المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انا لست من اهل التفسير ولا ينبغي لي ولكن في نفسي حاجة



أدناكم عِلما
01-04-2010, 08:08 PM
انا لست من اهل التفسير ولا ينبغي لي ولكن في نفسي حاجة اريد ان اعرف إن اصبت في فهمها او لم أُصِب
وارى والله اعلم أن هذا الامر فيه شيء عظيم ولا يليق نسبه لله ان كان المراد به كما أظُن وهو تفسير البعض للاية الكريمة في سورة البقرة في قوله تعالى (إني جاعل في الارض خليفة) بان الانسان خليفة الله في الارض وهذا والله اعلم امر عظيم وغير سليم او صحيح فان الله لا يَخلُفُهُ شيء وانما المراد والله اعلم هو خلافة الانسان لمن كان قبله من الجان الذين عمروا الارض وسكنوها فما راى اهل العلم في منتدانا الكريم ؟؟؟ وغايتي لفهم ذلك هو عدم اطمئناني لتفسير البعض بان الانسان خليفة الله في الارض افيدوني جزاكم الله
تحية للموحدين

اخت مسلمة
01-04-2010, 10:10 PM
قال تعالى في سورة البقرة (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) وفي سورة ص (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)
سبحانه وتعالى قال خليفة ولم يقل خليفة لي، وكلام الله عز وجل في غاية الدقة والسداد لا يأتيه الباطل.
ومعنى الخليفة في اللغة العربية، لغة القرآن (خلف فلان فلاناً) أي قام مقامه بعد ذهابه، خلق الله سيدنا آدم من غير أب ولا أم، وجعله خليفة في الأرض , ولايقول عاقل بأن الخليفة المذكور جاء بعد ذهاب الخالق عز وجل وحاشا لله اذن طبعا لايستقيكم لأن في هذه التأويلات تأليه للبشر ووضع المخلوق خليفة للخالق وهذا لايسقيم أبدا , هو خليفة في الأرض عمن كان فيها من أهل الفساد وعدم الاستقامة، وقول الملائكة يدل على أنه كان هناك قومٌ يفسدون في الأرض، فبنت ما قالت على ما جرى في الأرض، أو لأسباب أخرى اطلعت عليها فقالت ما قالت فأخبرهم الله سبحانه وتعالى بأنه يعلم ما لا تعلمه الملائكة، وأن هذا الخليفة يحكم الأرض بشرع الله ودين الله، وينشر الدعوة إلى توحيده، والإخلاص له، والإيمان به , بكل حال فهو خليفة لمن مضى قبله وصار قبله في أرض الله ممن يعلمهم الله سبحانه وتعالى، وليس لدينا أدلة قاطعة في بيان من كان هناك قبل آدم، وصفاتهم، وأعمالهم، فليس هناك ما يبين هذا الأمر، لكن جعله خليفة يدل على أن هناك من كان قبله في الأرض، فهو يخلفهم في إظهار الحق، وبيان شريعة الله التي شرعها له، وبيان ما يرضي الله ويقرب لديه، وينهى عن الفساد فيها.

بارك الله فيك

تحياتي للموحدين

ماكـولا
01-05-2010, 10:56 AM
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير

نقل الطبري " 604- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: قال الله تعالى ذكره للملائكة: إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا وأجعل فيها خليفة. وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة، والأرض ليس فيها خلق .
وهذا القول يحتمل ما حكي عن الحسن، ويحتمل أن يكون أراد ابن زيد أن الله أخبر الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة له يحكم فيها بين خلقه بحكم .. الخ ما قال

وقال ابن كثير " { إني جاعل في الأرض خليفة } أي: قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، كما قال تعالى: { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض } [الأنعام: 165] وقال { ويجعلكم خلفاء الأرض } [النمل: 62]. وقال { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } [الزخرف: 60]. وقال { فخلف من بعدهم خلف } [مريم: 59]
... وليس المراد هاهنا بالخليفة آدم، عليه السلام، فقط، كما يقوله طائفة من المفسرين، وعزاه القرطبي إلى ابن مسعود وابن عباس وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظر، بل الخلاف في ذلك كثير، حكاه فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره، والظاهر أنه لم يرد آدم عينا إذ لو كان كذلك لما حسن قول الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } فإنهم إنما أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك، وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صلصال من حمإ مسنون أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ويقع بينهم من المظالم ويرد عنهم المحارم والمآثم، قاله القرطبي أو أنهم قاسوهم على من سبق، كما سنذكر أقوال المفسرين في ذلك.

وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، كما قد يتوهمه بعض المفسرين [وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول، أي: لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وهاهنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقا. قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا: { أتجعل فيها } الآية وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا، ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد عبادتك، فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أي: نصلي لك كما سيأتي، أي: ولا يصدر منا شيء من ذلك، وهلا وقع الاقتصار علينا؟ قال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال: { إني أعلم ما لا تعلمون } أي: إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم؛ فإني سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل، ويوجد فيهم الصديقون والشهداء، والصالحون والعباد، والزهاد والأولياء، والأبرار والمقربون، والعلماء العاملون والخاشعون، والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله، صلوات الله وسلامه عليهم."

قال الزمخشري " قوله : { فِى الارض خَلِيفَةً } فكانا مفعوليه . ومعناه مُصَيّرٌ في الأرض خليفة . والخليفة : من يخلف غيره . والمعنى خليفة منكم ، لأنهم كانوا سكان الأرض فخلفهم فيها آدم وذريته . فإن قلت : فهلا قيل : خلائف ، أو خلفاء؟ قلت : أريد بالخليفة آدم . واستغني بذكره عن ذكر بنيه كما استغنى بذكر أبي القبيلة في قولك : مضر وهاشم . أو أريد من يخلفكم ، أو خلفاً يخلفكم فوحد لذلك . وقرىء : «خليقة» بالقاف ويجوز أن يريد : خليفة مني ، لأنّ آدم كان خليفة الله في ارضه وكذلك كلّ نبي { إِنَّا جعلناك خَلِيفَةً فِى الارض } [ ص : 26 ] .."

وفي قول الله تعالى " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ "

قال الزمخشري " { خَلِيفَةً فِى الأرض } أي : استخلفناك على الملك في الأرض ، كمن يستخلفه بعض السلاطين على بعض البلاد ويملكه عليها . ومنه قولهم : خلفاء الله في أرضه . أوجعلناك خليفة ممن كان قبلك من الأنبياء القائمين بالحقّ "

فالشاهد ان الانبياء هم خلفاء الله على دينه وشرعه والانبياء هم من ينبؤون بما يطلعهم الله من اوامره ونواهيه وكذلك الرسل هم رسل الله والمبلغون رسالات الله وشرائعه الى الناس , وكذلك ورثتهم العلماء الذين هم ورثة الانبياء

فاذا عُلم هذا عُلم عظم القول على الله بغير خشية ان يكون قد داخله شيء من حظ النفس او الهوى
وكان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا بعث جيشا وامر عليه اميرا ان يقول له " وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري تصيب حكم الله فيهم أم لا"

وقال الله { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } [سورة الأعراف: 33]
فقرن الشرك بالقول على الله بغير علم بعدما تدرج في المنكارت الى ان وصل الى اعظمها
فلا يصدروا الا عن قال الله او قال رسوله صلى الله عليه وسلم , وكذا الانبياء لا يصدرون الا عن قول الله وامره وقد قال الله " ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله "

قال ابن كثير " هذه وصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد الله تعالى من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد"

فالخلاصة الاستخلاف في الارض للأنبياء ومن بعدهم حتى يصلوا الى العلماء والمبلغين عنهم على دين الله الموروث عن الانبياء
فالعلماء هم الموقعون عن الله كما سمى ابن القيم كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين , وكذا السلطان فما من حد يقيمه الا بأمر الله من قصاص ونحوه , ولذلك عظم الحكم بغير ما انزل الله وصار كفرا وشركا لمخالفته ما امر به من البلاغ والاعراض عنه وقد قال الله " يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس"

حفظكم الله