المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي تجربة الاقتراب من الموت؟



الاشبيلي
12-06-2009, 01:17 PM
غالبا ما يحدث النمط التقليدي لتجارب الاقتراب من الموت, بعملية خروج للجسد الأثيري من الجسم الفيزيائي,بعد ذلك تبدأ عملية اجتياز لنفق مظلم في نهايته نور ساطع,ويخّيل لصاحب أنه في الجنة حيث يلتقي بأحبائه من الموتى,فيرغب في البقاء كارها العودة إلى جسمه المادي,لكنه يسمع صوتا ما أو يخبره أحد أحباؤه الموتى أن عليه العودة,وأن ساعته لم تحن بعد,أو لا يزال هناك الكثير من المهام التي يجب عليه القيام بها.

نعم قد تخرج بعض التجارب عن النمط المعهود,ولكن طبقا للاستفتاء الذي قام به(جورج كالوب George Gallup) في أمريكا ,فأن نسبة تسعة من عشرة أقرّوا بعبورهم مثل هذا النفق.

من الأمور التي فُهمت بشكل خاطئ ,عند بعض الباحثين وأصحاب التجارب أنفسهم,هو أن ما يحدث من خروج أثناء التجربة ,هو خروج للروح أو النفس,والحقيقة كما قلنا ,إنما هو عملية انفصال مؤقت وغير تام ,تسنح للنفس أثناء هذا الانفصال, أن ترى نوع من الرؤى والمشاهدات الروحية,لجوانب من العالم الآخر,لكن ليس كما تصور البعض من إن هذه الرؤى هي حقيقة الموت , لوجود القوانين الإلهية التي تحكم هذا النوع من الرؤى ,كما سنرى في سير البحث .

نعم قد تشترك هذه الرؤى مع الموت في بعض الأمور,كالنمطية المتكررة في عملية خروج الجسد الأثير واجتياز النفق المظلم واستعراض الإنسان لحياته الدنيوية بكل تفاصيلها, ,فبالرغم من اختلاف الثقافات والديانات,فأن هذه الظاهرة تحدث في نمطية تكاد تكون متشابهة ,وما ذلك إلا لأن طبيعة وقوانين العلاقة بين النفس والجسم في الإنسان وأن حالة انقطاع العلائق بسبب الموت أو غيره تكاد تكون واحدة.

ويعرفّها الدكتور فان بيم لوميل Pim van Lommel في مقال له كالآتي:

"لقد أفاد بعض الناس الذين نجوا من أزمة هددت حياتهم, عن تجربة استثنائية وهي تجربة الاقتراب من الموت ويزداد عدد هذه التجارب للتقدم الحاصل في التقنية المتطورة للإنعاش.

إن ما تضمنته هذه التجارب وتأثيرها على المرضى يبدو متشابها في جميع أنحاء العالم, وفي جميع الثقافات والأزمنة.

إن الطبيعة الموضوعية وغياب الصورة التي تشير إلى حالة من الثقافة الفردية والعناصر العوامل الدينية يحدد المفردات اللغوية المستخدمة لوصف وترجمة هذه التجربة.

ويمكن تعريفها على أنها تقرير للذاكرة عن انطباعات كاملة أثناء حالة من الوعي, تتضمن عددا من العناصر الخاصة كتجربة الخروج من الجسد, مشاعر البهجة, رؤية النفق والنور ولقاء الموتى من الأقارب, أو استعراضا للحياة.

لقد وُصفت العديد من الحالات أثناء الحالات التي حدثت فيها هذه التجارب,كالسكتة القلبية (الموت ألسريري),السكتة بعد فقان كمية كبيرة من الدماء أو الأذى الحاصل أثناء الجراحة الدماغية والنزيف الدماغي وفي حالات الغرق والاختناق وكذلك في عدد من الأمراض الخطرة والتي لا تسبب تهديدا مباشرا على الحياة."[1]

إن أول ما لفت انتباه الدكتور لوميل هو الطابع الموضوعي لهذه التجارب وتضمنها لعناصر ثابتة معينة ,تجاوزت حالة الهوية والثقافة الفردية والعوامل الدينية وأصبحت في نمطية تكاد تكون واحدة في جميع التجارب لمختلف الثقافات والأديان.

و هذا يؤكد لنا أن هذه التجارب نوع من القابلية الموجودة في النفس الإنسانية,يمكن حدوثها في ظروف خاصة,كعمل وظيفي للدماغ,و لا يمكننا اعتبارها ناجمة عن خلل وظيفي للدماغ ولكن ولكي نكون منصفين ,فإن هذه الآلية الخاصة بالدماغ, تعبر عن الطبيعة الواحدة للموت التي تحدث في الدماغ عند كل البشر,بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم كما تؤكد أيضا إن طبيعة الانفصال بين الروح والجسم المادي, هي واحدة برغم كل تلك الاختلافات.

وأن هذه القابلية هي كغيرها من القابليات الموجودة في النفس الإنسانية,مثل قابلية البشر على الأحلام والتعلم ,وفي الجانب الروحي فهي تشبه القابلية على التخاطر عن بُعد أو تحريك الأشياء أو الادراكات الحسية الفائقة إلى الكثير من القابليات التي يمكن استظهارها ضمن رياضات خاصة ,كما سنراه عند ابن عربي ,الوسيط الأميركي الشهير , أو تأتي كموهبة ليس لصاحبها دخل في وجودها إيدكار كايس( Edgar Cayce),و هي في الحقيقة قابلية فطرية للموت عند الإنسان.

كذلك يتوهم الإنسان أثناء التجربة أن ما حدث له هو الموت الذي كان يخافه وليس هناك سبيل للعودة,لكن الحقيقة كما يعلمها الله تعالى أنه ليس بميت وله عودة إلى جسمه الفيزيائي فلم يرى من الموت إلا بعض حالاته,وما هذه التجربة الروحية إلا رسالة موجهة له وإلى الكثير من الناس,تذكرهم بالعالم الذي ينتظرهم وتدعوهم إلى الرجوع إلى الله,كما حدث لكثير من أصحاب هذه الرؤى,الذين لم يكونوا من الناس المتدينين أومن المؤمنين بوجود عالم أو حياة بعد الموت,فتحولوا إلى أناس متدينين يعملون لأجل الله ويتجردون من كثير من الأمور الدنيوية ويصبحون أناسا روحانيين يدركون حقيقة وجودهم ولا ينظرون إلى الغلاف الخارجي لأرواحهم.

أيضا سنرى في هذه التجارب تأكيد على حقيقة طالما اغفلناها ولم نتمعن فيها كثيرا ,ألا وهي الثنائية الخاصة بالإنسان وتكونه من عنصرين ,أحدهما الجسد والآخر هو الروح.

فقد يختلي احدنا بنفسه ويحاول مناقشة فكرة الثنائية الموجودة فينا,ثنائية الجسم والروح,وربما يصل إلى قناعة أو تصور إلى أنه كائن آخر غير هذا الجسم الظاهري,لكنه سرعان ما يعود إلى ذلك الوهم الخاطيْ من أنه هو ذلك البدن الذي يراه ,حال عودته إلى الناس وانغماسه في مشاغله الدنيوية,لكن ما حصل لهؤلاء الذين مرّوا بتجربة اقتراب من الموت,عندما رأوا بعين اليقين حقيقة أنفسهم وما هذا البدن إلا ثوب ارتدوه بحكم الطبيعة , أخذوا ينتظرون اليوم الذي يخلعون فيه هذا الثوب عن أنفسهم,وليبدأو رحلتهم في عالم النور,مثل هذه الرؤى تحدث عنها الكثير من الفلاسفة والعرفاء الذين أيقنوا أنهم غير ذلك البدن الظاهري ,كمقولة الفيلسوف اليوناني (أفلوطين), في كتابه( التاسوعات)

لقد قال هذا الفيلسوف المتأله:

" أني ربما خلوت بنفسي وخلعت بدني جانبا وصرت كأني جوهر مجرد بلا بدن فأكون داخلا في ذاتي خارجا من ساير الأشياء فأرى في ذاتي من البهاء والحسن ما أبقى له متعجبا بهتا فأعلم أني جزء من أجزاء العالم الشريف الإلهي ذو حياة فعالة"

كيف تحدث هذه التجربة ؟

وفقا لأكثر الدراسات التي قام بها باحثين من علماء و فلاسفة وأطباء وأصناف علمية أُخرى,فأن أكثر الظروف ملائمة لحدوث مثل هذه التجربة, تتضمن حدوث أعراض وحالات مرضية خطيرة كالإصابة بالسكتة القلبية أو بجروح تنجم عن حوادث سير أو سقوط من مكان شاهق أو غرق وكثير من الحالات الأخرى التي يكون فيها صاحب التجربة على مقربة من الموت, أو أثناء العمليات الجراحية والقيصرية للنساء,وفي حالات أخرى بسبب تناول عقار ما له تأثير مباشر على القلب.

إن أكثر أسباب هذه التجارب ترددا هو حالة السكتة القلبية,كما وثّق لنا الطبيب الهولندي ,والأخصائي بالأمراض القلبية ,في مشفى ريجنستيت (بيم فان لوميل Pim van Lommel) في بحث علمي عن هذه التجارب وعلاقته معها بحكم عمله كطبيب مختص بالأمراض القلبية.

"عام 1969 وأثناء نوبتي الطبية, تم إعادة أحد المرضى إلى الحياة في جناح الأمراض القلبية, بجهاز الصعق الكهربائي, عندما استعاد هذا المريض وعيه كان في حالة شديدة من اليأس, لقد أخبرني عن نفق وألوان جميلة, نورا وموسيقى رائعة.ثم قال لي :

" لا أستطيع نسيان هذه الأحداث, لكن لا حيلة لي في الأمر."

بعد عدة سنوات,وفي عام 1976 , وصف (ريموند موديRaymond Moody) لأول ما يسمى بتجارب الاقتراب من الموت,وفي عام 1986 قرأت كتاب (جورج ريتشي)[2]) العودة من الغد(Return from Tomorrow حيث تحدث فيه عن حدث له من تجربة خلال موت سريري دام ستة دقائق ,سنة 1943 عندما كان طالبا في دراسة الطب.

بعد قراءتي لهذا الكتاب بدأت أستفسر من مرضاي الذين نجوا من السكتة القلبية,وفي مدة سنتين ففوجئت بخمسين مريضا يخبرونني عن تجاربهم في الاقتراب من الموت.

وفقا للمفاهيم الطبية ليس هناك من احتمال استمرارية الوعي أثناء السكتة القلبية, حين يتوقف الدم عن الدوران وكذلك التنفس, الأمر الذي زاد من فضولي العلمي.

طرحت العديد من النظريات حول طبيعة تجارب الاقتراب هذه,فقد اعتقد البعض إن سبب هذه التجارب هو التغير الحاصل في فسلجة الدماغ كموت خلايا الدماغ , وربما بسبب إفراز مادة الأندورفين,في حين تضمنت بعض النظريات الأخرى رد الفعل النفسي الذي يحدث للإنسان عند اقترابه من الموت,أو حالة اقتران بين رد الفعل النفسي والنقص الحاصل في الأوكسجين.

لكن لحد الآن ,لا توجد أية دراسة علمية دقيقة ومقنعة تفسر لنا سبب ومضمون هذه التجارب,فجميع الدراسات مهتمة بعليّة استعراض الماضي في هذه التجارب وتعتمد عملية انتقاء المرضى.

نحن نريد أن نعرف إن كان هناك أي تفسير فسيولوجي أو نفسي أو كل ما له علاقة بالعقاقير الطبية ,يفسر لنا استمرار عملية الوعي عند بعض الناس أثناء الموت ألسريري.

في سنة 1988 قمنا بدراسة لحالة 344 مريضا نجوا من السكتة القلبية بصورة متعاقبة, في عشرة مشافي هولندية, متحّرين بذلك حالة التكرارية وسبب تجارب الاقتراب من الموت وما تضمنته هذه التجارب أيضا .

لقد سألناهم إن كانوا يتذكرون فترة الوعي أثناء موتهم ألسريري وما الذي يتذكرونه, وعندما قمنا بتوثيق ما أفاد به هؤلاء المرض كانت النتائج كالآتي:

أفاد 62 مريضا,أي نسبة(18%) بأنهم يتذكرون الفترة التي كانوا فيها في حالة الموت ألسريري,في حين أقرّ 41مريضا أي نسبة (12%) بأنهم يتذكرون أمورا ما, أثناء فترة موتهم ألسريري,وأفاد 21مريضا أي ما نسبته(6%) أنه قد حصلت معهم تجارب غير جوهرية أثناء تلك الفترة,وأفاد 23 مريضا, أي نسبة(7%) بأنهم قد حدثت معهم تجارب جوهرية,في حين لم يتذكر 282, مريضا أي نسبة(82%) من هؤلاء المرضى,أي شيء أثناء تلك الفترة.

وفي دراسة أميركية أُجريت على 116 مريض نجوا من السكتة القلبية ,أفاد 11 مريض أي ما نسبته (10%) بأنهم قد حدثت لهم تجارب اقتراب من الموت,ولم تذكر هذه الدراسة عدد المرضى الذين حدثت لهم تجارب اقتراب سطحية.

وفي دراسة بريطانية أُجريت أيضا على نفس النوع من المرضى, بلغ عددهم 63 مريضا قد نجوا من خطر السكتة القلبية, أفاد أربعة منهم, أي ما نسبته(6.3%) منهم فقط بحدوث تجارب اقتراب جوهرية , وأفاد 3منهم, أي ما نسبته(4.8%) بحدوث تجارب غير عميقة, في حين تحدث سبعة منهم أي ما بلغت نسبته(11%) عن ذكريات حدثت لهم أثناء السكتة القلبية.

وفي دراستنا التي أجريناها على 50 مريضا حدثت لهم تجارب اقتراب من الموت أفادوا عن إدراكهم لأنفسهم وهم في حالة الموت ,وأفاد 30% منهم عن مسيرهم خلال نفق ورؤيتهم لمشاهد سماوية أو أنهم قد التقوا بأقاربهم الموتى, وأفاد 25 منهم عن تجاربهم في الخروج من الجسد وأنهم قد تخاطروا مع النور أو أنهم قد رأوا ألوانا,وقال 13% منهم أنهم قد رأوا استعراضا لحياتهم ."[3]

و في موضع آخر من نفس المقال أشار الدكتور لوميل إلى سبب بروز هذه الظاهرة,وهذا يعني أن هذه الظاهرة ليست وليدة العصر الحديث ,بل هي قديمة بقدم الإنسان ,لكن التطور التقني في مجال الطب هو الذي لفت الأنظار إلى اكتشاف هذه الظاهرة :

" إن بعض الناس الذين نجوا من خطر الموت أفادوا بتجارب استثنائية وتزداد نسبة حدوث هذه التجارب بسبب تطور التقنية الحديثة في عمليات الإنعاش.

إن ما تتضمنه هذه التجارب والآثار الناجمة عنها تبدو متشابهة في جميع أنحاء العالم وتتم خلال جميع الأوقات والثقافات,يمكننا تعريف هذه التجارب على أنها تقرير للذاكرة عن الانطباع الكامل الذي حدث خلال لحظات الوعي تلك,يتضمن العديد من العناصر الخاصة ,مثل عملية الخروج من الجسد..مشاعر البهجة..رؤية النفق والنور..مقابلة الأقرباء المتوفين أو استعراض الحياة.

لقد حدثت الكثير من التجارب أثناء هذه الحالات ,كالسكتة القلبية(الموت السريري),السكتة الدماغية بسبب فقدان الدم,أو الصدمة الحاصلة في الدماغ نتيجة جرح ما أو نزف دماغي,أو في حالات الغرق والاختناق وكذلك نجدها في حالات مرضيّة أُخرى,خالية من خطر الموت المباشر.

تحدث أيضا تجارب مشابهة لتجارب الاقتراب من الموت في المرحلة النهائية للمرض, تُدعى هذه الحالات برؤى الموت ألسريري.

إضافة إلى ذلك توجد حالة أُخرى مشابهة وهي ما تُسمّى بحالة الخوف من الموت, فقد تحدث هذه الحالات في ظروف يكون فيها من المتعذر تلافي الموت, كما نجدها في حوادث السير الخطرة أو الحوادث التي تحصل لمتسلقي الجبال.

إن الانتقال الحاصل في تجارب الاقتراب من الموت يُحدث تغييرا عميقا في حياة الناس يتخلّصون فيها من حالة الخوف من الموت.

يبدو أن حدوث تجارب الاقتراب من الموت هو منتظم بشكل نسبي, وهي ظاهرة يتعّذر تفسيرها في نظر الكثير من الأطباء ولهذا يحدث التجاهل لنتائج البقاء في الحالات المرضية الحرجة.

علينا أيضا أن نضع نصب أعيننا إمكانية وجود الوعي لشخص في حالة غيبوبة للدماغ, يعلنها الأخصائيين, وعندما توشك أن تبدأ عملية زراعة الأعضاء ؟

مؤخرا نُشرت العديد من الكتب في هولندا,تتحدث عما يعيه المرضى أثناء حالات الغيبوبة الناجمة عن العديد من حوادث السير ,تتبعها مضاعفات حادة مثل ارتفاع ضغط الدم في الدماغ ,أو في حالات الجراحة الدماغية لاستئصال الأورام الخبيثة.

ومن ضمنها حالة آخر مريض, أعلن فيها الجراح عن موت دماغه, لكن عائلته رفضت الموافقة على التبرع بأعضائه.

إن جميع هؤلاء المرضى أفادوا بعد أن استعادوا وعيهم, أنهم قد جربوا حالات من الوعي الواضح, حصلت لهم فيها حالات من الاستذكار والأحاسيس وإدراك حسي لوجودهم خارج وفوق أجسادهم, خلال فترة الغيبوبة.

وتحدثوا أيضا عن رؤيتهم للممرضات والأطباء وعائلاتهم التي تنتظر خارج وحدة العناية المركزة.

هل يعني موت الدماغ هو الموت بالفعل, أم إنه مجرد البداية لعملية موت قد تستغرق عدة ساعات ؟

علينا أيضا أن تضع في اعتباراتنا, إمكانية أن يظل شخصا ما مصاب بالسكتة القلبية, يعي ما يدور حوله أثنائها, وحتى في حالة استمرار الوعي لشخص قد مات بالفعل, وحينما يبرد جسده ؟

كيف يتعلق الوعي بالعملية الكاملة للدماغ؟

هل من الممكن الحصول على فهم لهذه العلاقة؟.

من وجهة نظري أعتقد أن الإمكانية المتاحة لنا للوصول إلى تقييم النظريات التي تتعلق بالوعي,يكون من خلال البحث في تجارب الاقتراب من الموت,لأننا من خلال العديد من العناصر الكونية التي رُويت في هذه التجارب,سنحصل على الفرصة للتحقق من النظريات الموجودة حول مسألة الوعي والتي لا تزال تُناقش حتى الآن.

يُقدّم لنا الوعي تجربة مؤقتة وهي لانهاية لها في الوقت نفسه, فهل هناك بداية أو نهاية للوعي ؟"

في حين يرى الدكتور(بيتر فينويك.Peter Fenwick)[4]:

"أن الأسباب التي تنتج مثل هذه التجارب مختلفة, وأنها نوع من الإدراك الفائق وأنه من الصعب التمييز بين تجارب الاقتراب من الموت وبين تجارب الإدراك الحسي الفائق, فنجد على سبيل المثال, أن هذه التجارب تحدث لبعض الناس وهم في حالة من الاسترخاء أو أثناء الحلم أو النوم, ويبدو أنه من الأفضل تصنيف هذه التجارب على أنها تجارب إدراك حسي فائق."[5]

أما الدكتور ( كين رنك (Ken Ring وهو طبيب نفساني وأستاذ لامع في جامعة (كونيكتيكت Connecticut) وأحد أبرز العلماء الباحثين في هذه التجارب,وقد تأثر (رنك) بعد قراءته لكتاب (ريموند مودي) أيضا.

لقد أدرك الدكتور رنك أن الدراسة القائمة على أساس علمي ستُعزز من اكتشاف مودي,فقام ببحث تضمن حالة 102 ناج من الموت,فأوصله بحثه إلى نتائج معينة.

كذلك قام بوضع حجر الأساس لبحث آخر في تجارب الاقتراب من الموت بين العميان,وقد نتج عن هذا البحث كتابه (الرؤية الذهنية) الذي يعتبر كتاب رائع في بحوث تجارب الاقتراب من الموت,كما هو الحال مع كتبه الأخرى مثل(دروس من النورLessons From Light ),(مباشرة إلى أوميغاHeading Toward Omega ),( الحياة عند الموت),(مشروع أوميغا The Omega Project).

يقول لنا (رنك) بعد سنوات من البحث والتقصي الصامت في تجارب الاقتراب من الموت:

"أن المسألة أبعد من أن تكون خاضعة للتفسيرات والنظريات العلمية, وأن هذه التجارب هي نوع من الرسائل الآتية من مصدر آخر غير المصدر الأرضي وأنها دليلا على استمرارية الوعي الإنساني بعد الموت, وبالتالي حياة أخرى بعد هذه الحياة.

إني أعتقد حقا..ولكن ليس على أساس معطياتي أو معطيات الآخرين المتعلقة بتجارب الاقتراب من الموت فحسب,من أننا نستمر في امتلاك وجود واع بعد موتنا الفيزيائي,وإن التجربة الجوهرية تمثل البداية, ومضة من الأشياء التي ستأتي.

إن فهمي لتجارب الاقتراب من الموت هذه, يقودني إلى اعتبارها تعليمات, أو رسائل وحي كما يبدو لي..إن هذه التجارب تدلل بوضوح أن هناك شيئا أكبر..شيئا ما وراء عالم حواسنا الفيزيائي.

إن أي إمرء يبذل جهدا ليُعلّم نفسه طبيعة ونتائج التجارب الصوفية الأصيلة أو الدينية ,سرعان ما يقتنع أن التجربة الجوهرية في حد ذاتها هي عضو في هذه العائلة الكبيرة.

لماذا تحدث هذه التجارب ؟

لدي جواب تأملي واحد,أعرضه هنا,رغم اعترافي أنه ليس خياليا فحسب,بل يفتقر إلى الجدية,لقد توصلت إلى الاعتقاد أن للكون طرقا عديدة في إيصال رسائله,وبمعنى آخر هو يريد منا أن نستيقظ لنعي الأبعاد الكونية للمسرحية التي نمُثّل نحن جميعا مقاطع منها,وأن تجربة الاقتراب من الموت,تُمثل إحدى تلك الوسائل لإيقاظنا على ذلك الواقع الأسمى."[6]

إن الرأي السائد الذي يتفق عليه جميع الباحثين المؤمنين تقريبا في ظاهرة تجارب الاقتراب من الموت,على أنها ولوج إلى عالم من الوعي الإنساني ندخله جميعا بعد أن نغادر العالم المادي في حالة الموت,كما أنه العالم الذي ندخله عندما نكون في حالة اللاوعي ونعود إليه للاستكشاف, كما يحدث أثناء النوم .

أمرا طبيعي أن يكون بمقدور الإنسان أن يتعلم كيفية التركيز على العالم الموجود وراء عالمنا المادي.

من الناحية الطبيعية لا يستطيع البشر الأحياء مغادرة العالم المادي للاستكشاف, أنهم يستطيعون فقط تعلم التركيز على ما وراءه.

إذ أن هناك منطقة من العالم اللامادي ,مأهولة بالبشر الذين لم يعودوا أحياء ,ونحن نسمي هذه المنطقة بالحياة الآخرة, وهي تحوي أعدادا من البشر أكثر من الموجودين في عالمنا الأرضي أضعاف المرات .

قد يقول بعض المشككين في صدق هذه التجارب ,أن الأمر لا يعدوا أن يكون هلوسة أو اضعاث أحلام,و قد تصدى الكثير من الباحثين والعلماء ,الذين يشار إليهم بالبنان في المسيرة العلمية الإنسانية ,للرد على مثل هذه الشكوك ,فلمن أراد البحث في مثل هذه الظاهرة عليه التعمق بصورة أكثر كي يحصل على وجهة نظر صحيحة وشاملة وقناعة مبنية على أساس علمي متين.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] ABOUT THE CONTINUITY OF OUR CONSCIOUSNESS

Pim van Lommel حول استمرارية وعينا



[2]في عام 1943,كان الدكتور (جورج ريتشيGeorge Ritchie), وعندما النفساني,راقد في أحد مشافي تكساس لأصابته بالتهاب الجهاز التنفسي.تعرض إلى نوبة مرضية أخذ يبصق فيها الدم ثم فقد وعي, وعندماا استيقظ رأى جسده ممدد على السرير,وفي الممر خارج الغرفة ,مرّ أحد العاملين من خلاله ,وأهمله رجلا آخر عندما ربت على كتفه.حاول (ريتشي) العودة إلى جسده,لكن الأمر يبدو مستحيلا.بعد ذلك تعرض إلى تجربة دينية ,إذ أصبحت الغرفة مضاءة بنور ساطع,ثم ظهر له شكلا ما شخصه (ريتشي) على أنه السيد المسيح,وبعد مرافقته لهذا الرجل في رحلة إلى مدينة مترامية الأطراف,عرف فيها عواقب الذنوب والخطايا,عاد إلى جسده,ليستيقظ بعد ذلك وهو يصر على أنه قد مات بالفعل ثم عاد إلى الحياة.

[3]About the continuity of our consciousness: scientific Research on NEAR-DEATH EXPERIENCE.Dr Pim Van Lommel., حول استمرارية وعينا, بحث علمي في تجارب الاقتراب من الموت.

[4] الدكتور (بيتر فينويك)طبيب نفساني والمحاضر الأقدم في المعهد النفسي التابع لكلية كنجز Kings,في لندن ,ومستشار نفساني في مشفى مادوسلي ومشفى رادكلف في أكسفورد, وأستاذ زائر في اليابان ,حيث يمضي ثلاثة أشهر من كل سنة في بحوث متقدمة للطب النفسي هناك.

[5] science and spirituality :A challenge for the 21st century

الروحانية والعلم:تحدي القرن الواحد والعشرين.

[6] 5ما بعد الحياة,كولن ولسون,(Afterlife (Colin Willson

الاشبيلي
12-06-2009, 01:19 PM
النظريات الخاصة بتجارب الاقتراب من الموت قتيبة صالح فنجان




النظريات الخاصة بتجارب الاقتراب من الموت

قتيبة صالح فنجان



انقسم الباحثون في دراسة وبحث هذه الظاهرة إلى قسمين, ففي القسم الأول انحصر البحث في دراسة طبيعة وصدق هذه التجارب وقد تباينت الآراء والنظريات حول هذه الظاهرة ,فمنهم من عزا سبب حدوثها إلى خلل وظيفي في عمل الدماغ بسبب عوامل معينة منها نقص الكمية المطلوبة من الأوكسجين إلى الدماغ أو اعتبارها آلية دفاعية للدماغ يُسبّبها الخوف من الموت,في حين وصفها البعض الآخر على أنها حالات من الهلوسة.

ويكفينا في الرد على أصحاب هذا الرأي إجابة الدكتور بيتر فينويك (peter Fenwick) الذي سُأُل الدكتور , إن كان هناك فرقا بين الهلوسة وبين تجارب الاقتراب من الموت,فأجاب:

"يميل الناس إلى نسيان هلوساتهم,في حين يظل أصحاب تجارب الاقتراب من الموت يتذكرون وبوضوح شديد.

وإذا سألنا هؤلاء الناس عن طبيعة تجاربهم أثناء وجودهم في وحدة العناية المركزة, فسنكتشف أنهم قد حدثت لهم أمور تختلف في طبيعتها عن تجارب الاقتراب من الموت.

إن ما حدث لهم هو أنواع من الهلوسة,فيها الكثير من الوهم الناجم عن طبيعة ما يدور في هذه الوحدة,فهم يظنون عادة بالناس الذين من حولهم ظن السوء, فعلى سبيل المثال شعرت إحدى المريضات أن كل شخص موجود في الوحدة هو ضدها,وان الشياطين تعبث بها,وخُيّل لها أنها مشوية,لكن وبعد أن استعادت وعيها تبيّن لها أن سبب شعورها بالشواء هو البطانية الحارة التي كانت تلفها,ولم تكن تلك الشياطين سوى الممرضات اللائي كن يحقننها العلاج عن طريق الوريد.

والآن فأن تجارب مثل هذه ليس فيها شيء من الوضوح ولا يمكننا عدّها قصة مروية كما أنها تفتقر إلى ذلك التوحد النفسي والعاطفي الذي نراه في تجارب الاقتراب من الموت,لذا فأني أعتقد أنه أصبح بإمكاننا التمييز بين حالات الهلوسة الناجمة عن تغيّر في كيمائية الدماغ وبين تجارب الاقتراب من الموت ,أنا أعتقد إنهما مختلفتان".[1]



أما القسم الآخر فقد ركز بحثه على ظاهرة تُعد من الظواهر المهمة , ألا وهي ظاهرة استمرار وجود الوعي الإنساني منفصلا عن الجسد سواء إن كان هذا الانفصال موتا دائميا أو مؤقتا ,وهم العلماء والباحثين الداعين إلى القول بأن هذه التجارب هي ظاهرة روحية يحصل فيها اقتراب من الموت وربما تكون مشابهة في كثير من مراحلها بحالات الموت الحقيقي .

لم ينصف المشككين أنفسهم والآخرين حينما أعلنوا أن هذه الظاهرة هي وظيفة طبيعية للدماغ تحدث ضمن ظروف معينة,متناسين أن جميع الظواهر الروحية,جميعها على الإطلاق لا تتم إلا عبر الدماغ وكما تفيد أحدث النظريات العلمية فأن الفص الأيمن هو المسئول عن هذه الفعاليات,ولكن هل نكتفي بمثل التعليل معرضين عن مبدأ يقول وأن لمثل هذه الدماغ خالقا أودع فيه الكثير من الأسرار التي تحيّر العقول وتشعرها بالعجز,وجعله آلة معقدة ودقيقة يمكن للنفس الإنسانية أن تستظهر قدراتها الإلهية الخارقة من خلاله,لكننا لم نصل بعد إلى ذلك و لا يزال أمامنا الكثير,ولا يغيب عن أذهاننا كيف أن العقل الباطن يقيم عملية اتصال مع العوالم الروحية الأُخرى,نحصل فيها على كثير من الحقائق والنبؤات وهو المعّول عليه في استمرار وعي وحياة الإنسان بعد الموت , فالدماغ هو الجهاز المعقّد والمحيّر والذي لم يكتمل اكتشافه لحد الآن الكثير, والأمر موكول إلى المستقبل كما نقلت ذلك إلينا الدكتورة شفيقة قرة كله في كتابها (خوارق الإبداع):

" ومن الأفكار المثيرة للاهتمام, في هذا المجال, ما يقوله مشرحي الأعصاب من أن هناك مناطق في الدماغ لم تقم بوظيفتها لحد الآن, ولكن هذه المناطق قد هيأتها الطبيعة لمراحل مستقبلية من التطور, حقا إنها فكرة تثير الاهتمام."[2]

إن اكتشاف مناطق الدماغ المجهولة والوظائف المتعلقة بها ,يشبه لعبة الكلمات المتقاطعة ,فلن ننتهي من استكمالها ما لم نملأ جميع الفراغات بالحروف المطلوبة.

وتشير بعض الدراسات إلى أن البشر في مراحل قديمة لم يكونوا يرون جميع الألوان حسب ما أظهرته الرسومات الموجودة في بعض الكهوف المكتشفة وهذا يدل على عدم استكمال عمل العديد من مناطق الدماغ المسئولة عن تمييز الألوان.

وفي مقال له ,يتحدث الدكتور (كين رنك,Ken Ring) عن بعض العناصر المكونة لهذه التجارب وتجارب الخروج من الجسد,ليؤكد إمكانية وجود الوعي الإنساني بعيدا عن الجسد ,عندما يترائي بعض أصحاب هذا النوع من التجارب,لأحبائهم أثناء التجربة,الأمر الذي يعتبر من الأدلة الحاسمة على صدق هذا النوع من التجارب وأن للنفس البشرية قوى في حاجة إلى الكثير من البحث والتبصر,لكن ليس ضمن قوانين العلم العاجزة عن إدراك كنه النفس وقواها.

يقول"رنك":

"عندما نأخذ بنظر الاعتبار أن أصحاب هذه التجارب ,عندما يكونون خارج أجسامهم فأنهم يشهدون أحداثا حقيقية تحدث بعيدا عن أجسادهم الميتة,إن أهم تلك الظواهر هو رؤيتهم لأشياء غيبية تتحقق بعد مدة على الأرض,لقد تم توثيق العديد من المحادثات التي تمت مع هؤلاء والتي تحققت في المستقبل.

كذلك لمسنا ظاهرة هي أكثر أهمية من تلك الظواهر,عندما يتراءى صاحب التجربة لشخص ما وعادة ما يكون الشخص الذي يحب,إن مثل هذه الظاهرة تضطرنا إلى الاقتناع بإمكانية وجود الوعي بعيدا عن الجسد."

ومن الباحثين المهتمين بإثبات إمكانية وجود الوعي بعيدا عن الجسد ,هي الباحثة (جين ريتشي,Jean Ritchie),التي استعرضت في كتابها (بوابة الموت)[3]العديد من النظريات التي تحاول تفسير تجارب الاقتراب من الموت قائلة:

"من المهم لنا أن ندرك أنه بالرغم من أن آلية عملية الموت يمكن حصرها في الدماغ,إلا أن هذا يثبت لنا أن عملية الاقتراب من الموت هي مجرد رؤية ينتجها الدماغ وهو على مشارف الموت ,لكن العلم لم يتمكن من إثبات مثل هذا الأمر لوجود عدد كبير من الأدلة الظرفية التي تشير إلى إمكانية وجود الوعي بعيدا عن الجسم ,وفي نفس الاتجاه لم يتمكن العلم من الإثبات بأدلة علمية حالة استمرار الوعي بعد الموت , يعتقد الكثير من الناس وأنا منهم إنها مسالة وقت.

لا يحتاج الباحثين في مثل هذه التجارب إلى إثبات أي شي وبحوزتهم الكثير من الأدلة الظرفية لكن العلماء بحاجة إلى أن يقدموا تفسيراتهم في حالة ادعاؤهم عدم إمكانية استمرار الوعي بعد الموت.

تفترض إحدى النظريات المعاصرة أن الوعي أشبه بإشارة تلفازيه موجودة في موجات الهواء, وإن عدم وجود الدماغ داخل الجمجمة, يشبه تماما عدم وجود جهاز التلفاز الضروري لإنتاج الصور على الشاشة(كيمياء الدماغ), حيث تقدم في برنامج تلفازي تجربة الاقتراب من الموت.

إن النظريات العلمية تدعي إن مثل هذه التجارب هي من إنتاج جهاز التلفاز,وهذا غير صحيح ,لأن البرنامج ألتلفازي هو نتاج عمل الإشارة التلفازية وجهاز التلفاز.

تنص بعض الإدعاءات العلمية على أن الموت هو نهاية الوعي,كانتهاء الإشارة التلفازية حين نطفئ جهاز التلفاز."

وفيما يلي بعض النظريات العلمية المطروحة في ساحة البحث, لأجل الوصول إلى تفسير علمي يتوافق مع ما تنتجه هذه الظاهرة من أمور خارجة عن التفسيرات العلمية.



1. نظرية الدماغ المحتضر Dying Brain Theory.



من الباحثين الذين تبنى هذه النظرية ,هي الدكتورة سوزان بلاك مور Susan Blackmore,في كتابها نموت لنحيا Dying To Live. تقول الدكتورة بلاك مور أن أحد العناصر القوية التي تعزز من الإيمان بعالم ما بعد الموت ويقيم الدليل على واقعية تجارب الاقتراب من الموت,هو أيضا,أحد نقاط الضعف المأخوذة عليها.

في الحقيقة إن جميع الذين حدثت لهم تجارب الاقتراب من الموت,يتبعون نفس الطريق تجاه النور,ويقطعون المراحل نفسها في طريقهم هذا,فيخلق حالة قوية لجميع الموجودات,بأنهم سيسلكون رحلتهم العميقة إلى العالم الآخر ,في أي مكان كانوا,ومن جميع الأعمار والثقافات وسُيرحب بهم هناك.

لكن أن تلك المسألة"دليل التشابه" يمكن أن يعتمد عليه كحجة قوية في النقاش تضعف من حقيقة تجارب الاقتراب من الموت,فلا تمثل رحلة روحية,ولكن وظيفة الدماغ المحتضر هي واحدة في جميع الأدمغة و هي تموت بنفس الطريقة جميعا ,بغض النظر عن العوالم التي تنتمي إليها,كما يقول المشككين,وهذا يفسر لنا تشابه الجوهر الأساسي للعناصر في هذه التجارب,وإن سبب ذلك لا يعود إلى الرحلة التي يقوم بها الشخص المحتضر إلى عالم الآخرة,بل إلى التوقف الحاصل في جهاز الإرسال الموجود في الدماغ فيخلق نوع من الأوهام الرائعة لجميع الذين يكونون على مقربة من الموت.

ولكن ..لماذا ؟

لماذا يقوم الدماغ المحتضر بمثل هذا العمل, فهو ليس أكثر من مجرد كتلة معقدة من الأنسجة ؟

إن هذه واحد من الأسئلة الهامة في التفكير الإنساني بشكل عام, فهو يجعلنا نتساءل, عن أنفسنا كأفراد, تمتلك شخصيات وأرواح وعقول وأنها خاصة لنا ؟

أو أننا مجرد أجساد بسيطة تسيطر عليها أجهزة ذكية من الحواسيب,أو أدمغة تختلف قليلا في عملها عن بقية الموجودات., الأمر الذي يجعل كل واحد منا لا نظير له.

لقد انقسم العلماء والباحثين,فبعضهم يريد أن يقتصر مسألة تجارب الاقتراب من الموت,على أنها مجرد سلسلة من ردود الفعل للدماغ,في حين يذهب الآخرين الذين يتقبلون هذه التجارب على أنها أمر واقعي وصحيح وأنه ليس هنالك شيء أكثر أهمية من وضعها في السياق العلمي.

وبمعنى آخر إنهم لا يخشون بحث المسألة بشكل دقيق, لمعرفة نتائج جميع الأشياء المتعلقة بها, والإمكانية على توضيح المجالات الخاصة بها, إنهم يودون بسعادة أن تستمر المجالات العلمية مع الحياة الشخصية العميقة للتعزيز بالأدلة لأولئك الذين كانوا هناك.

هناك قليل من الناس ويضمنهم المشككين, ينفون حدوث تجارب الاقتراب من الموت للناس, لكنهم تأثروا بشدة لأنهم قد لاحظوا الكثير من الناس سليمي العقول والمتزنين, الذين عادوا من هذه التجارب وتحدثوا عما حدث له هناك.

فكان ما فعلوه هو الجدال حول سبب هذه التجارب وما الذي تعنيه, فاتخذ البحث اتجاهين أساسيين:

أحدهما اتخذ من العوامل النفسية وسيلة للوصول إلى الأسباب التي تدفع بالإنسان للتصرف بهذه الطريقة, وإمكانية حصولها بسبب حالات من الهلوسة.

أما الاتجاه الثاني فيعتمد على التفسير الفسيولوجي,الذي يبحث عن ذلك الجزء من الدماغ الذي يُتلف أو يصاب بالخلل فيسبب تجربة الاقتراب من الموت ,واستمر هذه الاتجاه في جميع الأبحاث الخاصة بالدماغ,وليس فقط تلك المتعلقة بتجارب الاقتراب من الموت.

إن الحجة العقيمة الجافة التي تقول بأن تجارب الاقتراب من الموت هي نتيجة لبداية موت للدماغ,غير مقبولة عند الغالبية العظمى من الناس الذين حدثت لهم مثل هذه التجارب,فالتقليل من العمق والتحول الموجود في التجربة وجعلها أمر لا أهمية له,هو أمر أكثر من غلق جهاز الإرسال الموجود في الدماغ ,كمن يرى في لمحة أن تمثال النبي داود لمايكل أنجلو ليس أكثر من مجرد عدة أطنان من الرخام.

فإذا لم يكن هناك حياة بعد الموت,وما تجارب الاقتراب من الموت إلا آخر صرعات الدماغ المحموم والمحتضر,فما الذي يزعجنا في ذلك ؟

إذا كان كل شيء ,بضمنه الروح والشخصية يتحول إلى تراب ورماد,ولماذا يُري الدماغ في مراحل حياته الرائعة الأخيرة ,أولئك الذين على مقربة من الموت أو يواجهون موتا حقيقيا,والذين يسترخون بسلام رؤاهم الجميلة؟

وإذا كانت تجارب الاقتراب من الموت مجرد هلوسة, فلماذا أُخبر عدد كبير من الناس أثناء تجاربهم بهذه الرسالة" إن مهمتكم لم تكتمل بعد " أو "لم يحن وقت موتك بعد "

وإذا كانت تجارب الاقتراب من الموت مجرد هلوسة ,فكيف نفسر أن عددا كبيرا من الناس أُخبروا بنفس الشيء أثناء هلوساتهم؟ أليس من الغريب أن يُخبر الناس الشيء نفسه؟

هل أن جميع الهلوسات إجابات متطابقة, بات من السهل الإيمان عند كثير من الناس,بان تجارب الاقتراب من الموت هي تجارب حقيقية للعالم الآخر وليست هلوسة.



2. نظرية الهلوسة. Hallucination Theory

يعتقد بعض العلماء من المعسكر الذي يؤمن بإمكانية تفسير تجارب الاقتراب من الموت يوما ما ,على أنها عمل وظيفي للدماغ,ناجم عن إفرازه لهرمون الأندورفين,الذي يؤثر على مركز الجهاز العصبي لتخميد الألم ,كما يُفرز عند عدائي المسافات الطويلة,بعد أن يقطعوا أشواطا طويلة,ليجدوا أنفسهم يركضوا بسهولة دون الشعور بالألم أو التعب,ويغمرهم الشعور بالبهجة.

لكن الإشكال هنا أن الاندورفين لا يسبب الهلوسة كما لا يمكنه أن يخلق حالة مشابهة لتجارب الاقتراب من الموت.نعم ربما يكون داخلا في عملية إخماد الألم ولكنه غير مسئول عن إنتاج التجربة بأكملها.

إن البحث في جهاز الإرسال والاستقبال هي عملية بالغة التعقيد ,حسب فهمنا لطبيعة عمل الدماغ,وكان من المعروف أن مادة قوية مخدرة تسمى بالكيتامين Ketamine ,يمكنها أن تنتج بعضا من ملامح تجارب الاقتراب من الموت,وبشكل خاص في تجارب الخروج من الجسد,وتذهب إحدى النظريات إلى القول بأن مادة الكيتامين ربما تساعد على التحرر من الجسد أثناء تجربة الاقتراب من الموت وتعيق عمل جهاز الإرسال والاستقبال وتصبح مسئولة عن تجربة الاقتراب من الموت بعد إيقافها لعمل المتقبلات.

لقد رفض الدكتور رونالد سيغال Dr.Ronald Siegel أحد الأساتذة النفسانيين الأهمية الروحية والمعنوية لتجارب الاقتراب من الموت, مدعيا أنه يمكنه إنتاج مثل هذه التجارب في مختبره, بإعطائه عقار (ل.س.د) للمتطوعين.

لكن الباحثين الآخرين ,يقولون أنه بالرغم أن هذا العقار ينتج هلوسة مشابهة لتجارب الاقتراب من الموت,لكنها ليست نفسها,لسبب واحد وهو أن هذا العقار المنتج للهلوسة ,غالبا ما يخلق حالات من الخوف و التظنن ,وهي غير موجودة في تجارب الاقتراب من الموت على وجه العموم.فالعقار يُنتج حالة من الهلوسة تشوه الواقع ,في حين وصف لنا أصحاب تجارب الاقتراب من الموت واقعا أسمى.

هنالك أيضا العديد من الدراسات الكثيرة حول تأثير العقاقير المخدرة كالمارجونا و(ل.س.د)أو الكوكايين والهيروين والمورفين والمسكالين,التي تقول أن تناول مثل هذه العقاقير قد يؤدي إلى حدوث مثل هذه التجارب,لكن في واقع مشّوه غير مترابط العناصر وبضمنهما عنصري الزمان والمكان ,ولكن واقع تجارب الاقتراب من الموت لا يعكس مثل هذا النوع من التشويه أو الاضطراب الذي يمكن أن يحدث للإنسان عند تناوله هذه العقاقير حيث يدخل مرحلة أخرى من الوعي يدعوها الأطباء النفسانيين بما وراء الوعي ,"وفي خلال السنوات العشرين الأخيرة منذ اكتشاف مادة المسكالين Mescaline وبعدها لمادة (ل س د 25LSD 25) تبيّن أن استعمال هاتين المادتين في ظروف تجريبية يؤدي إلى تحسس الفرد بإحساسات غريبة لم يجربها في الماضي ومنها التداخل الحسي الذي يمكنه من أن يدرك الحس على غير صورته فيسمع ويرى الصوت مثلا,كما أن الزمن بالنسبة له يصبح أمرا منفصلا,وقد يُصاب بشعور التجرد عن ذاته إلى غير ذلك من الاضطرابات.

وقد لوحظ أن ردود الفعل لاستعمال هذه الأدوية غير متساوية وأنها تختلف بين فرد وآخر تبعا للإمكانيات الشخصية لكل فرد."[4]

إن رأي الدكتور علي كمال حول اختلاف ردود الأفعال الناجم عن استخدام هذه العقاقير , يعزز الرأي القائل بأن تجربة الاقتراب من الموت أو الخروج من الجسد هو أمر غيبي ولا يمكن إنتاجها بتناول عقار ما,فالتوحد النفسي والعقلي الموجود في هذه التجارب والاشتراك في كثير من العناصر الموجودة في هذه التجارب ,حتى أضطر بعض الباحثين إلى تسميتها بالنمطية المتكررة التي تكون على النقيض التام من ذلك الاختلاف في ردود الأفعال الذي تكلم عنه الدكتور علي كمال بين متعاطي هذه الأنواع من العقاقير المهلوسة.

.هنالك عقارا آخر له القدرة على خلق حالات تشبه الحالات التي نراها في هذه التجارب, كما يذهب إلى ذلك بعض الباحثين.ولكن من المهم القول أن الدكتور (كارل جانسين, karl Jansen ) وهو أحد الباحثين في تأثير عقار الكيتامين لا يعتقد أن الرؤى التي يُنتجها مثل هذا العقار مشابهة لتلك الرؤى التي تحدث أثناء تجارب الاقتراب من الموت,فالرؤى الناتجة بسبب تناول هذا العقار تكون شاذة وغريبة مملوءة بشكوك لا نراها في تجارب الاقتراب من الموت.

يروي لنا الدكتور كارل جانسين في كتابه "كيتامين, Ketamine,التجربة التالية:

"أدركت نفسي كحيّز من الوعي والطاقة يطفو وسط غرفة واسعة جدا, وكنت أشعر بحضور كامل حولي كما لو كنت محاطا بالملايين من الآخرين, ورغم ذلك لم أتمكن من رؤية أحدهم

وكان في وسط الغرفة لونا أزرق وكبير قد تشكل في صورة هندسية, بعد ذلك عدت فجأة إلى جسدي, حيث كنت أرقد على الفراش.أوه…لقد انتهى كل شيء, كما ظننت, فجأة حاولت الجلوس, لكني شعرت بجسدي وهو يذوب مرة أخرى في الظلمة والعدم وشعرت بنفسي وهي تُسحب من أسفل قدميّ, كحيّز غطاه السحر بعباءته في واحدة من خدعه السحرية."

ويعلّق الدكتور بيتر فينويك Peter Fenwick, M.D., F.R.C.Psych, على هذه التجربة قائلا:

"عندما نسأل الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت"هل أن هذه التجربة تشبه تجربتكم ؟"

سيقولون, “كلا, إنها لا تشبه تجربتنا, نعم قد تكون هناك بعض الخصائص المشتركة, ولكن هناك أيضا الكثير من الخصائص المختلفة تماما"

حسنا ,رغم أن الكيتامين هو النموذج الأفضل والمرشح لدراسة وتقييم تجارب الاقتراب من الموت في حالات السكتة القلبية, لكنه لا يمكنه أن يفسر لنا كل ميزة في تجارب الاقتراب من الموت.

كما أني لست متأكد من أننا سنفهم بصورة تامة ,كل تجربة الاقتراب من الموت أثناء السكتة القلبية, حتى لو قلنا أن تجربة الاقتراب من الموت ,تشبه تجربة الكيتامين, لأننا نتجاهل المشكلة التي تتعلق بزمان حدوث التجربة, وإن الطريقة الوحيدة التي يمكننا فيها الحصول على إجابة لهذا السؤال, هو من خلال تجارب الخروج من الجسد."[5]



3. نظرية الفص الصدغي. Temporal Lobe Theory



لقد تم التعّرف على أن بعض ملامح تجارب الاقتراب من الموت تحدث مع حالة من الصرع المتزامنة بحدوث الضرر في الفص الصدغي من الدماغ,واكتشف الباحثين أنه من الممكن إنتاج بعض عناصر تجارب الاقتراب من الموت ,من خلال تحفيز هذا الفص الدماغي بالكهرباء,مثل أن يترك المرء جسده و يرى ومضات من صور الماضي,وهذه هي أكثر العناصر شيوعا لتجارب الاقتراب من الموت ,إنهم يعتقدون أن الضغط الناجم عند الاقتراب من الموت أو التفكير بأنك على مقربة من الموت,ربما قد تسبب بطريقة ما تحفيزا لهذه المنطقة من الدماغ.

توجد بعض الأدلة التي تدعم هذه النظرية, في بعض التجارب القليلة, التي أفاد بها أُناس عانوا من جلطات أثرت على هذا الجزء من الدماغ, أو أُصيبوا بورم خبيث في المنطقة نفسها.

ولكننا نواجه أيضا حالة تقف ضد هذه النظرية,فالصفات الانفعالية الناتجة من عملية التحفيز للفص الصدغي ,هي الخوف والحزن والشعور بالوحدة وليس المحبة والسلام الموجودة في تجارب الاقتراب من الموت.

وعلى الرغم من وجود بعض العوامل المشتركة,كالشعور بالسعادة والقدرة ومعاني الموت والإماتة,لكن الناس الذين جربوا كلتا الحالتين في أوقات مختلفة ,صرحوا بأن ليس من شك أن هنالك فرقا كبيرا بين الحالتين.

إن الهلوسة سواء كانت ناجمة عن تأثير لعقار ما أو كنتيجة لدواء معين,أم بسبب الحرمان من الأوكسجين,فهي تحدث أثناء وعي المريض وصحوته ,في الوقت الذي تحدث فيه تجارب الاقتراب من الموت أثناء حالات اللاوعي,وفي بعض الأوقات يكون فيه المريض قريبا جدا من الموت,حين لا يسجل جهاز التخطيط للفعاليات الدماغية أية إشارة ,في الآلة التي تراقب موجات الدماغ.

أيضا فأن الحالات الطبية تأخذ المريض إلى حافة الموت, ولحدوث تجربة اقتراب من الموت فليس من الضروري أن يكون هنالك نقص في كمية الأوكسجين أو أي تأثير لعقار ما, وهذا ما يحدث لضحايا الحوادث بشكل خاص.

إن تجربة الاقتراب من الموت تحدث في اللحظة التي يحصل فيها تهديد مباشر للموت, وليس من الضروري في وقت آخر, كأن تكون بعد ساعة مثلا, حينما يكون الموت قريبا جدا فيحرم الدماغ من الحصول على الأوكسجين.



4. نظرية نقص الأوكسجين Lack of Oxygen Theory



هناك محاولة أُخرى لتفسير ظاهرة هذه التجارب,إلا وهي عزوها إلى النقص الحاصل في كمية الأوكسجين الموجودة في الدماغ ,أو ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون.

ولكن مثل هذه النظرية لا توضح لنا السبب الذي يجعل بعض المرضى قادرين على الإفادة بتقارير واضحة عن أشياء جرت معهم أثناء التجربة.

لقد حدثنا الدكتور مايكل سابوم Dr.michael Sabom, أخصائي الأمراض القلبية, عن مريض كان يراقب طبيبه أثناء التجربة وهو يقوم بفحص دمه الذي يدل على وجود نسبة عالية من الأوكسجين وأخرى منخفضة لثاني أوكسيد الكربون.

و في مقارنة بين تجارب الاقتراب من الموت والهلوسة الناتجة تحت كمامة الأوكسجين, يُظهر لنا الدماغ أن الحالة الثانية, هي نوع من الفوضى وهي شبيهة جدا بالهلوسة الذهانية, كالشعور بالحيرة وفقدان الإحساس بالزمان والمكان والصفة النمطية الغالبة للخوف, إذا ما قورنت بالسكون والهدوء والشعور بالنظام في تجارب الاقتراب من الموت.



5.نظرية الحرمان أو التجرد من الشخصية Depersonalization Theory.



إن أول محاولة عصرية لتفسير ظاهرة تجارب الاقتراب من الموت وفق المنظور النفسي, ظهرت في سنة 1930, على يد عالم نفساني ادعى أنه عندما يكون الناس في مواجهة الواقع المكدر للموت أو المرض, يحاولون استبداله بخيال يسرهم, لحماية أنفسهم, لذا فهم يجردون أنفسهم من أنفسهم, ويحدث ذلك عبر ارتفاعهم فوق أجسادهم وكما أفاد بذلك أصحاب هذه التجارب.

لا تزال هذه النظرية بحاجة إلى مزيد من التمحيص, ويمكن معارضتها بالحقيقية التي تجعل من بعض عناصر تجربة الاقتراب من الموت, غير منسجمة مع هذه النظرية, مثل المشاعر الروحية والدينية القوية وازدياد اليقظة و الإدراك.



6.نظرية ذكرى الولادة. Memory of Birth Theory



لا تتعامل هذه النظرية مع الموت على الإطلاق, بل مع ذكريات الولادة,فعندما يولد الطفل يُغادر الرحم ويتجه أسفل النفق حيث النور,وإن ما ينتظره في عند ذلك النور,يكون عادة كما عظيما من الحب والدفء.

إن ما يحدث عند الموت هو استعادة لتلك الذكريات المخزونة, عند بداية الحياة.

يوجد أيضا الكثير من النقاط التي لا يمكنها أن تتماشى مع هذه النظرية,فالطفل مثلا لا يعوم بسرعة وهو يتجه إلى أسفل النفق,بل يظل يواجه صعوبات بسبب تقلصات الرحم,كما لا يمكن لهذه النظرية تفسير اللقاء بالأصدقاء والأقارب المتوفين.

وتفترض هذه النظرية أن الكائن النوري,هو القابلة,و الطبيب في غرفة الولادة,لكننا نجد الكثير من الأطفال قد وُلدوا,دون أن يحضرهم أية طبيب أو أية قابلة وربما من دون حضور العديد من الناس,كما أن الجهاز العصبي للطفل ليس متطورا بشكل كاف, حتى يستطيع تمثيل وخزن ذكريات الولادة.

ويحاول أصحاب هذه النظرية القول ,بأن مشاعر السلام والبهجة هي ذكريات السلام أثناء وجوده في رحم الأم,حيث تلبي كل حاجاته الطبيعية ,كما لا وجود هناك للتوتر والإجهاد.

لكن لماذا لا تكون هذه المشاعر, مشاعر البهجة والسلام, هي نوع من الراحة من ألم المرض أو الجرح في لحظات الموت ؟

على أية حال ,فإن الولادة ليست تجربة ممتعة أغلب الأحوال,حين يغادر الأطفال وهم يبكون كما لو كانوا يعانون آلاما مبرحة.

وعلى النقيض من ذلك, توصف تجارب الاقتراب من الموت في أعلب الأحوال على أنها أكثر التجارب متعة وسعادة, يمكنها أن تحدث للإنسان, بينما عملية الولادة غير ممتعة.



8.نظرية الحياة الآخرةAfterlife Theory .



يقول الدكتور ميلفن موريس Dr.Melvin Morse, الذي أسس أرضية البحث في تجارب الاقتراب من الموت عند الأطفال, "أنه ليس هناك من تفسير لذلك النور"

كما يقول الدكتور كين رنك Dr.Ken Ring و الذي يُعد أكثر الباحثين في تجارب الاقتراب من الموت جدارة بالاحترام, وأحد الذين انتهجوا دراساتهم ضمن المنهج الأكاديمي:

"يجب على أي تفسير له علاقة بالجهاز العصبي,أن يكون قادرا على أن يُظهر لنا ,كيفية ارتباط جميع عناصر هذه الظاهرة مع جوهر التجربة,كحالة الخروج من الجسد ,المعرفة الخارقة,النفق,النور الذهبي,صوته أو حضوره ,ظهور الموتى من الأقارب,المشاهد الرائعة,وغيرها من الحالات,فهي تحدث جميعا ضمن طراز ذاتي,كنتيجة لاستجابة عصبية أُثيرت عند الاقتراب من الموت…أنا أدعوا إلى مناقشة هذا الكم من الأدلة التي نقلناها لأولئك الذين يرغبون بتفسير تجربة الاقتراب من الموت بهذه الطريقة."

إن هذه العبارات, هي مجموعة من العبارات المعقدة, يحاول فيها د.رنك ,القول بأن هناك الكثير جدا من العناصر الثابتة في تجارب الاقتراب من الموت,التي يصعب تفسيرها ,على ضوء العمل الطبيعي للدماغ,ويعتقد بأن الأدلة قوية جدا,بحيث ترفع عن كاهل الباحثين المتعاطفين معها عبء إثباتها,في الوقت الذي لا تثبت فيه شيئا للمشككين



--------------------------------------------------------------------------------

[1] العلم والروحانية:تحدي القرن الواحد والعشرين. Science and Spirituality: A Challenge for the 21st Century

[2]خوارق الإبداع ,ص23,مطبع دار الحكمة,ترجمة سلمان يعقوب العبيدي

Ritchie[3] Death s Door-Jean

[4] النفس انفعالاتها وأمراضها وعلاجها,ص61,ج1,ط4,الدكتور علي كمال.طبع الدار العربية.

[5] Science and Spirituality: A Challenge for the 21st Century, العلم والروحانية: تحدي القرن الواحد والعشرين

الاشبيلي
12-06-2009, 01:21 PM
الأحلام,تجربة الاقتراب من الموت والحقيقة.
جودي أ.لونغ


ترجمة :قتيبة صالح

الخلاصة:

هذه مراجعة لأدب والبحوث المتعلقة بالأحلام, مقرونة بدراسة استعراضية لأصحاب تجربة الاقتراب من الموت الذين ُسأُلوا:" إذا ما كانت التجربة التي مرّوا بها تشبه الحلم بصورة ما ؟"

ستعطينا هذه الصفحات خلاصة عن الوعي والحالات البديلة للوعي من خلال ارتباطها بالذكريات والتذّكر وسرد التجارب,لأقارن بعد ذلك بين تجارب الاقتراب من الموت والأحلام وأبيّن الفروقات بينهما مع الخلفية الحقيقية.



مفتاح الكلمات:تجربة الاقتراب من الموت, الأحلام, الحقيقة, الوعي.



المقدمة:

ليس هنالك من إجماع على تعريف تجربة الاقتراب من الموت(NDE),ولكن الدراسة الهولندية الحديثة نسبيا و التي أجراها الدكتور (فان بم لوميلDr.Van Pim Lommel),تُعّرف تجربة الاقتراب من الموت على أنها:

" تقرير للذاكرة عن جميع الانطباعات التي حصلت أثناء حالة خاصة من الوعي, يتضمّن عدة عناصر معيّنة كالخروج من الجسد, مشاعر سارة وكذلك رؤية النفق والنور, الموتى من القارب أو استعراض للحياة السابقة."(فان لوميل, 2001).

وفقا لهذا المفهوم الحديث لتجربة الاقتراب من الموت, والذي يعني حالة من الإدراك المتضمن لهذه التجربة "حالة خاصة من الوعي".

إن الأحلام هي الحالة الأكثر شيوعا وكبديل لحالة الوعي والتي يجرّبها كلاً من الأشخاص الذين حدثت لهم تجربة اقتراب من الموت وأولئك الذين لم يمّروا بمثل هذه التجربة.

لقد أخذ بعض أصحاب تجربة الاقتراب من الموت في التحري عن حقيقة تجاربهم وربما تساءلوا إن كانت تجاربهم تلك مجرد أحلام.

وغالبا ما يصطدم أولئك الذين شاركوا تجربتهم الآخرين بهولاء الذين يرفضون فكرة أن تجربة الاقتراب من الموت هي " مجرد حلم ",في حين يصف البعض الآخر منهم هذه التجربة على أنها أكثر من حقيقة يقظة.

إن مفهوم الحالات البديلة للوعي هو الأفضل من خلال معرفة عملية إنتاج المعلومات وكيف نستطيع استرجاع تلك الذكريات.



معرفة الذكريات واسترجاعها:



ترينا المعطيات الحديثة أن الإنسان يخزن المعلومات كنواة للذاكرة مرتبطة بالأحاسيس لتملأ بعد ذلك منطقة التصور في الدماغ( أورينستينOrnstein, 1991).

عندما نسترجع ذكرياتنا,نكون مبرمجين على" ملأ الفجوات ",وقد لاحظ فرويد Freud أيضا ,أن الذكريات يتم خزنها من خلال ربطها بالأحاسيس (p.89.).

إن الأحاسيس تُنظم لنا كيفية خزن وإدخال المعلومات إلى الدماغ, وتسهم الذكرى المسترجعة في عملية إعادة بناء استخدام أولوية الدماغ في النظام والاستقرار.

سيكون للذاكرة أمر معيّن للدماغ وتقوم بإعادة إخبارنا بصورة عامة, بطريقة يكون لها معنى ذاتي للفرد.

وكما يحدث في القرص الصلب لجهاز الحاسوب فإننا نستذكر كمية من المعلومات,من خلال إدخال دليل عاطفي إلى جزء معيّن من الدماغ لتقوم الذاكرة بربط معلومة أو عدة معلومات ويعمل الدماغ عند ذلك على ربط أكثر القصص المنطقية بالمعلومات المتفرقة,وهذا يعني أن المعلومات تتوحد في إطار موضوعي من الحقيقة.

تُفيد إحدى الدراسات المعاصرة و الخاصة بالوعي ,بأن الذكريات لا تُخزن في الدماغ(Berkovich, 2001 بيركوفيج ).

يأتي ( بيركوفيج) في طليعة العلماء الذين يبحثون في النظرية القائلة بأن للمعلومات وحدة خزن معيّنة ولا يمكن للدماغ أن يحتجز كل المعلومات التي نحتاج إلى توظيفها في مجتمعنا.

وبالنتيجة يرى العلماء أن الدماغ أكثر من وحدة إدخال والذي يشبه إلى حد ما جهاز الراديو المُستقبل وأن مكان الخزن الحقيقي هو في مكان آخر,عندما نأخذ بنظر الاعتبار أننا لا نسترجع ذكرياتنا أثناء اليقظة بدقة تبلغ نسبتها 100% لأننا قمنا بملأ الفجوات.

على أية حال ,يصف الناس في حالة الوعي البديل ,استعراضا لحياتهم بدقة أكثر من 100%فهم يستذكرون كل حادثة حصلت لهم على الأرض ,حتى أنهم يصفون لنا كيف أثّرّت أفعالهم على الآخرين.

لقد أخبرنا الكثير ممن مروا بهذه التجربة أن لهم القدرة على الإحساس بمشاعر الآخرين.

إن حصول مثل هذا التفاوت في حالتي الوعي البديل ,يدفعنا إلى تأييد دراسات(بيركوفيج (Berkovich التي تقول بأن الذكريات لا تُخزن في الدماغ وإنما في جزء آخر منا يظل حياً بعيداً عن الجسد.

تُثبت الذكريات في أجزاء عديدة من المعلومات وفقا لنوع الإدخال والمشاعر التي تزامن الحدث,وبالرغم من أن عملية الإدخال تختلف في حالة اليقظة وفي حالة الوعي لتجربة الاقتراب من الموت, كما يتم استرجاع الذكريات بنفس الطريقة.

ففي الحياة اليقظة يكون لدينا إحساس بالمعلومات المدخلة من خلال أحاسيسنا الطبيعية, الأمر الذي يكوّن عندنا ميل إلى ربط ذكرياتنا مع مشاعر معيّنة وضمن نطاق يرتبط بتلك المشاعر.

إن ذكرياتنا اليقظة قائمة بشكل أساسي على صورة ثلاثية الأبعاد, تثبتها أحاسيسنا بآلية تذكّر ثلاثية الأبعاد.

من ناحية أخرى ,يكون الوعي أثناء تجربة الاقتراب من الموت ,حرّاً من الأحاسيس الطبيعية عند إدخال المعلومات ويفيض بمشاعر غزيرة وإدراكات حسيّة لا حد لها(http://WWW.nderf.org/,long,2003).

لقد أخبرنا الذين مرّوا بتجربة اقتراب من الموت عن ألوان مشرقة,رؤية بدرجة 360,وأفادوا عن قدرتهم على الإبصار دون الحاجة إلى عيونهم الطبيعية,وسمعوا أصواتا لا يمكن وصفها على الأرض وأحسوا بمشاعر رائعة,وكانت تلك الإدراكات الحسية منتظمة بطريقة كما يتوقع احدنا في عالم رباعي الأبعاد أو أعظم من ذلك(Long, Jody, 2002).

وكما لاحظنا في الصفحة الأولى فإن المشاعر هي واحدة من الأمور المشتركة القليلة بين الحالات البديلة للوعي ( Long, Jody, 2003 ).

ويبدو أن قّوة هذه المشاعر يؤدي إلى السهولة والشفافية في استذكار التجربة,وكلما كانت المشاعر أقوى كانت عملية الاستذكار أوضح.

وكما في حالة تجربة الاقتراب من الموت فإن قوة المشاعر قد تخلق لحظة من الإثارة نراها في حالات الوعي اليقظ.

A "flashbulb moment" happens when the brain kicks into flight or fight mode.

عند ذلك يتم طبع الحدث في الدماغ ويمكن استعادته في وقت آخر عندما لايكون الشخص قلقا حول بقاؤه على قيد الحياة.

وفي حالة تجربة الاقتراب من الموت,فمن الواضح flashbulb لا يمكن للشخص خلقها حتى يعود إلى جسده,الأمر الذي يعزّز الحجة القائلة بأن الذكريات تخزن خارج الجسد ,لأن ----------- تلك ,لها نفس الطريقة في التذكر في حالة اليقظة وفي تجربة الاقتراب من الموت ويكون عندها طريقة التذكر ومكانه هو نفسه في الحالتين.

نحن نعرف أنه عندما يموت الإنسان فإن الذكريات لا تكون في الجسد ومع ذلك تبقى هذه الذكريات صافية وواضحة,ونحن نعرف أيضا أن أصحاب تجربة الاقتراب من الموت يتذكرون وبصورة تامة حياتهم الأرضية ,في الوقت الذي لا يستطيعون فيه الوصول إلى أدمغتهم الحيّة لغرض الحصول على تلك الذكريات ,أما الأشخاص الذين لا يستطيعون تذّكر تجربة الاقتراب من الموت بسهولة ,فربما لديهم حالة مقيّدة من اللاوعي أو آلية حماية قوية.

وهذا ما سنناقشه في الدراسات التالية التي تتعلق بالحدود الكثيفة أو الشفافة المصنّفة في الدماغ.



تعريف الأحلام:



سيكون من المفيد استعراض عدة مفاهيم تتعلق بالأحلام, لغرض فهم حالات الاختلاف والتشابه بين الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت.

إذ يمكن تعريف الحلم على أنه:

" سلسلة من الصور, الأفكار, الخ.,تحصل أثناء مراحل معيّنة من النوم” (القاموس الأميركي التراثي, 1978).

إن الفهم الشائع هو أن الأحلام , للدماغ اللاواعي, dreams are the workings of the subconscious brain in processing our waking reality.

هنالك تعريف علمي آخر ينص على أنه حالة الكتروفيزيولوجية من اللاوعي في الوقت الذي يكون فيه الجسد على قيد الحياة Pagel, 2001) بيغال.)

ويمكن تعريف صورة الحلم على أنه أية وحدة لتجربة التوليد الذاتي للوعي في مجالات عديدة من الإدراك الحسي والمعرفة أو المشاعر) كان وهوبسن ( Hobson&,Kahn 1993).)

تنبعث تلك الصور الحلمية من هذه المجالات الثلاث لتتكامل وترتبط فيما بينها لتتضمن الإطار السردي (سيناريو)كتذكرنا لأحداث الحلم الذي يتكامل في إطار موضوعي من الحقيقة.

لقد وصف كارل يونغ Carl Jung الأحلام على أنها جزء من اللاوعي الجماعي collective unconscious (Grosso, 1984).



السمة الطبيعية للأحلام:



يحلم أغلب الناس أثناء الليل ثلاثة أو أربعة مرات في كل ليلة, حيث يدخل الدماغ في مرحلة معيّنة تدعى مرحلة نوم حركة العين السريعة.

في تلك لحالة,يرسل الدماغ إشارات ليريح الجسم حيث يمنع حركة الجسم ويطفيء جميع عملياته الغير ضرورية في التحول الغذائي.

ويبقى الدماغ فعّالا في حالة الحلم كفعّاليته في حالة اليقظة, غير أن الفرق الأساسي هنا هو عدم وجود عملية إدخال للمعلومات مرتبطة بالمشاعر لغرض ترسيخ التجربة.

يُعرّف الدماغ العاقل من جهة أخرى على أنه دماغ ثديي, لا يكون فعالا أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة,ولكن The pons والذي يُعرف على أنه الجزء الزاحف أو البدائي من أدمغتنا ,يعمل بصورة أفضل لأن الدماغ الثديي لا يمكن السيطرة عليه تماما.

The pons والذي هو جزء من الدماغ الذي يقوم بخزن المشاعر الأساسية والمسئول عن الحدس, ولذلك وبسبب نقص عملية التثبيت المعلومات مع أحاسيسنا وبسبب الطبيعة البدائية لل ...... pons تكون أحلامنا غير مترابطة ورمزية وأكثر عاطفية من حالة اليقظة.

إن تذكر أحدنا للأحلام يكون بنفس العملية التي نتذكر بها حقيقة واقعية.

وفقا لرأي (ألان هوبسن Alan Hobson) و(روبرت مكارليMcCarley),الذي يعتبر الأحلام هو نتاح عملية حركة العين السريعة,والتي يتحكم فيها الأجزاء السفلية من الدماغ(أورينستنOrnstein, p.196).

يوصف الحلم بأنه محاولة الدماغ لخلق معنى للصور العشوائية التي تنبعث بسبب التفاعلات الكيمائية عندما يكون الجسم في حالة استرخاء.

وبما أن جميع الثدييات تمر بحالة حركة العين السريعة أثناء النوم, استنتج العلماء بأن عملية الحلم يجب أن تكوّن شكلا من أشكال التكيّف.

يُظهر الأشخاص الذين يتعلمون مهمات صعبة أثناء النهار زيادة في فترة مرحلة حركة العين السريعة من الليلة نفسها.

تحفّز مرحلة حركة العين السريعة الجهاز العصبي,ليمارس فيها عمل الاتصالات ويحافظ على حيوية الدماغ ويهيئه للحياة اليقظة(p.197).

ومثلما يستطيع أي شخص أن يقول لنا بأن هناك أشكال مختلفة نعرّف بها عملية الحلم, مثلما هنالك أشكال مختلفة يمكننا أن نعرّف بها تجربة الاقتراب من الموت, تجربة روحية أو حالة بديلة للوعي.

إن الخصائص المشتركة في تعريف الحالة البديلة للوعي ,تتضمن التجربة نفسها مقارنة بما نمرّ به في حالة اليقظة في الواقع,ويكون التعبير عن الأحداث من خلال النصوص ,معنى يقبله الدماغ العاقل وينظم التجربة ويمكنه من التواصل مع الذات أو الآخرين.



أنواع الأحلام:



هنالك أنواع عديدة للحلم An off-shoot لأنواع الحلم تدعى بالحلم الواضح" ,ولقد تم خلق هذا المصطلح في دراسة ظهرت عام 1913 للعالم النفساني الهولندي فريدريك فان إيدنFrederik van Eeden ( http://www.spiritweb.org/).

إن الفرق الرئيسي بين الحلم العادي والحلم الواضح هو أن الحالم أو الحالمة لا يعرف أنه يحلم,في حين يعرف أنه يحلم في حالة الحلم الواضح(غيلسبي Gillespie, 1997).

ويجب ملاحظة أن الإجابات كانت تذهب إلى مؤسسة أبحاث الاقتراب من الموت(NDERF) حيث تمت الإجابة على السؤال بنعم عبر استفتاء عن طريق شبكة الانترنيت, لهذا السؤال " هل أن تجربة الاقتراب من الموت تشبه الحلم بصورة ما ؟"

وقد تم ربط حالة من التشابه بين الحلم الواضح وتجارب الاقتراب من الموت,وتشير هذه المقارنة إلى الشامانات (السحرة) أو ممارسو الطقوس الدينية من سكان أميركا الأصليين.

من المحتمل إن تكون الأحلام التي هي جزء من عملية نقل أو إنتاج للأحداث المعتادة, ناجمة عن الفعاليات الطبيعية للدماغ.

بينما تنبثق الأحلام الأخرى من الوعي, ولذلك تكون أثر شبها بتجربة الاقتراب من الموت.

لقد وصفت روندا سنوRonda Snow نوعين من الأحلام عند المقارنة بين الأحلام الواضحة وتلك التي تعتبر جزءا من اتصالات مابعد الموت(ADC):

" كان من الممكن تذكّر جميع الأحلام التي حلمت بها في اليوم التالي والتي تشترك جميعا في سمات معينة: لقد كانت بالألوان, درجات متنوعة من الوضوح, وأصبحت جزءا من ذاكرة واسعة وغالبا ما تكون متنوعة الأحاسيس.

إن الخصائص التي جعلت أحلام اتصالات ما بعد الموت مختلفة جدا وتحثنا على المضي في دراسة أعمق:لزيادة وضوحها وبصورة درامية...حيث تكون الأصوات والألوان أوضح نطقا وأصفى..وذات مضمون عاطفي.

لقد كانت الأحلام خالية من العواطف دائما, كمشاهدة فيلم سينمائي, أو إن المشاعر لا تستمر لأبعد من الحلم نفسه, في حين تتضمن هذه الأحلام تأثير المشاعر قوّية...حتى في الأيام التالية" (Edinger, 1984).

إن هذه المسألة النادرة تستمر مع مراقبة غروسو Grosso حيث تبيّن أن كلا من تجربة الحلم وتجربة الاقتراب من الموت تنبثق من نفس رحم الوعي وتتضمن نفس الآلية(1983, p.22).

ومن المحصلات المهمة في هذه الدراسة هو أن الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت,هي تلك الأحلام التي نادرا ما تعيد إنتاج أي جزء من التجربة (جودي لونغ وجيفري لونغ Long, Jody and Long, Jeffrey, 2002).

وربما كان هذا الدليل الأقوى الذي يشير إلى إن تجارب الاقتراب من الموت والأحلام تمثل حالات مختلفة من الوعي.

على أية حال ,فإن التشابه بين تجربة الاقتراب من الموت والحلم الواضح وكما وصفت في السطور السابقة قد يقدم لنا إجابات مهمة في دراستنا لطيف الوعي, فتكون المسألة على سبيل المثال, أن الذين مرّوا بتجربة اقتراب من الموت يعرفون أنهم يعيشون تجربة حقيقية,في حين يدرك أصحاب الأحلام الواضحة أنهم يحلمون.

ربما كانت هنالك صلة بين الوعي, الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت من خلال آلية الحلم الواضح وتجربة الخروج من الجسد.

فالحالة الخاصة للوعي أثناء مرحلة تجربة الخروج من الجسد وتجربة الاقتراب من الموت تتطلب بحثا أعمق قبل أن نفهمها.



السمات النفسية للحلم:



عند تحليله للأحلام أشار فرويد Freud إلى عملية الاختزال التي يقوم بها الدماغ,فعندما يحلم شخص ما,ترتبط الأحلام وتنضم الذكريات وفقا للمشاعر أو وفقا لاهتمامات الحالم العاطفية.(هارمن.أي. Harmann, E., 1996), وهذا ما يتفق مع دراسات حديثة عن الوعي في حالة اليقظة, حيث تقوم الذاكرة بربط حدث معيّن مع مشاعر معيّنة لإدخاله إلى الدماغ.

إن الفرق الرئيسي في الأحلام هو أنه بدلا من حشو الفجوات بناء على أحداث معيّنة, سيقوم الشخص بإدخال دليل عاطفي معيّن, حيث يرتبط الناس والأحداث مع تلك العاطفة وتربط جميعا في a fluid story

يبدون أن عملية الحلم تتضمن اتصالات متعددة تجعل الاتصالات مع أية مادة موجودة في المخيّلة والذاكرة,تحكمها المشاعر المهيمنة للحالم,والتي تصبح تدريجيا أقل تركيزا وتتغير سماتها the trauma is resolved or integrated"" (هارمن,أي, Harmann, E., 1996).

يشبه هذا النوع من الوضوح العاطفي في عدة جوانب, استعراض الحياة الذي نراه في تجربة الاقتراب من الموت, حيث يكون للأحداث مشاعر مرتبطة بهاو للشخص إمكانية الخيار في تغيير نموذج سلوكه.

نجد في دراسة هارمن Harmann للناس بعد أن يمرّوا بصدمة حادة " إن المشاعر القوية للحالم هي التي تقود عملية الحلم وليختار أو يوضح نماذج ما في شبكة الذاكرة مرتبطة بتلك الاهتمامات العاطفية."

يمكن للأحلام أن تكون نموذجا لعملية خلق الأفكار لأننا نكون متحررين من قيود العالم المادي, الأمر الذي يوصلنا إلى أنواع مختلفة من الاتصالات المتعددة بين الأفكار.

" لقد سأل جاك هادمرد Jacques Hadamard العالم آينشتاين ,عن طبيعة تفكيره وهو يعمل في الرياضيات.

فأجاب:

" يبدو إن عملية توحيد الصور هي السمة الرئيسية في للتفكير المنتج _ من قبل أن ترتبط بأي أساس منطقي على شكل كلمات أو أي نوع من الإشارات التي يمكننا أن نتواصل بها مع الآخرين... وهذا ما يجب البحث عنه بصورة جدية في المرحلة الثانية فقط..فالعمل الترابطي كاف للبناء ويمكنه إعادة خلق الإرادة."

لقد قال آينشتاين أن الصور العائدة لأفكاره هي بصرية وان البعض منهاof [the] muscular type."." (States, B, 2000)



الحدود الشفافة والكثيفة للشخصية:



طريقة أخرى نرى فيها كيف أن الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت وحياة اليقظة تتداخل بصورة ذاتية من خلال التفحص للحدود الشفافة والحدود الكثيفة التي ربما تكون عند الفرد.

إن فكرة الحدود الكثيفة والشفافة للشخصية ليست بفكرة جديدة. ووفقا لأبراهام ماسلو Abraham Maslow , تكون القابلية الفردية في تجربة حالات التسامي تعتمد على نوع الاستعداد البدائي الذي يسمح لها بالحدوث (كور.ب, Kohr, p. 171).

لقد لاحظ ماسلو إن أولئك الذين يملكون حدودا كثيفة والذي أطلق عليها مصطلح الشخصية الضيّقة "constricted personalities,"يميلون إلى الامتناع عن الوصول إلى قمة التجربة.

يصف هارمن هذه الحدود :

" إن بُعد الشخصية يتعلق بدرجة الانفصال أو يُصنّف على أنه (كثيف) بعكس المرن أو (الشفاف) في جميع الوظائف العقلية.

فالشخص الذي يتمتع بحدود كثيفة, يبقى محافظا على إدراكه ,تتميّز الأفكار والمشاعر عن بعضها البعض وتكون منفصلة ,ويحافظ على التنظيم الجيد للزمان والمكان,ويميل إلى التفكير بطريقة الأسود والأبيض ويحدد بوضوح مشاعر النفس,وهو في العادة صلب ,يحسن الدفاع عن نفسه,ويكون في بعض الأحيان شديد الصلابة.

ويكون الشخص الذي يتمتع بحدود شفافة جدا على النقيض يمكنه أن يمرّ بحالة مختلفة,تسمح للمشاعر والأفكار بالاندماج,وغالبا ما يعيش خيالات حية,ولا يمكن تمييزها عن الواقع دائما,وهو أقل دفاعا,يميل إلى التفكير بطريقة الظلال الرمادية وهو أقل صلابة في ما يتعلق بمشاعر النفس,ويصبح كثير الانغماس في العلاقات" (هارمن.أيHarmann, E., 1996).

في النتيجة يكون الشخص الأصلب أو الأشد متانة,شخصا أقل أحلاما,في حين يكون الشخص الشفاف والأكثر مرونة الأكثر أحلاما وكذلك أحلام اليقظة.ووفقا لريتشارد كورRichard Kohr,فإن أصحاب تجربة الاقتراب من الموت يُظهرون درجة أكبر من الانفتاح تجاه حالات الأحلام أكثر من أولئك الذين يكونون على مقربة من الموت وكذلك الذين لم يمرّوا بتجربة اقتراب من الموت(Kohr, 1983).

يصف لنا أصحاب تجربة الاقتراب من الموت ألوانا أكثر, أنواع وأعداد في طرق الشعور وحالات غير اعتيادية من الأحلام.

بالإضافة إلى أنهم قد أفادوا عن قابلية أعظم في تذّكر الأحلام, وهم يميلون إلى الاعتقاد بفائدة هذه الأحلام.كما أفادوا بتركيز أشد ومعاني وخاصية إيجابية في جلسات للتأمل, وثبات أفضل في الحفاظ على مواعيد جلسات التأمل, ميل أكبر للدخول حالات التأمل, وتأثير إيجابي أعظم للتأمل في الحياة اليومية.

وقد يدلل هذا على وجود نوع من الميل الفطري عند أصحاب تجربة الاقتراب من الموت,أن يكونوا من أصحاب الحدود الشفافة والأفكار المصنفة التي ذكرها هارمن أعلاه,أو من ربما تؤدي تجربة الاقتراب من الموت للأشخاص الذين مرّوا بها أقل موضوعية وأكثر مرونة في تفكيرهم.

قام ( بالمر Palmer) ببعض البحوث ذات العلاقة, عام 1979, في محاولة لفهم العلاقة بين الحلم والحالات الروحية والتجارب الخارقة.(كور, Kohr, p.170).

لقد اكتشف (بالمر) أن السهولة في تذّكر الحلم والميل للأحلام الواضحة ,تُدلل على الدرجة التي يتمكن فيها الوعي من الحصول على ما يدّخره اللاوعي (p. 171).

فكانت محصلة البحث ,هي إن العلاقة بين الظاهرة النفسية والحالات الروحية تنبع من وجود اللاوعي في حالات اليقظة.

ويمضي( بالمر) في تعزيز أطروحته بقوله أن الدماغ المنطقي له آلية الكبح والإخماد للأنا العليا والتي تؤدي إلى منع الوصول إلى الحالات الروحية والظاهرة النفسية للعقل الواعي.

إن ذلك يتوافق مع ما نعرفه عن الوعي,ووفقا لأورينستين Ornstein فإن للدماغ دورا في تمكيننا على الاستجابة للمواقف الطارئة كجزء من آلية البقاء(1991).

ولذلك ,فإن الدماغ اللاواعي يتمسك بأكثر المعلومات التي نحصل عليها من حواسنا الطبيعية.

وإن الشيء الوحيد The only things that make it to the mammalian brain are those that are serious enough to require attention.

الأمر الذي يحدد وبشكل فعّال مستوى البوابة التي تتم فيها غربلة أغلب الأفكار والمعلومات الحسية والتي يتجاهلها الدماغ الأعلى.

كما يتوافق هذا البحث مع دراسة هارمن Harmann عن الحدود,فالأشخاص الذين مرّوا بتجربة اقتراب من الموت ,والحالات الروحية والظاهرة النفسية ,هم أولئك الذين يمتلكون حدودا شفافة.

وبالتالي, فربما تمت غربلة التجارب أو تجاهلها, عند أولئك الذين يملكون حدودا كثيفة, ولم يتم إدراكها على أنها تجارب حقيقية.وعلى أية حال, فإن لذوي الحدود الشفافة القدرة على تجربة ورؤية أشياء لا يراها الآخرين.

لقد لاحظ الدكتور فان بم لوميلDr. van Lommel, أن للعمر دورا في أن يمر بتجربة الاقتراب من الموت, عندما يموت ثم يعود إلى الحياة.

إذ تتراوح النسبة بين البالغين من5-12% بناء على الإحصاءات المستخدمة,في حين ووفقا للدكتور ميلفن مورسDr. Melvin Morse, فإن85% من الأطفال الذين ماتوا ثم عادوا إلى الحياة, قد مرّوا بتجربة اقتراب من الموت.

إن الأنا العليا لدى الأطفال أقل تطورا منها عند الكبار,وعليه فستكون لديهم حدودا شفافة,ولذلك قد تلعب الأنا العليا أو الحدود الشفافة ,دورا في اللاوعي, فيما إذا كان بإمكان الشخص الولوج إلى معلومات تجربة الاقتراب من الموت أم لا .

وقد يعني ذلك أن كل شخص قد يمرّ بتجربة الاقتراب من الموت, ولكن لا يتذكرّها إلا أولئك الذين يتمتعون بحدود شفافة, نحن بحاجة إلى دراسة أعمق لغرض تأكيد مثل هذا الاستنتاج.



ترجمة التجربة:



هنالك فكرة ألمانية تعود لأومليت"Umwelt" والتي تنص "على أن الحقائق النهائية في أصناف معيّنة من الكون ,تعود لصاحب الإدراك (حالات,ب, States, B, 2000),إذ ليس هناك من إدراك حسي نقي للحقيقة أو لوجهة نظر عليا.

وتنص أيضا على أن الأنواع, كما يراها الناس الذين يعيشون على الأرض, تتقبل ما ندركه نحن على الأرض كواقع نعيشه, فإذا عشنا في عالم ذو نسب مختلفة, فسنكون مجبرين على استخدام تلك النسب, كنموذج نقيس به حقائق العوالم المحتملة الأخرى."

وبالتالي, لا يمكن للشخص أن يحصل على تجربة مشاعر غير حقيقية أو تجربة غير حقيقية, وبناء على ذلك, لم يعد من المهم أن تحدث في الأحلام أو ضوء النهار لوضعها كتجربة.

ولذلك ستكون أية حقيقة لأي عالم نقي أو متسامي خارج التجربة وغير مرتبطة بها بصورة كلية.

تخبرنا التجربة نفسها عن العالم الذي حدثت فيه", ومن السخرية أن السبيل الوحيد الذي يمكننا من معرفة الفرق بين الحلم والحقيقة اليقظة, هو من خلال مقارنة الذكريات بما نعرفه عن طريق حواسنا الطبيعية.

" إن كل ذلك عملية تنظيم يمكن أن تشكّل حقلا معرفيا, وإلا فعلينا أن نعترف بأن جميع الكائنات تعيش في حالة من الوهم, وفي جميع العصور, لأن جميع الكائنات بما فيها من علماء الفيزياء والرياضيات, يعيشون في عالم مقيّد بحقول معرفية ضيّقة.

يكون الدبّور منطقيا تماما عندما يتعامل مع مشكلته , وربما يكشف رأينا المتعالي وفقا لمنطقه, عن حقيقة لا يدركها الدبّور, ولكنها تدلل على حالة من الوهم يُفترض أن الدبّور قادرا أن يقولها لنفسه, " شيئا ما مضحك يجري هنا, ".

ليس الدبّور بأكثر قدرة ضمن هذا الاعتبار من الحالم,إذ يجب حل مشكلتها وفق طريقته الدّبورية,وهكذا سيظل يُعيد الكّرة مرة أخرى,طالما كانت ضرورية في الطريقة نفسها" States, B.,) 2000)

خلال تذكر الأحلام, يستطيع المرء إعادة بناءها بطريقة تضفي عليها معنى, لنفسه وللآخرين, ويمكن لإعادة البناء السردي أن يحدث في تجربة الاقتراب من الموت كما يمكن أن يكون من أحداث معيّنة خلال اليقظة.

" إن النص ,بالمعنى الحرفي هو نسيج يضم عناصر مأخوذة من رموز معيّنة لغرض التعبير عن شيء ما" (كيلرو , Kilroe, 2000).

وطالما كان نص الأحلام وتجارب الاقتراب من الموت خارج تجربتنا أثناء اليقظة, يعاني الناس من صعوبة في التعبير عن هذه الحالات البديلة.

من الصعب التأكد مما حدث في الحلم أو تجربة الاقتراب من الموت " "to our expectations . of an intelligible whole."(فرويد ,كما اقتبسه كيلور2000)

نحن نحلم أثناء الليل ونتعلم كيف نفسرها أثناء النهار,فعندما نأتي لتفسير الحلم ,نكتشف أن الجزئيات الغريبة والشاذة من أجزاء الحلم هي غير مهمة على الإطلاق من وجهة نظر فهمنا لها..وتكون العناصر الجوهرية في الحلم هي أفكار الحلم, التي يكون لها معنى, نظام وترابط... فعناصر الحلم, بغض النظر عن كونها مختصرة, غالبا ما تكون ثابتة وتنتظم في نظام جديد أكثر أو اقل استقلالية من التنظيم الأولي.

في النهاية, يجب أن نضيف انه عندما تتحول المادة الأصلية لأفكار الحلم إلى فعّالية للحلم فإنها ستكون عرضة لتأثير أقوى.

وهذا ما يُعرف بالتنقيح الثانوي, حيث يكون الهدف منه واضحا في التخلص من حالة عدم الترابط والغموض التي أنتجتها فعّالية الحلم واستبدالها بمعاني جديدة, إلا أن هذه المعاني الجديدة التي أتت عبر التنقيح الثانوي, لم تعد نفس المعنى لأفكار الحلم."(فرويد , 1950, pp. 118-119).



طريقة البحث :



مع عمل الأحلام, تجربة الاقتراب من الموت, الحالات البديلة, الحقيقة, والدراسات المتعلقة بالوعي, يمكن لأي أحد أن يبدأ بجمع النتائج المقدمة إلى (مؤسسة أبحاث الاقتراب من الموت) من خلال الاستفتاء عبر شبكة الانترنيت.

وقد تم منح الموافقة عبر الموقع الالكتروني والتعليمات التي تكشف عن الغرض من هذا الاستفتاء, واستخدام المعلومات المقدمة وضمان السرية التي طلبها المساهمون, والافتقار إلى التعويض للمشاركين في الاستفتاء.

يتضمّن هذا الاستفتاء, قسما لأصحاب تجارب الاقتراب من الموت ,لمشاركتهم في الاستماع إلى تجاربهم وبطرح أكثر من 50 سؤال,مع الأخذ بنظر الاعتبار الإحصائية الخاصة بالأمراض والوفيات و عناصر التجربة والنتائج التي أعقبتها.

ومن بين 650 شخص من الذين شملهم الاستفتاء,أجاب318 (48.9%) منهم بما يتفق مع تعريف مؤسسة أبحاث تجربة الاقتراب من الموت للتجربة " تجربة واضحة تتزامن مع إدراك واعي بعيدا عن الجسد وتحدث في الوقت الذي يحصل فيه التهديد لموت وشيك."

وتم تحليل الإجابات السردية في سؤالين لهما علاقة بالاستفتاء:

الأول " ماذا كان مستوى الوعي واليقظة أثناء التجربة ؟."

الثاني " هل تشبه التجربة الحلم بحال من الأحوال ؟"



النتائج:



من بين 318 تجربة,أجاب 307 (96.5%) على السؤال الأول" ماذا كان مستوى الوعي واليقظة أثناء التجربة ؟."

لم يكن هذا السؤال جيدا جدا, لأن الكثير من الناس قالوا أن مستوى الوعي لديهم كان بدرجة صفر لأنهم كانوا موتى.

على أية حال ,لقد أجاب 226 (73.6%) منهم, بأنهم كانوا على درجة عالية من الوعي واليقظة, بل أكثر يقظة منهم في الحالات الطبيعية.

ولقد وصف لنا الكثير ممن أفادوا بتوضيحاتهم الفرق بين الجسد الغائب عن الوعي بصورة كلية وبين حالات الوعي العليا التي جربوها نتيجة لموتهم.

وأجاب 311 (97.7%) ممّن مرّ بتجربة اقتراب من الموت "بنعم" أو" لا" أو " غير متأكد" ,على السؤال القائل " " هل تشبه التجربة الحلم بحال من الأحوال ؟"

و أعطانا (62.5%)192شخص من بين هؤلاء الذين أجابوا بتوضيحات سردية .وبينما تم فهم السؤال على أنه ربما يحمل نوع من الانحياز للإجابات المثبتة,حيث كان القصد من ذلك , تشجيع أصحاب تجربة الاقتراب من الموت على أن يشاركوننا بأي علاقة محتملة بين تجربة الاقتراب من الموت والأحلام إلى ابعد مدى ممكن.

ومن بين 311 إجابة سردية لهذا السؤال ,صُنّفت 233 (74.9% إجابة على أنها " لا" ,و74 (23.8%) إجابة على أنها "نعم", و4 (1.3) إجابة على أنها "غير متأكد".

ولم يفدنا 115 (36.9%) شخص بأية توضيح:فقد أجاب 99 (31.8%) بكلمة "لا" و16 (5.1%) بكلمة "نعم".

وحصلنا على 192 إجابة من 311 إجابة تتضمن تعليقات إضافية تم تحليلها كإشارة إلى ما يعتبره أصحاب هذه التجارب فيما إذا كانت لا تُشبه الحلم وتشبهه.

فكانت الفئة الأعلى(21.9%) 68 من بين هؤلاء ممن يُعرّف ما يجعل هذه التجربة ما يشبه الحلم في منظور حقيقي.

لقد تحدّث أصحاب تجربة الاقتراب من الموت عن الحقيقة من المنظور الذي نعرفه على الأرض, كما تمت ملاحظته من خلال بوابة الحواس الطبيعية.

في حين اختلفت الإجابات السردية الأخرى في نظرتها إلى تجربة الاقتراب من الموت كأحلام من منظور "التركيز وشدة الوضوح وكونها أشد قوة من الحلم." 23 (7.2%),,"فالحقيقة موجودة في الحلم"21(6.6%),ومن السهولة تذكرها 15(4.7%) .



تم تصنيف الملاحظات ضمن مفاهيم للمرة الثانية, فكان المفهوم الأكبر هو أن 97(50.5%) من أصحاب تجربة الاقتراب من الموت قد ناقشوا مسألة التمييز بين الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت وقربها من الحقيقة, مع تعليقات مثل," حقيقية جدا, الحقيقة موجودة فيها, كما لو كنت موجودا هناك, شعرت كما لو كنت يقظا."

كما ناقش 58 (30.2%), من أصحاب هذه التجربة, أفكارا تتضمن ذكريات أو تذكر تعليقات مثل," قوة التركيز, شدة الوضوح, أقوى من الحلم, يسهل تذكرها ,أتذكرها كما لو أنها حدثت للتو, الصفاء,مستوى المعرفة والفهم."

أما كون هذه التجربة أشبه بالحلم, فقد وصفها 49 (25.5%) من أصحاب التجربة في مصطلحات مثل ,"سريالية ,لا تشبه الحلم العادي,شاذة ,غريبة ,العوم, الطيران,تشبه الحلم ولكني أشعر بأنها تختلف,النفق والعدم والنور الأبيض ,كانت تشبه الحلم,بعض عناصر التجربة له شكل ثم يتغير,تبدأ التجربة بشيء غير حقيقي ثم تتغير, NDE had aspects of vision quests or lucid dreaming." وشفافية الأحلام."

في حين تضمنّت أفكارا أخرى أنواع من المقارنات بين الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت, فكانت كما يلي 1(العواطف 8(4.2%),, "الأحاسيس والمشاعر, أكثر شعور بالسلام, ليس هنالك من خوف ,".

2(الإدراك الحسي 14 (7.3%) "متقارب, متتال, كمشاهدة مسرحية أو فيلم سينمائي, تشوش مفهوم, المكان والزمان, عدم القدرة على السيطرة على مسار الأحداث, ".

3( الشعور بالجسد 13 (6.8%)," عدم الشعور بالألم أو المرض, عدم إمكان تجاهل الشعور بالجسد, رؤية ألوان,"

4(ليس هناك من شكل مسبق, 4 (2.1%), .. "too young,ineffable



المناقشة:

من أكثر الأمور إثارة لاهتمامي, كانت عند استماعي لأصحاب تجارب الاقتراب من الموت وهم يتحدثون عن تجاربهم, بعد أن شرعت بحضور جلسات المؤسسة الدولية للأبحاث في تجربة الاقتراب من الموت.

سرعان ما ألفيت نفسي أتساءل " ما هي الحقيقة ؟" فهذه الدراسة المتعلقة بالأحلام, تناقش الحالات البديلة في نطاق الوعي, الحقيقة, استرجاع الذاكرة, إعادة البناء السردي واستكمال التجربة ضمن الحقيقة الأرضية.

وطالما أوضح أصحاب تجارب الاقتراب من الموت ,بأن تجربتهم لم تكن تشبه الحلم على أية حال ,فنحن بحاجة إلى دراسة مكونات الحلم ولماذا تختلف عنه تجربة الاقتراب من الموت,فإذا كان أكثر من 73% ممن مرّ بهذه التجربة يقول بأنها لا تشبه الحلم ,فما الذي تشبهه هذه التجربة إذن ؟

جوهريا,لقد سار من مرّوا بتجربة الاقتراب من الموت بنفس الطريقة التي يعملها كل شخص وعندما يتذكرون التجربة التي حدثت في حالات الوعي البديلة,والسبب الذي نعرفه ,هو أنه عندما نكون في الحالات البديلة ,نبدأ في كيفية مقارنة تلك الذكريات مع الحقيقة الأرضية.

في البداية,يحدث رد فعل لدى جميع من مرّ بتجربة اقتراب من الموت تجاه التجربة,وربما استغرقوا عدة أيام أو سنين لغرض التعبير عن أية تجربة واضحة ,تكون خارج نطاق الوعي الحياتي,ويسعى الدماغ لخلق المعاني لأجل حصر التجربة ضمن نص تعبيري.

ويستمر الدماغ في أبعد من ذلك في العملية السردية في شكل حكاية ذاتية, ويكوّن معنى للشخص وإعادة سردها لتصبح ذات معنى للآخرين.

إن أصحاب تجربة الاقتراب من الموت أو من نعرف عنه على الأقل,يمتلك ما يكفي من القوة ليتمكن من عبور عتبة اللاوعي ويعمل في الجزء المنطقي من الدماغ.

إننا نعرف بعض الأحلام التي لا تملك الوضوح الكافي الذي يمكنّها من اجتياز عتبة اللاوعي والدخول في ذاكرة تستمر لفترة طويلة ليتم استرجاعها لاحقا.

في حين تكون بعض الأحلام شديدة قوية ويسهل تذكرّها,فالأحداث الأشد وضوحا هي التي يسهل تذكرها,ويعرّف أكثر الذين مرّوا بتجربة الاقتراب من الموت ,هذه التجربة , على أنها " لا تشبه الحلم",وهذا ما يتفق مع أولئك الذين جربّوا حالات التحول الروحي,الحالات الروحية,تجربة الخروج من الجسد أو أية تجربة ذاتية خارقة.

علاوة على ذلك ,فإن هذا يوّضح لنا أنه ربما يكون للأحلام الواضحة مصدرها من سيل الأفكار المتدفق في الوعي أو أن الذاكرة نشطة جدا بحيث تحتفظ بها في تيار الوعي,وعندما يحدث ذلك تتحد الذاكرة مع الذكريات اليقظة وتلعب دورا في كيفية إدراكنا لما هو حقيقي.

لقد وصف لنا من ممرّ بتجربة الاقتراب من الموت عدة مصطلحات ,كالحقيقة ,شدة التركيز,سهولة التذكر,الإدراكات الحسية,كما توجد أنواع معيّنة من الأحلام تحمل هذه السمات أيضا.

(http://www.oberf.org/, مؤسسة أبحاث الخروج من الجسد) وتحمل تجربة الاقتراب من الموت في الأغلب شعورا بالهدف ونظام واضح لأصحابها.

إن التسلسل المنطقي للأحداث لا تتم مقاطعته على العموم, كما يحدث عندما ينظر شخص ما وهو يحلم فيرّن جرس التنبيه في الساعة.

تُوصف الأحلام على أنها أكثر سيولة مع أنماط غير موجودة في عالمنا( كالعوم في الهواء),أحداث غير مترابطة وليس لها مقدمات,ونادرا ما يمكن معرفة الهدف الموجود في الحلم من دون أن ينعكس على المشاعر في الحلم.

لقد وصف أغلب أصحاب تجربة الاقتراب من الموت, مستوى إدراكهم الحسي على أنه كان بدرجة عالية من النباهة أو الصفاء أثناء التجربة, وليس هناك إلا أنواع معيّنة من الأحلام تضم هكذا مستوى عال من النباهة والصفاء.

وفيما يلي بعض التعليقات:



" تبدو أنها حقيقية , فلا تباعد أو عدم ترابط بين الأفكار" – Tsagali

" إنها لا تشبع أي شيء يمكن لمخيلتي أن تصنعه " – James

" يُشبه هذا العالم الحلم, في حين يبدو العالم الآخر حقيقي " -J.C.

" كان الأمر يشبه مغادرتي لجسدي كطاقة, وكنت أرى شكل جسدي المخلوق من الطاقة: لم يكن الأمر يشبه الدخول إلى السجن, بل كان يشبه الذهاب في رحلة عطلة آخر الأسبوع " – Frank

" لم يكن فيها ما يشبه الحلم ,بل كانت أكثر الأشياء الحقيقية التي عرفتها " – Christine

" لم أكن يقظة جسديا, ولكن كنت أكثر يقظة ووعيا مما كنت عليه من قبل أو بعد التجربة, كالنافذة التي تم تنظيفها ولم تكن تعرف أنها متسخة حتى رأيت الفرق " – Sheila



ولغرض توحيد ناجح للتجربة مع واقع كل شخص, بدأ الكثير من أصحاب تجربة الاقتراب من الموت many NDErs were found to exhibit more flexible thought processes than those with thick, تصنيف وجهات النظر عن العالم.

تشبه عملية التفكير هذه الحالات الروحية والحالات البديلة ,وسيكون من المهم معرفة إذا ما كانت الحدود الشفافة بين الوعي واللاوعي ,هي نتيجة لتجربة الاقتراب من الموت , أو أنها حالة موجودة قبل التجربة.

يعتقد بعض أصحاب تجربة الاقتراب من الموت, أن التجربة شبيهة بالحلم, لأنه لا توجد هناك كلمات تصف ما حدث, وعبر البعض منهم عن شكوكه في حقيقة التجربة واستنتج أنها تشبه الحلم.

في حين اعتبر أحد أصحاب هذه التجربة, أنها كانت حلما للتخلص من سخرية زوجته وأصدقائه.

ومن المهم القول ,إن اثنين من الأطفال اللذين كبرا بعد ذلك,أطلقا تسمية الحلم على تجربتهما ,إذ لا يملكان المفهوم الكافي لتسميتها باسم آخر, ولكن في مرحلة البلوغ وعندما اكتشفا تجربة الاقتراب من الموت,أصبحا يعرفانها بأنها شيء آخر لا يشبه الحلم.

إن تجربة الخروج من الجسد أحد مكونات تجربة الاقتراب من الموت, وبصورة نمطية يعتبر بعض أصحاب تجربة الاقتراب من الموت, أن الحالة التي تتم فيها حالات العوم والتحليق والحركة الحرة هي حالة شبيهة بالحلم.

و يبدو أن التعليقات التالية " نعم " ," متفاوت" و "غير متأكد",تركز على أكثر من عنصر تجربة الخروج من الجسد,حيث يُشبّه الإحساس بالعوم والحركة من دون جهد بما جرّبوه في الأحلام.

إن ما يُشبه الأحلام نجده في بعض التعليقات ,مثل " فقط ,عندما كنت أعوم في الهواء ,شعرت أني أفقد السيطرة على نفسي" أو " كانت مشاعر حلمية ,عموما,وحالة سريالية إلى حدّ ما ", أو " لقد بدت أنها شاذة وغريبة ".

للإدراك الحسي دورا في كيفية أن يصنف شخصا ما التجربة,فأولئك الذين رأوا أنفسهم في حركة بطيئة14 (7.3%), على المسرح أو في عرض سينمائي, أو جرّبوا استعراضا لحياتهم, يميلون إلى اعتبار تجربتهم شبيهة بالحلم.

على أية حال ,يميل أولئك الذين تم تصنيفهم وفقا للأحداث التي أعقبت التجربة,إلى القول بأن التجربة بدأت فيما يشبه الحلم لتتحول بعد ذلك إلى حالة أخرى لا تشبه الحلم.

مرة أخرى, يمكن أن يُعزز هذا النتيجة السابقة, بأن تجربة الخروج من الجسد كأحد مكونات تجربة الاقتراب من الموت هي ما يجعلهم يميلون إلى اعتبارها تشبه الحلم وما يلي ذلك من مقطع يضمّ العناصر التي لا تشبه الحلم.

يميل أصحاب تجربة الاقتراب من الموت ممن يربط التجربة بالجسد إلى عدم تسمية التجربة بالحلم, فقد التفت هؤلاء الأشخاص الذين يعلّقون التجربة بالجسد, افتقارها إلى الألم وتوقف القلب عن الخفقان, ولذا فهم متأكدين من أن التجربة قد حصلت.

على أية حال ,فإن 1.9% من الذين أجابوا على أسئلتنا, يعتبرون إن المشهد البصري في التجربة ,يُشبه الحلم, في طبيعة الألوان ودرجة السطوع ."

أما أولئك الذين يعزون عناصر التجربة إلى المشاعر 8 (4.2%),, يميلون إلى اعتبار التجربة أنها أكثر شبها بالحلم, فهؤلاء الأشخاص الذين أحسوا بمشاعر القوية للحب, السلام ..الخ, يعتبرون التجربة أكثر شبها بالحلم.

لقد بُحثت المسألة مع الأخذ بنظر الاعتبار ,التشابه في عملية تجربة الاقتراب من الموت والحالات الروحية والتجارب الذاتية الخارقة من خلال مفهومنا الأرضي للحقيقة.

بعد استعراض البيانات, لا يملك أحدنا إلا أن يتساءل إذا ما كنا قد قيّدنا أنفسنا من خلال تحديد هذه التجربة بمفهومنا الأرضي للحقيقة.

مع ملاحظة الحالات المذكورة أعلاه ورغم أن الناس منطقيين جدا في تعاملهم مع استكمال تجاربهم, وهم يشاهدون حقيقة من منظور أسمى والذي قد يكشف لنا عن حقيقة غفل عنها أكثر الناس.

وبالمقارنة مع الدبّور,,فإن أولئك الذين يعالجون مشاكلهم بطريقة مختلفة تجعلهم لا يقعون في الوهم وإن بعض الناس قادرين على النظر فقط ,في الحالات البديلة للوعي على أنه حقيقة واقعية وهم يعملون على تقوية واقعهم طالما كانت المسألة ضرورية وبالطريقة نفسها.

في حين يدرك الآخرين من الذين يتمتعون بحدود شفافة, هذه التجربة من منظور واقع مختلف, و لا يهتمون بصحة الطريقة التي أنتجت التجربة, "طالما كانت التجربة تعكس العالم الذي حدثت فيه" (States, B., 2000).

من خلال استعراض وجه الشبه والاختلاف بين الأحلام وتجربة الاقتراب من الموت, وكيف نتعامل مع الواقع, فإن الذكريات واسترجاع تلك الذكريات تتم بنفس الآلية.

ويتضح لنا أن هنالك الكثير بين التشابه بين تجربة الاقتراب من الموت وبين الأحلام, عندما تكون الأحلام على درجة من الوضوح يسهل تذّكرها.

وتدلل البيانات على أن تجربة الاقتراب من الموت والأحلام من الحالات البديلة للوعي ويتضح لنا من تجربة الاقتراب من الموت, أن الوعي يستمر من دون الجسد وكذلك الذكريات التي خُلقت أثناء الحياة.

هنالك أنواع معيّنة من الحدود بين الدماغ الواعي واللاواعي,فيميل الذين يتمتعون بحدود كثيفة إلى خزن وتصنيف ذكرياتهم في مناطق معيّنة من الدماغ ويكون التذكر عند هؤلاء حادا و شديد الصلابة,والحقيقة لها أساس ثابت بما يمكننا إدراكه على الأرض .

ويعرّف الأشخاص الذين يتمتعون بحدود شفافة ,الحقيقة بصورة مختلفة,لأنهم يمتلكون القدرة على الولوج إلى مناطق مختلفة من اللاوعي أثناء حالات اليقظة.

ويُصنّف أصحاب تجربة الاقتراب من الموت والأشخاص الذين يحلمون بكثرة, ضمن فئة الحدود الشفافة, إن الحقيقة مزيج من عدّة حالات للوعي.

إن الترابط بين الأفكار يحصل في العقل, عندما يحدد نوع الحدود الموجودة بين الدماغ الواعي واللاوعي إذا ما كانت كثيفة أو شفافة.

ففي عقلي, اعتقد أن التردد يمكن أن يشبه السؤال عن من الذي أتى أولا, الدجاجة أم البيضة؟

إذا اعتبرنا أن الدماغ جهاز استقبال, على سبيل المثال, عندها يصبح من الممكن أن يدعو تيار الوعي نفسه الدماغ ليستقبل أسلوبا معيّن؟

إن هذه النتائج هي عملية تحليل من الأعلى إلى الأسفل, أو أنها وراثية, عندما يقوم الدماغ ببناء نفسه وفقا لكمية الوعي التي يمكنه أن يستقبلها عبر الآخرين ؟ وهذا ما سيجعلها عملية تحليل من الأسفل إلى الأعلى, أو إنها ربما تكون نوعين من القواعد المعيّنة لاتصالات ذات طريقين بين الدماغ والوعي ؟

إن البحث المثمر قد يكون عندما نستذكر أنواع مختلفة من تجربة الوعي البديل,تحدث في أجزاء متشابهة أو مختلفة من الدماغ, الأمر الذي يطرح التساؤل التالي,إذا ما كان الدماغ وحدة خزن واستقبال, ومن خلال عزل ذلك الجزء من الدماغ والمدخل إلى المعلومات المخزونة في الوعي ,فلربما نكون قادرين بطريقة ما ,على الدخول إلى الوعي من دون استخدام الدماغ كجهاز استقبال.

إن التطبيقات يمكن أن تكون مفيدة لهؤلاء الذين يعانون من مرض الزهايمر والذين يعانون من جروح في الدماغ وكذلك حالات الغيبوبة.

تنص الدراسة التي قام بها (بالمر Palmer ),أنه من الممكن أن يتم تدريب أغلب الناس أو تُعاد برمجتهم,للقيام بعملية استرخاء لحدودهم ,لتصبح عندها بوابة اللاوعي أوطأ فتسمح للإشارات بالتدفق للدماغ الواعي.

إن دراسة معمّقة في هذا الاتجاه, قد تُعزز الإدراك في كيفية تفاعل الجسد مع الوعي وربما تمكننا من استخدام مفاهيم الأبعاد الأربعة, لتكون الحياة أفضل للإنسانية.

فالولوج إلى عالم, وصفه أغلب أصحاب تجربة الاقتراب من الموت بالحب الكامل والسلام, المعرفة والارتباط بالكائن الأسمى, يستحق جهود البحث.



REFERENCES

The American Heritage Dictionary of the English Language (1978) Davies, Peter Ed., Dell Publishing, New York, p.217.

Berkovich, S (2001) http://www.nderf.org/Berkovich.htm ; http://arxiv.org/abs/physics/0111093 ; http://www.seas.gwu.edu/~berkov/Theory.htm : http://www.seas.gwu.edu/~berkov/Experiment.htm

Edinger, E. (1984) The Creation of Consciousness, Jung’s Myth for Modern Man, Inner City Books, Toronto, Canada.

Freud, S. (1950) Totem and Taboo, W.W. Norton & Company, New York, NY (1950).

Gillespie, G. (1997) Hypnopompic Imagery and Visual Dream Experience, Dreaming, 7(3). quoting (Gackenbach & Bosveld, 1989; LaBerge, 1985).

Grosso, M. (1983) Jung, Parapsychology, and the Near-Death Experience: Toward a Transpersonal Paradigm, by Michael Grosso, The Journal for Near-Death Studies, 3(1) pp19-22

Harmann, E. (1996) Outline for A Theory on the Nature and Functions of Dreaming, Dreaming, 6(2).

Kahn, D. and Hobson, A., (1993) Self-Organization Theory of Dreaming, Dreaming, 3(3).

Kilroe, K. (2000) The Dream as Text, The Dream as Narrative, Dreaming, 10(3).

Kohr, R. (1983) Near-Death Experiences In, Altered States, and Psi Sensitivity, Anabiosis, The Journal for Near-Death Studies, 3(2) pp169-172

Long, Jody (2003) Emotions and the Near-Death Experience, http://www.nderf.org/emotions.htm

Long, Jody (2002)The Fourth Dimension and NDEs, http://www.nderf.org/fourthdimensionanalysis.htm

Long, Jody, and Long, Jeffrey (2003) Near Death Experience Research Foundation (http://www.nderf.org/).

Long, Jody, and Long, Jeffrey (2003) Out of Body Experience Research Foundation (http://www.oberf.org/).

Long, Jody, and Long, Jeffrey (2002) Comparing NDE and Dreams, http://www.nderf.org/dreams_nde_research.htm

Ornstein, R. (1991) The Evolution of Consciousness, The Origins of the Way We Think, Simon & Schuster, New York NY.

Pagel, J., Blagrove, M., et al, (2001) Definitions of Dream: A Paradigm for Comparing Field Descriptive Specific Studies of Dream The Journal of the Association for the Study of Dreams,11(4)
http://www.asdreams.org/journal/issues/Definitions%20of%20Dream:#Definitions%20of%20Dream :

http://www.spiritweb.org/Spirit/obe-faq.html, citing Van Eeden, F. "A study of dreams" (Proceedings of the Society for Psychical Research, 1913, 26, pp. 421-461)

States, B. (2000) Dream Bizarreness and Inner Thought, Dreaming, 10(4)

van Lommel, P. et al. (2001) Near Death Experience In Survivors of Cardiac Arrest: A Prospective Study in the Netherlands, The Lancet, 358, 2039-2042.

الاشبيلي
12-06-2009, 01:23 PM
مقالة الدكتور ميلفن موريس.


مقالة الدكتور ميلفن موريس.[1] ترجمة

أ.قتيبة صالح فنجان



هل أن تجارب الاقتراب من الموت حقيقية؟

نعم إنها حقيقية ؟
د.ميلفن موريس.



يبلغ الفتى (كريس chris) الثامنة من العمر,وكان على وشك الموت غرقا هو وعائلته ,عندما خرجت سيارتهم عن مسارها فوق الجسر لتسقط في النهر القريب من مدينة (سياتل) ,حيث كان ماء النهر يكاد يبلغ درجة الإنجماد.

علق والده داخل السيارة ومات, وخرجت أمه وأخيه بأعجوبة من السيارة واستطاعا بلوغ شاطئ النهر.تمكن عابر سبيل من إنقاذ (كريس Chris) وحمل جسمه المنهك خارج النهر, حيث نقل بطائرة مروحية إلى أقرب مشفى فتمكنوا من إنقاذه نهاية الأمر.

سأنقل لكم تجربته كما رواها هو بلغته الخاصة:

" في البدء امتلأت السيارة بالماء ,ومن ثم شعرت بأني قد انفصلت عن كل شيء,لأموت بعد ذلك حيث دخلت في معكرونة ضخمة ,رغم أنها لم تكن تشبه المعكرونة الحلزونية ,لقد كانت معكرونة مستقيمة.

عندما أخبرت أمي عنها ,قلت لها أنها كانت معكرونة,إلا أنها كانت في الحقيقة نفقا وليس معكرونة لأني رأيت فيها قوس قزح والمعكرونة لا يوجد فيها قوس قزح.

دفعتني الرياح داخل النفق وتمكنت من العوم في الهواء, فرأيت بعد ذلك أن النفق قد تفرع إلى اتجاهين, أحدهما للإنسان والآخر للحيوانات.

ذهبت في البداية إلى نفق الحيوانات ,حيث أعطاني النحل الموجود هناك بعض العسل,ورأيت بعد ذلك جنة الإنسان, حيث سمعت موسيقى رائعة, لا تزال عالقة في عقلي.

لم يكن لدى (كريس) قبل هذه التجربة اهتمام كبير بالموسيقى, لكن أمه جلبت له بعد هذه الحادثة, آلة البيانو, علم نفسه العزف عليها, كي يردد عزف ذلك اللحن السماوي الذي سمعه أثناء تلك التجربة.

لقد رأى كرس شيئا يعتقد أنه كان شيئا حقيقيا,وهي رؤية قوس قزح داخل المعكرونة ,إنها رؤية فريدة من نوعها ,إذ لا يمكننا أن نعثر على أي مصدر لها في ثقافتنا النفسية,نعم أنا لم أسمع بمثل هذه الرؤية على الإطلاق,لكني واثق تماما أنها كانت رؤية حقيقية وصادقة.

لقد كشف (كريس ) الحقيقة بتجربته هذه, وهو أمر نموذجي لطفل في مثل هذا العمر, فقد برهن على صدق تجربته, لقد حمُّل برسالة من العالم الآخر, تقول:

(( عليك أن تقول للآخرين, ليس عليهم أن يخشوا من الموت)).

هل أن هذه التجارب هي حقا تجارب اقتراب من الموت,أم أنها نتيجة طبيعية لعمل الدماغ عند تخطيه الحد الفاصل بين الموت والحياة,أو أنها نتيجة للاختلال الوظيفي ,بسبب أنواع معينة من العقاقير ,أو نوع من الهلوسة سببتها الضغوط النفسية للموت ,وربما بسبب نقص كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدماغ ؟

إن هذه التجارب تتضمن إدراكات حسية لحقائق أكثر واقعية [2]من حياتنا الحالية,حيث يتضمن هذا الواقع وجود الإله المحب.

إن استمرار الوعي بعد الموت يتجلى لنا بوضوح, وإن ثبت لنا أن هذه التجارب حقيقية, فسيكون من الواضح لنا إن الوجود الإلهي والحقائق الروحية, هو حقيقة واقعة وهو وجهتنا بعد الموت.

سوف تكون كل الاتجاهات الروحية المعاصرة الأخرى, كمخاطبة الموتى وتجارب الاقتراب من الموت المشتركة حقيقية أيضا, إذا ما سلمنا بصدق هذه التجارب.



البحوث السريرية Researchs Clinical



قمنا بدراسة لهذه الظاهرة في مشفى (سياتل )للأطفال وكان عدد الأطفال الذين حدثت معهم هذه التجارب 24من مجموع 26,مصابين بأمراض حرجة وخطيرة.

لقد أفاد هؤلاء ,أنهم كانوا واعين أثناء حدوث التجربة,وقد رأوا بعض الأشياء كالنور الذي يفيض بالحب ,والنور الذي يحمل على الأشياء الطيبة.

كذلك قمنا بدراسة مائة حالة مرضية لأطفال كانوا يعالجون بالعقاقير الطبية, وقد حصل لهم حالة نقص الأوكسجين الذي يفترض وصوله إلى أدمغتهم, حينما كانوا في ردهة العناية المركزة, وحين غلب علينا الظن أنهم قد ماتوا,لكن لم يخبرنا أي أحد منهم أنه كان واعيا لما يدور حوله أو رأى تجربة روحية.

وجد الدكتور (مايكل سابوم,Michael Sabom الأخصائي بأمراض القلب,أن نسبة 43% من المرضى الذين أصيبوا بسكتة قلبية,حدثت معهم تجارب اقتراب من الموت.

وأن المرضى الذين يحتاجون إلى حالة معقدة من الإنعاش, هم أكثر احتمالا من غيرهم في رؤية مثل هذه التجارب.كما لاحظ أيضا أن هؤلاء المرضى يصفون وبشكل دقيق ومتواتر, عملية إعادتهم إلى الحياة بكل تفاصيلها, وعلى النقيض من ذلك فإن مجموعة من المرضى الذين أصيبوا بالسكتة القلبية لم يتمكنوا من وصف عملية الإنعاش هذه.



القصص Stories



لقد بحثت العديد من القصص التي تؤكد على صحة عمل وظائف الدماغ,حتى بعد عبور الحد الفاصل بين الموت والحياة.

وسأروي لكم قصة المريضة (أولغا كغيرهاردت ) وهي امرأة تبلغ الثالثة والستين من العمر,وكانت تنتظر عملية زرع القلب ,بسبب التلف الحاصل في الأنسجة القلبية.

لقد أُستدعيت هذه المرأة إلى مركز جراحة القلب في جامعة كاليفورنيا ,لإجراء العملية الجراحية,وكان جميع أفراد عائلتها قد حضروا معها وبقي زوج ابنتها في البيت.

رغم نجاح عملية الزرع, توقف قلبها الجديد عن الخفقان في تمام الساعة الثانية والربع بعد الظهر, واحتاج الأطباء إلى ثلاث ساعات لإنعاشها,وتم إخبار أفراد أسرتها أن العملية قد نجحت من دون ذكر أية تفاصيل أخرى,فاتصلوا بدورهم بزوج ابنتها وأخبروه بالأنباء الطيبة.

وفي الساعة الثانية والربع بعد الظهر, أي في نفس الوقت الذي توقف قلب المرأة عن الخفقان, استيقظ زوج ابنتها من نومه, ليراها تقف عند قدميه, فأخبرته أن لا يقلق عليها وأنها سوف تكون بخير, وطلبت أن يقول ذلك لزوجته(ابنتها).

دوّن هذه الرسالة على ورقة وعاد إلى نومه.

".لاحقا, وبعد أن استعادت أولغا وعيها, كانت أول جملة نطقت بها:

"هل وصلتكم الرسالة؟.

إن هذه القصة تظهر لنا أن تجربة الاقتراب من الموت, أنها عودة إلى الوعي عند بلوغ الحد الفاصل بين الموت والحياة.

كانت قادرة على التخاطر مع زوج ابنتها عندما كانت غائبة عن الوعي وبينما كان هو نائم.

قمنا أنا والدكتور( باول بيري Paul Perry)بدراسة وبحث لهذه القصة,بكل تفاصيلها التي حققنا فيها بموضوعية,ورأينا الرسالة التي كتبها زوج ابنتها.

إن مثل هذه القصص لا تزال توثق ومنذ مئة عام,حيث يحتوي كتاب (مايرز Myers)[3],"الشخصية الإنسانية وخلودها بعد الموت الجسدي"



القصص ليست كافية.



إن تلك القصص على أية حال ليست كافية ,فهي تقنع أولئك الذين شهدوها فقط,وستفقد قوتها عندما تنتقل من شخص إلى آخر.

لقد قمت بتوثيق عشرات القصص من هذا النوع ,لكنها لا تقنع أي مشكك بحقيقة تجارب الاقتراب من الموت.



البحث التجريبي.Experimental Research



يطالب العلم بأدلة حاسمة ,وتتكرر بتكرار البحث التجريبي,فلقد اعتقد (جيم وينيري Jim Whennery) من معهد( وارفار) الوطني ,إنه يدرس تأثير الجاذبية على الطيارين, ولم يكن يعرف أنه سيحقق تقدما للدراسات التي تبحث في وجود الوعي خارج الجسد,من خلال تقديمه للأدلة التجريبية ,التي تبرهن على أن تجارب الاقتراب من الموت هي تجارب حقيقية.

فعندما يوضع الطيارين داخل جهاز ضخم للطرد المركزي, حيث يدار بسرعة هائلة, يفقد أولئك الطيارين وعيهم وتصل لهم نوبة من المرض, إذ يفقدون قدرتهم على التحكم بعضلاتهم, عندما يتوقف الدم عن التدفق إلى الدماغ.

عند هذه المرحلة يعودون إلى الوعي ,ويرون أحلاما خيالية,كما يدعوها الدكتور (وينيري Whennery),إن هذه الأحلام الخيالية تشبه تجارب الاقتراب من الموت,إذ تتضمن هذه الأحلام غالبا شعور بالانفصال عن الجسم الفيزيائي,والسفر إلى السواحل الرملية حيث تتعرض إلى الشمس أجسادهم,لقد أفاد الطيارون أن الموت شيْ ممتع.



ليس فقط عند الموت.



لا تحصل هذه التجارب فقط بسبب الاختلال الوظيفي للدماغ عند الموت, فلقد نشرت جريدة ( نادي الألب),عام 1800م ,قصص لثلاثين متسلق للجبال من الذين سقطوا من أماكن مرتفعة ثم عاشوا رغم ذلك ,إذ كانوا قد رووا كيف حدثت لهم تجربة الخروج من الجسد ورأوا عالما آخر كما رأوا استعراضا كاملا لحياتهم ,رغم أنهم سمعوا صوت ارتطام أجسامهم بالأرض.

كما أفادت الأخصائية بأمراض الأطفال( دايان كومب Dianne Komp),أن العديد من الأطفال حدثت لهم تجارب اقتراب من الموت ,دون وجود دليل على حصول أي خلل في الدماغ,وغالبا ما كانت تجاربهم متضمنة صلوات ورؤى.

وفي عام 1967 ,نشرت الصحف الأمريكية المختصة بالعلوم النفسية ,أن اثنين من عمال المناجم,علقوا داخل أحد المناجم لعدة أيام ,وكانوا يحصلون على الماء والطعام المناسب بالرغم من عدم حدوث أي تجربة اقتراب من الموت..لقد قالوا أن عالما روحاني قد فتح أمامهم في الأنفاق كما رأوا عاملا ثالثا ,بدا لهم أنه حقيقي كان قد ساهم في إنقاذهم ,إلا أن جميع تلك الظواهر اختفت عندما تم إنقاذهم.



واقعية هذه التجارب.



إن هذه التجارب ليست بعيدة عن الواقعية وهي ليست تحريفا للوقت والمكان,إن نقص الأوكسجين أو استخدام نوع معّين من العقاقير يعتبر سببا لحدوث ظاهرة الهلوسة حيث ترى الصور المشوهة للجسم وعلى النقيض من ذلك فإن هذه التجارب تتضمن على نوعا من الإدراك الحسي لحقائق سامية عدة.

فلقد أخبرنا أحد الأطفال, أن أحد الملائكة أخذ بيده وجعله يشعر بالأمان, عندما كان يحاول إنقاذه من الاختناق بسبب الغرق.

وقال هذا الطفل, أنه كان يدرك كل ما حصل له, إلا أنه لاحظ وببساطة أشياء اعتيادية لم يكن يدركها في أوقات أخرى من حياتنا الطبيعية.

في حين صرح الأخصائي النفسي الألماني( ميشيل سكروتر Michael Schroter) ,في استعاض شامل لجميع التجارب الموثقة,هي نتيجة مرض نفسي أو اضطرابا وظيفيا للدماغ.



ليس هناك ما نخشاه من هذه التجارب.



يمكن لمثل هذه التجارب أن تحدث للأطفال, الذين لم يعرفوا الخوف بعد من فكرة الموت, كالرضع الذين لا يملكون آلية نظام الدفاع الداخلي ضد فكرة الموت.

فقد صرح أحد الأطباء العاملين في مشفى (ماسوشيتس)العام,أن طفلة لم يتجاوز عمرها الثمانية أشهر ,حدثت لها تجربة اقتراب من الموت بسبب فشل كلوي حدث لها,وعندما استطاعت الكلام في السنة الثانية من العمر,أخبرت والديها عن ذهابها في نفق رأت فيه نورا ساطعا.

وأفاد العالم النفساني (كابارد تويلو Gabbaed Twemlow) ,أن طفلا في الشهر التاسع والعشرين من العمر,كان على وشك الموت بسبب صعقة كهربائية.

أخبرنا أنه كان في غرفة بصحبة رجل لطيف, وكانت الأنوار تسطع من سقف الغرفة, وسأله عمّا إذا كان يريد العودة إلى البيت أو البقاء للعب معه.

يوّضح لنا الطب التقليدي أنه ليس هناك أي وجود لأدراك حسي, وإنما هلوسة تحصل بسبب الانتعاشة القصيرة للدماغ الميت.

تمكن الباحث الروسي(فلاديمير نيجوفسكي Vladimir Negovsky),دراسة مئات من مثل هذه الحالات لجنود كانوا على وشك الموت أثناء المعارك,ليصل إلى الاستنتاج القائل ,أن مختلف الناس ومن مختلف الأقطار يستذكرون نفس الرؤى المتشابهة التي شاهدوها وهم في حالة اقتراب من الموت ,أو أثناء مرحلة الإنعاش والتنفس الاصطناعي,وهي لا تعني أن هناك وجودا

واقعيا للحياة بعد الموت.إنها فقط توضح لنا ديناميكية الدماغ عند الموت."

إن إطلاق مصطلح الهلوسة على تجارب الاقتراب يشير إلى عدم وجود إدراك حسي لحقائق من عالم آخر, لكن ذلك لا يعني عدم وجود سبب يدفعنا لعدم الأيمان بوجود مثل هذه الحقائق.



الحقائق الكونية.



قمت مؤخرا بمناقشة, بعض العلماء المتخصصين في الفيزياء النظرية في المعهد الوطني لاستكشاف العلوم.لقد أوضحوا لي أن هناك حقيقة ينص عليها العلم,وهي أن الكون مؤلف من جسيمات متناهية الصغر وجميعها تؤلف النواة ,وتشكل هذه الجسيمات أشكالا عديدة للطاقة ,وأن لجميع هذه الجسيمات والتي هي العناصر الأساسية في بناء الكون,جميعا لها نظيرين على الأقل,وهذه من الحقائق المسلّم بها علميا.

إن هذه الجسيمات لا تدوم في الوجود سوى أجزاء من عشر الثانية,وبما أنها تشكل

العناصر الأساسية لبناء الكون, فسيوجد على الأقل ثلاثة أكوان ممكنة تتعايش

معا,تشكلها تلك الجسيمات الصغيرة ونظرائها.

وعلاوة على ذلك ,فأن هناك إمكانية نظرية لوجود كون يدعى (نقطة أوميغا),وهذا هو السبب الذي دعا عالما فيزياويا مثل (ارنست شرودنكر Ernest Schroedir) إلى القول ,"إذا لم تبهرك الفيزياء الكمية فأنك لن تفهمها".

وربما استطاع( أولف سوينسنOlaf Swenson) أن يرى هذا العالم ,العالم اللازمكاني (عالم أوميغا Omega) ,عندما أوشك على الموت ,بعد أن أفسد عمليته لاستئصال اللوزتين,وهو في سن الرابعة عشر.حيث قال :

(( فجأة شعرت بنفسي وأنا أتدحرج داخل كرة ,في عالم آخر,لقد سحبتني قوة ما ,عبر حواجز رائعة لقد أصبحت في الجانب الآخر ,وأدركت أن الحد الفاصل بين الموت والحياة,هو إبداع غريب لعقولنا وكان ذلك الجانب حقيقيا أكثر من حياتنا التافهة.[4]

لقد شعر أولف أنه يطير في الكون دون وجود أية حدود(كان لدي الفهم الكامل للأشياء ,لقد وصلت إلى نقطة العدم ,حيث اللون البرتقالي ,وقلت في نفسي ,عندما شعرت أني قد بدأت أسحب إلى جسمي…رجاء دعوني أتذكر هذه النظرية الجديدة للنسبية.

من المؤكد أن المعلومات التي حصل عليها (أولف), خلال تجربته هذه كانت معلومات حقيقية,إذ استطاع أن يحصل على أكثر من براءة اختراع في الكيمياء الجزيئية,وهي جميعا مستقاة من تلك المعلومات.



إلى القمر To The Moon



عندما توفي الطفل (تود) بعد سقوطه في بركة السباحة, حدثت له صحوة الموت, فالتفت إلى والدته " القمر..القمر...أنا على سفينة فضائية إلى القمر ."

سألتني أمه إن كان يهلوس ,فأجبتها,بأن أكثر الإجابات علمية تلك التي تخبرك أن أبنك أراد بذلك أن تشاركيه في تجربته وهو يموت.

كان ذلك مهما جدا لهذه الأم, لأنه خفف من أحزانها, فرؤيتها لأبنها ساعة موته, أفهمتها أنه سيذهب إلى مكان ما بعد الموت إن لمثل هذه الرؤى والأحلام تأثير هائل يساعد على الشفاء, لكن مجتمعنا يقلل من أهميتها كتجارب ويعتبرها نتاج خلل وظيفي للدماغ.

إن هذه التجارب حقيقية,مثل الإدراكات الحقيقية لحقائق إنسانية,ليس علينا سوى الاستماع إليها وفهمها,وهي غالبا ما تحتوي على البذور التي نحتاجها لعلاج أحزاننا ولفهم الموت.



توفير كلفة العناية الصحية أمر حقيقي.



غالبا ما يسألني زملائي من الأطباء, عن جدوى دراسة تجارب الاقتراب من الموت, فكنت أجيبهم بالطريقة التي يفهمونها..إذا كنا نفهم تلك التجارب من وجهة نظر علمية على أنها حقيقية, فأن ذلك يعني أنها عمل طبيعي للدماغ الإنساني عند الموت, ويمكننا عند ذلك توفير 20% على الأقل من تكاليف العناية الصحية. أن هذه المبالغ ننفقها ببساطة في الأيام الأخيرة من حياة المرضى, حيث نستخدم فيها التقنية الطبية الباهظة الكلفة كي نقلل من مخاوفنا من الموت, على نفقة الكبرياء البشري.

إن دراسة هذه التجارب على أقل تقدير,تعلّمنا على أن لا نخاف الموت, فرؤية الأشخاص الذين نحبهم تتكرر دائما عند الموت,كذلك نرى فيها عدم الإحساس بالألم في الجسم,لقد قال أحد الأطفال," بينما كان الأطباء يغرزون جسمي بالأُبر,كنت أشعر بالأمان مع الله."

إن لهذه التجارب القدرة على أن تكون ثقافة عامة بنتائج شفاء عالية للمجتمع من خوفه من الموت,كما أتوقع إننا عندما نقوم بدراسة تلك التجارب على أنها تجارب موت ,سوف نستغني عن الاستخدام المفرط للأدوية غير الضرورية والمدمرة عند الموت.





--------------------------------------------------------------------------------

.com[1] Melvin Morse Downloads

[2] أن المعنى الأدق لهذه العبارة,هو أن كل شيء هناك أكثر اقترابا من الحقيقة..ونجد هذا المعنى في تاسوعات أفلوطين,إذ أننا كلما اقتربنا من الله وتجردنا من هذا العالم المادي,فأننا نترك الوهم خلفنا ونعبر عوالم يكون كل واحد منها أشد حقيقة وظهورا من العالم الذي قبله ,حتى نصل إلى الله,الحق المطلق الذي لا لبس فيه ولا وهم.(المترجم)

4. Frederick Myers فردريك مايرز أستاذ جامعي بريطاني ومن المؤسسين الأوائل للجمعية الروحية, ألف العديد من الكتب الروحية والفلسفية أهمها (الشخصية الإنسانية وخلودها بعد الموت الجسدي).

[4] تؤكد معظم التجارب على حقيقة الوجود الآخر ,وتضاعف الشعور بالسعادة ولذائذ الإدراكات العقلية,والشعور بالتحرر ,من الرباط المادي الذي يقيّد النفس الإنساني,وتسيطر على معظم أصحاب هذه التجارب رغبة عارمة في البقاء في ذلك العالم ,وغالبا ما يُكرهون على العودة,فيظلّون بعد عودتهم في حالة شوق وترقب لساعة الموت التي تحررهم من القيود الجسدية وتعيدهم إلى العالم الذي زاروه,رغم أنهم لم يلبثوا على سواحل تلك العوالم سوى لحظات لم يتسنى لهم رؤية الكثير من خصوصياتها,وقد ورد في الكثير من مقالات الفلاسفة من كل أنحاء العالم وعبر العصور ,وصف الروح داخل الجسد ,كالطير داخل القفص,وقد ورد هذا المعنى في الرسالة الثالثة عشر من رسائل إخوان الصفا ما نصه:" ثم إن فارقته على بصيرة منها ومن أمرها وقد عرفت جوهرها وتصورت ذاتها وتبينت أمر عالمها ومبدئها ومعادها ,كارهة للكون مع الجسد,بقيت مفارقة للهيولى واستقلت بذاتها واستغنت بجوهرها عن التعلق بالأجسام,فعند ذلك ترتقي إلى الملأ الأعلى وتدخل في زمر الملائكة وتشاهد تلك الأمور الروحانية وتعاين تلك الصور النورانية التي لا تدركها بالحواس الخمس ولا تتصور في الأوهام البشرية."


كل المقالات السابقة لاتعبر بالضرورة عن رأيي الخاص

وانما عن كاتبيها

فهناك امور وجمل اختلف فيها مع اصحاب هذه المقالات

يمكن مراجعة كافة المقالات على الموقع التالي

مؤسسة أبحاث تجربة الإقتراب من الموت (م ب ت ق م)

http://www.nderf.org/Arabic/index.htm

WaLd MosLem
12-06-2009, 04:33 PM
..

بسم الله الرحمن الرحيـمـ

الموضـوع روعـة بصراحـه بس طويـل أوى . قرأت جزء منه .. وركزت فيه وخصوصـآ .. قصص اللى حصلت معاهم الموت ..

ده الموت على كده حلو اوى موسيقى وقوس قزح ^_^ ..

جزاك الله كل خير ..

..

ATmaCA
12-06-2009, 06:18 PM
ما تتحدث عنه هنا هو "الاسقاط النجمى" وهو خروج للجسم الاثيرى . وهذا لادليل علمى او شرعى عليه .

جاء فى المقال :


من الأمور التي فُهمت بشكل خاطئ ,عند بعض الباحثين وأصحاب التجارب أنفسهم,هو أن ما يحدث من خروج أثناء التجربة ,هو خروج للروح أو النفس,والحقيقة كما قلنا ,إنما هو عملية انفصال مؤقت وغير تام ,تسنح للنفس أثناء هذا الانفصال, أن ترى نوع من الرؤى والمشاهدات الروحية,لجوانب من العالم الآخر,لكن ليس كما تصور البعض من إن هذه الرؤى هي حقيقة الموت , لوجود القوانين الإلهية التي تحكم هذا النوع من الرؤى ,كما سنرى في سير البحث .

النفس تسرح وترى جوانب من العالم الآخر ثم تعود ؟!!!!

نحن نعرف عالمين فقط فى الاسلام : (عالم الغيب) و (عالم الشهادة ) .

فالسؤال : بعد الانفصال تكون "النفس" فى عالم الغيب ام الشهادة ؟ فالعالَم قسمان، هناك عالم الغيب وعالم الشهادة، عالم الشهادة هو العالم الذي نتعامل معه، وهو العالم المنظور هذا عالم الأحياء والجمادات والنباتات والإنسان هذا عالم الشهادة ، وهناك عالم الغيب ، العالم غير المنظور عالم الملائكة والجن وهذه الأشياء. والله سبحانه وتعالى هو عالِم الغيب (عالِم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً) يعني هو سبحانه وتعالى استأثر بالأمر المغيب . والاستثناء فقط : (إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً) .

اخت مسلمة
12-07-2009, 04:53 AM
نعم
العالم الآخر هو سر الهي لم يطلع عليه احد , ولم يعد ميتا يوما ليخبرنا ولاورد نقلا صحيحا عن الوحيين يصدق هذا او يوضح حتى مايحدث خلال هذه التجربة , هي من ضمن نتائج عمل الانسان اما خيرا او شرا فكيف يكون هذا لا اعتقد ان مايقال فيها صحيح أبدا .
نعلم يقينا أن للموت سكرات لو نجى منها أحد لكان سيد الخلق أولى بهذا , لكن لم يصلنا أبدا هذا البهو والانوار والرسوم المتحركة ولاسند له ولايؤخذ بحديث من غاب عن الوعي كمستند , فليمت باحث علمي في هذه المسألة وليأتنا بما وجد , وبالمرة فليقبر ليحكي لنا عن ضمة القبر وهكذا , الله المستعان هذا غيب لا يجوز الفتيا فيه حيث لادليل ولامستند ولامجال للبحث فيما اخفاه الله عن خلقه من علمه الغيبي فيما يختص بالدار الآخرة ومايتعلق بالانسان فيها حيث الموت هو اولى خطوة اليها ثبتنا الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

تحياتي للموحدين

mariyamuslima
02-05-2010, 11:06 PM
أتحدى أن يأتينى أحد بخبر لانسان مات دماغه وحدثت له تجربة nde ثم انعشوه واستكمل حياته . كل الحالات تحدث بعد توقف القلب للحظات ويكون الدماغ يعمل بالتأكيد.
قبلت التحدي:هذه حكاية بام غنولدز؛إمرأة توقف دماغها كليا عن العمل ورغم ذالك عاشت التجربة!http://en.wikipedia.org/wiki/Pam_Reynolds_(singer)
http://www.dailymotion.com/video/x40jo9_la-celebre-nde-de-pam-reynolds-emi_tech
http://www.youtube.com/watch?v=WA37uNa3VGU&feature=related

ATmaCA
04-13-2010, 04:08 AM
أتحدى أن يأتينى أحد بخبر لانسان مات دماغه وحدثت له تجربة nde ثم انعشوه واستكمل حياته . كل الحالات تحدث بعد توقف القلب للحظات ويكون الدماغ يعمل بالتأكيد.
قبلت التحدي:هذه حكاية بام غنولدز؛إمرأة توقف دماغها كليا عن العمل ورغم ذالك عاشت التجربة!http://en.wikipedia.org/wiki/Pam_Reynolds_(singer)
http://www.dailymotion.com/video/x40jo9_la-celebre-nde-de-pam-reynolds-emi_tech
http://www.youtube.com/watch?v=WA37uNa3VGU&feature=related

شكرًا على تعليقك واعتذر على التاخير ..
بالنسبة للتوثيق فلايعمل الا رابط واحد وهو باللغة الفرنسية وانا لا افهم الفرنسية .. افهم العربية والانجليزية والتركية فقط .
وهل هذه المرأة مات دماغها ثم افاقت مرة اخرى وعاشت مثلًا ؟؟!!!

عمومًأ لو فرضنا وجود حالة من الوعى بعد توقف الدماغ عن العمل فنحن هنا ندخل فى خرافات غير موجودة فى الاسلام وغير موجودة علميًا ( ومعظم التوثيقات العلمية ستكون كلها مجرد ملاحظات على المريض ) وقد يكون النشاط مجرد اثار متبقية من عمل الدماغ قبل التوقف التام عن العمل ( الموت) .. ولا اعتقد بوجود حالة وعى بعد الموت الدماغى بساعة مثلًا .
فحالة الوعى ستكون - علميًا - اما اثار من عمل الدماغ مثلًا ( لا اعرف ) او ستكون امور فانتازيا غير علمية ..
هناك حالتين فقط لاغير فى الاسلام :
1- اما ان يأتى أجل الانسان ويموت وحينها لاعودة .. ( عالم الغيب )
2- واما ان لاياتى اجله .. وحينها ستكون كل الاحداث فى الحياة الدنيا ( عالم الشهادة )
كما قالت ايضًا الاخت الفاضلة أخت مسلمة ..
لذلك على من يصدق ال nde ان يخبرنا هل يكون الانسان التى تحدث له هذه التجربة فى عالم الغيب ام الشهادة ؟
والله اعلم .. والحمد لله رب العالمين :emrose:

يحيى
04-14-2010, 12:23 PM
تجربة الاقتراب من الموت هي من عالم الشهادة و هذا العالم فيه تنوع كبير. هناك مثلا من يعيش تجربة روحية يرتقي بها الى سعادة عظيمة (الذي بلغ مرتبة الاحسان) أو مصيبة عظمى (الباب و الحلاج), و الآخر يعيش تجربة مادية يرتقي بها إلى حالة يظن فيها أن ما يملكه أخذ زخرفه و ازين و ظن أنه قادر عليه, و بين هذه التجارب تجارب أخرى و قلما يعيش الانسان تجربة يحس فيها بوجودين منفصلين في نفس الوقت, إلا نادرا أو في حالة خاصة مثل "تجربة الاقتراب من الموت" الي يحس عن طريقها المرء بالوجودين (وجود أرضي و آخر عُلوي) المنفصلين و ينظر الى وجوده بعد التجربة بنظرة مختلفة تماما.

ATmaCA
04-14-2010, 11:48 PM
تجربة الاقتراب من الموت هي من عالم الشهادة و هذا العالم فيه تنوع كبير. هناك مثلا من يعيش تجربة روحية يرتقي بها الى سعادة عظيمة (الذي بلغ مرتبة الاحسان)
لو كنت تقصد الاسراء والمعراج فهى معجزة خاصة بالنبى صلى الله عليه وسلم .
ولا افهم مقصدك بمرتبة الاحسان ؟! بالعكس بل ان الابتلاء يزيد كلما ارتفع شأن الانسان عند ربه .. ولو كنت تقصد الرؤية والانكشاف الحجب وهذا الكلام فهو خاص بالصوفية وهو تخريف عميق !

و قلما يعيش الانسان تجربة يحس فيها بوجودين منفصلين في نفس الوقت, إلا نادرا أو في حالة خاصة مثل "تجربة الاقتراب من الموت" الي يحس عن طريقها المرء بالوجودين (وجود أرضي و آخر عُلوي) المنفصلين و ينظر الى وجوده بعد التجربة بنظرة مختلفة تماما

لا أفهم هذا كلام علمى ام مستند على أدلة دينية ؟؟؟!!

اذا جاء اجل العبد لايعود حتى يكون هناك (بعد التجربة ) .. فالموت ليس فيه تجارب , بل ملائكة يقبضون روح العبد ويجلس ملك الموت على مد البصر , ولايعود هؤلاء الى ربهم الا اذا قبضوا روح العبد ( وهم لايفرطون ) .

والكرامات ( ان كان هذا مقصدك) لايرتقى بها المكرم بها الى عالم الغيب , بل تحدث له معجزة فى عالم المادة , ولايقول احد انه ينتقل الى عالم الغيب ويراه , لان رؤية الغيب هو امر خاص بالرسل والانبياء ( الا من ارتضى من رسول ) .

وكل هذه التجارب التى تتحدث عنها اما كرامات للمسلم ( وتجربة nde تحدث للكفار فقط حسب ما نقل الاخ ) واما شعور مادى بشرى يشعر به الشخص , ولايوجد شىء اسمه تجربة يحس فيها الشخص بوجودين منفصلين فى نفس الوقت ( فى اى دين هذا الكلام؟ ) واى احساس هذا الذى يقسم الشخص لنصفين نصف داخل عالمنا والنصف الاخر خارجه؟!!

ثم انك تقول انه يحس بوجودين! فكيف يتجلى امامه الوجودين بكل بساطة ليراهما ويعيش تجربة فيهما ثم يعود ليروى تجربته ؟!!

تفسيرى وتفسير الكثير من الاطباء والعلماء لهذه التجربة ( NDE) او تجربة الاقتراب من الموت !!!! انه عند الموت يفرز الجسم مواد مخدرة بكثرة , فيحدث للشخص رؤىء وخيالات وقد يرى اناس ويتحدث معهم كما هو الحال عند تأثير المخدر او الاقراص التى يتعاطاها بعض الناس .. فهذه التخاريف والرؤىء تحدث نتيجة لذلك وليس انه ذهب بروحه الى الغيب ثم عاد مرة اخرى .. هذا كلام لم يقله اى عالم حسب علمى .

يحيى
04-15-2010, 01:18 AM
كلام علمى ام مستند على أدلة دينية
لا علمي و لا ديني لكن إخباري فقط.

BStranger
04-06-2013, 09:36 PM
للرفع

ابن سلامة القادري
05-08-2014, 05:34 PM
موضوع جيد .. يرفع إن شاء الله

اّدم
05-09-2014, 12:19 AM
ولو كنت تقصد الرؤية والانكشاف الحجب وهذا الكلام فهو خاص بالصوفية وهو تخريف عميق !




اذا جاء اجل العبد لايعود حتى يكون هناك (بعد التجربة ) .. فالموت ليس فيه تجارب , بل ملائكة يقبضون روح العبد ويجلس ملك الموت على مد البصر , ولايعود هؤلاء الى ربهم الا اذا قبضوا روح العبد ( وهم لايفرطون ) .

بسم الله
أخى الكريم الغالى / اتاماكا اتمنى بداية ان اكون كتبت اسم حضرتك بطريقة صحيحة :): لانى كما يقولون على قدى فى اللغة

اخى الغالى والله ليس انتصارا لصوفيتى او للتصوف عموما..فأبى رحمة الله عليه علمنى ان تكون حياتى لله ولدين الله الذى هو الإسلام العظيم ..وكل شئ امام ذلك يهون..وانا سعيد بأنك تتحصن بكتاب الله وتحصن عقلك وتجعل لك درع ضد اى إختراق أو بدعة قد تكون ضد الدين فنحن نقبل ما نعرف وندع ما ننكر..

لكن لو تسمح لى حابب اوضح شئ بخصوص هذا (اللطف) الذى تكلم عنه الاخ الاستاذ صاحب الموضوع وسماه الخروج من الجسد

نحن اّمنا بالله وبعالم الغيب وعلى قدر هذا الإيمان تكون المنزلة عند الله..وفى حياة المؤمن يوجد تثبيت من الله عن طريق الرؤيا الصالحة..

الشئ الذى يسمى الخروج من الجسد حقيقى حقيقى يحدث للبعض لطفا من الله..انتبه ان هذا الشخص عمره لم ينته بعد..وهذا ليس موتا..هذا تذكير ولطف من الله بأنك ايها الانسان لك موطن ولك مصير ستتجه اليه وبانك ستحاسب على أعمالك..وبأنك لست جسدا فحسب..بل ايضا روح

الانسان على الحقيقة هو روح..هذه الروح هى التى تسمى (أنا / أنت) هى فاعلة بذاتها فيها حيوية وحركة وحضور وشخوص ومثول دائم فى الوعى هى الانسان لانها من الله الحى..نحن اساسا تراب..لا قيمة لنا الا بنفخة العلى الوهاب.

فهذا الانسان الذى تحدث له هذه الظاهرة تتغير حياته ...بع ان كان ماديا اصبح رقيقا محبا للفقراء ..تغيرت نظرته لنفسه وللوجود من حوله..هى لصاحبها وليست محل نقاش هنا او هناك..

يوجد عالم البرزخ..وعالم البرزخ عالم كامل ..


فهذا كلامى يمكنك ان تأخذ به او ترفضه ولن يكون بيننا خلاف ان شاء الله..

Aymane Sn
05-09-2014, 02:14 AM
بسم الله

الشئ الذى يسمى الخروج من الجسد حقيقى حقيقى يحدث للبعض لطفا من الله..انتبه ان هذا الشخص عمره لم ينته بعد..وهذا ليس موتا..هذا تذكير ولطف من الله بأنك ايها الانسان لك موطن ولك مصير ستتجه اليه وبانك ستحاسب على أعمالك..وبأنك لست جسدا فحسب..بل ايضا روح
..
أخي آدم الأصل في الغيبيات عدم الخوض فيها ومعلوم أن الروح من الغيب لقوله تعالى : "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ، فخروج الروح من الجسد دون موت غير ثابت بالدليل والتمسك بهذا القول مجرد افتراض لا يرقى إلى مسلمات العقيدة.
وكما قال صاحب الموضوع فإنه لحد الآن لم يثبت شيء فيما يخص هذه التجارب وتبقى في أفضل الأحوال نظريات مختلف فيها.
والسلام عليكم ورحمة الله.

اّدم
05-10-2014, 12:42 AM
أخي آدم الأصل في الغيبيات عدم الخوض فيها ومعلوم أن الروح من الغيب لقوله تعالى : "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ، فخروج الروح من الجسد دون موت غير ثابت بالدليل والتمسك بهذا القول مجرد افتراض لا يرقى إلى مسلمات العقيدة.
وكما قال صاحب الموضوع فإنه لحد الآن لم يثبت شيء فيما يخص هذه التجارب وتبقى في أفضل الأحوال نظريات مختلف فيها.
والسلام عليكم ورحمة الله.

لن يكون بيننا خلاف ان شاء الله على هكذا مواضيع..جزاكم ربى كل الخيرات