المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تزوير القرآن.. هواية دكتور الآداب! محمد العوضي / عن اكاذيب نصر ابوزيد



سالم
12-29-2009, 12:12 PM
محمد العوضي:

تزوير القرآن.. هواية دكتور الآداب!

2005 الإثنين 6 يونيو

الرأي العام الكويتية

إذا كان الأميركيون يلوثون المصاحف، فإن العرب يحرفونها!! في مؤتمر «الوسطية منهج حياة»، الذي أقامته وزارة الأوقاف علقت على ورقة الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، وكان أحد محاور بحثه «الحوار العلمي والعقلي»,,, وذكرت في المحاضرة نماذج من التطرف العلمي للعلمانيين! بعد ذكر نموذج المزور حسين أحمد أمين الذي لا أدري بأي حق ينال جوائز في معارض الكتب! الجواب سهل انه التطرف في صورة التعصب للانتماء الفكري ولو جاء على حساب العلم والعقل اللذين يتباهى بهما البعض.
النموذج الثاني الذي ضربته مثلا على قمة التطرف والغلو وعدم احترام العقل والعلم والعالم هو الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي تدور جل كتاباته حول تاريخية النصوص القرآنية، ونزع القداسة عنها ونفي الخلود والعموم عن أحكامها، وفسرها تفسيرا ماركسيا وضعيا ماديا, هذا هو التحريف الأول تحريف المعاني تحريفا شنيعا.
وقبل ان أذكر التحريف الثاني، أقول: ان أي كاتب يضيق صدرا ويعلن رفضه لمن ينقل نصوصا علمية أو أدبية أو غيرها من مصادر وكتابات الآخرين من دون ان ينوه الى هذا الحق العلمي، وتعتبر البحوث التي تقدم لنيل درجات الدكتوراه والاستاذية والترقيات العلمية، منقوصة ومعيبة، بل يتم رفضها اذا لم تنسب النصوص الى مراجعها, فماذا نقول لنصر حامد أبو زيد الذي ثارت بسبب ترقيته الى درجة الاستاذية فتنة ثقافية كانت في أوج حدتها ما بين عامي 1993 و 1995م.
ان الدكتور ابو زيد في كتابه «الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية» التافه الهزيل المليء بالمغالطات التاريخية والعلمية مع سوء الفهم وخلل المنهج,,, في كتابه هذا فضيحة علمية عجيبة، فالكتاب يريد مؤلفه ترقية عليه, ها هو الكتاب بين يدي من القطع الصغير بحجم الكف، يقع في (110) صفحات، يؤسس فيه مؤلفه التزوير لا الوسطية اذ يبني أبو زيد كتابه على وهم ان الامام الشافعي ما هو الا عميل منافق وظف علم اللغة والدين من أجل الانتصار لحكم بني أمية الطاغي، بنى كتابه على هذه الأضحوكة, والسؤال كيف يكون الإمام الشافعي عميلا لبني أمية وقد ولد بعد زوال حكم بني أمية بـ (18) عاما، فقد سقطت دولتهم عام 132 هـ وولد الامام الشافعي عام 150، هذا جهل أم تزوير؟ أرأيتم باحثا يجهل موضوع بحثه إلى هذا الحد.
ثم زور معلومة أخرى على الإمام محمد ابو زهرة حيث اقحم كلمة الأمويين في نصحه عن الشافعي ليخدع القراء فكشف عشرات الكتاب منهم محمد عمارة، ومحمد جلال,,, الخ، ثم زور نصا نسبه الى الشافعي وقوله ما لم يقل والكلام لأحد مخالفي الإمام الشافعي كشفه الدكتور رفعت عبدالمطلب في كتابه نقد كتاب ابو زيد وبعض شبهاته,,, ويستمر مسلسل الجهل والتزوير العلماني لهذا الرجل الى ان قرأت قبل سنين مع الدكتور حسنين محمود حسنين استاذ أصول الفقه في كلية الشريعة بعض مسائل أصول الفقه، وطلبت رأيه في تلاعب أبو زيد بالقواعد الفقهية وأصول الفقه، فإذا بالدكتور حسنين يقع على ما هو أخطر من التزوير على الشافعي وأبو زهرة وأبو أي أحد من بني البشر,,, اكتشف ان الدكتور أبوزيد زور الآية رقم (129) من سورة النساء التي تتحدث عن العدل بين الزوجات، من أجل ان يحقق أهواءه في ابطال حكم التعدد, انظر كتاب أبو زيد (المرأة ودوائر الخوف) ص289.
هذه وسطية أبرز رمز علمي علماني ثارت حوله معارك ساخنة، ورحم الله الامام ابا حامد الغزالي الذي يعيب على كل من ينتقد مذهبا أو فكرا لم يتمعن ويطلع عليه بروية، فيقول في كتابه «تهافت الفلاسفة» «ان رد المذهب قبل فهمه والاطلاع على كنهه رمي في عماية»,,, وها هو ابو زيد يغرق في العماية ولن يعدم هذا المدلس المزور بالمدافعين عنه ألسنا في عصر التعصب العلماني والتطرف الليبرالي؟

سالم
12-29-2009, 12:18 PM
الليبراليون من (التنوير) إلى التزوير!
محمد بن عيسى الكنعان
صحيفة (الجزيرة) ـ السبت ـ 23 / 6 / 2007

الحرية.. الإصلاح.. التنوير.. مفردات عصرية لا يخلو منها خطاب الليبراليين الموجه لجماهير الأمة في وقتنا الراهن، لاستمالتها نحو مشروعهم النهضوي الذي يبشرون به لخلاص الأمة من مأزقها الحضاري، هذا الخطاب يدفعنا إلى التوجس، ومحاولة كشف حقيقة تلك المفردات من زيفها!

فإذا كانت مفردة (الحرية) وسيلة إغراء يستخدمها الليبراليون لجذب تلك الجماهير، كون الحرية حلم كل إنسان ومطلب كل حر، ويدندنون على (الإصلاح) الذي هو جسر معلق بين الجماهير والأنظمة، محاولين عبوره من دائرة الظل إلى وضوح الرؤية، فإن مصطلح (التنوير) لدى الليبراليين له شأن آخر! فهو أقرب لطريقة (التضليل الفكري) لجماهير الأمة التي تدغدغها مثل هذه المصطلحات البراقة، سواء لجهلها بها من حيث بعدها التاريخي أو الفكري، أو لإيقاع لفظها المرتبط بالنور والخروج من الظلمة، أو لسحر بريقها الحضاري، خاصة بعد انحسار المد العلماني في المنطقة العربية.

الأمر الذي يدعو إلى محاولة كشف حقيقة (التنوير) ببعديه (التاريخي والفكري)، حتى نستبين الرشد قبل ضحى التيه، الذي يراد لنا أن ندخله من أنفاق الليبرالية، وذلك على مستويين، مستوى (المفهوم الإسلامي)، ومستوى (المفهوم الغربي) إزاء (التنوير)، ومن ثم المقارنة بين الحالتين الإسلامية والغربية.

ف(التنوير) مصطلح غربي من حيث النشأة واللفظ والمضامين، وهو: حركة فلسفية ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي، تقوم على مبدأ التحرر من السلطة الكنسية والتقاليد الدينية، من خلال الاعتداد بالعقل والاستقلال بالرأي، مع الإيمان بالأخلاق، والتنوير يعكس فترة تاريخية حرجة في مسيرة الغرب الحضارية، تعود جذورها إلى فرنسيس بيكون (1561 - 1626م)، الذي كان له السبق في رفض تدخل الدين بالمعرفة، ومن ثم استبعاده تماماً، غير أن (التنوير) ارتبط بالقرن الثامن عشر الميلادي الذي شهد صعود الفكر التنويري، حتى أن أبرز المفكرين الفلاسفة صاروا يمثلون التنوير، فعرف العالم عصر (التنوير) أو الأنوار، بمعرفتهم لرموز غربية أمثال فولتير، وروسو، وجوته، وكانت.. وغيرهم!

التنوير أو الفكر التنويري جاء ردة فعل على أفعال الكنيسة الاستبدادية وسيطرتها المطلقة (الدينية والفكرية) على حياة الناس، وتقاليدها التي كبلت حركة الفكر الإنساني وجمدت مناشط الحياة اليومية وألغت المعارف وحاربت العلوم، وذلك أن قام التنويريون برفض هيمنة الفكر الكنسي وتحرير العقل وإطلاق كل ملكاته الإبداعية واعتبار الدين علاقة روحية محدودة الإطار بين العبد وربه في دار عبادته، حتى وصل الأمر إلى رفع شعار: (لا سلطان على العقل إلا للعقل).

وبفعل المد التنويري المتصاعد تهاوت أبراج الكنيسة المنيعة، وراحت أوروبا تضع خطواتها على الدرب الحضاري بعد عصور الظلمة، فانتشر الفكر التنويري الذي راح يمجد العقل وحده، بل وتأليهه، فخرج الكفر والنظريات الالحادية وظهرت النزعة المادية، وتشكلت التيارات الفكرية وازدهر العلم ودبت الحركة الصناعية في أوصال الأمة الغربية، بهذا يكون التنوير الغربي (الوضعي) قد أقام - خلال مسيرته التاريخية - قطيعة مع الموروث الديني المسيحي، داعياً إلى رفضه، وعدم استلهام تعاليمه أو الانطلاق من أسسه الفكرية، جاعلاً العقل هو الإله والمرجعية الوحيدة.

في المقابل يبدو (التنوير) حسب المفهوم الإسلامي مغايراً تماماً، فهو الانطلاق من تعاليم (الإسلام) التي جاءت بها نصوص الوحي، سواء القرآن الكريم في معاني جليلة من أبرزها (النور)، أو أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الموصوف بالسراج المنير، لذلك فالمسلم الحق يؤمن بالتنوير الإسلامي فقط، الذي يعني النظر بعقل مؤمن في المنابع الجوهرية للإسلام وتعاليمه النقية، وأيضاً لفقه أحكامه الربانية، واستلهام إجاباتها على كل ما يستجد في واقعه، لذلك يمكن القول أن تنوير المسلم على درب الحضارة هو الجمع بين (فقهي النص والواقع)، أي الجمع بين العقل البشري (النظر) والوحي الرباني (المصدر).

أخلص إلى أنه يحق لنا أن نشكك في كل دعوى (للتنوير) ما لم تحدد مقاصدها بوضوح وترسم خطوطها بدقة بين خيارين في تقرير (التنوير)، تنوير حسب المفهوم الغربي الذي يعلن القطيعة مع الدين وحصره في دور العبادة ،وجعل (العقل) هو سيد الواقع وإله الحكم، أم تنوير مطلوب حسب المفهوم الإسلامي الذي يجعل الدين الركيزة الأساسية والمنطلق نحو الواقع بكل تعقيداته ومستجداته، وأن (الوحي) هو المرجعية، لذلك فالدعوى التي لا تحدد مقصدها في حقيقتها هي (تزوير).

سالم
12-29-2009, 12:55 PM
سؤال الكبير هنا ...


من هو هذا الرجل ولماذا منع ؟




هو الدكتور نصر حامد أبوزيد ، أحد المفكرين المعاصرين ؛ من الذين جل بضاعتهم نقل ماعند الغرب من نظريات سلطوها على دينهم المحرف فهمشوه بها ؛ فأراد بنو جلدتنا من أمثال أبوزيد تطبيقها بالمثل على خاتم الأديان . ولكن : هيهات لهم ؛ فالله حافظ دينه ، ولكن المنافقين لا يفقهون .



ترجمته : من مواليد 1/7/1943م ، طنطا – محافظة الغربية ، حاصل على دكتوراه من قسم اللغة العربية وآدابها ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، في الدراسات الإسلامية 1972 ، عين سنة 1995 أستاذًا بقسم اللغة العربية وآدابها نفس الكلية



تلقى في سنة 1975 - 1977 منحة من مؤسسة فورد (!) للدراسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، وفي سنة 1978 - 1979 منحة من مركز دراسات الشرق الأوسط ، جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية ، ومن سنة 1985 - 1989 عين في اليابان ، جامعة أوساكا للغات الأجنبية كأستاذ زائر ، أما في سنة 1195 وحتى هذه الساعة فيعمل كأستاذ زائر ( أستاذ دكتور ) في جامعة ليدن بهولندا . من مؤلفاته : " الإمام الشافعي وتأسيس الإيدلوجية الوسطية " ، " نقد الخطاب الديني " ، " البحث عن أقنعة الإرهاب " ، " التراث بين الاستخدام النفعي والقراءة العلمية " ، " إهدار السياق في تأويلات الخطاب الديني " ، " مفهوم النص " ، " التفكير في زمن التكفير " ، " إشكاليات القراءة وآليات التأويل .



رد عليه كثيرون : منهم : الأستاذ محمد جلال كشك في " قراءة في فكر التبعية " ، وعبدالصبور شاهين في " قصة أبوزيد وانحسار العلمانية في جامعة القاهرة " ، و الدكتور رفعت عبدالمطلب في " نقض كتاب نصر أبوزيد ودحض شبهاته " ، والدكتور سيد العفاني في " أعلام وأقزام " ، والدكتور محمد سالم أبوعاصي في رسالته " مقالتان في التأويل - معالم في المنهج ورصد للإنحراف " ، و الدكتور عواد العنزي في رسالته " المعاد الأخروي وشبهات العلمانيين " - لم تُطبع بعد - .. وغيرهم . ومن أفضل من رد عليه وكشف حقيقة أفكاره : الأستاذ طارق منينه في رسالته " أقطاب العلمانية في العالم العربي والإسلامي " ، ومنه ألخص الآتي لأهميته مع إضافات :




فكرته : نادى أبوزيد بإخضاع القرآن لنظرية غربية مادية تنكر الخالق وتؤول الوحي الإلهي على أنه إفراز بيئوي أسطوري ، ناتج عن المعرفي التاريخي الغارق في الأسطورة .


اسم هذه النظرية « الهرمنيوطيقا » ، و « مصطلح الهرمنيوطيقا » مصطلح قديم بدأ استعماله في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني « الكتاب المقدس » .. يشير المصطلح إلى « نظرية التفسير » ويعود قدم المصطلح للدلالة على هذا المعنى إلى عام 1654م وما زال مستمرًا حتى اليوم خاصة في الأوساط البروتستانتية . وقد اتسع مفهوم المصطلح في تطبيقاته الحديثة ، وانتقل من مجال علم اللاهوت إلى دوائر أكثر اتسـاعًا تشمل كافة العلوم الإنسانية ؛ كالتاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجى وفلسفة الجمال والنقد الأدبي والفلوكلور.



والقضية الأساسية التي تتناولها « الهرمنيوطيقا » بالدرس هي معضلة تفسير النص بشكل عام ، سواء كان هذا النص نصًا تاريخيًا ، أم نصـًا دينيًا .


من علماء « الهرمنيوطيقا » المفكر الألمانى شلير ماخر ( 1843م ) و « ويلهلم ديلش » ( 1833م – 1911 ) و « مارتن هيدجر » و « جادامر » . يقول نصر أبو زيد : « وتعد الهرمنيوطيقا الجدلية عند جادامر بعد تعديلها من خلال منظور جدلي مادي ، نقطة بدء أصيلة للنظر إلى علاقة المفسر بالنص لا في النصوص الأدبية ونظرية الأدب فحسب ، بل في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن منذ أقدم عصوره وحتى الآن » ، إشكاليات القراءة وآليات التأويل لنصر حامد أبو زيد ص49 ، وما قبلها .


يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري عن الهرمنيوطيقا : " هي مشتقة من الكلمة اليونانية "Hermeneuin" بمعني يُفسِّر أو يوضِّح - من علم اللاهوت - حيث كان يقصد بها ذلك الجزء من الدراسات اللاهوتية المعني بتأويل النصوص الدينية بطريقة خيالية ورمزية تبعد عن المعنى الحرفي المباشر، وتحاول اكتشاف المعاني الحقيقية والخفية وراء النصوص المقدسة " - كما تزعم -


( للزيادة عن الهرمنيوطيقا يُنظر : " مدخل إلى الهرمنيوطيقا : نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر " للأستاذ عادل مصطفى . وللفائدة فإن مفكري وفلاسفة الشيعة يحتفون كثيرًا بهذه الفكرة التي تخدم باطنيتهم وتأويلاتهم ! ؛ ولهم أبحاث كثيرة عنها ) .


لقد طالب أبوزيد بالتحرر من سلطـة « النصوص » وأولهـا « القرآن الكريم » الذي قال عنه : « القرآن هو النص الأول والمركزي في الثقافة »(1) . « لقد صار القرآن هو « نص » بألف ولام العهد »(2) « هو النص المهيمن والمسيطر في الثقافة »(3) « فالنص نفسه - القرآن - يؤسس ذاته دينًا وتراثًا في الوقت نفسه »(4) .



وقال مطالبًا بالتحرر من هيمنة القرآن : « وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها ، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا ، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان »(5) .


وهو نفسه ما فعلته أوروبا مع « الوحي » و « الدين » باعتبارهما إنتاج مجتمعات قديمة وبيئات ثقافية متخلفة ، وينقل « نصر أبو زيد » المعركة مع « الوحي » إلى ساحة العالم الإسلامي فيقول : « بأن النص في حقيقته وجوهره منتج ثقافي »(6) ! .


ويقول « إن القول بأن النص منتج ثقافي يكون في هذه الحالة قضية بديهية لا تحتاج إلى إثبات »(7) .


سوف نستدعى دكتورًا علمانيًا يشترك مع د. نصر في « الإلحاد المشترك » هو د. على حرب ، وفقط سندعه يعلق على موقف د. نصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ « العلمانية » في عالمنا العربي والإسلامي ، سندعه يوضح لنا هدف د. نصر حامد أبو زيد . يقول حرب : « يستهدف أبو زيد ، بالنقد والتحليل ، خطاب الوحي ، بجعله مادة لمعرفة نقدية عقلانية ، شأنه بذلك شأن أي خطاب بشرى وأي إنتاج معرفي .. مستلهمًا موقف طه حسين الذي اعتبره أبو زيد الفدائي الأول في مقاومته للنظرة التقديسية إلى النصوص الدينية »(8) .


ويعلق على كتابه « مفهوم النص » بالقول : « كان أولى به أن يسمي هذا الكتاب « نقد النص » إذ هو يتناول فيه القرآن وعلومه تناولاً تحليليًا نقديًا .. أجل إنها لجرأة بالغة أن يتعامل باحثنا مع النص القرآني بوصفه « منتجًا ثقافيًا » ، أنتجه واقع بشري تاريخي »(9) !! .


إن د. على حرب نفسه كان قد طالب بالتحرر – أيضًا - من النصوص الدينية ومن وصاية الشريعة ! وهو يحب هذه الجرأة ! و يمدح هذه الطائفة العلمانية الجريئة في نقد الوحي القرآني من أمثال أركون وأبو زيد وأدونيس وغيرهم ويعتبرهم كما ذكر في الكتاب نفسه الذي علق فيه على كلام « نصر أبو زيد » المتقدم : نقاد الوحي والشريعة « أهل التذكرة » وأنهم « ذوى البصيرة ، أي ذوى الألباب »(10) !!


إن مشروع « نصر أبو زيد » ، هو وضع التصورات الماركسية والمضامين المادية الجدلية وتفسيراتها للحياة والكون والإنسان والوحي والنبوة والغيب والعقيدة في المعنى القرآني فيصير القرآن ماركسيًا ينطق باسم ماركس وفلاسفة المادية الجدلية والهرمنيوطيقا ( نظرية تفسير مادية ) فيغير بذلك المفاهيم الرئيسة للقرآن ، ويلغي المعاني الحقيقية للسور والآيات ، ويطمس الحقائق الدينية التي رسخها القرآن وبينتها السنة .


وهو لا يفعل في معركته مع الإسلام وتاريخه وعلمائه المحدثين والقدامى إلا ما يفعله الماركسيون العرب إحياء للموقف اللينيني الذي وظف التراث في الصراع الأيديولوجي ، فلينين – كما يقول جورج طرابيشي – هو أول من دعا إلى التعاطي مع التراث بمنهج البضع والبتر من خلال مناقشاته في مطلع القرن مع الشيوعيون الروس ... فلينين .. لم يكن يهمه من التراث حقيقته التاريخية ، بل قابليته للتوظيف في الصراع الأيديولوجي »(11) .


إنه منهج الإسقاط الأيديولوجي ، الذي يستخدم القرآن للأيديولوجية المسبقة !


يقول طرابيشي [ العلماني ] : « منهج الإسقاط الأيديولوجي يتنطع أكثر من الفهم أو عدم الفهم ، فهو ينصب نفسه جراحًا يريد إخضاع التراث لعملية جراحية ليستأصل منه ما يعتقد أنه أورامه الخبيثة ، وتراءى لنا ، من وجهة نظر تاريخية ، أن قصب السبق في مداورة المنهج البضعي أو البتري يعود إلى المثقفين والباحثين الملتزمين بالرؤية الماركسية للعالم »(12) .


هذه « خبرة » طرابيشي من داخل الماركسية يقول عن نفسه : « فلقد كان لكاتب هذه السطور ، هو أيضًا طور ماركسي في تطوره الفكري »(13) ! . ولا يعنى ضبط طرابيشي هؤلاء الماركسيين متلبسين بالتلاعب بالتراث أنه معنا داخل الأسوار فهو أولا نصراني ثم ماركسي ثم أخيرًا فرويدي فاحش .


إن « القرآن » عند المستترين بالإسلام من المتلاعبين بالنصوص من فئة العلمانيين الذين اتخذت طريق الهدم من الداخل وسيلة لتهديم المجتمع الإسلامي ومقدساته الإسلامية إن « القرآن » عندهم « قالب وإناء » « فارغ » ، لاينطق بما أنزل به من عند الله على محمد – صلى الله عليه وسلم - رسول الله وخاتم النبيين وإنما ينطق بأيديولوجياتهم المسبقة ، فهم يحاولون أن يجعلوه بحسب هذه الأيديولوجيات الحديثة ناطقًا رسميًا لهم وحسب ! يقول ما يقولونه ويتكلم بما يتكلمون به ، وهو عندهم كما قال « أبو زيد » و « على حرب » ينطق بكل المذاهب والفلسفات ؛ أي أنه ليس له معنى ثابت ، فمن شاء أن يجعله وجوديًا فلا حرج ، وماركسيًا لا مانع ، صهيونيًا ما المشكلة ، وجوديًا ما الاعتراض ، عبثيًا ما الخلل ؟!


هذا هو إعجازه عندهم ، يقول د. على حرب في وقاحة متناهية : « ليس إعجازه إذًا مجرد كونه ينطوي على تشريع أو تسنين ، وإنما كونه ينفتح على كل معنى بحيث يمكن أن تتمرأى فيه كل الذوات ( ! ) وأن تُقرأ فيه مختلف العقائد والشرائع »(14) .


إذن : فأبوزيد يتهم الوحي بأنـه ليس له مصدر سماوي مقدس ، وينفي عنه صفه الفوقية – إن صح التعبير - لأنه عنده خرج من الواقع ورجع إلى الواقع وليس هناك إلا الواقع ! وهو ينص على ذلك في قوله : « فالواقع أولاً والواقع ثانيًا ، والواقع أخيرًا »(15) !! الواقع فقط !!


وهو يظن أنه بهذه الاتهامات يستطيع أن ينزع صفة الوحي الإلهي عن القرآن ، ويظن أنه قد حطم بذلك الأسطورة الدينية وكشف عن حقيقة رموزها – والرموز بزعم الماركسية هي الله – تعالى عن قوله - ، الملائكة ، الجن ، الوحي ، الغيب ، اليوم الآخر ، وما إلى ذلك - إن النص التالي له يكشف لنا عن الأدوات التي يمكنه هو وغيره استخدامها بجانب فلسفة الهرمنيوطيقا في تحليل القرآن ، يقول : « يركز « بول ريكور » اهتمامه على تفسير الرموز ، وهو يفرق بين طريقتين للتعامل مع الرموز، الأولى هي التعامل مع الرمز باعتباره نافذة نطل منها على عالم من المعنى ، والرمز في هذه الحالة وسيط شفاف عما وراءه ( ! ) هذه الطريقة يمثلها « بولتمان » في تحطيمه للأسطورة الدينية في العهد القديم والكشف عن المعاني العقلية التي تكشف عنها هذه الأساطير . وهذه الطريقة يطلق عليها « ريكور » « Dymythologizing » والطريقة الثانية يمثلها كل من « فرويد » و « ماركس » و « نيتشه » وهي التعامل مع الرمز باعتباره حقيقة زائفة لا يجب الوثوق به ، بل يجب إزالتها وصولا إلى المعنى المختبئ وراءها Dymystification إن الرمز في هذه الحالة لا يشف عن المعنى ، بل يخفيه ويطرح بدلاً منه معنى زائفًا ، ومهمة التفسير هي إزالة المعنى الزائف السطحي وصولاً إلى المعنى الصحيح . لقد شككنا فرويد في الوعي باعتباره مستوى سطحيًا يخفي وراءه اللاوعي ، وفسر كل من ماركس ونيتشه(*) الحقيقة الظاهرة باعتبارها زائفة ووضعا نسقًا من الفكر يقضى عليها ويكشف زيفها ، وإذا كان تفسير الرموز عند بولتمان أو فرويد أو نيتشه أو ماركس ينصب على الرموز بمعناها العام اللغوي والاجتماعي فإن تعريف ريكور للرمز معبرًا عنه باللغة ، ومن ثم ينصب التفسير عنده على تفسير الرموز في النصوص اللغوية ، وهذه هي غاية الهرمنيوطيقا »(16) !! .


إذن فغاية الهرمنيوطيقا - التي هي نظرية في التفسير غربية المبنى والمعنى - تحطيم الأسطورة الدينية ، والرمز لا يعنى شيئًا قط ، وإنما هو وسيط شفاف - أو حقيقة زائفة - ينم عما وراءه من موروثات لغوية بيئية معرفية تاريخية أسطورية !


ينقل « نصر أبو زيد » هذه النظرية ، ليقوم بنفس الغاية التي توصل إليها هؤلاء الملاحدة مع الكتب اليهودية والمسيحية ، وبدل أن يكتفوا بإظهار أساطير القوم ، الأساطير التي أظهرها الإسلام من قبلهم ! ، أقبل نيتشه مثلاً وأعلن « أن الله قد مات » ! وقال ماركس بأن الحياة مادة ولا إله ! وغير ذلك من خرافات وترهات الماديين الماركسيين . وبهذه الأدوات حاول « أبو زيـد » أن يتعـامل مع « القرآن » وبهـذه العيون الغربيـة التي كلما وجدت - أو قرأت أو سمعت ! – اسم الله اشمأزت منه ، اشمأزت منه قلوب الذين كفروا ، واعتبرته رمزًا لا يقول شيئًا ولا يعنى شيئًا إنما هو حقيقة زائفة أو نافدة نطل منها على معان مناقضة لحقيقتها تمامًا !


بهذه الموازين المـادية التي تنفي وجـود الله وتلغي عالم الغيب لصالح عالم الحس انتهج « نصر ابو زيد » طريقًا في تحليل القرآن وتفسيره أي بأفق الماركسية والمادية الجدلية والهرمنيوطيقا الجدلية . بهذه الموازين نظر إلى القرآن وآياته وإلى التفسير والمعاني المستنبطة منه ، ويؤكد على ذلك بقوله : « وتعد الهرمنيوطيقا الجدلية عند جادامر بعد تعديلها من خلال منظور جدلي مادي ، نقطة بدء أصلية للنظر إلى علاقة المفسر بالنص لا في النصوص الأدبية ، ونظرية الأدب فحسب ، بل في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن منذ أقدم عصوره وحتى الآن ؛ لنرى كيف اختلفت الرؤى ( ! ) ، ومدى تاثير كل عصر - من خلال ظروفه - للنص القرآني »(17) .


إنه يجعل هذه الأدوات الإلحادية هي نقطة الانطلاق لتأويلاتها ، فينزع عن القرآن مضمونة باعتبار أن مضمون القرآن أسطوري غيبي ، ويعطيه دلالات ومضامين أخرى يزعم أنها الوعي بالتاريخ والعالم والنصوص !


يقول عن وعيه الجديد إنه : « وعي ينقل الثقافة ، كما نقل المواطن من حالة إلى حالة ، ومن مرحلة « الوعي الديني الغيبي الأسطوري » إلى مرحلة « الوعي العلمي »(18) .


وهو هنا يعطي للنظرية المادية التي تنكر الله سبحانه وتعالى وترفض الوحي ، يعطيها صفة « العلمية » و « الهيمنة » على القرآن ! ويريد أن ينقل الثقافة الإسلامية والحقائق الإسلامية إلى حالة أخرى مغايرة لها تمامًا ، حالة الوعي الماركسي والفرويدي اللعين ، والذي أدى في عالم الغرب إلى فصل الإنسان عن ربه وخالقه ومبدعه في نفس الوقت الذي أنزله إلى مرتبة الحيوان [ دارون ] وحلل نفسيته بأنها حيوان أشد ولوغًا في الجنس من الحيوان .


إن هذا الوعي العلمي المتطرف في حكمه على الدين أدى إلى خلل كبير : « إن التصور الغربي للإنسان يشتمل على خلل أساسيين : الخلل الأول هو اعتبار أن الإنسان هو ذلك الحيوان الدارويني المتطور ، الذي قدمته نظرية دارون في القرن الماضي ، وما تزال تغذيه في كثير من مجالات الدراسة ، والدراسات الاجتماعية بصفة خاصة ، والخلل الثاني هو دراسة الإنسان بمعزل عن خالقه الذي أنشأه وأخرجه إلى الوجود »(19) .


وكان قد ادعى ماركس وفرويد ونيتشه وريكور وجادامر وشليرماخر وبولتمان وغيرهم كثير أن ليس للإنسان في ظل التطورات الفكرية والفلسفية الغربية الحديثة ، ليس له مرجعية خارج حدود نفسه ، أي إقامة الإنسان نفسه مرجعًا بدلاً من الله ، وراحوا ينظرون إلى الوحي الإلهي على أنه أسطورة ، ونقلها نصر حامد أبو زيد معركة ضارية مع القرآن عازلاً عنه مضمونه الحقيقي ومضيفًا إليه مضمونًا ماديًا بحتًا ، ماركسيًا في غايته ، ماديًا في نظرته ، مدعيًا أن ذلك هو التأويل الحقيقي المحترم للقرآن !! وأنه يؤمن بثوابت الإسلام !! تقول بروتوكولات حكماء صهيون : " لاحظوا أن نجاح دارون وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل ، وأن الأثر الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي ( غير اليهودي ) سيكون واضحًا لنا بكل تكيد " ! وليس هناك أوضح من ذلك التأثير غير الأخلاقي الذي جعل نصر أبو زيد يجلب تلك النظريات المادية ومضامينها الإلحادية ليغير بها معاني القرآن وحقائق القرآن وثوابت القرآن : ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .

يتبع ...

سالم
12-29-2009, 12:57 PM
تطبيقات الهرمنيوطيقا :

نأتي هنا إلى تطبيقاته لهذه الفلسفة على القرآن وإعطاؤه مضامينها المجازية التي تنكر وجود الله وتنفي ما أثبته القرآن من حقائق . فالهدف من الهرمنيوطيقا هو - حسب قوله : « أن يعاد فهم النصوص وتأويلها بنفي المفاهيم التاريخية الاجتماعية الأصلية ( ! ) وإحلال المفاهيم المعاصرة الأكثر إنسانية وتقدمًا ( ! ) ، مع ثبات مضمون النص ( ! ) . إن الألفاظ القديمة لا تزال حية مستعملة لكنها اكتسبت دلالات مجازية »(20) .


قلتُ : كيف يكون ثبات مضمون النص مع تغيير مضمون النص ؟!

وفي النص التالي يقدح في مضمون ما سماه النص ويقدح – ويسخر كذلك - في إيمان العالم الإسلامي المتمسك به – يقول : « بصورة الإله الملك بعرشه وكرسيه وصولجانه ( ! ) ومملكته وجنوده الملائكة وما زال يتمسك بالدرجة نفسها من الحرفية بالشياطين والجن والسجلات التي تدون فيها الأعمال والأخطر من ذلك تمسكه بحرفية صور العقاب والثواب(*) وعذاب القبر ونعيمه ومشاهد القيامة والسير على الصراط ... إلى آخر ذلك كله من تصورات أسطورية »(21) !! .


فهو يحذف وينفي هذا المضمون القرآني وهذه الحقائق القرآنية ويجعلها أسطورية !! وطبعًا لا يستسيغ ما سماه « ظاهرة الوحي » « ظاهرة النص » وفوقيته وثوابته التي نبذها منذ هنيهة ، فقد أنكر هذه « الحقائق » واعتبرها « مزيفة » .


الأدهى من ذلك ، هو أنه ادعى أن أساس « الوحي » ليس هو التنزيل السماوي ، وأنه ليس تبليغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الناس « وحيًا من الله » وإنما أساسه هو ما كان يعتقده العربي من إمكانية الاتصال بين البشر والجن - وقد قال بأن هذه الإمكانية أسطورية كما سيأتي بعد قليل ، بالإضافة إلى حضور وبروز ظاهرتي الشعر والكهانة في المعرفي / التاريخي عند العرب وارتباطهما بالجن : « لقد كان ارتباط ظاهرتي ( الشعر والكهانة ) بالجن في العقل العربي وما ارتبط بهما من اعتقاد العربي بإمكانية الاتصال بين البشر والجن هو الأساس الثقافي لظاهرة الوحي الديني ذاتها »(22) !!


كل ذلك عند أبو زيد ظواهر اجتماعية ، أفرزها الواقع وطورتها الكهانة والشعر والوحي ، واخترعتها مخيلة الأساطير !


الوحي عنده هو « ظاهرة » في « الثقافة » والثقافة عنده إفراز ونتائج التطورات المادية والبنى الاقتصادية والاجتماعية !


فـ « ظاهرة النص » و « ظاهرة الوحي » و « ظاهرة النبوة » و « الظاهرة الدينية » – وهى أوصاف نصر أبو زيد - نتاج البيئة ، والنبوة عنده ليست ظاهر فوقية مفارقة(23) وإنما هي فاعلية خلاقة لم تتجاوز الآفاق المعرفية للجماعة التاريخية ، وهى آفاق تحكمها طبيعة البنى الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجماعة »(24) .


فظاهرة الوحي - بحسب وصفه للوحي وزعمه عنه - لم تكن غريبة عن الرسول فهو : « كان يعانى دون شك إحساسًا طاغيًا بالإهمال والضياع »(25) ولأنه - بحسب زعم نصر أبو زيد - لم يكن يعزل نفسه عن الواقع ولا عن استخدام إمكانياته وتطويرها لصالحه وما يدعو إليه فقد كرر في النص القرآني ، الذي يبدأ بـ ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) الفعل « خلق » ليعوض عن إحساسه بالإهمال الذي لقيه من المجتمع وليختلق له ربا !!


يقول : « ولا شك أن إحساس محمد الذي تتوجه إليه هذه الرسالة - بأن ربه هو الذي خلق ، يتصاعد بذاته وبقيمته وأهميته ، ويداوي إحساس اليتم والفقر في أعماقه . ولأن محمدًا لا يعزل نفسه من الواقع وعن إنسان مجتمعه فإن النص يكرر الفعل « خلق » كاشفًا لمحمد عن تساؤلاته عن الإنسان »(26) « إن المتحدث إلى محمد بالوحي ليس غريبًا عنه »(27) ! .


فهو هنا يجعل النص من إنتاج محمد – صلى الله عيه وسلم – الذي لا يعزل نفسه عن الواقع ولذلك ، ولسبب إحساسه بالفقر واليتم ، كرر الفعل « خلق » في هذه السورة مرات ليشعر بأن له كفيلاً وعائلاً ووكيلاً .


وليس المتحدث بالوحي إلى محمد – صلى الله عيه وسلم – في فلسفة « نصر أبو زيد » المادية إلا محمد نفسه – صلى الله عيه وسلم – فالوحي ليس غريبًا عنه من هذا الوجه !


وبدلاً من معالجة هذه العزلة وهذا الإحساس باليتم والفقر بالدخول في عالم الكهانة والاتصال بالجن ، فإن محمدًا – صلى الله عيه وسلم – اتخذ وسيلة أخرى للتعبير عن نفسه فيما سمي « الوحي » هكذا يفكر نصر أبو زيد تقليدًا للملاحدة من الغربيين !


وقد طور هذا الوحي الواقع وأعاد صياغته من جديد بما يتلاءم مع ظروف النبي – صلى الله عيه وسلم – ! « إن النصوص وإن تشكلت من خلال الواقع والثقافة تستطيع بآلياتها أن تعيد بناء الواقع ولا تكتفي بمجرد تسجيله أو عكسه عكسًا آليًا مرآويًا بسيطًا »(28) . كل ذلك يتماشى مع فلسفة المادية الجدلية التي تدعى أن الواقع هو منشئ الوعي والدين والأخلاق وليس العكس ؛ وأن الوحي ما هو إلا من خيال الأنبياء ناتج عن ظروف الفقر واليتم والاضطهاد !


أخيرًا : يدعي الدكتور نصر أبو زيد أن : « اعتماد حل المشكلات على مرجعية النصوص الإسلامية من شأنه أن يؤدى إلى إهدار حق المواطن بالنسبة لغير المسلمين »(29) .


- إن فلسفة نصر أبوزيد تنتهج نهج الفكر الغربي في تطوير كل شيئ ؛ حتى عقيدة المسلمين ، وعنده أن تغيير العالم لا يتم حتى ينال التطوير عقائد المسلمين التي نزل بها الروح الأمين جبريل – عليه السلام – وحيًا قرآنيًا .


====================
الهوامش :

( 1 ) النص ، السلطة ، الحقيقة ، ص19
(2-3) مفهوم النص ، ص27
(4) النص ، السلطة ، الحقيقة ، ص16
(5) الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية ص146
(6) مفهوم النص ، ص24
(7) المرجع السابق ويقول « الأوضاع والظروف التي أنتجت النص » نقد الخطاب الديني ، ص145
(8) نقد النص لعلى حرب ، ص201
(9) نقد النص ، ص200
(10) المرجع السابق ، ص24
(11) مذبحـة التراث ، ص11 ، ولينين كان شـديـد الإنكار على اختصـار الطريق بالقفز مباشرة إلى الهدف ! وقد رفض « نظرية الهجوم » التي وضعها الزعماء الشيوعيون الألمان الذين تسببوا في انهيار أكبر وأقوى الأحزاب الشيوعية في العالم أجمع وقتذاك – 24 آذار 1921 كانت بداية النهاية ! – ومن الأحزاب الشيوعية العربية من حذا حذوهم فانهاروا كالحزب الشيوعي العراقي الذي كان له تواجد قديم في الساحة السياسية ونفوذ في أوساط الشباب جعله أقوى الأحزاب لسنوات طويلة ، إلا أنه استعجل بعض الاستعجال في أعقاب ثورة 1958م ، وباشر التصفيات الدموية ضد أعدائه فسقط ، وكرهه الناس ، وأصبح حزبًا ثانويًا ، ودفع الثمن غاليًا ، كذلك الحزب الشيوعي السوداني كان قويًا ، فورطه هشام العطا سنة 1971م ، ورفع الرايات الحمراء فجأة ، فدفع ثمنًا باهظًا أيضًا ، وأطيح برؤوسه ، انظر المسار لمحمد أحمد الراشد ، ص231 – 233
(12) مذبحة التراث ، ص 11
(13) مذبحة التراث ، ص 11
(14) نقد النص ، ص87
(15) نقد الخطاب الديني ، ص130
(*) عن نيتشه يقول د. فؤاد زكريا « ففي رأيه بين الله والإنسان في الخلق تعارضًا ، ولا بد لكي يتسع الطريق أمام قوة الإنسان أن تزاح كل العقبات من طريقه » نيتشه ، ص46 ، وانظر ، ص133 ، ويقول « فلم يكن نقد نيتشه لفكرة الألوهية لا يدع مجالاً للشك في أنه تخلى تمامًا عن هذه الفكرة » ص133
(16) إشكاليات القراءة وآليات التأويل ، ص44 ، 45
(17) إشكاليات القراءة ، ص49
(18) النص ، السلطة الحقيقة 41 قبل ذلك قليلاً قال « إن خطاب التنوير فشل في إحداث التنوير » وذلك أنه لم يحدث وعي علمي – على نمط وعي أبو زيد – بالتراث !!
( 19) حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية ، ص51
(20) نقد الخطاب الديني ، ص133
( * ) ومع ذلك زعم أنه مسلم يؤمن باليوم الآخر [ الأهرام ] 19/6/1995 ، و [ المصور ] 23/6/1995 انظر التفسير الماركسي للإسلام ، ص53
( 21) النص ، السلطة ، الحقيقة ، ص135
( 22 ) مفهوم النص ، ص2
(23 ) المرجع السابق ، ص52
( 24 ) المرجع السابق ، ص63
( 25 ) المرجع السابق ، ص67
( 26 ) المرجع السابق ، ص67
( 27)المرجع السابق ، ص67
( 28 ) المرجع السابق ، ص69
( 29 ) النص ، السلطة ، الحقيقة ، ص143 ، وانظر أيضًا التفكير في زمن التكفير ، ص153


مصدر :


http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/71.htm

سالم
12-29-2009, 12:59 PM
المحكمة أكدت كفره واستهزاءه وأنه لا ملة له



أبوزيد: القرآن نص إنساني وينحاز إلى ثقافة الصعاليك!!

الوطن:


للدكتور نصر حامد أبوزيد تاريخ قديم في إثارة ردود الافعال بسبب طبيعة الافكار التي يطرحها والتي عادة تمس ثوابت دينية فتلقى استهجاناً ورفضاً شديداً من القوى الدينية ومن الناس المحافظين بشكل عام.

وفيما يلي مجموعة من أبرز ما قاله أبوزيد في كتبه، وما قالته عنه محكمة مصرية:

- صدر حكم النقض المصري سنة 1996 بتأييد التفريق بين د.أبوزيد وزوجته.

- قضت المحكمة بارتداده وكفره وإنكاره الدين الإسلامي والتعريض بمقدساته.

- أنكر السنة النبوية وخالفها واستهزأ بأحكامها حسب المحكمة المصرية.

- استحل فعل المحرمات.

- وصف القرآن الكريم بأنه »منتج ثقافي ونص إنساني« نافياً بذلك عن القرآن الصفة الإلهية والقدسية.

- استهزأ بالقرآن الكريم مستهدفاً تجريد الإسلام من كل قيمة أو معنى.

- قال إن الوقوف عند النصوص الشرعية يتنافى مع الحضارة والتقدم.

- قال إنه في معركة تقودها قوى الخرافة والأسطورة باسم الدين.

- لم يتبرأ أبو زيد من كتبه كلها أو بعضها، وبالتالي حسب المحكمة المصرية- لا مّلة له واستتابته مستحبة وليست واجبة- وهو مرتد لإظهاره الكفر بعد الإيمان.

- قال إن النص القرآني منظومة من مجموعة من النصوص وهو يتشابه في تركيبته مع النص الدستوري.

- قال ابوزيد ان سياق مخاطبة النساء في القرآن مغاير لسياق مخاطبة الرجال، وهو انحياز من القرآن لنصوص الصعاليك.

- وصف القرآن بأنه نتاج الواقع، وأنه تشكل من خلال ثقافة شفهية.





تاريخ النشر 16/12/2009

مصدر :

http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=205&article_id=561667

ناصر التوحيد
12-29-2009, 01:13 PM
دعاة التنوير هم دعاة التضليل والتجهيل وكلهم عملاء للغرب

niels bohr
12-29-2009, 01:22 PM
دعاة التنوير هم دعاة التضليل والتجهيل وكلهم عملاء للغرب
بعضهم نعم, كلهم لا.
البعض منهم يتحدث عن جهالة حقيقية وليس عن عمالة.

ناصر التوحيد
12-29-2009, 01:35 PM
مصطلح التنوير: مفاهيمه واتجاهاته في العالم الإسلامي الحديث " نظرة تقويمية "


محاضرة أعدها وقدّمها الدكتور عبد اللطيف الشيخ توفيق الشيرازي الصباغ
أستاذ الملل والنحل والمذاهب المعاصرة بقسم الدراسات الإسلامية
بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

http://www.kantakji.com/fiqh/Files/Studies/Hmawi.doc

ساكن المدينة المنورة
12-29-2009, 06:16 PM
مثل نصر حامد أبوزيد وأصحابه تجار بضاعتهم فاسدة لا تجد لها إلا من هانت عليه نفسه وفسد عقله...
والغريب أن هناك من الجهال من يعتبره من أصحاب الرأي والفكر