المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر



ذو المعالي
06-16-2005, 01:05 AM
ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فائدة بين فيها شيخ الإسلام رحمه الله بطلان صحة نسبة بعض القبور المنسوبة للأنبياء عليهم السلام، أو الصحابة، من أهل البيت، وغيرهم، أو من بعدهم من التابعين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ـ كما في الاختيارات للبعلي ص141ـ
فصل: قال عبد العزيز الكناني المحدث المعروف: ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، وقال غيره: وقبر إبراهيم أيضا، وذكر ابن سعد في كتاب الطبقات: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: لا نعلم قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة: قبر إسماعيل؛ فإنه تحت الميزاب بين الركن، والبيت، وقبر هود: في كثيب من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تبدو موضعه أشد الأرض حرا، وقبر نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
قال أبو العباس: والقبة التي على العباس بالمدينة يقال: فيها سبعة: العباس، والحسن، وعلي بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن علي، وجعفر بن محمد، ويقال: أن فاطمة تحت الحائط، أو قريب من ذلك، وأن رأس الحسين هناك، وأما القبور المكذوبة منها: القبر المضاف إلى أبي بن كعب في دمشق، والناس متفقون على أن أبي بن كعب مات بالمدينة النبوية، ومن قال أن بظاهر دمشق قبر أم حبيبة، وأم سلمة، أو غيرهما، من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كذب ولكن بالشام من الصحابيات امرأة يقال لها: أم سلمة بنت يزيد بن السكن فهذه توفيت بالشام فهذه قبرها محتمل، وأما قبر بلال؛ فممكن فإنه دفن بباب الصغير بدمشق، فيعلم أنه دفن هناك، وأما القطع بتعيين قبره ففيه نظر فإنه يقال: أن تلك القبور حرثت، ومنها القبر المضاف إلى أويس القرني غربي دمشق فإن أويسا لم يجئ إلى الشام وإنما ذهب إلى العراق، ومنها القبر المضاف إلى هود عليه السلام بجامع دمشق كذب باتفاق أهل العلم؛ فإن هودا لم يجئ إلى الشام بل بعث باليمن وهاجر إلى مكة فقيل: أنه مات باليمن، وقيل: أنه مات بمكة، وإنما ذلك قبر معاوية بن يزيد بن معاوية الذي تولى الخلافة مدة قصيرة ثم مات، ولم يعهد إلى أحد، وكان فيه دين وصلاح، ومنها قبر خالد بحمص يقال: أنه قبر خالد بن يزيد بن معاوية أخو معاوية هذا، ولكن لما اشتهر أنه خالد، والمشهور عند العامة أنه خالد بن الوليد، وقد اختلف في ذلك هل هو قبره أو قبر خالد بن يزيد، وذكر أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب أن خالد بن الوليد توفي بحمص وقيل: بالمدينة سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأوصى إلى عمر والله أعلم، ومنها قبر أبي مسلم الخولاني الذي بداريا اختلف فيه، ومنها قبر علي بن الحسين الذي بمصر؛ فإنه كذب قطعا فإن علي بن الحسين توفي بالمدينة بإجماع، ودفن بالبقيع، ومنها مشهد الرأس الذي بالقاهرة فإن المصنفين في مقتل الحسين اتفقوا على أن الرأس ليس بمصر، ويعلمون أن هذا كذب وأصله أنه نقل من مشهد بعسقلان، وذلك المشهد بني قبل هذا بنحو من ستين سنة، أو أواخر المائة الخامسة، وهذا بني في أثناء المائة السادسة بعد مقتل الحسين رضي الله عنه بنحو ثلثمائة عام، وقد بين كذب المشهد أبو دحية في العلم المشهور وأن الرأس دفن بالمدينة كما ذكره الزبير بن بكار، والذي صح من حمل الرأس ما ذكره البخاري في صحيحه أنه حمل إلى عبيد الله بن زياد، وجعل ينكث بالقضيب على ثناياه، وقد شهد ذلك أنس بن مالك، وفي رواية أبو برزة الأسلمي، وكلاهما كان بالعراق، وقد روي بإسناد منقطع أو مجهول، أنه حمل إلى يزيد وجعل ينكث بالقضيب على ثناياه وأن أبا برزة كان حاضرا، وأنكر هذا، وهذا كذب فإن أبا برزة لم يكن بالشام عند يزيد بل كان بالعراق، وأما بدن الحسين فبكربلاء بالاتفاق، قال أبو العباس: وقد حدثني طائفة، عن ابن دقيق العيد، وطائفة عن أبي محمد عبد الملك بن خلف الدمياطي، وطائفة عن أبي بكر محمد بن أحمد القسطلاني، وطائفة عن أبي عبد الله القرطبي، صاحب التفسير كل هؤلاء حدثني عنه من لا اتهمه، وحدثني عن بعضهم عدد كثير، كل يحدثني عمن حدثه من هؤلاء أنه كان ينكر أمر هذا المشهد، ويقول: أنه كذب، وليس فيه قبر الحسين، ولا شيء منه، والذين حدثوني عن ابن القسطلاني ذكروا عنه أنه قال: إنما فيه غيره، ومنها قبر علي رضي الله عنه الذي بباطن النجف فإن المعروف عند أهل العلم أن عليا دفن بقصر الإمارة بالكوفة، كما دفن معاوية بقصر الإمارة بالشام، ودفن عمرو بقصر الإمارة بمصر خوفا عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم، ولكن قيل: أن الذي بالنجف قبر المغيرة بن شعبة، ولم يكن أحد يذكر أنه قبر علي، ولا يقصده أحد أكثر من ثلثمائة سنة، ومنها قبر عبد الله بن عمر في الجزيرة متفقون على أن عبد الله بن عمر مات بمكة عام قتل ابن الزبير، وأوصى أن يدفن بالحل لكونه من المهاجرين فشق
ذلك عليهم؛ فدفنوه بأعلى مكة، ومنها قبر جابر الذي بظاهر حران متفقون على أن جابرا توفي بالمدينة، وهو آخر من مات من الصحابة بها، ومنها قبر نسب إلى أم كلثوم، ورقية، بالشام وقد اتفق الناس أنهما ماتا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة تحت عثمان، وهذا إنما هو سبب اشتراك الأسماء لعل شخصا يسمى باسم من ذكر توفي ودفن في موضع من المواضع المذكورة؛ فظن بعض الجهال أنه أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين و الله أعلم.