الاشبيلي
12-20-2009, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء المرسلين محمدا ( ص )
اما بعد : فقد وضع احد الاعضاء الملاحدة شبهة حول القرآن ساقها من مواقع اصدقائة برسوميات
وهي كالتالي
إذن أنت تقدم الدليل التالي: أن القرآن كتاب خال من الاختلافات، وبالتالي هو من عند الله.
الجواب:
أعتقد أن إثبات وجود اختلاف واحد هو كاف، أليس كذلك؟ إذاً إليك هذا الاختلاف:
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود
قرأ ابن كثير المكي وأبو عمرو البصري – وهما من أصحاب القراءات السبع المتواترة – "إلا امرأتَك" بالرفع "امرأتُك".. وهذا الاختلاف في القراءة أحدث تناقضاً في المعنى بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال الجمع بين القراءتين لأن كلاً منهما وصفت بشكل مختلف حدث تاريخي واحد، ولنترك الشرح للطبري في تفسيره 15/424 :
((وأما قوله:(إلا امرأتك) ، فإن عامَّة القراء من الحجاز والكوفة، وبعض أهل البصرة، قرأوا بالنصب(إلا امْرَأَتَكَ) ، بتأويل: فأسر بأهلك إلا امرأتك، وعلى أن لوطًا أمر أن يسري بأهله سوى زوجته، فإنه نهي أن يسري بها، وأمر بتخليفها مع قومها.
وقرأ ذلك بعض البصريين:(إلا امْرَأَتُكَ) ، رفعًا = بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد ، إلا امرأتك = فإن لوطًا قد أخرجها معه، وإنه نهي لوط ومن معه ممن أسرى معه أن يلتفت سوى زوجته، وأنها التفتت فهلكت لذلك.)) اهـ.
وهكذا وفقاً لقراءة النصب فإن امرأة لوط بقيت في المدينة ولم تخرج منها مع من خرج مع لوط، ولكن وفقاً لقراءة الرفع، فإن امرأة لوط قد خرجت مع لوط ولكنها التفتت فأصابها ما أصاب القوم.. هل بإمكانك حل هذا التناقض؟ هناك "خرجت" وهنا "لم تخرج".. وهذا عين التناقض والاختلاف.
ويزيد الزمخشري في تفسيره "الكشاف" من وضوح التناقض حين يصرح قائلاً: "اختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين"، أي أن الزمخشري جعل اختلاف الرواية حول ما حصل بين لوط وزوجته سبباً في نشوء الاختلاف في القراءة، يقول الزمخشري في تفسيره للآية:
فإن قلت : ما وجه قراءة من قرأ { إِلاَّ امرأتك } بالنصب؟ قلت : استثناها من قوله : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } والدليل عليه قراءة عبد الله : «فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك» . ويجوز أن ينتصب عن لا يلتفت ، على أصل الاستثناء وإن كان الفصيح هو البدل ، أعني قراءة من قرأ بالرفع ، فأبدلها عن أحد . وفي إخراجها مع أهله روايتان : روي أنه أخرجها معهم ، وأمر أن لا يلتفت منهم أحد إلا هي ، فلما سمعت هدّة العذاب التفتت وقالت : يا قوماه ، فأدركها حجر فقتلها . وروي أنه أمر بأن يخلفها مع قومها ، فإن هواها إليهم ، فلم يسر بها . واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين .))
انتهى كلامه
فرد عليه الاخ المحاور مجرّد إنسان بالتالي :
زميلي...ما استشكلته هنا لا وجه له....-وإن كان هذا خارج نطاق النقاش الذي طلبته منك إلا أن التنبيه عليه من الضرورة بمكان-....وبيان ذلك فيما يلي:
أولا: الاختلاف المقصود عند الأخوة...والمذكور في قوله تعالى : ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) هو اختلاف التضاد...لا اختلاف التنوّع....فإذا دلّت الآيات مثلاً على عددٍ من المعاني لا تضادّ بينها فلا يُقال أن مثل هذه المعاني المتعدّدة تدلّ على بطلانها....وأظنّ أن هذه القضيّة واضحة بمكان...
ويدلّ على ذلك أن ظننت وجود تضادّ في المعنى الذي تؤدّيه كلا القراءتين...أليس كذلك؟؟؟؟
القضيّة أيها الزميل أن الآية المذكورة ليست خبريّة...بل هي جملةٌ إنشائيّة....ومكمن اللبس حصل لديك من ذلك...
على القراءة الأولى: جاء الأمر من الله تعالى للوط عليه السلام أن يرحل ليلاً ويأخذ معه أهله إلا امرأته (على قراءة النصب)
على القراءة الثانية: جاء النهي من الله تعالى إلى لوطٍ ومن معه أن يلتفتوا...إلا امرأتُك (بالضمّ) فستلتفت قدراً من الله تعالى ويكون ذلك سبباً في هلاكها....
إلى هنا يوجد تنوّع في الأمر والنهي....وليس ثمّة خبرٌ أو خبران حتى يُقال بتناقضهما....
يقول الإمام الشنقيطي:
اقتباس:
السر في أمر لوط بأن يسري بأهله هو النجاة من العذاب الواقع صبحا بقوم لوط، وامرأة لوط مصيبها ذلك العذاب الذي أصاب قومها لا محالة، فنتيجة إسراء لوط بأهله لم تدخل فيها امرأته على كلا القولين، وما لا فائدة فيه كالعدم، فيستوي معنى أنه تركها ولم يسر بها أصلا، وأنه أسرى بها وهلكت مع الهالكين.
فمعنى القولين راجع إلى أنها هالكة وليس لها نفع في إسراء لوط بأهله؛ فلا فرق بين كونها بقيت معهم، أو خرجت وأصابها ما أصابهم.
فإذا كان الإسراء مع لوط لم ينجها من العذاب، فهي ومن لم يسر معه سواء
إن القدر الذي جاء به القرآن الكريم من خبر لوطٍ ومن معه -أعني بالنسبة لقضيّة الخروج من أرض العذاب والسريان-هو قوله تعالى : {فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} [7/83]، وقوله: {فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين} الآية [26/170-171]...والآن...هل تجد في القرآن ما يُثبت نجاتها حتى تقول بتناقض القرآن؟؟؟ الجواب: كلاّ
إن أخذ لوطٍ لزوجته معه -أو عدم ذلك- لم يرد صراحة في القرآن الكريم....ومثل هذا لا يثبت إلا بنصّ قرآني أو حديث صحيح...ولكن جاء الأمر بعدم أخذها على قراءة....وجاء النهي عن الالتفات في القراءة الثانية....وعليه: لم تقل الآية أن لوطاً عليه السلام أخذ أهله في قراءة و لم يأخذها في مقتضى القراءة الثانية...
بل يجوز أن يكون لوطٌ عليه السلام لم يأخذها معه ولكنها تبعته....ويجوز أيضاً أن يكون قد أخذها ثم أخبره الله تعالى أنها سوف تلتفت...
الخلاصة: لا تناقض
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء المرسلين محمدا ( ص )
اما بعد : فقد وضع احد الاعضاء الملاحدة شبهة حول القرآن ساقها من مواقع اصدقائة برسوميات
وهي كالتالي
إذن أنت تقدم الدليل التالي: أن القرآن كتاب خال من الاختلافات، وبالتالي هو من عند الله.
الجواب:
أعتقد أن إثبات وجود اختلاف واحد هو كاف، أليس كذلك؟ إذاً إليك هذا الاختلاف:
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود
قرأ ابن كثير المكي وأبو عمرو البصري – وهما من أصحاب القراءات السبع المتواترة – "إلا امرأتَك" بالرفع "امرأتُك".. وهذا الاختلاف في القراءة أحدث تناقضاً في المعنى بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال الجمع بين القراءتين لأن كلاً منهما وصفت بشكل مختلف حدث تاريخي واحد، ولنترك الشرح للطبري في تفسيره 15/424 :
((وأما قوله:(إلا امرأتك) ، فإن عامَّة القراء من الحجاز والكوفة، وبعض أهل البصرة، قرأوا بالنصب(إلا امْرَأَتَكَ) ، بتأويل: فأسر بأهلك إلا امرأتك، وعلى أن لوطًا أمر أن يسري بأهله سوى زوجته، فإنه نهي أن يسري بها، وأمر بتخليفها مع قومها.
وقرأ ذلك بعض البصريين:(إلا امْرَأَتُكَ) ، رفعًا = بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد ، إلا امرأتك = فإن لوطًا قد أخرجها معه، وإنه نهي لوط ومن معه ممن أسرى معه أن يلتفت سوى زوجته، وأنها التفتت فهلكت لذلك.)) اهـ.
وهكذا وفقاً لقراءة النصب فإن امرأة لوط بقيت في المدينة ولم تخرج منها مع من خرج مع لوط، ولكن وفقاً لقراءة الرفع، فإن امرأة لوط قد خرجت مع لوط ولكنها التفتت فأصابها ما أصاب القوم.. هل بإمكانك حل هذا التناقض؟ هناك "خرجت" وهنا "لم تخرج".. وهذا عين التناقض والاختلاف.
ويزيد الزمخشري في تفسيره "الكشاف" من وضوح التناقض حين يصرح قائلاً: "اختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين"، أي أن الزمخشري جعل اختلاف الرواية حول ما حصل بين لوط وزوجته سبباً في نشوء الاختلاف في القراءة، يقول الزمخشري في تفسيره للآية:
فإن قلت : ما وجه قراءة من قرأ { إِلاَّ امرأتك } بالنصب؟ قلت : استثناها من قوله : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } والدليل عليه قراءة عبد الله : «فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك» . ويجوز أن ينتصب عن لا يلتفت ، على أصل الاستثناء وإن كان الفصيح هو البدل ، أعني قراءة من قرأ بالرفع ، فأبدلها عن أحد . وفي إخراجها مع أهله روايتان : روي أنه أخرجها معهم ، وأمر أن لا يلتفت منهم أحد إلا هي ، فلما سمعت هدّة العذاب التفتت وقالت : يا قوماه ، فأدركها حجر فقتلها . وروي أنه أمر بأن يخلفها مع قومها ، فإن هواها إليهم ، فلم يسر بها . واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين .))
انتهى كلامه
فرد عليه الاخ المحاور مجرّد إنسان بالتالي :
زميلي...ما استشكلته هنا لا وجه له....-وإن كان هذا خارج نطاق النقاش الذي طلبته منك إلا أن التنبيه عليه من الضرورة بمكان-....وبيان ذلك فيما يلي:
أولا: الاختلاف المقصود عند الأخوة...والمذكور في قوله تعالى : ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) هو اختلاف التضاد...لا اختلاف التنوّع....فإذا دلّت الآيات مثلاً على عددٍ من المعاني لا تضادّ بينها فلا يُقال أن مثل هذه المعاني المتعدّدة تدلّ على بطلانها....وأظنّ أن هذه القضيّة واضحة بمكان...
ويدلّ على ذلك أن ظننت وجود تضادّ في المعنى الذي تؤدّيه كلا القراءتين...أليس كذلك؟؟؟؟
القضيّة أيها الزميل أن الآية المذكورة ليست خبريّة...بل هي جملةٌ إنشائيّة....ومكمن اللبس حصل لديك من ذلك...
على القراءة الأولى: جاء الأمر من الله تعالى للوط عليه السلام أن يرحل ليلاً ويأخذ معه أهله إلا امرأته (على قراءة النصب)
على القراءة الثانية: جاء النهي من الله تعالى إلى لوطٍ ومن معه أن يلتفتوا...إلا امرأتُك (بالضمّ) فستلتفت قدراً من الله تعالى ويكون ذلك سبباً في هلاكها....
إلى هنا يوجد تنوّع في الأمر والنهي....وليس ثمّة خبرٌ أو خبران حتى يُقال بتناقضهما....
يقول الإمام الشنقيطي:
اقتباس:
السر في أمر لوط بأن يسري بأهله هو النجاة من العذاب الواقع صبحا بقوم لوط، وامرأة لوط مصيبها ذلك العذاب الذي أصاب قومها لا محالة، فنتيجة إسراء لوط بأهله لم تدخل فيها امرأته على كلا القولين، وما لا فائدة فيه كالعدم، فيستوي معنى أنه تركها ولم يسر بها أصلا، وأنه أسرى بها وهلكت مع الهالكين.
فمعنى القولين راجع إلى أنها هالكة وليس لها نفع في إسراء لوط بأهله؛ فلا فرق بين كونها بقيت معهم، أو خرجت وأصابها ما أصابهم.
فإذا كان الإسراء مع لوط لم ينجها من العذاب، فهي ومن لم يسر معه سواء
إن القدر الذي جاء به القرآن الكريم من خبر لوطٍ ومن معه -أعني بالنسبة لقضيّة الخروج من أرض العذاب والسريان-هو قوله تعالى : {فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} [7/83]، وقوله: {فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين} الآية [26/170-171]...والآن...هل تجد في القرآن ما يُثبت نجاتها حتى تقول بتناقض القرآن؟؟؟ الجواب: كلاّ
إن أخذ لوطٍ لزوجته معه -أو عدم ذلك- لم يرد صراحة في القرآن الكريم....ومثل هذا لا يثبت إلا بنصّ قرآني أو حديث صحيح...ولكن جاء الأمر بعدم أخذها على قراءة....وجاء النهي عن الالتفات في القراءة الثانية....وعليه: لم تقل الآية أن لوطاً عليه السلام أخذ أهله في قراءة و لم يأخذها في مقتضى القراءة الثانية...
بل يجوز أن يكون لوطٌ عليه السلام لم يأخذها معه ولكنها تبعته....ويجوز أيضاً أن يكون قد أخذها ثم أخبره الله تعالى أنها سوف تلتفت...
الخلاصة: لا تناقض