يهذونه هذا تالله انها لأحدى الكبر والله ما خاطبنا الله الا بما نفهم ونعي وليس فيه ما يشكل الا ما على قصر علمه وقل فهمه وقد قال الله "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" ال عمران (7)





فاهل الزيع يزغون عند ما تشابه منه اما اهل العلم الراسخون فيعرفون المعنى و يجهلون الكيفية ولا يكيفون ولا يتكلفون


ومن أشكل عليه شيء فكما أمره الله " فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " ولا يعتدى المقلد مقلده الى ان ينافح عن مذهبه لأنه باتفاق اهل العلم ان المقلد جاهل لعدم وجود اطلاعه على جوانب العلم في أي فن كان



قال ابن القيم في بدائع الفوائد 2-285-287 " وهي معرفة الإلحاد في أسمائه حتى لا يقع فيه قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} والإلحاد في أسمائه هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها وهو مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادته ل ح د فمنه اللحد وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط ومنه الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل





قال ابن السكيت: "الملحد المائل عن الحق المدخل فيه ما ليس منه" ومنه الملتحد وهو مفتعل من ذلك وقوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} أي من تعدل إليه وتهرب إليه وتلتجئ إليه وتبتهل فتميل إليه عن غيره تقول العرب التحد فلان إلى فلان إذا عدل إليه إذا عرف هذا فالإلحاد في أسمائه تعالى أنواع


أحدها: أن يسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية والعزى من العزيز وتسميتهم الصنم إلها وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة


الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبا وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة بالطبع ونحو ذلك


وثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود إنه فقير وقولهم إنه استراح بعد أن خلق خلقه وقولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته


ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فيطلقون عليه اسم السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم والمريد ويقولون لا حياة له ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا إرادة تقوم به وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلا وشرعا ولغة وفطرة وهو يقابل إلحاد المشركين فإن أولئك أعطوا أسماءه وصفاته لآلهتهم وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوهاوعطلوها فكلاهما ملحد في أسمائه ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا الإلحاد فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب وكل من جحد شيئا عما وصف الله به نفسهأو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك فليستقل أو ليستكثر






وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم الإلحاد وتفرقت بهم طرقه وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه ولم يجحدوا صفاته ولم يشبهوها بصفات خلقه ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظا ولا معنى بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات فكان إثباتهم بريئا من التشبيه وتنزيههم خليا من التعطيل لا كمن شبه حتى كأنه يعبد صنما أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدما وأهل السنة وسط في النحل كما أن أهل الإسلام وسط في الملل توقد مصابيح معارفهم من: {شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره ويسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته ومتابعة رسوله إنه قريب مجيب"




وقال شيخ الاسلام في الفتوى الحموية الكبرى " طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم " - وإن كانت هذه العبارة إذا صدرت من بعض العلماء قد يعني بها معنى صحيحا . فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف : إنما أتوا من حيث ظنوا : أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم : { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني } وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات .


فهذا الظن الفاسد أوجب " تلك المقالة " التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف ؛ فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم . وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف .


وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس في نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها إخوانهم من الكافرين ؛ فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ وتفويض المعنى - وهي التي يسمونها طريقة السلف - وبين صرف اللفظ إلى معان بنوع تكلف - وهي التي يسمونها طريقة الخلف - فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع ؛ فإن النفي إنما اعتمدوا فيه على أمور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات والسمع حرفوا فيه الكلم عن مواضعه . فلما ابتنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين الكاذبتين : كانت النتيجة استجهال السابقين الأولين واستبلاههم واعتقاد أنهم كانوا قوما أميين بمنزلة الصالحين من العامة ؛ لم يتبحروا في حقائق العلم بالله ولم يتفطنوالدقائق العلم الإلهي وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله .


ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة ؛ بل في غاية الضلالة . كيف يكون هؤلاء المتأخرون - لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه أمرهم حيث يقول : لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم وأقروا على أنفسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم . نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ؛ فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن . اقرأ في الإثبات : { الرحمن على العرش استوى } { إليه يصعد الكلم الطيب } واقرأ في النفي : { ليس كمثله شيء } { ولا يحيطون به علما } ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ا ه .





ويقول الآخر منهم : لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمي ا هـ .

ويقول الآخر منهم : أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام .
ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر : لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضلون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون : أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء فضلا عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة - لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته - من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم ؟





أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم : أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان وإنما قدمت " هذه المقدمة " لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم وإعراضهم عما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى وتركهم البحث عن طريقةالسابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك وبدلالات كثيرة ..." انظر مقدمة الفتوى الحموية



فان كان المراد من التفويض الكيفية فهو الصحيح اما ان كان التفويض هو تفويض المعنى فهو السقيم وكذا فانه قبيح فانه يلزم بأن الله خاطب جبريل بما لا يفهم ففوض معناه لله وكذا النبي صلى الله عليه وسلم وكذا الصحابة قد كنا في عماية عن هذا تعالى الله عن ذلك


بل نفهم ما خاطبنا الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الصفات من اليد والوجه والاستواء والنفس وغيرها من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ونفوض الكيفية لله جل في علاه فلله الصفات العلا والاسماء الحسنى


ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ القرآن على العرب العاربة وفيهم الاعراب والعلماء ومن هم دون ذلك فلم ينبهم ولم ينكر عليهم هذه الايات وفهمها الى معنى مغاير فعلمنا ان بقهائها على ما هي عليه هي عليه هو الاصل مع يعاضدده من السنة واقوال ائمة السلف


والعدول عنها استدارك على المشرّع

ماكـولا
10-27-2009, 12:21 AM
يقول صاحب الجوهرة :

و كل نص أوهم التشبيها ****** أوله أو فوض و رم تنزيها



و لما ظن الكثير من الناس أن هذا هو مذهب السَّلف قالوا: لماذا هذه الشقة بين المسلمين و الخلف و السَّلف كلاهما راموا التنزيه؟


و الجواب عن هذه الشبهة من كلام شيخ الإسلام، رحمه الله تعالى، قال في (5/109) من " مجموع الفتاوى "

و قد رأيت هذا المعنى ينتحله بعض من يحكيه عن السَّلف و يقولون إن طريقة أهل التأويل هي في الحقيقة طريقة السَّلف!! بمعنى أن الفريقين اتفقوا أن هذه الآيات و الأحاديث لم تدل على صفات الله سبحانه و تعالى. و لكن السَّلف أمسكوا عن تأويلها و المتأخرين رأوا المصلحة في تأويلها لمسيس الحاجة إلى ذلك. و يقولون: الفرق بين الطريقين أن هؤلاء قد يعينون المراد بالتأويل و أولئك لا يعينون لجواز أن يراد غيره.

و هذا القول على الإطلاق كذب صريح على السَّلف، أمَّا في كثير من الصفات فقطعًا مثل أن الله تعالى فوق العرش، فإن من تأول كلام السَّلف المنقول عنهم الذي لم يحك هنا عشره علم بالاضطرار أن القوم كانوا مصرحين بأن الله فوق العرش حقيقة و أنهم ما اعتقدوا خلاف هذا قط، و كثير منهم قد صرَّح في كثير من الصفات بمثل ذلك" اهـ.


قلت: كلام السَّلف شديد في المؤولين لصفات الله تعالى جدًّا و من طالع " الرد على الجهمية " و " النقض على بشر المريسي " لعثمان بن سعيد الدارمي الحافظ، و ما أورده الحافظ اللاَّلكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " و " التوحيد " لابن خزيمة فهم ما أقول.


4. إثبات ما أتبته الله تعالى لنفسه و فهمه كما فهمه العرب الأوائل الذي نزل الوحي بألسنتهم ..."


التأويل عند اهل العلم – الشريف الحسن بن علي الكتاني الأثري 14-15



و العقل السليم لا يعارض الدليل الصحيح


يقول الله" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "



مما لا بد منه في هذا الباب الا وهو ان القرآن يفسر بالقرآن و بالسنة و بتلاميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم اهل لسان وادرى بما قاله صلى الله عليه وسلم عن ربه , وكونهم لم سكتوا عن مثل هذه الالفاظ " جوارح , اعراض ...الخ " هذه المصطلحات الكلامية- فلسفية- فلا ينبغي العدول عما فهموه قطعا الى مفاهيم واصول حادثة


اما كون ان بعض من معاني الصفات وجدت في لسان العرب فلا كلام ان هذا موجود من معان التأييد والنصرة والاعانة ولكن بقي شطره الاخر وهو الازم
لم يثبت



مثاله


يد الله تعالى مع نفي المماثله والاية لا تنفي ذلك ولا العقل اذ يقول الله " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فأثبت سمع وبصر وللعبد الفقير سمع وبصر فأي تشبيه بين السميع البصير والعبد الحقير في هذا ؟


فالله يسمع كلام الموجوادات على اختلاف السنتها واختلاف مطالبها موزعين في ارجاء المعمورة والعبد انى له التحدث مع اثنين فضلا ان يكونا متباينين؟


وكذا البصر


وكذا الايد في ايات كثيرة منها " ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " فتثبت يدين لله تليقان بجلاله



فالانسان له يد وفي مراحل حياته تختلف يده عن يد الطفل وعن يد الشاب صاحب المهنة اليدوية وتختلف عن يد الشيخ الكبير فضلا عن الاناث
ولو انتقلنا الى جنس اخر مثل الملائكة فكيف تكون يد الملك كيد الانسي وهما متباينين في الخلقة فذاك من حمأ مسنون وذاك من نور ؟


وما لو ادخلنا الشيطان معهما فكيف تجمع ايادي من خلقوا بالنار كمن خلق من نور كمن خلق من طين ؟


وكذا الحيوانات على اختلاف اشكالها والوانها فكيف تقاس يد الفيل بيد النملة فضلا عن يد الانسان ؟


فلابد من اثبات ما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع تسليم الكيفيات- طلب كيفية ذلك- له سبحانه


فالقول في الذات كالقول في الصفات فكما ان لك ذات فلله ذات مغايرة لذواتنا وكذا صفاته فما من ذات الا ولها صفات تليق بها والله اولى بأن تكون له الصفات العلى والاسماء الحسنى سبحانه


فكما اننا لا نعلم من ذاته الا ما علمنا حملنا ما اخبرنا به " بلسان عربي مبين " على ما فهمنا وما وصلنا في من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
فليس في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تأويل ومن شبه الله بخلقه كفر
والله الهادي

عمر الأنصاري
10-27-2009, 12:55 AM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

باقة رائعة من كلام أهل الحق تنتشل الحيارى من برك السفاهة والفساد إلى بساتين ورياض من المعتقد الصحيح السليم

اخت مسلمة
10-28-2009, 03:41 AM
جزاك الله خيرا
تجميع يستحق التوقف والتركيز في القراءة
أفادك الله وأحسن اليك

تحياتي للموحدين

ماكـولا
10-29-2009, 03:04 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

باقة رائعة من كلام أهل الحق تنتشل الحيارى من برك السفاهة والفساد إلى بساتين ورياض من المعتقد الصحيح السليم

حفظكم الله وبارك فيكم
جزيتم خيرا

ماكـولا
10-29-2009, 03:05 PM
جزاك الله خيرا
تجميع يستحق التوقف والتركيز في القراءة
أفادك الله وأحسن اليك

تحياتي للموحدين

شكر الله لكم وبارك فيكم

ماكـولا
11-15-2009, 12:27 AM
تتمة ..
الله ليس كمثله شيء

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 17-205-206" وقال رسته: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه.
قال: نعم، نظرنا، فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان.
فأخذ يتكلم في الصفة والقامة، فقال له: رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإن عجزنا عنه، فنحن عن الخالق أعجز، أخبرني عما حدثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} [النجم: 18]. قال: رأى جبريل له ست مائة جناح، فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أهون عليك، صف لي خلقا له ثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث منه موضعا حتى أعلم.
قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق، فأشهدك أني قد عجزت ورجعت. "- ترجمة عبدالرحمن بن مهدي-


قال ايضا في السير 19-21-22" قال علي بن محمد بن أبان القاضي: حدثنا أبو يحيى زكريا الساجي، حدثنا المزني، قال: قلت: إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه، وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟
فغضب، ثم قال: أتدري أين أنت؟
قلت: نعم.
قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون.
أبلغك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالسؤال عن ذلك؟
قلت: لا.
قال: هل تكلم فيه الصحابة؟
قلت: لا.
قال: تدري كم نجما في السماء؟
قلت: لا.
قال: فكوكب منها: تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟
قلت: لا.
قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟!
ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه.
فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السماوات والأرض...} الآية [البقرة: 163 و 164] فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك.
قال: فتبت." – ترجمة الامام الشافعي-


وقال الذهبي ايضا 21-308" قال حنبل: قال أبو عبد الله: قال برغوث -يعني: يوم المحنة-: يا أمير المؤمنين، هو كافر حلال الدم، اضرب عنقه، ودمه في عنقي.
وقال شعيب كذلك أيضا: تقلد دمي، فلم يلتفت أبو إسحاق إليهما.
وقال أبو عبد الله: لم يكن في القوم أشد تكفيرا لي منهما، وأما ابن سماعة، فقال:
يا أمير المؤمنين، إنه من أهل بيت شرف ولهم قدم، ولعله يصير إلى الذي عليه أمير المؤمنين، فكأنه رق عندها، وكان إذا كلمني ابن أبي دواد، لم ألتفت إلى كلامه، وإذا كلمني أبو إسحاق، ألنت له القول.
قال: فقال في اليوم الثالث: أجبني يا أحمد، فإنه بلغني أنك تحب الرئاسة، وذلك لما أوغروا قلبه علي.
وجعل برغوث يقول: قال الجبري: كذا وكذا كلام هو الكفر بالله.
فجعلت أقول: ما أدري ما هذا، إلا أني أعلم أنه أحد صمد لا شبه له ولا عدل، وهو كما وصف نفسه، فسكت." -ترجمة الامام احمد-

بواسطة الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الإعتقاد من سير أعلام النبلاء 232- 235ل جمال بشير بادي

الثمرة
11-15-2009, 06:55 PM
" ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك.
قال: فتبت." – ترجمة الامام الشافعي- "

هذه من الشافعي ... بألف !؟

ماكـولا
11-16-2009, 06:06 AM
أدري و لأجل ذلك نقلته

almouchtak
11-22-2009, 05:48 PM
بارك الله فيكم

متعلم أمازيغي
11-22-2009, 06:34 PM
كنت بدأت حوارا خاصا مع أخ كريم في منتدى التوحيد عن تفويض العلم بمعنى الصفات ،لكن لم يكتب له الاستمرار،و قد رأيت أن أورد هنا آخر مداخلة كانت لي،لنعلم من على حق هل الذين يدعون أنهم يعلمون معاني الصفات و يزعمون إدراك الكيفيات أم أولئك الذين يثبتون صفات الله تعلى و يفوضون معانيها لله تعالى


قلت :


لكن عندما أفوض صفات الله عز وجل فلست أقول بأن النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف ما أرسل به أو أن ذلك يحتمل الصدق و الكذب كما قالت الماتردية، و لكن أنفي العلم بالمعنى و الكيف،قد نعلم المعنى اللغوي فاليد هي اليد و الساق هي الساق لكن هل ينفعنا ذلك في شئ؟ و هل نجزم و نقول إنها يد حقيقية،فأنا أرى أن هذه بدعة لم يقل بها أحد قبل ابن تيمية رحمه الله،و قد سألتك أن تأتيني بمن قالها قبله فلم تفعل..

ثم ذلك التعريف الذي جئت به لا تلزمني به لأني لم أقل سوى أن التفويض هو الجهل بالمعنى و الكيف و ذلك بغية الابتعاد عن المشاحنات و زج العقل في أمور هو غير قادر على إدراكها.

و قد يكون هناك غلاة المفوضة لكن لا تحملني وزرهم،فهل ترضى أن ينسب لك الرافضة مذهب التجسيم و التجسيد لمجرد أن بعض الحنابلة قال بذلك؟




فهذه العبارة المحكمة: "أمروها كما جاءت بلا كيف" المروية عن جمع من الأئمة الأعلام حجة على أهل التجهيل "المفوضة" لا لهم، فقد تضمنت الرد على طرفي الضلال في باب أسماء الله وصفاته.
فقولهم: "أمروها كما جاءت" ردٌّ على المعطلة النفاة. وقولهم: "بلا كيف" رد على الممثلة. و هل قلت غير ذلك؟
أثبت كذلك صفات الله تعالى من غير تكييف و لا تشبيه و لا تعطيل "ليس كمثله شئ و هو السميع البصير"

لكني أجهل الكيف

و قد يقول البعض إن نفي الكيف يقتضي ضمنيا و فيه دلالة صريحة على وجود حقيقة الصفة،و هذا ما لا نتعارض معك فيه،و لكن الاختلاف في معنى و كيفية هذه اليد،هل هي يد جارجة؟ و لو قلنا بذلك لادعينا أن الله أجزاء و العياذ بالله،و من هو كذلك يحتاج لمن يركبه، إذا لم يكن قديما..
لذا فنحن لا ندري حقيقة هذه الصفة،فنفوض معناها لله و رسوله،و كما قال الشافعي آمنت بالله و بما جاء به الله على مراد الله و آمنت برسول الله و بما جاء به رسول الله على مراد رسول الله

و هذه القولة فعلا من فقه الإمام رحمه الله و نحن لا نخالفك في ذلك البتة.

و ابن عثيمين رحمه الله قال إننا نفوض الكيف دون المعنى و هذا قول مخالف لعقيدة السلف لأنه بداهة لا يمكن الفصل بين الكيف والمعنى فإذا علمت المعنى فقد علمت الكيف،أليس كذلك يا أخي؟


ثم إن السلف كانوا يفوضون العلم بالكيف و المعنى،و للآسف فإنك لم ترد على كل اقتباساتي خاصة هذه :

قال ابن قدامة المقدسي في "لمعة الاعتقاد " (ص3) :" قال الإمام أبو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا . و إن الله يرى في القيامة .... و ما أشبه هذه الأحاديث : نؤمن بها ، و نصدق بها ، لا كيف و لا معنى...." (لاحظ أن الامام نفى العلم بالمعنى و ليس الكيف فقط)

طيب فإذا كنا نعرف المعنى من اليد،ففسرها لي بارك الله فيك و سأذعن لك بالفضل

و كل ما جئت به فأنا متفق معك فيه


فالمفوضة أو قل عقيدة أهل السنة و الجماعة أبعد ما تكون عن التشبيه أو التعطيل،بل تثبت كل ما ورد في الكتاب و السنة من صفات دون أن تخوض فيها..
فكما يقول الامام مالك الاستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة


فالإستواء معلوم من القرآن

والكيف لا نعرفه و لا ندركه

و السؤال عنه بدعة،و مادام السؤال عنه بدعة لأنه محاولة لفهم ما لم يفهمه سلف الأمة من الصحابة و التابعين فإن أي جواب عن هذا السؤال سيكون بدعة كذلك كقوله "اليد حقيقة" و "الساق حقيقة" ،و أنت مطالب أن تأتيني بمن قال بهذا قبل ابن تيمية..

على أي لم يكن عليك أن تكلف نفسك عناء هذا البحث،فأنا كذلك أثبت الصفات و لكننا نختلف في تفويض المعنى،فأنا أرى أن السلف كانوا يفوضون المعنى،و أنتم لا..

لذا فلو أردت أن تبطلب التفويض فعليك أن تعرف الاختلاف الذي بيننا

و يتمثل في كوننا نفوض الكيف و المعنى،و أنتم تفوضون الكيف دون المعنى
يقول أحدهم "أما تفويض معاني الأسماء والصفات فهو تفويض مذموم مرذول ومفوضة المعاني هم شر وأخبث أصحاب الأهواء , وأرباب المذاهب ، ومن نسب تفويض معاني الصفات إلى السلف فقد كذب عليهم وافترى فرية عظيمة ."


إذن فعليك أن ترد على كل النصوص التي تفوض المعنى
ثم تثبت أن السلف كانوا يخوضون في معاني الصفات و يقولون بأنها حقيقة قبل ابن تيمية

متعلم أمازيغي
11-22-2009, 06:44 PM
و رأيت كذلك أن أورد هذه المداخلة




يكفي الايمان بالصفات دون الحديث عن كيفيتها،صحيح هناك كيفية و لولا ذلك لما قال مالك و "الكيف مجهول" لأنه لو لم يكن هناك كيف لما نفى الامام مالك رحمه الله العلم به،لكن هذه الكيفية لا نعلم حقيقتها،لذا أرى -حسب اطلاعنا الآن- أن القول "يد حقيقية" لم يرد عن واحد من السلف قبل ابن تيمية و الله أعلم.
و الخلاصة أن تفويض الكيفية لا يعني نفيها.
و سأنتظر منك أن تأتيني بإمام سلفي قال بهذا قبل شيخ الإسلام رحمه الله(إضافة لفظ حقيقية)،و ان فعلت شكرت لك ذلك.
و هنا ننقل لك بعض أقوال الأئمة في ذلك و هي مستفيضة :
1-سفيان بن عيينة :
روى البيهقي في "الاعتقاد" (ص 212) و"الأسماء و الصفات " (3/569) و اللا لكائي في " مجمل الاعتقاد " (2/431) عن سفيان أنه قال : " كل ما وصف الله به نفسه في كتابه ،فتفسيره تلاوته والسكوت عليه " 2-احمد بن حنبل :
قال ابن قدامة المقدسي في "لمعة الاعتقاد " (ص3) :" قال الإمام أبو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا . و إن الله يرى في القيامة .... و ما أشبه هذه الأحاديث : نؤمن بها ، و نصدق بها ، لا كيف و لا معنى...." (لاحظ أن الامام نفى العلم بالمعنى و ليس الكيف فقط)
3- مالك وابن المبارك و الثوري و غيرهم :
قال الترمذي في" سننه " (8/325 مع تحفة الأحوذي ) بعدما روى حديث " يمين الرحمان ملأى ..." : " وهذا الحديث قال الأئمة : يؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم . هذا قاله غير واحد من الأئمة منهم : سفيان الثوري ، ومالك بن أنس ،وابن عيينه ،وابن المبارك ،إنه تروى هذه الأشياء ،و يؤمن بها ، ولا يقال كيف "
وهذه الرواية التي سأنقلها الآن فيها رد على من يرى تفويض الكيفية دون المعنى :
- روى البيهقي في "الأسماء " (3/497) عن ابي سليمان الخطابي انه قال : " هذا الحديث ( حديث الساق) مما تهيب القول فيه شيوخنا ، فأجروه على ظاهر لفظه ،ولم يكشفوا عن باطن معناه ، على نحو مذهبهم في التوقف عن تفسير كل ما لا يحيط العلم بكنهه من هذا الباب "


و بهذا يظهر أن مذهب السلف رضوان الله عليهم هو السكوت و التفويض،و من رأى غير ذلك فهو بمنأى عن منهج السلف.

ماكـولا
11-23-2009, 10:40 AM
بارك الله فيكم

وفيكم اخي الفاضل حفظكم ربي

ماكـولا
11-23-2009, 11:10 AM
المتعلم الأمازيغي حفظك الله أخي وبارك الله فيك
صدقا قد إلتبس علي أيهما أنت ممن نقلت من الإقتباسات آل الأول ام الثاني ولكن لما قرأت شيئا مما رأيت انك ترجح به التفويض بقولك

و بهذا يظهر أن مذهب السلف رضوان الله عليهم هو السكوت و التفويض،و من رأى غير ذلك فهو بمنأى عن منهج السلف.

ولم أرى أي تعقيب ترجح لي انك ممن يفوض لكن لا عليك سأورد ان شاء الله ما يكفي ويشفي ان شاء الله تعالى وان كان فيما سبق كفاية ولكن كم يقولون " زيادة الخير خير" ونسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

اخي الفاضل لم يكلمنا الله الا بما نفهم وبلسان عربي مبين بين لنا امور ديننا وما خفي علينا مما غيب عنا والعرب أهل لسان يفهمون ويعون ما يقال والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر ولم يشرح شيئا مما اشكل على كثير ممن خاض في هذا الباب ولقد كان الاعراب والعلماء وغيرهم ولو سألت الاعرابي عن شيء من هذا باب لأجابك بما يعرفه من معاني الصفات ولو قلت له وهذه يد البعير فما تقول فيها فسيقول لك لكل بداهة منا يد ! فلا اخال احدا يقول لا أعلم ما المقصود من ذلك !

والا كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وومن تبعهم باحسان يقرأون القرآن بلا معرفة معانيها وكذا النبي صلى الله عليه وسلم وحشاهم من ذلك
فالحاصل ان الزمان لما دار دورته واندرس الدين والعلم وتكلم الفلاسفة والاشاعرة بشيء جديد وسكت الساكتون زعما ان ذلك لا يعلم معناه فهنا تكلم أهل العلم بما أراده النبي صلى الله عليه وسلم وادلوا دلوهم

فيا اخي بارك الله فيك


قد نعلم المعنى اللغوي فاليد هي اليد و الساق هي الساق لكن هل ينفعنا ذلك في شئ؟ و هل نجزم و نقول إنها يد حقيقية،فأنا أرى أن هذه بدعة لم يقل بها أحد قبل ابن تيمية رحمه الله

كثيرا ما نسمع هذا وهو هل يفيد ذلك في شيء ان نؤمن بالصفات او نؤلها ...الخ
والعقيدة هي الإيمان وهي ما يقصد به الإيمان دون العمل فهي من أعمال القلوب مثل الخوف والرجاء والخشية والانابة والتوبة والتضرع وكذا
فمن هذه الايمانيات الإيمان بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وكتاب الله فيه الأحكام وفيه وفيه المغيبات والقصص والصفات الالهية
وقد أثنى الله على المؤمنين فقال" الذي يؤمنون بالغيب"

وقد قال صلى الله عليه وسلم " لى الله عليه وسلم : ( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن )
قال النووي " وفي الرواية الأخرى : ( إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن ) قال القاضي : قال المازري : قيل : معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى ، و { قل هو الله أحد } متضمنة للصفات
فهي ثلث ، وجزء من ثلاثة أجزاء ، وقيل : معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف ."


وهذا من الظن السوء بالله وبكتابه وسنة النبي صلى الله عليه وسلم
فقد قال ابن القيم في الزاد 3-204" ومن ظن به أنه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله بما ظاهره باطل وتشبيه وتمثيل وترك الحق لم يخبر به وإنما رمز إليه رموزا بعيدة وأشار إليه إشارات ملغزة لم يصرح به وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل وأراد من خلقه ان يتعبوا أذهانهم وقواهم وأفكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غير تأويله ويتطلبوا له وجوه الاحتمالات المستكرهة والتأويلات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالكشف والبيان وأحالهم في معرفة أسمائه وصفاته على عقولهم وآرائهم لا على كتابه

بل أراد منهم أن لا يحملوا كلامه على ما يعرفون من خطابهم ولغتهم مع قدرته على أن يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به ويريحهم من الألفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل فلم يفعل بل سلك بهم خلاف طريق الهدى والبيان فقد ظن به ظن السوء فإنه إن قال إنه غير قادر على التعبير عن الحق باللفظ الصريح الذي عبر به هو وسلفه فقد ظن بقدرته العجز وإن قال إنه قادر ولم يبين وعدل عن البيان وعن التصريح بالحق إلى ما يوهم بل يوقع في الباطل المحال والاعتقاد الفاسد فقد ظن بحكمته ورحمته ظن السوء وظن أنه هو وسلفه عبروا عن الحق بصريحه دون الله ورسوله وأن الهدى والحق في كلامهم وعباراتهم وأما كلام الله فإنما يؤخذ من ظاهره التشبيه والتمثيل والضلال وظاهر كلام المتهوكين ظن السوء ومن الظانين به غير الحق ظن الجاهلية"


وذكر الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر اثرا في " الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في صفة الاستواء دراسة تحليلية"
روى عبد الرزاق في مصنّفه عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكاراً لذلك، فقال:"ما فَرَقُ هؤلاء؟، يجدون رقّة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه" المصنف (11/423)، وأورده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد، وانظر شرحه في تيسير العزيز الحميد (ص:578).
وصححه الالباني في ظلال الجنة لابن عاصم 485




أن تأتيني بمن قالها قبله

سيأتي ان شاء الله


أن التفويض هو الجهل بالمعنى و الكيف


لكن الاختلاف في معنى و كيفية هذه اليد،هل هي يد جارجة؟ و لو قلنا بذلك لادعينا أن الله أجزاء و العياذ بالله،و من هو كذلك يحتاج لمن يركبه، إذا لم يكن قديما


و ابن عثيمين رحمه الله قال إننا نفوض الكيف دون المعنى و هذا قول مخالف لعقيدة السلف لأنه بداهة لا يمكن الفصل بين الكيف والمعنى فإذا علمت المعنى فقد علمت الكيف،أليس كذلك يا أخي
وهذا كلام غير صحيح لأني لو قلت ما معنى الله ؟ ولو قلت ما معنى روح الله ونفسه ؟ فلا يقتضي العلم بمعناها العلم بكيفيتها
بل لو قلت ما روحك وفسرتها فقلت لك كيف هي فحتما لا احد يعلما الروح التي بين جنبيه كيف هي

و سيأتي كلام شيخ الاسلام " إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له"
فهذا القائل يقيس صفة الخالق على جنس المخلوق



نؤمن بها ، و نصدق بها ، لا كيف و لا معنى

هذه من الاحرف التي اخذت على ابن قدامة ولكن لا اشكال ان شاء الله
فقد جاء في الزناد في شرح لمعة الاعتقاد لعلي الخضير 8-10" ومثل ذلك قول الإمام أحمد الذي ذكره المصنف قال : ( نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ) ويقصد بقول ولا معنى في كلام أحمد : أي المعنى الباطل وهو
التأويل في اصطلاح المتأخرين ، وهو صرف اللفظ عن معنى راجح إلى معنى مرجوح ، ومما يدل على ذلك ما نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء لما ترجم للخطيب البغدادي ذكر عقيدة الخطيب الموافقة لمذهب السلف إلى أن قال : " كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ... إلى أن قال : فإذا قلنا : إن للَّه يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها اللَّه لنفسه ، فلا نقول أن معنى اليد القدرة ولا نقول السمع والبصر العلم . والشاهد قوله ولا نقول أن معنى اليد القدرة ، فجعل تسمية اليد بالقدرة معنى ، فأصبح باصطلاحهم إذا نفوا المعنى في صفات اللَّه يكون المقصود به شيئان

1 - نفي الكيفية أي لا تكييف .
2 - نفي المعنى الباطل وهو التأويل .

ومن قال إن اليد هي القدرة فقد جعل لها معنى . هذا إذا أطلقت كلمة معنى. أما إذا قال : " لا كيفية ولا معنى " فجمع بين المعنى والكيفية كما فعل الإمام أحمد فيحمل المعنى على التأويل الباطل .
وبذلك نكون قد انتصرنا لقول المؤلف وأنه كلام سليم على اصطلاحهم وأنه موجود في كلام السلف نفي المعنى بل موجود في كلام السلف نفي التفسير فيقولون ولا نفسرها . كما نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال أبو عبيد : وقال عبد العزيز الماجشون في رسالته في الرد على الجهمية ونقلها ابن تيمية في الحموية ، قال في المقدمة بعدما حمد اللَّه وأثناء عليه قال : وكلّت الألسن عن تفسير صفته ، فمعنى نفي التفسير في كلام السلف أي نفي الكيفية أو التأويل الباطل مثل كلمة نفي المعنى .


ومثله أسلوب درج عليه السلف في آيات الصفات أمِرّوها كما جاءت، أي لا تكيفوا ولا تذكروا معنى باطل . لكن إذا مرت هذه العبارات في كلام السلف فالأولى أن نوضح معناها ونفسره كما هو اعتقاد السلف ، لا أن ننتقدهم على هذه الألفاظ ونخطئهم بها وهو أسلوب دارج عندهم ويرحم الله الجميع


مسألة :

قول المصنف ( وما أشكل من ذلك .. ) وقع خلاف في تفسير معنى كلام المصنف، وماذا يقصد بالإشكال ، على ثلاثة أقسام :
1 - منهم من فسر كلام المصنف أي مشكل باعتبار بعض الصفات ، وقالوا أن هناك بعض الصفات قد تكون مشكلة مثل صفة النزول والاستواء والصورة ، من حيث الإشكالات التي تأتي على هذه الصفات مثل قولهم عند إثبات النزول هل يخلو منه العرش ؟ ، وإذا كان مستوٍ على العرش هل هو أكبر منه أم مساوٍ له ، وقالوا : إن المصنف يقصد هذا وقالوا أن الصفات المشكلة يجب إثباتها لفظاً دون التعرض لمعناها .

2 - ومنهم من قال إنه مشكل باعتبار الأشخاص وإن الإشكال أمر نسبي حسب علم الشخص وجهله وما كان مشكل عند شخص قد لا يكون مشكلا عند آخر، والواجب على من أشكل عليه لقصور فهمه أو علمه وجب إثباته لفظاً وترك التعرض لمعناه .

3 - أن المقصود بالإشكال عند المصنف الكيفية بالصفات فلا نتعرض لمعنى الكيفية، وإنما نثبت الألفاظ .
وهذا القول هو الراجح لأنه هو مقصود المصنف كما وضحنا ذلك في شرحنا لآية { وما يعلم تأويله إلا اللَّه } ، وأما القولان السابقان فهما صحيحان باعتبار المعنى لكن المصنف ما أراد ذلك ."


وقال صالح الشيخ في الملاحظات على لمعة الاعتقاد " قال الإمام بن قدامة: (قالَ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ حنبلٍ رحمه الله في قولِ النَّبي صلى الله عليه و سلم «إنَّ اللهَ ينزِلُ إلى سماءِ الدُّنْيَا»و«إنَّ الله يُرى في القيامَةِ» وما أشبه هذه الأحاديثَ، قال: نؤمِنُ بها ونُصَدِّقُ بها لا كَيْفَ ولا مَعْنَى ولا نَرُدُّ شيئا منْها)
وهذه أيضا مما أُخذ على المؤلف حيث لم يُوضِح المراد من كلام الإمام أحمد.

وأهل العلم يقولون إن الإمام أحمد أراد بقوله (بلا كيف ولا معنى) الرد على طائفتين:

1.الطائفة الأولى المشبهة المجسمة رد عليهم بقوله (بلا كيف) يعني الكيفية التي تتوهمها العقول، أو وَصَفَ اللهَ جل وعلا بها المجسمة أو الممثلة.

2.وقوله (ولا معنى) ردّ بها رحمه الله على المعطلة، الذين جعلوا معاني النصوص على خلاف الظاهر المتبادر منها، فقالوا إن معنى النزول الرحمة، وقالوا إن معنى الاستواء الاستيلاء، وقالوا إن معنى الرحمة الإرادة؛ إرادة الإحسان أو إرادة الخير، وإن الغضب معناه إرادة الانتقام ونحو ذلك فهذا تأويل منه.
فالإمام أحمد يقول (بلا كيف) الكيف الذي جعله المجسمة، (ولا معنى) الذي جعله المعطلة، يعني المعنى الباطل الذي صرف الألفاظ إليه المبتدعة المؤولة. فإذن قوله (بلا كيف ولا معنى) يريد بقوله (ولا معنى) المعنى الباطل الذي تأول به وإليه المبتدعة نصوص الصفات والنصوص الغيبية.
هذا و جزى الله الشيخ خير الجزاء و رحم الله الإمام بن قدامة"


وهنا محاولة ايقاع نتيجة فاسدة حيث انها بنيت على مقدمة فاسدة


طيب فإذا كنا نعرف المعنى من اليد،ففسرها لي بارك الله فيك و سأذعن لك بالفضل

ولو عرف الفارق بين الخالق والمخلوق وميز بينهم بل لو استطاع تميز بين بعض مخلوقاته لقيل له ميز بين يد الانسان ويد الجان او الملائكة
فهذا من طين وذاك من نور والاخير من نار فيكف يساوى بينهم ؟
وكذا يد الحيوان فلا يساوى بين يد الفيل ويد النملة مع علمنا بالايدي وتنزيل كل يد مكانها

ماكـولا
11-23-2009, 11:24 AM
"ثم إن السلف كانوا يفوضون العلم بالكيف و المعنى"

ذكر الدكتور جمال بشير بادي في الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الإعتقاد من سير أعلام النبلاء 217 وما بعدها

إمرار أحاديث الصفات كما جاءت بلا كيف

قال الذهبي (120-19) قال الاوزاعي: كان الزهري ومكحول، يقولان: أمروا هذه الاحاديث كما جاءت.
_________________________
وفي حاشية المؤلف ذكر بعد تخريج الأثر" وقال شيخ الإسلام فقولهم رضي الله عنهم " أمروها كما جاءت " رد على المعطلة وقولهم "بلا كيف" رد على الممثلة ( الفتاوى5-39)

الى أن قال : فقولهم : أمروها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظ دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب ان يقال : أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة , وحينئذ فلا تكون قد أُمرّت كما جاءت , ولا يقال حينئذ بلا كيف إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول " المرجع السابق ص 42,41

وقال الذهبي (121-20) " وروى الاوزاعي عنه، قال: أمروا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت"

وقال الذهبي ( 122-21) أحمد بن عبد العزيز الرملي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، سمعت الزهري لما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو
مؤمن " قلت له: فما هو ؟ قال: من الله القول، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم، أمروا حديث رسول الله كما جاء بلا كيف"

(123-22) قال الذهبي " وسئل سفيان عن أحاديث الصفات، فقال: أمروها كما جاءت."

(124-23) قال الذهبي " قال أبو بكر الخلال الفقيه: أخبرني أحمد بن محمد بن واصل المقرئ، حدثنا الهيثم بن خارجة، أخبرنا الوليد بن مسلم، قال: سألت مالكا، والثوري، والليث، والاوزاعي عن الاخبار التي في الصفات.
فقالوا: أمروها كما جاءت."

وأورد الذهبي بعد الأثر كلاما لأبي عبيد القاسم بن سلام فقال " وقال أبو عبيد: ما أدركنا أحدا يفسر هذه الاحاديث، ونحن لا نفسرها."
ثم قال الذهبي معقبا"
قلت: قد صنف أبو عبيد كتاب " غريب الحديث " وما تعرض لاخبار الصفات الالهية بتأويل أبدا، ولا فسر منها شيئا.
وقد أخبر بأنه ما لحق أحدا يفسرها، فلو كان والله تفسيرها سائغا، أو حتما، لاوشك أن يكون اهتمامهم بذلك فوق اهتمامهم بأحاديث الفروع والآداب.
فلما لم يتعرضوا لها بتأويل، وأقروها على ما وردت عليه، علم أن ذلك هو الحق الذي لا حيدة عنه."

فيا اخي اذا لم يكون في احاديث الصفات اشكالا اصلا على ظن انها مفوضة المعنى فلما يسألون عنها الا لأنهم فيهموا شيئا منها ؟ جاء كلام الائمة عن نفي الكيف


(125-24) قال الذهبي " قال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا سلم بن قادم، حدثنا موسى ابن داود، حدثنا عباد بن العوام، قال: قدم علينا شريك من نحو خمسين
سنة، فقلنا له: إن عندنا قوما من المعتزلة، ينكرون هذه الاحاديث: " إن أهل الجنة يرون ربهم " و " إن الله ينزل إلى السماء الدنيا "، فحدث شريك بنحو من عشرة أحاديث في هذا، ثم قال: أما نحن، فأخذنا ديننا عن أبناء التابعين، عن الصحابة، فهم عمن أخذوا ؟ "

وهذا ايضا فيمن يسألك عن صفة النزول فتروي له حديث النزول لأنك تعلم ان النول معلوم من الاحاديث الواردة في هذا الباب ولكن لا احد يسارع الى نفي العلم بها او السكوت عنها فهم ما سكتوا الا لما تكلم غيرهم فيها


(126-25) قال الذهبي " وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت الح عليه، فقال: دعني أتنفس.
فقلت: كيف حديث عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحمل السماوات على إصبع " وحديث: " إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ".*
وحديث: " إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الاسواق ".
فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف".
__________
فائدة: نقل البيهقي في الأسماء والصفات تحت رقم 741 " فقد قرأت بخط أبي حاتم أحمد بن محمد الخطيب رحمه الله في تأويل هذا الخبر ، قيل : معناه تحت قدرته وملكه ، وفائدة تخصيصها بالذكر أن الله تعالى جعل القلوب محلا للخواطر والإيرادات والعزوم والنيات ، وهي مقدمات الأفعال ، ثم جعل سائر الجوارح تابعة لها في الحركات والسكنات ، ودل بذلك على أن أفعالا مقدورة لله تعالى مخلوقة ، لا يقع شيء دون إرادته ، ومثل لأصحابه قدرته القديمة بأوضح ما يعقلون من أنفسهم ، لأن المرء لا يكون أقدر على شيء منه على ما بين إصبعيه ، ويحتمل أنها بين نعمتي النفع والدفع ، أو بين أثريه في الفضل والعدل ، يؤيده أن في بعض هذه الأخبار : إذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه ويوضحه قوله في سياق الخبر : يا مقلب القلوب ثبت قلبي وإنما ثنى لفظ الإصبعين والقدرة واحدة لأنه جرى على المعهود من لفظ المثل وزاد عليه غيره في تأكيد التأويل الأول بقولهم : ما فلان إلا في يدي ، وما فلان إلا في كفي ، وما فلان إلا في خنصري ، يريد بذلك إثبات قدرته عليه ، لا أن خنصره يحوي فلانا ، وكيف يحويه وهي بعض من جسده ؟ وقد يكون فلان أشد بطشا وأعظم منه جسما.."

وفي إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ل ابن جماعة 24" وقال العز بن عبد السلام عبد العزيز عند حديث قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن إن لله مستول عليه بقدرته وتصريفه كيف يشاء من كفر وإيمان . . . إلى أن قال وليس الكلام في هذا بدعة قبيحة وإنما الكلام فيه بدعة حسنة واجبة لما ظهرت الشبهة وإنما سكت السلف عن الكلام فيه إذ لم يكن في عصرهم من يحمل كلام الله وكلام رسوله على مالا يجوز حمله ولو ظهرت في عصرهم شبهة لكذبوهم وأنكروا عليهم غاية الإنكار فقد رد الصحابة والسلف على القدرية لما أظهروا بدعتهم ولم يكونوا قبل ظهورهم يتكلمون في ذلك ولا يردون على قائله ولا نقل عن أحد من الصحابة شيء من ذلك إذ لا تدعو الحاجة إليه . . . والله أعلم الفتاوي له ص 56 "

وقد تكلم شيخ الإسلام في الرسالة التدمرية على هذا الحديث في القاعدة الثالثة " لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق ... وأما قوله " قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن " ، فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع، ولا مماس لها، ولا أنها في جوفه، ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه، وإذا قيل : السحاب المسخر بين السماء والأرض، لم يقتض أن يكون مماسًا للسماء والأرض، ونظائر هذا كثيرة، ومما يشبه هذا القول؛ أن يجعل اللفظ نظيرًا لما ليس مثله، كما قيل في قوله {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ ص : 75 ] . فقيل هو مثل قوله : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } [ يس : 71 ] . فهذا ليس مثل هذا..."
قلت وآخر الحديث يدل على أوله ولا يعلم أن من كان فاسقا كان قلبه مقلوبا وما سمي القلب الا لتقلبه كما صح الخبر في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم




(127-26) قال الذهبي " قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع بحديث في الكرسي قال: فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب، وقال: أدركنا الاعمش والثوري يحدثون بهذه الاحاديث، ولا ينكرونها."

فانظر رحمك الله كيف غضب الامام على من اقشعر بسبب جهله من هذه الاحاديث وذكر ان اهل العلم لا ينكرونها
فلو كان السكوت عنها لكان عدم البوح بها سيان ولا فائدة من ذكره


(128-27) قال الذهبي " وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: سمعت وكيعا يقول: نسلم هذه الاحاديث كما جاءت، ولا نقول: كيف كذا ؟ ولا لم كذا ؟ يعني مثل حديث: " يحمل السماوات على إصبع "


(129-28) قال الذهبي " أخبرنا أبو محمد بن علوان، أخبرنا عبدالرحمن بن إبراهيم، أخبرنا عبدالمغيث بن زهير، حدثنا أحمد بن عبيدالله، حدثنا محمد بن علي العشاري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا محمد بن مخلد، أخبرنا العباس الدوري، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام - وذكر الباب الذي يروى فيه الرؤية، والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا، وأين كان ربنا فقال: هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل: كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا: لا نفسر هذا، ولا سمعنا أحدا يفسره."



قال الذهبي معقبا " قلت: قد فسر علماء السلف المهم من الالفاظ وغير المهم، وما أبقوا ممكنا، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا، وهي أهم الدين، فلو كان تأويلها سائغا أو حتما، لبادروا إليه، فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق، لا تفسير لها غير ذلك، فنؤمن بذلك، ونسكت اقتداء بالسلف، معتقدين أنها صفات لله تعالى، استأثر الله بعلم

حقائقها، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين كما أن ذاته المقدسة لاتماثل ذوات المخلوقين، فالكتاب والسنة نطق بها، والرسول صلى الله عليه وسلم بلغ، وما تعرض لتأويل، مع كون الباري قال: (لتبين للناس ما نزل إليهم) [ النحل: 44 ]، فعلينا الايمان والتسليم للنصوص، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."



(130-29) قال الذهبي " قال حنبل بن إسحاق: سألت أبا عبد الله عن الاحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله ينزل إلى سماء الدنيا " ، فقال: نؤمن بها، ونصدق بها، ولانرد شيئا منها، إذا كانت أسانيد صحاحا، ولانرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله، ونعلم أن ما جاء به حق."

فكيف يكون الايمان بها اذا سكت عن المعنى ؟ وهل هذا الا من كتم العلم وما فائدته اذا سكت عنه وقد ذكره الله والنبي صلى الله عليه وسلم


( 131-30) أورد الذهبي في ترجمة الإمام أبي بكر البغدادي قول عبد العزيز بن أحمد الكتاني فيه " وكان يهذب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله "
وقال الذهبي معقبا " قلت: صدق فقد صرح الخطيب في أخبار الصفات أنها تمر كما جاءت بلا تأويل."
فهذا قوله بلا تأويل إبقاءا لأصل المعنى


(132- 31) قال الذهبي " وقال أبو سعد: سمعت أبا الاسعد بن القشيري يقول: سئل جدك بحضور والدي عن أحاديث الصفات، فقال: عليكم بدين العجائز."
___________
"عليكم بدين العجائز" يعني بذلك ما يتفق مع الفطرة

ثم أورد الدكتور جمال بشير بادي جملة من الاثار في ذلك ص 224"
عن الوليد بن مسلم قال " سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك فقالوا : أمضها بلا كيف " الدارقطني في كتاب الصفات ص 75

وقيل لسفيان بن عيينة : هذه الأحاديث التي تروى في الصفات " فقال حق على ما سمعناه ممن نثق به ونرضاه " أخرجه عبد الله بن الامام أحمد في السنة 1-424
والآجري في الشريعة 254 والدارقطني في كتاب الصفات ص 69,70

وقد حكى اتفاق السلف الصالح على هذا الأمر الامام محمد بن حسن الشيباني رحمه الله حيث قال " اتفق الفقهاء كلهم من المشرق الى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تغيير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسّر اليوم شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة , فإنهما لم يصفوا ولم يفسروا , ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة لأنه قد وصفه بصفة لا شيء" أخرجه اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " 3-432

فقد وصف بصفة لا شيء والله ان السكوت عن المعنى يقارب القول بوصف الله بلا شيء


وقال وكيع ابن الجراح " أدركنا إسماعيل ابن أبي خالد وسفيان ومسعوداً – في الحاشية لعله مسعرا بالراء وهو ابن كدام فقد روى عنه أو مسعر بن حبيب الجرمي فقد روى عنه أيضا – يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا " أخرجه الدارقطني في كتاب "الصفات" ص 69

وقال الترمذي " والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل , سفيان الثوري ومالك ابن أنس , وابن المبارك , وابن عيينة , ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء وقالوا تورى هذه الأحاديث , ويؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن يرووا هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر , ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه

قاله تعقيبا على حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في أبواب صفة الجنة باب ما جاء في خلود أهل الجنة واهل النار 2696

وقال موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي " والذي درج عليه السلف في الصفات هو الإقرار والإثبات لما ورد من صفات الله تعالى في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويله بما لا يتفق مع مراد الله ورسوله " لمعة الاعتاد مع شرحها لابن عثيمين 22

قال شيخ الإسلام ابن تيمية " التفاسير الثابتة المتواترة عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان تبين أنهم إنما كانوا يفهمون منها الإثبات بل والنقول المتواترة المستفيضة عن الصحابة والتابعين في غير التفسير موافقة للإثبات ولم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين حرف واحد يوافق قول النفاة ومن تدبر الكتب المصنفة في آثار الصحابة والتابعين بل المصنفة في السنة .... رأى في ذلك من الآثار الثابتة المتواترة عن الصحابة والتابعين ما يعلم منه بالاضطرار أن الصحابة والتابعين كانوا يقولون بما يوافق مقتضى هذه النصوص ومدلولها وأنهم كانوا على قول أهل الإثبات المثبتين لعلو الله نفسه على خلقه المثبتين لرؤيته القائلين بأن القرآن كلامه ليس بمخلوق بائن عنه
وهذا يصير دليلا من وجهين : أحدهما من جهة إجماع السلف فإنهم يمتنع أن يجمعوا في الفروع على الخطأ فكيف في الأصول
الثاني : من جهة أنهم كانوا يقولون بما يوافق مدلول النصوص ومفهومها لا يفهمون منها ما يناقض ذلك " درء تعارض العقل مع النقل 7-108-109"

وذكر ايضا ص 229" قال الذهبي ( 138-37) " ومن عبارة الشيخ البربهاري قال احذر صغار المحدثات من الامور، فإن صغار البدع، تعود كبارا، فالكلام في الرب عزوجل محدث وبدعة وضلالة، فلا نتكلم فيه إلا بما وصف به نفسه، ولا نقول في صفاته: لم ؟ ولا كيف ؟ والقرآن كلام الله، وتنزيله ونوره ليس مخلوقا، والمراء فيه كفر"

ونقل عن شيخ الإسلام قوله "ومثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف والأئمة ينفون علم العباد بكيفية صفات الله وأنه لا يعلم كيف إلا الله فلا يعلم ما هو إلا هو " الفتاوى 3-58

وعلل شيخ الاسلام في موضع آخر فيقول " إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له " الفتاوى 3-25

محب البشير
01-29-2010, 05:50 AM
جوزيتم عنا كل خير

مصرى ثائر
07-11-2012, 02:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرفكم بشخصى أنا عضو جديد وأنا على مذهب اهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنة.

أستفسر فقط عن الحق فى مقولة استدرجنى اليها النصارى فى حوارنا عن صفات الله وهى أصلا مقولة بدأها المتكلمون.

صفات الله هل هى ذاته أم غير ذاته أم عين ذاته؟؟

ماكـولا
07-21-2012, 04:33 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم ووفقكم للخير

اعلم وفقني الله واياك ان ما من ذات الا ولها صفات تتمايز بها عن غيرها من الذوات , وتضفي اليها الحياة او الفناء والعدم
فالله عز وجل متصفٌ بصفات الكمال التي لا يعتريها نقص بوجه , وهو الواحد القهار الذي لا ند له ولا كفؤ , فبذلك كان المتفرد بالوحدانية والصمدية , وكان له حق الطاعة والتشريع , والامتثال لاوامره ونواهيه سبحانه .

فصفاته تدل على كمال ذاته , فوسع سمعه الاصوات , وبصره النافذ في المخلوقات , وقدرته الماثلة في الكائنات , وقوميته على العباد ,وتدبير شؤون عباده, وعلمه المحيط فيهم , وكلامه المعجز , ووجه الكريم الذي أشرقت لنوره الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة .

وصفات الرحمن سبحانه منها ما هو ذاتي , ومنها ما هو فعلي
فالصفات الفعلية هي ما كانت متعلقة بالارداة والمشيئة , والذاتية ما كانت متعلقة بالذات من وصف كالكرم والرحمة والسمع والبصر والكلام والعلو
والفعلية كالاستواء وانزال الرحمة او العذاب

فالحاصل ان السؤال فيه ما فيه من الكيد , فيقال ان صفات الله تدل على الذات , وان كل اسم يشتق منه صفة لا العكس
فيقال ان الرب اسمه رحمن , وصفته الرحمة , ولا يقال ان الرحمة هي الله ! فلا يجوز ان يدعى بها كما يقال ارحميني او ماشابه
بل يقال يا الله ارحمني

ويجوز ان التعوذ بذلك كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" وقوله "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"

وانما الذي يمنع الدعاء لانه مشعر بفصل الذات عن الصفات , ولان في بعض الصفات ما يشعر بمناداة الانثى , كيا رحمة الله , ويا قوة الله .. الخ
بل الصحيح ان يقال يا قوي قوني , يا رحيم ارحمني

وكذا الحلف والقسم لا بأس به كقولهم وعزة الله , او وحياة الله , وكلام الله .. ومنه قوله تعالى حاكيا عن ابليس " فبعزتك لأغوينهم أجمعين"

فالحاصل ان صفات الله تدل على الذات , ومراد الزنديق منك ان يوقعك في جدال بيزنطي حاصله ان تعدد الصفات هو تعدد الذوات , وهي شبهة باردة سمجة !

لا يلوكها الا من لا عقل له !

فان زيد تجتمع فيها خصال الخير وهو واحد , ولله المثل الاعلى

نسأل الله لنا ولكم التوفيق

السعيد شويل
04-19-2013, 05:49 PM
***********************
استواء الله سبحانه وتعالى على العرش . وقبضته للسماوات والأرض . كرسيه . ويده وعينه ووجهه الكريم
وكل ماضربه الله للناس من الأمثال فى كتابه ما هو إلا لكى يرتقى فهمنا لمراده عز وجل .
(وَتلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلناسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
فوجب علينا أن لا نتطرق لأن نبحث فيما ليس لنا به علم فعقولنا ومنتهى فكرنا مهما بلغت فهى قاصرة
****************

إلى حب الله
04-19-2013, 09:50 PM
***********************
استواء الله سبحانه وتعالى على العرش . وقبضته للسماوات والأرض . كرسيه . ويده وعينه ووجهه الكريم
وكل ماضربه الله للناس من الأمثال فى كتابه ما هو إلا لكى يرتقى فهمنا لمراده عز وجل .
(وَتلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلناسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
فوجب علينا أن لا نتطرق لأن نبحث فيما ليس لنا به علم فعقولنا ومنتهى فكرنا مهما بلغت فهى قاصرة
****************

هذا ليس مذهب السلف أخي : أن نصف كل ما وصف به الله تعالى نفسه ونسبه إلى ذاته :
أن نصفه بالأمثال !!!!!!!!!!!!!!!..

فهذا شيء .. وذاك شيء آخر ..
ولا يحملنك عدم فهم الكيفية في صفات الله : على نفيها و(( تحويلها )) إلى أمثال مضروبة !!!..
وإلا :
فائتني بآية واحدة فيها إثبات لصفة من صفات الله عز وجل : وصحبتها كلمة مثل أو أمثال إلخ :
رغم تكرار الله تعالى لكلمة مثل أو أمثال في القرآن ؟!!!..

وحتى الآية التي ذكرتها أنت : فهي مقطوعة من سياقها !!!..
ولم تأت بعد أن نسب الله تعالى لنفسه استواءً ولا يدا ولا عينا إلخ ...
وإنما قال قبلها عز وجل :

" مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون .. إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم .. وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون " ...

ويقول في ذات المعاني أيضا :
" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " ..

وكذلك :
" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء .. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون " ..

وهكذا ...
وإنما نحن نثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه ((( بنفسه ))) من عين ويد ووجه واستواء وكرسي وعرش إلخ : من غير تأويل ولا تفويض ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ..
وذلك أسلم طرق الإيمان وأصفى سبل الإيمان بالفطرة ..
وترك الكيفية في كل ذلك لله تعالى وحده .. فهو أخبرنا بالصفات : ولم يخبرنا بالكيفيات ..
ولو كان في نسبة هذه الصفات إليه ما يشينه أو ينتقصه سبحانه - وحاشاه - :
فلم يكن نسبها لنفسه عز وجل بنفسه .. فتنبه ..
فتسليمنا له بها مع جهلنا بكيفيتها هو من كمال التسليم والإسلام ..

بالتوفيق ..

السعيد شويل
04-19-2013, 11:39 PM
وإنما نحن نثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه ((( بنفسه ))) من عين ويد ووجه واستواء وكرسي وعرش إلخ : من غير تأويل ولا تفويض ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ..
********************
هذا كلام رائع وكلام فاصل
إذن : لانتعدى ذلك لأن عقولنا لها حد إن تجاوزناه وتخطيناه التبسنا فيما لسنا به علم
ولقد أمرنا سبحانه وتعالى أن ننظر إلى آياته ومعجزاته فى خلقه لأننا عبيده ( والعبد لايشرف على ربه )
******

ماكـولا
04-20-2013, 07:07 PM
ولا يكون الكلام رائعاً يا اخي الا اذا فُهم معناه مما أخبرنا الله به . فكما وصف الامام مالك بأن الاستواء معلوم , والكيف مجهول- اي طلب كيفية ذلك واسقاط على مثال !- والايمان به واجب , والسؤال عنه بدعه - اي عن كيفيته , وتقريب الاستواء بمثال !- . ولا يكون ايماناً الا اذا تحقق المعلوم , فلا يقوم ايمان بهذه العقيدة بتفويض مقدماتها !
اذ التفويض وصف للجهالة , والجهالة ضد العلم , والعلم احد متطلبات الايمان . " فاعلم انه لا اله الا لله واستغفر لذنبك "
يسر الله دربكم .

ذو الفقار
05-03-2013, 02:45 AM
جزاك الله خيرا

ناصر العقيدة1
03-07-2014, 12:02 AM
جزاك الله خيرا