المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطأ في تعريف العلمانية



حازم
06-07-2005, 07:41 PM
بقلم : إبراهيم بوصندل


لا أدري ما هو السر في كثرة الكتابات التي تمجد العلمانية والليبرالية مؤخراً. فقد لاحظنا أن (بعض) أنصار العلمانية والليبرالية وكأنهم اكتفوا من المشاركة في العملية الإصلاحية بمهاجمة المتدينين، واستعراض العضلات، واستخدام أقسى الألفاظ في إثارة الرأي العام ضدهم، والتشكيك في إسلامهم (متأسلمين) ومرجعياتهم (موروثات الماضي) وذممهم (الطعن في توجيه التبرعات) واتجاهاتهم ونواياهم، بل لم يترك العلمانيون جزئية صغيرة أم كبيرة للإسلاميين إلا وأظهروها على أنها من مثالبهم، وأما بالنسبة للناخبين فهم أيضا لم يسلموا من غبار العلمنة فاتهموا بقلة الوعي السياسي.

ونلاحظ أيضا أن العلمانيين باتوا أكثر جرأة وأوضح لهجة من ذي قبل، فهم يصرحون اليوم بما كانوا به يُسرون، ويطالبون بما كانو به يحلمون. وقد بلغت الجرأة بهم أنهم يطعنون في نظام الحكم الإسلامي الذي أثبت صلاحيته في كل مكان وزمان طبق فيه تطبيقاً إيجابياً، بكل صراحة وعلانية وهو أمر خطير، ومع ذلك فسوف أرجأ الحديث عنه، وأتناول بالنقد جزئية صغيرة مما نشر مؤخرا عن العلمانية. وسأبدأ بالتعريف، وسوف لن أستشهد لذلك بما ورد في تعريفات علماء الإسلام والذي أخطأ بعضهم في التعريف كما سيأتي، ولكن بتعريفات أهل العلمانية الذين ابتدعوها وصدروها لبقية العالم.



إن لفظة العلمانية ذاتها إنما هي ترجمة خاطئة لكلمة ( Secularism ) في الإنجليزية، أو(Secularite) بالفرنسية، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ "العلم" ومشتقاته على الإطلاق. فالعلم في الإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي (Scientism) والنسبة إلى العلم هي ( Scientific ) أو (Scientifique ) في الفرنسية. والترجمة الصحيحة لمفهوم العلمانية هي (اللادينية) أو (الدنيوية). تقول دائرة المعارف البريطانية مادة ( Secularism): (هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيهم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها). وكما يقول المختصون فقد ظل الاتجاه إلى الـ ( Secularism ) اللادينية يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله، باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية.



وقد جاء في قاموس "العالم الجديد" لو بستر، شرحاً للمادة نفسها:- بأنها الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك. وعلى الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات يرفض أي شكل من أشكال العبادة. ومن معانيها في ذات القاموس: الاعتقاد بأن الدين والشؤون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة وخاصة التربية العامة".

أما معجم أكسفورد فيشرح الكلمة بمعاني عدة منها:

"1- دنيوي، أو مادي، ليس دينيا ولا روحيا: مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.

2- الرأي الذي يقول أنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية"

وفي "المعجم الدولي الثالث الجديد" جاء شرح مادة: ( Secularism) على أنها: "اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعادا مقصوداً، فهي تعنى مثلاً "السياسة اللادينية البحتة في الحكومة "

إذا العلمانية أو بمعنى أصح على مقاييس علماء الغرب اللادينية هي: "نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين "

ويقول المستشرق " أر برى " في كتابة " الدين في الشرق الأوسط " عن الكلمة نفسها : " إن المادية العلمية والإنسانية والمذهب الطبيعي والوضعية كلها أشكال اللادينية، واللادينية صفة مميزة لأوربا وأمريكا ... "



ويقول الشيخ سفر الحوالي: "والتعبير الشائع في الكتب الإسلامية المعاصرة هو "فصل الدين عن الدولة"، ويرى الشيخ سفر بأن هذا التعبير قاصر ولا يعطى المدلول الكامل للعلمانية. والمدلول الصحيح لها هو "إقامة الحياة على غير الدين" سواء بالنسبة للأمة أو للفرد، ثم تختلف الدول أو الأفراد في موقفها من الدين بمفهومه الضيق المحدود فبعضها تسمح به، كالجماعات الديمقراطية الليبرالية، وبعضا يرفض الدين تماما كجماعات (العلمانية المتطرفة–Anti Religious )، المضادة للدين، ويعنون بها المجتمعات الشيوعية وما شاكلها.

هذه هي حقيقة العلمانية، وهذا هو وجهها الحقيقي الذي لا يزينه الماكياج ولا يخفي عيوبه التلاعب بالألفاظ، العلمانية تعني اللادينية ليس إلا.

عبد التواب
12-15-2012, 01:07 PM
يرفع

muslim.pure
12-15-2012, 01:23 PM
للرفع

ابن عبد البر الصغير
12-15-2012, 04:02 PM
ويقول الشيخ سفر الحوالي: "والتعبير الشائع في الكتب الإسلامية المعاصرة هو "فصل الدين عن الدولة"، ويرى الشيخ سفر بأن هذا التعبير قاصر ولا يعطى المدلول الكامل للعلمانية. والمدلول الصحيح لها هو "إقامة الحياة على غير الدين" سواء بالنسبة للأمة أو للفرد،

الشيخ سفر الحوالي حفظه الله كان دقيقا في هذه الملاحظة، وقد تلقينا نفس هذا التنبيه سابقا من فيلسوف ملحد أيام أخذنا عنه في الجامعة، فقال : " تعريف العلمانية على أنها فصل الدين عن السياسة هو تعريف عامي قاصر، إنما هي فصل للدين عن كل مناحي الحياة "

وهذا ظاهر من حملات العلمانيين، فبعدما كانوا يطالبون بفصل السياسي عن الدعوي ! أصبحوا ينادون بترسيخ ثقافة الحقوق الفردية وحريات إقامة العلاقات الغير الشرعية خارج مؤسسة الزواج، التقنين لشبكات الدعارة وحمايتها عبر القانون، حرية الإجهاض، حرية ممارسة الشذوذ الجنسي وحمايته، وغيره من الدعوات الخبيثة . فأصبح الآن لا ينادون بفصل الدين عن السياسة وعن الاقتصاد بل عن الأخلاق أيضا وهلم جرا .

بدوية متصحرة
12-16-2012, 06:26 PM
الشيخ سفر الحوالي حفظه الله كان دقيقا في هذه الملاحظة، وقد تلقينا نفس هذا التنبيه سابقا من فيلسوف ملحد أيام أخذنا عنه في الجامعة، فقال : " تعريف العلمانية على أنها فصل الدين عن السياسة هو تعريف عامي قاصر، إنما هي فصل للدين عن كل مناحي الحياة "



وهذا ظاهر من حملات العلمانيين، فبعدما كانوا يطالبون بفصل السياسي عن الدعوي ! أصبحوا ينادون بترسيخ ثقافة الحقوق الفردية وحريات إقامة العلاقات الغير الشرعية خارج مؤسسة الزواج، التقنين لشبكات الدعارة وحمايتها عبر القانون، حرية الإجهاض، حرية ممارسة الشذوذ الجنسي وحمايته، وغيره من الدعوات الخبيثة . فأصبح الآن لا ينادون بفصل الدين عن السياسة وعن الاقتصاد بل عن الأخلاق أيضا وهلم جرا .

سأرد على القولة هذه ، الحقيقة هي أن هذا الفصل ليس فصلا عن السياسة ، العلمانجيون و الليبيرالجيون العرب الإمعات حرفوا التعريف و حذفوا الدولة ووضعوا مكانها السياسة ، حتى نعتقد نحن أنهم يقصدون فقط أنهم يرفضون تواجد الأحزاب الدينية و ذات المرجعية الدينية ، و مع أنهم يتناقضون مع أنفسهم حتى في هذا الأمر ، ففي مصر الآن نجدهم يعترضون على مادة في الدستور تقول أنه يمنع وجود أحزاب ذات طابع ديني أو عرقي أو غيره ، و هم عبروا عن خوفهم من منع الأقباط من إنشاء حزب لهم ، فعلا لم أر في حياتي هكذا تناقض صارخ ، يعني حلال على المسيحيين حرام على المسلمين ؟

المهم فصل الدين هو فعلا فصل عن الدولة بكل مؤسساتها ، و ليس منع الأحزاب الإسلامية من الوجود ، و أول و أهم شيء سيفصل عنه الدين هو المنظومة التعليمية العمومية و هذا أخطر شيء===> فبالتالي النتيجة ستكون إيجاد أجيال معلمنة أكثر فأكثر ، فمجتمع معلمن =====>و هذا هو هدفهم بعد ذلك كل شيء يستطيعون تمرير كل شيء عبر الديموقراطيجية .

في النهاية نجد فعلا أن الدولة العلمانية و الدولة اللادينية هما مترادفان .

أما العلمانجيين العرب النخبة بتوع المدارس و الشهادات و الهولوكست ، لا يتجرؤون حتى على تسمية أنفسهم بالعلمانجيين بل المدنجيين يعتقدون أننا رعاع إمعات مثلهم لا نفهم.