ذكرى الهجرة النبوية

[د.عزالدين المعيار]

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نستفيد من حدث الهجرة النبوية ؟
ودع المسلمون في مشارق الأرض و مغاربها ،عاما انقضى و مضى بكل مسراته و آلامه ، و استقبلوا عاما آخر جديدا أتى بكل تخوفاته و آماله ، و هي أمور تستدعي في مثل هذه المناسبة مراجعة حصيلة العام المنصرم و ما تم فيه من نجاحات و إخفاقات ، و التخطيط للعام الجديد بما يرقى بالأمة إلى الأمام و بكل ما يمكن أن يتحقق فيه من منجزات ...
و لاشك أن الأمة و هي تعاني من التفرقة و التشرذم و الضعف و الهوان ، مدعوة إلى الاستفادة من حدث الهجرة النبوية ، و ما حققته من منجزات باهرة حتى أصبحت يثرب بحق "المدينة الفاضلة"وهو ما ظل بالنسبة للفلسفة منذ أفلاطون إلى اليوم مجرد حبر على ورق
لقد كان من أبرز ما اهتم به الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بعد بناء المسجد ،المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار من جهة ، و المؤاخاة بين الأوس و الحزرج من جهة أخرى ، كما جاءت الصحيفة التي و ضعها النبي بمثابة دستور لساكنة المدينة من مسلمين و يهود و غيرهم ...
و بعد فهذه أرضية لنقاش نتمنى أن يغنيه الإخوة الكرام بآرائهم السديدة و أفكارهم النيرة ...

[اخت مسلمة]

اللهم صلي على هادي هذه الأمة وعلى آله وأصحابه الكرام صلاة ترضى بها عنا وتكرمنا بها يوم لقائك وتجعلنا بها في صحبة خير البرية
فلنجدد اخوتي البيعة للرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الأيام ولنتذكر ونتذاكر ماتكبده نبينا وحبيبنا من عناء ومشقة وماقابله من مخاطر في سبيل نشر هذا الدين واعلاء كلمة التوحيد , لنجدد بيعتنا معه في هذه الأيام المباركة حيث قال جل ثناؤه: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} , فهلموا لنبايع الله ورسوله ونجدد الايمان في قلوبنا بتجديد البيعة في كل وقت ووالله ان هذه الذكرى العاطرة لأنسبه فهلموا لنبايع نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأيدينا في يده الشريفه الطاهرة بالسعي لنصرة هذا الدين الذي شرفنا به على ضوء كتاب الله الكريم وسنة نبيه المشرفه , فلنبايعه ولعاده في كل وقت على أن لانشرك بالله تعالى ربنا شيئا ,, وأن نأتمر بما أمرنا به وننتهي عما نهينا عنه ,, وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كل حسب طاقته وقدرته ,, أن لاتأخذنا في الله لومة لائم ,, .
فلنبايع النبي الحبيب بأبي وأمي وقلبي وروحي وأعز مانملك ويملك المسلمون , فلنحيي سنته الطاهرة الشريفة في نفوسنا وقلوبنا وأعمالنا وتصرفاتنا ولنحييها فيمن حولنا , حتى يكرمنا الله بفضله ورحمته للقاء نبينا على حوضه الشريف ويمن علينا الكريم جل وعلا بصحبته في الفردوس الأعلى وأن قصرت الى هذه المراتب العلى أعمالنا ان ربي على كل شيئ قدير .
نستغفرك ربنا ونتوب اليك من كل تقصير وزلل ومن كل معصية اجترئنا عليك بها فارحم عبادك المقصرين المحتاجين لرحمتك وفضلك المقرين بذنوبهم ومعاصيهم ويتجرؤن على طلب رحمتك وعفوك فلاراحم غيرك ولا اهلا للمن والفضل على العصيان سواك , اللهم صلي على نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
جزاكم الله خيرا يادكتور وأعانكم ووفقكم لما يحبه الباري يرضاه .

تحياتي للموحدين

[د.عزالدين المعيار]

بارك الله في الأخت المسلمة على غيرتها الكبيرة على دينها وعلى دعوتها لتجديد بيعة رسول الله (ص) .
و لا عجب فقد كانت المرأة حاضرة بقوة في الهجرة النبوية ابتداء بأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، مرورا بأم معبد ، و صولا إلى تلكم الطليعة من الأنصاريات اللآئي بايعن رسول الله (ص) في العقبة الثانية و في بيعة الرضوان و ما رافق ذلك و تلاه من أدوار خالدة للمرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي الأول ...