المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ابن حزم في الرد على القصيدة الملعونة لنقفور ملك الروم



فخر الدين المناظر
11-24-2009, 09:45 PM
هي قصيدة مباركة في نقض الملة النصرانية، بل هي من أروع القصائد في هذا الباب، وقد ذكرني موضوع الأخ العبادلة بها هي وقصيدة القرافي التي سنرفعها لاحقا إن شاء الله... وصفها الإمام ابن كثير بـ " بالفريدة الإسلامية المنصورة الميمونة"

قصة القصيدة قد أوردها ابن كثير في البداية والنهاية، وهي أن نقفور جعل كتابه -لعنهم الله جميعا- ينظمون له قصيدة في سب الإسلام والنبي ( ص )، وأرسلها إلى الخليفة المطيع بالله، فما إن بلغت للإمام العلامة ابن حزم حتى نظم قصيدته المباركة ارتجالا رحمه الله وانتصارا لله ولرسوله وهي كالآتي -مع تلوين الشطر الذي ينقض النصرانية بالأحمر-:

من المحتمي بالله رب العوالم ****ودين رسول الله من آل هاشم

محمد الهادي إلى الله بالتقى***وبالرشد والإسلام أفضل قائم

عليه من الله السلام مرددا***إلى أن يوافي الحشر كل العوالم

إلى قائل بالإفك جهلا وضلة****عن النقفور المفتري في الأعاجم

دعوت إماما ليس من أمرائه****بكفيه إلا كالرسوم الطواسم

دهته الدواهي في خلافته كما****دهت قبله الأملاك دهم الدواهم

ولا عجب من نكبة أو ملمة****تصيب الكريم الجدود الأكارم

ولو أنه في حال ماضي جدوده****لجرعتم منه سموم الأراقم

عسى عطفة لله في اهل دينه ****تجدد منه دارسات المعالم

فخررتم بما لو كان فيكم حقيقة****لكان بفضل الله أحكم حاكم

إذن لاعترتكم خجلة عند ذكره ****وأخرس منكم كل فاه مخاصم

سلبناكم كرا ففزتم بغرة****من الكر أفعال الضعاف العزائم

فطرتم سرورا عند ذاك ونسوة****كفعل المهين الناقص المتعالم

وما ذاك إلا في تضاعيف عقله****عريقا وصرف الدهر جم الملاحم

ولما تنازعنا الأمور تخاذلا****ودانت لأهل الجهل دولة ظالم

وقد شعلت فينا الخلائف فتنة ****لعبدانهم مع تركهم والدلائم

بكفر أياديهم وجحد حقوقهم ****بمن رفعوه من حضيض البهائم

وثبتم على أطرافنا عند ذاكم****وثوب لصوص عند غفلة نائم

ألم تنتزع منكم بأعظم قوة****جميع بلاد الشام ضربة لازم

ومصرا وأرض القيروان بأسرها****وأندلسا قسرا بضرب الجماجم

ألم ننتزع منكم على ضعف حالنا****صقلية في بحرها المتلاطم

مشاهد تقديساتكم وبيوتها****لنا وبأيدينا على رغم راغم

أما بيت لحم والقمامة بعدها****بأيدي رجال المسلمين الأعاظم

وسر كيسكم قسرا برغم أنوفكم****وكرسى قسطنطينية في المعادم

ولا بد من عود الجميع بأسره ****إلينا بعز قاهر متعاظم

أليس يزيد حل وسط دياركم****على باب قسطنطينية بالصورام

ومسلمة قد داسها بعد ذاكم****بجيش تهام قد دوى بالضراغم

وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي****بنى فيكم في عصره المتقادم

إلى جنب قصرالملك من دار ملككم****ألا هذه حق صرامة صارم

وأذى لهارون الرشد مليككم ****رفادة مغلوب وجزية غارم

سلبناكم مصرا شهود بقوة ****حبانا بها الرحمن أرحم راحم

إلى بيت يعقوب وأرباب دومة ****إلى لجة البحر المحيط المحاوم

فهل سرتم في أرضنا قط جمعة ****أبى لله ذا كم يا بقايا الهزائم

فما لكم إلا الأماني وحدها ****بضائع نوكى تلك أحلام نائم

رويدا بعد نحو الخلافة نورها ****وسفر مغير وجوه الهواشم

وحينئذ تدرون كيف قراركم****إذا صدمتكم خيل جيش مصادم

على سالف العادات منا ومنكم****ليالي بهم في عداد الغنائم

سبيتم سبايا يحصر العدو دونها****وسبيكم فينا كقطر الغمائم

فلو رام خلق عدها رام معجزا ****وأتى بتعداد لرش الحمائم

بأبنا بني حمدان وكافور صلتم****أراذل أنجاس قصار المعاصم

دعي وحجام سطوتهم عليهما**** وما قدر مصاص دماء المحاجم

فهلا على دميانة قبل ذاك أو**** على محل أربا رماة الضراغم

ليالي قادوكم كما اقتادكم *** أقيال جرجان بحز الحلاقم

وساقوا على رسل بنات ملوككم *** سبايا كما سيقت ظباء الصرائم

ولكن سلوا عنا هرقلا ومن خلى *** لكم من ملوك مكرمين قماقم

يخبركم عنا التنوخ وقيصر *** وكم قد سبينا من نساء كرائم

وعما فتحنا من منيع بلادكم*** وعما أقمنا فيكم من مآتم

ودع كل نذل مفتر لا تعده*** إماما ولا الدعوى له بالتقادم

فهيهات سامرا وتكريت منكم*** إلى جبل تلكم أماني هائم

منى يتمناها الضعيف ودونها *** نظائرها وحز الغلاصم

تريدون بغداد سوقا جديدة *** مسيرة شهر للفنيق القواصم

محلة أهل الزهد والعلم والتقى*** ومنزلة يختارها كل عالم

دعوا الرملة الصهباء عنكم فدونها*** من المسلمين الغر كل مقاوم

ودون دمشق جمع جيش كأنه *** سحائب طير ينتحي بالقوادم

وضرب يلقي الكفر كل مذلة *** كما ضرب السكي بيض الدراهم

ومن دون أكناف الحجاز جحافل*** كقطر الغيوم الهائلات السواحم

بها من بني عدنان كل سميدع *** ومن حي قحطان كرام العمائم

ولو قد لقيتم من قضاعة كبة *** لقيتم ضراما في يبيس الهشائم

إذا أصبحوكم ذكروكم بما خلا *** لهم معكم من صادق متلاحم

زمان يقودون الصوافن نحوكم *** فجئتم ضمانا أنكم في الغنائم

سيأتيكم منهم قريبا عصائب *** تنسيكم تذكار أخذ العواصم

وأموالكم حل لهم ودماؤكم *** بها يشتفي حر الصدور الحوايم

وأرضيكم حقا سيقتسمونها *** كما فعلوا دهرا بعدل المقاسم

ولو طرقتكم من خراسان عصبة *** وشيراز والري الملاح القوائم

لما كان منكم عند ذلك غيرما *** عهدنا لكم ذل وعض الأباهم

فقد طالما زاروكم في دياركم *** مسيرة عام بالخيول الصوادم

فأما سجستان وكرمان بال *** أولى وكابل حلوان بلاد المراهم

وفي فارس والسوس جمع عرمرم *** وفي أصبهان كل أروع عارم

فلوا قد أتاكم جمعهم لغدوتم *** فرائس كالآساد فوق البهائم

وبالبصرة الغراء والكوفة التي *** سمت وبآدي واسط بالعظائم

جموع تسامى الرمل عدا وكثرة *** فما أحد عادوه منه بسالم

ومن دون بيت الله في مكة التي *** حباها بمجد للبرايا مراحم

محل جميع الأرض منها تيقنا *** محلة سفل الخف من فص خاتم

دفاع من الرحمن عنها بحقها *** فما هو عنها رد طرف برائم

بها وقع الأحبوش هلكى وفيلهم *** بحصباء طير في ذرى الجو حائم

وجمع كجمع البحر ماض عرمرم *** حمى بنية البطحاء ذات المحارم

ومن دون قبر المصطفى وسط طيبة*** جموع كمسود من الليل فاحم

يقودهم جيش الملائكة العلى *** دفاعا ودفعا عن مصل وصائم

فلو قد لقيناكم لعدتم رمائما *** كما فرق الإعصار عظم البهائم

وباليمن الممنوع فتيان غارة *** إذا ما لقوكم كنتم كالمطاعم

وفي جانبي أرض اليمامة عصبة *** معاذر أمجاد طوال البراجم

نستفينكم والقرمطيين دولة *** تقووا يميمون التقية حازم

خليفة حق ينصر الدين حكمه *** ولا يتقي في الله لومة لائم

إلى ولد العباس تنمي جدوده *** بفخر عميم مزبد الموج ناعم

ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم *** فاهلا بماضي منهم وبقادم

محلهم في مسجد القدس أولدى *** منازل بغداد محل المكارم

وإن كان من عليا عدي وتيمها *** ومن أسد هذا الصلاح الحضارم

فاهلا وسهلا ثم نعمى ومرحبا *** بهم من خيار سالفين أقادم

هم نصروا الإسلام نصرا مؤزرا *** وهم فتحوا البلدان فتح المراغم

رويدا فوعد الله بالصدق وارد *** بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم

سنفتح قسطنطينية وذواتها *** ونجعلكم فوق النسور القعاشم

ونفتح أرض الصين والهند عنوة *** بجيش لأرض الترك والخزر حاطم

مواعيد للرحمن فينا صحيحة *** وليست كآمال العقول السواقم

ونملك أقصى أرضكم وبلادكم *** ونلزمكم ذل الحر أو الغارم

إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه *** جميع الأراضي بالجيوش الصوارم

أتقرن يا مخذول دينا مثلثا *** بعيدا عن المعقول بادي المآثم

تدين لمخلوق يدين لغيره *** فيا لك سحقا ليس بخفي لعالم

أناجيلكم مصنوعة قد تشابهت*** كلام الأولى فيها أتوا بالعظائم

وعود صليب ما تزالون سجدا *** له يا عقول الهاملات السوائم

تدينون تضلالا بصلب إلهكم *** بأيدي يهود أرذلين لآئم

إلى ملة الإسلام توحيد ربنا *** فما دين ذي دين لها بمقاوم

وصدق رسالات الذي جاء بالهدى*** محمد الآتي برفع المظالم

وأذ عنت الأملاك طوعا لدينه *** ببرهان صدق طاهر في المواسم

كما دان في صنعاء مالك دولة *** وأهل عمان حيث رهط الجهاضم

وسائر أملاك اليمانين أسلموا *** ومن بلد البحرين قوم اللهازم

أجابوا لدين الله لا من مخافة *** ولا رغبة يحظى بها كف عادم

فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة*** بحق يقين بالبراهين فاحم

وحاباه بالنصر المكين إلهه *** وصير من عاداه تحت المناسم

فقير وحيد لم تعنه عشيرة *** ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم

ولا عنده مال عتيد لناصر *** ولا دفع مرهوب ولا لمسالم

ولا وعد الأنصار مالا يخصم *** بلى كان معصوما لأقدر عاصم

ولم تنهنهه قط قوة آسر *** ولا مكنت من جسمه يد ظالم

كما يفتري إفكا وزورا وضلة *** على وجهه عيسى منكم كل لاطم

على أنكم قد قلتموا هو ربكم *** في الضلال في القيامة عائم

أبى لله أن يدعى له ابن صاحب *** ستلقى دعاة الكفر حالة نادم

ولكنه عبد نبي رسول مكرم *** من الناس مخلوق ولا قول زاعم

أيلطم وجه الرب تبا لدينكم *** لقد فقتم في قولكم كل ظالم

وكم آية أبدى النبي محمد *** وكم علم أبداه للشرك حاطم

تساوي جميع الناس في نصر حقه*** بل لكل في إعطائه حال خادم

فعرب وأحبوش وفرس وبربر *** وكرديهم قد فاز قدح المراحم

وقبط وأنباط وخزر وديلم *** وروم رموكم دونه بالقواصم

أبوا كفر أسلاف لهم فتمنعوا ***فآبوا بحظ في السعادة لازم

به دخلوا في ملة الحق كلهم *** ودانوا لأحكام الإله اللوازم

به صح تفسير المنام الذي أتى *** به دانيال قبله حتم حاتم

وهند وسند أسلموا وتدينوا *** بدين الهدى رفض لدين الأعاجم

وشق له بدر السموات آية *** وأشبع من صاع له كل طاعم

وسالت عيون الماء في وسط كفه*** فأروى به جيشا كثيرا هماهم

وجاء بما تقضي العقول بصدقه *** ولا كدعاء غير ذات قوائم

عليه سلام الله ماذر شارق *** تعقبه ظلماء أسحم قاتم

براهينه كالشمس لا مثل قولكم *** وتخليطكم في جوهر وأقائم

لنا كل علم من قديم ومحدث *** وأنتم حمير داميات المحازم

أتيتم بشعر بارد متخاذل *** ضعيف معاني النظم جم البلاعم

فدونكها كالعقد فيه زمرد*** ودر وياقوت بإحكام حاكم

DirghaM
11-26-2009, 04:26 PM
جزاك الله خيرا..
يتبين بوضوح كيف كانوا رحمهم الله يتعاملون بعزة مع الأعداء .. ليس كأهل عصر الذل هذا الذي يحكمه بعض الجبناء ممن يكادون يقبلون الأرض أذلاء امام اسيادهم الغربيين من اجل (منحهم الوضع المتقدم في العلاقات).

أبو سلمى المغربي
11-30-2009, 11:38 PM
(الْقَصِيدَةُ الْأَرْمَنِيَّةُ الْمَخْذُولَةَُ الْمَلْعُونَةُ) للنِّقْفُور الْمُلَقَّب بِالدُّمُسْتُقِ مَلِكَ الْأَرْمَنِ
اللعين النقفور الملقب الدمستق ملك الأرمن

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذَا اللَّعِينَ - أَعْنِي النِّقْفُورَ الْمُلَقَّبَ بِالدُّمُسْتُقِ مَلِكَ الْأَرْمَنِ - كَانَ قَدْ أَرْسَلَ قَصِيدَةً إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُطِيعِ لِلَّهِ نَظَمَهَا لَهُ بَعْضُ كُتَّابِهِ - مِمَّنْ كَانَ قَدْ خَذَلَهُ اللَّهُ وَأَذَلَّهُ ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، وَصَرَفَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَصْلِهِ - يَفْتَخِرُ فِيهَا لِهَذَا اللَّعِينِ ، وَيَتَعَرَّضُ لِسَبِّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَتَوَعَّدُ فِيهَا أَهْلَ حَوْزَةِ الْإِسْلَامِ بِأَنَّهُ سَيَمْلِكُهَا كُلَّهَا حَتَّى الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، عَمَّا قَرِيبٍ مِنَ الْأَعْوَامِ ، وَهُوَ أَقَلُّ وَأَذَلُّ وَأَخَسُّ وَأَضَلُّ مِنَ الْأَنْعَامِ ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَنْتَصِرُ لِدِينِ الْمَسِيحِ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ابْنِ الْبَتُولِ . وَرُبَّمَا يُعَرِّضُ فِيهَا بِجَنَابِ الرَّسُولِ ، عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ التَّحِيَّةُ وَالْإِكْرَامُ وَدَوَامُ الصَّلَاةِ مَدَى الْأَيَّامِ ، وَلَمْ يَبْلُغْنِي عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَصْرِ أَنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابَهُ ، رُبَّمَا أَنَّهَا لَمْ تَشْتَهِرْ ، أَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ [ ص: 290 ] أَقَلُّ مِنْ أَنْ يَرُدُّوا خِطَابَهُ ; لِأَنَّهُ كَالْمُعَانِدِ الْجَاحِدِ ، وَنَفَسُ نَاظِمِهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ شَيْطَانٌ مَارِدٌ . وَقَدِ انْتَخَى لِلْجَوَابِ عَنْهَا فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ ، فَأَفَادَ وَأَجَادَ ، وَأَجَابَ عَنْ كُلِّ فَصْلٍ بَاطِلٍ بِالصَّوَابِ وَالسَّدَادِ ، فَبَلَّ اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ ثَرَاهُ ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ .
وَهَا أَنَا أَذْكُرُ الْقَصِيدَةَ الْأَرْمَنِيَّةَ الْمَخْذُولَةَ الْمَلْعُونَةَ ، وَأُتْبِعُهَا بِالْفَرِيدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْمَنْصُورَةِ الْمَيْمُونَةِ .
قَالَ الْمُرْتَدُّ الْكَافِرُ الْأَرْمَنِيُّ عَلَى لِسَانِ مَلِكِهِ ، لَعَنَهُمَا اللَّهُ وَأَهْلَ مِلَّتِهِمْ أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ أَبْتَعِينَ أَبْصَعِينَ ، آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . وَمِنْ خَطِّ ابْنِ عَسَاكِرَ كَتَبْتُهَا ، وَقَدْ نَقَلُوهَا مِنْ كِتَابِ " صِلَةِ الصِّلَةِ " لِلْفَرْغَانِيِّ

وبعد أن ساقها ابن كثير قال :هَذَا آخِرُهَا ، لَعَنَ اللَّهُ نَاظِمَهَا وَأَسْكَنَهُ النَّارَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [ غَافِرٍ : 52 ] يَوْمَ يَدْعُو نَاظِمُهَا ثُبُورًا ، وَيَصْلَى سَعِيرًا ، وَيُبَاشِرُ ذُلًّا طَوِيلًا وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا .
****** قَصيدَةُ ابْنِ حَزمٍ :الْفَرِيدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْمَنْصُورَةِ الْمَيْمُونَةِ *****
وَقَدِ انْتَخَى لِلْجَوَابِ عَنْهَا فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ ، فَأَفَادَ وَأَجَادَ ، وَأَجَابَ عَنْ كُلِّ فَصْلٍ بَاطِلٍ بِالصَّوَابِ وَالسَّدَادِ ، فَبَلَّ اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ ثَرَاهُ ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ. وَهَذَا جَوَابُهَا لِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الْفَقِيهِ الظَّاهِرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ ، قَالَهَا ارْتِجَالًا حِينَ بَلَغَتْهُ هَذِهِ الْمَلْعُونَةُ ; غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، كَمَا شَاهَدَهُ مَنْ رَآهُ ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ ، وَغَفَرَ لَهُ زَلَلَهُ وَخَطَايَاهُ :

مِنَ الْمُحْتَمِي بِاللَّهِ رَبِّ الْعَوَالِمِ ***** وَدِينِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ آلِ هَاشِمِ
مُحَمَّدٍ الْهَادِي إِلَى اللَّهِ بِالتُّقَى ***** وَبِالرُّشْدِ وَالْإِسْلَامِ أَفْضَلِ قَائِمِ
عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ السَّلَامُ مُرَدَّدًا ***** إِلَى أَنْ يُوَافِي الْبَعْثَ كُلُّ الْعَوَالِمِ
إِلَى قَائِلٍ بِالْإِفْكِ جَهْلًا وَضِلَّةً ***** عَنِ النِّقْفُورِ الْمُفْتَرِي فِي الْأَعَاجِمِ
دَعَوْتَ إِمَامًا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ آلِهِ ***** بِكَفَّيْهِ إِلَّا كَالرُّسُومِ الطَّوَاسِمِ
دَهَتْهُ الدَّوَاهِي فِي خِلَافَتِهِ كَمَا ***** دَهَتْ قَبْلَهُ الْأَمْلَاكَ دُهْمُ الدَّوَاهِمِ
وَلَا عَجَبٌ مِنْ نَكْبَةٍ أَوْ مُلِمَّةٍ ***** تُصِيبُ الْكَرِيمَ الْحُرَّ وَابْنَ الْأَكَارِمِ
وَلَوْ أَنَّهُ فِي حَالِ مَاضِي جُدُودِهِ ***** لَجُرِّعْتُمُ مِنْهُ سُمُومَ الْأَرَاقِمِ
عَسَى عَطْفَةٌ لِلَّهِ فِي أَهْلِ دِينِهِ ***** تُجَدِّدُ مِنْهُمْ دَارِسَاتِ الْمَعَالِمِ
فَخَرْتُمْ بِمَا لَوْ كَانَ فَهْمٌ يُرِيكُمُ ***** حَقَائِقَ حُكْمِ اللَّهِ أَحْكَمِ حَاكِمِ
إِذَنْ لَعَرَتْكُمْ خَجْلَةٌ عِنْدَ ذِكْرِهِ ***** وَأُخْرِسَ مِنْكُمْ كُلُّ فَاهٍ مُخَاصِمِ
سَلَبْنَاكُمُ كَرًّا فَفُزْتُمْ بِغِرَّةٍ ***** مِنَ الْكَرِّ أَفْعَالَ الضِّعَافِ الْعَزَائِمِ
فَطِرْتُمْ سُرُورًا عِنْدَ ذَاكَ وَنَخْوَةً ***** كَفِعْلِ الْمَهِينِ النَّاقِصِ الْمُتَعَاظِمِ
وَمَا ذَاكَ إِلَّا فِي تَضَاعِيفِ غَفْلَةٍ ***** عَرَتْنَا وَصَرْفُ الدَّهْرِ جَمُّ الْمَلَاحِمِ
وَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْأُمُورَ تَخَاذُلًا ***** وَدَالَتْ لِأَهْلِ الْجَهْلِ دَوْلَةُ ظَالِمِ
وَقَدْ شَغَلَتْ فِينَا الْخَلَائِفَ فِتْنَةٌ ***** لِعُبْدَانِهِمْ مِنْ تُرْكِهِمْ وَالدَّيَالِمِ
بِكُفْرِ أَيَادِيهِمْ وَجَحْدِ حُقُوقِهِمْ ***** بِمَنْ رَفَعُوهُ مِنْ حَضِيضِ الْبَهَائِمِ
وَثَبْتُمْ عَلَى أَطْرَافِنَا عِنْدَ ذَاكُمُ ***** وُثُوبَ لُصُوصٍ عِنْدَ غَفْلَةِ نَائِمِ
أَلَمْ نَنْتَزِعْ مِنْكُمْ بِأَيْدٍ وَقُوَّةٍ ***** جَمِيعَ بِلَادِ الشَّامِ ضَرْبَةَ لَازِمِ
وَمِصْرَ وَأَرْضَ الْقَيْرَوَانِ بِأَسْرِهَا ***** وَأَنْدَلُسًا قَسْرًا بِضَرْبِ الْجَمَاجِمِ
أَلَمْ تَنْتَصِفُ مِنْكُمْ عَلَى ضَعْفِ حَالِهَا ***** صِقِلِّيَّةٌ فِي بَحْرِهَا الْمُتَلَاطِمِ
أَحَلَّتْ بِقُسْطَنْطِينَةٍ كُلُّ نَكْبَةٍ ***** وَسَامَتْكُمُ سُوءَ الْعَذَابِ الْمُلَازِمِ
مَشَاهِدُ تَقْدِيسَاتِكُمْ وَبُيُوتُهَا ***** لَنَا وَبِأَيْدِينَا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ
أَمَا بَيْتُ لَحْمٍ وَالْقُمَامَةُ بَعْدَهَا ***** بِأَيْدِي رِجَالِ الْمُسْلِمِينَ الْأَعَاظِمِ
وَكُرْسِيُّكُمْ فِي أَرْضِ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ ***** وَكُرْسِيُّكُمْ فِي الْقُدْسِ فِي أُورَشَالِمِ
ضَمَمْنَاهُمُ قَسْرًا بِرَغْمِ أُنُوفِكُمْ ***** كَمَا ضَمَّتِ السَّاقَيْنِ سُودُ الْأَدَاهِمِ
وَكُرْسِيُّ أَنْطَاكِيَّةٍ كَانَ بُرْهَةً ***** وَدَهْرًا بِأَيْدِينَا بَذُلِّ الْمَلَاغِمِ
فَلَيْسَ سِوَى كُرْسِيِّ رُومَةَ فِيكُمُ ***** وَكُرْسِيِّ قُسْطَنْطِينَةٍ فِي الْمَقَادِمِ
وَلَا بُدَّ مِنْ عَوْدِ الْجَمِيعِ بِأَسْرِهِ ***** إِلَيْنَا بِعِزٍّ قَاهِرٍ مُتَعَاظِمِ
أَلَيْسَ يَزِيدٌ حَلَّ وَسْطَ دِيَارِكُمْ ***** عَلَى بَابِ قُسْطَنْطِينَةٍ بِالصَّوَارِمِ
وَمَسْلَمَةٌ قَدْ دَاسَهَا بَعْدَ ذَاكُمُ ***** بِجَيْشٍ لُهَامٍ كَاللُّيُوثِ الضَّرَاغِمِ
وَأَخْدَمَكُمْ بِالذُّلِّ مَسْجِدَنَا الَّذِي ***** بُنِي فِيكُمُ فِي عَصْرِهِ الْمُتَقَادِمِ
إِلَى جَنْبِ قَصْرِ الْمُلْكِ مِنْ دَارِ مُلْكِكُمْ ***** أَلَا هَذِهِ حَقًّا صَرِيمَةُ صَارِمِ
وَأَدَّى لِهَارُونَ الرَّشْيدِ مَلِيكُكُمْ ***** إِتَاوَةَ مَغْلُوبٍ وَجِزْيَةَ غَارِمِ
سَلَبْنَاكُمُ مَسْرَى شُهُورًا بِقُوَّةٍ ***** حَبَانَا بِهَا الرَّحْمَنُ أَرْحَمُ رَاحِمِ
إِلَى بَيْتِ يَعْقُوبٍ وَأَرْيَافِ دُومَةٍ ***** إِلَى لُجَّةِ الْبَحْرِ الْبَعِيدِ الْمَحَارِمِ
فَهَلْ سِرْتُمُ فِي أَرْضِنَا قَطُّ جُمْعَةً ***** أَبَى اللَّهُ ذَاكُمْ يَا بَقَايَا الْهَزَائِمِ
فَمَا لَكُمُ إِلَّا الْأَمَانِيُّ وَحْدَهَا ***** بَضَائِعَ نَوْكَى تِلْكَ أَحْلَامُ نَائِمِ
رُوَيْدًا يَعُدْ نَحْوَ الْخِلَافَةِ نُورُهَا ***** وَيُسْفِرُ مُغْبَرُّ الْوُجُوهِ السَّوَاهِمِ
وَحِينَئِذٍ تَدْرُونَ كَيْفَ فِرَارُكُمْ ***** إِذَا صَدَمَتْكُمْ خَيْلُ جَيْشٍ مُصَادِمِ
عَلَى سَالِفِ الْعَادَاتِ مِنَّا وَمِنْكُمُ ***** لَيَالِيَ أَنْتُمْ فِي عِدَادِ الْغَنَائِمِ
سُبِيتُمْ سَبَايَا يَحْصَرُ الْعَدُّ دُونَهَا ***** وَسَبْيُكُمْ فِينَا كَقَطْرِ الْغَمَائِمِ
فَلَوْ رَامَ خَلْقٌ عَدَّهَا رَامَ مُعْجِزًا ***** وَأَنَّى بِتَعْدَادٍ لِرِيشِ الْحَمَائِمِ
بِأَبْنَاءِ حَمْدَانَ وَكَافُورَ صُلْتُمُ ***** أَرَاذِلَ أَنْجَاسٍ قِصَارِ الْمَعَاصِمِ
دَعِيُّ وَحَجَّامٌ سَطَوْتُمْ عَلَيْهِمَا ***** وَمَا قَدْرُ مَصَّاصٍ دِمَاءَ الْمَحَاجِمِ
فَهَلَّا عَلَى دِمْيَانَةٍ قَبْلَ ذَاكَ أَوْ ***** عَلَى مَحَلٍ أَرْبَا رُمَاةُ الضَّرَاغِمِ
لَيَالِيَ قَادُوكُمْ كَمَا اقْتَادَ جَازِرٌ ***** حَلَائِبَ أَتْيَاسٍ لَحَزِّ الْحَلَاقِمِ
وَسَاقُوا عَلَى رِسْلٍ بَنَاتِ مُلُوكِكُمْ ***** سَبَايَا كَمَا سِيقَتْ ظِبَاءُ الصَّرَائِمِ
وَلَكِنْ سَلُوا عَنَّا هِرَقْلًا وَمَنْ خَلَا ***** لَكُمْ مِنْ مُلُوكٍ مُكْرَمِينَ قُمَاقِمِ
يُخَبِّرْكُمُ عَنَّا الْمُتَوَّجُ مِنْكُمُ ***** وَقَيْصَرُكُمْ عَنْ سَبْيِنَا لِلْكَرَائِمِ
وَعَمَّا فَتَحْنَا مِنْ مَنِيعِ بِلَادِكُمْ ***** وَعَمَّا أَقَمْنَا فِيكُمُ مِنْ مَآتِمِ
وَدَعْ كُلَّ نَذْلٍ مُفْتَرٍ لَا تَعُدَّهُ ***** إِمَامًا وَلَا مِنْ مُحْكَمَاتِ الدَّعَائِمِ
فَهَيْهَاتَ سَامَرَّا وَتَكْرِيتُ مِنْكُمُ ***** إِلَى جَبَلٍ تِلْكُمْ أَمَانِيُّ هَائِمِ
مَتَى يَتَمَنَّاهَا الضَّعِيفُ وَدُونَهَا ***** تَطَايُرُ هَامَاتٍ وَحَزُّ الْغَلَاصِمِ
وَمِنْ دُونِ بَغْدَادٍ سُيُوفٌ حَدِيدَةٌ ***** مَسِيرَةَ شَهْرٍ لِلْفَنِيقِ الْقَوَاصِمِ
مَحَلَّةُ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْخَيْرِ وَالتُّقَى ***** وَمَنْزِلَةٌ مُحْتَلُّهَا كُلُّ عَالِمِ
دَعُوا الرَّمْلَةَ الصَّهْبَاءَ عَنْكُمْ فَدُونَهَا ***** مِنَ الْمُسْلِمِينَ الصِّيدِ كُلُّ مُقَاوِمِ
وَدُونَ دِمَشْقٍ جَمْعُ جَيْشٍ كَأَنَّهُ ***** سَحَائِبُ طَيْرٍ تَنْتَحِي بِالْقَوَادِمِ
وَضَرْبٌ يُلَقِّي الْكُفْرَ كُلَّ مَذَلَّةٍ ***** كَمَا ضَرَبَ السَّكِّيُّ بِيضَ الدَّرَاهِمِ
وَمِنْ دُونِ أَكْنَافِ الْحِجَازِ جَحَافِلٌ ***** كَقَطْرِ الْغُيُوثِ الْهَامِلَاتِ السَّوَاجِمِ
بِهَا مِنْ بَنِي عَدْنَانَ كُلُّ سَمَيْدَعٍ ***** وَمِنْ حَيِّ قَحْطَانٍ كِرَامُ الْعَمَائِمِ
وَأَمْوَالُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَدِمَاؤُكُمْ ***** بِهَا يُشْتَفَى حَرُّ النُّفُوسِ الْحَوَائِمِ
وَلَوْ قَدْ لَقِيتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ كُبَّةً ***** لَقِيتُمْ ضِرَامًا فِي يَبِيسِ الْهَشَائِمِ
. إِذَا صَبَّحُوكُمْ ذَكَّرُوكُمْ بِمَا خَلَا ***** لَهُمْ مَعَكُمْ مِنْ مَأْزِقٍ مُتَلَاحِمِ
زَمَانَ يَقُودُونَ الصَّوَافِنَ نَحْوَكُمْ ***** فَجِئْتُمْ ضَمَانًا أَنَّكُمْ فِي الْمَغَانِمِ
سَيَأْتِيكُمُ مِنْهُمْ قَرِيبًا عَصَائِبٌ ***** تُنَسِّيكُمُ تَذْكَارَ أَخْذِ الْعَوَاصِمِ
وَأَرْضُكُمُ حَقًّا سَيَقْتَسِمُونَهَا ***** كَمَا فَعَلُوا دَهْرًا بِعَدْلِ الْمُقَاسِمِ
وَلَوْ طَرَقَتْكُمُ مِنْ خُرَاسَانَ عُصْبَةٌ ***** وَشِيرَازَ وَالرَّيِّ الْقِلَاعِ الْقَوَائِمِ
لَمَا كَانَ مِنْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ غَيْرُ مَا ***** عَهِدْنَا لَكُمْ ذُلٌّ وَعَضُّ الْأَبَاهِمِ
فَقَدْ طَالَ مَا زَارُوكُمُ فِي دِيَارِكُمْ ***** مَسِيرَةَ عبَامٍ بِالْخُيُولِ الصَّلَادِمِ
وَأَمَّا سِجِسْتَانُ وَكَرْمَانُ وَالْأُلَى ***** بِكَابُلَ حَلُّوا فِي بِلَادِ الْبَرَاهِمِ
وَفِي فَارِسٍ وَالسُّوسِ جَمْعٌ عَرَمْرَمٌ ***** وَفِي أَصْبَهَانَ كُلُّ أَرْوَعَ عَازِمِ
فَلَوْ قَدْ أَتَاكُمْ جَمْعُهُمْ لَغَدَوْتُمُ ***** فَرَائِسَ لِلْآسَادِ مِثْلَ الْبَهَائِمِ
وَبِالْبَصْرَةِ الزَّهْرَاءِ وَالْكُوفَةِ الَّتِي ***** سَمَتْ وَبِأَدْنَى وَاسِطٍ كَالْكَظَائِمِ
جُمُوعٌ تُسَامِي الرَّمْلَ جَمٌّ عَدِيدُهَا ***** فَمَا أَحَدٌ يَنْوِي لِقَاهُمْ بِسَالِمِ
وَمِنْ دُونِ بَيْتِ اللَّهِ فِي مَكَّةَ الَّتِي ***** حَبَاهَا بِمَجْدٍ لِلثُّرَيَّا مُزَاحِمِ
مَحَلُّ جَمِيعِ الْأَرْضِ مِنْهَا تَيَقُّنًا ***** مَحَلَّةُ سُفْلِ الْخُفِّ مِنْ فَصِّ خَاتَمِ
دِفَاعٌ مِنَ الرَّحْمَنِ عَنْهَا بِحَقِّهَا ***** فَمَا هُوَ عَنْهَا كَرَّ طَرْفٍ بِرَائِمِ
بِهَا دَفَعَ الْأُحْبُوشَ عَنْهَا وَقَبْلَهُمْ ***** بِحَصْبَاءِ طَيْرٍ فِي ذُرَا الْجَوِّ حَائِمِ
وَجَمْعٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ مَاضٍ عَرَمْرَمٍ ***** حَمَى سُرَّةَ الْبَطْحَاءِ ذَاتِ الْمَحَارِمِ
وَمِنْ دُونِ قَبْرِ الْمُصْطَفَى وَسْطَ طِيبَةٍ ***** جُمُوعٌ كَمُسْوَدٍّ مِنَ اللَّيْلِ فَاحِمِ
يَقُودُهُمْ جَيْشُ الْمَلَائِكَةِ الْعُلَا ***** كِفَاحًا وَدَفْعًا عَنْ مُصَلٍّ وَصَائِمِ
فَلَوْ قَدْ لَقِينَاكُمْ لَعُدْتُمْ رَمَائِمًا ***** بِمَنْ فِي أَعَالِي نَجْدِنَا وَالتَّهَائِمِ
وَبِالْيَمَنِ الْمَمْنُوعِ فِتْيَانُ غَارَةٍ ***** . إِذَا مَا لَقُوكُمْ كُنْتُمْ كَالْمَطَاعِمِ
وَفِي حِلَّتَيْ أَرْضِ الْيَمَامَةِ عُصْبَةٌ ***** مَغَاوِرُ أَنْجَادٍ طِوَالُ الْبَرَاجِمِ
سَتُفْنِيكُمْ وَالْقِرْمِطِيِّينَ دَوْلَةٌ ***** تَعُودُ لِمَيْمُونِ النَّقِيبَةِ حَازِمِ
خَلِيفَةُ حَقٍّ يَنْصُرُ الدِّينَ حُكْمُهُ ***** وَلَا يَتَّقِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمِ
إِلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ تُنْمَى جُدُودُهُ ***** بِفَخْرٍ عَمِيمٍ أَوْ لِزُهْرِ الْعَبَاشِمِ
مُلُوكٌ جَرَى بِالنَّصْرِ طَائِرُ سَعْدِهِمْ ***** فَأَهْلًا بِمَاضٍ مِنْهُمُ وَبِقَادِمِ
مَحَلَّتُهُمْ فِي مَسْجِدِ الْقُدْسِ أَوْ لَدَى ***** مَنَازِلِ بَغْدَادَ مَحَلُّ الْمَكَارِمِ
وَإِنْ كَانَ مِنْ عُلْيَا عَدِيٍّ وَتَيْمِهَا ***** وَمِنْ أَسَدٍ أَهْلِ الصَّلَاحِ الْحَضَارِمِ
فَأَهْلًا وَسَهْلًا ثُمَّ نُعْمَى وَمَرْحَبًا ***** بِهِمْ مِنْ خِيَارٍ سَالِفِينَ أَقَادِمِ
هُمُ نَصَرُوا الْإِسْلَامَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ***** وَهُمْ فَتَحُوا الْبُلْدَانَ فَتْحَ الْمُرَاغِمِ
رُوَيْدًا فَوَعْدُ اللَّهِ بِالصِّدْقِ وَارِدٌ ***** بِتَجْرِيعِ أَهْلِ الْكُفْرِ طَعْمَ الْعَلَاقِمِ
سَنَفْتَحُ قُسْطَنْطِينَةَ وَذَوَاتِهَا ***** وَنَجْعَلُكُمْ قُوتَ النُّسُورِ الْقَشَاعِمِ
وَنَمْلِكُ أَقْصَى أَرْضِكُمْ وَبِلَادِكُمْ ***** وَنُلْزِمُكُمْ ذُلَّ الْجِزَى وَالْمَغَارِمِ
وَنَفْتَحُ أَرْضَ الصِّينِ وَالْهِنْدِ عَنْوَةً ***** بِجَيْشٍ لِأَرْضِ التُّرْكِ وَالْخَزْرِ حَاطِمِ
مَوَاعِيدُ لِلرَّحْمَنِ فِينَا صَحِيحَةٌ ***** وَلَيْسَتْ كَأَمْثَالِ الْعُقُولِ السَّقَائِمِ
إِلَى أَنْ يُرَى الْإِسْلَامُ قَدْ عَمَّ حُكْمُهُ ***** جَمِيعَ الْبِلَادِ بِالْجُيُوشِ الصَّوَارِمِ
أَتَقْرِنُ يَا مَخْذُولُ دِينَ مُثَلِّثٍ ***** بَعِيدًا عَنِ الْمَعْقُولِ بَادِي الْمَآثِمِ
تَدِينُ لِمَخْلُوقٍ يَدِينُ عِبَادَهُ ***** فَيَا لَكَ سُحْقًا لَيْسَ يَخْفَى لِكَاتِمِ
أَنَاجِيلُكُمْ مَصْنُوعَةٌ بِتَكَاذُبٍ ***** كَلَامِ الْأُلَى فِيهَا أَتَوْا بِالْعَظَائِمِ
وُعُودُ صَلِيبٍ مَا تَزَالُونَ سُجَّدًا ***** لَهُ يَا عُقُولَ الْهَامِلَاتِ السَّوَائِمِ
تَدِينُونَ تَضْلَالًا بِصَلْبِ إِلَهِكُمْ ***** بِأَيْدِي يَهُودٍ أَرْذَلِينَ أَلَائِمِ
إِلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ تَوْحِيدِ رَبِّنَا . ***** فَمَا دِينُ ذِي دِينٍ لَنَا بِمُقَاوِمِ
وَصِدْقِ رِسَالَاتِ الَّذِي جَاءَ بِالْهُدَى ***** مُحَمَّدٍ الْآتِي بِدَفْعِ الْمَظَالِمِ
وَأَذْعَنَتِ الْأَمْلَاكُ طَوْعًا لِدِينِهِ ***** بِبُرْهَانِ صِدْقٍ ظَاهِرٍ فِي الْمَوَاسِمِ
كَمَا دَانَ فِي صَنْعَاءَ مَالِكُ دَوْلَةٍ ***** وَأَهْلُ عُمَانٍ حَيْثُ رَهْطِ الْجَهَاضِمِ
وَسَائِرُ أَمْلَاكِ الْيَمَانِينَ أَسْلَمُوا ***** وَمِنْ بَلَدِ الْبَحْرَيْنِ قَوْمُ اللَّهَازِمِ
أَجَابُوا لِدِينِ اللَّهِ دُونَ مَخَافَةٍ ***** وَلَا رَغْبَةٍ تَحْظَى بِهَا كَفُّ عَادِمِ
فَحَلُّوا عُرَى التِّيجَانِ طَوْعًا وَرَغْبَةً ***** بِحَقٍّ يَقِينٍ بِالْبَرَاهِينِ نَاجِمِ
وَحَابَاهُ بِالنَّصْرِ الْمَكِينِ إِلَهُهُ ***** وَصَيَّرَ مَنْ عَادَاهُ تَحْتَ الْمَنَاسِمِ
فَقِيرٌ وَحِيدٌ لَمْ تُعِنْهُ عَشِيرَةٌ ***** وَلَا دَفَعُوا عَنْهُ شَتِيمَةَ شَاتِمِ
وَلَا عِنْدَهُ مَالٌ عَتِيدٌ لِنَاصِرٍ ***** وَلَا دَفْعِ مَرْهُوبٍ وَلَا لِمُسَالِمِ
وَلَا وَعَدَ الْأَنْصَارَ مَالًا يَخُصُّهُمْ ***** بَلَى كَانَ مَعْصُومًا لِأَقْدَرِ عَاصِمِ
فَلَمْ تَمْتَهِنْهُ قَطُّ قُوَّةُ آسِرٍ ***** وَلَا مُكِّنَتْ مِنْ جِسْمِهِ يَدُ لَاطِمِ
كَمَا يَفْتَرِي إِفْكًا وَزُورًا وَضِلَّةً ***** عَلَى وَجْهِ عِيسَى مِنْكُمُ كُلُّ آثِمِ
عَلَى أَنَّكُمْ قَدْ قُلْتُمُ هُوَ رَبُّكُمْ ***** فَيَا لَضَلَالٍ فِي الْحَمَاقَةِ عَائِمِ
أَبَى اللَّهُ أَنْ يُدْعَى لَهُ ابْنٌ وَصَاحِبٌ ***** سَتَلْقَى دُعَاةُ الْكُفْرِ حَالَةَ نَادِمِ
وَلَكِنَّهُ عَبْدٌ نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ ***** مِنَ النَّاسِ مَخْلُوقٌ وَلَا قَوْلَ زَاعِمِ
أَيُلْطَمُ وَجْهُ الرَّبِّ تَبًّا لِنَوْكِكُمْ ***** لَقَدْ فُقْتُمْ فِي ظُلْمِكُمْ كُلَّ ظَالِمِ
وَكَمْ آيَةٍ أَبْدَى النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ***** وَكَمْ عِلْمٍ أَبْدَاهُ لِلشِّرْكِ حَاطِمِ
تَسَاوَى جَمِيعُ النَّاسِ فِي نَصْرِ حَقِّهِ ***** فَلِلْكُلِّ فِي إِعْظَامِهِ حَالُ خَادِمِ
فَعُرْبٌ وَأُحْبُوشٌ وَفُرْسٌ وَبَرْبَرٌ ***** وَكُرْدِيُّهُمْ قَدْ فَازَ قِدْحُ الْمَرَاحِمِ
وَقِبْطٌ وَأَنْبَاطٌ وَخَزْرٌ وَدَيْلَمٌ ***** وَرُومٌ رَمَوْكُمْ دُونَهُ بِالْقَوَاصِمِ
أَبَوْا كُفْرَ أَسْلَافٍ لَهُمْ فَتَحَنَّفُوا ***** فَآبُوا بِحَظٍّ فِي السَّعَادَةِ جَاثِمِ
بِهِ دَخَلُوا فِي مِلَّةِ الْحَقِّ كُلُّهُمْ ***** وَدَانُوا لِأَحْكَامِ الْإِلَهِ اللَّوَازِمِ
بِهِ صَحَّ تَفْسِيرُ الْمَنَامِ الَّذِي أَتَى ***** بِهِ دَانِيَالُ قَبْلَهُ خَتْمِ خَاتِمِ
وَسِنْدٌ وَهِنْدٌ أَسْلَمُوا وَتَدَيَّنُوا ***** بِدِينِ الْهُدَى فِي رَفْضِ دِينِ الْأَعَاجِمِ
وَشَقَّ لَنَا بَدْرَ السَّمَوَاتِ آيَةً ***** وَأَشْبَعَ مِنْ صَاعٍ لَهُ كُلَّ طَاعِمِ
وَسَالَتْ عُيُونُ الْمَاءِ فِي وَسْطِ كَفِّهِ ***** فَأَرْوَى بِهِ جَيْشًا كَثِيرَ الْهَمَاهِمِ
وَجَاءَ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ بِصِدْقِهِ ***** وَلَا كَدَعَاوٍ غَيْرِ ذَاتِ قَوَائِمِ
عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ***** تَعَاقَبَهُ ظَلْمَاءُ أَسْحَمَ قَاتِمِ
بَرَاهِينُهُ كَالشَّمْسِ لَا مِثْلُ قَوْلِكُمْ ***** وَتَخْلِيطِكُمْ فِي جَوْهَرٍ وَأَقَانِمِ
لَنَا كُلُّ عِلْمٍ مِنْ قَدِيمٍ وَمُحْدَثٍ ***** وَأَنْتُمْ حَمِيرٌ دَامِيَاتُ الْمَحَازِمِ
أَتَيْتُمْ بِشِعْرٍ بَارِدٍ مُتَخَاذِلٍ ***** ضَعِيفِ مَعَانِي النَّظْمِ جَمِّ الْبَلَاغِمِ

سعيد الحلبي
10-30-2010, 09:44 PM
جزاكم الله خيرا
وممن أجاب ابن الكافرة ورد عليه
الإمام القفال الشاشي الشافعي رحمه الله
وقصيدته مذكورة في ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي
الطبقة الثالثة

عياض
10-31-2010, 12:55 AM
و في اول قصيدة هذا المتجبر نقفوريوس فوكاس الذي سلط على المسلمين ايضا عبرة و فوائد لا تقل عن ما في قصيدة الرد...فهي تبين بشهادة الأعداء ما الذي يجعل امتنا تهوي..فقد انتشر في المناطق التي دخلها هذا الملك و في زمنه اقوال من الرفض و الباطنية و الفلسفات الالحادية المتمسحة بثوب الدين ..فانتشر بسببها امراض الوهن و الاختلاف و التنازع و خمود الهمم ما جرأ عليهم عدوهم..و لا ادل من عدم رد اهل تلك البلاد عليه من دلالة على انتشار العقائد الفاسدة فيهم و بعدهم عن الحق و اختلافهم عليه...وحسبك ان الدول التي كانت تطالبه بالضريبه هما من اضعف الدول التي مرت في تاريخ الاسلام دولة الفاطميين قبل ان يصلحها كافور على علاته..دع عنك الدولة الحمدانية و التي و ان كانت اقل شرا من جهة الرفض الا ان تقديمها للفلسفات الالحادية معروف...و كلنا يعرف من حياة ابي الطيب و اشعاره كيف كان امر الدين في هذه الفترة الحالكة و ادعى اقواله منها للعبرة قوله هذا:

أما سمعت أذناك ما أنا صانع * ولكن دهاك الوهن عن فعل حازم
فإن تك عما قد تقلدت نائما * فإني عما همني غير نائم
ثغوركم لم يبق فيها - لوهنكم * وضعفكم - إلا رسوم المعالم
نصرنا عليكم حين جارت ولاتكم * وأعلنتمو بالمنكرات العظائم قضاتكم
باعوا القضاء بدينهم * كبيع ابن يعقوب ببخس الدراهم
عدولكم بالزور يشهد ظاهرا * وبالافك والبرطيل مع كل قائم
تناولتم أصحابه بعد موته (يقصد اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم) * بسب وقذف وانتهاك المحارم

عياض
10-31-2010, 01:35 AM
جزاكم الله خيرا
وممن أجاب ابن الكافرة ورد عليه
الإمام القفال الشاشي الشافعي رحمه الله
وقصيدته مذكورة في ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي
الطبقة الثالثة
و سياق الامام السبكي لها بسندها من طريق غير الطريق الذي وقف عليه ابن كثير و بيان العام الذي وقفوا فيه عليها و المكان يقوي جانب الثقة بوجود القصيدة و ينفي الشكوك التي ابداها بعض الباحثين في صحتها لما فيها من خبرة باحوال المسلمين..و هو شك غير متجه اذ قد سبقت امثالها من ملوك الروم في بيزنطة و الأندلس من استعمال كتبة عرب في الهجوم على الاسلام بقصائد و كتب..فضلا عن ان الامبراطور نقفور الثاني نفسه كانت له معرفة جيدة باحوال العالم الاسلامي و اختلافاته حتى زعم ابن الأثير ان اباه كان مسلما من اهل طرسوس تنصر...

عياض
10-31-2010, 01:46 AM
و هذه قصيدة الامام الأصولي المجاهد القفال الشاشي وهو معاصر للأحداث و مباشر لها ابان غزو نقفور للجهة الشرقية من العالم الاسلامي..واحسن ما فيها نعيه على الامبراطور البيزنطي غدراته و فجراته و مقارنة حال الفتوح الاسلامية بحال الفتوح البيزنطية من الالتزام بوصايا الأنبياء و عدم التجبر في الأرض ان مكنوا...قال رحمه الله


أتانى مقال لامرئ غير عالم *** بطرق مجارى القول عند التخاصم
تخرص ألقابا له جد كاذب *** وعدد أثارا له جد واهم
وأفرط إرعادا بما لا يطيقه *** وأدلى ببرهان له غير لازم
تسمى بطهر وهو أنجس مشرك *** مدنسة أثوابه بالمداسم
وقال مسيحى وليس كذاكم *** أخو قسوة لا يحتذى فعل راحم
وليس مسيحيا جهولا مثلثا *** يقول لعيسى جل عن وصف آدم
وما الملك الطهر المسيحى غادرا *** ولا فاجرا ركانة للمظالم
تثبت هداك الله إن كنت طالبا *** لحق فليس الخبط فعل المقاسم
ولا تتكبر بالذى أنت لم تنل *** كلابس ثوب الزور وسط المقاوم
تعدد أياما أتت لوقوعها *** سنون مضت من دهرنا المتقادم
سبقت بها دهرا وأنت تعدها *** لنفسك لا ترضى بشرك المساهم
وما قدر أرتاح ودارا فيذكرا *** فخارا إذا عدت مساعى القماقم
وما الفخر فى ركض على أهل غرة *** وهل ذاك إلا من مخافة هازم
وهل نلت إلا صقع طرسوس بعد أن *** تسلمتها من أهلها كالمسالم
ومصيصة بالغدر قتلت أهلها *** وذلك فى الأديان إحدى العظائم
ترى نحن لم نوقع بكم وبلادكم *** وقائع يثنى ذكرها فى المواسم
مئين ثلاثا من سنين تتابعت *** ندوس الذرى من هامكم بالمناسم
ولم تفتح الأقطار شرقا ومغربا *** فتوحا تناهت فى جميع الأقالم
أتذكر هذا أم فؤادك هائم *** فليس بناس كل ذا غير هائم
ومن شر يوم للفتى هيمانه *** فيا هائما بل نائما شر نائم
ولو كان حقا كل ما قلت لم يكن *** علينا لكم فضل وفخر مكارم
فمنكم أخذنا كل ما قد أخذتم *** وأضعاف أضعاف له بالصماصم
طردناكم قهرا إلى أرض رومكم *** فطرتم من السامات طرد النعائم
لجأتم إليها كالقنافذ جثما *** أدلاهم عن حتفه كل حاطم
ولولا وصايا للنبى محمد *** بكم لم تنالوا أمن تلك المجاثم
فأنتم على خسر وإن عاد برهة *** إليكم حواشيها لغفلة قائم
ونحن على فضل بما فى أكفنا *** وفخر عليكم بالأصول الجسائم
ونرجو وشيكا أن يسهل ربنا *** لرد خوافى الريش تحت القوادم
وعظمت من أمر النساء وعندنا *** لكم ألف ألف من إماء وخادم
ولكن كرمنا إذ ظفرنا وأنتم *** ظفرتم فكنتم قدوة للألائم
وقلت ملكناكم بجور قضاتكم *** وبيعهم أحكامهم بالدراهم
وفى ذاك إقرارا بصحة ديننا *** وأنا ظلمنا فابتلينا بظالم
وعددت بلدانا تريد افتتاحها *** وتلك أمان ساقها حلم حالم
ومن رام فتح الشرق والغرب ناشرا *** لدين صليب فهو أخبث رائم
ومن دان للصلبان يبغى به الهدى *** فذاك حمار وسمه فى الخراطم
وليس وليا للمسيح مثلث *** فيرجوه نقفور لمحو المآثم
وعيسى رسول الله مولود مريم *** غذته كما قد غذيت بالمطاعم
وأما الذى فوق السموات عرشه *** فخالق عيسى وهو محيى الرمائم
وما يوسف النجار بعلا لمريم *** كما زعموا أكذب به قول زاعم
وإنجيلهم فيه بيان لقولنا *** وبشرى بآت بعد للرسل خاتم
وسماه بارقليط يأتى بكشف ما *** أتاهم به من حمله غير كاتم
وكان يسمى بابن داود فيهم *** بحيث إذا يدعى به فى التكالم
وهل أمسك المنديل إلا لحاجة *** وهل حاجة إلا لعبد وخادم
وإن كان قد مات النبي - صلى الله عليه و سلم - محمد *** فأسوة كل الأنبياء الأعاظم
وعيسى له فى الموت وقت مؤجل *** يموت له كالرسل من آل آدم
فإن دفعوا هذا فقد عجلوا له *** وفاة بصلب وارتكاب صيالم
صيالم من إكليل شوك وأحبل *** يجر بها نحو الصليب ولاطم
وإن يك أولاد لأحمد جرعوا *** شدائد من أسر وجز جماجم
فعيسى على ما تزعمون مجرع *** من القتل طعما مثل طعم العلاقم
ويحيى وزكريا وخلق سواهما *** أكارم عند الله نجل أكارم
تولتهم أيدى الطغاة فلم تنل *** قضاياهم من ذاك وصمة واصم
فمن مبلغ نقفور عنى مقالتى *** جوابا لما أبداه من نظم ناظم
لئن كان بعض العرب طارت قلوبهم *** أو ارتد منهم حشوة كالبهائم
لقد أسلمت بالشرق هند وسندها *** وصين وأتراك الرجال الأعاجم
بتدبير منصور بن نوح وجنده *** وأشياخه أهل النهى والعزائم
وإن تك بغداد أصيبت بملكها *** وصارت عبيدا للعبيد الديالم
فللحق أنصار ولله صفوة *** يذودون عنه بالسيوف الصوارم
فمن عرب غلب ملوك بغالب *** ومن عجم صيد ملوك بهازم
فبالدين منهم قائم أى قائم *** وللملك منهم هاشم أى هاشم
جزى الله سيف الدولة الخير باقيا *** وأكرمه بالفاضلات الكرائم
وألبس منصور بن نوح سلامة *** تدوم له ما عاش أدوم دائم
هما أمنا الإسلام من كل هاضم *** وصانا بناء الدين عن كل هادم
ومن مبلغ نقفور عنى نصيحة *** بتقدمة قدام عض الأباهم
أتتك خراسان تجر خيولها *** مسومة مثل الجراد السوائم
كهول وشبان حماة أحامس *** ميامن فى الهيجاء غير مشائم
غزاة شروا أرواحهم من إلاههم *** بجناته والله أوفى مساوم
فإن تعرضوا فالحق أبلج واضح *** معالمه مشهورة كالمعالم
تعالوا نحاكمكم ليحكم بيننا *** إلى السيف أن السيف أعدل حاكم
سيجرى بنا والله كاف وعاصم *** لنا خير واف للعباد وعاصم
ونرجو بفضل الله فتحا معجلا *** ننال بقسطنطين ذات المحارم
هناك ترى نقفور والله قادر *** ينادى عليه قائما فى المقاسم
ويجرى لنا فى الروم طرا وأهلها *** وأموالها جمعا سهام المغانم
فيضحك منا سن جذلان باسم *** ويقرع منه سن خزيان نادم
وإن تسلموا فالسلم فيه سلامة *** وأهنا عيش للفتى عيش سالم

رؤية ثاقبة
11-26-2010, 12:09 AM
جزاك الله خيرا

أبو سلمى المغربي
12-12-2010, 06:57 PM
C2cvbx-2bpbx2-7mam64-5jkjvt-35ev8j-x802py

طائر السنونو
12-19-2010, 04:04 PM
جزاكُمْ اللهُ خيرًا
احسنتم احسنَ اللهُ إليكم على النقل الحسن
رحِمَ اللهُ الكاِتبَ والناقل ..
وتقبلَ مِنا وَ مِنهُ ومنكم صالح الأعمال

عياض
12-21-2010, 02:03 AM
c2cvbx-2bpbx2-7mam64-5jkjvt-35ev8j-x802py
هل تعني ان الامامين كانا يستخدمان اللينوكس في مراسلاتهما؟؟:)):