المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعد بلفور*



muslimah
11-03-2009, 11:27 AM
يصادف في مثل هذا اليوم صدور وعد بلفور المشؤوم الذي أسس لقيام كيان الصهاينة على أرض فلسطين الحبيبة..

فما رأيك أيها العربي؟ وماذا فعلت؟



وعد بلفور*


وعد بلفور أو تصريح بلفور المعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق وذلك بناءاً على المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


لقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.

ولعل من أبرز الدلالات على الربط الاستراتيجي بين أهداف الحركة الصهيونية وأهداف الدولة البريطانية ما ذكرته صحيفة مانشستر جارديان في عام 1916: "كانت بلاد ما بين النهرين مهد الشعب اليهودي ومكان منفاه، وجاء من مصر موسى مؤسس الدولة اليهودية، وإذا ما انتهت هذه الحرب العالمية الأولى بالقضاء على الإمبراطورية التركية في بلاد ما بين النهرين وأدت الحاجة إلى تأمين جبهة دفاعية في مصر إلى تأسيس دولة يهودية في فلسطين فسيكون القدر قد دار دورة كاملة". وفيما يتعلق بفلسطين فقد واصلت الصحيفة مقالها وهو بقلم رئيس التحرير تشارلز سكوت قائلة: "ليس لفلسطين في الواقع وجود قومي أو جغرافي مستقل إلا ما كان لها من تاريخ اليهود القديم الذي اختفى مع استقلالهم.. إنها روح الماضي التي لم يستطع ألفا عام أن يدفناها والتي يمكن أن يكون لها وجود فعلي من خلال اليهود فقط، لقد كانت فلسطين هي الأرض المقدسة للمسيحيين، أما بالنسبة لغيرهم فإنها تعد تابعة لمصر أو سوريا أو الجزيرة العربية، ولكنها تعد وطنا قائما بذاته بالنسبة لليهود فقط".

ولم يكن العامل الديني السبب الوحيد لإصدار الوعد، فقد كانت هناك مصالح مشتركة ذات بعد استراتيجي، ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد.. وفي عام 1902 تشكلت اللجنة الملكية لهجرة الغرباء، واستدعي هرتزل إلى لندن للإدلاء بشهادته أمامها حيث قال: "لا شيء يحل المشكلة التي دعيت اللجنة لبحثها وتقديم الرأي بشأنها سوى تحويل تيار الهجرة الذي سيستمر بقوة من أوروبا الشرقية. إن يهود أوروبا الشرقية لا يستطيعون البقاء حيث هم، فأين يذهبون؟ إذا كنت ترون أن بقاءهم هنا – أي في بريطانيا – غير مرغوب فيه، لا بد من إيجاد مكان آخر يهاجرون إليه دون أن تثير هجرتهم المشاكل التي تواجههم هنا. لن تبرز هذه المشاكل إذا وجد وطن لهم يتم الاعتراف، به قانونياً وطناً يهودياً كان بإمكان بريطانيا التدخل لمنع تهجير اليهود من أوروبا الشرقية، إلا أنها وجدت أن لها مصلحة في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد، وقامت بتوفير الحماية لهم والمساعدة اللازمة.



نص وعد بلفور



وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد،
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور


* بالتنسيق مع شبكة "أصدقاء فلسطين".

================

منقول

ناصر التوحيد
11-03-2009, 11:46 AM
وما كان وعد بلفور ليصدر ولا لينفذ ويتحقق لولا الثورة العربية الكبرى

che-anees
11-03-2009, 02:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

الاخ ناصر تقول بان الثورة العربية هي من ساهمت بتحقيق الوعد مع اني اخالفك الراي الا انه كان لها دور في ذلك و لكن الدور الاكبر للخلافة العثمانية و ضعف اخر خليفة عثماني و تهاون المسلمين بمقدساتهم و ابتعادهم عن الحق.... هو ما حقق وعد بلفور و مئات الوعود الصهيونية .... بل ان استمر التهاون فستصل صتوتهم الى دول الخليج العربي و الى المغرب العربي ايضا... فحذار حذار من التهاون ايها المسلمون و ابقوا على عهد نبينا الحبيب محمد بن عبد الله - صلى الله عليه و سلم- و الا فاذنوا بحرب من الله و رسوله .....

تحياتي لكم:emrose:

ناصر التوحيد
11-03-2009, 03:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
الاخ ناصر تقول بان الثورة العربية هي من ساهمت بتحقيق الوعد مع اني اخالفك الراي الا انه كان لها دور في ذلك و لكن الدور الاكبر للخلافة العثمانية و ضعف اخر خليفة عثماني و تهاون المسلمين بمقدساتهم و ابتعادهم عن الحق.... هو ما حقق وعد بلفور و مئات الوعود الصهيونية .... بل ان استمر التهاون فستصل صتوتهم الى دول الخليج العربي و الى المغرب العربي ايضا... فحذار حذار من التهاون ايها المسلمون و ابقوا على عهد نبينا الحبيب محمد بن عبد الله - صلى الله عليه و سلم- و الا فاذنوا بحرب من الله و رسوله .....
تحياتي لكم:emrose:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وانا معك فيما قلته
فالثورة هي نتاج ضعف الدولة العثمانية قبل سقوطها باسباب من الداخل بيد الطورانييون ومن الخارج بدعم بريطاني لمن تحالف معها من الطورانيين ومن العرب , وسبب الدعم البريطاني كان معروفا لعدة أسباب : أن العثمانيين كانوا حلفاء الألمان , واستكشاف النفط في شبه الجزيرة العربية والعراق ,وزرع دولة إسرائيل .
ولكــــــن ...
مهما كانت الدولة العثمانية ضغيفة لكنها كانت مهيوبة الجانب من الغرب بسبب وحدتها الاسلامية
وما كانت بريطانيا لتستطيع اطلاق وعد بلفور الا بعد ضمان ازاحة الدولة العثمانية من خلال ثورة الاتحاديين الاتراك ونالثورة العربية عليها عدا عن ثورات بلاد البلقان ..
لأن العثمانيين كانوا أمناء في الحفاظ على فلسطين

ةماذا كانت نتيجة هذه الثورة العربية الكبرى :
انتقل العرب من حكم العثمانيين المسلمين إلى سيطرة الاحتلال البريطاني والفرنسي حيث تم تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو التي أدت إلى تقسيم الدولة العربية إلى دول حسب الخريطة الحالية وهذا أدى إلى نشؤ دول جديدة، ولكن في الغالب كانت الأنظمة موالية لمنشئيها المستعمرين، ولم ينظر الاحتلال إلا إلى مصالح الغرب, وتم اقامة دولة إسرائيل على أرض عربية بعد سلسلة ممنهجة من المجازر والطرد والتهجير للفلسطينين وأدى ذلك إلى إعلان دولة إسرائيل في أيار 1948, وهذا الذي لم يحدث في زمن العثمانيين.

muslimah
11-04-2009, 08:23 AM
بعد 92 عاما .. وعد بلفور يعود من جديد
محيط - جهان مصطفى

http://www.moheet.com/image/50/225-300/501678.jpg
فلسطينيون يحيون ذكرى النكبة

قبل 92 عاما وتحديدا في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 ، كان الفلسطينيون والعرب على موعد مع أكبر كارثة في تاريخهم الحديث تجسدت في "وعد بلفور" الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين بناء على المقولة المزيفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ".
وما يضاعف من وطأة وقسوة تلك الكارثة أن الإطار الذي رسمت من خلاله مازال مستمرا ويئن تحت وطأته العالم العربي وإن كان بأشكال مختلفة ، حيث لم يعد أحد يتحدث عن "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " وإنما المؤامرة الاستعمارية الغربية الجديدة تتم هذه المرة من خلال شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية ولعل احتلال العراق يؤكد تلك الحقيقة المريرة ، كما يؤكد أن الاستعمار يتقاسم الأدوار في كل مرحلة تاريخية ، فبريطانيا كانت هى الواجهة والغرب بأكمله يدعمها إبان تنفيذ مخطط إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
وبعد أن تحقق هذا الأمر ، تحولت البوصلة نحو الولايات المتحدة التي تتزعم الآن المخططات الاستعمارية الغربية في المنطقة العربية والتي ظهرت جليا باحتلال العراق مرورا بتمزيق الصومال والتمهيد لتقسيم السودان .
وعد بلفور الجديد
بل إن واشنطن تسعى الآن للقضاء على ما تبقى من حقوق فلسطينية وهى ضئيلة جدا مقارنة بفلسطين التاريخية عبر الضغط على الفلسطينيين والعرب للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية نقية ، الأمر الذي يعني في حال نجاحه استكمال وعد بلفور واستكمال تهويد فلسطين وشطب القضية الفلسطينية تماما لمصلحة الرواية الصهيونية المستندة إلى الأساطير المزيفة التي تعتبر أن " فلسطين هى أرض الميعاد لشعب الله المختار (اليهود) بناء على وعد إلهي" .
فالاعتراف بـ "يهودية إسرائيل " سيكون بمثابة وعد بلفور آخر تستكمل فيه إسرائيل مشروعها لتهويد كامل فلسطين التاريخية بما يحمله ذلك من شطب حق العودة لحوالي ستة ملايين لاجئ فلسطيني إلى وطنهم وممتلكاتهم وتجريد من تبقى من العرب ( حوالي مليون ونصف ) في مناطق 48 من حق البقاء والملكية والمواطنة .
ومثلما لعب وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور وحكومة ديفيد لويد جورج البريطانية دور البطولة في إصدار وعد بلفور الأول ، فإن وعد بلفور الجديد والمقصود به الاعتراف بيهودية إسرائيل يلعب دور البطولة فيه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي شارك في غزو العراق كما يسعى الآن باعتباره مبعوث اللجنة الرباعية الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط لفرض حل على الفلسطينيين يتجاهل حق العودة ويصر على يهودية إسرائيل ويعترف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل .
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه بالفعل ، فوزير الخارجبة البريطاني جيمس أرثر بلفور كان وجه تصريحا مكتوبا باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية يتعهد فيه بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وفي السنوات الأخيرة قام أقرب حلفاء بلير وهو الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بتوجيه رسالة لقادة إسرائيل مشابهة لوعد بلفور يقول فيها إنه يعترف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل.
وهكذا يتأكد أن التآمر الغربي الاستعماري على الأمة العربية مازال مستمرا وبشكل أكثر شراسة وكان وعد بلفور هو البداية فقط ، كما أن بريطانيا لم تكن وحدها العقل المدبر لتلك الكارثة ، فهى كانت الواجهة وكان الغرب كله من خلفها ،
فوعد بلفور جاء بعد نحو عام على توقيع اتفاقية "سايكس بيكو" بين بريطانيا وفرنسا والتي قامت بتوزيع تركة الدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بين الدولتين ، فكانت مصر والعراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني بقرار من عصبة الأمم التي أنشئت بإرادة المنتصرين في تلك الحرب .
واقع مؤلم
‏‏

http://www.moheet.com/image/63/225-300/634400.jpg
المجازر الإسرائيلية تتواصل

أوضاع العرب حينها كانت غير قادرة على مواجهة المخططات الكارثية السابقة حيث كان العرب إما ضعفاء وإما قد خرج بعضهم توا من حال الاستعمار ونال الاستقلال وإما مازالوا يعانون من وطأة الانتداب والاستعمار (مباشرة أو غير مباشرة) ، وللأسف فإن الصورة الآن لم تختلف كثيرا عن الماضي ، بل إنها زادت سوءا بسبب الانقسامات العربية العربية وبدء الحرب الأمريكية على ما يسمى بالإرهاب بجانب الأمر الأخطر وهو وقوع الانقسام الفلسطيني الداخلي بين تيارين : الأول هو المطالب بالحق الفلسطيني (كل فلسطين) مع التمسك بخيار المقاومة ، والثاني هو المؤيد لمفاوضات عبثية للحصول على جزء من فلسطين لا يشكل سوى أقل من عشر الحق الفلسطيني التاريخي .
هذا الانقسام يعتبر الأسوأ منذ إصدار وعد بلفور الذي أنتج النكبة والتهجير والتضحيات والمعاناة الفلسطينية المفتوحة ، وفي حال لم يتم معالجته سريعا فإن وعد بلفور الجديد ( يهودية إسرائيل ) لن يواجه أية عقبات تذكر وبالتالي لا عزاء للقضية الفلسطينية حينها .
ويبقى الأمل معقودا على وعي الشعب الفلسطيني بقضيته وحقوقه التاريخية وتذكر الثورات والانتفاضات التي انطلقت في فلسطين منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى والتي كان من أبرزها ثورة (البراق 1929) وثورة 1936 والتي لم تأبه للجرائم والمجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية (الأرجون والشتيرن والهاجاناه ) والتي طالت حينها نحو 531 قرية وبلدة في عموم فلسطين ، وبعد ذلك انتقلت الحال الفلسطينية من التشرد بعد نكبة 1948 إلى حركة تحرر وطني في 1965 وفي السنوات الأخيرة كان هناك أيضا الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى ( الانتفاضة الثانية ) .
وبالنسبة لعرب 48 ، فإن "يوم الأرض" في 6 مارس 1976 يؤكد أن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لم يفقدوا روح التضحية ، ففي هذا اليوم الخالد ، دافع الفلسطيني عن أرضه التي تعتبر عنوان وجوده وبقائه في الوطن المغتصب ، فلو استطاعت إسرائيل مصادرة الأراضي التابعة للأقلية الفلسطينية داخلها لأقدمت لاحقا على تهجير جزء كبير منهم حفاظا على يهوديتها ، لكن اصرار الفلسطيني على الدفاع عن أرضه ووجوده فاجأ قادة إسرائيل وكان بمثابة تحول تاريخي ، حيث توحد الدم الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب دفاعا عن الأرض ، معلنا بأن لا مساومة على حقه في الحياة والبقاء .
ما سبق يؤكد أن كل الجرائم والمجازر الإسرائيلية لم تستطع انتزاع شرعية الوجود من فلسطينيي الداخل وصار الفلسطيني المغتصب في وطنه أسطورة في الصمود والارتباط بالأرض مهما عظمت التضحيات وهو الأمر الذي أدى إلى إفشال الهجمات المتلاحقة للاستيلاء على الأرض وتهويد المناطق العربية وجعل المواطنين العرب أقلية لتعلو قضية فلسطيني الداخل كجزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية ككل ، فهل يتذكر فسطينيو اليوم هذه التضحيات التاريخية الكبيرة ويتركون الصراع على سلطة واهية ؟! .
لقد باتت هناك حقيقة غير قابلة للجدل وهى أنه لا خيار أمام الفلسطينيين سوى التوحد ولم الشمل لكى لا يستيقظ الجميع ذات يوم على وعد بلفور جديد وتكرار كارثة وعد بلفور القديم .
كارثة تاريخية

http://www.moheet.com/image/37/225-300/374956.jpg
عرب 48

وكان وعد بلفور القديم جاء على شكل تصريح مكتوب موجه في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917 من قبل آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك في حكومة ديفيد لويد جورج إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد ليونيل والتر روتشيلد يتعهد فيه بإنشاء " وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" واشتهر هذا التصريح حينئذ باسم "وعد بلفور" أو "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وجاء في نص الوعد الكارثي " وزارة الخارجية البريطانية ، 2 نوفمبر 1917 : عزيزي اللورد روتشيلد ، يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية وقد عرض على الوزارة وأقرته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى ، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح . المخلص آرثر بلفور".
هذا الوعد جاء بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية من جهة واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا والحفاظ على مصالحها في المنطقة .
وقامت الحكومة البريطانية حينها بعرضه على الرئيس الأمريكي الأسبق ولسون ووافق على محتواه قبل نشره كما وافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918 ثم تبعها الرئيس الأمريكي ولسون رسمياً وعلنياً سنة 1919 وكذلك اليابان وفي 25 إبريل سنة 1920 ، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب وفي 24 تموز/ يوليو عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول/ سبتمبر 1923 وبذلك يتأكد أن وعد بلفور كان وعداً غربياً وليس بريطانياً فحسب.
لقد كان هذا الوعد بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في تلك الأرض منذ آلاف السنين ، كما كان هذا الوعد بمثابة صك ممن لا يملك إلى من لا يستحق ، حيث شرع الجنرال "اللمبي" قائد القوات البريطانية في فلسطين آنذاك بفتح أبواب الهجرة لليهود للاستيطان في القدس بعد صدور الوعد مباشرة ورغم أن وجود اليهود كان لا يتجاوز حينها 3% من السكان جعل منهم الاحتلال البريطاني أصحاب شأن ومشاركين أساسيين في اتخاذ القرارات ، في حين همش الرأي العربي ولم يؤخذ به.
كما اتخذت اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها هذا الوعد مستنداً قانونياً لتدعم به مطالبها المتمثلة في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين وتحقيقاً لحلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 والذي أقر البرنامج الصهيوني وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
لقد تمكن اليهود من استغلال تلك القصاصة الصادرة عن آرثر بلفور المعروف بقربه من الحركة الصهيونية ومن ثم صك الانتداب وقرار الجمعية العامة عام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من أيار/ مايو عام 1948 وليحظى هذا الكيان الغاصب بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى ولتصبح إسرائيل أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تغتصب أرض الآخرين وتلقى مساندة دولية جعلتها تعربد في المنطقة وتتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية وتبطش بمن تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه دون رحمة .
تفسيرات ودوافع

http://www.moheet.com/image/50/225-300/501758.jpg



واختلفت التفسيرات والدوافع وراء هذا الوعد الكارثي ، فهناك من برره بتلاقي المصالح الاستعمارية وتقاطعها مع الحركة الصهيونية انطلاقاً من القيمة الاستراتيجية لفلسطين باعتبارها بوابة العبور إلى آسيا ، وفي هذا الإطار وصف تيودور هرتزل دور الدولة اليهودية في فلسطين بقوله :" سنكون بالنسبة إلى أوروبا جزءاً من حائط يحميها من آسيا وسنكون بمثابة حارس يقف في الطليعة ضد البربرية".
وهناك من برره برغبة بريطانيا في كسب تأييد يهود العالم لها أثناء الحرب العالمية الأولى وتقليص موجات الهجرة اليهودية نحو أوروبا وتحويلها باتجاه فلسطين لما تحمله هذه الهجرات من أعباء وتبعات تضر ببريطانيا ودول أوروبا الأخرى بشكل عام .
أما بلفور نفسه فبرر إصدار الوعد انطلاقاً من دوافع إنسانية ، أما لويد جورج الذي أصدرت حكومته الوعد فقد برر القرار في كتابه "الحقيقة حول معاهدات الصلح" بعدة عوامل منها ما يفيد بأنه كان هناك سباق مع ألمانيا حول كسب اليهود إلى جانبهم.
ورأت بعض الصحف البريطانية حينها في الوعد محاولة لإيجاد قاعدة صهيونية في فلسطين لحماية مصالح بريطانيا في المنطقة ، فضلا عن مد نفوذها الإمبراطوري إلى هناك ، في حين رأت فيه مصادر غربية أخرى مكافأة للباحث حاييم وايزمن لخدمته بريطانيا باكتشافات علمية خدمت الأنشطة العسكرية البريطانية إبان الحرب العالمية الأولى .
أما الرؤية العربية والإسلامية فترى أنه كان هناك سعي صهيوني حثيث جعل الوعد جزءا من الحركة الاستعمارية التي ربطت الصهيونية بها لتحقيق أهدافها في المنطقة وترفض تلك الرؤية مزاعم بلفور حول الدوافع الإنسانية استنادا إلى أحداث وقراءات تاريخية مفادها أن بلفور لم يكن يفكر في مأساة اليهود الإنسانية بل على العكس من ذلك فقد رفض التدخل لدى الروس لمنعهم من "اضطهاد اليهود" ، كما أن مساهمة اليهود في دعم بريطانيا في الحرب كانت محدودة ومقتصرة على بعض اليهود غير الصهاينة .
ويرى خبراء القانون الدولي أن وعد بلفور باطل من الناحية القانونية وبالتالي فإن كل ما نتج عنه وكل ما تأسس عليه فهو باطل ، فالوجود البريطاني في فلسطين كان مجرد احتلال ولا يمنح الاحتلال أو الانتداب الدولة المنتدبة حق التصرف بالأراضي الواقعة تحت وصايتها أو أي جزء منها ، كما أن فلسطين ليست جزءاً من الممتلكات البريطانية حتى تمنحها لمن تشاء .
هذا بالإضافة إلى أن الحكومة البريطانية أعلنت في مناسبات كثيرة أن الهدف من احتلالها هو تحرير فلسطين من السيطرة العثمانية وإقامة حكومة وطنية فيها ، ومن هنا يرى خبراء القانون الدولي أن تصريح بلفور ليس له صفة الإلزام القانوني فهو تصريح من جانب واحد لا التزامات متقابلة فيه وقد صدر في صيغة رسالة موجهة من وزير الخارجية البريطاني إلى أحد رعايا الدولة ذاتها فليس لهذا التصريح صفة المعاهدة أو الاتفاق أو العقد الدولي .
كما أن تصريح بلفور جعل فلسطين وطناً لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفاً من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك والذي كان يقدر بحوالي 12 مليوناً ، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفاً من المواطنين الذين كانوا ومنذ آلاف السنين يطورون حياتهم في بادية وريف ومدن هذه الأرض .
وأخيرا ، فإن هذا الوعد يتعارض مع أحد أهم مبادئ القانون الدولي ألا وهو مبدأ حق تقرير المصير الذي طالما نادى به الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وادعوا أنهم منحازون إليه وساعون إلى تطبيقه في كل مكان .
والخلاصة أن هذا الوعد كان أحد وجوه التآمر الاستعمار الغربي على الدول العربية ولم يبق من خيار أمامها سوى التمسك بحقوقها وأرضها .

الفن الممكن
11-04-2009, 03:11 PM
هذا الوعد سببه اعتراف الدول العربيه باسرائيل كدوله
هو سبب نكبه قضيه دوله فلسطيين وهو سبب تهجير الكثير منهم
وهو سبب في معاناتهم حتى هذه اللحظه .

che-anees
11-04-2009, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....

الموضوع ايها الاخوة الكرام ان كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني هذه الايام و ما عاناه في السابق ما هو الا بسبب تعنت البعض و اتخاذهم القرارات دون الرجوع الى مرجعية محترمة وافق عليها الشعب كممثل له .... بل ان السبب الرئيسي هو ايها الاخوة الكرام ان هذه الاقليه تتخذ قراراتها بناء على اسباب شخصية بعيدة كل البعد عن الواقع المشهود و عن المصلحة العامة وما ارى ذلك الا بسبب تغييبهم للدين و طمعهم في كرسي السلطة .... واي سلطة هي هذه؟؟؟!!!!

اراهم- واني ليتقطع قلبي على ما اراه - يتقانلون على حفنة من الاموال المتطايرة هنا و هناك لكنها مغموسة بالذل و بالهوان فوالله ما تدفع الاموال و لا التبرعات الا لتعزيز الاختلاف القائم و للاسف الشديد ما نراه ان بعض الانظمة العربية تساند هذا المخطط بطريقة مباشرة او غير مباشرة ... ففي حين و قف الرئيس الفنزويلي ابان الحرب على غزة و طرد السفير الاسرائيلي استغرق اجتماع الحكومات العربية اسبوعين حتى يتم بل الشكلة ان الخلاف حول مكان الاجتماع و ماهيته هو من ساد ذاك الاجتماع و ابتعد عن الهدف الرئيسي المعقود من اجله... بل ما يزيد الوضع سوءا ان الدول الاسلامية لم تجتمع الا قبل انتهاء الحرب بيومين او ثلاثة..... فاي وطن يتحدثون عنه و عن اي اسلام يتكلمون اهو اسلام المعتصم؟ ام اسلام صلاح الدين؟ ام ماذا ايها الاعزاء؟؟؟؟؟

و الله اني لرايت الرجل يسجن اخاه او يزج بابن عمه داخل السجون... و رايت الرجل يضرب ابنه لانه قال كلمة حق لا يبغي بها الا وجه ربه الكريم.... فماذا تنتظرون ايها الاخوة ممن باعوا انفسهم من اجل حفنة من الدولارات و قليل من القمح و السكر؟؟؟؟!!!!!! ماذا تنتظرون ممن يتسلحون ضد جيرانهم من المسلمين و يتركون خطوطهم مكشوفة للعدو الصهيوني؟؟؟ ماذا تنتظرون ممن ينفقون ملايين الدولارات على صفقة من السلاح ولّى زمانها و باتت مستهلكة مع ان ملايين المسلمين لا يجدون ما ياكلونه او يلبسونه؟؟؟ و الله انه لزمان اخبر به النبي محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام- حين اخبر عن فئة قليلة ثابتة على الحق لا تخشى في الله لومة لائم ... و اني لاخشى ان تزول هذه الفرقة و ان تختفي بزيادة الشهوات و ضعف النفوس....

اسال الله العظيم ان يثبتني واياكم على الحق و ان تبقى فئة ظاهرة على الحق لا يخشون الا الله و ان يقولوا كلمة الحق حتى لو قطعت رقابهم..... فما اعظمكم ال ياسر و ما اعظمك ايها الامام احمد بن حنبل اين انتم في هذا الزمن الذي باتت النفوس فيه تطلب الشهوات و تبتعد عن الحق...

اللهم اغفر لي ولمن سبقني الى الايمان ... اللهم ثبتنا على الحق .... اللهم انصر المجاهدين المسلمين في كل مكان.... اللهم اظهر الحق و اكثِر من متَّبعيه انك ولي ذلك و القادر عليه... و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلبن محمد و على اله و صحبه و من تبعه باحسان الى يوم الدين....