المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاذة العنبرية..



DirghaM
12-28-2009, 10:11 AM
السلام عليكم


ما شأن معاذة العنبرية؟:
وما شان معاذة هذه قال: أهدى إليها العام ابن عم لها أضحية. فرأيتها كئيبة حزينة مفكرة مطرقة. فقلت لها: مالك يا معاذة قالت: أنا امرأة أرملة وليس لي قيم. ولا عهد لي بتدبير لحم الأضاحي. وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه. وقد خفت أن يضيع بعض هذه الشاة. ولست أعرف وضع جميع أجزائها في أماكنها. وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا غيرها شيئاً لا منفعة فيه. ولكن المرء يعجز لا محالة. ولست أخاف من تضييع القليل إلا أنه يجر تضييع الكثير. أما القرن فالوجه فيه معروف وهو أن يجعل كالخطاف ويسمر في جذع من جذوع السقف فيعلق عليه الزبل والكيران وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانير وبنات وردان والحيات وغير ذلك. وأما المصران فإنه لأوتار المندفة. وبنا إلى ذلك أعظم الحاجة. وأما قحف الرأس واللحيان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يعرق ثم يطبخ. فما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام وللعصيدة ولغير ذلك. ثم تؤخذ تلك العظام فيوقد بها. فلم يرى الناس وقوداً قط أصفى ولا أحسن لهباً منها. وإذا كانت كذلك فهي أسرع في القدر لقلة ما يخالطها من الدخان. وأما الإهاب فالجلد نفسه حراب. وللصوف وجوه لا تدفع. وأما الفرث والبعر فحطب إذا جفف عجيب. ثم قالت: بقي الآن علينا الانتفاع بالدم.:eek: وقد علمت أن الله عز وجل لم يحرم من الدم المسفوح إلا أكله وشربه وأن له مواضع يجوز فيها ولا يمنع منها. وإن أنا لم أقع على علم ذلك حتى يوضع موضع الانتفاع به صار كية في قلبي وقدى في عيني وهمًّا لا يزال يعاودني.

فلم ألبث أن رأيتها قد تطلقت وتبسمت. فقلت: ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي في الدم. قالت: أجل ذكرت أن عندي قدوراً شامية جدداً. وقد زعموا أنه ليس شيء أدبغ ولا أزيد في قوتها من التلطيخ بالدم الحار الدسم. وقد استرحت الآن إذ وقع كل شيء موقعه! :)):
قال: ثم لقيتها بعد ستة أشهر فقلت لها: كيف كان قديد تلك الشاة؟ قالت: بأبي أنت! لم يجيء وقت القديد بعد! لنا في الشحم والألية والجنوب والعظم المعروق وغير ذلك معاش! ولكل شيء إبان!:wallbash:
فقبض صاحب الحمار والماء العذب قبضة من حصى ثم ضرب بها الأرض. ثم قال: لا تعلم أنك من المسرفين حتى تسمع أخبار الصالحين!
هل تعرفون قصة صاحب الحمار والماء العذب،، هذا الذي اكتشف أنه مسرف لما سمع قصة معاذة؟!
يحكي لنا قصّته قائلاً:
"ماء بئرنا - كما قد علمتم - ملح أجاج لا يقربه الحمار ولا تسيغه الإبل وتموت عليه النخل. والنهر منا بعيد. وفي تكلف العذب علينا مؤنة. فكنا نمزج منه للحمار فاعتل عنه وانتفض علينا من أجله. فصرنا بعد ذلك نسقيه العذب صرفاً. وكنت أنا والنعجة كثيراً ما نغتسل بالعذب مخافة أن يعتري جلودنا منه مثل ما اعترى جوف الحمار. فكان ذلك الماء العذب الصافي يذهب باطلاً. ثم انفتح لي باب من الإصلاح فعمدت إلى ذلك المتوضأ فجعلت في ناحية منه حفرة وصهرجتها وملستها حتى صارت كأنها صخرة منقورة. وصوبت إليها المسيل. فنحن الآن إذا اغتسلنا صار الماء إليها صافياً لم يخالطه شيء. والحمار أيضاً لا تقزز له منه. وليس علينا حرج في سقيه منه. وما علمنا أن كتاباً حرمه ولا سنة نهت عنه. فربحنا هذه منذ أيام وأسقطنا مؤنة عن النفس والمال مال القوم. وهذا بتوفيق الله ومنه."

من روائع البخلاء

DirghaM
01-13-2010, 05:00 AM
أسبوعين ولا رد واحد ؟؟ :13:

مستحيل.. :wallbash:

أم نسيَ الجاحظ أن يذكر في البُخلاء قصة من يبخل بالردود في المنتديات :o:

أبو ريان مراد
01-17-2010, 06:11 PM
أضحك الله سنك، بارك الله فيك أخي الفاضل