ساري فرح
12-31-2009, 02:05 AM
التصدي للغزو الفكري
أيقن أعداء الإسلام منذ هزيمة الحملات الصليبية بأن الغزو العسكري لا يكفي للقضاء على الإسلام.
فقاموا بإعادة صياغة أساليبهم لتكون أكثر فعالية في تحقيق غاياتهم وأهدافهم.
تتلخص هذه الوسائل والأساليب بما يسمى بالغزو الفكري.
دوافع الغزو الفكري:
الاستيلاء على مقدرات بلاد المسلمين ومواردهم الأولية.
جعل بلاد المسلمين سوقاً لاستهلاك بضائع العالم ”الأول“.
إخماد ومنع أي محاولة للوقوف في وجه الحملات الاستعمارية (المباشرة وغير المباشرة) والقضاء على المقاومة بأشكالها كافة.
دوافع نفسية: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 109]
{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران : 119]
خطورة الغزو الفكري تكمن في أنه يأتي بصورة براقة وجذابة تحت شعارات التنوير والتطوير والتقدم والتحرر، مما يدفع الناس إلى الإقبال عليه بدلاً من مقاومته، بل إن منا من يروج له ويدافع عنه ويتهم كل من يقاومه بالرجعية والتخلف والظلامية.
تتلخص منهجيتهم المعتمدة في غزو فكر المسلمين بـ ”استثارة الشهوات وإثارة الشبهات“
الشهوات مرض يصيب النفس، أما الشبهات فتصيب الفكر.
إن تحصين الفكر عند المسلمين يؤدي إلى حمايتهم من الشبهات والشهوات معاً
محاور اجتياح عقول المسلمين:
التعليم: البعثات والإرساليات: جاؤوا ليسدوا فراغاً موجوداً
دس السم في الدسم: دس الإلحاد في الفيزياء والداروينية في البيولوجيا...
التنصير: "دعوا عنكم هذا الدين الذي يثقلكم بأعباء التكاليف والتشريعات... دعوا عنكم دين السيف والتزمُّت، وتعالوا إلى دين المحبة والانفتاح!"
الإعلام والإعلان: (الغربي والعربي)
استثارة الشهوات والترويج للإباحية
تشويه صورة الإسلام والطعن في مصادره وشخصياته ونظمه
ترويج الأيديولوجيات الوضعية: الاشتراكية/الشيوعية - الرأسمالية القومية - الوطنية - العلمانية - العبثية/العدمية...
ترويج الثقافة الإستهلاكية: إيهام الناس بأن الممتلكات تجلب السعادة
آثار الغزو الفكري على المسلمين:
تشويش الفكر وتزعزع العقيدة وضعف الإيمان
الشعور بالدونية وعقدة النقص والهزيمة النفسية
الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت...
ظهور أشخاص من بني جلدتنا يظهرون عدائهم للإسلام أو يبطنونه
سعي البعض إلى تطويع الدين لموافقة الواقع: اشتراكية الإسلام، ديمقراطية الإسلام، طاعة ولي الأمر الذي لا يحكم بالإسلام...
تعطيل الدعوة وتعليق نشاطها واختلال مفهوم الآخر بين العداوة والموالاة.
نفور عامة الناس من الحركات والجماعات الإسلامية لسببين:
تشويه صورتها عبر الإعلام
أخطاء وقعت فيها تلك الحركات
لا بد للإنسان من أن يتبع قيادة فكرية توصله إلى الأهداف التي يرجوها.
ويمكننا أن نصنِّف الناس من حيث اتِّباعهم كما يلي:
أتباع المنفعة والهوى (هوى النفس أو هوى الزعيم)
أتباع المبادئ الباطلة
أتباع المبدأ الحق
هناك عدد من المبادئ والأيديولوجات التي تزعم أنها على حق وبأنها تقود الإنسان إلى الخير والسعادة.
وتتصارع هذه المبادئ من أجل قيادة البشرية، وقد نشبت حروب عديدة عبر التاريخ بينها وما زال الصراع قائماً...
من المنطقي أن نؤمن بأن المبدأ الذي يصلح للإنسان، لا بد ان يكون من عند خالق الإنسان والكون، لا من عند الإنسان نفسه، إذ أن الإنسان لم يخلق نفسه ولم يخلق شيئا.
سبل المواجهة والتصدي للنهوض بفكر الأمة
هم مفلسون وحججهم واهية، وهي ترتكز على:
استخدام الواقع مقياساً لنقد الإسلام واعتباره انعكاساً للالتزام بالدين
اجتزائهم للنصوص وإهدارهم لسياقها
اللجوء إلى المغالطات الفكرية: السَّوق العاطفي، التعميم، الإلهاء...
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة : 32]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال : 36]
بناء الثقة وترسيخ المفاهيم الإسلامية عبر التعليم والتثقيف.
الاعتزاز بالانتماء للإسلام ونبذ ما يخالفه من انتماءات.
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون : 8]
”نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله“ [سيدنا عمر بن الخطاب]
نشر الوعي عبر الدعوة باستخدام الوسائل والأساليب المتوفرة وخاصة الإنترنت
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت : 33]
ممَّا قيل عن حضارة الإسلام:
حضارةٌ إذا ما قورِنَت بها (حضارةُ الغرب) في القرن التاسع عشر, لَبَدَت (تلك الأخيرةُ) هزيلةً لا قيمةَ لها. [فريديريك نيتشه].
يقول "هنري دي شاميون" تحت عنوان (الانتصار الهمجي على العرب): "لولا انتصار جيش "شارل مارتل" الهمجي على العرب في فرنسا في معركة (تور) على القائد الإسلامي "عبد الرحمن الغافقي" لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى, ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصُّب الديني- ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت إسبانيا من وَصمَةِ محاكمِ التفتيش، ولما تأخَّر سيرُ المدنيَّةِ ثمانيةَ قرون بينما كنا مثالَ الهمجيةِ"
ويقول الأديب الفرنسي أناتول فرانس (1844- 1924) أنَّ أفظعَ سنةٍ في تاريخ فرنسا هي سنةُ (732م) وهي السنةُ التي حدثت فيها معركةُ (بواتييه) والتي انهزمَت فيها جيوشُ الحضارةِ الإسلاميةِ أمامَ جيوشِ البربريةِ الإفرنجية.
ويقول أيضاً: "ليتَ (شارل مارتل) قُطِعَت يدُه ولم ينتَصِرْ على القائدِ الإسلامي (عبد الرحمن الغافقي) إنَّ انتصارَه أخَّرَ المدنيَّةَ (عن أوروبا) عدَّةَ قُرون."
يقول فرانسوا باسيلي إنَّ باحثين ومؤرخين أوروبيين "... يعترفون بالتفوق السابق للحضارة الاسلامية حينما كانت أوروبا تُعاني الاندحارَ والتخلفَ بعد سقوطِ الامبراطوريةِ الرومانيةِ ورقادِ أوروبا كلها في ظلمات العصور الوسطى, بينما كان الشرقُ العربيُّ من بغدادَ الى الأندلسَ يتوهَّجُ بالعلومِ والفنونِ والمدنيَّةِ الزاهِرَةِ. وراينا عالماً مُسلِماً مثل ابن خَلدون يُؤَسِّسُ عِلمَ الاجتماعِ ومفكرا مثل ابن رشد (يؤكِّدُ مكانة العقل) ورأينا الأندلُسَ العربيَّ يحتَضِنُ الاقلياتِ اليهوديةَ والمسيحيةَ في تفتُّحٍ وتَسامُحٍ لم تَعرِفْه اوروبا بعدَ ذلكَ بسنواتٍ طويلةٍ حينَ راحَت تنصبُ محاكمَ التفتيشِ لكلِّ من يختلفُ عن الفِكرِ السائِدِ الـمُتَزَمِّت."
ملاحظة: ليس المقصودُ ممَّا ذكرنا مجرَّد التغني بأمجاد الماضي والبكاءَ على أطلاله, بل إعادةُ الثقة بحضارتنا عبر التعرف على آثارها العظيمة, مما يُشكِّل دافعاً إضافياً للعمل على إعادة الحضارة الإسلامية من جديد.
يقول مرماديوك بيكثال (بريطاني اعتنق الإسلام وتَرجَمَ معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية): "إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً، إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول. لأنَّ هذا العالم الخاوي لا يستطيعُ أن يقفَ أمامَ حضارتهم".
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور : 55]
إعداد: أبو مريم Abdullah al Muslim
أيقن أعداء الإسلام منذ هزيمة الحملات الصليبية بأن الغزو العسكري لا يكفي للقضاء على الإسلام.
فقاموا بإعادة صياغة أساليبهم لتكون أكثر فعالية في تحقيق غاياتهم وأهدافهم.
تتلخص هذه الوسائل والأساليب بما يسمى بالغزو الفكري.
دوافع الغزو الفكري:
الاستيلاء على مقدرات بلاد المسلمين ومواردهم الأولية.
جعل بلاد المسلمين سوقاً لاستهلاك بضائع العالم ”الأول“.
إخماد ومنع أي محاولة للوقوف في وجه الحملات الاستعمارية (المباشرة وغير المباشرة) والقضاء على المقاومة بأشكالها كافة.
دوافع نفسية: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 109]
{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران : 119]
خطورة الغزو الفكري تكمن في أنه يأتي بصورة براقة وجذابة تحت شعارات التنوير والتطوير والتقدم والتحرر، مما يدفع الناس إلى الإقبال عليه بدلاً من مقاومته، بل إن منا من يروج له ويدافع عنه ويتهم كل من يقاومه بالرجعية والتخلف والظلامية.
تتلخص منهجيتهم المعتمدة في غزو فكر المسلمين بـ ”استثارة الشهوات وإثارة الشبهات“
الشهوات مرض يصيب النفس، أما الشبهات فتصيب الفكر.
إن تحصين الفكر عند المسلمين يؤدي إلى حمايتهم من الشبهات والشهوات معاً
محاور اجتياح عقول المسلمين:
التعليم: البعثات والإرساليات: جاؤوا ليسدوا فراغاً موجوداً
دس السم في الدسم: دس الإلحاد في الفيزياء والداروينية في البيولوجيا...
التنصير: "دعوا عنكم هذا الدين الذي يثقلكم بأعباء التكاليف والتشريعات... دعوا عنكم دين السيف والتزمُّت، وتعالوا إلى دين المحبة والانفتاح!"
الإعلام والإعلان: (الغربي والعربي)
استثارة الشهوات والترويج للإباحية
تشويه صورة الإسلام والطعن في مصادره وشخصياته ونظمه
ترويج الأيديولوجيات الوضعية: الاشتراكية/الشيوعية - الرأسمالية القومية - الوطنية - العلمانية - العبثية/العدمية...
ترويج الثقافة الإستهلاكية: إيهام الناس بأن الممتلكات تجلب السعادة
آثار الغزو الفكري على المسلمين:
تشويش الفكر وتزعزع العقيدة وضعف الإيمان
الشعور بالدونية وعقدة النقص والهزيمة النفسية
الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت...
ظهور أشخاص من بني جلدتنا يظهرون عدائهم للإسلام أو يبطنونه
سعي البعض إلى تطويع الدين لموافقة الواقع: اشتراكية الإسلام، ديمقراطية الإسلام، طاعة ولي الأمر الذي لا يحكم بالإسلام...
تعطيل الدعوة وتعليق نشاطها واختلال مفهوم الآخر بين العداوة والموالاة.
نفور عامة الناس من الحركات والجماعات الإسلامية لسببين:
تشويه صورتها عبر الإعلام
أخطاء وقعت فيها تلك الحركات
لا بد للإنسان من أن يتبع قيادة فكرية توصله إلى الأهداف التي يرجوها.
ويمكننا أن نصنِّف الناس من حيث اتِّباعهم كما يلي:
أتباع المنفعة والهوى (هوى النفس أو هوى الزعيم)
أتباع المبادئ الباطلة
أتباع المبدأ الحق
هناك عدد من المبادئ والأيديولوجات التي تزعم أنها على حق وبأنها تقود الإنسان إلى الخير والسعادة.
وتتصارع هذه المبادئ من أجل قيادة البشرية، وقد نشبت حروب عديدة عبر التاريخ بينها وما زال الصراع قائماً...
من المنطقي أن نؤمن بأن المبدأ الذي يصلح للإنسان، لا بد ان يكون من عند خالق الإنسان والكون، لا من عند الإنسان نفسه، إذ أن الإنسان لم يخلق نفسه ولم يخلق شيئا.
سبل المواجهة والتصدي للنهوض بفكر الأمة
هم مفلسون وحججهم واهية، وهي ترتكز على:
استخدام الواقع مقياساً لنقد الإسلام واعتباره انعكاساً للالتزام بالدين
اجتزائهم للنصوص وإهدارهم لسياقها
اللجوء إلى المغالطات الفكرية: السَّوق العاطفي، التعميم، الإلهاء...
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة : 32]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال : 36]
بناء الثقة وترسيخ المفاهيم الإسلامية عبر التعليم والتثقيف.
الاعتزاز بالانتماء للإسلام ونبذ ما يخالفه من انتماءات.
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون : 8]
”نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله“ [سيدنا عمر بن الخطاب]
نشر الوعي عبر الدعوة باستخدام الوسائل والأساليب المتوفرة وخاصة الإنترنت
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت : 33]
ممَّا قيل عن حضارة الإسلام:
حضارةٌ إذا ما قورِنَت بها (حضارةُ الغرب) في القرن التاسع عشر, لَبَدَت (تلك الأخيرةُ) هزيلةً لا قيمةَ لها. [فريديريك نيتشه].
يقول "هنري دي شاميون" تحت عنوان (الانتصار الهمجي على العرب): "لولا انتصار جيش "شارل مارتل" الهمجي على العرب في فرنسا في معركة (تور) على القائد الإسلامي "عبد الرحمن الغافقي" لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى, ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصُّب الديني- ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت إسبانيا من وَصمَةِ محاكمِ التفتيش، ولما تأخَّر سيرُ المدنيَّةِ ثمانيةَ قرون بينما كنا مثالَ الهمجيةِ"
ويقول الأديب الفرنسي أناتول فرانس (1844- 1924) أنَّ أفظعَ سنةٍ في تاريخ فرنسا هي سنةُ (732م) وهي السنةُ التي حدثت فيها معركةُ (بواتييه) والتي انهزمَت فيها جيوشُ الحضارةِ الإسلاميةِ أمامَ جيوشِ البربريةِ الإفرنجية.
ويقول أيضاً: "ليتَ (شارل مارتل) قُطِعَت يدُه ولم ينتَصِرْ على القائدِ الإسلامي (عبد الرحمن الغافقي) إنَّ انتصارَه أخَّرَ المدنيَّةَ (عن أوروبا) عدَّةَ قُرون."
يقول فرانسوا باسيلي إنَّ باحثين ومؤرخين أوروبيين "... يعترفون بالتفوق السابق للحضارة الاسلامية حينما كانت أوروبا تُعاني الاندحارَ والتخلفَ بعد سقوطِ الامبراطوريةِ الرومانيةِ ورقادِ أوروبا كلها في ظلمات العصور الوسطى, بينما كان الشرقُ العربيُّ من بغدادَ الى الأندلسَ يتوهَّجُ بالعلومِ والفنونِ والمدنيَّةِ الزاهِرَةِ. وراينا عالماً مُسلِماً مثل ابن خَلدون يُؤَسِّسُ عِلمَ الاجتماعِ ومفكرا مثل ابن رشد (يؤكِّدُ مكانة العقل) ورأينا الأندلُسَ العربيَّ يحتَضِنُ الاقلياتِ اليهوديةَ والمسيحيةَ في تفتُّحٍ وتَسامُحٍ لم تَعرِفْه اوروبا بعدَ ذلكَ بسنواتٍ طويلةٍ حينَ راحَت تنصبُ محاكمَ التفتيشِ لكلِّ من يختلفُ عن الفِكرِ السائِدِ الـمُتَزَمِّت."
ملاحظة: ليس المقصودُ ممَّا ذكرنا مجرَّد التغني بأمجاد الماضي والبكاءَ على أطلاله, بل إعادةُ الثقة بحضارتنا عبر التعرف على آثارها العظيمة, مما يُشكِّل دافعاً إضافياً للعمل على إعادة الحضارة الإسلامية من جديد.
يقول مرماديوك بيكثال (بريطاني اعتنق الإسلام وتَرجَمَ معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية): "إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً، إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول. لأنَّ هذا العالم الخاوي لا يستطيعُ أن يقفَ أمامَ حضارتهم".
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور : 55]
إعداد: أبو مريم Abdullah al Muslim