المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن الشفاعة



فارس السنة
01-14-2010, 03:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله.

عن أبي هريرة قال : "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال :

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول : يا رسول الله . أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك .

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول : يا رسول الله أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك .

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول : يا رسول الله أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك .

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول : يا رسول الله أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك .

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول : يا رسول الله أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك

أخرجاه في الصحيحين وزاد مسلم :

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول : يا رسول الله أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ".

فكيف الجمع بين هذا الحديث وبين حديث "شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى" وغير ذلك من أحاديث الشفاعة؟

وجزاكم الله تعالى كل خير.

اخت مسلمة
01-15-2010, 07:09 AM
قوله هنا صلى الله عليه وسلم لا أملك لك من الله شيئا كقول إبراهيم لأبيه { لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء } كذلك قوله : ( لا أملك لك شيئا ) أي من المغفرة ، لأن الشفاعة أمرها إلى الله ، وقوله " قد بلغتك " أي فليس لك عذر بعد الإبلاغ ، وكأنه صلى الله عليه وسلم أبرز هذا الوعيد في مقام الزجر والتغليظ وإلا فهو في القيامة صاحب الشفاعة في مذنبي الأمة .
كقوله : يا فاطمة أنقذي نفسك من النار . فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها .
وقوله : يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ؛ فإني لا أغني عنكم من الله شيئا .
وعن عائشة لما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب . لا أملك لكم من الله شيئا . سلوني من مالي ما شئتم .
وانتبه يافارس أن الغلول المقصود هنا حقوق للعباد , وحق العباد يستلزم التحليل من صاحبه قبل يوم القيامة , خشية الوقوف على القنطرة وفناء الحسنات على رد المظالم وطرح السيئات في العجز عنها , كما جاء في قوله ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه، فطرح في النار)) , وعند مسلم في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله قام فيهم فذكر [لهم] أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: [يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله : ((نعم، إن قتلت في سبيل الله، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر)) ثم قال رسول الله : ((كيف قلت؟)) قال:] أرأيت إن قُتلت في سبيل الله، أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله : ((نعم، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر [إلا الدين] فإن جبريل قال لي ذلك)) وكان رسول الله لا يصلي على جنازة من عليه دين، عن جابر قال: توفي رجل منا، فغسلناه وحنطناه وكفّناه، ثم أتينا رسول الله فقلنا له: تصلي عليه، فخطا خطًى ثم قال: ((أعليه دين؟)) قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: هما عليّ، فقال رسول الله : ((حقَّ الغريم، وبرئ منهما الميت)) قال: نعم، فصلى عليه رسول الله .
فإن أهل الجنة إذا عبروا الصراط أوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فتمحص قلوب بعضهم من بعض حتى يهذبوا وينقوا، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة، فتفتح أبواب الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم , والحقوق المتعلقة بالخلق من أشدِّ ما يحاسب عليه العبد بعد الشرك بالله ، وذلك أن العفو عنها مرتبط بالمظلومين أنفسهم ، والناس في ذلك اليوم أحرص ما يكونُ على الحسنات ، لذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالتحلل من المظالم في الدنيا قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات ,, نسأل الله السلامة والعافية .

تحياتي للموحدين