ماكـولا
12-23-2009, 04:46 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته الى يوم الدين
نعم قد وصلتني تلكم الرسائل , ولا اخفي اني لا استطيع مجاراتها الا بقول ما اعرفه من كتاب الله وما عليه اهل العلم , ولا يعنني التصنيف , فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " من ارتضى رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى الناس" الحديث ... فرضى الناس غاية لا تنال , فما بالك اذا كانت مداهنة على حساب الدين !
وكذلك الانصاف , فهو عزيز فمن عزته انه لن ينصفك احد , فبالتوكل على الله الاحد الفرد الصمد فانه لن يضيع العمل ,
الى صاحب الرسائل ...
لا مشكلة ان شاء الله في كثرة الرد وحجمه المهم هو قيمة النص وما يحويه وكم من كتاب يا زميلي هو ضخم ورده يكون في سطر او صفحة وكم من اسم له هالة اعلامية ورونق لاسمه مثل " القول المبين في المش عارف مين "
وليس فيه الا بضع النقاط التي لا تتجاوز الاصابع
فلذلك مهما بلغت الردود المهم الفائدة والقدرة على الاستنباط واظهار الحجج القوية المتنوعة , والتي لا تدور حول نفس الفكرة انما هي جواب من نواحي شتى , هكذا يكون صاحب هذا الرد متتبعا ومستهوا سواء عند اهل الحق ام الباطل فكل يحب التوسع فيما يحتاجه
امر آخر , ذلك هو ان تفسير القرآن , لابد من معرفة المفاتيح للتفسير , وليس هذا حكرا لأحد, ولكنها ضوابط له وهي مستقاة من الكتاب والسنة والاستقراء
فآيات الكتاب يفسر بعضها بعضا , ويبين بعضها بعضا ,وتارة السنة تفسر القرآن , وتبين المجمل والمقيد والمطلق والخاص , وتارة بذكر اسباب النزول ,فله حظ من ذلك على ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الا ان يُبين لك ذلك , وكذا اقوال الصحابة وغير ذلك
فارجو ان تستحضر هذا
قولك
ونقل تفسيره من الكتب المعتبره
اما هذه فلها وقتها , ولكن اريد ان اناقش اطروحتك ومن ثم نضع , ما نحتاجه
مره اخرى خيا ماكولا اسباب القناعه لرفض بعض احكام التشريع موضوع ثانوي بل حتى ثالثي ورابعي
لانه ان لم يكن هناك نص صريح وواضح في القرآن او الحديث على كفر من يرفض احكام تشريعيه
حياتيه فما راح تفيد اسباب القناعه بالرفض لان الدليل الي هو اصل التكفير وجذعه الاساسي مفقود
فما بالك بان يكون الدليل على الاستثناء موجود
اما هذا فغير صحيح , وذلك لأن هذا من اصول التوحيد ومن اصول لا اله الا الله , فمن حقوق الخالق على المخلوق ان تطيعه فيما شرع فذلك حق الخالق على المخلوق
اما قولك بأن الجواب راجع لرقم 4
4ـ تزعم أن مُراد الله ليس هو ما فهمه عامة المسلمين (ومثاله ظنك أن الله لم يحرم الخمر، أو أن الله لم يوجب الحجاب)
ولكن ممكن نستثني السبب 4 فهو سبب بيحتج فيه بعض المسلمين العلمانيه ويقولون وعن قناعه ان فيه
بعض احكام بتناسب ازمنه وما بتناسب ازمنه ثانيه ورفضهم لها اليوم –وليس رفض شرعيتها– لا يطعنهم
بالكفر لانه اولا واخيرا هم بيعترفو بشرعيتها كما سبق ووضحت اكثر من مره
وهذا الكلام غير صحيح لأسباب , ذلك أن الشريعة الآهية هي من عند الله وحده فكونك اشتثنيت او خصصت بلا مخصص فهذا عدول عن حكم الله الى غيره بلا دليل وقد ذكر الله عمن سبق " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " يونس (15)
فهذا نص في المسألة في أنهم سألوا من أٌنزل اليه القرآن محمد صلى الله عليه وسلم أن يغير حكم الله في بعض المسائل او في كلها فذكر لهم ان متبع لها وانه مأمور بتبليغ هذه الاية على اتم وجه ولا يسع احد العدول عنها , ثم ذكر ان العدول عن ذلك متوعد بالعذاب
ثم ذكر بعد آيتين " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ " يونس(17)
فهذه الاية تابعة لسياق اول الايات فمن بدل حكم الله او أعرض عنه واستبدل به زاعما المزاعم فهو داخل تحت الافتراء على الله كذبا وتكذيب آياته !
فلا ينفعه أنه مؤمن بها مع عدوله عنها , فان كان متأولا بُين له وان كان معارضا لها فحكمه كما قال الله " وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ " 8-9محمد
قال ابو جعفر " يقول تعالى ذكره:( وَالَّذِينَ كَفَرُوا ) بالله، فجحدوا توحيده( فَتَعْسًا لَهُمْ ) يقول: فخزيا لهم وشقاء وبلاء.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ ) قال: شقاء لهم.
وقوله( وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) يقول وجعل أعمالهم معمولة على غير هدى ولا استقامة، لأنها عملت في طاعة الشيطان، لا في طاعة الرحمن."
وقال " وقوله( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزلَ اللَّهُ ) يقول يعالي ذكره: هذا الذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنهم كرهوا كتابنا الذي أنزلناه إلى نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وسخطوه، فكذّبوا به، وقالوا: هو سحر مبين."
فسبب التعاسة والضلال هو الاعراض عن حكم الله او بعضه , والاية لو كانت خاصة بهؤلاء الكفار فهي عامة في الجميع اذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
وقد قال الله " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " المائدة(49)
قال أبو جعفر الطبري " "بما أنزل الله"، بحكم الله الذي أنزله إليك في كتابه.
وأما قوله:"ولا تتبع أهواءهم"، فإنه نهيٌ من الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يتّبع أهواء اليهود الذين احتكموا إليه في قتيلهم وفاجِرَيْهم، وأمرٌ منه له بلزوم العمل بكتابه الذي أنزله إليه.
وقوله:"واحذرهم أن يفتِنُوك عن بعض ما أنزل الله إليك"، يقول تعالى ذكره لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم: واحذر، يا محمد، هؤلاء اليهود الذين جاءوك محتكمين إليك "أن يفتنوك"، فيصدُّوك عن بعض ما أنزل الله إليك من حكم كتابه، فيحملوك على ترك العمل به واتّباع أهوائهم"
قلت وهذا ظاهر جدا , فان من عدل عن الشارع ففيه خصلة من خصال اليهود وهي تحريفهم وتغيرهم وتبديلهم شرع الله , واتباعهم هواهم فكل من فعل ذلك فالاية ساقطة عليه ولا تخصيص لتخصيص ذلك باليهود ! فالقرآن شريعة المسلمين , وقد ذكر الله ذلك لأهل الاسلام للاعتبار !
ثم ذكر الله في ختام الاية " فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم" أي ان الله صرفهم عن ذلك لأجل بعض ذنوبهم التي طمست بصائرهم فيا ليت شعري كيف هو الحال اذا كان بجميع ذنوبهم ! نسأل الله السلامة
وقال الله " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " يوسف (40)
فكل من نصب شرعا غير شرع الله قل او كثر فقد سمى أسماءا ما أنزل الله بها من سلطان من علمانية وديموقراطية .. الخ ثم عقب الله ان لا حكم الا حكمه وان هذا هو الدين القيم , ولكن اكثر الناس وهم المسرعون بجهلون ذلك لجهلهم ولتجاهلهم
وقال الله " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ " لقمان(21)
فكل من شرع فقد اتبع الآباء ممن سبقه من تحريف الدين وتغيره وتبديله وهو متبع للشيطان في الحقيقة لأنه هو من وعد بذلك كما في ايات سورة النساء وفي غيرها
وقد وصف الله المنافقين بقوله"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " النساء(61)
كما ان عند بعض المسلمين العلمانيين اسباب اخرى لعدم القناعه بالحكم كعدم وضوح او ظهور
علل التحريم لبعض الاحكام لهم
هذه بحسب المسألة , وبحسب حال المنكر لها , والادلة المساقة له وكيفية اقامة الحجة عليه من الكتاب والسنة والاجماع , فان عاند , واعرض الى من لم يُسبق اليه كفر بالله العظيم الذي انزل الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وقد أُصيب بسبب ذنوبه التي طمست بصره وبصيرته , عياذا بالله
فان الزعم بعدم وضوح احكام الشريعة وبعدم وجود نصوص في ذلك بعيد , والا هنالك الاجتهاد وهذا باب واسع اصله النصوص والقياس عليها
اذن ارجو منك انك تضع الدليل القرآني الي بيكفر من يرفض بعض احكام التشريع غير التعبديه
فلحد الان ما فيه دليل واحد ((برهان)) من القرآن
او الحديث بيثبت ان من يرفض بعض احكام الله التشريعيه غير التعبديه هو كافر كفر اكبر بيخرجه من الاسلام
قال جل ثناؤه:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ) [سورة التوبة: 31]
روى الترمذي في جامعه 3095 " عن عدي بن حاتم قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه " حسنه الالباني
قال ابن كثير " فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال يدخلون في هذا الذم والتوبيخ، بخلاف الرسل وأتباعهم من العلماء العاملين، فإنما يأمرون بما أمر الله به وبلغتهم إياه رسله الكرام. إنما ينهونهم عما نهاهم الله عنه وبلغتهم إياه رسله الكرام. فالرسل، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هم السفراء بين الله وبين خلقه في أداء ما حملوه من الرسالة وإبلاغ الأمانة، فقاموا بذلك أتم قيام، ونصحوا الخلق، وبلغوهم الحق."
قال القرطبي " قوله تعالى: (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) أي لا نتبعه في تحليل شئ أو تحريمه إلا فيما حلله الله تعالى.
وهو نظير قوله تعالى: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " [ التوبة: 31 ] معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لما لم يحرمه الله ولم يحله الله."
فانظر هداني الله واياك الى سبل النجاة والرشاد كيف كفر النبي صلى الله عليه وسلم اتخاذ النصارى الرهبان وقد رد عدي هذا بأنهم ما كانوا يعبدونهم فبين له النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك بأن طاعتهم في معصية الله واللجوء اليها هي بمثابة اتخاذ الارباب من دون الله وان لهم الطاعة الكاملة لفضلهم وو.. الخ , فهذا بين في الحديث والحمد لله
ولقد نقل عن الفضيل بن عياض كلاما شديدا حيث قال " لا أبالي أطعت مخلوقاً في معصية الخالق ، أو صليت لغير القبلة" !
اذ من شرع العبادات هو من شرع الاحكام فالكفر في العبودبة كالكفر في الربوبية
كما ارجوا ان تنظر هنا http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20488
قال الشنقيطي رحمه الله برحمته الواسعة " ومن هدي القرآن للتي هي أقْوَم - بيانه كل من اتبع تشريعاً غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .
فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح ، مخرج عن الملة الإسلامية . ولما قال الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم : الشاة تصبح ميتة من قتلها؟ فقال لهم : « الله قتلها » فقالوا هل : ماذبحتم بأيديكم حلال ، وما ذبحه الله بيده الكريمة تقولون إنه حرام! فأنتم إذن أحسن من الله!؟ - أنزل الله فيهم قوله تعالى : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسم الله عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشياطين لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 121 ] وحذف الفاء من قوله { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } يدل على قسم محذوف على حد قوله الخلاصة :
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جَواب ما أخرت فهو ملتزم
واقرن بفا حتماً جواباً لو جعل ... شرطاً لأن أو غيرها لم ينجعل
فهو قسم من الله جلَّ وعلا أقسم به على أن من اتبع الشيطان في تحليل الميتة أنه مشرك ، وهذا الشرك مخرج عن املة بإجماع المسلمين ، وسيوبخ الله مرتكبه يوم القيامة بقوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بني آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [ يس : 60 ] لأن طاعته في تشريعه المخالف للوحي هي عبادته ، وقال تعالى : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [ النساء : 117 ] اي ما يعبدون إلا شيطاناً ، وذلك باتباعهم تشريعه . وقال : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } [ الأنعام : 137 ] الآية ، فسماهم شركاء لأنهم أطاعوهم في معصية الله تعالى . وقال عن خليله { ياأبت لاَ تَعْبُدِ الشيطان } [ مريم : 44 ] الآية ، اي بطاعته في الكفر والمعاصي . ولما سأل عدي بن حاتم النَّبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً } [ التوبة : 31 ] الآية ، بين له أن معنى ذلك أنهم أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم . والآيات بمثل هذا كثيرة .
العجب ممن يحكم غير تشريع الله ثم يدعي الإسلام . كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } [ النساء : 60 ] ، وقال : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الكافرون } [ المائدة : 44 ] . وقال : { أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً والذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحق فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين } [ الأنعام : 114 ] .
وقال عند قوله في سورة الكهف " قوله تعالى : { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } .
قلت : والمعنى ظاهر في الاشراك في الحكم فتأمل
والمعنى : ولا يشرك الله جل وعلا أحداً في حكمه ، بل الحكم له وحده جل وعلا لا حكم لغيره ألبتة ، فالحلال ما أحله تعالى ، والحرام ما حرمه ، والدين ما شرعه . والقضاء ما قضاه . وقرأه ابن عامر من السبعة . « ولا تشرك » بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي ، اي لا تشرك يا نبي الله . أو لا تشرك أيه المخاطب أحداً في حكم الله جل وعلا ، بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم . وحكمه جل وعلا المذكور في قوله : { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } شامل لكل ما يقضيه جل وعلا . ويدخل في ذلك التشريع دخولاً أولياً .
وما تضمنه هذه الآية الكريمة من كن الحكم لله وحده لا شريك له فيه على كلتا القراءتين جاء مبيناً في آيات أخر . كقوله تعالى : { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ } [ يوسف : 40 ] وقوله تعالى : { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } [ يوسف : 67 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَمَا اختلفتم فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله } [ الشورى : 10 ] الآية ، وقوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فالحكم للَّهِ العلي الكبير } [ غافر : 12 ] ، وقوله تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ القصص : 88 ] ، وقوله تعالى : { لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة وَلَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ القصص : 70 ] ، وقوله : { أَفَحُكْمَ الجاهلية يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة : 50 ] . وقوله تعالى : { أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً } [ الأنعام : 114 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
ويفهم من هذه الآيات كقوله { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله . وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر . كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنه ذبيحة الله : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسم الله عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشياطين لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 121 ] فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم . وهذا الإشراك في الطاعة ، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى - هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بني آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعبدوني هذا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ يس : 60-61 ]
وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم : { ياأبت لاَ تَعْبُدِ الشيطان إِنَّ الشيطان كَانَ للرحمن عَصِيّاً } [ مريم : 44 ] ، وقوله تعالى : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [ النساء : 117 ] اي ما يعبدون إلا شيطاناً ، اي وذلك باتباع تشريعه . ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } [ الأنعام : 137 ] الآية .
وقد بين النَّبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما ساله عن قوله تعالى : { اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله } [ التوبة : 31 ] الآية - فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله ، وحرموا عليهم ما أخل الله فاتبعوهم في ذلك ، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أرباباً . ومن أصرح الأدلة في هذا : أن الله جل وغلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون ، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب . وذلك في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } [ النساء : 60 ] .
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور : أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم ، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته ، وأعماه عن نور الوحي مثلهم ... " النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض .
كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف ، وأنهم يلزم استواؤهما في الميراث . وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم ، وأن الطلاق ظلم للمرأة ، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان ، ونحو ذلك .
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم - كفر بخالق السموات والأرض ، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علواً كبيراً { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله } [ الشورى : 21 ] ، { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ الله لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى الله تَفْتَرُونَ } [ يونس : 59 ] ، { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب هذا حَلاَلٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ على الله الكذب إِنَّ الذين يَفْتَرُونَ على الله الكذب لاَ يُفْلِحُونَ } [ النحل : 116 ]"
وتأمل قوله هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ! فهو ظاهر فيمن يضع ويقيم الامور الحياتية الشرعية لا العرفية فأنه قد افترى على الله كذبا ! وانه لا يفلح , ولن يفلح وهو مشاهد محسوس و معروف
وقال " ومن أصرح الأدلة في هذا أن الكفار إذا أحلوا شيئاً ، يعلمون أن الله حرمه وحرموا شيئاً يعلمون أن الله أحله ، فإنهم يزدادون كفراً جديداً بذلك ، مع كفرهم الأول ، وذلك في قوله تعالى : { إِنَّمَا النسياء زِيَادَةٌ فِي الكفر } [ التوبة : 37 ] إلى قوله : { والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين } [ البقرة : 264 ] .
وعلى كل حال فلا شك أن كل من أطاع غير الله ، في تشريع مخالف لما شرعه الله ، فقد أشرك به مع الله كما يدل لذلك قوله : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } [ الأنعام : 137 ] فسماهم شركاء لما أطاعوهم في قتل الأولاد .
وقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله } [ الشورى : 21 ] فقد سمى تعالى الذين يشرعون من الدين ما لم يأذن به الله شركاء ، ومما يزيد ذلك إيضاحاً ، أن ما ذكره الله عن الشيطان يوم القيامة ، من أنه يقول للذين كانوا يشركون به في دار الدنيا ، إني كفرت بما أشركتمون من قبل ، أن ذلك الإشراك المذكور ليس فيه شيء زائد على أنه دعاهم إلى طاعته فاستجابوا له كما صرح بذلك في قوله تعالى عنه : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي } [ إبراهيم : 22 ] الآية ، وهو واضح كما ترى ."
قولك عن تكفير النوع والمعين
خيا ماكولا هالكلام ما توجهه لي بل وجهه للي بيطلقو حكم التكفير
وعشان تتبين الصوره فراح اعيد المشهد الي حصل بصوره مختصره
سامي: المسلم العلماني المعتدل هو الي بيؤدي اركان الاسلام لكنه بيرفض بعض احكام التشريع الحياتيه عن قناعه
مالك مناع: العلمانية المعتدلة بحسب محدداتك ياسامي -ومن باب أولى غيرها- هي كفر محض، وأن من اعتنقها فهو كافر من نوع كفر العناد والإباء والاستكبار.
سامي: بحسب كلامك هل انا كافر مرتد عن الاسلام خيا مالك؟
مالك مناع: انا ما قلت انك كافر ياسامي
سامي: لكن يا مالك كلامك بينطبق تماما عحالتي وهذا معناه اني كافر بالتعيين
مالك مناع: ياسامي مره ثانيه بقول لك انا ما عنيتك انت بالكفر (تكفير المعين) انا كفرت الفكره الي انت تكلمت عنها وشرحتها وكفرت الي بيعتنقها (تكفير النوع)
سامي: طيب يا مالك بس انت قلت بالحرف الواحد ان العلمانيه المعتدله بحسب محدداتي هي كفر محض وان من اعتنقها فهو كافر فهذا معناه انك بتقول اني كافر لاني بطبق الفكره الي انت كفرتها
مالك مناع: الله يهديك يا سامي للمره الثالثه انا ما كفرتك انا بس كفرت الي بيعتنق هالفكره بالعموم وهناك فرق بين اني اكفر الفكره والي بعتنقها وان اكفرك انت بالذات بشخصك
سامي: طيب ما هو انا معتنق الفكره الي انت كفرتها وكفرت معتنقها فهذا معناه اني كافر مرتد!
مالك مناع : لن تفهم ابدا اخي سامي هداك الله الفرق بين تكفير النوع وتكفير المعين
وكما تلاحظ خيا ماكولا نسير في دائرة مفرغه
لكن الي بيخليني مرتاح انه فيه تخوف كبير من اطلاق التكفير على المعين كان يقول احد مثلا ((سامي انت كافر مرتد)) وان دل هذا على شيء فعلى ان فكرت التكفير خطيره حتى بنظر من يتساهل معها فالحمد لله
هذا لا اشكال فيه , فهذا هو لب قاعدة الفرق بين النوع والعين , وانا اعذرك لأن مثل هذه المسائل لا اخفيك انها صعبة وتحتاج الى علم ودربة , وذلك ان القول بأن من يدعو غير الله او يطوف حول القبور وما شابه هو كفر مخرج عن الملة فان اتى اخر ممن يفعل ذلك وقال انت تكفرني ؟ لصح بأن يجيب بالنفي , لأن تكفير المعين أي الشخص نفسه , يحتاج الى استيفاء الشروط وانتفاء الموانع , فلا يصح ان يكفرك مالك مناع وانتم لا زلمتم في تفنيد الشبه , وازالة ما لبس عليكم , فمن انتفاء الموانع ان ينتفي الجهل وان تنتفي الشبه لدى المشتبِه , واقامة الحجة عليه وفهمه لها وكذا , فلذلك تجد الاستاذ مالك قد ذكر لك مرارا " انه لم يكفرك وهو حق , وذكر لك عدم فهمك لمسألة النوع والعين
قولك
الايات نزلت في يهود خيا ماكولا وموضوعها مختلف وهاي هي الايات بكاملها
((وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ *
وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ
ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم
بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ
عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً
مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
وكما جاء في تفسير الايه من تفسير الجامع لاحكام القرآن ((والمعنى أن الجاهلية كانوا يجعلون حكم الشريف خلاف حكم الوضيع؛ كما تقدم في غير موضع، وكانت اليهود تقيم الحدود على الضعفاء الفقراء، ولا يقيمونها على الأقوياء الأغنياء؛ فضارعوا الجاهلية في هذا الفعل.)) فالموضوع يتعلق بالاحكام القضائيه بين الافرقاء وتتعلق اساسا بالظلم في القضاء وليس الاحكام الخاصه بالحيات الفرديه والاجتماعيه
ومن تفسير مفاتيح الغيب ((أن المراد بهذه الآية أن يكون تعييراً لليهود بأنهم أهل كتاب وعلم مع أنهم يبغون حكم الجاهلية التي هي محض الجهل وصريح الهوى.))
فحتى بعصيانهم وقيامهم بهالامر خيا ماكولا ما كفرو كفر اكبر وكل الايات السابقه ما فيها تكفير لهم لانه كما قلت من قبل الكفر الاكبر موضح بصريح القول في القرآن والحديث
والجاهليه الوارده في الايه ماهي عبادت الاوثان والذبح لغير الله ولكنها الفعل الظالم بالتفريق في الحكم بين القوي والضعيف الي كان يعمله الجاهليون كما هو مفهوم من سبب النزول
لذلك فدليلك لا علاقه له بتكفير المسلم العلماني المعتدل الي بيرفض بعض احكام التشريع الحياتيه
اذكر ان احدهم قد استشكل مثل اشكالك حيث ورد
فقال رجل : إن هذا في بني إسرائيل ، فقال حذيفة : نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل ، إن كان لكم كل حلوة ولهم كل مرّة ، كلا والله لتسلكنّ طريقهم قدّ الشراك"
وهذا ظاهر في قول النبي صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قلنا اليهود والنصارى قال فمن ؟
فكلامك غير صحيح اذ قد غاب عنك ان القرآن فيه اخبار عمن سلف ووو.. الخ
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , ولفظة " من " من صيغ العموم فيفيد أن هذا غير مختص بطائفة معينة ،
فذكر الله هذه الايات تعريضا بالمسلمين أن لا يسلكوا مسلك المغضوب عليهم من تحريفهم الشرع المطهر
فلذلك تجده عمم " وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ "
من لم يحكم بما انزل الله من يهود ونصارى ومسلمين , ومعلوم ان الله انزل الشرائع كل هؤلاء فمن اعرض عن شيء من هذا فقد كفر او فسق او ظلم
روى الطبري في تفسيره " 11960 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن مسروق، وعلقمة: أنهما سألا ابن مسعود عن الرشوة، فقال: هي السحت. قالا في الحكم؟ قال: ذاك الكفر! تم تلا هذه الآية:( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [سورة المائدة: 44].
وقد ساق ابن كثير القصة في ذلك " عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه قال: أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟" فقالوا: نفضحهم ويجلدون. قال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم. فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، فقالوا صدق يا محمد، فيها آية الرجم! فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة.
وأخرجاه وهذا لفظ البخاري. وفي لفظ له: "فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟" قالوا: نسخم وجوههما ونخزيهما. قال: { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } [آل عمران:93] فجاءوا، فقالوا لرجل منهم ممن يرضون أعور: اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه، قال: ارفع يدك. فرفع، فإذا آية الرجم تلوح، قال: يا محمد، إن فيها آية الرجم، ولكنا نتكاتمه بيننا. فأمر بهما فرجما."
فهذا ظاهر في التحريف فكيف بمن حرف وعدل عن حكم الله من المسلمين , اليس أولى ان يكون له من الحكم ما حكم الله به على اليهود؟
ولذلك قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في هذا " "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه"
ونقل ابن كثير " وقوله: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } قال البراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، وأبو مجلز، وأبو رجاء العطاردي، وعكرمة، وعبيد الله بن عبد الله، والحسن البصري، وغيرهم: نزلت في أهل الكتاب -زاد الحسن البصري: وهي علينا واجبة."
وقال أيضا " { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون (45) }
وهذا أيضا مما وبخت به اليهود وقرعوا عليه، فإن عندهم في نص التوراة: أن النفس بالنفس. وهم يخالفون ذلك عمدا وعنادا، ويقيدون النضري من القرظي، ولا يقيدون القرظي من النضري، بل يعدلون إلى الدية، كما خالفوا حكم التوراة المنصوص عندهم في رجم الزاني المحصن، وعدلوا إلى ما اصطلحوا عليه من الجلد والتحميم والإشهار؛ ولهذا قال هناك: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } لأنهم جحدوا حكم الله قصدا منهم وعنادا وعمدا، وقال هاهنا: { فأولئك هم الظالمون } لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا، وتعدى بعضهم على بعض."
قال القرطبي " وهذا يختلف إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين."
اقول ضابط ذلك , ان اذا اقيم حكم الله امامه ما هو قال ؟
قلوك في آية
ياخيا ماكولا شو دخل الايه الي نزلت في المشركين وعبادتهم ما تهواه انفسهم من اصنام وحجاره من دون الله بموضوعنا؟
من تفسير القرطبي للايه ((قال ٱبن عباس والحسن وقتادة: ذلك الكافر ٱتخذ دينه ما يهواه؛ فلا يهوى شيئاً إلا ركبه. وقال عكرمة: أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه أو يستحسنه؛ فإذا ٱستحسن شيئاً وهَوِيَهُ ٱتخذه إلٰهاً. قال سعيد بن جُبير: كان أحدهم يعبد الحجر؛ فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر. وقال مقاتل: نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين، لأنه كان يعبد ما تهواه نفسه. وقال سفيان بن عيينة: إنما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة. وقيل: المعنى أفرأيت من ينقاد لهواه ومعبوده تعجيباً لذوي العقول من هذا الجهل.)) وقيل انها نزلت في ابوجهل
وفي تفسير الطبري ((اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: { أفَرأيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ } فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئاً إلا ركبه، لأنه لا يؤمن بالله، ولا يحرِّم ما حَرّمَ، ولا يحلل ما حَلَّلَ، إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به)) وقال الطبري بعد ذلك ((وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت يا محمد من اتخذ معبوده هواه، فيعبد ما هوي من شيء دون إله الحقّ الذي له الألوهة من كلّ شيء، لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره.))
فنحن خيا ماكولا لا نعبد الا الله وحده ونصدق على هذا باداء العباده له وحده فما فيه علاقه ابدا خيا بين رفض المسلم لبعض احكام التشريع الحياتيه وعبادت المشركين للاوثان!
فالايه اذن واضحه ولا يستدل فيها في موضوعنا
اقول : عدم فهمك لقاعدة ان القرآن اذا نزل بقضية معينة فهي لعموم الامة لأن القرآن هو شريعة المسلمين فما فيه من من اخبار واوامر ونواهي فالمسلمون مطالبون بذلك واقامة حكم الله في ارضه , وطبعا يستثنى ما اذا كان شرع من قبلنا مخالف لشرعنا فهو ليس شرع لنا للتبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وامره ونهيه وكمثال صغير سجود اهل يوسف ليوسف وقد جاء في شريعتن ما ينهى عن ذلك
فقوله تعالى "القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) }
قال ابو جعفر اختلف أهل التأويل في تأويل قوله( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئا إلا ركبه، لأنه لا يؤمن بالله، ولا يحرِّم ما حَرَّمَ، ولا يحلل ما حَللَ، إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به.
وقال " وقوله( وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ) يقول تعالى ذكره: وطَبَع على سمعه أن
يسمع مواعظ الله وآي كتابه، فيعتبر بها ويتدبرها، ويتفكر فيها، فيعقل ما فيها من النور والبيان والهدى.
وقوله( وَقَلْبِهِ ) يقول: وطبع أيضًا على قلبه، فلا يعقل به شيئا، ولا يعي به حقا.
وقوله( وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ) يقول: وجعل على بصره غشاوة أن يبصر به حجج الله، فيستدّل بها على وحدانيته، ويعلم بها أن لا إله غيره"
فهذا ساقط على الكافر والعاصي وكل بحسب معصيته وحاله ان كانت شهوة او شبهة او معصية قد غطت بعض الحق لا اصله
فمن اعرض عن شرع الله له من هذه الاية نصيب فقد اتخذ الهه هواه واتخذ عقله وفكره الها ومشرعا من دون الله
فقولك
فنحن خيا ماكولا لا نعبد الا الله وحده ونصدق على هذا باداء العباده له وحده فما فيه علاقه ابدا خيا بين رفض المسلم لبعض احكام التشريع الحياتيه وعبادت المشركين للاوثان!
من اتمام هذه العبودية الانقياد لشرع الله وايمان به وانه صالح لكل زمان ومكان , ومن تمام العبودية افراد الحكم لله وحده , والعلاقة بين المشركين ومن غير حكم الله علاقة ظاهرة قال الله " { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [سورة الأعراف: 33]
فتأمل كيف تدرج الله من الاسفل الى الاعلى, فأعلى شيء ان يفتري المرء على الله مالم يقله ولم يجوّزه او يحرمه ليضل الناس بغير علم
وفتأمل كيف قرن الشرك بالقول على الله بما لا يعلمه الانسان من شرعه ولا نزله ولا اجازه الله لأحد !
اشكالك في قوله تعالى " ولا يشرك في حكمه أحدا
وفي تفسير ابن كثير ((أي إنه تعالى هو الذي له الخلق والأمر، الذي لا معقب لحكمه، وليس له وزير ولا نصير، ولا شريك ولا مشير، تعالى وتقدس.))
فخيا ماكولا الله يرضى عليك ما فيه وجه انك تستدل بهالايه في موضوعنا لانها بتتكلم عن الاعتقاد بالله وموضوعنا هو عن الاحكام التشريعيه
بصراحة لا اشكال !
فابن كثير قد بين ان الله وحده هو الذي له الخلق والامر اي ان ينهى وان يأمر فقط ! ومن ضمن الاوامر الاحكام الشرعية , فما الذي اخرجها من هذه الدائرة ؟
قولك في قوله تعالى " ان الحكم الا لله امر ان لا تعبدوا الا اياه "
الايه تخاطب المشركين والحكم فيها كما وضحته الاية توضيح جلي بين هو باخلاص العباده لله وحده فلا يوجد علاقة للايه بموضوعنا خيا ماكولا الله يرضى عليك الي بيتكلم عن الاحكام التشريعيه
تفسير هذه الاية وان كان بين الا انا اقول قد ذكر الله قولا اخر " { إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين } قال ابن كثير "أي: وهو خير من فصل القضايا، وخير الفاتحين الحاكمين بين عباده."
قال الشوكاني أي : ما الحكم إلا لله في العباد ، فهو الذي خلقكم وخلق هذه الأصنام التي جعلتموها معبودة بدون حجة ولا برهان
واقول كما قال الاول فهل فيمن عدلت عن حكم الله من يستحق أن يوصف بأنه يقص الحق ، وأنه خير الفاصلين؟ غير الله ؟
يتبع ان شاء الله
نعم قد وصلتني تلكم الرسائل , ولا اخفي اني لا استطيع مجاراتها الا بقول ما اعرفه من كتاب الله وما عليه اهل العلم , ولا يعنني التصنيف , فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " من ارتضى رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى الناس" الحديث ... فرضى الناس غاية لا تنال , فما بالك اذا كانت مداهنة على حساب الدين !
وكذلك الانصاف , فهو عزيز فمن عزته انه لن ينصفك احد , فبالتوكل على الله الاحد الفرد الصمد فانه لن يضيع العمل ,
الى صاحب الرسائل ...
لا مشكلة ان شاء الله في كثرة الرد وحجمه المهم هو قيمة النص وما يحويه وكم من كتاب يا زميلي هو ضخم ورده يكون في سطر او صفحة وكم من اسم له هالة اعلامية ورونق لاسمه مثل " القول المبين في المش عارف مين "
وليس فيه الا بضع النقاط التي لا تتجاوز الاصابع
فلذلك مهما بلغت الردود المهم الفائدة والقدرة على الاستنباط واظهار الحجج القوية المتنوعة , والتي لا تدور حول نفس الفكرة انما هي جواب من نواحي شتى , هكذا يكون صاحب هذا الرد متتبعا ومستهوا سواء عند اهل الحق ام الباطل فكل يحب التوسع فيما يحتاجه
امر آخر , ذلك هو ان تفسير القرآن , لابد من معرفة المفاتيح للتفسير , وليس هذا حكرا لأحد, ولكنها ضوابط له وهي مستقاة من الكتاب والسنة والاستقراء
فآيات الكتاب يفسر بعضها بعضا , ويبين بعضها بعضا ,وتارة السنة تفسر القرآن , وتبين المجمل والمقيد والمطلق والخاص , وتارة بذكر اسباب النزول ,فله حظ من ذلك على ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الا ان يُبين لك ذلك , وكذا اقوال الصحابة وغير ذلك
فارجو ان تستحضر هذا
قولك
ونقل تفسيره من الكتب المعتبره
اما هذه فلها وقتها , ولكن اريد ان اناقش اطروحتك ومن ثم نضع , ما نحتاجه
مره اخرى خيا ماكولا اسباب القناعه لرفض بعض احكام التشريع موضوع ثانوي بل حتى ثالثي ورابعي
لانه ان لم يكن هناك نص صريح وواضح في القرآن او الحديث على كفر من يرفض احكام تشريعيه
حياتيه فما راح تفيد اسباب القناعه بالرفض لان الدليل الي هو اصل التكفير وجذعه الاساسي مفقود
فما بالك بان يكون الدليل على الاستثناء موجود
اما هذا فغير صحيح , وذلك لأن هذا من اصول التوحيد ومن اصول لا اله الا الله , فمن حقوق الخالق على المخلوق ان تطيعه فيما شرع فذلك حق الخالق على المخلوق
اما قولك بأن الجواب راجع لرقم 4
4ـ تزعم أن مُراد الله ليس هو ما فهمه عامة المسلمين (ومثاله ظنك أن الله لم يحرم الخمر، أو أن الله لم يوجب الحجاب)
ولكن ممكن نستثني السبب 4 فهو سبب بيحتج فيه بعض المسلمين العلمانيه ويقولون وعن قناعه ان فيه
بعض احكام بتناسب ازمنه وما بتناسب ازمنه ثانيه ورفضهم لها اليوم –وليس رفض شرعيتها– لا يطعنهم
بالكفر لانه اولا واخيرا هم بيعترفو بشرعيتها كما سبق ووضحت اكثر من مره
وهذا الكلام غير صحيح لأسباب , ذلك أن الشريعة الآهية هي من عند الله وحده فكونك اشتثنيت او خصصت بلا مخصص فهذا عدول عن حكم الله الى غيره بلا دليل وقد ذكر الله عمن سبق " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " يونس (15)
فهذا نص في المسألة في أنهم سألوا من أٌنزل اليه القرآن محمد صلى الله عليه وسلم أن يغير حكم الله في بعض المسائل او في كلها فذكر لهم ان متبع لها وانه مأمور بتبليغ هذه الاية على اتم وجه ولا يسع احد العدول عنها , ثم ذكر ان العدول عن ذلك متوعد بالعذاب
ثم ذكر بعد آيتين " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ " يونس(17)
فهذه الاية تابعة لسياق اول الايات فمن بدل حكم الله او أعرض عنه واستبدل به زاعما المزاعم فهو داخل تحت الافتراء على الله كذبا وتكذيب آياته !
فلا ينفعه أنه مؤمن بها مع عدوله عنها , فان كان متأولا بُين له وان كان معارضا لها فحكمه كما قال الله " وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ " 8-9محمد
قال ابو جعفر " يقول تعالى ذكره:( وَالَّذِينَ كَفَرُوا ) بالله، فجحدوا توحيده( فَتَعْسًا لَهُمْ ) يقول: فخزيا لهم وشقاء وبلاء.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ ) قال: شقاء لهم.
وقوله( وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) يقول وجعل أعمالهم معمولة على غير هدى ولا استقامة، لأنها عملت في طاعة الشيطان، لا في طاعة الرحمن."
وقال " وقوله( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزلَ اللَّهُ ) يقول يعالي ذكره: هذا الذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنهم كرهوا كتابنا الذي أنزلناه إلى نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وسخطوه، فكذّبوا به، وقالوا: هو سحر مبين."
فسبب التعاسة والضلال هو الاعراض عن حكم الله او بعضه , والاية لو كانت خاصة بهؤلاء الكفار فهي عامة في الجميع اذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
وقد قال الله " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " المائدة(49)
قال أبو جعفر الطبري " "بما أنزل الله"، بحكم الله الذي أنزله إليك في كتابه.
وأما قوله:"ولا تتبع أهواءهم"، فإنه نهيٌ من الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يتّبع أهواء اليهود الذين احتكموا إليه في قتيلهم وفاجِرَيْهم، وأمرٌ منه له بلزوم العمل بكتابه الذي أنزله إليه.
وقوله:"واحذرهم أن يفتِنُوك عن بعض ما أنزل الله إليك"، يقول تعالى ذكره لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم: واحذر، يا محمد، هؤلاء اليهود الذين جاءوك محتكمين إليك "أن يفتنوك"، فيصدُّوك عن بعض ما أنزل الله إليك من حكم كتابه، فيحملوك على ترك العمل به واتّباع أهوائهم"
قلت وهذا ظاهر جدا , فان من عدل عن الشارع ففيه خصلة من خصال اليهود وهي تحريفهم وتغيرهم وتبديلهم شرع الله , واتباعهم هواهم فكل من فعل ذلك فالاية ساقطة عليه ولا تخصيص لتخصيص ذلك باليهود ! فالقرآن شريعة المسلمين , وقد ذكر الله ذلك لأهل الاسلام للاعتبار !
ثم ذكر الله في ختام الاية " فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم" أي ان الله صرفهم عن ذلك لأجل بعض ذنوبهم التي طمست بصائرهم فيا ليت شعري كيف هو الحال اذا كان بجميع ذنوبهم ! نسأل الله السلامة
وقال الله " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " يوسف (40)
فكل من نصب شرعا غير شرع الله قل او كثر فقد سمى أسماءا ما أنزل الله بها من سلطان من علمانية وديموقراطية .. الخ ثم عقب الله ان لا حكم الا حكمه وان هذا هو الدين القيم , ولكن اكثر الناس وهم المسرعون بجهلون ذلك لجهلهم ولتجاهلهم
وقال الله " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ " لقمان(21)
فكل من شرع فقد اتبع الآباء ممن سبقه من تحريف الدين وتغيره وتبديله وهو متبع للشيطان في الحقيقة لأنه هو من وعد بذلك كما في ايات سورة النساء وفي غيرها
وقد وصف الله المنافقين بقوله"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " النساء(61)
كما ان عند بعض المسلمين العلمانيين اسباب اخرى لعدم القناعه بالحكم كعدم وضوح او ظهور
علل التحريم لبعض الاحكام لهم
هذه بحسب المسألة , وبحسب حال المنكر لها , والادلة المساقة له وكيفية اقامة الحجة عليه من الكتاب والسنة والاجماع , فان عاند , واعرض الى من لم يُسبق اليه كفر بالله العظيم الذي انزل الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وقد أُصيب بسبب ذنوبه التي طمست بصره وبصيرته , عياذا بالله
فان الزعم بعدم وضوح احكام الشريعة وبعدم وجود نصوص في ذلك بعيد , والا هنالك الاجتهاد وهذا باب واسع اصله النصوص والقياس عليها
اذن ارجو منك انك تضع الدليل القرآني الي بيكفر من يرفض بعض احكام التشريع غير التعبديه
فلحد الان ما فيه دليل واحد ((برهان)) من القرآن
او الحديث بيثبت ان من يرفض بعض احكام الله التشريعيه غير التعبديه هو كافر كفر اكبر بيخرجه من الاسلام
قال جل ثناؤه:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ) [سورة التوبة: 31]
روى الترمذي في جامعه 3095 " عن عدي بن حاتم قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه " حسنه الالباني
قال ابن كثير " فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال يدخلون في هذا الذم والتوبيخ، بخلاف الرسل وأتباعهم من العلماء العاملين، فإنما يأمرون بما أمر الله به وبلغتهم إياه رسله الكرام. إنما ينهونهم عما نهاهم الله عنه وبلغتهم إياه رسله الكرام. فالرسل، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هم السفراء بين الله وبين خلقه في أداء ما حملوه من الرسالة وإبلاغ الأمانة، فقاموا بذلك أتم قيام، ونصحوا الخلق، وبلغوهم الحق."
قال القرطبي " قوله تعالى: (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) أي لا نتبعه في تحليل شئ أو تحريمه إلا فيما حلله الله تعالى.
وهو نظير قوله تعالى: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " [ التوبة: 31 ] معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لما لم يحرمه الله ولم يحله الله."
فانظر هداني الله واياك الى سبل النجاة والرشاد كيف كفر النبي صلى الله عليه وسلم اتخاذ النصارى الرهبان وقد رد عدي هذا بأنهم ما كانوا يعبدونهم فبين له النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك بأن طاعتهم في معصية الله واللجوء اليها هي بمثابة اتخاذ الارباب من دون الله وان لهم الطاعة الكاملة لفضلهم وو.. الخ , فهذا بين في الحديث والحمد لله
ولقد نقل عن الفضيل بن عياض كلاما شديدا حيث قال " لا أبالي أطعت مخلوقاً في معصية الخالق ، أو صليت لغير القبلة" !
اذ من شرع العبادات هو من شرع الاحكام فالكفر في العبودبة كالكفر في الربوبية
كما ارجوا ان تنظر هنا http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20488
قال الشنقيطي رحمه الله برحمته الواسعة " ومن هدي القرآن للتي هي أقْوَم - بيانه كل من اتبع تشريعاً غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .
فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح ، مخرج عن الملة الإسلامية . ولما قال الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم : الشاة تصبح ميتة من قتلها؟ فقال لهم : « الله قتلها » فقالوا هل : ماذبحتم بأيديكم حلال ، وما ذبحه الله بيده الكريمة تقولون إنه حرام! فأنتم إذن أحسن من الله!؟ - أنزل الله فيهم قوله تعالى : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسم الله عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشياطين لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 121 ] وحذف الفاء من قوله { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } يدل على قسم محذوف على حد قوله الخلاصة :
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جَواب ما أخرت فهو ملتزم
واقرن بفا حتماً جواباً لو جعل ... شرطاً لأن أو غيرها لم ينجعل
فهو قسم من الله جلَّ وعلا أقسم به على أن من اتبع الشيطان في تحليل الميتة أنه مشرك ، وهذا الشرك مخرج عن املة بإجماع المسلمين ، وسيوبخ الله مرتكبه يوم القيامة بقوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بني آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [ يس : 60 ] لأن طاعته في تشريعه المخالف للوحي هي عبادته ، وقال تعالى : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [ النساء : 117 ] اي ما يعبدون إلا شيطاناً ، وذلك باتباعهم تشريعه . وقال : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } [ الأنعام : 137 ] الآية ، فسماهم شركاء لأنهم أطاعوهم في معصية الله تعالى . وقال عن خليله { ياأبت لاَ تَعْبُدِ الشيطان } [ مريم : 44 ] الآية ، اي بطاعته في الكفر والمعاصي . ولما سأل عدي بن حاتم النَّبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً } [ التوبة : 31 ] الآية ، بين له أن معنى ذلك أنهم أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم . والآيات بمثل هذا كثيرة .
العجب ممن يحكم غير تشريع الله ثم يدعي الإسلام . كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } [ النساء : 60 ] ، وقال : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الكافرون } [ المائدة : 44 ] . وقال : { أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً والذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحق فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين } [ الأنعام : 114 ] .
وقال عند قوله في سورة الكهف " قوله تعالى : { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } .
قلت : والمعنى ظاهر في الاشراك في الحكم فتأمل
والمعنى : ولا يشرك الله جل وعلا أحداً في حكمه ، بل الحكم له وحده جل وعلا لا حكم لغيره ألبتة ، فالحلال ما أحله تعالى ، والحرام ما حرمه ، والدين ما شرعه . والقضاء ما قضاه . وقرأه ابن عامر من السبعة . « ولا تشرك » بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي ، اي لا تشرك يا نبي الله . أو لا تشرك أيه المخاطب أحداً في حكم الله جل وعلا ، بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم . وحكمه جل وعلا المذكور في قوله : { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } شامل لكل ما يقضيه جل وعلا . ويدخل في ذلك التشريع دخولاً أولياً .
وما تضمنه هذه الآية الكريمة من كن الحكم لله وحده لا شريك له فيه على كلتا القراءتين جاء مبيناً في آيات أخر . كقوله تعالى : { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ } [ يوسف : 40 ] وقوله تعالى : { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } [ يوسف : 67 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَمَا اختلفتم فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله } [ الشورى : 10 ] الآية ، وقوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فالحكم للَّهِ العلي الكبير } [ غافر : 12 ] ، وقوله تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ القصص : 88 ] ، وقوله تعالى : { لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة وَلَهُ الحكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ القصص : 70 ] ، وقوله : { أَفَحُكْمَ الجاهلية يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة : 50 ] . وقوله تعالى : { أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً } [ الأنعام : 114 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
ويفهم من هذه الآيات كقوله { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله . وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر . كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنه ذبيحة الله : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسم الله عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشياطين لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 121 ] فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم . وهذا الإشراك في الطاعة ، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى - هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بني آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعبدوني هذا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ يس : 60-61 ]
وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم : { ياأبت لاَ تَعْبُدِ الشيطان إِنَّ الشيطان كَانَ للرحمن عَصِيّاً } [ مريم : 44 ] ، وقوله تعالى : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [ النساء : 117 ] اي ما يعبدون إلا شيطاناً ، اي وذلك باتباع تشريعه . ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } [ الأنعام : 137 ] الآية .
وقد بين النَّبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما ساله عن قوله تعالى : { اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله } [ التوبة : 31 ] الآية - فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله ، وحرموا عليهم ما أخل الله فاتبعوهم في ذلك ، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أرباباً . ومن أصرح الأدلة في هذا : أن الله جل وغلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون ، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب . وذلك في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } [ النساء : 60 ] .
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور : أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم ، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته ، وأعماه عن نور الوحي مثلهم ... " النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض .
كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف ، وأنهم يلزم استواؤهما في الميراث . وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم ، وأن الطلاق ظلم للمرأة ، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان ، ونحو ذلك .
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم - كفر بخالق السموات والأرض ، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علواً كبيراً { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله } [ الشورى : 21 ] ، { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ الله لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى الله تَفْتَرُونَ } [ يونس : 59 ] ، { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب هذا حَلاَلٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ على الله الكذب إِنَّ الذين يَفْتَرُونَ على الله الكذب لاَ يُفْلِحُونَ } [ النحل : 116 ]"
وتأمل قوله هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ! فهو ظاهر فيمن يضع ويقيم الامور الحياتية الشرعية لا العرفية فأنه قد افترى على الله كذبا ! وانه لا يفلح , ولن يفلح وهو مشاهد محسوس و معروف
وقال " ومن أصرح الأدلة في هذا أن الكفار إذا أحلوا شيئاً ، يعلمون أن الله حرمه وحرموا شيئاً يعلمون أن الله أحله ، فإنهم يزدادون كفراً جديداً بذلك ، مع كفرهم الأول ، وذلك في قوله تعالى : { إِنَّمَا النسياء زِيَادَةٌ فِي الكفر } [ التوبة : 37 ] إلى قوله : { والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين } [ البقرة : 264 ] .
وعلى كل حال فلا شك أن كل من أطاع غير الله ، في تشريع مخالف لما شرعه الله ، فقد أشرك به مع الله كما يدل لذلك قوله : { وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المشركين قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } [ الأنعام : 137 ] فسماهم شركاء لما أطاعوهم في قتل الأولاد .
وقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله } [ الشورى : 21 ] فقد سمى تعالى الذين يشرعون من الدين ما لم يأذن به الله شركاء ، ومما يزيد ذلك إيضاحاً ، أن ما ذكره الله عن الشيطان يوم القيامة ، من أنه يقول للذين كانوا يشركون به في دار الدنيا ، إني كفرت بما أشركتمون من قبل ، أن ذلك الإشراك المذكور ليس فيه شيء زائد على أنه دعاهم إلى طاعته فاستجابوا له كما صرح بذلك في قوله تعالى عنه : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي } [ إبراهيم : 22 ] الآية ، وهو واضح كما ترى ."
قولك عن تكفير النوع والمعين
خيا ماكولا هالكلام ما توجهه لي بل وجهه للي بيطلقو حكم التكفير
وعشان تتبين الصوره فراح اعيد المشهد الي حصل بصوره مختصره
سامي: المسلم العلماني المعتدل هو الي بيؤدي اركان الاسلام لكنه بيرفض بعض احكام التشريع الحياتيه عن قناعه
مالك مناع: العلمانية المعتدلة بحسب محدداتك ياسامي -ومن باب أولى غيرها- هي كفر محض، وأن من اعتنقها فهو كافر من نوع كفر العناد والإباء والاستكبار.
سامي: بحسب كلامك هل انا كافر مرتد عن الاسلام خيا مالك؟
مالك مناع: انا ما قلت انك كافر ياسامي
سامي: لكن يا مالك كلامك بينطبق تماما عحالتي وهذا معناه اني كافر بالتعيين
مالك مناع: ياسامي مره ثانيه بقول لك انا ما عنيتك انت بالكفر (تكفير المعين) انا كفرت الفكره الي انت تكلمت عنها وشرحتها وكفرت الي بيعتنقها (تكفير النوع)
سامي: طيب يا مالك بس انت قلت بالحرف الواحد ان العلمانيه المعتدله بحسب محدداتي هي كفر محض وان من اعتنقها فهو كافر فهذا معناه انك بتقول اني كافر لاني بطبق الفكره الي انت كفرتها
مالك مناع: الله يهديك يا سامي للمره الثالثه انا ما كفرتك انا بس كفرت الي بيعتنق هالفكره بالعموم وهناك فرق بين اني اكفر الفكره والي بعتنقها وان اكفرك انت بالذات بشخصك
سامي: طيب ما هو انا معتنق الفكره الي انت كفرتها وكفرت معتنقها فهذا معناه اني كافر مرتد!
مالك مناع : لن تفهم ابدا اخي سامي هداك الله الفرق بين تكفير النوع وتكفير المعين
وكما تلاحظ خيا ماكولا نسير في دائرة مفرغه
لكن الي بيخليني مرتاح انه فيه تخوف كبير من اطلاق التكفير على المعين كان يقول احد مثلا ((سامي انت كافر مرتد)) وان دل هذا على شيء فعلى ان فكرت التكفير خطيره حتى بنظر من يتساهل معها فالحمد لله
هذا لا اشكال فيه , فهذا هو لب قاعدة الفرق بين النوع والعين , وانا اعذرك لأن مثل هذه المسائل لا اخفيك انها صعبة وتحتاج الى علم ودربة , وذلك ان القول بأن من يدعو غير الله او يطوف حول القبور وما شابه هو كفر مخرج عن الملة فان اتى اخر ممن يفعل ذلك وقال انت تكفرني ؟ لصح بأن يجيب بالنفي , لأن تكفير المعين أي الشخص نفسه , يحتاج الى استيفاء الشروط وانتفاء الموانع , فلا يصح ان يكفرك مالك مناع وانتم لا زلمتم في تفنيد الشبه , وازالة ما لبس عليكم , فمن انتفاء الموانع ان ينتفي الجهل وان تنتفي الشبه لدى المشتبِه , واقامة الحجة عليه وفهمه لها وكذا , فلذلك تجد الاستاذ مالك قد ذكر لك مرارا " انه لم يكفرك وهو حق , وذكر لك عدم فهمك لمسألة النوع والعين
قولك
الايات نزلت في يهود خيا ماكولا وموضوعها مختلف وهاي هي الايات بكاملها
((وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ *
وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ
ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم
بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ
عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً
مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
وكما جاء في تفسير الايه من تفسير الجامع لاحكام القرآن ((والمعنى أن الجاهلية كانوا يجعلون حكم الشريف خلاف حكم الوضيع؛ كما تقدم في غير موضع، وكانت اليهود تقيم الحدود على الضعفاء الفقراء، ولا يقيمونها على الأقوياء الأغنياء؛ فضارعوا الجاهلية في هذا الفعل.)) فالموضوع يتعلق بالاحكام القضائيه بين الافرقاء وتتعلق اساسا بالظلم في القضاء وليس الاحكام الخاصه بالحيات الفرديه والاجتماعيه
ومن تفسير مفاتيح الغيب ((أن المراد بهذه الآية أن يكون تعييراً لليهود بأنهم أهل كتاب وعلم مع أنهم يبغون حكم الجاهلية التي هي محض الجهل وصريح الهوى.))
فحتى بعصيانهم وقيامهم بهالامر خيا ماكولا ما كفرو كفر اكبر وكل الايات السابقه ما فيها تكفير لهم لانه كما قلت من قبل الكفر الاكبر موضح بصريح القول في القرآن والحديث
والجاهليه الوارده في الايه ماهي عبادت الاوثان والذبح لغير الله ولكنها الفعل الظالم بالتفريق في الحكم بين القوي والضعيف الي كان يعمله الجاهليون كما هو مفهوم من سبب النزول
لذلك فدليلك لا علاقه له بتكفير المسلم العلماني المعتدل الي بيرفض بعض احكام التشريع الحياتيه
اذكر ان احدهم قد استشكل مثل اشكالك حيث ورد
فقال رجل : إن هذا في بني إسرائيل ، فقال حذيفة : نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل ، إن كان لكم كل حلوة ولهم كل مرّة ، كلا والله لتسلكنّ طريقهم قدّ الشراك"
وهذا ظاهر في قول النبي صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قلنا اليهود والنصارى قال فمن ؟
فكلامك غير صحيح اذ قد غاب عنك ان القرآن فيه اخبار عمن سلف ووو.. الخ
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , ولفظة " من " من صيغ العموم فيفيد أن هذا غير مختص بطائفة معينة ،
فذكر الله هذه الايات تعريضا بالمسلمين أن لا يسلكوا مسلك المغضوب عليهم من تحريفهم الشرع المطهر
فلذلك تجده عمم " وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ "
من لم يحكم بما انزل الله من يهود ونصارى ومسلمين , ومعلوم ان الله انزل الشرائع كل هؤلاء فمن اعرض عن شيء من هذا فقد كفر او فسق او ظلم
روى الطبري في تفسيره " 11960 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن مسروق، وعلقمة: أنهما سألا ابن مسعود عن الرشوة، فقال: هي السحت. قالا في الحكم؟ قال: ذاك الكفر! تم تلا هذه الآية:( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [سورة المائدة: 44].
وقد ساق ابن كثير القصة في ذلك " عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه قال: أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟" فقالوا: نفضحهم ويجلدون. قال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم. فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، فقالوا صدق يا محمد، فيها آية الرجم! فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة.
وأخرجاه وهذا لفظ البخاري. وفي لفظ له: "فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟" قالوا: نسخم وجوههما ونخزيهما. قال: { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } [آل عمران:93] فجاءوا، فقالوا لرجل منهم ممن يرضون أعور: اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه، قال: ارفع يدك. فرفع، فإذا آية الرجم تلوح، قال: يا محمد، إن فيها آية الرجم، ولكنا نتكاتمه بيننا. فأمر بهما فرجما."
فهذا ظاهر في التحريف فكيف بمن حرف وعدل عن حكم الله من المسلمين , اليس أولى ان يكون له من الحكم ما حكم الله به على اليهود؟
ولذلك قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في هذا " "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه"
ونقل ابن كثير " وقوله: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } قال البراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، وأبو مجلز، وأبو رجاء العطاردي، وعكرمة، وعبيد الله بن عبد الله، والحسن البصري، وغيرهم: نزلت في أهل الكتاب -زاد الحسن البصري: وهي علينا واجبة."
وقال أيضا " { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون (45) }
وهذا أيضا مما وبخت به اليهود وقرعوا عليه، فإن عندهم في نص التوراة: أن النفس بالنفس. وهم يخالفون ذلك عمدا وعنادا، ويقيدون النضري من القرظي، ولا يقيدون القرظي من النضري، بل يعدلون إلى الدية، كما خالفوا حكم التوراة المنصوص عندهم في رجم الزاني المحصن، وعدلوا إلى ما اصطلحوا عليه من الجلد والتحميم والإشهار؛ ولهذا قال هناك: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } لأنهم جحدوا حكم الله قصدا منهم وعنادا وعمدا، وقال هاهنا: { فأولئك هم الظالمون } لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا، وتعدى بعضهم على بعض."
قال القرطبي " وهذا يختلف إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين."
اقول ضابط ذلك , ان اذا اقيم حكم الله امامه ما هو قال ؟
قلوك في آية
ياخيا ماكولا شو دخل الايه الي نزلت في المشركين وعبادتهم ما تهواه انفسهم من اصنام وحجاره من دون الله بموضوعنا؟
من تفسير القرطبي للايه ((قال ٱبن عباس والحسن وقتادة: ذلك الكافر ٱتخذ دينه ما يهواه؛ فلا يهوى شيئاً إلا ركبه. وقال عكرمة: أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه أو يستحسنه؛ فإذا ٱستحسن شيئاً وهَوِيَهُ ٱتخذه إلٰهاً. قال سعيد بن جُبير: كان أحدهم يعبد الحجر؛ فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر. وقال مقاتل: نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين، لأنه كان يعبد ما تهواه نفسه. وقال سفيان بن عيينة: إنما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة. وقيل: المعنى أفرأيت من ينقاد لهواه ومعبوده تعجيباً لذوي العقول من هذا الجهل.)) وقيل انها نزلت في ابوجهل
وفي تفسير الطبري ((اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: { أفَرأيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ } فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئاً إلا ركبه، لأنه لا يؤمن بالله، ولا يحرِّم ما حَرّمَ، ولا يحلل ما حَلَّلَ، إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به)) وقال الطبري بعد ذلك ((وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت يا محمد من اتخذ معبوده هواه، فيعبد ما هوي من شيء دون إله الحقّ الذي له الألوهة من كلّ شيء، لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره.))
فنحن خيا ماكولا لا نعبد الا الله وحده ونصدق على هذا باداء العباده له وحده فما فيه علاقه ابدا خيا بين رفض المسلم لبعض احكام التشريع الحياتيه وعبادت المشركين للاوثان!
فالايه اذن واضحه ولا يستدل فيها في موضوعنا
اقول : عدم فهمك لقاعدة ان القرآن اذا نزل بقضية معينة فهي لعموم الامة لأن القرآن هو شريعة المسلمين فما فيه من من اخبار واوامر ونواهي فالمسلمون مطالبون بذلك واقامة حكم الله في ارضه , وطبعا يستثنى ما اذا كان شرع من قبلنا مخالف لشرعنا فهو ليس شرع لنا للتبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وامره ونهيه وكمثال صغير سجود اهل يوسف ليوسف وقد جاء في شريعتن ما ينهى عن ذلك
فقوله تعالى "القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) }
قال ابو جعفر اختلف أهل التأويل في تأويل قوله( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئا إلا ركبه، لأنه لا يؤمن بالله، ولا يحرِّم ما حَرَّمَ، ولا يحلل ما حَللَ، إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به.
وقال " وقوله( وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ) يقول تعالى ذكره: وطَبَع على سمعه أن
يسمع مواعظ الله وآي كتابه، فيعتبر بها ويتدبرها، ويتفكر فيها، فيعقل ما فيها من النور والبيان والهدى.
وقوله( وَقَلْبِهِ ) يقول: وطبع أيضًا على قلبه، فلا يعقل به شيئا، ولا يعي به حقا.
وقوله( وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ) يقول: وجعل على بصره غشاوة أن يبصر به حجج الله، فيستدّل بها على وحدانيته، ويعلم بها أن لا إله غيره"
فهذا ساقط على الكافر والعاصي وكل بحسب معصيته وحاله ان كانت شهوة او شبهة او معصية قد غطت بعض الحق لا اصله
فمن اعرض عن شرع الله له من هذه الاية نصيب فقد اتخذ الهه هواه واتخذ عقله وفكره الها ومشرعا من دون الله
فقولك
فنحن خيا ماكولا لا نعبد الا الله وحده ونصدق على هذا باداء العباده له وحده فما فيه علاقه ابدا خيا بين رفض المسلم لبعض احكام التشريع الحياتيه وعبادت المشركين للاوثان!
من اتمام هذه العبودية الانقياد لشرع الله وايمان به وانه صالح لكل زمان ومكان , ومن تمام العبودية افراد الحكم لله وحده , والعلاقة بين المشركين ومن غير حكم الله علاقة ظاهرة قال الله " { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [سورة الأعراف: 33]
فتأمل كيف تدرج الله من الاسفل الى الاعلى, فأعلى شيء ان يفتري المرء على الله مالم يقله ولم يجوّزه او يحرمه ليضل الناس بغير علم
وفتأمل كيف قرن الشرك بالقول على الله بما لا يعلمه الانسان من شرعه ولا نزله ولا اجازه الله لأحد !
اشكالك في قوله تعالى " ولا يشرك في حكمه أحدا
وفي تفسير ابن كثير ((أي إنه تعالى هو الذي له الخلق والأمر، الذي لا معقب لحكمه، وليس له وزير ولا نصير، ولا شريك ولا مشير، تعالى وتقدس.))
فخيا ماكولا الله يرضى عليك ما فيه وجه انك تستدل بهالايه في موضوعنا لانها بتتكلم عن الاعتقاد بالله وموضوعنا هو عن الاحكام التشريعيه
بصراحة لا اشكال !
فابن كثير قد بين ان الله وحده هو الذي له الخلق والامر اي ان ينهى وان يأمر فقط ! ومن ضمن الاوامر الاحكام الشرعية , فما الذي اخرجها من هذه الدائرة ؟
قولك في قوله تعالى " ان الحكم الا لله امر ان لا تعبدوا الا اياه "
الايه تخاطب المشركين والحكم فيها كما وضحته الاية توضيح جلي بين هو باخلاص العباده لله وحده فلا يوجد علاقة للايه بموضوعنا خيا ماكولا الله يرضى عليك الي بيتكلم عن الاحكام التشريعيه
تفسير هذه الاية وان كان بين الا انا اقول قد ذكر الله قولا اخر " { إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين } قال ابن كثير "أي: وهو خير من فصل القضايا، وخير الفاتحين الحاكمين بين عباده."
قال الشوكاني أي : ما الحكم إلا لله في العباد ، فهو الذي خلقكم وخلق هذه الأصنام التي جعلتموها معبودة بدون حجة ولا برهان
واقول كما قال الاول فهل فيمن عدلت عن حكم الله من يستحق أن يوصف بأنه يقص الحق ، وأنه خير الفاصلين؟ غير الله ؟
يتبع ان شاء الله