المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.



عبد العزيز النجدي
11-22-2009, 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.

أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.


وهي أبيات جميلة جدا فيها من العبرة الشيء الكثير , ولايمل المرء من تردادها
[قالها بعدما رد على الأشاعرة والنفات _ في النونية_, وبين ضررهم عى الدين, فبين أنه وقع فيما وقعوا فيه, حتى أتاح الله من أزال عنه تلك الأوهام ’ وأخذ بيده إلى طريق الحق والسلامة وهو شيخ الاسلام ابن تيمية]

قال ابن القيم _ رحمه الله_:



يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم **حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا** حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة *** مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي *** الذي لا زال يشخب فيه ميزابان


وقال في موضع آخر:

يا طالب الحق المبين ومؤثرا *** علم اليقين وصحة الإيمان
اسمع مقالة ناصح خبر الذي*** عند الورى مذ شب حتى الآن
ما زال مذ عقدت يداه إزاره *** قد شد ميرزه إلى الرحمن
وتخلل الفترات للعزمات أمـ ـر*** لازم لطبيعة الإنسان
وتولد النقصان من فتراته *** أو ليس سائرنا بني النقصان
طاف المذاهب يبتغي نورا *** ليهديه وينجيه من النيران
وكأنه قد طاف يبتغي ظلمة *** الـ ـليل البهيم ومذهب الحيران
والليل لا يزداد إلا قوة *** والصبح مقهور بذي السلطان
حتى بدت في سيره نار على** طور المدينة مطلع الإيمان
فأتى ليقبسها فلم يمكنه مع** تلك القيود منالها بأمان
لولا تداركه الإله بلطفه ***ولى على العقبين ذا نكصان
لكن توقف خاضعا متذللا *** مستشعر الإفلاس من أثمان
فأتاه جند حل عنه قيوده *** فامتد حينئذ له الباعان
والله لولا أن تحل قيوده *** وتزول عنه ربقة الشيطان
كان الرقي إلى الثريا مصعدا*** من دون تلك النار في الإمكان
فرأى بتلك النار آكام المديـ ـنة** كالخيام تشوفها العينان
ورأى هنالك كل هاد مهتد ***يدعو إلى الإيمان والإيقان
فهناك هنأ نفسه متذكرا ***ما قاله المشتاق منذ زمان


والله أعلم.

عبد العزيز النجدي
11-22-2009, 11:28 PM
من أين لك هذا ؟؟

يلزمك ذكر المصدر ..

انظر النونية مع شرح ابن عيسى: [الجزء الثاني/ 72]

فخر الدين المناظر
11-22-2009, 11:40 PM
الذي أعلمه عن ابن القيم أنه يقبل التصوف بمعني تزكية النفس ويرى جواز استعمال المصطلح مثل غيره من أهل العلم، ويرفض ما وقعوا فيه من أخطاء .. وفرق بين منهج الأكابر من متقدمي الصوفية وهو منهج رصين قائم على الاتباع ونبذ الابتداع وبين منهج متأخري الصوفية القائم على الابتداع والزندقة وحدثني قلبي عن ربي والتخاريف البابوية ...

لهذا فلا تندهش إذا وجدت كلمة التصوف عند ابن القيم فهي تعني التزكية وليس التصوف البدعي الفلسفي..

أما قصة هذه الأبيات فلا يوجد دليل يؤكد انه كان متصوفا معتقدا بهرطقات الصوفية فرجع عن ذلك بعد لقائه بشيخ الإسلام ابن تيمية، بل غاية ما في الأمر انه كان معتقدا بأشياء استبان له خطؤها في باب الاعتقاد بعد لقائه بابن تيمية، ولربما كان هذا نتيجة انه كان مجتهدا في الاعتقاد كغيره من العلماء، ولربما أداه اجتهاده إلى الوقوع في أخطاء ... لكن لا دليل على أنه كان متصوفا بدعيا يعتقد بما اعتقده أولئك.

DirghaM
11-22-2009, 11:54 PM
انظر النونية مع شرح ابن عيسى: [الجزء الثاني/ 72]
نعم قلتَ ذلك في البداية، آسف لم أنتبه..

متعلم أمازيغي
11-23-2009, 12:01 AM
نعم لقد كان ابن قيم الجوزية رحمه الله في أول الأمر متصوفا،و خير دليل على ذلك كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد و إياك نستعين،و قد حققه الشيخ حامد الفقي رحمه الله و آخذ عليه الكثير من الأمور،فليرجع إلى الكتاب للتأكد.

عبد العزيز النجدي
11-23-2009, 12:12 AM
* من المعلوم أن مصطلح الصوفية مصطلح مطاط..
إذ كان يطلق قديما على أهل العبادة والزهد , وهذا لايعني أن من يطلق عليه ذلك لايكون من أهل العلم, بل المراد أنه من المكثرين من العبادة.
× قال ابن تيمية" وكان السلف يسمون أهل الدين والعلم: القراء, فيدخل فيهم: العلماء والنساك, ثم حدث بعد ذلك اسم: الصوفية والفقراء..." [الفرقان ص74]
فهذا القسم ليس داخلا في كلامي السابق , لأنه بالمعنى العام أكثر أهل العلم داخل فيه.

إنما المراد بما سبق_ وهو ظاهر_ : من جعلوا اسم الصوفية ذلولا لإدخال البدع والمحدثات على أهل الإسلام, ممن هم أبعد الناس عن العبادة واستشعارها.
بل غاية ما معهم خرافات وأباطيل وتلبيس ابليس.
وهم مع ذلك يزعمون أن أصل العلم معهم, وأن الناس أصحاب ظواهر , وأما علمهم فباطن.

وقال _ رحمه الله_ عن محاولة بعض أهل البدع والإلحاد التستر خلف اسم الصوفية:


"فإن ابن عربي وأمثاله _وإن ادعوا أنهم من الصوفية_ فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة , ليسوا من صوفية أهل الكلام فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة , كالفضيل بن عياض , و إبراهيم بن أدهم , و أبي سليمان الداراني , و معروف الكرخي ,والجنيد بن محمد ,و سهل بن عبد الله التستري , وأمثالهم , رضوان الله عليهم أجمعين."
[ الفرقان ص142, ط: اليحيى]

والله أعلم.

فخر الدين المناظر
11-23-2009, 06:03 PM
نعم لقد كان ابن قيم الجوزية رحمه الله في أول الأمر متصوفا،و خير دليل على ذلك كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد و إياك نستعين،و قد حققه الشيخ حامد الفقي رحمه الله و آخذ عليه الكثير من الأمور،فليرجع إلى الكتاب للتأكد.

لا اعتقد انه دليل على كونه كان صوفيا اخي الفاضل متعلم بن مازيغ، وكتاب "مدارج السالكين" كما تعلمون هو رد للأخطاء التي وقع فيها شيخ الإسلام الهروي رحمه الله الموسوم بـ "مدارج السائرين" وتنقيح للكتاب ورده إلى الأصول السنية، غير أن ابن القيم رحمه الله في شرحه لكتاب الهروي جارى الأخير في اصطلاحات الصوفية ووضحها وكشف مستغلقاتها وأيضا اعتنى بنصوص الهروي المجملة ففسر تلك العبارات المجملة وحملها على أحسن المحامل ، وقد يورد للنص معنيين أو ثلاثة ، ثم يقوم باختيار أحسنها، ليحمل كلام الهروي عليه مما جعل الفقي رحمه الله يظن انه وقع في الأخطاء.

ثانيا: ألف ابن القيم مدارج السالكين في أواخر حياته و بعد وفاة الشيخ ابن تيمية، (أي بعد التوبة من التصوف المزعومة).

ثالثا: الشيخ الفقي رحمه الله قسى على الإمام ابن القيم في بعض المواضع، وغالب ذلك يعود إلى كلام ابن القيم في مصطلحات التصوف والتعليق على كلام بعض المتصوفة التي ذكرها الإمام في كتابه ، وقد رد على الشيخ الفقي الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد في كتابه الموسوم بـ "أضواء المسارج على جور التعليقات على المدارج" .

والله أعلم.

متعلم أمازيغي
11-24-2009, 01:03 PM
أستاذنا القدير د.فخر الدين المناظر أشكرك على هذا التوضيح الوافي الكافي

و الحق أني لما قرأت هذا الكتاب كان في عمري 19سنة (قبل أربع سنوات) و منذ ذلك الحين لم أعد إليه،و لم أفهم منه إلا الشئ اليسير جدا،لاستعمال ابن القيم رحمه الله لاصطلاحات لم أكن أدرك مغزاها،لكن ما ترسخ في ذهني كون الشيخ حامد الفقي قسى على الإمام،و كان يقف عند بعض زلاته و يترحم عليه و يستغفر له،و يرميه بالتصوف.
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل،و بارك الله في جهودكم.