المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة أرجو المساعدة فى ردها



islamsun
06-19-2005, 01:49 AM
اخوانى الأعزاء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قام أحد المبتدعة فى أحد المنتديات بنفى أستواء الله على عرشه فبفضل الله رددنا عليه شبهته و بينا له أن منهج السلف رضوان الله عليهم هو أمرار صفات الله كما جائت من غير ئؤيل و لا تكيف و لا تشبيه و لا تعطيل
ولكنه جائنا اليوم بهذا الحديث و هو فى صحيح مسلم و بعض كتب الحديث الأخرى و هذا هو نص الأمام مسلم رحمه الله
(فإن أحدكم إذا قام يصلي، فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه. فلا يبصقن قبل وجهه. ولا عن يمينه. وليبصق عن يساره، تحت رجله اليسرى. فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا" ثم طوى ثوبه بعضه على بعض فقال "أروني عبيرا" فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله. فجاء بخلوق في راحته. فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون. ثم لطخ به على أثر النخامة. فقال جابر : فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم.
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3008 )
و أستشهد بقول رسول الله (فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه. فلا يبصقن قبل وجهه)

نافيا عن الله صفة الأستواء و قال كيف يكون قبل و جه و هو مستوى على عرشه و يقول أننا أذا أولنا هذه الفقرة فأننا بذلك نكون قد خالفنا مبدأ السلف رضوان الله عليهم فى عدم تأويل الصفات
فكيف نرد عليه و على أمثاله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع العلم أنه توجد صيغ أخرى لنفس الحديث رواها أهل الحديث تحتوى معنى مماثل
مثل(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه ثم أقبل على الناس فقال إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصقن قبل وجهه فإن الله عز وجل قبل وجهه إذا صلى
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 7/183 )

مثل(صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فرأى في القبلة نخامة فلما قضى صلاته قال إن أحدكم إذا صلى في المسجد فإنه يناجي ربه وإن الله تبارك وتعالى يستقبله بوجهه فلا يتنخمن أحدكم في القبلة ولا عن يمينه ثم دعا بعود فحكه ثم دعا بخلوق فخضبه
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 7/57
مثل(أيكم يحب أن يعرض الله عنه ؟! إن أحدكم إذا قام يصلي، فإن الله قبل وجهه، فلا يبصق قبل وجهه، و لا عن يمينه، و ليبصقن عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة فليتفل بثوبه هكذا، و وضعه على فيه، ثم دلكه
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 283


أرجو الرد سريعا و جزاكم الله خيرا

عبد الواحد
06-19-2005, 04:48 AM
و أستشهد بقول رسول الله (فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه. فلا يبصقن قبل وجهه)
نافيا عن الله صفة الأستواء و قال كيف يكون قبل و جه و هو مستوى على عرشه و يقول أننا أذا أولنا هذه الفقرة فأننا بذلك نكون قد خالفنا مبدأ السلف رضوان الله عليهم فى عدم تأويل الصفات
الاخ islamsun, هذا السؤال يشبه قولهم (كيف ينزل الله الى السماء الدنيا وهو مستوي على العرش)

من يجادل في ذلك افترض ضمناً أن الله خاضع لقوانين المكان التي خلقها ثم حكم على افعال الله وكأنه يدرك ذاته سبحانه. كمن يقيس افعال الله بأفعال المخلوق.

بنفس منطقهم اعيد اليهم السؤال. هل محادثة الله يوم الجمعة لعبد من عبيده في الجنة تمنعه من محادثة عبد آخر ؟
فليس لهم من حل سوى احد امرين:

. إما ان يؤولوا معنى تكليم الله لعبيده.
. أو ان يقروا ان افعال الله لا تخضع لنفس القوانين التي يجادلوننا بها.

كذلك الاستواء والنزول ومواجهة الله للمصلي هي افعال لا نؤولها ولا يحق لنا الخوض فيها.
لتصف الفعل وجب توفر شرطين ضروريين:

. ادراك ذات الفاعل
. وخضوع الفاعل للقوانين التي نستعملها للحكم على الفعل

وصاحب الشبهة لم يحترم عقله ولم يحترم الشرطين.

والله اعلم

AbdulQader
06-19-2005, 05:27 PM
السلام عليكم
نعم الرحمن على العرش استوي و هذا أمر لا يجادل فيه عاقل و أعتقد أن الدخول فى مناقشات فى مثل هذه الأمور غير مفيد و غير مجد.
و أحب أن أضيف أن التصلب و الفهم الحرفى للنصوص سيوقعنا فى العديد من المشاكل مثل الحديث الذى ذكرته فأعتقد أن فهمه بشكل حرفى أمر غير سليم.
نعم أنا أومن بإثبات الصفات و أرى أن التأويل غير صحيح لكنى أعتقد أن تحويل هذا الأمر إلى قضية هامة و التعامل معها علىأنها جوهر الاعتقاد هو أيضا أمر غير سليم فهذه معركة أكاديمية تعالج فى الجامعات و فى الرسائل المتخصصة للعلماء لكن لا يلزم المسلم العامى فى اعتقادى أن يشغل و قته بهذه الأمور و الله أعلى و أعلم.

الجندى
06-19-2005, 07:14 PM
الاستواء صفة ثابتة لله من الكتاب والسنة وكلام العرب بأدلة لا ريب فيها

قال الله تعالى :
( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) الأعراف
( الرحمن على العرش استوى ) طه
( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون ) يونس
(الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) الرعد
( الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) الفرقان
( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ) السجدة
( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ) الحديد

والاستواء إذا عدى بـ"على" لم يكن له معنى سوى الاستواء ، والشاهد قول الله تعالى :
"لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه" وقوله تعالى : "فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله" وقوله تعالى : "وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعداً للقوم الظالمين" .

ومن السنة النبوية الشريفة :

روى البخاري في الحج باب ما يلبس المحرم .. ( 1545) : " انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ بَعْدَ مَا تَرَجَّلَ وَادَّهَنَ وَلَبِسَ إِزَارَهُ وَرِدَاءَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَلَمْ يَنْهَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَرْدِيَةِ وَالْأُزُرِ تُلْبَسُ إِلَّا الْمُزَعْفَرَةَ الَّتِي تَرْدَعُ عَلَى الْجِلْدِ فَأَصْبَحَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ .. ".

والمقصود بالبيداء "راحلته" لدلالة ما نقله البخارى فى كتاب الحج باب الإهلال.. " َكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُلَبِّي يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ وَاسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ .. ".

وانظر أيضاً ما رواه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الفتح ( 4287) : " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ إِلَى حُنَيْنٍ وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فَصَائِمٌ وَمُفْطِرٌ فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ أَوْ مَاءٍ فَوَضَعَهُ عَلَى رَاحَتِهِ أَوْ عَلَى رَاحِلَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ الْمُفْطِرُونَ لِلصُّوَّامِ أَفْطِرُوا ".

وروى حديثاً قيماً في هذا الباب وهو المذكور في كتاب الاعتصام (7269): " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ الْغَدَ حِينَ بَايَعَ الْمُسْلِمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَاسْتَوَى عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَكُمْ فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا وَإِنَّمَا هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ ".

وروى البخاري في كتاب التوحيد باب وكان عرشه على الماء: " بَاب وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ارْتَفَعَ فَسَوَّاهُنَّ خَلَقَهُنَّ وَقَالَ مُجَاهِدٌ اسْتَوَى عَلَا عَلَى الْعَرْشِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمَجِيدُ الْكَرِيمُ وَ الْوَدُودُ الْحَبِيبُ يُقَالُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ ".

وفيه إقرار من البخاري لذلك كما هو معلوم من منهجه في الصحيح .

أما مسلم في كتاب الحج باب ما يقول إذا ركب... (1342) : " حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ".

ومثله حديث تميم الدارى عن الجساسة فى مسند أبى يعلى مذكور بلفظ : " استوى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر... " .

ومن كلام العرب :

أخبرني الأزهري أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أبراهيم بن محمد بن عرفه الأزدي حدثنا داود بن علي قال: " كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال : يا أبا عبدالله ما معنى قول الله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) ؟ قال : هو على عرشه كما أخبر . قال الرجل : ليس كذا هو يا أبا عبدالله , إنما معنى قوله استوى .. استولى .. فقال ابن الأعرابي : اسكت , وما يدريك ماهذا ؟ العرب لا تقول للرجل استولى على الشئ حتى يكون له فيها مضاد , فأيهما غلب قيل استولى عليه , والله لا مضاد له , وهو على عرشه كما أخبر , و أما الإستيلاء فبعد المغالبة . قال النابغة :
إلآّ لمثلك أو من أنت سابقه ....... سبق الجواد إذا استولى على الأمد . إنتهى كلام الخطيب رحمه الله

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الخليل ابن أحمد فى الفتاوى
وذكر عن الخليل كما ذكره ابو المظفر فى كتابه ( الافصاح ) قال سئل الخليل هل وجدت فى اللغة استوى بمعنى استولى فقال هذا ما لا تعرفه العرب ولا هو جائز فى لغتها وهو امام فى اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل .

فهل بعد كل هذه الادلة الدامغة يوجد من عاقل ينكر الاستواء ؟

أما شبهة المخالفين واحتجاجهم بحديث مسلم فخير من يجيبهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فله كلام نفيس فى الرد على طارحى هذه الشبهة :

إن قال قائل في هذا الحديث إشكالان:

الإشكال الأول: كون الله قِبَلَ وَجْهِ المُصلِّي، كيف يكون ذلك، ونحن نؤمن، ونعلم بأن الله تعالى فوق عرشه؟

الجواب على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أنه يجب على الإنسان التَّسليم، وعدم الإتيان بـ«لِمَ» أو «كيف» في صفات الله أبداً، قل: آمنت وصَدَّقت، آمنت بأن الله على عرشه فوق سماواته، وبأنه قِبَلَ وجه المصلِّي، وليس عندي سوى ذلك، هكذا جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الطريق تزيل إشكالات كثيرة، وتَسْلَم بها من تقديرات يقدِّرها الشيطان، أو جنوده في ذهنك.

الوجه الثاني: أنَّ النصوص جمعت بينهما، وهذه ربَّما تكون متفرِّعة مِن التي قبلها، والنصوص لا تجمع بين متناقضين؛ لأن الجَمْعَ بين المتناقضين محال، ومدلول النصوص ليس بمحال.

الوجه الثالث: أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لا يُقاس بخلقه، فهبْ أنَّ هذا الأمر ممتنعٌ بالنسبة للمخلوق - أي: ممتنع أن يكون المخلوق على المنارة، وأنت في الأرض، وهو قِبَلَ وجهِكَ - لكن ليس ممتنعاً بالنسبة للخالق؛ لأن الله ليس كمثله شيء حتى يُقاس بخلقه.

الوجه الرابع: أنه لا مُنافاة بين العلوِّ وقِبَلَ الوجه، حتى في المخلوق، ألم ترَ إلى الشمس عند غروبها أو شروقها؟ تكون قِبَلَ وَجْهِ مستقبلها وهي في السماء، فإذا كان هذا غير ممتنع في حَقِّ المخلوق فما بالك في حَقِّ الخالق؟

وأهمُّ هذه الأجوبة عندي، وأعظمها، وأشدُّها قدراً: الجواب الأول؛ أن نقِفَ في باب الصفات موقف المُسَلِّم لا المعترض، فنؤمن بأن الله فوق كُلِّ شيء، وبأنه قِبَلَ وَجْهِ المُصلِّي، ولا نقول: «كيف»، ولا «لِمَ»، وهذا يريح المُسلم من كُلِّ ما يورده الشيطان وجنوده على القلب مِن الإشكالات.

يقول لك: هذا كيف يمكن؟ إذاً؛ يلزم أن تقول بالحلول، أن الله في الأرض، ثم يورد عليك هذا الإشكال، فتقول: أنا أؤمن بأنَّ الله فوقَ كلِّ شيء، وأنه قِبَلَ وَجْهِ المُصلِّي كما جاءت به النُّصوص، ولا أتعدى هذا.

" الشرح الممتع " ( الجزء الثالث ) .

والله أعلى وأعلم

أبو جهاد الأنصاري
06-19-2005, 08:14 PM
رد شبهة حديث البصق فى القبلة
نص الحديث يرد الشبهة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فرداً على الشبهة الواردة فى حديث : (إذا كان أحدكم يصلى فلا يبصقن قبل وجهه فإن الله قبل وجهه) وذلك للطعن فى عقيدة أهل السنة والجماعة فى صفة استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه.
أقول وبالله التوفيق
بداية أقول أن نص الحديث يرد الشبهة
وللتفصيل فإنى أضع بعض البنود للرد على الشبهة
أولاً : عقيدة أهل السنة والجماعة فى تفسير صفة الاستواء لله سبحانه وتعالى وأدلة ذلك من القرآن.
ثانياً : بيان مدى صحة الحديث.
ثالثاً : بيان التعارض الظاهرى الذى وقع فيه أهل البدع بين نص الحديث ونص القرآن.
رابعاً : رد الشبهة.
خامساً : نص الحديث يرد الشبهة

أولاً : عقيدة أهل السنة والجماعة فى تفسير صفة الاستواء لله سبحانه وتعالى وأدلة ذلك من القرآن.
عقيدتنا أن الله سبحانه وتعالى مستوى على عرشه ، بائن من خلقة (أى منفصل عنهم) ، غير حال بهم (أى غير ملاصق لهم) ، مستوى استواءً يليق بجلاله وكماله ، لا كما يخطر بالبال ، فكل ما دار بخيالك ، فالله بخلاف ذلك ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
والدليل قوله تعالى :
1- (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه : 5]
2- (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) [الفرقان : 59]
3- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [السجدة :4]
4- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد : 4]
5- (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [الأعراف : 54]
6- (ِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [يونس : 3]
7- (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [الرعد :2]
فهذه سبعة مواضع (محكمة) من كتاب الله تثبت أنه سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه كما أخبرنا.
وكما قال ربيعة الخير والإمام مالك رحمهما الله تعالى : "الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة".
ثانياً : بيان مدى صحة الحديث.
هذا الحديث صحيح ، بل فى أعلى درجات الصحة وهذا لما يأتى :-
1- روى هذا الحديث عدد كبير من الصحابة أحصيت منهم سبعة وهم : أبو هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر ، وأبو سعيد الخدرى ، وكعب بن عمر بن عباد (أبو اليسر) ، وأنس بن مالك ، وطارق بن عبد الله المحاربى رضى الله عنهم وعن الصحابة أجمعين.
أى أن الحديث بهذا الجمع يعد - عند المحدثين - من قبيل الحديث المشهور ، فهو دون المتواتر ، وأعلى من الآحاد.
2- الحديث أخرجه الشيخان : البخارى ومسلم فى صحيحيهما الذين هما أصح كتابين بعد كتاب الله ، فالحديث متفق عليه.
3- الحديث أخرجه أصحاب السنن عدا الترمذى بألفاظ متقاربة أو موحدة ولا تعارض بين ألفاظ الحديث البتة.
وهذا جانب من مختصر تخريج الحديث:
أخرجه البخارى رقم (406 ، 409 ، 411 ، 416 ، 753 ، 1213، 6111) ترقيم فتح البارى.
ومسلم برقم (547 ، 3014 وهو الحديث المشار إليه) ترقيم عبد الباقى.
وأبو داود برقم (479 ، 480)
والنسائى برقم (724)
وابن ماجة برقم (763).
وأحمد برقم (4995 ، 4670 ، 4826 ، 4862 ، 4890 ، 5130 ، 5313 ، 5385 ، 5711 ، 6229 ، 6270 ، 10801 ، 11156 ، 11230 ، 11427 ، 11469 ،11470 ، 12398 ، 13477 ، 14061 ، 14215 ، 14836 ، 26679 ، 26680 ، 26681، 27453) ترقيم دار إحياء التراث العربى.
ومالك فى موطئه (456).
والدارمى (1397).
وقد تغاضيت عن ذكر الصحابة فى التخريج للاختصار ، ولاشتهار الحديث.

ثالثاً : بيان التعارض الظاهرى الذى وقع فيه أهل البدع بين نص الحديث ونص القرآن.
وأهل البدع يدعون أن هناك تعارضاً بين ظاهر الآيات القرآنية وبين ظاهر مثل هذه الأحاديث ، فيدعون أن القرآن يثبت صفة الاستواء فى بعض آياته ، وفى آيات أخرى يذكر أنه (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) [الحديد : 4] ، (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) [الفتح : 10] فيدعون أن هناك تعارض ظاهرى فيلجأون إلى (التأويل) والصواب أنه تحريف ، فيعطلون صفة الاستواء ويحرفونها إلى الاستيلاء ، ويدعون أن حجتهم فى هذا قول الأخطل:
قد استوى بشر على العراق *** من غير سيف ودم مهراق

رابعاً : رد الشبهة.
قد قال الحافظ ابن كثير: (وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاؤه عليه تعالى الله عن قول الجهمية علواً كبيراً، حيث يقال: استولى على الشيء إذا كان ذلك الشيء عاصياً عليه كاستيلاء بشر على العراق، وعرش الرب لم يكن ممتنعاً عليه نفساً واحدة حتى يقال استولى عليه، وهذا البيت ليس فيه حجة والله أعلم)
قلت : والحديث ليس فيه ثمة ما يشير إلى نفى صفة استواء الرحمن على عرشه ، ولا حاجة لنا لتأويل أو تحريف.
خامساً : نص الحديث يرد الشبهة
فقول النبى صلى الله عليه وسلم : (قبل وجهه) هو من قبيل المجاز اللغوى.
والمجاز اللغوى لمن لا يعرفه هو صرف اللفظ عن المعنى الأصلى الموضوع له إلى معنى آخر لقرينة.
ونمثل لقولنا هذا بقول أحدهم : (شمرت الحرب عن ساعديها) وهو من قبيل المجاز للدلالة على أن الحرب اشتدت ضراوتها. فلا يعقل أن يكون للحرب ساعدين حقيقيتين.
والغرض من المجاز فى نص الحديث (قبل وجهه) هو تنزيه وتكريم جهة القبلة التى يتجه إليها المؤمن فى صلاته.
والقرينة الموجودة فى الحديث هى قوله صلى الله عليه وسلم :(ولا يمينه) فإذا كان الله قبل المصلى فما علاقة جهة اليمين بالأمام ، إلا إذا كان العبرة فى علة مشتركة بينهما وهى التنزيه ، فاليمين من اليمن ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب اليمين فى كل شأنه ، ويدع الشمال لكل مستقذر.
إذن فجهة الأمام واليمين جهتان مكرمتان ، فجهة الأمام هى جهة القبلة التى أمرنا الله أن نصلى إليها.
ويؤكد ما ذهبنا إليه الزيادة التى أوردها نص الحديث من طرق أخرى خارج الصحيحين :-
1- ففى مسند أحمد رقم (4862) قال : (إذا قام أحدكم يصلى فلا يبصقن فى قبلته فإنما يناجى ربه تبارك وتعالى). ونص الحديث واضح ولا يحتاج لتأويل ولا توضيح فالعلة فى الأمر بعدم البصق هى : (فإنما يناجى ربه).
2- ما رواه أبو داود فى سننه رقم (480) من حديث أبى سعيد الخدرى مرفوعاً قل : (والمَلَكُ عن يمينه فلا يتفل عن يمينه) ، إذن العلة فى الأمر بعدم التفل عن اليمين هى : (المَلَكُ عن يمينه).
مناقشة (1) :
ولو لم يكن الأمر هكذا لألزمنا من يدعى هذا القول أن الله سبحانه وتعالى بذاته لا يكون إلا داخل جوف الكعبة. لماذا؟
لأن الكعبة لها جهات أربع والمكان الوحيد الذى يتصور أن ينطبق عليه ظاهر الحديث هو جوف الكعبة ، حتى يكون أمام المصلين الذين هم فى الجهات الأربع ، وهذا محال على الله أن يحيزه حيز أو يحده حد ، كما أنه يتناقض مع استواء الله على عرشه فوق سبع سماوات.
مناقشة (2) :
قوله : (ولا عن يمينه) اليمين هنا يمين نسبى ، فلو كان الفهم فيه كما فهمه أهل البدع لكانت هذه الجملة عبثاً ، وحاشا لله أن ينطق من أوتى جوامع الكلم بكلام عبث. لماذا؟
لأننى عندما أومر ألا أبصق جهة اليمين وأبصق جهة اليسار – كما ورد فى بعض طرق الحديث – فمعناه أنى أبصق جهة يمين من هو على يسارى ، وهنا يقع التناقض فى ظاهر الحديث بعضه مع بعض. وهذا الفهم مردود على صاحبه
سادساً : تفسير العلماء لهذا الحديث
وأخيراً نستعرض بعض أقوال العلماء فى شرحهم لطرق هذا الحديث ، وسنجد تقارباً شديداً لما ذهبنا إليه بحول الله وقوته ، كما أن أقوالهم تدحض كل قول لمبتدع فهم العلماء الربانيون المتبعون فى الدين.
قال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى شرح صحيح البخارى لحديث رقم (416) : قال " قوله : ( فإن عن يمينه ملكا ) ... وأجاب بعض المتأخرين بأن الصلاة أم الحسنات البدنية فلا دخل لكاتب السيئات فيها , ويشهد له ما رواه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة موقوفا في هذا الحديث قال " ولا عن يمينه , فإن عن يمينه كاتب الحسنات " . وفي الطبراني من حديث أبي أمامة في هذا الحديث " فإنه يقوم بين يدي الله وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره " ا هـ . فالتفل حينئذ إنما يقع على القرين وهو الشيطان , ولعل ملك اليسار حينئذ يكون بحيث لا يصيبه شيء من ذلك , أو أنه يتحول في الصلاة إلى اليمين . والله أعلم"
وقال الإمام النووى فى شرحه على صحيح مسلم حديث رقم (547) : قال "قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه ) أي الجهة التي عظمها . وقيل : فإن قبلة الله . وقيل : ثوابه , ونحو هذا , فلا يقابل هذه الجهة بالبصاق الذي هو الاستخفاف بمن يبزق إليه وإهانته وتحقيره ... وفي الرواية الأخرى : ( إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه , فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه ; ولكن عن شماله تحت قدمه ) فيه : نهي المصلي عن البصاق بين يديه وعن يمينه , وهذا عام في المسجد وغيره . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وليبزق تحت قدمه وعن يساره ) هذا في غير المسجد أما المصلي في المسجد فلا يبزق إلا في ثوبه لقوله صلى الله عليه وسلم : البزاق في المسجد خطيئة ( فكيف يأذن فيه صلى الله عليه وسلم ؟ وإنما نهى عن البصاق عن اليمين تشريفا لها . وفي رواية البخاري : ( فلا يبصق أمامه ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا ) . قال القاضي : والنهي عن البزاق عن يمينه هو مع إمكان غيره , فإن تعذر غير اليمين بأن يكون عن يساره مصل , فله البصاق عن يمينه , لكن الأولى تنزيه اليمين عن ذلك ما أمكن."
وقال النووى فى شرح حديث رقم (3014) لمسلم قال : "قال العلماء : تأويل أى الجهة التى عظمها أو الكعبة التى عظمها قبل وجهه".
وفى شرح سنن النسائى للسيوطى حديث رقم (724) : قال : " قال ابن عبد البر هو كلام خرج على التعظيم لشأن للقبلة"
وفى عون المعبود شرح سنن أبى داود حديث رقم (485) قال : " قال الخطابي : تأويله أن القبلة التي أمره الله بالتوجه إليها بالصلاة قبل وجهه فليصنها عن النخامة وفيه إضمار حذف واختصار كقوله تعالى . { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } أي حب العجل , وكقوله تعالى { واسأل القرية التي كنا فيها } يريد أهل القرية , ومثله في الكلام كثير . وإنما أضيفت تلك الجهة إلى الله تعالى على سبيل التكرمة كما قالوا : بيت الله وناقته وكعبة الله ونحو ذلك من الكلام , ... ( ولا عن يمينه ) : تعظيما لليمين وزيادة لشرفها"
وفى المنتقى شرح الموطأ حديث رقم (456) : " هذا من إكرام القبلة وتنزيهها . ... وقوله فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن ثوابه وإحسانه وتفضله من قبل وجهه فيجب أن ينزه تلك الجهة عن البصاق , والثاني أن الباري تعالى أمرنا باستقبال القبلة وتعظيمها وتنزيهها ولا سيما في حال الصلاة فإن الله قبل وجهه بمعنى أن ما أمره بتنزيهه وتعظيمه قبل وجهه وأن في تعظيمه تلك الجهة تعظيم الله وطاعته وهذا كما يقال إذا ورد عليك فلان من قبل الإمام فأكرمه فإن الأمير يرد عليك بوروده "
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أبو جهاد الأنصاري
GEHAD825@YAHOO.COM

islamsun
06-19-2005, 09:48 PM
اساتذتى الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الجزاء
و بارك لنا فى علمكم

اللهم أعزهم فى الدنيا و الأخرة برحمتك و منتك سبحانك أنت و حدك و لى ذلك و القادر عليه

أبو جهاد الأنصاري
06-19-2005, 11:47 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
والله المستعان على ما تصفون
بداية أقول أن هذا المبتدع قد وقع فى درك التشبيه أولاً ، وهذا دفعه للسقوط فى هوة التعطيل السحيقة.
وإليكم التفصيل.


أما استواء الله تعالى على العرش فليس استقرارا وليس بـجهة
الرد بعون الله :
السائل ينفى أشياء ويثبت أشياء على مزاجه ونسى أنه يتكلم عن الله جل جلاله.
عقيدة أهل السنة والجماعة فى الله تدور حول ثلاث قواعد أساسية:
الأولى : قاعدة الإثبات
الثانية : قاعدة النفى
الثالثة : قاعدة السكوت
وهاك التفصيل
القاعدة الأولى : قاعدة الإثبات:
أى أن نثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه وما أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا نتجاوز القرآن أو السنة ، بدون تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.
القاعدة الثانية : قاعدة النفى:
أى أن ننفى عن الله سبحانه وتعالى ما نفى عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مع ثبوت كما ضده لله.
فالله سبحانه وتعالى قال عن نفسه أنه لا تأخذه سنة ولا نوم ، ونحن ننفى عن الله ما نفاه عن نفسه ، مع إثبات كمال ضده لله تعالى وهو كمال الحياة.
القاعدة الثالثة : قاعدة السكوت
أى أن نسكت عن ما سكتا عنه ونفوض أمر علمه إلى الله سبحانه وتعالى.
وقوله : (فليس استقرارا) هو نفى لا دليل عليه. ونحن لسنا مطالبين بالإجابة عن هذا السؤال ونفوض أمره إلى الله. ونتوقف فيه ، فلو أن الله أثبته لأثبتناه ، ولو أن الله نفاه لنفيناه. ولكننا نسكت عنه التزاماً بالقاعدة وأدباً مع الله أن نقول على الله ما لا نعلم.
وامتثالاً لقوله تعالى : (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169)) [البقرة] فهذا قول على الله بغير علم.


وليس بـجهة
هذا كلام مخالف للكتاب والسنة فنحن نؤمن أن الله مستوٍ على عرشه والعرش فوق السماء السابعة وأنه فى العلو.
وأدلة علو الله على خلقه متواترة فى القرآن والسنة. وسأعطى أمثلة فقط لضيق المقام:
قوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر : 10]
وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) [الحديد : 9]
وقوله تعالى : (وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا) [الأنعام : 81]
وقوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1)) [الأعلى]
فهذا الله تعالى يقول عن نفسه : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ) ، (يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ) ، (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ) فالصعود يكون إلى أين؟ والنزول يكون من أين؟
وأنصحه أن يقرأ بإمعان وبعقل موزون وقلب مفتوح كتاب العلو للإمام البيهقى رحمه الله فقد فند الإمام رحمه الله هذه المسألة أيما تفنيد ولا داعى للتكرار.


لو قبل أن يقول إن استواء الله على العرش ليس كاستوائنا على ظهور الدواب، للزمه أن ينكر الجلوس والاستقرار والجهة والمكان عن الله سبحانه وتعالى.

هذا كلام غير منضبط شرعاً ، وليس فيه ثمة أدب مع الله.
وقد وقع صاحبنا فى التشبيه فأراد ن يخرج من هذا المنزلق فهوى فى براثن التعطيل.
فالله سبحانه وتعالى له ذات كما أن لنا ذات ،
فأنا أسأله : هل ذواتنا كذات الله؟
فإن قال : نعم فقد كفر.
وإن قال : لا
نقول له : فإن لله صفات كما أن لنا صفات.
فهل صفاتنا كصفات الله؟
إن قال : نعم فقد كفر.
وإن قال : لا فقد أجاب بما أجبنا نحن ، وهو أن لله صفات ليست كصفات المخلوقين ، فاستوائنا على ظهور الدواب يتناسب مع ضعفنا وعجزنا ونقصنا.
واستواء الله سبحانه وتعالى على عرشه يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)) [الشورى]
ولسنا مطالبين بتحديد كيفية لاستواء الله. لأن الله سبحانه أعلمنا أنه مستوى على عرشه ولم يعلمنا كيف استوى.
وإثبات استواء الله تعالى بهذا الفهم لا يلزمنا بنفى ولا إثبات شيئاً مما ذكر صاحبنا من جلوس أو استقرار أو مكان ، لأن هذا لو كان لازماً للمخلوقات فهو ليس لازماً لله ، وإلا فقد وقع صاحبنا هذا فى التشبيه.
أما مصطلح أو كلمة : (الوهابى) المذكورة فى كلامه
فلم أجد لها أصلاً فى الكتاب الكريم ، ولا فى السنة المطهرة ، ولم أجدها فى أى من الفرق الثلاث والسبعين التى أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أنها ستفترق إليها ، ولم أجدها فى المذاهب الفقهية المعروفة.
فربما أنه قد جاء بها من إحدى فرق الشيعة أو الصوفية أعاذنا الله سبحانه وتعالى أن نكون من هؤلاء أو هؤلاء. وندعوه سبحانه أن يهدينا صراطه المستقيم.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى ن تشاء إلى صراط مستقيم
أبو جهاد الأنصاري
GEHAD825@YAHOO.COM