المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إثبـات النبـوات ..



elserdap
01-01-2010, 04:58 PM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رائعته إثبات النبوات :- ( ليست المعجزة هي الشرط الأوحد للنبوة فمُدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين ولا يُلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين وقد أسلم السابقون الأولون أمثال أبي بكر الصديق وخديجة والمُبشَّرون قبل انشقاق القمر والإخبار بالغيب والتحدي بالقرآن ..)
ويقول رحمه الله :- ( وكثير من الناس يعلم صدق المُخبر بلا آية البتة ..وموسى ابن عمران لما جاء إلى مصر وقال لهم إن الله أرسلني علموا صدقه قبل أن يُظهر لهم الآيات .. وكذلك النبي لما ذكر حاله لخديجة وذهبت به إلى ورقة ابن نوفل .. قال هذا هو الناموس الذي يأتي موسى .. وكذلك النجاشي .. وأبو بكر علموا صدقه علما ضروريا لما أخبرهم بما جاء به وما يعرفون من صدقه وأمانته مع غير ذلك من القرائن يوجب علما ضروريا بأنه صادق.. وخبر الواحد المجهول من آحاد الناس قد تقترن به قرائن يُعرف بها صدقه بالضرورة فكيف بمن عُرف بصدقه وأمانته وأخبر بمثل هذا الأمر الذي لا يقوله إلا مَن هو أصدق الناس أو أكذبهم وهم يعلمون أنه من الصنف الأول دون الثاني ) (1)
يقول الأُستاذ علي عزت بيجوفيتش :- ( والقراءة المتأنية للأديان تُشعر أن هناك اتفاقا مُسبقا تم في مكان ما بين موسى وعيسى ومحمد ) أو بتعبير النجاشي :- إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة
وفي تصنيف هيجل للأديان اعتبر الإسلام استمرارا لليهودية وقالت مرسيا إليادي إن محمدا يقف على حافة سيادة المسيحية وبداية العصر العلماني الحديث بمعنى أنه يقف في النقطة البؤرية للتوازن التاريخي.
فالنبي محمد يأتي على مفترق طريق التحول من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل التحول الروحي للجنس البشري وهذا ما قالته مرسيا إليادي في كتابها أنماط الأديان المقارنة
فالأنبيـاء ولا جدال قاموا بدور رئيس في تاريخ الإنسـانية ومن خلال الأنبياء فحسب أصبح الإنسـان محورا للتاريخ ... ومن خلال الأنبيـاء فحسب تـأكد سمو الإنسان وقيمته ومركزيته
ومنهج القرآن في إثبات النبوات هو أعظم المناهج وأنقاها بعيدا عن الطُرق الكلامية والفلسفية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ولذا يعترف الرازي في آخر مصنفاته قائلا:- لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ومِن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي
نهاية إقدام العقــــــول عقـــــال وأكثر سعي العالمين ضــلال
وأرواحنـا في وحشة من جسومنا وغاية دنيـانا أذى ووبــــــال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا (2)

وكما استخدم القرآن في إثبات وجود الله دليل العناية ودليل القصد ودليل الإختراع ودليل السببية(3)وهي الأدلة السهلة الممتنعة التي لا تُقيم بعدها قولا لقائل فقد استخدم القرآن دليل التحدي ودليل المقارنة ودليل الإخبار بالغيب ودليل خرق العادة وغيرها من الأدلة في إثبات النبوات مما هو مبسوط في مواضعه
وقبل أن يبدأ التحدي لابد أن يمتلك القوم الذين أُرسل فيهم النبي ناصية ما يتحداهم بهم ويكونون فيه المرجع بل والحَكَم حتى إذا ما انتصر عليهم كانوا هم الحاكمين على أنفسهم بالخيبة
ولما سمع الوليد ابن المغيرة من النبي قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90 قال :- والله إن له لحلاوه وإن عليه لطلاوه وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وما هو بقول بشر . فقد رق قلبه وقال والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا .. ولذا اجتمعت كلمة وفود العرب على ألا يسمعوا للقرآن ولا يُسمعوه أهليهم واعتبروا أن هذا هو السبيل الوحيد لمقاومة التحدي بمثل هذا القرآن {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26 فقد جاء القرآن في درجة من البلاغة لم يُعهد مثلها في تراكيب العرب وكانت فصاحة العرب أكثرها في وصف المشاهدات والغزل والتغني بالأمجاد وكان الشاعر الذي يتقن المديح يضعف عند غيره والقرآن جاء فصيحا في كل فن على نفس المستوى والنسق وجاء القرآن للتأسيس لمنهج حياة في الإقتصاد والسياسة والعبادة وما يُحسن الدين والدنيا دون أن يخرج عن قالبه البلاغي


يقول دكتور محمد عبد الله دراز في كتابه النبأ العظيم ص 21 :- ( القرآن إذن صريح في أنه لا صنعة فيه لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من الخلق وإنما هو منزل من عند الله بلفظه ومعناه ومن العجب أن يبقى بعض الناس في حاجة إلى الإستدلال على الشطر الأول من هذه المسألة وهو أنه ليس من عند محمد
في الحق أن هذه القضية لو وجدت قاضيا يقضي بالعدل لاكتفى بسماع هذه الشهادة التي جاءت بلسان صاحبها على نفسه وأي مصلحة للعاقل الذي يدعي لنفسه حق الزعامة ويتحدى الناس بالأعاجيب والمعجزات لتأييد تلك الزعامة أي مصلحة له كي ينسب بضاعته لغيره ولو انتحلها لما وجد من البشر أحدا يعارضه ويزعمها لنفسه .. بل وشهد الرسول على نفسه بالعجز {قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }يونس16).

ودعوة الأنبيـاء واحدة ومنهجهم واحد وسبيلهم واحد {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قبلك} (43) سورة فصلت .. غاية دعوتهم أن { اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } (59) سورة الأعراف .. غاية دعوتهم ( اسمع يا اسرائيل اعظم الوصايا الرب الهنا رب واحد )(4) أو بلفظ القرآن { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } فالإسلام هو أنقى أديـان التوحيد كما يقول جوستاف لوبون
والنبوة لا يقول بها إلا أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين ولا يُلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين كما قال شيخ الإسلام رحمه الله

___________________
1- ثبوت النبوات عقلا ونقلا ص 573.... شيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق د.محمد يسري سلامه دار ابن الجوزي
2- المرجع السابق ص 318
3- قام الشيخ نديم الجسر رحمه الله ببسط هذه الأدلة وشرحها بالتفصيل في كتابه الرائع قصة الإيمان
4- مرقص 12-29

متروي
01-01-2010, 06:00 PM
- انظر بارك الله فيك شهادة عبدالله بن سلام رضي الله عنه و كان قبل اسلامه أكبر حبر عند اليهود
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب وكان أول شيء تكلم به أن قال أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام
الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2485
خلاصة حكم المحدث: صحيح

اخت مسلمة
01-01-2010, 11:00 PM
سبحان الله , وصلى اللهم وسلم وبارك على الصادق الأمين الذي ماجاء الا بالخير ومانهى الا عن كل مافيه شر

جملة صادقة بشدة :


النبوة لا يقول بها إلا أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين ولا يُلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين

لله در ابن تيمية , رحمه الله وغفر له وجعل ماقدمه للاسلام خير زاد لبلوغه مراتب الفردوس الاعلى .
كذلك هناك لفتة أخي الفاضل
الاسلام جاء بأمر لايتم ايمان المرء الا به وهو ماورد في قوله تعالى :( آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته كتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله )
حيث هي ميزة من مميزات هذه الأمة التي جعلت لها الخيرية والتفضيل على باقي الأمم حيث كان السابقون لايؤمنون الا برسولهم المرسل اليهم كأمة واحدة من بين أمم كثيرة , لذلك جاء الخطاب القرآني لهذه الأمم التي ارسل لها رسول مختص لها وحدها كما في قوم نوح وما أرسل اليهم الانوح بقوله تعالى :(( كذبت قوم نوح المرسلين)) ولقوم صالح وما ارسل لهم سواه قوله تعالى :(( كذبت ثمود المرسلين )) وقوم عاد بقوله عز وجل :(( كذبت عاد المرسلين )) وما أرسل اليهم الا هود عليهم جميعا أفضل الصلاة واتم التسليم , أما أمة محمد عليه الصلاة والسلام فآمنت بالرسل جميعا من لدن آدم الى سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام , وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير , فالحمد لله على نعمة الاسلام ونعمة اتباع الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام .
بارك الله فيك وزادك علما وفضلا

تحياتي للموحدين