تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة حول مراسيل الحسن



فارس السنة
01-09-2010, 09:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله.



أولا:
قال ابن سعد:
" أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني عوف عن الحسن قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتمر أصحابه فقالوا تربصوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم لعله عرج به قال فتربصوا حتى ربا بطنه".
هذا الحديث من مراسيل الحسن وقد أصابتنى الحيرة عند قرائتى لكلام الأئمة حول مراسيل الحسن وأريد أن أعرف هل هى صحيحة أم ضعيفة؟؟
قال الامام الذهبى فى الموقظة: " ومن أوهى المراسيل عندهم : مراسيلُ الحَسَن ".
قال ابن المديني: مرسلات الحسن التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها،
وقال أبو زرعة: كل شيء قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدت له أصلا ثابثا ما خلا أربعة أحاديث.
وقال يحيى بن سعيد القطان: ما قال الحسن في حديثه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو حديثين.
روى حماد عن ابن عون عن ابن سيرين قال : (( كان ههنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم : وذكر الحسن ، وأبا العالية ، ورجلاً آخر )) .
وروى جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال : (( لا تحدثني عن الحسن ، ولا عن أبي العالية ، فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث )) .
وروى داود بن أبي هند عن الشعبي قال : (( لو لقيت هذا – يعني الحسن – لنهيته عن قوله : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، صحبت ابن عمر ستة أشهر ، فما سمعته قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا في حديث واحد )) .
وروى شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال : (( ثلاثة كانوا يصدقون من حدثهم : أنس ، وأبو العالية ، والحسن البصري )) .
وقال الإمام أحمد ثنا أبو أسامة عن وهيب بن خالد عن خالد الخذاء قال سمعت محمد بن سيرين يقول : كان أربعة يصدقون من حدثهم : أبو العالية ، والحسن ، وحميد بن هلال ، ورجل آخر سماه )) .
وقد كان ابن سيرين يقول : (( سلوا الحسن ممن سمع حديث العقيقة ، وسلوا الحسن ممن سمع حديث : (( عمار تقتله الفئة الباغية )) .
وقال أحمد في رواية الفضل بن زياد : (( مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات ، ومرسلات إبراهيم لا بأس بها ، وليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح ، فإنهما يخذان عن كل )) .
وقال أحمد في رواية الميموني وحنبل عنه : (( مرسلات سعيد ابن المسيب صحاح لا نرى أصح من مرسلاته . زاد الميموني : وأما الحسن وعطاء فليس هي بذاك . هي أضعف المراسيل كلها . فإنهما كانا يأخذان عن كل )) .
وقال ابن سعد : (( قالوا : ما أرسل الحسن ولم يسند فليس بحجة )) ) .
وقال الحافظ العراقى : "مراسيل الحسن عندى شبه الريح".
فهل مراسيل الحسن صحيحة أم ضعيفة؟
وهل هذا الحديث صحيح أم ضعيف؟

ثانيا:
حديث علي رضي الله عنه أنه قال : "غسلت النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت ، فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا ، وولي دفنه وإجنانه أربعة : علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحدا ، ونصب عليه اللبن نصبا ".

الحديث صححه الألبانى وابن الملقن والنووى.
ولكن الوادعى رحمه الله أعله وقال:
" إذا نظرت إلى سنده وجدته صحيحا على شرط الشيخين لكن قال الدارقطني المرسل أصح وهذه الرواية تعتبر من رواية البصريين عن معمر وفيها ضعف".

فهل هو صحيح أم ضعيف؟

الاشبيلي
01-12-2010, 02:48 PM
اخي الفاضل بأذن الله اتحقق من الرواية لاحقا

ولكن

عبد الوهاب بن عطاء يروي كثير من المناكير كما اخبر ابن حجر

الاشبيلي
01-13-2010, 01:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اليك هذا التفنيد لهذه الرواية لاخي واستاذي وليد المسلم من منتديات حراس العقيده

زعم النصارى جهلاً من قبلهم أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أسن و انتفخ كشان سائر الأجساد بعد وفاته و استدلوا على ذلك بحديث وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي و فيه: [...... وكان ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه ]

و كذلك قول العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه [إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم]

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :

و أما دعوى النصارى فجوابها من وجوه:



أولا



أننا معشر المسلمون لا نعبد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نعتقد فى ألوهيته كما يعتقد النصارى فى المسيح بن مريم حتى نتتبع إن كان جسده الشريف يتغير و يُبلى بالوفاة أم لا....بل نؤمن أنه عبد رسول و إن كان سيد الأنبياء و و خاتم المرسلين ، و قد حفظ الله تعالى نبيه العظيم حتى أتم رسالته و اكتملت شريعته و أنزل سبحانه قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً
فلا يضير سول الله صلى الله عليه و سلم شىء بعد أن أتم رسالته السامية و ترك البشرية على المحجة البيضاء و صعدت روحة الطيبة إلى بارئها
و قد جاءت الإرهاصات التى تشير إلى قرب أجل النبى (ص) بعد تمام تبليغ الرسالة و بينما كان فى أوج فتوحاته و إنتصاراته و منها :

(1) قوله تعالى فى سورة النصر
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)

فكانت هذه السورة إشارة رقيقة إلى أن رسول الله أدى الرسالة و بلغ الأمانة و نصح للأمة و عليه الأن أن يستعد للرحيل من هذه الدار بسلام إلى دار السلام فكان رسول الله لا ينقطع عن القول فى ركوعه" سبحانك اللهم ربنا و بحمدك, اللهم اغفر لى" فى كل صلواته عليه السلام

(2) و أيضا ما رواه البخارى عن ابن عباس قال:- كان رسوا الله أجود الناس و كان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل و كان يلقاه فى كل ليلة من ليالى رمضان فيدارسه القرأن فكان جبريل يقرأ و النبى يسمع حينا و النبى يقرأ و جبريل يسمع حينا حتى كان العام الذى توفى فيه الرسول فعارضه جبريل بالقرأن مرتين لذا قال رسول الله ( " ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلى" و قد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحى و هو زيد بن ثابت الأنصارى.

(3) و منها ما ورد عن أبو مويهبة فى مولى رسول الله قال: أيقظنى رسول الله ليلة و قال:إنى أٌمرت أن أستغفر لأهل البقيع فإنطلق معى فانطلقت معه فسلم عليهم ثم قال :- ليهنئكم ما أصبحتم فيه, قد أقبلت الفتن كقطع اليل المظلم ثم قال:- قد أُوتيت مفاتيح خزائن الأرض و الخلد فيها ثم الجنة و خُيرت بين ذلك و بين لقاء ربى فإخترت لقاء ربى , ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف . فبدأ مرضه الذى قبض فيه. الكامل فى التاريخ 2/318

(4) و منها قول ابن مسعود: [نعى إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا فى بيت عائشة فنظر إلينا و شدد و دمعت عيناه و قال: مرحباً بكم حياكم الله رحمكم الله أواكم الله حفظكم الله رفعكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله و أوصى الله بكم و أستخلفه عليكم و أؤديكم إليه إنى لكم منه نذير و بشير ألا تعلو على الله فى عباده و بلاده فإنه قال لى و لكم تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
قلنا: فمتى أجلك ؟ قال: دنا الفراق و المنقلب إلى الله و سدرة المنتهى و الرفيق الأعلى و جنة المأوى ، قلنا فمن يغسلك؟ قال أهلى ، قلنا فيم نكفنك؟ قال: فى ثيابى أو فى بياض قلنا : فمن يصلى عليك؟ قال: مهلاًن غفر الله لكم و جزاكم عن نبيكم خيراً... فبكينا و بكى، ثم قال: ضعونى على سريرى على شفير قبرى ثم اخرجوا عنى ساعة ليصلى على جبرائيل و إسرافيل و ميكائيل و ملك الموت مع الملائكة، ثم ادخلوا على فوجاً فوجاً فصلوا على ولا تؤذونى بتزكية ولا رنة ن أقرئو أنفسكم منى السلام ، و من غاب من أصحابى فأقرئوه منى السلام، و من تابعكم على دينى فاقرئوه السلام] الكامل فى التاريخ لابن الأثير 2/320

(4) و منها ما رواه الشيخان ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جلس على المنبر فقال ‏ [‏إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هو المخير وكان ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏هو أعلمنا به وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن من أمن الناس علي في صحبته وماله ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏إلا ‏ ‏خلة ‏ ‏الإسلام لا يبقين في المسجد ‏ ‏خوخة ‏ ‏إلا ‏ ‏خوخة ‏ ‏أبي بكر]
(البخارى3615، مسلم4390)

(5) و منها قول التيى صلى الله عليه و سلم فى خطبة حجة الوداع "ألا إن أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا اليوم. ألا فلا أعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب وإني لا أدري أن ألقاكم أبداً بعد اليوم اللهم اشهد عليهم اللهم قد بلغت".
معجم الطبراني الكبير (24/ 308)، السنن الكبرى للبيهقي كتاب الحج (5/151)
قال الألبانى: جاء سندها –خطبة الوداع- في أحاديث متفرقة: وقسم كبير منها رواه مسلم

(5) و منها حديث أم المؤمنين عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏اجتمع نساء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلم يغادر منهن امرأة فجاءت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه ‏ ‏أو عن شماله ‏ ‏ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ثم إنه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بحديثه دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى إذا ‏ ‏قبض ‏ ‏سألتها فقالت إنه كان حدثني ‏ ‏أن ‏ ‏جبريل ‏ ‏كان ‏ ‏يعارضه ‏ ‏بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا ‏ ‏أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ثم إنه سارني فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ‏ ‏أو سيدة نساء هذه الأمة ‏ ‏فضحكت لذلك ... ( و قد ماتت رضى الله عنها بعد ر سول الله (ص) بستة أشهر )

صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل فاطمة رضى الله عنها

و قالت أم المؤمنين عائشة: و كنت أسمع رسول اله (ص) يقول كثيراً: إن الله لم يقبض نبى حتى يخيره . فلمل احتضر كانت أخر كلمة سمعتها منه و هو يقول: بل الرفيق الأعلى. قالت: قلت إذاً ؤالله لا يختارنا و علمت أنه يخيّر .

- و قد علمنا أن الله لم يقدر لأحد الخلد و قضت مشيئته الهلاك على كل مخلوق إلا وجهه الكريم بما فى ذلك الأنبياء و الملائكة المقربين

- و من الأنبياء من حُرق و قتُل و مُزق كل ممزق، بل إن يوحنا المعمدان الذى يقول عنه المسيح (من بين من ولدت النساء لم لتد امراة مثل يوحنا المعمدان) قُتل و قُطع رأسه الشريف و وضع بين يدى داعرة تُدعى سالومى و هذا بنص كتاب النصارى المقدس .... فهل يعنى هذا أنه ليس نبى كريم؟!

-بل إن إلنصارى يعتقدون أن الاله نفسه قد صلب و مات بل و ظلت يداه مثقوبتين بعد قيامته المزعومة ..... فى حين يثبتون لانسان و هو أخنوخ النبى أنه لم يذق الموت ابتداءً
(( بالإيمان نُقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ، و لم يوجد لأن الله نقله )) عبرانيين 5:11

فتعالى الله علواً كبيراً و حقاً قالت النصارى يد الله مثقوبة!

يتبع.............

الاشبيلي
01-13-2010, 01:28 PM
ثانيا


أما قول العباس (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم) فهذا ليس اخباراً عن أمر قد وقع و إنما اجتهاد من قبل العباس إذ ظن أن جسد رسول الله سيسرى عليه ما يسرى على سائر الأجساد بعد الموت و كان قد قال هذه المقوله ترهيباً و تنبيهاً لعمر حين رفض قبول مصيبة موت رسول الله فضلاً عن دفن جسد الكريم و صرخ من هول المصيبة متوعداً كل من يقول أن رسول الله قد مات حتى أزبد شدقاه،

قال عكرمة: [ما زال عمر رضي اللهّ عنه يتكلم ويوعد المنافقين حتى أزبد شدقاه، فقال له العباس: خَلِّ بيننا وبين صاحبنا إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر، وإنه قد مات، فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين? هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما يقولون فليس على اللّه بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله]

إذاً فجسد رسول الله لم يكن قد أسن و إنما طالب العباس بدفن البدن الشريف اكراماً له و ترهيباً من تركه حتى يأسن اعتقاداً منه ان ذلك محتملاً مع رسول الله بحكم بشريته و طبيعته الإنسانية.

و أما حديث وكيع عن عبدالله البهى و الذى فيه أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم قدتُرك يوماً و ليلة حتى ربا بطنه..فإن وكيعاً حين روى هذا الخبر رأى له حكمة الهية و قال أن الله تعالى جعل الجسد الشريف يربوا حتى لا يفتتن به الناس و ينزلوه غير منزلته ، و حتى يثبت للمكذبين بموت رسول الله حقيقة وقوع القدر المقدور.

و رغم وجاهه رؤيته إلا أن القول الفصل بخصوص روايته أنها غير صحيحة فالحديث منكر و لم يثبت فى حق رسول الله صلى الله عليه و سلم ...قال الألبانى رحمه الله:
{ الراوي: عبدالله البهي مولى مصعب بن الزبير - خلاصة الدرجة: منكر منقطع الإسناد - المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم 9/160 }
فهو حديث منكر منقطع لا حجة به ولا يُلتفت إليه

بل إن الأئمة الاكابر فى زمن وكيع نفسه أنكرو هذا الحديث حتى أن سفيان بن عيينه و هو العالم الوحيد الذى شهد للحديث بحسب الرواية ...قال أنه لا يعلم هذا الحديث أساساً و لكنه شهد له دفعاً للضرر الأكبر كاد أن يُفتك بوكيع لتحديثه بهذا الخبر المنكر

قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلب وكيع ونصبوا خشبة لصلبه فجاء سفيان بن عيينه فقال لهم: الله الله هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه وهذا حديث معروف
قال سفيان: ولم أكن سمعته إلا أني أردت تخليص وكيع

فأى حجة للنصارى بعد ذلك بخبر غريب ، و منكر ، و منقطع ؟!



ثالثاً


المفاجأة التى قد تصيب النصارى بخيبة أمل كبيرة هى أن الأخبار الصحيحة بخصوص وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم تثبت كرامته و تدلل على نبوته

فأما عن كيف تغسيل الجسد الشريف:

قال أبو داود فى السنن: حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول: [لما أرادوا غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: واللّه ما ندري أنُجَردُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟
فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مُكلِّمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم.
وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه]
السنن لأبى داود- كتاب الجنائز – حديث رقم 3141

كذلك أخرجه الحاكم فى المستدرك – بكتاب المغازى و السرايا ، قال : [هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه]. (ج/ص: 3/62)

و كذلك اخرجه الشافعى فى مسنده – باب في صلاة الجنائز وأحكامها 23/ 563

و إليك بيان لحكم الحديث بطرقه فى السلسلة الصحيحة للعلامة الألبانى:

الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: روي هذا الحديث مسندا من وجه صحيح - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 24/400

الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: رواته ثقات، ومنهم ابن إسحاق وهو الإمام الصدوق - المحدث: ابن عبدالهادي - المصدر: المحرر - الصفحة أو الرقم: 191

الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 1/584

الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3141

الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 66

الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن بزيادة في آخره - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5892


يتبع.................

الاشبيلي
01-13-2010, 01:29 PM
و أما عن حالة الجسد الشريف:

فالصحيح أن أجساد الأنبياء لا تبلى و هو ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم :

روى ابن اسحق عن عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما : أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ولوا غسل النبى ....... فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي يقول بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت)

و كذا أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/281) و المتقى الهندى فى كنز العمال 18783
قال الحاكم فى المستدرك: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال:
(قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا ، وكان طيبا - صلى الله عليه وسلم - حيا وميتا

المستدرك على الصحيحين- كتاب الجنائز 1339 / 85
قال الحاكم :[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا منه غير اللحد]

و إليك تخريج الشيخ الالبانى للحديث بطرقه:

الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 68

الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 5/200

و رواه الامام النووى فى الخلاصة و صححه الإمام الألبانى2/935

و كذا رواه ابن كثير فى أرشاد الفقيه و صححه الإمام الالبانىالصفحة أو الرقم 223/1
و كذلك فى صحيح ابن ماجة للألبانى 1198


فهذا رسول الله لم يدفن ثلاثة أيام ثم لما حانت ساعة تغسيله أنزل الله النعاس على صحابته و سمعوا صوتاً يأمرهم أن يغسلوا رسول الله بثيابه دون أن يكشفوه إكراماً و توقيراً ، ثم يتولى علي بن أبى طالب تدليك جسده الطاهر الشريف فلا يجد منه ما يجد من الميت بل يجد كل طيب من أطيب الطيبين عليه الصلاة و السلام
________________________________________
عبد الله البهي" روى حديثاً خالف به الأحاديث الصحيحة عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرت موته صلى الله عليه وسلم.

فالأحاديث الصحيحة أن أصحابه حضروه بعد موته فشهدوا أنه عليه السلام طاب حياً وميتاً...

وأول الأحاديث الصحيحة ما رواه البخاري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح ... فجاء أبو بكر فكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقبله وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا .. والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا.... الحديث.

والحديث الذي رواه ابن ماجه: عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب قال: لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت فلم يجده فَقَالَ: بِأَبِي الطَّيِّبُ طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا.

ومثلها من الروايات في مستدرك الحاكم، وكنز العمال، وغيرها... وما رواه ابن سعد في الطبقات عن عائشة أن أبا بكر جاء من السنح فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا كرواية البخاري.

وهي روايات صحيحة تنتهي إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين رأوه في مماته، والذين غسلوه، وسجوه، ودفنوه....

وليس في شيء منها هذه الجملة من ربو البطن وانثناء الخنصر!!


وروى أحمد والنسائي من طريق أبي سلمة عن أم المؤمنين عائشة، وروى أحمد عن ابن عباس في قدوم أبي بكر وتقبيله للنبي صلى الله عليه وسلم... وليس فيها هذه الكلمة المنكرة.

إذن هذه هي الأحاديث الصحيحة المسندة المتصلة في كتب الحديث في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتغسيله، وشهادة أصحابه... له صلوات ربي وسلامه عليه.

فما بال هذه الرواية التي رويت عن عبد الله البهي؟!!

هذه الرواية لا وجود لها في كتب الحديث!

لم يروها أحد من الأئمة لا في كتب الصحاح كالبخاري، أو مسلم ولا صحيح ابن خزيمة ولا عند أصحاب السنن، ولا في الموطأ، ولا مسند أحمد ولا الدارمي، ولا ابن ماجه، ولا صحيح ابن حبان، ولا غيرها من كتب السنن!!

إنما جاء ذكرها في مختصر تاريخ دمشق، وفي طبقات ابن سعد.
أما التي في مختصر تاريخ دمشق فهي رواية رواها وكيع عن ابن أبي خالد عن عبد الله البهي أن أبا بكر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فأكب عليه، فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، ما أطيب حياتك، وما أطيب ميتتك.

إلى هنا.. الرواية موافقة لما جاء في الأحاديث الصحيحة كرواية البخاري وما ذكرناه... من أن أبا بكر رضي الله عنه قبّل نبيه وقال: (ما أطيب حياتك، وما أطيب ميتتك)
بل موافقة للروايات الأخرى في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر نفسه الذي اختصره محمد بن مكرم المعروف بابن منظور تأتي الروايات المُسْنَدة إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بزكاته وطيبه في حياته ومماته صلوات الله وسلامه عليه.


فإذا كانت هذه الرواية تشهد أن أبا بكر رضي الله عنه قال عن النبي الكريم طبت حياً وميتاً... فكيف قيل بعدها.... أنه ربا بطنه وانثنت خنصره؟!

فهذه رواية ناقض أخرُها أولَها... وأولُها هو المعروف عند أئمة السنة والحديث بالسند المتصل إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

والبهي ليس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم (ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصره)
فمن أين أتى بخبر باطل.... مخالفاً به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟

البهي لم ير أبا بكر...... ولا روى عن أبي بكر!!

بل ولا روى عن عائشة وهي التي روت في الروايات الصحيحة عن أبي بكر... أنه قبَّله وقال طبت حياً وميتاً.
فهذه الروايات رويت لنا عن عائشة عن أبي بكر... فمن أين أتى بها؟

والأئمة في الحديث على أنه لا رواية للبهي عن عائشة .. فضلاً أن يروي عن أبي بكر؟!

فقد رد روايته عن عائشة الإمامان عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد وقالا أنه لم يسمع منها.
فقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب عن أحمد في سماع البهي من عائشة، قال: ما أرى هذا شيئاً، إنما يروي عن عروة.

وقال أحمد في حديث زائدة عن السدي عن البهي: حدثتني عائشة، قال: كان عبد الرحمن بن مهدي قد سمعه من زائدة، وكان يدع منه «حدثتني عائشة» وينكره ـ يعني ينكر لفظة حدثتني.
وكذلك ذكره صاحب "جامع التحصيل في أحكام المراسيل" أبو سعيد صلاح الدين العلائي.

وإذا كانت روايته عن عائشة من طريق عروة ...فإن رواية عروة عن عائشة هي التي رواها البخاري وفيها فكشف (أبو بكر) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا...

وكل الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه يوم موته، وغسلوه، كعلي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد وشقران مولاه وهم الذين تولوا تغسيله ليس للبهي رواية عن واحد منهم باتفاق جميع أئمة الحديث.

ولم يرو عن غيرهم... هذه الرواية...
فإن أحداً من هؤلاء لم يرو هذا الخبر، ولا رواه غيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

نحن إذن أمام رواية ضعيفة بل منكرة ...


أولاً: لانقطاع السند .
فالبهي لم يرو هذه الرواية عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. كما ذكرنا.

ثانياً: لمخالفتها لما صح في كتب الحديث ودواوين السنة عن أصحاب النبي في ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم

ثالثاً: ضعف عبد الله البهي واضطراب حديثه
ذكر ابن أبي حاتم في العلل عن أبـيه قال: لا يحتج بالبهي، وهو مضطرب الحديث.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء خبر منكر منقطع الإسناد.

أما الخبر الذي في طبقات ابن سعد.....أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني عوف عن الحسن قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتمر أصحابه فقالوا تربصوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم لعله عرج به قال فتربصوا حتى ربا بطنه.


فهي رواية ضعيفة ... وبيان ذلك من وجوه:

أولاً: عرفنا أن كل الروايات التي جاءت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كتب السنة جاءت بذكر طيبه صلوات ربي وسلامه عليه... ولا توجد في كتب السنة شيء من هذه الأباطيل مما يكتب في التواريخ والأحداث.
... فالأحاديث إنما تأخذ من كتب الحديث لا من التواريخ والسير.
فأي رواية بعد ذلك أو خبر يخالف ما جاء في السنن والصحاح.. محكوم عليه بالضعف.

ثانياً: هذا حديث مرسل...... لانتهاء الإسناد إلى الحسن، والمرسل ضعيف على العموم، ومراسيل الحسن (على إمامته رضى الله عنه) ضعيفة على الخصوص.
قال الإمام أحمد: (ليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح)
وقال العراقي: مراسيل الحسن عندهم شبه الريح.

تدريب الراوي شرح تقريب النوواي....... للسيوطي ج1

وفي "جامع التحصيل في أحكام المراسيل" قال: ( كان أي الحسن كثير التدليس وهو مكثر من الإرسال)

ثم ...

الراوي للرواية عبد الوهاب بن عطاء نقل عنه صاحب (طبقات المدلسين) قول البخاري عنه: كان يدلس عن ثور الحِمْصيّ وأقوام أحاديث مناكير.

قال عنه الإمام أحمد: عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف ضعيف الحديث مضطرب.
كما في "الضعفاء الكبير" للحافظ أبو جعفر العقيلي.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال قال الرازي : كان يكذب . وقال النسائي : متروك الحديث

فهذان خبران منقطعان ضعيفان خالفا الصحيح من الأحاديث.


ولو أننا نظرنا في القصة وتدبرنا الخبر الذي جاء فيها، وقصة وكيع، وسفيان بن عيينة لتيقنا ضعف الخبر الوارد فيها دون بحث في الرواة، أو الإسناد.

فوكيع على حسب القصة تعرض لأزمة شديدة بسبب هذه الرواية كادت تودي بحياته بناءً على ما جاء في هذه القصة فإن وكيعاً كاد يفقد حياته، لولا ما كان من سفيان بن عيينة الذي نجاه من الموت بأن زعم أنه يعرف هذا الخبر.. وهو في الحقيقة لا يعرفه...

ثم قال ابن عيينة: لم أكن سمعت هذا الحديث إلا أني أردت تخليصه.

إذن نحن أمام عالمين كبيرين بحجم وكيع... وابن عيينة...

أما وكيع فإمام في الحديث... من أقوى علماء الأمة حفظاً حتى قال عنه أحمد: ما رأيتُ رجلاً قط مثل وكيع فـي العِلْـم والـحفظِ والإسناد والأبواب، مع خشوعٍ ووَرَعٍ.
وقال عنه أيضاً: ما رأيتُ أوعى للعلـم من وكيع، ولا أحفظَ من وكيع، ما رأيت وكيعاً شَكَّ فـي حديث إلا يوماً واحداً، ولا رأيتُ مع وكيع كتاباً ولا رقعت قط. وقال: كان وكيع مطبوعَ الـحِفْظ، كان وكيع حافظاً، وكان وكيع أحفظ من عبد الرَّحمن بن مهدي كثـيراً كثـيراً.
وقال يحيـى بن مَعِين قال: ما رأيتُ أحداً أحفظ من وكيع، فقال له رجل: ولا هُشيـم؟ فقال: وأين يقع حديث هُشيـم من حديث وكيع.
وقال وكيع عن نفسه: ما كتبتُ عن سفـيان حديثاً قط، إنـما كُنتُ آخذها، يعنـي أَتـحفَّظها.
يعني سفيان الثوري وكان من تلاميذه، وكان أحمد يقدمه على جميع أصحاب الثوري حتى على عبد الرحمن بن مهدي.
قيل لأحمد قدَّمت وكيعاً علـى عبد الرحمن؟ قال: وكيع شيخ.


هذا الإمام العظيم روى رواية على حسب هذه القصة (!) انتهت عند البهي... لا تعرفها الأمة كلها (!) حتى حاكمه علماء مكة، وطالبوه بإسناد الرواية... وهو الإمام في الحديث.. فلم يستطع أن يأتي لها بسند، ولا روايات أخرى عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تؤيد ما رواه... وأضحت رقبته مهددة بالقطع.... وأسقط في يده، لا يعرف مخرجاً إلا بطلب الشفاعة من سفيان بن عيينة ، أو بتبرع سفيان بالمجيء لإنقاذه.

وكيف أنقذه سفيان؟
ادعى أنها رواية معروفة !
وهي ليست معروفة .....بل منكرة... لا يعرفها سفيان!
لا يعرف لها سنداً فضلاً أن يعرف لها اتصالاً من البهي إلى الصحابة.

ومن هو سفيان؟
هو ابن عيينة ...من حُكماء أصحاب الحديث... إمام الحديث، وإمام الحجاز، لولاه ولولا مالك لذهب علم الحجاز كما قال الشافعي.
وقال فيه الشافعي أيضاً: ما رأيتُ أحداً من الناس فيه من آلة العِلْم ما في سُفيان بن عُيـينة، وما رأيتُ أحداً أكفأ عن الفتيا منه.

هذا الإمام لم يجد مخرجاً لوكيع (على ضخامة علمه) برواية واحدة إلى أي من الصحابة فيها ما جاء في الرواية المزعومة.
ولو كان يعرف رواية واحدة تؤيد ما ذكره وكيع ما احتاج إلى قول غير الحقيقة من أجل خلاص صاحبه.

فلو كان هذا الخبر له أصل، أو إسناد ما تأخر أي من الإمامين وكيع وسفيان من ذكره، هذا ليخلص نفسه، وهذا ليخلص صاحبه من الموت.
لم يجد وكيع إسناداً لروايته وهو إمام في الحديث
وكذلك لم يجد سفيان من الروايات ما يدفع عن صاحبه وهو إمام في الحديث..

حتى لام الإمام الذهبي وكيعاً ( كما في سير أعلام النبلاء) أن يروي هذه الرواية وهو من هو في العلم فقال: فهذه زلة عالم فما لوكيع ولرواية هذا الخبر المنكر المنقطع الإسناد.
فالأمة كلها بعلمائها لا يعرفون هذا الخبر... ولا حتى الذي يرويه يعرف له إسناداً متصلاً... .
إذن القصة نفسها شاهدة بضعف الخبر، لمن تدبر وعقل.

والعجب أن تكون هذه شبهة للنصارى على نبينا صلوات ربي وسلامه عليه...
فرسولنا حتى لو مات وتغير.. فهو بشر رسول... أدى رسالته ثم أفضى إلى الله يسري عليه ما يسري على الناس... كما ذكر الذهبي في (النبلاء) وكما في قال الألوسي في الجواب الفسيح.
فإنه لو كان هناك كذاب عاقبه الله على كذبه....لكان الكذاب هو .. ذلك المصلوب الذي عبده النصارى..

فلو صح أن المصلوب ادعى الألوهية وقال أنه إله، أو أنه هو الله، فإن دليل كذبه كسر عظامه وطعن بطنه،...وصفع الذين دعاهم لعبادته قفاه... وبصقهم وجهه... ثم السخرية به، وخوار قواه التي زعم أنها التي أتقنت العوالم وخلق بها البشر فإذا هو لا يستطيع أن يحمل بها الصليب الذي سيعلقه بعد ذلك عليها عباده الكافرون به، بعد مافر عنه المؤمنون به!!!

انتهى

فارس السنة
01-13-2010, 09:02 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

جزاك الله خيرا أخى وإنى قد قرأت ما فى حراس العقيدة أما بعد:

لى تعقيبان:

أولا: بالنسبة لأثر الحسن:-
عبد الوهاب ابن عطاء ليس ضعيفا.
وأرجو ذكر الراجح فى مراسيل الحسن.

ثانيا:بالنسبة لحديث على رضى الله عنه:"غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم..............."الحديث.
هذا الحديث قد أعله الوادعى رحمه الله رغم أن الألبانى وابن الملقن والنووى قد صححوه عليهم جميعا رحمة الله.
فما الراجح فى ذلك؟

وجزاكم الله خيرا.

الاشبيلي
01-14-2010, 11:42 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

جزاك الله خيرا أخى وإنى قد قرأت ما فى حراس العقيدة أما بعد:

لى تعقيبان:

أولا: بالنسبة لأثر الحسن:-
عبد الوهاب ابن عطاء ليس ضعيفا.
وأرجو ذكر الراجح فى مراسيل الحسن.

ثانيا:بالنسبة لحديث على رضى الله عنه:"غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم..............."الحديث.
هذا الحديث قد أعله الوادعى رحمه الله رغم أن الألبانى وابن الملقن والنووى قد صححوه عليهم جميعا رحمة الله.
فما الراجح فى ذلك؟

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي انا لم اقل انه ضعيف متروك ولكنه ليس بالقوي واحاديثة فيها مناكير وهذا اكيد احد احاديثة

واليك عنه من خلال كتب الرجال والجرح والتعديل

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، أبو نصر العجلى مولاهم البصرى ( سكن بغداد )
الطبقة : 9 : من صغار أتباع التابعين
الوفاة : 204 و يقال 206 هـ
روى له : عخ م د ت س ق ( البخاري في خلق أفعال العباد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا فى العباس يقال دلسه عن ثور
رتبته عند الذهبي : له ما ينكر فى العباس ، قال أحمد : عالم بسعيد ، و قال البخارى و النسائى : ليس بقوى ، و قال ابن معين : ثقة
رواة التهذيب
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف البصري صدوق معروف من طبقة أبي أسامة قال البخاري كان يدلس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير
طبقات المدلسين
لابن حجر
عبد الوهاب بن عطاء أبو نصر العجلي الخفاف البصري عن سليمان التيمي وحميد وسعيد وعنه أحمد وإسحاق الكوسج والحارث بن محمد قال أحمد عالم بسعيد وقال البخاري والنسائي ليس بالقوي وقال بن معين ثقة مات في آخر 204 وله ما ينكر في العباس
الكاشف
للذهبي

نا عبد الرحمن نا على بن الحسين بن الجنيد قال سمعت بن نمير عبد الوهاب بن عطاء قد حدث عنه أصحابنا نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن عبد الوهاب بن عطاء فقال يكتب حديثه محله الصدق قلت هو أحب إليك أو أبو زيد النحوي في بن أبى عروبة فقال عبد الوهاب وليس عندهم بقوي الحديث نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عبد الوهاب الخفاف فقال روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور وذكر ليحيى بن معين هذين الحديثين فقال لم يذكر فيهما الخبر
الجرح والتعديل
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف حدثني محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد قال سمعت أحمد بن حنبل قال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ضعيف الحديث مضطرب
ضعفاء العقيلي
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر ليس بالقوي
الضعفاء والمتروكين
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ليس بالقوي عندهم
الضعفاء الصغير
عو عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ذكر الذهبي في ميزانه في ترجمته حديثا في فضل العباس قال فلعل الخفاف دلسه واتى بلفظه عن انتهى وقال العلائي في عبد الوهاب بن عطاء عن الخطيب انه كان يدلس
التبين لااسماء المدلسين



بالنسبة طلبك


وأرجو ذكر الراجح فى مراسيل الحسن.

ممكن تراجع ملتقى اهل الحديث

لانها تتطلب جهد كبير ولا يتوفر لدي الوقت الكافي لذلك



ثانيا:بالنسبة لحديث على رضى الله عنه:"غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم..............."الحديث.
هذا الحديث قد أعله الوادعى رحمه الله رغم أن الألبانى وابن الملقن والنووى قد صححوه عليهم جميعا رحمة الله.
فما الراجح فى ذلك؟


اما هذا الحديث فقد ورد في

سنن ابن ماجه 471 /1
1467

حدثنا يحيى بن خذام . حدثنا صفوان بن عيسى . أنبأنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب
: - قال لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت فلم يجده . فقال بأبي الطيب . طبت حيا وطبت ميتا
في الزوائد هذا إسناده صحيح ورجاله ثقات . لأن يحيى بن خذام ذكره ابن حبان في الثقات . وصفوان ابن عيسى احتج به مسلم . والباقي مشهورون


قال الشيخ الألباني : صحيح

وفي المستدرك للحاكم 61/1

4397 - حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا إبراهيم بن نصر الرازي و إبراهيم بن ديزيل قالا : ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي رضي الله عنه قال : غسلت رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا و كان طيبا حيا و ميتا صلى الله عليه وسلم
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه

تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم

وايضا في المستدرك1/515

1339 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال : قال علي بن أبي طالب : غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا و كان طيبا صلى الله عليه و آله و سلم حيا و ميتا ولي دفنه و إجنانه دون الناس أربعة : علي و العباس و الفضل و صالح مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم و لحد رسول الله صلى الله عليه و سلم لحدا و نصب عليه اللبن نصبا

وسنن البيهقي 3/388

6419 - وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا عبد الرحمن بن حمدان بهمدان ثنا إبراهيم بن نصر الدارمي وإبراهيم بن ديزيل قالا ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي رضي الله عنه قال : غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم


كذلك سنن البيهقي 4/53

6834 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم وولي دفنه وأجنانه دون الناس أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ولحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحدا ونصب عليه اللبن نصبا



اذا نظرنا الى رواية ابن ماجة فأنهم كلهم ثقات عدا يحيى بن خذام مقبول

الاشبيلي
01-14-2010, 12:00 PM
روى ابن اسحق عن عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما : أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ولوا غسل النبى ....... فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي يقول بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت)

و كذا أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/281) و المتقى الهندى فى كنز العمال 18783


شواهد الحديث السابق

2357 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال : لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في البيت الا أهله عمه العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولى الأنصاري ثم أحد بنى عوف بن الخزرج وكان بدريا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له يا علي نشدتك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال له علي ادخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يل من غسله شيئا قال فأسنده إلى صدره وعليه قميصه وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء وجعل على يغسله ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يراه من الميت وهو يقول بأبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يغسل بالماء والسدر جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت ثم أدرج في ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين وبرد حبرة ثم دعا العباس رجلين فقال ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة قال ثم قال العباس لهما حين سرحهما اللهم خر لرسولك قال فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم

تعليق شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبدالله ... . وذكر شواهده وكان فيما قال : وقصة تكفينه ( صلى الله عليه وسلم ) في ثوبين أبيضين وبرد حبرة لها شواهد مرسلة عند ابن سعد لكنها مخالفة لما في الصحيح أنه ( صلى الله عليه وسلم ) كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية

مسند احمد

فارس السنة
01-14-2010, 08:30 PM
جزاك الله خيرا وسأذكر لك ما قاله الوادعى رحمه الله إن شاء الله تعالى

فارس السنة
01-14-2010, 08:33 PM
غسلت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجعلت أنظر ما يكون من الميت ، فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

المصدر: أحاديث معلة - الصفحة أو الرقم: 311

قال الوادعى رحمه الله:

"إذا نظرت إلى سنده و جدته صحيحا على شرط الشيخين لكن قال الدارقطني المرسل أصح وهذه الرواية تعتبر من رواية البصريين عن معمر وفيها ضعف".

الاشبيلي
01-18-2010, 12:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأحاديث المرسلة أحاديث ضعيفة ولا يحتج بها

واليك هذه النبذه عنها من بحث للشيخ مظفّر رزق
الموصل ـ العراق.


القول الفصل في العمل بالحديث المرسل

1- توطئـة:
الحمد للّه الذي أنزل أحسن الحديث، وأودع درر بيانه في محكم الحديث، فكرّم هذه الأمة - زادها الله شرفا - بالاعتناء بتدوين ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفظاً له على تكرر العصور والآباد. ونصب جهابذة من الحفاظ والنقاد، وجعلهم دائبين في إيضاح ذلك في جميع الأزمان والبلاد، باذلين وسعهم مستفرغين جهدهم في ذلك جماعات وآحادا.
والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، وخُصّ ببدائع الحكم، سيدنا محمد المصطفى بتعميم دعوته ورسالته، المفضل على الأولين والآخرين من بريته، المشرّف على العالمين قاطبة بشمول شفاعته، المخصوص بتأييد ملّته وسماحة شريعته، المكرم بتوفيق أمته للمبالغة في إيضاح منهاجه وطريقته.
أما بعد... فإن اللّه سبحانه وتعالى فضل هذه الأمة بشرف الإسناد، وخصها باتصاله دون من سلف من العباد، وأقام لذلك في كل عصر من الأئمة الأَفراد، والجهابذة النقاد، من بذل جهده في ضبطه وأحسن الاجتهاد، فظفر بنيل المراد وذلك من معجزات نبينا - صلى الله عليه وسلم - التي أخـبر بوقـوعها فقال صلى الله عليه وسلم: "تسمعـون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم". (رواه أبو داود بإسناده في سننه).
فبـاتصال الإسناد عرف الصحيح من السقيم، وصان اللّه هذه الشريعة عن قول كل أفّاك أثيم، فلذا كانَ الإرسال في الحديث علة يترك بها، ويتوقف عن الاحتجاج به بسببها, لما في إبهام المروى عنـه من الغرر، والاحتجاج المبني على الخطر، وقد اختلف العلماء قديماً وحديثاً فيه وكثرت أقوالهم، وتباينت آراؤهم، وتعارضت أفعالهم.
فعمدت في عملي هذا إلى إيضاح ما هو إلى الصواب أقوم المسالك، جامعاً فيه بين طريقة أهل الحديث وأئمة الأصول، والفقهاء الذين في الرجوع إليهم أنفس حصول، ذاكراً من المنقول ما أمكن الوصول إليه، ومن المباحث النظرية ما يعول عند التحقيق عليه، مميزاً في ذلك الغث من السمين، مبيِّناً ما هو الضعيف من المتين.
2 - المقدمـة :
يعرف علم الحديث الخاص بالرواية بأنه: علمٌ يعرف به أقوال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله، وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها. وعلم الحديث الخاص بالدراية: علم يعرف منه حقيقة الرواية، وشروطها وأنواعها وأحكامها، وحال الرواة وشروطهم، وأصناف المرويات وما يتعلق بها .
والمتن: هو ألفاظ الحديث التي تتقن بها المعاني، والسند: هو الطريق الموصلة إلى المتن (أي أسماء رواته مرتبة). أما الإسناد: فهو حكاية طريق المتن.
إن متن الحديث نفسه لا يدخل في البحث عند أرباب الحديث إلا نادراً، بل يكتب صفته من القوة والضعف، بحسب أوصاف الرواة من العدالة والضبط والحفظ وخلافها، أو بحسب الإسناد من الاتصال والانقطاع والإرسال والاضطراب ونحوها.
وأول من صنف في الاصطلاح القاضي أبو محمد الرامهرمزي بكتابه (المحدث الفاصل) وتلاه الحاكم أَبو عبد اللّه النيسابوري، لكنه لم يهذب ولم يرتب، وتلاه أبو نعيم الأصفهاني، ثم جاء بعدهم الخطيب البغدادي فوضع قوانين الرواية في كتابه (الكفاية) إلى أن جاء الحافظ الإمام ابن الصلاح فوضع كتابه الشهير، فهذب فنونه وجمع به علوم سابقيه فكان من أئمة هذا الشأن.

يتبع..........

الاشبيلي
01-18-2010, 12:27 PM
لا تخرج أنواع الحديث عن ثلاثة: حسن صحيح، وحسن، وضعيف؛ لأنـه إن اشتمل من أوصاف القبول على أعلاها فالصحيح، أو على أدناها فالحسن، أو لم يشتمل على شيء منها الضعيف.
وقد صنف العلماء كالحاكم وابن الصلاح والنووي، الحديث المرسل ضمن الأحاديث الضعيفة لما فيه من انقطاع في السند، واختلفوا فيه بين قبول ورد وتفصيل. وقد عرف المرسل بأنه: ما سقط منه الصحابي، كقول نافع قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كذا، وهو المشهور عند المحدثين. وقد يطلق المرسل على الحديث الذي قد سقط راو من رواته فيدخل فيه المعضل والمنقطع، وهو رأي الفقهاء والأصوليين، ومما يشهد للتعميم قول ابن القطان: "إن الإرسال رواية الرجل عمن لم يسمع منه".
والمرسل على مراتب:
- أعلاها: ما أرسله صحابي ثبت سماعه.
- ثم صحابي له رؤية فقط ولم يثبت سماعه.
- ثم المخضرم.
- ثم المتقن كسعيد بن المسيب.
- ويليها من كان يتحرى في شيوخه، كالشعبي ومجاهد.
- ودونها مراسيل من كان يأخذ عن كل أحد كالحسن.

- أما مراسيل صغار التابعين كقتادة، والزهري، وحميد الطويل، فإن غالب رواية هؤلاء عن التابعين.
قال أبو داود في رسالته: "وأما المراسيل فقد كان أكثر العلماء يحتجون بها فيما مضى مثل سفيان الثوري، ومالك، والأوزاعي. حتى جاء الشافعي- رحمه الله- فتكلم في ذلك وتابعه عليه أحمد وغيره". وقد وضعت قواعد معينة من قبل الفقهاء والأصوليين لتمييز المرسل المقبول والمردود لحفظ شطر السنة من الإهمال وإثراء الأحكام الشرعية بما تحويه هذه الأحاديث من أحكام ورقائق.
يتلخص في الاحتجاج بالمرسل عدة أقوال:
1- حجة مطلقا.
2- لا يحتج به مطلقاً.
3- يحتج به إن أرسله أهل القرون الثلاثة.
4- يحتج به إنْ لم يرو إلا عن عدل.
5- يحتج به إن أرسله صحابي.
صنف في المراسيل أبو داود، ثم أبو حاتم، ثم البرديجي، ثم الخطيب البغدادي، ثم النووي، ثم الحافظ العراقي. ومن المتأخرين الحافظ أبو سعيد العلائي، والعجمي، وابن الهادي.
(3) الإرسال بين اللغة والاصطلاح:
المرسل وجمعه مراسيل بإثبات الياء وحذفها أيضاً، وأصله من (رسل) التي تحمل عدة معاني حسب إشتقاقاتها اللغوية.
ا- تقول: (أرسل): (أطلق وأهمل) فكأن المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف ، أو أهمل ذكر راوٍ من رواة الإسناد.
2- (استرسل): الطمأنينة إلى الإنسان والثقة فيما يحدثه . وكأنَّ التابعي الذي قد ذكر الحديث اطمأن ووثق بصحة ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ووثق بمن أخذ الحديث عنه، فلم يذكـره. قال القرافي في (شرح التنقيح): "إنه ما سكت عنه (الراوي) إلا وقد جزم بعدالته، فسكوته كإخباره بعدالته" .


3- أرسل الحديث: لم يقيده وكأن الراوي لم يقيد روايته باتصال الإسناد فأسقط ذكر الصحابي الذي تحمله عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -.
4- مرسال: يقال: ناقة مرسال أي سريعة السير ؛ فكأن المرسل أسرع فيه عَجِلاً فحذف بعض إسناده.
5- أرسالاً: جاء القوم أرسالا أي قطعاً متفرقـين , قال ابن سيده: الرَّسَل بفتح الراء والسين: القطيع من كل شئ والجمع أرسال، وجاءوا رسلة أي جماعة، فكأنه تصور من هذا اللفظ الاقتطاع، فقيل للحديث الذي قطع إسناده وبقي غير متصل: مرسل، أي كل طائفة منهم لم تلق الأخرى ولا لحقتها .
هذا ما يتعلق بهذا اللفظ من حيث اللغة، وأما من ناحية الاصطلاح فلتعريف الحديث المرسل ومعرفة حده ينبغي علينا التمييز بينه وبين المنقطع والمعضل. أما المنقطع فقد ذهب الفقهاء والخطيب وابن عبد البر وغيرهم من المحدثين أن المنقطع ما لم يتصل إسناده على أي وجـه كان انقطاعه، وأكثر ما يستعمل في رواية منْ دون التابعي عن الصحابي. وقيل: هو ما اختل منه رجل قبل التابعي محذوفاً كان أو مبهماً . والمعضل- وهو بفتح الضاد- يقولون: (أعضله معضل) وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر .
لقد عَرَّف الحاكم الحديث المرسل فقال: "إنّ مشايخ الحديث لم يختلفوا في أنَّ الحديث المرسل: هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي، فيقول التابعي: "قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلّم- . وهكذا عبر ابن الصلاح تبعاً للحاكم.
يقتضي كلام الحاكم أن إرسال صغـار التابعين ومتأخريهم يلحق بالمرسل، وإن كان ما يروون عمن أدركوه من الصحابة يسيراً، وجل رواياتهم إنما هي عن التابعين.
إنّ خلاصة أقوال المحدثين في الحديث المرسل بأنه: ما رواه التابعي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- باتفـاق على التابعي الكبـير, واختـلافهم في التابعي الصغير هل هو مرسل أو منقطع. وقد وافق المحـدثـين جماعـة من الأئمـة كابن فورك، أبي نصر بن الصباغ، أبى المظفر بن السمعاني، وكذلك القرافي.
أما مشايخ أهـل الكوفة فيقول الحاكم عنهم: "بأن كل من أرسل الحديث من التابعين وأتباع التـابعين ومن بعـدهم من العلماء فإنـه عنـدهم مرسل محتج به" . وهذا قول معظم الحنفية إلا من أطلق الإرسال على قول الراوي من الأعصار الثلاثة الأولى: قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه "الكفاية": "لا خلاف بين أهل العلم أن إرسال الحديث الذي ليس بمدلس، هو راوية الراوي عمن لم يعاصره أو لم يلقه، نحو رواية سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير ومحمد بن المنكدر والحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة وغيرهم من التابعين عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بمثابته في غير التابعين نحو رواية ابن جريج عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة ورواية مالك بن أنس عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ورواية حماد بن أبي سليمان عن علقمة, وكذلك رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه كرواية سفيان الثوري، وشعبة عن الزهري، وكان نحو ذلك ما لم نذكره، فالحكم في الجميع عندنا واحد .
والمشهور في الفقه والأصول أن (المرسل قول الإمام) لما من أئمة النقل وهو من له أهلية الجرح والتعديل (الثقة قال: عليه الصلاة والسلام) كَذا مقول القول (مع حذف من السند وتقييده) أي القائل أو الإمام القائل (بالتابعي أو الكبير منهم) أي كعبد اللّه بن عدي وقيس بن أبى حازم (إصطلاح) من المحدثين فدخل في التعريف (المنقطع) بالاصطلاح المشهور للمحدثين (والمعضل) المشهور عندهم . وهو كقول الخطيب وبه قال الشيخ موفق الدين الحنبلي في الروضة والآمدي في الأحكام والغزالي في المستصفى .
من استقراء ما ذكرناه يبدو بأن اصطلاح المرسل لما ذكر من حيث اللغة ممكناً، وعلى هذا هو والمنقطع سيان لغة واصطلاحاً، ويبدو بأن المنقطع أكثر عموماً- وبه قال ابن عبد البر- عن المرسل إذ أن الأول يتحدد بكل ما لم يتصل سنده سواء كان يعزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى غيره، أمّا الثاني فهو ما أرسله التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمحدثون كما ذكرنا سابقاً يفصلون بين المرسل والمنقطع ويجعلون بينهم اختلافاً واضحاً.
وقد جعل الحنفية وإمام الحرمين المعضل والمرسل سواء، وعند الجمهور يعتبر المعضل أخص، وعندنا المعضل والمرسل متباينان.
(4) مذاهب العلماء في قبول الحديث المرسل والعمل به أو رده:
وقد اختلف العلماء في قبول الحديث المرسل بين القبول مطلقاً والرد مطلقاً أو التفصيل فيه.
ويرجع الخلاف في هذه المسألة إلى القواعد المتبناة من أئمة الأصول والفقهاء في أصـول الروايـة.
أولها: قبول رواية المجهول العدالة والاحتجاج به.
وثانيها: هل أن مجرد روايـة العـدل عن غيره تعـديـل له أم لا؟.
وثالثها: قول الراوي: حدثني منِ لا أتهم أو نحو ذلـك هل يحتج به إذا لم يسمعـه أم لا؟.
ورابعها: هل يقبل التعديل مطلقاً أم لابد من ذكر سببه، وهل يشترط عدد معين في التعديل؟.
إن استقراء هذه القواعد ومناقشتها لتبيين ما هو الحق منها، فتخرج في قبول المرسل أورده إطلاقاً أو التفصيل في ذلك.
أ- المذهب الأول: قبول المرسل:
ممن قال بقبـول الحـديث المرسل والعمـل به: مالـك بن أنس، وأبو حنيفة، وجمهور أصحابهما, وأكثر المعتزلة كأبي هاشم، وأحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه وابن القيم وابن كثير وغيرهم، ولهم في قبوله أقوال:
• أولها: قبـول كل مرسـل سواء بعـد عهده وتأخر زمنه عن عصر التابعين حتى مرسل العصور المتأخرة، وهذا توسع غير مقبول، ومردود بالإجماع في كل عصر، ولو عمل به لزالت فائدة الإسناد وبطلت خصِّيصة هذه الأمة.
ثانيها: قبـول مراسيـل التـابعـين وأتباعهم مطلقاً، قال ابن الحنبلي في "قفو الأثر: "والمختار في التفصيل قبول مرسل الصحابي إجماعاً، ومرسل أهل القرن الثاني والثالث عندنا (الحنفية) وعند مالك مطلقاً . ومن الحجج لهذا القول: أن احتمال الضعف في التابعين لاسيما بالكذب بعيـد جداً، فإنه صلى الله عليه وسلم أثنى على عصر التابعين، ثم للقرنين الذين يلونه، فإرسال التابعي وبقية القرون الثلاثة بالجزم من غير وثوق بمن قاله، مناف لها.
واوسع من هذا قول عمر- رضي اللّه عنه - "المسلمون عدول، بعضهم على بعض، إلا مجلودا في حد، أو مجرباً عليه شهادة زور، أو ظنياً في ولاء أو قرابة".
إلا إن كان المرسل معروفاً بالإرسال عن غير الثقات، فإنه لا يقبل مرسله. وأما بعد العصر الثالث، فإن كان المرسل من أئمة النقل قبل مرسله , وهو قول عيسى بن إبان، أبـو بكـر الـرازي والبز دوى وأكثر المتأخرين من الحنفية، وقال القاضي عبد الوهاب المالكي: "هذا هو الظاهرمن المذهب عندي" .
• وثالثها: قبـول إرسـال التـابعين على اختلاف طبقاتهم، وهو قول مالك وجمهور أصحابه، وأحمد بن حنبل, وكل من يقبل المرسل من أهل الحديث.
• ورابعها: قبـول مراسيل كبار التابعين دون صغارهم لقلة روايتهم عن الصحابة كـما حكاه ابن عبد البر في التمهيد.
واختلف القائلون بقبـول المرسل في طبقتـه هل هو أعلى من المسند، أو دونـه، أو مثله؟. والقائلون بأنـه أرجـح وأعلى من المسند، وجّهوه بأن من أسند فقد أحالك على إسناده، والنظر في أحوال رواته والبحث عنهم، ومن أرسل مع علمه ودينه وإمامته وثقته فقد قطع لك بصحته وكفاك النظر فيه. قال القرافي في شرح التنقيح: "إن المرسل أقوى من المسند بهذا الطريق؛ لأن المرِسل- بكسر السن- قد تذمم الراوي وأخذه في ذمته عند اللّه تعالى، وذلـك يقتضي وثوقـاً بعدالته، وأما إذا أسند فقد فوّض أمره للسامع، ينظر فيه، ولم يتذممه، فهذه الحالة أضعف من الإرسال" .
وساوى بين المرسـل والمسند في وجوب الحجة والقبول محمد بن جرير الطبري، وأبو فرج المالكي، وأبو بكر الأبهري، وعندهم متى تعارض مدلول حديث مرسل وآخر مسند فلا ترجيـح إلا بأمر آخر خارجي. وقد قدم أكثر محققي المالكية والحنفية كأبي جعفر الطحاوي، وأبي بكر الرازي بتقديم المسند على المرسل عند التعارض، وأن المرسل دون المسند بالرغم من قبوله والعمل به.

يتبع.........

الاشبيلي
01-18-2010, 12:37 PM
- ب - المذهب الثاني: رد المرسل:
قال الإمام مسلم- رحمه الله- في مقدمة صحيحه: "والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة" .
وهو قول عبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وابن المديني وأبي خيثمة زهير بن حرب ويحي بن معين وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم من أئمة الحديث .
قال ابن أبى حاتم: "سمعت أبي وأبـا زرعـة يقـولان: لا يحتـج بالمراسيل ولا لقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة" . وهو قول جمهور الشافعية واختيار إسماعيل القاضي وابن عبد البر وغيرهما من المالكية والقاضي أبي بكر الباقلاني وجماعة كثيرون من أئمة ا لأصول.
والحجـة في رد المرسل هو أنا إذا قبلنا خبر من لا نعلم حاله في الصدق والعدالة ممن حالـه على خلاف ذلـك، فنقول على الدين والشرع ما لم نتحقق من صحته، قال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}, وقال عز وجل: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
وروى الحاكم في كتابه (علوم الحديث) عن يزيد بن هارون قال: "قلت لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل هل ذكر الله عز وجل أصحاب الحديث في القرآن؟" قال: "نعم، ألم تسمع إلى قوله عز وجل: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ}, فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه"، وقال الحاكم: "في هذه الآية دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع دون المرسل" .
ومن الأدلة على رد المرسل ما رواه أبو داود في سننه في حديث عن ابن عباس- رضي اللّه عنهـما- قال: قال رسـول اللّه صلى الله عليه وسلم : "تسمعـون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم". وما رواه الشافعي- رحمه اللّه - قال: قال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها". والحـديثـان دلا على أن شأن الروايـة اتصال الإسناد، فمتى جوزنا للفـرع قبـول الحـديث من شيخـه من غير وقـوف على اتصال السند الذي تلقاه شيخه أدى ذلك إلى اختلال السند لجواز أن يكون هذا الساقط غير مقبول الرواية، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.
قال الإمام ابن عبد البر: "الحجة في رد الإرسال ما أجمع عليه العلماء من الحاجة إلى عدالة المخبر عنه، وأنه لابد من معرفة ذلك، فإذَا حكى التابعي عمن لم يلقه لم يكن بد من معرفة الواسطة، إذ قد صح أن التابعين أو كثيرا منهم رووا عن الضعيف" .
وقـال الحـافظ أبو بكر الخطيب: "إرسال الحـديث يؤدي إلى الجهل بعين راويه ويستحيل العلم بعدالته مع الجهل بعينه" .
هذا وقد وجد بعد الصحابة من القرنين، من وُجدت فيه الصفات المذمومة، لكن بقلة، بخـلاف من بعـد القرون الثلاثـة، إذ كثر آنذاك وانتشر، وقد روى الشافعي- رحمه اللّه - عن عمه: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه، قال: "إِني لأسمع الحديث أستحسنه، فـما يمنعني من ذكره إلا كراهية أي يسمعه سامع فيقتدي به، وذلك أني أسمعه من الرجل لا أثق به وقد حدث به عمن أثق به، أو أسمعه من الرجل أثق به، قد حدث عمن لا أثق به". وهذا كما قال ابن عبد البر: "يدل على أن ذلك الزمان, أي زمان الصحابة والتابعين كان يحدث فيه الثقة وغيره".
ج - المذهب الثالث: التفصيل في المرسل:
للاحتجاج بالحديث المرسل عمد الفقهاء والأصوليون إلى اعتماد معيار لنقد الحديث المرسل وتمحيصه للتأكد من صلاحيته في استنباط الأحكام الشرعية.
قال الإمام الشافعي- رحمـه الله -: "وأحتجُّ بمرسل كبار التابعين، إذا أسند سن جهة أخـرى، أو أرسله من أخـذ من غير رجال الأول، أو وافق قول الصحابي، أو أفتى أكثر العلماء بمقتضاه" . أما أئمة الجرح والتعديل كيحي بن سعيد القطان وعلى بن المديني وغيرهما فوضعا قاعدة للتفصيل في قبول وردّ الحديث المرسل وذلك في التفريق بين من كان لا يرسل إلا عن ثقة، وبين من يعـرف بإرساله عن كل أحد سواء كان ثقة أم ضعيفاً، فيقبل مرسل الأول ويرد مرسل الثاني. قال ابن أبى حاتم في بداية كتابه (المراسيل): "كان يحي بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً، ويقول هو بمنزلة الريح" .
إن عدالـة كبـار التابعين كسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح ومكحول وأمانتهم تحول دون روايتهم عن غير الثقة, فلا يستجيز هؤلاء الجزم بحديث إلا بعد التأكد من ثبوته وعدم وجود ما يقتضي القدح في المرسل, والدليل على ذلك ما جاء عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنـه كان يرسل إلى سعيـد بن المسيب يسألـه عن قضايا أبيه عمر- رضي اللّه عنه- وأحكـامـه مع علمـه بأنـه لم يدركه ولم يختلف عليه اثنان في قبولها منه مرسلة، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله: "إذا لم يقبل سعيد بن المسيب عن عمر فمن يقبل" .
وإذا جاء المرسـل من وجهـين، وكل من الراويين أخذ العلم عن شيوخ الآخر، فهذا يدل على صدقه، فإن مثل ذلك لا يتصور في العادة تماثل الخطأ فيه وتعمد الكذب، والعادة تمنع تماثلهما في الكذب عمداً وخطأ.
قال إمام الحرمين: "إذا قال أحد أئمة الجرح والتعديل حدثني الثقة أو حدثني من لا أتهم ونحـو ذلـك وكـان ممن يقبـل تعـديله ويرجع إليه فهو مقبول محتج به بالرغم من إرساله؛ وذلك لأنه لا يقول ذلك إلا عند تحققه من ثقة ذاك الراوي وصدقه. وقد روى عروة بن الزبير لعمـر بن عبـد العـزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له" فأرسله ولم يسنده، فقـال له عمر بن عبـد العزيز: "أتشهد على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بذلك؟" فقال: "نعم أخبرني بذلك العدل الرضي", فلم يسم مَنْ أخـبره، فاكتفى منه عمر بن عبد العزيز بذلك.
فالقول المختار في التفصيل هو أن من عرف من عادته أنه لا يرسل إلا عن ثقة عدل مشهور بذلك فمرسله مقبول ومن لم تكن عادته ذلك فلا يقبل مرسله، وبهذا القول يحصل الجمع بين الأدلة المتقدمة. فلا يمكننا إنكار قبول المرسل في الصدر الأول, وقد رد جماعة منهم الكثير من المراسيـل، فيعـزى قبـولهم إلى الثقة بمن يرسل الحديث, وإلى هذا أشار ابن عباس- رضي اللّه عنهـما - قال: "كنـا إذا سمعنا أحـدنـا يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف".
وأما من يرسل عن غير المشهورين، وإن كانوا عنده ثقات فاحتمال جواز كونه ضعيفاً يبقى قائـماً، ويندفـع هذا الاحتمال ببعض الـوجوه التي قالها الإمام الشافعي- رحمه اللّه- وبدونه لا يمكن اعتماد هذا المرسل.
(5) رواة المراسيل والموارنة بينهم:
قال الحاكم: "وأكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة عن ابن المسيب، ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح، ومن أهل البصرة عن الحسن البصري، ومن أهل الكوفة عن إبراهيم النخعي، ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال، ومن أهل الشام عن مكحول" .
وقد صحح المحدثون مراسيل بعض الأئمة من التابعين، فمراسيل ابن المسيب في مقدمـة المراسيل، قال الحاكم: "وأصحهـا مراسيل ابن المسيب لأنه من أولاد الصحابة، وأدرك العشـرة، وفقيه الحجاز ومفتيهم، وأول الفقهـاء السبعة الذين يعتد مالك بإجماعهم كإجماع كافة الناس" . أما مراسيل الشعبي، فقال أحمد العجلي: "مرسل الشعبي صحيح، لا يكـاد يرسل إلا صحيحـا" . ومراسيل إبراهيم النخعي صحيحـة إلا حديث "تـاجر البحرين" و "حديث القهقهة" .
وينبغي أن يكـون مرسل شريـح القاضي أيضـاً صحيحـاً كمراسيـل ابن المسيب والنخعي، فإنـه مخضـرم ثقـة من أجل التـابعـين الكبـار. أمـا مرسلات الحسن فقال ابن المـديني: "مرسـلات الحسن التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها" ، وكذا مراسيل ابن سيرين صحاح أيضا.
وممن أرسل الحديث من ثقات التابعين: سعيد بن جبير، مجاهد، طاووس، عمرو بن دينـار، ومرسـلات مالك بن أنس أصحهم. واختلف في مراسيل الزهري لكن الأكثر على تضعيفها، قال يحي بن معين: "مراسيل الزهري ليست بشيء، وهو قول الشافعي أيضاً" .
خاتمـة:
لقد تنازع الناس في قبول المراسيل وردها، فغالى البعض بالقبول بها مطلقاً وهذا غير مقبـول؛ لأن هذا يؤدي إلى إزالة فائـدة الإسناد، وغالى الآخرون برد المرسل مطلقاً، فرد بذلك شطراً من السنة ومصدراً من مصادر الأحكام الشرعية.
وأصح الأقوال أنّ منها المقبول، ومنها المردود، ومنها الموقوف، فمن علم أنه حاله أنه لا يرسل إلا عن ثقة: قُبل مرسله، ومن عرف أنه يرِسل عن الثقة وغير الثقة، فإن إرساله عمن لا يعرف فهو موقوف، وما كان ومن المراسيل مخالفاً لما رواه الثقات كان مردودا.
إنّ معيـار نقد الحـديث المرسـل الذي تبنّاه كبار الفقهاء والأصوليين، كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والغزالي، والآمدي، وغيرهم- رحمهم اللّه - يؤكد على:
1- اعتضاد المرسل بمسند بآخر.
2- اعتضاد المرسل بمرسل آخر بمعناه عن آخر، فيدل على تعدد المخرج.
3- موافقة قول بعض الصحابة للمرسل.
4- أن يكون قول أكثر أهل العلم به.
فإذا اعتضد المرسل المروى عمن يرون عن الثقات بأحد هذه الأربعة دل على حجة صحته وإمكانية اعتماده في استنباط الأحكام الشرعية.
ا لمرا جـع
(1) ابن منظور: لسان العرب، الجزء الحادي عشر، 1375 هـ، الطبعة الأولى، دار صادر- بيروت.
(2) ابن همام الـدين، كـمال الـدين محمد بن عبد الواحد. التحرير. الطبعة الأولى. 1351 هـ. مطبعة بابي الحلبي- القاهرة.
(3) الشيخ أحمد رضا: معجـم متن اللغة. الجزء الأول، الطبعة الأولى. 1377هـ. دار مكتبة الحياة- بيروت.
(4) أحمد بن فارس بن زكريا: معجـم مقاييس اللغة. الجزء الأول. الطبعة الأولى. 1366 هـ. دار إحياء الكتب العربية- القاهرة.
(5) الآمـدي، سيف الـدين أبي الحسن على بن أبى على بن محمـد: الإحكام في أصول الأحكام. الجزء الثاني. 1387 هـ. مؤسسة الحلبي وشركاؤه- القاهرة.
(6) البغدادي، الخطيب: الكفـايـة في علم الروايـة. الطبعة الأولى. 1347 هـ- حيدر آباد الدكن.
(7) الزييـدى: تاج العـروس. الجزء السابع. الطبعة الأولى. 1306 هـ. دار ليبيا للنشر والتوزيع - ليبيا.
(8) الزيلعي: نصب الـرايـة في تخريج أحاديث الهداية. الجزء الأول. 1357 هـ. دار المأمون.
(9) السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن: فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي. الطبعة الأولى، 1388 هـ، المكتبة السلفية - المدينة المنورة.
(10) العـلائي، الحـافـظ صلاح الـدين أبى سعيـد خليـل بن كيكلدى، جامـع التحصيل في أحكام المراسيل. الطبعة الأولى. 1398 هـ. الدار العربية للطباعة - بغداد.
(11) السيوطي، الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر: تدريب الراوي شرح تقريب النووي. الطبعة الثانية. 1385 هـ. دار الكتب الحديثة – القاهرة.
(12) النووي. الحافظ محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف. التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير. الطبعة الثانية، 1385هـ. دار الكتب الحديثة - القاهرة.
(13) المـؤلف نفسـه: المجموع شرح المهذب، الجزء الأول. الطبعة الأولى. بدون تاريخ. مطبعة العاصمة - القاهرة.
(14) النيسـابـوري، الإمام الحاكم أبو عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، معرفة علوم الحديث. المكتبة العلمية - المدينة المنورة.
(15) الحنبلي، رضي الدين، قفو الأثر. 1326 هـ. مطبعة السعادة.
(16) القرافي، شرح التنقيح. الطبعة الأولى، 1306 هـ. المطبعة الخيرية القاهرة.
(17) ابن أبى حاتم، المراسيل، بدون تاريخ.
(18) القرطبي، ابن عبد البر النمري، التمهيد، الجزء الأول. 1387 هـ. ا لرباط.
(19) الـدكتـور صبحي الصالـح: علوم الحـديث ومصطلحـه. الطبعـة العاشرة. 1978. دار العلم للملايين- بيروت.
(20) القاسمي، محمـد جمال الـدين: قواعد التحديث في فنون مصطلح الحديث. الطبعة الثانية. 1380 هـ. دار إحياء الكتب العربية - دمشق.
(21) التهانـوي، ظفـرأحمـد العثـماني: قواعد في علوم الحديث. الطبعة الثالثة. 1392 هـ. دار القلم - بيروت.

الاشبيلي
01-18-2010, 01:09 PM
وأزيد على ذلك حول الحديث المرسل ومدى صحته والاحتجاج به

حكم الحديث المرسل .

قال الترمذى(1) فى ( الحديث إذا كان مرسلا فإنّه لايصح عند أكثر أهل الحديث ، قد ضعفه غير واحد منهم ... ومن ضعّف المرسل فإنه ضعّف من قِبَلِ أن هؤلإ الأئمة حدّثوا عن الثقات و عن غير الثقات )(1) آخر السنن (5\753\ كتاب العلل)


قال ابن الصلاح ثم اعلم أن حكم المرسل حكم الضعيف إلا أن يصح ّ مخرجه بمجيئه من وجه آخر .
ولهذا احتج الشافعى بمرسلات سعيد بن المسيب فإنها وجدت مسانيد من وجوه أخر ولايختص ذلك عنده بإرسال ابن المسيب

الإحتجاج بالمرسل و الحكم بضعفه هو المذهب الذى استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث و نقّاد الأثر و قد تداولوه فى تصانيفهم

قال السخاوي في فتح المغيث :" المرسل مراتب أعلاها ما أرسله صحابي ثبت سماعه ثم صحابي له رؤية فقط ولم يثبت سماعه ثم المخضرم ثم المتقن كسعيد بن المسيب ويليها من كان يتحرى في شيوخه كالشعبي ومجاهد ، ودونها مراسيل من كان يأخذ عن كل أحد كالحسن البصري ، وأما مراسيل صغار التابعين كقتادة والزهري وحميد الطويل فإن غالب رواية هؤلاء عن التابعين

موقف مالك من الإحتجاج بالمرسل و أقواله فيه :
أن المرسل ليس بحجة .


قال أبو داوود :"مراسيل مالك أ صح من مراسيل سعيد بن المسيب ومن مراسيل الحسن البصري .ومالك أصح الناس مرسلا ".
وإذا علمنا أن الشافعي اشتهر عنه رد كثير من المراسيل ، إلا مراسيل سعيد بن المسيب فقد نالت رضاه ؛ لأنه تتبعها فوجدها موصولة من طرق أخرى علمنا المنزلة العظيمة التي تحظى بها مراسيل مالك فإن أبا داوود فضلها على مراسيل ابن المسيب

كتبه الاخ الاسيف من بحث له حول الحديث المرسل من ملتقى اهل الحديث

الاشبيلي
01-18-2010, 01:17 PM
عن من روى الحسن؟؟؟؟؟ من بحث الفقير لعفو ربه
حمود بن خالد ال رميزان
القول الجلي في سماع الحسن من علي


إن عدم سماع الحسن البصري من علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال به جمع من العلماء منهم
قتادة
قال : والله ما حدثنا الحسن عن بدري واحد مشافهة( ).

أيوب السختياني
قال : ما حدثنا الحسن عن أحد من أهل بدر مشافهة( ).


يحيى بن معين
قال : لم يسمع الحسن من علي بن أبي طالب شيئا( ) .

علي بن المدين
وقال الحسن : رأيت الزبير يبايع عليا .
وقال علي بن المديني : لم ير عليا، إلا أن يكون رآه بالمدينة وهو غلام ( ).

أبو زرعة الرازي
قال أبو زُرْعَةَ : لم يَسْمَعْ الْحَسَنُ من عَلِيٍّ شيء( ) ،
وسئل أبو زرعة هل لقي الحسن أحداً من البدريين .
قال: رآهم رؤية رأى عثمان بن عفان، وعلياً
قيل له سمع منهما حديثا .
قال: لا قال: وكان يوم بويع لعلي ابن أربع عشرة سنة، ورأى عليا بالمدينة ،ثم خرج علي إلى الكوفة ،والبصرة ولم يلقه الحسن بعد ذلك( ).


الإمام الترمذي
قال : ولا نَعْرِفُ لِلْحَسَنِ سَمَاعًا من عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ، وقد رُوِيَ هذا الْحَدِيثُ عن عَطَاءِ بن السَّائِبِ عن أبي ظَبْيَانَ عن عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ عن النبي  نحو هذا الحديث وَرَوَاهُ الْأَعْمَشُ عن أبي ظَبْيَانَ عن بن عَبَّاسٍ عن عَلِيٍّ مَوْقُوفًا ولم يَرْفَعْهُ وَالْعَمَلُ على هذا الحديث عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ .قال أبو عِيسَى : قد كان الْحَسَنُ في زَمَانِ عَلِيٍّ وقد أَدْرَكَهُ وَلَكِنَّا لَا نَعْرِفُ له سَمَاعًا منه( ) .

الإمام البزار
قال : جميع ما يرويه الحسن عن علي مرسل( ) ، وذكر رحمه الله: روى الحسن عن علي ابن أبي طالب غير حديث ولم يسمع ( ) .


الإمام البيهقي :
قال : ليس فيما أورده سماع الحسن من علي ( ). وقالوا رواية الحسن عن علي لم تثبت، وأهل العلم بالحديث يرونها مرسلة ( ) .

أبو الفرج ابن الجوزي
قال : الحسن لم يسمع من علي( ).
ابن دحية
قال : لم يسمع الحسن من علي حرفا بالإجماع( ).

شيخ الإسلام ابن تيمية

وقالوا : إن الحسن صحب عليا، وهذا باطل باتفاق أهـل المعرفة، فإنهم متفقون على أن الحسن لم يجتمع بعلي وإنما أخذ عن أصحاب علي أخذ عن الأحنف بن قيس ، وقيس بن عباد ، وغيرهما عن علي وهكذا رواه أهل الصحيح .
والحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وقتل عثمان وهو بالمدينة ،كانت أمه أمة لأم سلمة فلما قتل عثمان حمل إلى البصرة وكان علي بالكوفة والحسن في وقته صبي من الصبيان لا يعرف، ولا له ذكر( ).
الإمام الذهبي
قال: وقد روى بالإرسال عن طائفة كعلي، وأم سلمة ، ولم يسمع منهما، ولا من
الحافظ ابن كثير
لا يعرف للحسن سماع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه( ).

الحافظ ابن حجر العسقلاني
قال : حديث الحسن البصري عن عَلِيٍّ مُرْسَلٌ ،قال أبو زُرْعَةَ لم يَسْمَعْ الْحَسَنُ من عَلِيٍّ شيء ( ).


فالحسن رحمه الله كان يروي عن الامام علي مرسلا وهو لم يسمع به

يتبع............

الاشبيلي
01-18-2010, 01:26 PM
هذه هي حالة مرسلات الامام الحسن البصري رحمه الله

فأن حديثة هذا منكر ضعيف جداا لثلاثة أسباب

1: الرواية وردت عند الامام وكيع منكره وقد امتحن بها رحمه الله وانكر وجودها الامام سفيان بن عيينه ولم يتكلم بها احد لا من السابقين ولا من التابعين وهذا يدل على كذبها

2: مرسلات الحسن ضعيفة كما بينا الا ما ثبت صحتها بسند او بأرسال عن ثقه عدل فما بالك بهذه الرواية

3: من نقل منه ابن سعد هذه ا لرواية هو عبدالوهاب بن عطاء الخفاف ، أبونصر العجلي مولاهم ، البصري وقد بينا رأي العلماء فيه بأنه ليس بالقوي وانه اتى بالمناكير

روى عن سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبة _وعُرف بصحبته _وابن جريج وغيرهم .
روى عنه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وآخرون .
قال أحمد : (كان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه ،كان يعرفه معرفة قديمة ) .
وقال ابن معين _ في رواية الدوري _والدارقطني والحسن بن سفيان : ( ثقة ) .
وقال ابن معين _ في رواية ابن أبي خيثمة والدارمي والدورقي _ وابن عدي : ( لا بأس به ).
وقال المروذي : قلت لأحمد بن حنبل : عبدالوهاب ثقة ؟ قال : ( تدري من الثقة ؟! ، الثقة يحيى القطان ! ) ، وقال الأثرم عنه : ( كان عالماً بسعيد ) ، أما الميموني فقال عنه : ( ضعيف الحديث مضطرب ) ! .
وقال ابن نمير والنسائي : ( ليس به بأس ) .
وقال النسائي _ أيضاً_ : ( ليس بالقوي ) .
وقال ابن سعد : ( وكان كثير الحديث ، معروفاً ، صدوقاً إن شاء الله ) .
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : ( يكتب حديثه ، محله الصدق . قلت : هو أحب إليك أو أبو زيد النحوي في ابن أبي عروبة ؟ فقال : عبدالوهاب ، وليس عندهم بقوي الحديث ! ) .
وقال الساجي : ( صدوق ، ليس بالقوي عندهم ) .
وقال البخاري : ( يكتب حديثه ، قيل له : يُحتج به ؟ قال : أرجو ، إلا أنه كان يدلس عن ثور وأقوام أحاديث مناكير ) ، وقال أيضاً : ( ليس بالقوي عندهم ، وهو مُحتمل ) .
وقال البزار : ( ليس بقوي ، وقد احتمل أهل العلم حديثه ) .
وقال عثمان بن أبي شيبة : ( ليس بكذاب ، ولكن ليس هو ممن يُتكل عليه ) .
وقال ابن نمير : ( قد حدث عنه أصحابنا ، وكان أصحاب الحديث يقولون : إنه سمع من سعيد بن أبي عروبة بأخرة ،كان شبه المتروك ! ) .
قال الذهبي في الميزان والحافظ في التقريب : ( صدوق ).
زاد الحافظ : ( ربما أخطأ ، أنكروا عليه حديثاً في العباس ، يُقال دلّسه عن ثور ).

النتيجة :
الذي يظهر لي أن ما قاله الذهبي وابن حجر هو الراجح في حاله .
لأن له بعض الأوهام التي أنزلته عن مرتبة الثقة إلا أنها ليست بالكثيرة ولا بالشديدة التي تضعفه بها ، ولذا وثقه تلميذاه الإمامان الناقدان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهما أعرف به من غيرهما .
أما قول من قال : ( ليس بقوي ) وما شابهها ، فهي في الأصل من عبارات الجرح الخفيفة ، إلا أنها قد تكون من باب نفي كمال القوة ! ، إذا احتفت بها قرائن ، كما هو الحال هنا ، ويدل على ذلك قول أبي حاتم : ( محله الصدق ) ثم قوله : ( وليس عندهم بقوي الحديث ) ، وقول الساجي : ( صدوق ) ، ثم قوله : ( ليس بقوي عندهم ).
وقد قال الذهبي : ( وبالاستقراء إذا قال أبوحاتم ( ليس بالقوي ) يريد بها : أن هذا الشيخ لم يبلغ درجة القوي الثبت ) .


الخلاصة ثقة صدوق مضطرب ليس بالقوي لايعتد به ولايتكل عليه يروي مناكير



الخلاصة هذه الرواية كاذبة موضوعه لايحتج بها ليس لها اصل


يتبع...........

الاشبيلي
01-18-2010, 01:30 PM
الان الى رواية علي حول غسل النبي صلى الله عليه وسلم

قال الحاكم فى المستدرك: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال:
(قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا ، وكان طيبا - صلى الله عليه وسلم - حيا وميتا

المستدرك على الصحيحين- كتاب الجنائز 1339 / 85
قال الحاكم :[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا منه غير اللحد]

و إليك تخريج الشيخ الالبانى للحديث بطرقه:

الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 68

الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 5/200

و رواه الامام النووى فى الخلاصة و صححه الإمام الألبانى2/935

و كذا رواه ابن كثير فى أرشاد الفقيه و صححه الإمام الالبانىالصفحة أو الرقم 223/1
و كذلك فى صحيح ابن ماجة للألبانى 1198


فقال الوادعي رحمه الله انها ضعيفة فهذا خطأ

وقد رد الأمام الالباني على ذلك بقوله

قال علي رضي الله عنه: " غسلت رسول الله صلى عليه وسلم، فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا، صلى الله عليه وسلم ".
أخرجه ابن ماجه (1 / 447) والحاكم (1 / 362) والبيهقي (3 / 388) وإسناده صحيح كما قال في " الزوائد " (ق 92 / 1) وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ".
وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: فيه انقطاع ".
قلت: وهذا مما لاوجه له، فإن الحديث من رواية معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب
أحكام الجنائز - الألباني

فهذا هو الامام الالباني رد على من ضعف هذه الرواية وليس هناك اعلم من ا لامام الالباني في الحديث في العصر الحديث رحمه الله

يتبع.........

الاشبيلي
01-18-2010, 01:38 PM
وهناك أحاديث تشابهه وتشد بعضها البعض

629 - حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي حدثنا أحمد بن سيار المروزي ثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل وعنده عائشة و حفصة إذ دخل علي رضي الله عنه فلما رآه رفع رأسه ثم قال : ( ادن مني ) فاستند إليه فلم يزل عنده حتى توفي صلى الله عليه وسلم فلما قضى قام علي رضي الله عنه وأغلق الباب فجاء العباس رضي الله عنه ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي رضي الله عنه يقول : بأبي أنت طيبا حيا وطيبا ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط فقال علي رضي الله عنه : أدخلوا علي الفضل بن عباس فقالت الأنصار : نشدناكم بالله في نصيبنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه فسمعوا صوتا في البيت : لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واغسلوه كما هو في قميصه فغلسه علي رضي الله عنه يدخل يده تحت القميص و الفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي رضي الله عنه خرقة ويدخل يده
المعجم الكبير للطبراني

14266 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه ثم قال : " ادن مني ادن مني " . فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفي فلما قضى قام علي وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي يقول : بأبي أنت طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال : إيها دع حنينا كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم قال علي : أدخلوا علي الفضل بن العباس . فقالت الأنصار : نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأدخلوا رجلا منهم يقال له : أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه فسمعوا صوتا في البيت : لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واغسلوه كما هو في قميصه فغسله علي يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقة يدخل يده تحت القميص
قلت (الكلام للهيثمي) : روى ابن ماجة بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير

وقال الهيثمي رحمه الله : وفيه يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجاله ثقات

مجمع الزوائد للهيثمي

18797 - عن عبد الله بن الحارث أن عليا لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قام فأرتج الباب قال : فجاء العباس معه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب وجعل علي يقول : بأبي أنت طبت حيا وميتا قال : وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط قال : فقال العباس لعلي : دع حنينا كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم فقال علي : أدخلوا علي الفضل قال : وقالت الأنصار نناشدكم الله في نصيبنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه قال : فغسله علي يدخل يده تحت القميص والفضل يمسك الثوب عليه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقة يدخل يده وعليه القميص
( ابن سعد ) ( أخرجه ابن سعد الطبقات الكبرى [ 2 / 280 و 281 ] ص

كنز العمال للهندي

الاشبيلي
01-18-2010, 01:45 PM
أخيرا هل أجساد الأنبياء تأسن او تفسد او تتعفن

قال تعالى ((وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) )) سورة سبأ

فلو كانت اجساد الانبياء تأسن لما بقى جسد سليمان عليه السلام كما هو سنة كاملة كما جاء في بعض الروايات

والنبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وافضل الانبياء والمرسلين

سنن ابن ماجه - (ج 1 / ص 524)

- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة . فيه خلق آدم . وفيه النفخة . وفيه الصعقة . فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي فقال رجل يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ يعني بليت . ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )

[ ش ( أرمت ) أي بليت ] .

قال الشيخ الألباني : صحيح

سنن الدارمي - (ج 1 / ص 445)

أخبرنا عثمان بن محمد ثنا الحسين بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله : أن أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فأن صلاتكم معروضة علي قال رجل يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني بليت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء

قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 253)

حدثنا حسين بن علي عن عبد الرحمن بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة فاكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي فقال رجل يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني بليت فقال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
رياض الصالحين (تحقيق الدكتور الفحل) - (ج 2 / ص 123)

وعن أوس بن أوس - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ مِنْ أفْضَلِ أيَّامِكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ ، فَأكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ ، فَإنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ )) . قَالَ : قالوا : يَا رسول الله ، وَكَيفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ ؟! قَالَ : يقولُ بَلِيتَ . قَالَ : (( إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ )) . رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح .


وأخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين

وصلى اللهم على نبينا وسيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

اخوكم الاشبيلي المعافري الصنعاني

فارس السنة
03-17-2010, 08:40 PM
أخى ولكن الوادعى رحمه الله قال "وهذه الرواية تعتبر من رواية البصريين عن معمر وفيها ضعف"

والشيخ الألبانى قال كما ذكرت "وهذا مما لاوجه له، فإن الحديث من رواية معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب"
ولم يتعرض لمن روى عن معمر.