المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله أوضح من النهار .



ATmaCA
06-11-2005, 12:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :

إن القطة العجماء تتبرز ثم لاتنصرف حتى تغطى برازها بالتراب . .

هل تعرف تلك القطة القبح والجمال ؟؟!!

وهى تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها وعينها تبرق بإحساس الخطيئة ,, فإذا لمحها تراجعت .. فأذا ضربها على رأسها طأطأت رأسها فى خجل واعتراف بالذنب .

هل تفهم القانون ؟؟

هل علمها احد الوصايا العشر والكتاب المكدس؟؟

والجمل الذى لايضاجع انثاة إلا فى خفاء وستر .. بعيداً عن العيون , فإذا أطلت عين لترى مايفعلة امتنع وتوقف ونكس رأسة إلى الارض.

هل يعرف الحياء ؟؟

وخلية النحل التى تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد فى حربها مع الزنابير . .

من علمها الشجاعة والفداء ؟؟

وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكى وتنصبها حاكمة فى حالة موت الملكة بدون وراثة .

من اين عرفت دستور الحكم ؟؟

والفقمة المهندسة التى تبنى السدود .

من علمها فنون الهندسة ؟؟؟

وحشرات الترميت التى تبنى بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً علوية تخرج الهواء الساخن .

من علمها قوانين الحمل الهوائى ؟؟

والبعوضة التى تجعل لبيضها الذى تضعة فى المستنقعات اكياساً للطفو يطفو بها على سطح الماء .

من علمها قوانين ارشميدس فى الطفو ؟؟

ونبات الصبار وهو ليس بالحيوان وليس لة إدراك الحيوان .. من علمة اختزان الماء فى اوراقة المكتنزة اللحمية ليواجة بها جفاف الصحارى وشح المطر ؟

من علمها الحرص والذكاء فى الاختزان ؟؟

والاشجار الصحراوية التى تجعل لبذورها أجنحة تطير بها اميالاً بعيدة بحثاً عن فرص مواتية للإنبات فى وهاد رملية جديبة .

والحشرة قاذفة القنابل التى تصنع غازات حارقة ثم تطلقها على اعدائها للارهاب .

من علمها ذلك ؟؟

والديدان التى تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفى .

من علمها ذكاء التخفى وفنونة ؟؟؟؟؟؟

والحباحب التى تضىء فى الليل لتجذب البعوض ثم تأكلة .

من وضع فيها هذة الخاصية ؟؟؟

والزنبور الذى يغرس إبرتة فى المركز العصبى للحشرة الضحية فيخدرها ويشلها ثم يحملها إلى عشة ويضع عليها بيضة واحدة .. حتى اذا فقست خرج البيض فوجد أكلة طازجة جاهزة .

من اين تعلم ذلك الذنبور الجراحة وتشريح الجهاز العصبى ؟؟!

ومن علم كل تلك الحشرات الحكمة والعلم والطب والإخلاق والسياسة ؟؟؟!!!


------


لماذا لانصدق عندما نقرأ فى القرآن ان الله هو المعلم ؟؟؟؟؟؟؟

لماذا لانصدق ان الله يوحى الى النحل وجميع والكائنات ؟؟

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }النحل68



الا يعبر كل هذا عن غاية إلهية ومصدر إلهى؟؟؟

:emrose: :emrose:
:emrose:

أَفَلاَ تَعْقِلُونَ !!

muslimah
06-16-2005, 11:40 AM
‏ ‏
قال تعالى : ‏

‏﴿ فَلْيَنْظُرْ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا ‏وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾[عبس: 24-32] . ‏

نحن والطعام :‏
هذا الرجل كان بالأمس طفلاً صغيراً فمن أين جاء نمو جسمه؟ ‏
هذا الإنسان الذي يتحرك أمامك من أين جاءت له القوة المحركة لأجزائه الساكنة؟!! ‏
من أين جاءت هذه الصحة المشاهدة في الناس؟!! ‏
إن النظرة القاصرة السريعة تجيب فتقول:‏
الطعام هو الذي نمى الأطفال ومد الأجسام بالطاقة المحركة، وعمل على وقايتها من الأمراض. ‏
فهل يقوم الطعام بذلك حقاً من ذات نفسه بتدبير منه وتقدير، أم أنه يقوم بما سبق بتدبير وتقدير ‏من خالق الطعام؟ وهيا لننظر:‏
‏﴿ فَلْيَنْظُرْ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾‏
إننا قد وجدنا أنه لكي ينمو الجسم ويتحرك ويكتسب وقاية من الأمراض فهو بحاجة إلى توفير ‏كميات مستمرة إلى داخل كل خلية في الجسد من المواد الآتية: الزلاليات (البروتينات) ، ‏والأملاح، والمواد النشوية، والدهنية، والفيتامينات والماء‎[2]‎‏ كما أن كل خلية بحاجة إلى ‏إخراج دائم لبقايا التفاعلات الكيماوية وفضلاتها وإلا أهلكتها تلك البقايا والفضلات .‏

مشكلات كبرى :‏
وهنا تبرز أمامنا ثلاث معضلات كبرى : ‏
‏1 - من أين نتحصل على هذه المواد الخاصة التي يمكن لخلايا أجسامنا أن تتغذى عليها.‏
‏2 – من أين لنا كميات هائلة من هذه المواد تكفي لغذاء كل خلية من ملايين الملايين الخلايا ‏في جسم الإنسان باستمرار؟ ثم من أين لبني الإنسان جميعاً وكذا سائر الحيوانات غذاء لكل ‏خلية في كل جسد باستمرار؟ إن الحاجة ماسة إلى كميات خيالية تتوفر باستمرار من المواد ‏الغذائية الصالحة لتغذية الخلايا .‏
‏3 – كيف يمكن إمداد كل خلية في جسم الإنسان بهذه المواد سواء كانت تلك الخلية في وسط ‏المخ أو في غلاف الكلية أو في باطن القلب أون في مخ العظام أو في سطح الجلد؟ وكم من ‏الملايين الملايين من الأنابيب الرئيسية والفرعية والشعرية التي يجب أن تمد كل خلية في جسم ‏الإنسان؟ هذه مشاكل كبرى بغير تدبير حل لها نموت .. ويموت كل كائن حي .‏
أين الحل ومن يصنعه؟ ‏
المشكلة الأولى تتمثل في إيجاد المواد الصالحة لغذاء الخلايا وهذه المواد هي :‏
‏(أ) الأحماض الأمينية "البروتينيات".‏
‏(ب) المواد السكرية "نشويات". ‏
‏(ج) أحماض دهنية وجلسرين "مواد دهنية" .‏
‏(د) فيتامينات.‏
وهذه جميعاً لا توجد مستقلة على وجه الأرض ، لنذهب إلى مكانها ونأخذ منها حاجتنا.‏
‏(و) الأملاح ، وهذه لا توجد مستقلة وإنما توجد مختلطة بالتربة .‏
‏(ز) أما الماء فهو يوجد مستقلاً في الآبار والينابيع والأنهار والمياه الجوفية فأين نجد هذه المواد ‏الضرورية لحياتنا؟ ‏
إن معظم المواد السابقة توجد في صورة مركبة معقدة في مختلف النباتات أو لحوم الحيوانات، ‏التي تغذت على هذه النباتات ، أو على حيوانات تغذت بالنباتات . فالمصدر الأصلي ـ الخام ‏ـ للمواد السابقة هو هذه النباتات التي تكسو الأرض .‏
ولكن الموجود في النباتات مواد خام، لا تصلح رأساً لتغذية خلايا الجسم مباشرة . مما يبعث ‏مشكلة جديدة ، وهي :الحاجة إلى أجهزة خاصة ومواد خاصة تقوم بإعداد هذه المواد الخام، ‏وتحويلها إلى مواد صالحة مناسبة لغذاء الخلايا .‏

أما المواد الخاصة التي تقوم بتحويل الطعام (الخام) إلى طعام صالح للجسم فهي:‏
‏( أ ) إنزيمات : الببسين ، الرنين ، التربسين ، الأربسين ، وذلك لتحويل المواد البروتينية إلى ‏أحماض أمينية صالحة لغذاء الخلايا وذلك مثال . وهناك ـ إنزيمات أخرى لتحويل المواد ‏النشوية والدهنية إلى سكر ، وأحماض دهنية وجلسرين. فأين نجد هذه المواد الكيماوية ‏المخصصة بكميات كافية؟

‏ ما هو الجهاز الذي سيقوم بعملية التحويل هذه؟ ولن نطيل البحث كثيراً عن هذه المواد ‏‏(الإنزيمات) والجهاز المحول للطعام الخام إلى غذاء مناسب للخلايا لأن الجواب موجود في ‏أنفسنا. إن هذه المواد الكيماوية المخصوصة (الإنزيمات) موجودة في لعابنا، ومعدنا ، وأمعائنا ‏‏. ولقد خلقت لنا خلايا خاصة (غدد) ونحن في الأرحام ، لتقوم بإنتاج هذه المواد بالكميات ‏الكافية. ‏
وأما الجهاز المحول فهو (الجهاز الهضمي) الذي توجد فيه هذه الغدد المفرزة للإنزيمات ‏الهاضمة. وهو جهاز محكم دقيق قد أعد لوظيفته في غاية الدقة والإتقان، ونحن لا نزال أجنة ‏في بطون الأمهات، ومن دقائق صنع هذا الجهاز أن معدتك تفرز إنزيمات تذيب اللحم. وبالرغم ‏أن المعدة من اللحم إلا أنها قد غطيت بغشاء مخاطي ، يمنع وصول هذه الإنزيمات للحم إلى ‏المعدة . ‏

muslimah
06-16-2005, 11:44 AM
نحن والنبات :‏
إذن فمصدر غذائنا الخام هو النبات ، ومصدر المواد الكيماوية الهاضمة التي تعد الطعام الخام ‏، وتحوله ليكون صالحاً لخلايانا ـ هو تلك الغدد المفرزة للإنزيمات الموجودة في الجهاز ‏الهضمي، الذي أحكم صنعه ، ونحن لا نزال أجنة نتغذى من دماء أمهاتنا .‏
صنع الغذاء في النبات وتوفيره :‏
قد علمنا كيف تحصل الخلايا في أجسادنا على المواد الغذائية المناسبة بأخذ الطعام الخام من ‏النبات، وهضمه بواسطة مواد خاصة في جهازنا الهضمي، وبقيت المشكلة الثانية: وهي من ‏أين للنبات كميات الغذاء الهائلة اللازمة لتغذية كل كائن حي؟‏
وهيا لنتفكر في طعامنا ونتأمل كيف أوجد الرزق الرحيم الحل لهذه المشكلة :‏
‏1 – البذور (الأصول النباتية) : نحصل على هذه البذور، والأصول النباتية من نباتات سابقة ، ‏والنباتات السابقة من بذور وأصول سابقة وهكذا حتى نقف وجهاً لوجه مع الأصل الأول لهذه ‏النباتات المتنوعة ، ثم نرى الروعة في إعادة خلقها ، وتكوينها مرة بعد أخرى ، وتوفيرها ‏بكميات هائلة كافية لحاجات كل ما يتغذى على النباتات .‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا ‏فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾[ق: 7-9] .‏
‏ المواد الخام :‏
‏(أ) التربة: لقد وفرت التربة الصالحة للزراعة بكميات هائلة تكفي لحاجة كل الكائنات الحية.‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ ‏مُؤْمِنِينَ ﴾[الشعراء: 7، 8] .‏
‏(ب) الماء: ولقد وفر الخالق الماء ـ الذي لا يكون زرع إلا به ـ بكميات تكفي حاجة كل ‏الكائنات الحية ، ويسره لنا فنأخذه من الأنهار الجارية , أو العيون ، أو الآبار، أو المياه الجوفية ‏المخزونة قريباً من سطح الأرض. وأصل هذا الماء تلك الأمطار التي تنزل من السحب على ‏الأرض باستمرار بمعدل: (16 مليون طن في كل ثانية) . ومن رحمة منزل المطر أنها تنزل ‏سيولاً هائلة في شكل نطف صغيرة ، لا تضر زرعاً ، ولا إنساناً ولا حيواناً ، وتلك السحب ‏هي: مياه متحركة تحركها الرياح من فوق البحار إلى القارات حيث توجد البذور والتربة.‏

قال تعالى :‏
‏﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا ‏يُبْصِرُونَ ﴾[السجدة: 27] .‏
‏(ج) وبغير الهواء لا تنبت نبتة على وجه الأرض، والهواء الصالح لتكوين الغذاء هو (ثاني ‏أكسيد الكربون) الذي نخرجه من أجسامنا ومن أجسام كل الحيوانات، وبهذا يكون الإنسان ‏والحيوانات مصدراً لمادة من المواد الخام اللازمة لصناعة الطعام، ومن دقائق الخلق والتقدير ‏أن (ثاني أكسيد الكربون) لو بقي في الجو لخنق كل كائن حي ، ولكن النباتات تأخذه باستمرار ‏، وتخرج لنا (أكسجين) عوضاً عن الذي استهلكناه في أجسامنا .‏
‏(د) ومادة الخام الأخيرة هي ضوء الشمس ، الذي يأخذه النبات من الشمس بواسطة المادة ‏الخضراء الموجودة في خلايا النباتات ، والذي يصل إلى وجه الأرض بالقدر الكافي، المناسب ‏للحياة، فلو بعدت عنا الشمس نصف المسافة لتجمد كل نبات وكل حي ، ولو قربت نصف ‏المسافة بيننا وبينها لاحترق كل كائن حي .‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ﴾[إبراهيم: 33].‏
‏(هـ) المصانع الخضراء في النبات: وفي النبات المصنع الوحيد الذي تدخل إليه هذه المواد ‏الخام (أملاح التربة، الماء ، الهواء، ضوء الشمس) فيصنع من هذه المواد سكراً يتحول إلى ‏مختلف المواد الغذائية: نشويات ، دهون ، بروتينات، فيتامينات. ذلك بواسطة إنزيمات مركبة ‏خاصة، وتفاعلات كيماوية دقيقة مرتبة ، وهذه المصانع الخضراء عبارة عن نقط خضراء ‏صغيرة تسبح في بعض خلايا النبات وخاصة خلايا الأوراق. وينتج النبات من هذه المصانع ‏الخضراء كميات وفيرة هائلة تكفي لتصنيع المواد الخام السابقة إلى أغذية مناسبة صالحة كافية ‏لغذاء كل الكائنات الحية .‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ ‏حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا ‏وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[الأنعام:99] .‏
‏ توصيل المواد الخام إلى المصنع :‏
إذا عرفنا أن مصانع الغذاء في النبات تتركز في الأوراق والأجزاء الخضراء منه، فإن علينا ‏أن نعرف الآن أن هذه المصانع بحاجة إلى مواد الخام. كما أنها بحاجة إلى وضع تصميم ، ‏وترتيب ، وتنظيم يتم به وصول هذه المواد الخام إلى المصانع الخضراء (البلاستيدات ‏الخضراء) فكيف حل الخالق هذه المشكلة ؟ ‏
‏1 – الماء : قد عرفنا كيف يصل الماء إلى التربة التي تتشربه .‏
‏2 – الأملاك : تذوب الأملاح الموجودة في التربة مكونة محلولاً مائياً في الماء والأملاح، ‏وتقوم الماصات الجذرية الموجودة في البذور النباتية ، بامتصاص الماء والأملاح الذائبة فيه ‏بقوة أودعها الله فيها وتسمى بقوة (الضغط الأسموزي) ، ثم تقوم هذه الماصات الجذرية ‏‏(الشعيرات الجذرية) بتوصيل الماء والأملاح الذائبة إلى أنابيب خاصة موجودة في الجذور قد ‏أعدت لاستقبال الماء والأملاح، ورفعه إلى شتى أجزاء النبات، حيث يصل في فروع صغيرة ‏إلى المصانع الخضراء الصغيرة .‏
‏ 3 – الهواء : ويدخل الهواء إلى المصانع النباتية بواسطة ثغور صغيرة قد أعدت بإحكام ، ‏وتنتشر في الطبقة السطحية للأوراق، وقد خلق الخالق سبحانه خليتين حارستين أو أكثر تقوم ‏هذه الخلايا بدور البواب الذي يفتح ويقفل بنظام ، وبحسب الحاجة .‏
‏4 – الضوء : أما الضوء فيصل رأساً إلى المصانع الخضراء المنتشرة في أجزاء النبات فوق ‏سطح الأرض ، وقد كان تصميم وضع النبات متناسباً مع هذا الطلب منذ أن خرج ذلك الجزء ‏النباتي من البذرة المنبتة الذي شق الأرض وترابها إلى أعلى ، لا إلى أسفل كما يفعل الجزء ‏الثاني الذي سيكون الجذر ، ويحمل معه أصول الأجزاء النباتية العليا من ساق ، وأغصان ، ‏وأوراق ، وأزهار ، وثمار، ولا يخطئ حامل الأوراق هذا في اتجاهه ، كما لا يخطئ الجزء ‏الذي سيكون الجذر حتى لو وضعت البذرة مقلوبة ، فإن حامل المصانع الخضراء يعرف ‏طريقه دائماً إلى أعلى ، حيث يوجد ضوء الشمس.‏
‏ الصناعة والتخزين :‏
‏ بعد أن وصلت المواد الخام إلى المصانع ، لم تجد أمامها مصنعاً ، أو مصنعين بل استقبلتها ‏ملايين الملايين من المصانع التي تقوم بأخطر إنتاج في العالم وأعظمه ، إنه الإنتاج الوحيد ، ‏من المصانع الوحيدة، القادرة على إنتاج البروتينات ، والدهنيات ، والنشويات ، والفيتامينات ، ‏والأملاح من ماء + أملاح + ثاني أكسيد الكربون (هواء) + ضوء الشمس .‏
‏ ومن بديع صنع هذه المصانع أنها تقوم بعملها دون ضجيج أو إزعاج، وتقوم هذه المصانع ‏بعملها في عمليات كيماوية طويلة متلاحقة ، وفي سلسلة متتابعة في الخطوات حتى يكون الناتج ‏هي تلك الثمار اللذيذة الشهية التي ليست إلا مخازن ، خزن فيها الغذاء وأحكم حفظه فيها .‏
فجئنا نحن نجني هذه الثمار ، ونفتح هذه المخازن وتتغذى عليها ، كما يتغذى كل حي على ما ‏يعده الله في النبات من غذاء .‏
المعضلة الثالثة :‏
قد علمنا كيف حلت المعضلتان السابقتان : معضلة إعداد المواد المخصوصة لغذاء الخلايا ، ‏ومعضلة توفير هذه المواد باستمرار وبكميات هائلة وبقيت المعضلة الثالثة وهي : كيف يمكن ‏إيصال هذه المواد إلى كل خلية في جسم الإنسان ، سواء في وسط المخ أو في قشرة الكلية ، أو ‏في سطح الجلد؟ إذ إنه لا معنى لتوفير المواد المطلوبة دون توصيلها إلى المكان المطلوب .‏
ويجب أن يعرف كل عاقل أن رازقه المقيت الرحيم قد أعد أجهزة كاملة تتعاون لحل هذه ‏المعضلة .‏
أولاً : الجهاز الهضمي :‏
فالجهاز الهضمي الذي يبدأ بالفم الذي بغيره ما دخل طعام قط إلى الجوف والذي فيه يقطع ‏الطعام (الخام) إلى قطع صغيرة بواسطة الأسنان التي تحركها عضلات المضغ ثم يطحن ‏الطعام لكي يسهل هضمه ، كما أن هضماً جزئياً يبدأ بواسطة اللعاب الذي تفرزه غدد خاصة ‏موجودة في الفم، والذي يساعد بلزوجته على انزلاق اللقمة ، في المريء إلى المعدة ويقوم ‏اللسان بعملية تقليب الطعام في الفم ليتم خلطه باللعاب ثم قذف اللقمة إلى البلعوم.‏
ثم ترمي اللقمة إلى الحنجرة حيث يفتح لها لسان المزمار (اللهاة أو شرطي المرور) باب ‏المريء ويسد عليها باب القضية الهوائية ، وتنزلق اللقمة إلى المعدة بواسطة حركات دودية في ‏المريء كما يساعدها على الانزلاق ما يفرزه المريء من إفرازات مخاطية . وفي المعدة ‏تستمر عملية الهضم، حيث يتحول الطعام إلى سائل يسمى (سائل الكيموس) الذي تفتح له فتحة ‏البواب في المعدة ويتجه إلى الاثنى عشر حيث تستمر عملية الهضم التي هي تحويل المادة ‏الخام من الطعام إلى مادة مناسبة صالحة لتغذية خلايا الجسم ، ثم منها إلى الأمعاء الدقيقة ، ‏حيث تستكمل عمليات الهضم النهائية فتصبح المواد الزلالية أحماضاً أمينية ، والمواد النشوية ‏سكراً ، والمواد الدهنية أحماضاً دهنية وجلسرين. ويصبح الطعام بهذه الصورة صالحاً لأن ‏يمتص بواسطة (الخملات) الموجود في الأمعاء ليجري مع تيار الدم.‏
‏ ثانياً : الجهاز الدوري :‏
إن دوريات هائلة ، مستمرة في الدماء ، تقوم بالدوران على كل جزء، وكل نقطة في الجسم، ‏فتأخذ من كل نقطة ومن كل جهاز ما هو مكلف بإعداده. وتقوم هذه الدوريات بإيصاله إلى ‏المكان الخاص الذي أعدله في الجسم. ولذلك فهذه الدوريات تمر على الأمعاء الدقيقة، كما تمر ‏على المعدة والمريء والفم . ولكنها لا تأخذ الطعام إلا من الأمعاء الدقيقة حيث تمت عمليات ‏الهضم، أو بعبارة أخرى : إن الطعام بعد تمام هضمه قد جرى في تيار الدم بواسطة أجهزة ‏خاصة (الخملات) قد أعدت في المكان المناسب الذي تمت فيه كل التفاعلات والتحولات .‏
ولهذا الجهاز الدوري محطة ضخ مركزية ، هي : القلب الذي يقوم بإرسال هذه الدماء المتدفقة ‏باستمرار . ويمكنك أن تضع يدك الآن على قلبك لتحس عمله الجاد في إرسال هذه الدماء ‏الدائرة إلى استقبالها مرة ثانية وذلك في أضخم شكة مواصلات على الأرض .‏
‏ ثالثاً : الجهاز اللمفاوي:‏
إن المواد الغذائية التي انتقلت من الأمعاء إلى الدم وأرسلها القلب مع تيار الدم إلى كل نقطة في ‏الجسم في حبس داخل الشعيرات الدموية ، وحقاً لقد قطعت هذه المواد الغذائية رحلة طويلة من ‏المصانع الخضراء في النبات إلى أن وصلت الآن إلى قرب الخلية، ولكن ليس إلى داخلها لأن ‏جدار الشعيرة الدموية يمنع انتقالها من الشعيرة إلى الخلية ، فخلق الرزاق المقيت حلاً لهذه ‏المشكلة بخلق جهاز لمفاوي ونحن لا نزال أجنة في بطون الأمهات، ويقوم هذا الجهاز بإعداد ‏سائل اللمف بعملية الوساطة بين الشعيرة الدموية والخلية فيترشح الطعام من الشعيرة الدموية ‏إلى السائل الذي يربط بين الشعيرة الدموية والخلية (سائل اللمف) ويقوم هذا السائل بدوره ‏بإيصال هذه المواد الغذائية إلى الخلية ، وأخذ الفضلات ، والمواد المتبقية من الخلية وتسليمها ‏للشعيرة الدموية التي تقوم بنقلها إلى أجهزة الإخراج العدة لهذا الغرض .‏
‏ لهذا كان ذلك الإعداد . ‏
وكل ما سبق ذكره ابتداء من حركات السحب بالماء، وسطوع الشمس بالضوء، وامتصاص ‏الجذور للماء والأملاح ودخول الهواء من ثغور الأوراق وعملية التصنيع في المصانع ‏الخضراء، وانتهائه بدخول (الأحماض الأمينية والسكر والأحماض الدهنية والجليسرين ‏والأملاح الذائبة والفيتامينات) من سائل اللمف إلى الخلية ، كل ذلك ليس إلا توصيلاً للمادة ‏الخام إلى مكان التصنيع الجديد. حيث تحول تلك المواد الغذائية إما إلى عظام أو لحم أو دم أو ‏مخاط أو شمع في الأذن أو مني يمنى أو شعر أو أظافر أو إنزيمات هاضمة وأو هرمونات ، ‏أو أي نوع آخر مما يحتوي عليه جسم الإنسان. ‏
رابعاً : الجهاز الإخراجي:‏
إن عملية التصنيع السابقة التي تتم في الجسم أو في داخل الخلايا يتخلف عنها فضلات وبقايا. ‏وما لم تطرح هذه الفضلات والبقايا يتعرض الإنسان للهلاك. فخلق الرزاق الرحيم جهازاً ‏خاصاً يقوم بعملية إخراج لهذه المواد المتبقية التي لا فائدة من بقائها . وتبدأ عملية الإخراج ‏عن طريق المعي الغليظ الذي يحمل بقايا الطعام الذي لم يذب في الإنزيمات الهاضمة ويخرجه ‏غائطاً من فتحة الشرج، وتقوم الرئتان بإخراج ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء المتولد في ‏عمليات التصنيع والبناء داخل الخلايا. وأما الغدد العرقية الموجودة على الجلد فمنها يخرج ‏‏(الملح والبولينا والماء) كما أن هناك كليتين وما يتصل بهما من حالب ومثانة ومجرى بول ‏وعن طريقها ترشح (البولينا وحامض البوليك والماء) من الدماء وتخرج إلى الخارج بواسطة ‏مجرى البول .‏
‏ خامساً : الجهاز الهضمي :‏
وهناك جهاز عصبي في جسم الإنسان يقوم بالإشراف على سير وتنظيم كل عملية من العمليات ‏السابقة وكل عملية أخرى من عمليات الجسم .‏
‏ ‏
تفكروا يا أولي الألباب‏
‏ ‏
‏* من أوجد المواد الخام بكميات وافرة تكفي لحاجة كل كائن حي؟ من قدر كميات هذه المواد ‏بما يناسب حياة من عليها؟ من خلق هذه المواد الخام: (البذور، الماء، التربة الصالحة للزراعة، ‏ضوء الشمس، ثاني أكسيد الكربون، المصانع الخضراء)؟ ومن وفرها؟ وما الذي كان يحدث لو ‏كونت الأرض مع نقس مادة من المواد السابقة؟
قال تعالى : ‏
‏﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً ‏لِلسَّائِلِينَ﴾[فصلت:10].‏
إنه لو زاد سمك الطبقة العليا من الأرض بضعة كليو مترات لاستهلك الأكسجين الموجود الآن ‏كله في تكوين الزيادة في قشرة الأرض، وإذاً لما وجد نبات أو حيوان أو ثاني أكسيد الكربون. ‏كما أن الأكسجين يكون 8و88% من وزن الإنسان في العالم ، والباقي أيدروجين ، فلو أن ‏كمية الأيدروجين زادت الضعف عند انفصال الأرض لما وجد إذن أكسجين، ولكان الماء ‏غامراً الآن كل نقطة في الأرض . ولو يطول اليوم قدر ما هو عليه عشر مرات لأحرقت ‏الشمس كل نبات على وجه الأرض، فمن قدر الليل والنهار على الأرض ليناسب حياة من ‏عليها؟!! مع العلم أن بعض الكواكب نهارها أطول من نهارنا عشرات المرات ، وبعضها قد ‏أصبح جزء منها نهاراً دائماً ، والجزء الآخر ليلاً دائماً . ‏
‏﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا ‏تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ ‏تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾[القصص: 71، 72] .‏
ومن ينظم حركة الأرض مع الشمس بحيث استمرت المحافظة على أصول الأشعة الضوئية ‏بالقدر المناسب للنبات ، وما على الأرض من أحياء ، فلو تبعد عنا الشمس نصف المسافة بيننا ‏وبينها لتجمد كل كائن حي ولو تقرب نصف المسافة لاحترق كل حي؟!.‏
‏*ومن يتقن صناعة النبات بحيث يتمكن من استقبال المواد الخام في يسر وسهولة؟ ومن يوصل ‏إليه هذه المواد الخام كما يحدث بالنسبة لنقل الماء إلى البخار ، وتصعيده ، وتكثيفه، وسوقه، ‏وإنزاله، وحفظه، وإيصاله إلى حيث توجد الماصات الجذرية للنبات؟ ‏
‏*من سخر النبات وأمره أن يصنع المواد الوحيدة المعدومة التي تصلح لغذاء الحيوان والإنسان ‏‏(بروتينات، نشويات ، دهون ، فيتامينات، أملاح) .‏
قال تعالى :‏
‏﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾[الملك:21] .‏
‏*من أنشأ الملايين الملايين من تلك المصانع الخضراء الصغيرة التي تكسو وجه الأرض ‏بلونها الأخضر الجميل؟ ومن يخلق هذه المصانع الفريدة في كل يوم مع كل نبات ينبت وكل ‏ورقة تتكون؟ ومن منح ذلك المصنع الصغير تلك القدرة العجيبة على تحويل (أملاح التربة، ‏والماء، وثاني أكسيد الكربون ، وضوء الشمس) إلى سكره؟! ثم تحويله إلى المواد المطلوبة ‏لغذاء الإنسان والحيوان؟ ومن أخرج تلك المواد المصنوعة إلى تلك المخازن الغذائية (اللذيذة ‏ليسهل على الإنسان الحصول على أكبر كمية من الغذاء في أصغر حيز؟

‏*ومن شق لك فمك وعلم أنه في بداية الجهاز الهضمي فزوده بأسنان عظيمة بارزة ، قاطعة، ‏وممزقة، وطاحنة.. والعظام في الجسم مغطاة بلحم إلا في الفم حيث يجب أن تكون العظام ‏مكشوفة؟! وعلم أن تقطيع الطعام وتمزيقه وطحنه وتليينه أمر ضروري لتسهيل انزلاقه في ‏المريء إلى المعدة فخلق العضلات المحركة للأسنان ، وخلق ذلك القلاب الخلاط الماهر: ذلك ‏اللسان ، وأنشأ تلك الغدد اللعابية التي تسكب في الفم لعاباً ، يقوم بجزء من الهضم كما يلين ‏البلعة الغذائية ، ويرابط بلزوجته بين أجزائها؟ ما يا ذوي الألباب؟
قال تعالى :‏
‏﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾[البلد: 8، 9].‏
من خلق ذلك الفم بما فيه من أدوات في مكانه الصحيح ـ بداية الجهاز الهضمي ـ ‏بالمواصفات المناسبة؟ من يا أولي الأبصار؟!! ‏
‏*وهيا لنقف قليلاً عند شرطي المرور (لسان المزمار ـ الغلصمة) الذي قف في الحنجرة لينظم ‏دخول الهواء إلى قصبته ، ودخول الطعام إلى المريء ، وبغير خلق هذا الشرطي يحدث الخلل ‏في سير الجهاز الهضمي ، والجهاز التنفسي ، ويموت الإنسان (بشرغة)!! فمن علم بتلك ‏الحاجة الماسة لتلك الزيادة البارزة من لحم ودم (لسان المزمار ـ الغلصمة) ووضعها في ‏المكان الوحيد في جسم الإنسان ـ الصالح لأداء وظيفتها ـ من علم ذلك الإنسان حيث لا يزال ‏جنيناً في بطن أمه وأحاط علمه بأن ذلك الجنين سيخرج من ضيق الرحم إلى سعة الأرض، ‏وأنه سيأكل ويتنفس، وأن الأكل والهواء سيمران من مكان واحد ، وأنه لا بد من إنشاء (لسان ‏المزمار ـ الغلصمة) ، ليقوم بتنظيم سير الطعام والهواء فامتدت به قدرته الرحيمة، وأنشأت ‏ذلك الشرطي الماهر من لحم ودم حسب الوصف المطلوب (تركيباً ، وحجماً ، ووزناً ، ‏ووضعاً) في المكان المحدد المطلوب؟ ألا ترى أن ذلك كله قد تم بعلم وتدبير وحكمة، وتقدير ‏دقيق؟ أم أن في عقلك خللاً كخلل عقول عصبية الجاهلية الذين زعموا أن ذلك قد حدث صدفة، ‏ونشأ بدون علم أو فهم لما يقوم به من وظيفة ودور خطير!! وهل للحم والدم، أو القصبة ‏الهوائية والمريء حكمة أو تدبير، أم أن رحم الأم ، هو صاحب تلك الحكمة البديعة والصنع ‏الحكيم ، والتصوير الدقيق ، وأنه قد علم بما سيؤول إليه أمر الجنين بعد خروجه منه وعلم ‏بحاجته إلى (لسان المزمار ـ الغلصمة) فأنشأه مقدماً؟! وهل يصح في الأفهام وصف الرحم ‏بالعلم، والتفكير، والتدبير؟ ‏
قال تعالى :‏
‏﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ‏‏﴾[الانفطار:6-8].‏
‏*والمريء قصبة ذات حركات دورية وإفرازات مخاطية ، تعمل بإتقان لتسهيل نزول اللقمة ـ ‏البلعة ـ إلى المكان المعد لها في المعدة ، فمن ربط هذه القصبة (المريء) بالمعدة؟ ولم يربطها ‏بالكبد المجاور للمعدة أو غدة البنكرياس أو إحدى الرئتين؟ ألا يدل ذلك الربط الهادف أن خالق ‏تلك القصبة خبير بما يخلق؟ وليس في الجلد أو العضلات حركات دورية ومخاط يفرز ‏باستمرار ، أما في قصبة المريء من الداخل فذلك موجود لأنه بهذه الحركات الدورية المتجهة ‏إلى المعدة وبتلك الإفرازات المخاطية ، تصل البلعة الغذائية بيسر وسهولة . فهل تم ذلك خبطاً ‏عشوائياً؟ أم أنشء المريء بعلم وخبرة ليقوم بوظيفة محدودة، وهل حدد المريء لنفسه هذه ‏المهمة؟ وهل له علم أو خبرة أو فكر أو تدبير؟ وهل يقدر أن يغير وظيفته حتى تقول : إن له ‏حرية في ترك أو فعل؟
‏*وهذه المعدة تفرز (إنزيماً) يذيب اللحم ، فمن علم أن لحماً سيأتي إليها فخلق معها تلك الغدد ‏المفرزة لهذا الإنزيم ، وهي بعد قطعة صغيرة من ذلك الجنين الذي يصل إليه غذاؤه جارياً ‏ذائباً مهضوماً مع دماء الأم؟ ومع ذلك فالمعدة أيضاً تتكون من لحم. وإذاً فهذا الإنزيم يشكل ‏تهديداً خطيراً للمعدة نفسها . فمن الخبير بخصائص هذا الإنزيم الذي صنع حائلاً من غشاء ‏مخاطي بين لحم المعدة المخاطي ، من أنشأ هذا الاحتياط العجيب؟ فهل المعدة هي صاحبة هذا ‏التدبير الحكيم، وهل تملك المعدة تفكيراً تحل به المشكلات ، وتصمم الاحتياطات ، وهل يعي ‏ذلك الغشاء المخاطي دوره؟ أم أنه يقوم به كما حدد له خالقه، لا يملك لنفسه تبديلاً ولا تحويلاً ‏‏. أم أن الخبط الأهوج، والصدف العمياء ، هي التي حددت الوظائف كل جزء في الإنسان ، ‏ووضعت كل شيء في موضعه المناسب، وأقامت هذا النظام المحكم الدقيق كما يتوهم ‏الكافرون؟
انظر ما يقوم أحد أساطين العلوم الحديثة.. ‏
إنه "أ. كريسي موريسون" رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك ، وعضو المجلس التنفيذي لمجلس ‏البحوث القومي بالولايات المتحدة سابقاً في كتابه المترجم إلى العربية "العلم يدعو للإيمان" : ‏‏"..فأولاً نضع في هذا المعمل أنواعاً من الطعام كمادة غفل (خام) دون أي مراعاة للمعمل نفسه ‏، أو تفكير في كيفية معالجة كيميا الهضم له! فنحن نأكل شرائح اللحم، والكرنب، والحنطة، ‏والسمك المقلي، وندفعها بأي قدر من الماء.. وقد نضيف إلى كل ذلك كبريتا وعسلاً أسود، ‏كدواء في الربيع. ومن بين هذا الخليط تختار المعدة تلك الأشياء التي هي ذات فائدة، وذلك ‏بتحطيم كل صنف من الطعام إلى أجزائه الكيماوية ، دون مراعاة للفضلات ، ويعيد تكوين ‏الباقي إلى بروتينات جديدة تصبح غذاءً لمختلف الخلايا ، وتختار أداة الهضم الجير والكبريت ‏واليود ، والحديد وكل المواد الأخرى الضرورية وتعنى بعدم ضياع الأجزاء الجوهرية، ‏وبإمكان إنتاج الهرمونات,‏‎ ‎‏ وبأن تكون جميع الحاجات الحيوية للحياة حاضرة في مقادير ‏منتظمة، ومستعدة لمواجهة كل ضرورة. وهي تخزن الدهن والمواد الاحتياطية الأخرى، للقاء ‏كل حالة طارئة، مثل الجوع.. وحين تتحلل هذه الأطعمة وتجهز من جديد، تقدم باستمرار إلى ‏كل خلية من بلايين الخلايا، التي تبلغ في العدد أكثر من عدد الجنس البشري كله على وجه ‏الأرض. ويجب أن يكون التوريد إلى كل خلية فردية مستمراً وأن لا يورد سوى تلك المواد ‏التي تحتاج إليها تلك الخلية المعينة لتحويلها إلى عظام، وأظافر ، ولحم ، وشعر وعينين، ‏وأسنان ، كما تتلقاها الخلية المختصة .‏
فها هنا إذن معمل كيماوي ينتج عن المواد أكثر مما ينتجه أي معمل ابتكره ذكاء الإنسان. ‏وهاهنا نظام للتوريد أعظم من أي نظام للنقل أو التوزيع عرفه العالم، ويتم كل شيء فيه ‏بمنتهى النظام! .. ومثل هذه المجموعة من المعجزات لا يوجد، ولا يمكن أن يحدث بأي حال، ‏في غيبة الحياة، وكل ذلك يتم في نظام كامل، والنظام مضاد إطلاقاً للمصادقة. أليس ذلك كله ‏من صنع الخالق؟ ‏
‏*والأمعاء الدقيقة تستلم الغذاء من المعدة وبعضه نصف مهضوم كالمواد الزلالية (البروتينات) ‏التي بدأ هضمها في المعدة ولم يتم فيفرز البنكرياس المادة الكيماوية الوحيدة على وجه الأرض ‏التي تتم هضم المواد الزلالية وتحولها إلى أحماض أمينية . فمن الذي علم أن الأمعاء التي ‏تخلق الآن في ظلمات الأرحام سيصلها في المستقبل غذاء نصف مهضوم من المواد الزلالية ‏والنشوية، فأقام ترتيبات بين النكرياس وهذه الأمعاء تنظم التعاون بينهما لإكمال هضم المواد ‏الناقصة بواسطة إفراز كيماوي (إنزيم) هو الوحيد الذي يعمل على إتمام الهضم؟ وهل يصدق ‏عاقل إذا قيل له إن ذلك الاستعداد المناسب الذي هيئت به الأمعاء في ظلمات الأرحام قد كان ‏بدون علم أو دراية لما سيأتي من المعدة من غذاء؟ وهل تعي الأمعاء هذا الدور الهام الذي تقوم ‏به في سلسلة ترتيبات محكمة قد صممت لإيصال الغذاء الصالح إلى كل خلية في جسمك؟ ‏
‏*والدم يستلم الغذاء من جدر الأمعاء الدقيقة، حيث الهضم قد تم بعد وصول الغذاء إلى الكبد ‏ولا يأخذه من جدر المعدة مع أن العروق الدموية منتشرة في جدرها أيضاً فهل لدى الدم إدراك ‏بأن الهضم لم يتم بعد، وأن عليه أن ينتظر إتمام الهضم الذي سيتم في الأمعاء الدقيقة؟ وما الذي ‏كان يحدث لو طال انتظار الدم لإتمام الهضم حتى يخرج من فتحة الشرج دون أن يؤخذ منه ‏الغذاء؟ فهل عرف الدم المكان الصحيح للامتصاص فوضع أجهزة الامتصاص في المكان ‏المناسب؟ عجباً !! وهل للدم تفكير أو تدبير. وهل يوصف بعقل أو فهم؟ لا شك أن وصف الدم ‏أو طبيعته أو وصف أي جزء من أجزاء جسم الإنسان أو طبيعته بشيء من هذه الصفات لا ‏يختلف عن وصف الأوثان الصماء بالفهم والإدراك والإرادة ، لأن الجميع لا يملك لنفسه تبديلاً ‏ولا تحويلاً . ولا ضراً ولا نفعاً.‏
‏*وتلك العروق الدموية التي تكون أضخم وأعقد شبكة في العالم، من مدها إلى كل نقطة من ‏الجسم؟ ومن ربطها بمحطة الضخ العاملة المجدة (القلب) وفروعها دون أن ينسى نقطة في ‏الجسم؟ وهل تم مد تلك الشبكة الدموية في أجزاء جسم الإنسان بوعي أو إدراك أم تخبط ‏ومصادفات؟! وهل تصدق إذا رأيت صورة لهذه الشبكة الدموية وقيل لك : إن هذه الخطوط ‏المترابطة التي تشهدها قد ارتبطت مع بعضها في الصورة بواسطة تفاعلات كيماوية تمت بين ‏الألوان وورق الصورة أو بمصادفات وضعت كل خطة في مكانه؟ إن مد شبكة مياه في إحدى ‏القرى يحتاج إلى مهندسين وفنيين فمن مد هذه الشبكة الكبرى إلى كل نقطة في جسمك وأنت لا ‏تزال جنيناً في ظلمات الرحم؟ وهل قام بذلك التوصيل المحكم الدم واللحم في عضلة القلب؟ ‏وهل لدم أو اللحم وعي أو إدراك؟ أم أن ذلك جاء مصادفة؟ وهل يعي الدم لدوره وما يقوم به ‏من أعمال؟ هل يعلم لماذا يدفعه القلب ليدور على كل نقطة في الجسم ولماذا يدور في الرئة ‏فيأخذ منها (الأكسجين) ويلقي فيها (ثاني أكسيد الكربون) ويمر على الكبد فيأخذ منه ‏‏(الأنسولين) المنظم لتركيز السكر في الجسم، ويمر على الغدد الصماء فيستلم منها إفرازاتها ‏الدقيقة. ويمر على الأمعاء فيأخذ منها الطعام ويمر على الكلية فيسلمها البول، ويمر على الغدد ‏العرقية فيسلمها العرق لتبريد الجسم عند ارتفاع حرارته يمر على كل جزء من جسم الإنسان ‏فيعطيه حاجته. ويأخذ منه ما يجب توصيله من ذلك الجزء إلى أماكن أخرى في الجسم. فمن ‏جعل هذا السائل الدموي يقوم بوظيفة موزع البريد الماهر؟ ومن حدد له العناوين؟ ومن ربط ‏أعضاء الجسم وأجزاءه به ، وألهمها أنه المؤتمن على إفرازاتها ، وأنه الأمين الذي سيؤدي ‏دوره، ومن قرر المعاش للدم الذي يمكنه من القيام بعمله؟ وأمده بالقوة المحركة الدائمة؟ ومن ‏صمم القلب في غاية الإحكام ليقوم بتحريك الدم؟ وهل يعرف القلب الدور الخطير الذي يقوم ‏به؟ وهل بيده أن يغير وظيفته؟ وإذن فمن الذي يحركه؟! ‏
إن كل عضو وكل جزء في جسم الإنسان يقوم بواجبه الذي لا يقدر على عمل شيء غيره؛ لأنه ‏خلق وركب ليقوم بوظيفته المحددة فليس إلا آلة مسيرة، لا حرية لها ولا إرادة ولا اختيار. فمن ‏الذي قدر سير هذه الأعضاء وحدد وظائفها ونظم بين أعمالها؟ ونسق بينها ذلك التنسيق الهادف ‏المحكم الدقيق؟
قال تعالى : ‏
‏﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ(17)مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ(18)مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ(19)ثُمَّ السَّبِيلَ ‏يَسَّرَهُ(20)ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ(21)ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ(22)كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ(23)فَلْيَنْظُرْ الْإِنسَانُ ‏إِلَى طَعَامِهِ(24)أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا(25)ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا(26)فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا(27)وَعِنَبًا ‏وَقَضْبًا(28)وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا(29)وَحَدَائِقَ غُلْبًا(30)وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31)مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ ‏‏[عبس:17-32] .‏
‏*وسائل "اللمف" بعقده وأنابيبه ، أنه يقوم بتوصيل المواد المختلفة من الخلية إلى الشعيرات ‏الدموية، ومن الشعيرات الدموية إلى الخلايا؛ فلماذا يقوم اللمف بهذه الخدمة للخلايا مجاناً؟ دون ‏أن يعود عليه أي مقابل مباشرة من هذه الخلايا، فهل سخر سائل اللمف نفسه لخدمة الخلايا ‏بإرادته ليحمل إليها الغذاء ويحمل منها الفضلات والبقايا؟ ومن ألهم الخلية وأعلمها أن سائل ‏اللمف يقف على الأبواب فما عليها إلا أن تفتح الأبواب لاستلام التموين وإخراج الفضلات، ‏فمن علمها إخراج الفضلات وإدخال التموين؟! ‏
‏*وتلك الخلية النشطة العاملة النامية هل قررت القيام بما ألقى عليها من مهام البناء والعمل، ‏ومقاومة الأمراض، بعد أن ضمنت باتفاقية مبرمة بينها وبين كل من يشترك في إعداد غذائها ‏الخاص؟ إن كل الأطراف المعنية ستقوم بواجبها فلا داعي للتوقف أو الإضراب عن العمل!! ‏
وعليه فإن البذور ، والتربة ، والبحار، والرياح، والسحب، وحرارة الشمس، والأنهار ، ‏والعيون، والمياه الجوفية ، والجذور النباتية، والمصانع الخضراء، والضوء القادم من الشمس، ‏وتقلب الليل والنهار، وثاني أكسيد الكربون ، ورئات الحيوانات، وثغور الأوراق، ومخازن ‏الغذاء، والأسنان، واللسان ، والغدد اللعابية، ولسان المزمار (الغلصمة) والمريء وحركاته ‏الدورية وإفرازاته المخاطية، والمعدة (إنزيماتها) وغشائها المخاطي المبطن ، والأمعاء الدقيقة ‏وخملاتها ، وإنزيماتها البنكرياس، والدماء وأنابيب الدماء (العروق والشعيرات) والقلب، ‏واللمف وعقده وأنابيبه ، كل هذه المخلوقات قد قررت الوفاء بشروط الاتفاقية كل فيما خصه ‏لإمداد خلايا الجسم بالغذاء. أم أن هذه المخلوقات تقوم بواجبها الذي قدر لها فقط. وأن هناك ‏خالقاً قادراً عليماً مريداً خبيراً هو الذي خلق خلايا الإنسان محتاجة إلى الغذاء، وهو الذي خلق ‏لها الغذاء وأحكم نظامه وقدر أسبابه. فمن الخالق الرازق؟ العليم الخبير؟ من إلا الله ..‏
‏*ألا تشهد كل هذه الأفعال المشاهدة والأحداث التي تقع أمام أبصارنا كل يوم أن لها خالقاً ‏يصنعها؟ ‏
‏*أولا تشهد كل هذه التدابير المحكمة أنها من صنع حكيم مريد؟ ‏
‏*ألا تشهد هذه النظم الرحيمة بحياة الكائنات الحية أنها من فعل الرحيم؟ ‏
‏*ألا تشهد هذه الأقدار المعدة لتدبير أرزاق الكائنات الحية على وجه الأرض أنها من تقدير ‏الرزاق المقيت؟ ‏
‏*إلا يشهد هذا التساند والتنسيق بين كل المخلوقات التي تشترك في صنع وإعداد وتصيل الغذاء ‏إلى كل خلية حية باستمرار أنه من فعل الرزاق الجامع العظيم المحيط علماً بكل ما خلق؟ وأنه ‏خالق الشمس، والتربة والشعيرات الجذرية وأنه مقلب الليل والنهار، وخالق البحار والرياح ‏والسحب والأمطار والأنهار ، وأنه خالق الأرزاق والمصانع الخضراء، وأن خالق تلك البطون ‏الجائعة هو خالق الطعام وخالق الجهاز الهضمي ، والجهاز الدوري والدموي ، والجهاز ‏اللمفاوي ، والجهاز الإخراجي، والجهاز الهضمي ، وأنه خالق واحد ورب واحد بيده مقاليد ‏الأمور؟
بلى .. بلى .. إن كل ما سبق يشهد كما يشهد المسلم شهادة الحق الساطع أن ما سبق ذكره من ‏أحداث وأفعال ، ونظم ، وأقدار من صنع الحكيم ، العليم ، الخبير ، الرحيم ، القادر، الرزاق، ‏المريد، الواحد، الجامع، العظيم.‏
فمن الذي له هذه الصفات العظيمة، التي تركت آثارها وعلاماتها فيما نشاهده من صنعه ‏وأفعاله؟ ‏
‏*أهو وثن أصم؟ ‏
‏*أم طبيعة عمياء بليدة؟‏
‏*أم صدفة عشوائية؟
‏*أم تفاعل كيماوي لا يملك تدبيراً ، ولا عقلاً ، ولا حكمة ، ولا إرادة ولا يملك لنفسه تبديلاً ‏ولا تحويلاً؟ ‏
كلا ... كلا ... إن هذه الأوثان العاجزة لا تقدر على فعل شيء مما سبق بيانه من أفعال هادفة ‏محكمة، وأحداث منسقة بديعة ، وإذن فليست هي الرازقة يا أولي العقول والأبصار. ‏
إنه الخالق ربكم ورب كل شيء .. ليس شيئاً من هذه المخلوقات الضعيفة المشاهدة، إنه العلي ‏العظيم ، الحكيم ، العليم ، الخبير ، الرحيم ، القادر ، الرازق ، المريد، الواحد الأحد، الجامع، ‏العظيم، إنه الله المقيت الرزاق سبحانه. وبهذا تتحدث المخلوقات إلى عقولنا عن خالقنا وتشهد ‏كما يشهد المسلم أنه الله الذي لا إله إلا هو. وصدق الله العظيم القائل:‏
‏﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ ‏خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ ﴾[الطور:35-37] .‏

ATmaCA
06-24-2005, 09:45 AM
الأخت مسلمة - بارك الله فيك على الاضافة الجميلة . :emrose:

حسام مجدي
06-24-2005, 10:01 AM
بارك الله بك أخي أتماكا .. حقاً إن الدكتور مصطفى محمود هو عمدة تلك الكتابات .. و بارك الله بك أختنا مسلمة ..

حامي الحمى
09-30-2010, 11:47 PM
هذا بالضبط ما في سورة النحل
بعد ان تسرد الايات العديد من نعم الله
تأتي هذه الاية
يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ



اتمنى من كل من يقرأ هذا الرد ان يستمع الان الى تلاوة لسورة النحل

http://207.241.229.39/download/tvquran.com__maher/016.mp3

للحفظ اضغط كليك يمين على الرابط
ثم اختر
save target as

حنيفا على الفطرة
10-01-2010, 06:44 PM
الأخ ATmaCA بارك الله وفيك صدقت و الله

ل الله عزَّ وجلَّ: (وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَـٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ).

قال تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (الحجر:14،15

{ وَلَوْ أَنَّنَا نزلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَاللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) الأنعام }

{ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ . وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ } [يونس: 96، 97].

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)

شذى الكتب
10-04-2010, 07:13 PM
بارك الله فيك

ATmaCA
10-05-2010, 07:11 AM
الحمد لله ..

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا ، وبالفعل هناك آيات متعلقة بما فى الكون والقرآن الكريم هو أكثر كتاب اثبت ذلك بالعقل المجرد بعكس كتب أخرى تعتمد على عنصر الايمان والخرافات لاثبات صدقها ..

وكتكملة قد ذكرتها لاحد الاخوة فى القسم الخاص عن تجربة قام بها أحد العلماء ليسرع انتاج البيض ، فقام بوضع بيض الدجاج فى درجة حرارة متطابقة تمامًا مع الحرارة التى تحصل عليها البيضة عندما تجلس عليها الدجاجة.
وقام بجمع بعض البيض ووضع البيض فى نفس الحرارة ففشلت التجربة أكثر من مرة . فنبهه أحدهم إلى أن الدجاجة لاتدفىء البيضة فقط ، بل تقوم بين الحين والآخر بقلب البيضة بطريقة عجيبة لتساعد الكتكوت على الحياة.

وبعد تجارب كثيرة اتضح لهم ان الدفء وحده ليس كافيًا كما كانوا يعاندون ، بل عدم قلب البيضة بين كل فترة زمنية معينة وأخرى تجعل الجاذبية تمتص الحرارة ويحدث ترسيب للغذاء فى الأسفل فاذا ظل ساكنا بدون قلب للبيضة كل فترة يموت الكتكوت. وهذا تفعله الدجاجة (أى دجاجة) فكيف لها أن تتعلم هذا السلوك العلمى الذى جنن بعض العلماء قديمًا ، إن لم يكن مخلوق فيها وتفعله بهداية ربانية؟ هل صدفة ؟ طبعا نسب ذلك للصدفة هو أمر مضحك . هل الدجاجة عاقلة ؟ اكيد لا. فمن الذى هداها لذلك ؟ مع الملاحظة ان الدجاجة تفعل ذلك بطريقة غريزية فالدجاجة لاتفهم محيطها وكل تصرفاتها غريزية .

ثم أن هناك أمرًا مهم للغاية ، وهو أن التطور الهولمزى -نسبة الى شارلوك هولمز - لايقدم تفسيرا معقولا ولو حتى تخمين ، فكل ما يقدمه هؤلاء هو أن الدجاجة التى لاتقلب بيضها تموت ويموت نسلها والدجاجة التى تقلب بيضها لاتموت وتستمر وتنتشر ! وهذا قمة الإستخفاف بالعقول ، فليس السؤال عن "مصير الدجاج" وإنما السؤال عن "كيف عرفت الدجاجة هذا السلوك العلمى الذى يراعى الجاذبية؟" ، حتى لو دجاجة واحدة فقط تفعل ذلك والباقى لا ، فمازال السؤال قائمًا ..

فهناك حل من اثنين :

1- الدجاجة عاقلة .
2- الدجاجة غير عاقلة .

فان قلتم عاقلة فأنتم بالتأكيد غير عقلاء! وإن قلتم غير عاقلة فالسؤال المنطقى مـــــن علمها هذا السلوك الذى يدل على غاية تريد للبيضة أن تستمر بطريقة علمية ، وطبعًأ الدجاجة لاتعرف العلم ولا الجاذبية حتى النيوتونية بالطبع!

أليس هو سبحانه وتعالى القائل :

قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى.

مصطفى عطية
10-12-2010, 11:23 PM
بارك الله فيك اخي اتماكا
موضوع رائع فعلا وجميل

وعجباً لأمر الملحد والقائل بالصدفه والله جهل ما بعده جهل وعندما ييأس يقول اعلم انه توجد قوى خارقه صممت الكون ولكنه ليس الله

يختلف في المسمى لا يريد الاعتراف بانه الله

والله كل ما ارى مناظره مع ملحد او من يؤمن بالصدفه العبقريه ذات الحكمه البالغه اشكر الله جداااااااااا على نعمه الاسلام والعقل

فا المجنون يرى انه الوحيد العاقل وباقي العالم من حوله مجانين كونهم لا يفهمونه
ايضا القايل بالصدفه يرى انه الوحيد العاقل وباقي العالم مجانين كونهم لا يفهمونه

الحمدلله الذي هدانا للاسلام