المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عباس عندما يلجأ للدين !



عبد الله بن أدم
12-20-2009, 02:10 AM
http://www.islammemo.cc:1589/memoadmin/media/Palestine/_new_abaswisrael_390_310_.jpg عباس عندما يلجأ للدين ! (http://www.islammemo.cc/Al-Mesbar/2009/11/22/90746.html)

الخبر: أعلن الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس أن حركة حماس تفاوض الصهاينة بجنيف علي حل الدولة المؤقتة ، وأن حماس تمنع المقاومة في غزة .
التعليق
كتبه / شريف عبد العزيز

مفكرة الإسلام: (http://www.islammemo.cc/) في سنة 1909 ميلادية استطاعت الماسونية العالمية عن طريق ذراعها التركي المعروف بحركة الاتحاد والترقي من الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين الأقوياء في الدولة العثمانية ، والسد المنيع أمام أعداء الإسلام من الصليبيين واليهود الذين حاولوا الضغط عليه بكل الوسائل من اجل إعطاء اليهود صك ملكية لفلسطين ، ومن الأمور العجيبة في ذلك الانقلاب أن حركة الاتحاد والترقي المعروفة بعلمانيتها وعدائها للإسلام كانت تصدر بيانات نارية ضد السلطان لتأليب الرأي العام داخل الدولة العثمانية مستغلة العاطفة الدينية عند الأتراك ، من عينة [ أيها المسلمون كفانا أن نقوم بدور المتفرج علي سلطان جبار عديم الإيمان يسحق القرآن تحت قدميه ] ، [ استيقظوا يا أمة محمد ] ، [ انهض أيها المسلم الموحد و أنقذ دينك وإيمانك من يد الظالمين ] وهكذا حتى تم الانقلاب وأطيح بالسلطان وسيقت مبررات الإطاحة بما يناسب الخطاب الديني الذي خدعت به الجماهير ، ووجهت تهم للسلطان عبد الحميد بإحراق المصاحف ، والإسراف والبذخ ، والظلم وسفك الدماء الحرام ، وطويت صفحة النفاق الماسوني ، وانخدعت الجماهير ، ونجحت المهمة .
وعندما شرع الانجليز في صناعة العميل أتاتورك ولإظهاره في صورة البطل المنقذ للخلافة والأمة ، وهو يخطط سراً معهم لهدمها حرص الانجليز علي إضفاء النكهة الدينية علي هذا البطل ، فراح أتاتورك يتظاهر بتوقير الخليفة وحيد الدين محمد السادس ، ويحضر المناسبات الدينية ، ويلبس ملابس العلماء ، وعندما خاض معركة سقاريا ضد اليونانيين كان يرفع القرآن علي رايات الجهاد ، وانبهرت الشعوب ، وتغني الشعراء ببطولاته الكاذبة ، وشبهوه بخالد بن الوليد رضى الله عنه ، حتى أنشد أميرهم أحمد شوقي :


الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب

وشبه انتصاره بانتصار بدر فقال :


يوم كبدر فخيل الحق راقصة علي الصعيد وخيل الله في السحب

ولما تمكن أتاتورك من الأمر أسفر عن حقيقته وخلع أقنعته وبدا في أشد نموذج للطغاة عرفته الشعوب الإسلامية المعاصرة .
واليوم التاريخ يعيد نفسه علي أرض فلسطين ، ونري الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته وشرعيته وصلاحيته وأمور آخري ، نراه يستلهم تجربة الاتحاد والترقي ، ويتشح بأقنعة الهالك أتاتورك ، ويتحدث عن خيانة حركة حماس للقضية الفلسطينية ، وقيامها بالتفاوض مع العدو الصهيوني من أجل دولة ذات حدود مؤقتة ، وأنها تمنع المجاهدين من مقاومة الاحتلال الصهيوني في غزة ، ويؤلب الرأي العام الفلسطيني والإسلامي ضد حركة حماس ، في تراجيديا مأساوية من نوع الكوميديا السوداء التي تدفع للضحك حتى البكاء ، ضحك من موقف محمود عباس الذي كان المسئول الأول عن سلسلة المفاوضات والاتفاقيات المخزية من أول اتفاقية أوسلو التي اعترفت فيها منظمة التحرير والتي يرأسها عباس الآن بإسرائيل رسمياُ ، في مقابل حكماً ذاتياً في منطقة ضيقة صغيرة في غزة وأريحا ، علي أن تتعهد السلطة بقمع حركات المقاومة الفلسطينية من الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني.

سجون رام الله عامرة بالمجاهدين والمقاومين الشرفاء الذين رفضوا الخضوع للإرادة الأمريكية والإسرائيلية ، واختاروا طريق المقاومة لتحرير الأرض

فمهندس أوسلو وما بعدها كان المسئول الأول حتى كتابة هذه السطور عن تنفيذ رغبات وأوامر الشريك الإسرائيلي ، فسجون رام الله عامرة بالمجاهدين والمقاومين الشرفاء الذين رفضوا الخضوع للإرادة الأمريكية والإسرائيلية ، واختاروا طريق المقاومة لتحرير الأرض ، وكل المحاولات الدولية لإدانة الكيان الغاصب في عدوانه علي الشعب الفلسطيني قد أحبطها عباس بمنتهي التفاني ، وآخرها تقرير جولد ستون ، والفساد الإداري والمالي ينخر في جنبات السلطة ، ورائحة المحسوبية والرشوة فاحت حتى وضلت لأنوف الأمريكيين فواجهوا تهديدات صريحة لعباس وزمرته بوقف الفساد في سلطته وإلا قطعوا عنه الأموال المتدفقة التي تتضخم به حسابات رجال السلطة التي يتشرف عباس برياستها ، وقائمة انجازات عباس وخدماته للكيان الصهيوني طويلة وباعتراف الصهاينة أنفسهم كان الرجل خير نصير للقضية الصهيونية ، وأفضل من راعى مصلحة وأمن المواطن الإسرائيلي .
هذا كان الضحك من موقف عباس وتصريحاته ، أما البكاء فقد كان من موقف كل من يصدق أمثال هذه الترهات والأكاذيب من الجماهير التي تنازلت عن عقلها ، وجعلته في آذانها مثل الببغاء عقله في أذنه يردد ما يسمع بلا وعي و لا عقل ، ويحسن ظناً بمن أثبت الأيام والليالي علي عمالته وخيانته لقضية بلده وأمته ، وإن كان الأتراك وغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية قد صدقت أتاتورك من قبل ودفعت ثمن ذلك التصديق من حريتها وكرامتها وهويتها ، فإن الأمة الآن مدعوة لآن تستفيد من رصيد التجربة التاريخية ولا تنخدع بأمثال هذه الشعارات الاستهلاكية التي يستحضر في الدين ودغدغة العواطف الإسلامية لتبرير العمالة والخيانة وبيع الأوطان والمقدسات ، والعرب قديماً كانت تقول عمن به داء وعيب يريد أن يبرئ نفسه ويلصقه بالغير فتقول : رمتني بدائها وانسلت ، ولكن عباس لم ينسل أبداً .