المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة مقتل امرأة لوط عليه السلام



الاشبيلي
12-20-2009, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم الانبياء المرسلين محمدا ( ص )

اما بعد : فقد وضع احد الاعضاء الملاحدة شبهة حول القرآن ساقها من مواقع اصدقائة برسوميات

وهي كالتالي

إذن أنت تقدم الدليل التالي: أن القرآن كتاب خال من الاختلافات، وبالتالي هو من عند الله.
الجواب:
أعتقد أن إثبات وجود اختلاف واحد هو كاف، أليس كذلك؟ إذاً إليك هذا الاختلاف:
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود
قرأ ابن كثير المكي وأبو عمرو البصري – وهما من أصحاب القراءات السبع المتواترة – "إلا امرأتَك" بالرفع "امرأتُك".. وهذا الاختلاف في القراءة أحدث تناقضاً في المعنى بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال الجمع بين القراءتين لأن كلاً منهما وصفت بشكل مختلف حدث تاريخي واحد، ولنترك الشرح للطبري في تفسيره 15/424 :
((وأما قوله:(إلا امرأتك) ، فإن عامَّة القراء من الحجاز والكوفة، وبعض أهل البصرة، قرأوا بالنصب(إلا امْرَأَتَكَ) ، بتأويل: فأسر بأهلك إلا امرأتك، وعلى أن لوطًا أمر أن يسري بأهله سوى زوجته، فإنه نهي أن يسري بها، وأمر بتخليفها مع قومها.
وقرأ ذلك بعض البصريين:(إلا امْرَأَتُكَ) ، رفعًا = بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد ، إلا امرأتك = فإن لوطًا قد أخرجها معه، وإنه نهي لوط ومن معه ممن أسرى معه أن يلتفت سوى زوجته، وأنها التفتت فهلكت لذلك.)) اهـ.

وهكذا وفقاً لقراءة النصب فإن امرأة لوط بقيت في المدينة ولم تخرج منها مع من خرج مع لوط، ولكن وفقاً لقراءة الرفع، فإن امرأة لوط قد خرجت مع لوط ولكنها التفتت فأصابها ما أصاب القوم.. هل بإمكانك حل هذا التناقض؟ هناك "خرجت" وهنا "لم تخرج".. وهذا عين التناقض والاختلاف.

ويزيد الزمخشري في تفسيره "الكشاف" من وضوح التناقض حين يصرح قائلاً: "اختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين"، أي أن الزمخشري جعل اختلاف الرواية حول ما حصل بين لوط وزوجته سبباً في نشوء الاختلاف في القراءة، يقول الزمخشري في تفسيره للآية:
فإن قلت : ما وجه قراءة من قرأ { إِلاَّ امرأتك } بالنصب؟ قلت : استثناها من قوله : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } والدليل عليه قراءة عبد الله : «فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك» . ويجوز أن ينتصب عن لا يلتفت ، على أصل الاستثناء وإن كان الفصيح هو البدل ، أعني قراءة من قرأ بالرفع ، فأبدلها عن أحد . وفي إخراجها مع أهله روايتان : روي أنه أخرجها معهم ، وأمر أن لا يلتفت منهم أحد إلا هي ، فلما سمعت هدّة العذاب التفتت وقالت : يا قوماه ، فأدركها حجر فقتلها . وروي أنه أمر بأن يخلفها مع قومها ، فإن هواها إليهم ، فلم يسر بها . واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين .))

انتهى كلامه

فرد عليه الاخ المحاور مجرّد إنسان بالتالي :


زميلي...ما استشكلته هنا لا وجه له....-وإن كان هذا خارج نطاق النقاش الذي طلبته منك إلا أن التنبيه عليه من الضرورة بمكان-....وبيان ذلك فيما يلي:


أولا: الاختلاف المقصود عند الأخوة...والمذكور في قوله تعالى : ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) هو اختلاف التضاد...لا اختلاف التنوّع....فإذا دلّت الآيات مثلاً على عددٍ من المعاني لا تضادّ بينها فلا يُقال أن مثل هذه المعاني المتعدّدة تدلّ على بطلانها....وأظنّ أن هذه القضيّة واضحة بمكان...


ويدلّ على ذلك أن ظننت وجود تضادّ في المعنى الذي تؤدّيه كلا القراءتين...أليس كذلك؟؟؟؟



القضيّة أيها الزميل أن الآية المذكورة ليست خبريّة...بل هي جملةٌ إنشائيّة....ومكمن اللبس حصل لديك من ذلك...


على القراءة الأولى: جاء الأمر من الله تعالى للوط عليه السلام أن يرحل ليلاً ويأخذ معه أهله إلا امرأته (على قراءة النصب)


على القراءة الثانية: جاء النهي من الله تعالى إلى لوطٍ ومن معه أن يلتفتوا...إلا امرأتُك (بالضمّ) فستلتفت قدراً من الله تعالى ويكون ذلك سبباً في هلاكها....



إلى هنا يوجد تنوّع في الأمر والنهي....وليس ثمّة خبرٌ أو خبران حتى يُقال بتناقضهما....


يقول الإمام الشنقيطي:
اقتباس:
السر في أمر لوط بأن يسري بأهله هو النجاة من العذاب الواقع صبحا بقوم لوط، وامرأة لوط مصيبها ذلك العذاب الذي أصاب قومها لا محالة، فنتيجة إسراء لوط بأهله لم تدخل فيها امرأته على كلا القولين، وما لا فائدة فيه كالعدم، فيستوي معنى أنه تركها ولم يسر بها أصلا، وأنه أسرى بها وهلكت مع الهالكين.
فمعنى القولين راجع إلى أنها هالكة وليس لها نفع في إسراء لوط بأهله؛ فلا فرق بين كونها بقيت معهم، أو خرجت وأصابها ما أصابهم.
فإذا كان الإسراء مع لوط لم ينجها من العذاب، فهي ومن لم يسر معه سواء

إن القدر الذي جاء به القرآن الكريم من خبر لوطٍ ومن معه -أعني بالنسبة لقضيّة الخروج من أرض العذاب والسريان-هو قوله تعالى : {فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} [7/83]، وقوله: {فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين} الآية [26/170-171]...والآن...هل تجد في القرآن ما يُثبت نجاتها حتى تقول بتناقض القرآن؟؟؟ الجواب: كلاّ


إن أخذ لوطٍ لزوجته معه -أو عدم ذلك- لم يرد صراحة في القرآن الكريم....ومثل هذا لا يثبت إلا بنصّ قرآني أو حديث صحيح...ولكن جاء الأمر بعدم أخذها على قراءة....وجاء النهي عن الالتفات في القراءة الثانية....وعليه: لم تقل الآية أن لوطاً عليه السلام أخذ أهله في قراءة و لم يأخذها في مقتضى القراءة الثانية...

بل يجوز أن يكون لوطٌ عليه السلام لم يأخذها معه ولكنها تبعته....ويجوز أيضاً أن يكون قد أخذها ثم أخبره الله تعالى أنها سوف تلتفت...


الخلاصة: لا تناقض

الاشبيلي
12-20-2009, 11:18 AM
اما ردي لهذه الشبهة وهي كالتالي :

قال تعالى ((قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود

أولا لنرى هل بقت أمرأة لوط عليه السلام مع القوم المجرمين في سدوم ام خرجت معهم من خلال آيات القرىن الكريم

قال تعالى ((كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) )) الشعراء

يقول ابن كثير حول هذه الايات

{إلا عجوزاً في الغابرين} وهي امرأته, وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت مع من بقي من قومها, وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وهود, وكذا في الحجر حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته, وأنهم لا يلتفتوا إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه

فقوله تعالى في الغابرين اي الباقين



ويقول الشوكاني في تفسيره لهذه الاية

- "إلا عجوزاً في الغابرين" هي امرأة لوط، ومعنى من الغابرين: من الباقين في العذاب



وقال جل شأنه (( إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) )) الحجر

وهذه الايات تثبت ان المقصود بقوله تعالى فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ

هم اهله فقط عدا امرأته بالنصح والامر

فالله يأمر لوط عليه السلام واهله عدا امرأته بعدم الالتفات

اما امرأته فأنها مصيبها ما اصاب القوم المجرمين في سدوم

والدليل ان الاية 65 من سورة الحجر لاتذكر امر امرأة لوط عليه السلام

بل تذكر الاية 60 من نفس السورة انها من الغابرين اي الباقين


وقال جل شأنه في سورة العنكبوت

قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)



وقال تعالى في سورة الاعراف ((فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) ))

وغيرها من الايات في سورة النمل والصافات تتحدث عنها انها كانت من الغابرين اي الباقين



بالعودة الى الاية السابقة

قال تعالى ((قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود

يقول الامام القرطبي حول هذه الاية مايلي


ولا يلتفت منكم أحد" أي لا ينظر وراءه منكم أحد؛ قال مجاهد. ابن عباس: لا يتخلف منكم أحد. علي بن عيسى لا يشتغل منكم أحد بما يخلفه من مال أو متاع. "إلا امرأتك" بالنصب؛ وهي القراءة الواضحة البينة المعنى؛ أي فأسر بأهلك إلا امرأتك. وكذا في قراءة ابن مسعود "فأسر بأهلك إلا امرأتك" فهو استثناء من الأهل. وعلى هذا لم يخرج بها معه. وقد قال الله عز وجل: "كانت من الغابرين" [الأعراف: 83] أي من الباقين. وقرأ أبو عمرو وابن كثير: "إلا امرأتك" بالرفع على البدل من "أحد". وأنكر هذه القراءة جماعة منهم أبو عبيد؛ وقال: لا يصح ذلك إلا برفع "يلتفت" ويكون نعتا؛ لأن المعنى يصير - إذا أبدلت وجزمت - أن المرأة أبيح لها الالتفات، وليس المعنى كذلك. قال النحاس: وهذا الحمل من أبي عبيد وغيره على مثل أبي عمرو مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون؛ والرفع على البدل له معنى صحيح، والتأويل له على ما حكى محمد بن الوليد عن محمد بن يزيد أن يقول الرجل لحاجبه: لا يخرج فلان؛ فلفظ النهي لفلان ومعناه للمخاطب؛ أي لا تدعه يخرج؛ ومثله قولك: لا يقم أحد إلا زيد؛ يكون معناه: انههم عن القيام إلا زيدا؛ وكذلك النهي للوط ولفظه لغيره؛ كأنه قال: انههم لا يلتفت منهم أحد إلا امرأتك فإنها تلتفت وتهلك، وأن النهي عن الالتفات لأنه كلام تام؛ أي لا يلتفت، منكم أحد إلا امرأتك فإنها تلتفت وتهلك، وأن لوطا خرج بها، ونهى من معه ممن أسرى بهم ألا يلتفت، فلم يلتفت منهم أحد سوى زوجته؛ فإنها لما سمعت هدة العذاب التفتت وقالت: واقوماه! فأدركها حجر فقتلها. "إنه مصيبها" أي من العذاب، والكناية في "إنه" ترجع إلى الأمر والشأن؛ أي فإن الأمر والشأن والقصة. "مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح" لما قالت الملائكة: "إنا مهلكو أهل هذه القرية"


يقول الامام الشنقيطي في تفسيرة اضواء البيان

{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَـٰرَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}. وقوله تعالى: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ}. قرأه جمهور القراء {إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ} بالنصب، وعليه فالأمر واضح. لأنه استثناء من الأهل، أي أسر بأهلك إلا امرأتك فلا تسر بها، واتركها في قومها فإنها هالكة معهم.
ويدل لهذا الوجه قوله فيها في مواضع. {كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ} والغابر: الباقي، أي من الباقين في الهلاك.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير {إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ} بالرفع على أنه بدل من {عَذَابَهُ أَحَدٌ} وعليه فالمعنى: أنه أمر لوطاً أن ينهي جميع أهله عن الالتفات إلا امرأته فإنه أوحى إليه أنها هالكة لا محالة، ولا فائدة في نهيها عن الالتفات لكونها من جملة الهالكين.
وعلى قراءة الجمهور فهو لم يسر بها. وظاهر قراءة أبي عمرو وابن كثير: أنه أسرى بها والتفتت فهلكت.
قال بعض العلماء: لما سمعت هدة العذاب التفتت وقالت: واقوماه. فأدركها حجر فقتلها.
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ الظاهر أن وجه الجمع بين القراءتين المذكورتين أن السر في أمر لوط بأن يسري بأهله هو النجاة من العذاب الواقع صبحاً بقوم لوط، وامرأة لوط مصيبها ذلك العذاب الذي أصاب قومها لا محالة، فنتيجة إسراء لوط بأهله لم تدخل فيها امرأته على كلا القولين، وما لا فائدة فيه كالعدم، فيستوي معنى أنه تركها ولم يسر بها أصلاً، وأنه أسرى بها وهلكت مع الهالكين.
فمعنى القولين راجع إلى أنها هالكة وليس لها نفع في إسراء لوط بأهله. فلا فرق بين كونها بقيت معهم، أو خرجت وأصابها ما أصابهم.
فإذا كان الإسراء مع لوط لم ينجها من العذاب، فهي ومن لم يسر معه سواء ـ والعلم عند الله تعالى.



وبالتالي فيكون تفسير الاية ((قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود



أن الله لم يذكر أن امرأة لوط قد خرجت معه بل ذكر انها بقت في معظم الايات بقوله ((الا عجوزا في الغابرين )) اي الباقين

فبقرأة النصب : فأن الرسل أمروا لوط بالخروج ليلا قبيل الفجر في وقت السحر هو وأهله (بناته ) عدا امرأته لاتخرج معه بل تبقى مع القوم المجرمين فيصيبها ما أصابهم

كما امروهم بأن لا يلتفتوا الى الخلف بأتجاه سدوم

أما بقرأة الرفع : فأن الرسل أمروا لوط عليه السلام بالخروج ليلا قبيل الفجر في وقت السحر هو واهله (بناته ) < لانلمس هنا ان امرأته تخرج معهم اولا > وامروهم الرسل بعدم الالتفات الى الخلف

الا أمرأتك فأنها تلتفت فيصيبها ما اصاب القوم المجرمين

هل خرجت معهم طبعا لا

ولكن التفاتها كان في سدوم حيث تلتفت الى جهة العذاب فيصيبها ما اصابها

وبالتالي نفهم مما سبق

-ان امراة لوط عليه السلام لم تخرج معهم أنها التفتت الى جهة العذاب فأصابها العذاب كما أصاب القوم المجرمين .

- انها سواء التفتت ام لم تلتفت الى جهة العذاب فهي هالكه لامحاله

- ان الامر من الرسل للوط عليه السلام كان بالخروج ويستثنى منه أمرته

- ان الامر من الرسل لسيدنا لوط عليه السلام واهله (بناته ) كان بعدم الالتفات ويستثى من هذا الامر زوجته لانها ليست من اهله لانها من القوم المجرمين وانها هالكه لامحاله بحال التفاتها او عدمه

فهي خارجه من أمر عدم الالتفات

- نفهم اخيرا انها لم تخرج معهم من خلال سياق الايات الداله على ذلك وكذلك من الاية وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) العنكبوت


كذلك من خلال الاية التالية


((فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) )) الحجر

حيث تذكر ان الامر من الله لسيدنا لوط عليه السلام ان يسري بأهله (ابنتيه ) في الليل ولم يذكر امرأته انه اخذها معه

فهي غبرت مع الغابرين بقت مع القوم المجرمين

كذلك نفهم ان الامر بعدم الالتفات لا يختص بها ولا تدخل من ضمنه بل هي هالكه مع من هلك سواء التفتت او لم تلتفت بالرغم من اشارة قرأة الرفع لللاية 81 سورة هود الى التفاتها وهي في سدوم وهلاكها مع قومها


والقرأتين لاتشيران الى خروجها مع لوط

بل قرأة تشير الى انها لم تخرج معهم مع هلاكها مع قومها وان لوط امر بعدم اصطحابها معه



والقرأة الاخرى تشير الى التفاتها وهلاكها مع قومها ولا تشير الى انها خرجت مع لوط وان الامر بالالتفات الذي اخبره الرسل لوط لايشملها



وبالتالي فهي بقت والتفتت الى جهت العذاب وهلكت مع قومها


الاستنتاج : لايوجد تناقض بين القرأتين بل توافق بينهما مما ادى الى تفسير دقيق واشمل للحادثة

فالاولى تفسر انها لم تخرج مع لوط عليه السلام

والثانية تفسر سبب هلاكها

وكلا القرأتين مع بقيت الايات تبين اخيرا انها هلكت مع قومها


واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

اخت مسلمة
12-21-2009, 02:42 AM
جزاكم الله خيرا وأعانكم على كل مايحبه الله ويرضاه
بارك الله فيكم اخوتي جميعا

تحياتي للموحدين