المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأقانيم - حلقة 3 نظرية تعدد الأقنوم واتحاد الجوهر (التوحيد المسيحي!)



محمد رشيد
10-30-2009, 10:56 AM
بينما كنت منذ سنوات مولعا بالقراءة في الرؤى الدركرية للمجتمعن والتي سطرها عالم البيئة الاجتماعية الأمريكي النمساوي الأصل بيتر دركر، وقفت على العناصر الثلاث التي يرى أن المجتمعات لابد وأن تقوم بها:
- الفلسفة اليهودية والمسيحية في الإيمان بإله واحد
- الأخلاق الكونفوشيوسية اليابانية
- الفكر الإداري لمؤسسة الأعمال
فاستوقفتني قليلا فكرة (فلسفة الإله الواحد) في اليهودية والمسيحية، ولنترك اليهودية جانبا، فقد استوقفتني بصورة ابرز في العقيدة المسيحية المحرفة.. كيف إله واحد وهم يقولون ثلاثة؟.. ولكن الأمر – حينها – لم يستوقفني كثيرا فأمررته.
ثم كانت اطلاعاتي المكثفة على العقائد الفاسدة في معرض تركيزي على القضايا العقيدية.. فكان أن تناولتها بنوع من الاهتمام. ولا أخفي القارئ سرا أنني – قبل دراسة تلك الانحرافات – كنت أضع لتلك الانحرافات حسابا يفوق أضعافا مضاعفة ما وجدتها تستحقه حين بدأت في دراسة تلك العقائد.
قضية الثلاثة في واحد.. كنت قديما أستمع إلى مناظرات الشيخ أحمد ديدات، واستمعت إلى مناظرته مع القس سواجرت، وأذكر جيدا حينما قال الشيخ ديدات: أنتم تقولون شخص وشخص وشخص، ثم تقولون شخص واحد، ففي أية لغة يمكن أن نعقل هذا؟ فقام القس سواجرت أثناء الرد على الأسئلة – بحسب ما اذكر – فقال: نحن لم نقل شخص واحد، قلنا إله واحد.
يعني أنه يريد أن يقول للشيخ ديدات: نحن لا نقول هو شخص واحد، بل هو إله واحد، فهو يقدر على أن يكون في ثلاثة، بينما الشخص البشري لا يقدر.
ولكني تساءلت كذلك فقلت: ولو كان.. فنعم هو إله واحد وليس شخصا واحدا.. ولكن يبقى الاستفسار يغطي كل الاحوال.. فالإله ليس شخصا.. ولكنه شخصية مستقلة.. فكيف نقول شخصية وشخصية وشخصية تساوي في النهاية شخصية واحدة؟!!
يعني لما الرب يكلم ابنه يكون يكلم نفسه.. ولما يعطف عليه يكون يعطف على نفسه! ولما الابن يتودد للرب يكون متوددا إلى نفسه!! ولما يرسل الروح القدس فهو يرسل نفسه ويكلفها !!.. طيب من فيهم نعبد؟.. أو بصورة أخرى.. من فيهم يستحق توجه العبادة إليه؟
دعوكم من تلك النقطة..
تعالوا نناقش مع المسحيين قضية الثلاثة في واحد.. تساوي واحدا..
لا أحب – كما يفعل البعض للأسف – أن أتناول أضعف ما عند خصمي لأدينه من خلاله، مستغلا أنه في مجمله على الباطل، بل حتى لو كنت على يقين من بطلان خصمي، ف، مستغلا أنه في مجمله على الباطل، بل حتى لو كنت على يقين من بطلان خصمي، فإن النزاهة تقتضي أن نتناول بالنقد والنقض أقوى ما يعرضه الخصم.
ومن هنا فلن أتناول ما مثل به بعض النصارى نظرية الثلاثة في واحد، حينما قال: هات بيضة، وضعها في كوب من الماء، فهذه ثلاثة أشياء، ولكنها في الحقيقة شيء واحد. لن نتناول ذلك لأن الرد الهين عليها هو بكل بساطة: لا.. هذه ثلاثة أشياء، منفصلة متباينة حقيقة ولازالنا نقول، هذه بيضة وهذا ماء وهذا كوب.. فلنعرض عن هذا..
الذين يحاولون شرح اللاهوت يضربون بمثال آخر.. وهذا المثال هو محور تناولي في هذا المقال .. يضربون مثالا بالمثلث الذي له ثلاثة رؤوس ذهبية.. فيقولون : تصور لو أن هناك مثلثا لو ثلاثة رؤوس ذهبية.. فهذه رأس وهذه رأس وهذه رأس.. هذه في مكان وتلك في مكان والثالثة في مكان.. ولكن كل واحدة من الرؤوس هي من الذهب .. فكذلك الرب.. هو ثلاثة أقانيم.. أو ثلاثة مواضع.. هي الأب والابن والروح القدس.. والإله موزع فيها.. تماما مثل أن الذهب موزع في الرؤوس الثلاثة على انفصالها..
طيب.. الآن أدعو عزيزي القارئ – المسلم – أن يرفع عينه عن المقال قليلا.. وليفكر بعد أن يطرح على نفسه السؤال الذي سيفكر فيه: هل ينطبق مثال الذهب على حال توزع الإله في الأب والابن والروح القدس؟

فكر قليلا .. ثم عاود..

لنعاود الآن ولننظر قضية المثلث ذي الرؤوس الذهبية..
إن الرأس (أ) هي قطعة
والرأس (ب) هي قطعة
والرأس (ج) هي قطعة
أليس كذلك؟.. وهم يجعلون القطعة في مقابل الأقنوم.. فحينما نقول قطعة وقطعة وقطعة.. مثلما نقول أقنوم وأقنوم وأقنوم.. أي مثلما نقول أب وابن وروح قدس
طيب.. إذا نقول: هذه قطعة من الذهب وهذه قطعة وهذه قطة.. هل نقول هي تساوي قطعة ذهب واحدة؟ أم نقول ثلاث ذهبات؟ .. نحن نقول ثلاث ذهبات.. أي ذهب وذهب وذهب.. فكل قطعة من القطع تحمل ذهبها في نفسها وتستقل به في نفسها تماما.. ولا نقول هي ذهب واحد.. بل هي ذهب وذهب وذهب.. لوجود الانفصال بين الذهبات الثلاث..
انتبه.. حتى لو اشتركت القطع في نفس المادة.. فالواقع أنها ثلاث ذهبات.. وكل ذهبة منها يمكن أن يصنع منها شيء مختلف.. وتظل منفصلة التحكم (((تماما))) عن القطعة الثانية والثالثة.
لنرجع إلى قضية الأقانيم، التي هي الأب والابن والروح القدس.. هم يقولون آب وابن وروح قدس، فهذه ثلاث ذوات منفصلة .. تماما مثل قطع الذهب المنفصلة.. ثم يجعلون هذه الذوات المنفصلة والمستقلة في شخصيتها ذاتا واحدة هي الذات الإلهية..فهل يقولون إن الذهبات الثلاث هي ذهبة واحدة؟
لا.. يقولون هي مادة واحدة هي الذهب..
إذن نقول لهم : إذا المادة التي توحدونها في الأقانيم الثلاثة هي ((الألوهية)) وليست ((الإله))
فالتمثبل الصحيح بالمثلث الذهب هو لثلاثة آلهة.. لماذا؟
لأن القطعة (أ)
والقطعة (ب)
والقطعة (ج)
كلها أخذت من مادة الذهب..
كذلك الأب أخذ من الألوهية
والابن أخذ من الألوهية
والروح القدس أخذ من الألوهية
لأنه كما لا يمكن جعل ذوات القطع الذهبية قطعة واحدة .. فكذلك لا يمكن أن تجعلوا الذوات الثلاث – الأب والابن والروح القدس – ذاتا واحدة ؛ فهي ثلاث ذوات منفصلة تماما، تماما مثل قطع الذهب الثلاث.
إذا المشكلة التي وقع فيها النصارى، والتي لازالت تحير المثقفين من النصارى حول التثليث، هي أنهم لم يجعلوا الإله – مثلا – في ثلاث جمادات، كأن نقول إن ذات الإله حلت فيها ولكنها ذات واحدة بإرادة واحدة، وبحكم واحد.. ولكنهم – ويا للعجب – جعلوا الإله، الذي هو ذات واحدة بإرادة واحدة، وبحكم واحد، في ثلاث ذوات!! بإرادات ثلاث!! بأحكام ثلاثة!! .. حتى أن الأول منهم يخاطب الثاني ويرسل الثاني والثالث يخاطب الأول! ... إذا انتبهوا.. هم ليسوا فقط ثلاثة أقانيم؛ هم ثلاث ذوات شخصية مستقلة.. إله وإله وإله.. طالما يصرون على مادة الألوهية في كل منهم.
ثم بعد ذلك يغضب المسيحيون حينما يقال إنهم ورثوا التثليث عن الهندوكية التي تثلث ببراهما وفيشنو وشيفا.. يغضبون لأنهم لا يقولون – بزعمهم – بثلاثة آلهة، بل يقولون هو الأب! والابن! والروح القدس!.. كل هؤلاء الثلاثة إله واحد!!!
وعموما.. فلا بأس ولا عليهم أن يغضبوا؛ فقد قال آخرون إن التثليث في النصارى منقول عن التثليث عند الفراعنة.. وقال آخرون هو مأخوذ عن الوثنيات الإغريقية.. فلهم متسع في تثليثات الأمم الوثنية من قبلهم..
والحمد لله الذي هدانا للتوحيد وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..

بقيت إذا النقطة التي تدور حولها كلمات تلك الحلقات القصيرة : ألا وهي الإدراك والتسليم

يسارع المسيحيون بقولهم : نحن لا نقول هو شخص واحد، بل هو إله واحد. يريدون بذلك ان يقولوا لنا إنه يختلف بطبيعته عن البشر، ولا ينبغي أن تحاكموا ذات الإله لذات البشر..
وربما يقال هنا : إن لديكم نظائر في ذلك فأنتم تقولون باستوائه على عرشه وتقولون بعلوه وتقولون بنزوله إلى السماء الدنيا دون أن سخلو منه عرشه .. كل هذا تقولونه من باب أنكم لا تحاكمون طبيعة الإله لطبيعة البشر.. فهكذا نحن المسيحيون.. هو في ثلاثة اقانيم.. ولا تسال كيف لأنه ليس على قوانينك البشرية..

فماذا تجيبون على ذلك ؟

السؤال لإخواني المسلمين..

في انتظار ردودكم
وإلى الحلقة القادمة بتوفيق من الله وتسديد..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

niels bohr
10-30-2009, 11:55 AM
التثليث أو الثالوث مستحيل عقلا.
كذلك ألوهية يسوع (أو شخص آخر) مستحيلة عقلا.
يعني المسيحية كلها على بعضها مستحيلة عقلا.

محمد رشيد
10-30-2009, 05:20 PM
التثليث أو الثالوث مستحيل عقلا.
كذلك ألوهية يسوع (أو شخص آخر) مستحيلة عقلا.
يعني المسيحية كلها على بعضها مستحيلة عقلا.

طيب ماذا لو قال لك المسيحي إن تصورك الغيب وكيفية إلهك مستحيلة عقلا

ورغم ذلك تؤمن به

فنحن نؤمن بالغيب كما تؤمن أنت به.. ونحن لا نقول باستحالة التمثل في ثلاثة أقانيم لأن هذه الاستحالة هي على قانون البشر.. والرب لا يجري عليه هذا القانون

تماما كما نقول نحن في كيفيات صفات الله

فماذا تقول؟

niels bohr
11-01-2009, 03:20 PM
طيب ماذا لو قال لك المسيحي إن تصورك الغيب وكيفية إلهك مستحيلة عقلا

هذا غير صحيح. وماذا يعني ب"كيفية" الإله أساسا؟

ورغم ذلك تؤمن به

فنحن نؤمن بالغيب كما تؤمن أنت به..
جيد.

ونحن لا نقول باستحالة التمثل في ثلاثة أقانيم لأن هذه الاستحالة هي على قانون البشر.. والرب لا يجري عليه هذا القانون
العقل قانون الرب وليس قانون البشر, والله لا يستطيع أن يفعل المستحيلات عقلا ليس بسبب عجز ما ولكن لأن الموضوع قاصر ويناقض نفسه, وإلا وقتها أصبح الحق باطلا والباطل حقا.

تماما كما نقول نحن في كيفيات صفات الله

فماذا تقول؟
صفات الله لا تناقض بعضها البعض.