ناصر التوحيد
01-22-2010, 04:11 AM
الشيوعية فكر غير قابل للتطبيق على البشر
الشيوعية تقمع طبيعة الإنسان وتسيره كالآلة
نعم ..
ولا تعتبرهم بشر ولا يستحقون حياة هذه الاشتراكية الضالة والمضللة
بينما تمتع اعضاء الحزب الشيوعي .. لم يتمتع غيرهم لا من الكادحين ولا من الاغنياء .. فاوجدوا جحيما سياسيا اقتصاديا اجتماعيا فكريا ...
لا يمكن أن تنجح الشيوعية ...
لا يمكن أن تنجح الشيوعية الا لو كان الإنسان مجرد "روبوت" مسلوب العقل والعواطف ..
ولا يمكن أن تنجح الشيوعية الا لو كان الإنسان لم يُفطر على حب الملكية.
فصراع الشيوعية ليس مع عقائد أخرى فقط بل مع ذات الفطرة البشرية السليمة التي تحب أن تمتلك و تحب أن تساعد الغير من ملكها الخاص.
العدل في المجتمع يمكن تحققه دون حرمان الفرد من خصوصيته وحقه في الإمتلاك.
الاسلام الذي قرر نظام الزكاة .. هو النظام الصحيح وهو النظام الذي حرم الاحتكار وحرم اكتناز الاموال بدون استثمارها وعمل على تحقيق تداول الاموال بين جميع افراد وطبقات الشعب وتوزيع الثروة بين الناس، .. وبكل الحب والرضا والقبول من الجميع .. فهذا يمنح من يستحق وهو راض .. وذاك يقبض وهو راض لانه اهتمت به وبمطالبه الحياتية الدولة والمجتمع :
" كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "
هذا هو الاسلام العملي الواقعي . وليس ذاك النظام الشيوعي الواهم والخرافي
نعم ..
حتى لا يحدث ما يسمى بدكتاتورية الالات بجانب دكتاتورية البروليتاريا !!
ويا للدكتاتورية الشيوعية القائمة على الصراع بين الطبقات واثارة التناقضات !!
الشيوعية ما كان لها ان تبقى ولا دقيقة زيادة .. فقضي امرها وانتهت بالضربة القاضية ..
وها هم بقايا فلولها يمشون في جنازتها معزين بعضهم البعض .. على وفاة هذه الخرافة التشكيلية
السؤال الأول, هل نغير فطرة الإنسان لتوافق نظام فاشل أم نغير النظام ليوافق الفطرة؟
السؤال الثاني, هل يمكن لأي منهج تعليمي تغيير الفطرة الإنسانية بحيث توافق النظام الشيوعي ؟
ما هو ذلك المنهج؟
وكيف يمكن تغيير طبيعة الإنسان بحيث يتخلى عن فطرة حب التملك وحب الخصوصية.
الاتحاد السوفييتي والدول التي دارت في فلكها بالقوة والتدمير والحرب .. فلا زالت احداث المجر وقيام الاتحاد السوفييتي الشيوعي باحتلالها وذبح الكثير من سكانها .. لانها ارادت التخلي عن الشيوعية ونظامها .. لا زالت ماثلة امام اعيننا .. ما هي اشتراكية!! ويا محلى هذه الدكتاتورية الاشتراكية الشيوعية القائمة على الصراع الدموي واثارة القلاقل والمشكلات للعالم اجمع.
فإننا إذا جئنا للشيوعية وجدنا أنه لابد من تحطيم رأس المال ، وذلك بنزع ملكية المصنع والأرض ووسائل الإنتاج ووسائل الإعلام ، وإدارتها من جهة الحكومة بحيث يأخذ كل واحد حسب حاجته ، ويعمل كل واحد حسب طاقته في مجتمع نموذجي !
تلك أمانيهم !
لكن الواقع اختلف كثيرًا عن الحلم ، ليس فقط بسبب التطبيق (وإن كان التطبيق له دور) ، لكن أيضًا بسبب ثغرات فادحة في النظرية ..
فالشيوعية جاءت ومعها مجتمع الخوف من السلطة ، وجهاز الحزب الذي يتكون من ملايين تحول إلى طبقة من المنتفعين لها مصلحة في البقاء مستمتعة بكل مميزات الحزب ، وبجكم إغراء المصلحة أصبح من الممكن لهذه الطبقة أن تخون المباديء الشيوعية بمثل ما يخونها عضو البرلمان الرأسمالي ، تساعدها الدكتاتورية ومراكز القوة المتربعة فيها ، ويعينها انعدام الوازع الديني وعدم الخوف من حساب الله .
وفي وجود الخوف من السلطة الحاكمة وغياب الوازع الديني تدهورت الأخلاق ، وظهر غول البيروقراطية ، وصارت السلعة التي كان يسرقها رأسمالي واحد يشترك في سرقتها جيش من الموظفين ؛ من البائع إلى المتعهد إلى المفتش إلى مدير الجمعية الاستهلاكية إلى موظفي الجمعية التعاونية .. إلخ ..
وتسربت المكاسب الشيوعية من هذا الغربال المليء بالخروق .
ولجأ النظام إلى فكرة الحوافز والمكافآت لإثارة النفوس التي تكاسلت عن الجد والحماس ، ولكنه لم يفعل أكثر من الترقيع الخارجي ، فلم تثر الحوافز إلا طمع من يأخذ وحسد من لم يأخذ ، فسببت المزيد من الفشل في الإنتاج والتحاقد بين الأفراد .
وماهو مفقود في نظام مادي ليس هو المكافأة المادية ، ولكن تلك الشرارة الداخلية التي يطلقها الإيمان في كفالة قوانين إلهية لا تميز بين حاكم ومحكوم ، إنما تحكم الكل شريعة الله العادلة المطلقة .
وقد وقعت الشيوعية في تناقض أساسي بين كونها فكرًا بدعو إلى التضحية والبذل من أجل الأخرين ، وكونها فكرًا محرومًا من الحافز الديني والمبدأ الروحي ..
فالدين - كما هو معلوم - يمد الإنسان بأعظم طاقة للتضحية والبناء والكفاح بلا حدود ..
وعن طيب خاطر ..
وهكذا أصبح الفكر الشيوعي المادي يطالب بالولاء والتضحية والكفاح ، ثم يجعله مستحيلاً بالفكر والنظرية !
وخطأ هذا الفكر أنه تصور أن ثلاث وجبات ومصروف يد وكساء ودواء يمكن أن تكون عزاءًا كافيًا لإنسان يعلم أنه ولد ليموت ..
إنسان كتب عليه أن يتألم وحده
ويمرض وحده
ويشيخ وحده
ويموت وحده
وهذا وهم كبير !
فكيف للمرء أن يقاسى مرارة الحياة بلا هدف سوى أن يكون ألعوبة لصدفة أزلية حمقاء عمياء ، لا منتهى له فيها يزيد على أن يكون جيفة منتنة بقفر من الأرض تتحلل حتى لا يكاد يبقى منها شيء ثم لا حساب ولا عقاب ولا أمل ولا رجاء بعد كل تلك الحياة المليئة بالأسقام وقساوة العيش ..
فما معنى هذه الحياة حتى يصبر عليها ويصابر على شدائدها وصعابها ؟
وما الذي يدفع شيوعيًا ماديًا ملحدًا لأن ينشب بأظفاره فيها تمسكا بعيش ساعة لا يصفو كدرها ولا يحلو مرها ؟
ولماذا يحسن المرء إلى الآخرين ، أو يجزي الإحسان بالإحسان ، ويلتزم حسن الأخلاق ويجتنب مرذولها وسيئها إذا كان ذلك كله إلى عبث ولهو مغرق في السفه والفوضى ؟
وقدر لو أن الناس آمنوا بالشيوعية دينًا ، وكفروا بكل ما عداها ، كيف سيعمرون حينها خراب أرواحهم بلذاذات الجسد التي يمحوها سراعًا عالم النسيان ، ويذهب ذكراها بما يتبعه من شقاء الحياة وشدائد عيشها ؟
فأي شقاء للروح ذلك الشقاء ؟!
وأي استعباد للجسد ذلك الاستعباد ؟!
وفكر ما شئت أن تفكر في مجتمع آلهته هي المنفعة الشخصية ، وعقيدته أن لا حساب ولا عقاب إلا ما تواضع عليه المجتمع في هذه الحياة التي بلا معنى يعقبها كما لا معنى لها تحمله ، وما هؤلاء الذين تواضعوا على قانونهم إلا أفراد سبقوهم فقيدوهم بما افترعوه من رأي ، فأي عاصم ورادع من عدوان الإنسان على الإنسان وتمرده على كل قانون ، وأي زاجر عن كل خبيث من سلوك أو خلق ؟
والحمد لله على نعمة الإسلام .
سبب الخلل أن كارل ماركس وهيجل توقعا أن الشيوعية تنجح، وأول ما تنجح في بريطانيا لأنها أكبر دولة صناعية رأسمالية في القرن التاسع عشر، لأنهما كما تعلمون كانا في القرن التاسع عشر، أي قبل مائة سنة أو أكثر فكانت هذه النظريات، وكانت أحوال العمال في بريطانيا تدعوا إلى الرثاء فعلاً، كان النساء والرجال يعملون لمدة ثمانية عشر ساعة تحت الأرض في أنفاق مظلمة ويجرون عربات معبأة بالفحم، من أجل استخراج الفحم لأنه كان الوقود الرئيسي في ذلك الزمن، وكثير منهم يموتون ويدفنون في هذه الأنفاق ليس لهم أي حقوق ولا يؤبه لهم، فقال ماركس : لابد أن العمال سيثورون، فتكون الشيوعية في بريطانيا ، لأن حتمية التاريخ هكذا.
فأول ما أكذبه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأبطل قوله للعالم كله، أن الدولة البريطانية حتى اليوم لم تصبح دولة شيوعية ، وإنما نجحت الشيوعية وقامت في دولة زراعية وهي روسيا القيصرية وكانت دولة زراعية، فانتقلت من مرحلة الزراعة إلى مرحلة الشيوعية دون أن تمر حقيقة بمرحلة الرأسمالية .
فهذا أول تكذيب للنظرية، نحن نعلم كذبها من كتاب الله وسنة رسوله، ولا يحتاج هذا عند المسلمين إلى نقاش، لكن نتكلم من خلال منطقهم ومنظورهم هم، لأننا وللأسف الشديد ابتلينا بهذه النظريات في بلاد المسلمين، وسوف نعرض له -إن شاء الله- ولا يزال كثير من المسلمين أو من أدعياء الإسلام المعتنقين لهذه النظرية في عمىً وغفلة عن هذه الحقائق الواضحة، إذاً كان هذا أول ما أفسد الحتمية.
الأمر الثاني: أن في عام (1917م) قامت الثورة الشيوعية وحكمت روسيا ، فجاء التكذيب الثاني من عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما قرره هذا اليهودي وأتباعه، وهو أن المفروض أن تكون الحكومة حكومة عُمالية، فالذي يحكمها المفروض أن يكون العمال، ومع الزمن تتلاشى الدولة نهائياً.
والمفروض في الشيوعية الأخيرة ألا يكون هناك دولة على الإطلاق إنما الناس هكذا يعيشون، وكل يعمل حسب طاقته وله حسب حاجته فقط، وليس هناك دولة ولا ضابط ولا نظام، والذي حصل أنه لما حكم لينين ثم استالين شهدت روسيا دكتاتورية فظيعة تسلطية، لم يكن لها نظير إلا ما يذكره الغرب عن هتلر وعن موسليني وعن أشباههما، واستالين أشد منهما ومن غيرهما، فلم تكن هناك أي حكومة للطبقة الكادحة -كما تسمى- بل كانت الحكومة للحزب الشيوعي ، بل كان الثراء الفاحش والاستبداد الفظيع والاستئثار الكامل للسلطة وللثروة؛ وكل شيء لأعضاء الحزب، وأما البقية فبقوا في حالة يرثى لهم.
ثم جاء الانهيار وجاء التكذيب الثالث من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في واقع الشيوعية ، عندما كان من المفروض أن تشمل الشيوعية العالم كله، كان التخطيط أن الشيوعية هي دين المستقبل وهي عقيدة المستقبل، وأنه لن يبقى على وجه الأرض أي دولة إلا وتكون فيها الشيوعية.
نظرة عــــــامة ....
إن الصراع شرط لكل حركة تقدمية ويجب ألا نخنق التناقضات الإجتماعية بحجة الإصلاح ، بل يجب على العكس من ذلك ، أن نستثمرها ، فلكي لا تُخطيء في السياسة يجب أن تكون ثائرا لا مُصلحا. هذه الفقرة من كلام لينين هي مُلخص الشيوعية بكل أبعادها ..
فالشيوعية قامت على الماديـة الجدلية وعلى الصراع فالأفكار تتطور على مبدأ الصراع وكذلك الكائنات الحية تتطور على مبدأ الصراع ولذلك ارتبطت الداروينية بالشيوعية وترعرعا سويا فالداروينية تنظر للكائنات الحية على أساس أنها تتطور على مبدأ الصراع والشيوعية تنظر للأفكار على أنها تتظور على مبدأ الصراع ولذلك يقول كليكانوف أن الماركسية هي تطبيق للداروينية على العلوم الإجتماعية. وعندما قرأ كارل ماركس كتاب أصل الأنواع لتشارلز دارون أرسل لصديقه أنجلز يقول : أنا أقرأ كتاب دارون هذا هو الكتاب الذي يحتوي على رأينا في أصل الطبيعة وتاريخها..
هذه النظرة الساذجة السطحية كانت بداية التأسيس للإلحـاد الشيوعي ..
كان دارون في القرن الماضي ينظر إلى الخلية تحت الميكروسكوب على أنها لطخة من البروتوبلازم . وبنفس السطحية والسذاجة كان ينظر كارل ماركس لتطور الأفكار .. اعتقد الأول أن الكائنات تتطور على مبدأ الصراع مع أنه مازالت الكائنات الضعيفة تحيـا جنبا إلى جنب مع الكائنات القوية بل ولا تستغني إحداهما عن الأُخرى واعتقد الثاني أن الأفكار تتطور على مبدأ الصراع والثورية وهكذا ولأول مرة في تاريخ الفكر البشري يصير للهمجية مدرستان فلسفيتان الأولى تُطبق على التاريخ الطبيعي والثانية تُطبق على الوضع الإجتماعي وهكذا يترعرع الإلحـاد في هذه التربة الفاسدة وتنمو شجرته الخبيثه مع الوقت وكما علمتنا البداهة البشرية فإن الشجرة الطيبة تطرح ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تطرح ثمارا خبيثة ففي قرن من الزمان يهلك بسبب هذه الفلسفة 250 مليون نسمة في أكثر القرون دموية في تاريخ البشرية ..!!
صورة مِن التطبيق العملي للفلسفة المـادية الهمجية أقصد الجدليـة
تطور النوع البشري مرهون بشدة الصراع بين الطبقات... يجب أن لا نخنق التناقضات الإجتماعية بحجة الإصلاح ، بل يجب على العكس من ذلك ، أن نستثمرها.. هكذا كانت تصدُر العبارات من أكبر المُنَّظرين للفكر الشيوعي في العالـم أمثال ماركس ولينين وتروتسكي ...
في 12 مارس 1922 بينما كانت المجاعة تعصر روسيا عصرا كَتَب لينين رسالة إلى أعضاء المكتب السياسي يقول فيها : إن الموقف لصالحنا ففي حال وجود مئات الجُثث على الطرقات سيمكننا الإستيلاء على مُمتلكات الكنيسة وأموال رجال الدين بقوة دون شفقة أو رحمة ولهذا ينبغي ان نضع أيدينا على أملاكها وإن اليأس الناتج عن الجوع هو الأمل الذي سيجعل المُجتمع يقابلنا بابتهاج..فقد قصد لينين عمدا إنهـاء حياة خمسة مليون نسمة بالجوع وهذا ما ذكره richard pipes في كتابه the unknown lenin يقول : لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد..
يقول : لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد..
فلم يكن لينين يتورع عن ذِكر الجانب الإيجابي للجوع قائلا : إن الجوع سيقربنا إلى أهدافنا ويوصلنا إلى الإشتراكية التي هي عهد ما بعد الرأسمالية فالجوع لا يُنهي اعتقاد الناس في القيصر فحسب بل سيُنهي الإعتقاد بالله أيضا.. وهكذا كان التطبيق العملي للمادية الهمجية ( الجدلية ) وهكذا يتم استثمار المجاعة لصالح تلك الفلسفة المُخيفة!
هل فعلا أفلتوا مِن قيود الكنيسة ؟؟
يقول عالم الفلك (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution p.130 : في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية …لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية .
والشاهد مِن الفقرة السابقة هو قوله أن أسباب الإلحـاد نفسية أكثر مِنها علمية ..
وعندما ننظر إلى البلاد التي تم تطبيق الشيوعية فيها نجدها هي نفسها البلاد التي لم تستطع أن تتحرر من الكنيسة الكاثوليكية ولم تستطع أن تتمرد عليها بإسم البروتستانتية فتمردت عليها بإسم الشيوعية ولكن المُحزن أن الشيوعية صارت أيديولوجية أشد فتكاً وتعصبا بل لقد جمعت الدعاية الماركسية تعاليم ماركس وأنجلز وأضفت عليهما ما يُضفيه رجال الدين على الأديـان ، جتى ليقول أحد المُفكرين : لعل ماركس أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال التوراة الجديدة.. وإذا كانت الكنيسة قد قتلت جاليليو فإن الشيوعية الإلحادية قد قتلت بافلوف بل وقد أجبر ستالين كل رجال العلم في الدولة على قسَم اتبـاع الديالكتيكية المادية وبذلك حُرِّفت كل البُحوث العلمية الجـارية على حسب النظرية المـادية وإذا كانت الكنيسة قد قتلت الآلاف في محاكم التفتيش المرعبة فقد قتلت الشيوعية الملايين في معسكرات العمل الستالينية وكانت عبارة عن معامل موت لكُل مَن يُبدي هرطقة أقصد معارضة للنظام ففي عام 1937 وحده تم إعدام حوالي مليون شخص من المعارضين للنظام وإذا كان ماركس بمنتهى الخجل والحيـاء يقول في نهاية كتابه رأس المال : وإذا أفرز الواقع نظرية تتجاوز ما جاء في رأس المال فمزقوا رأس المال فإنه سيُصبح صالحـا للمتاحف فقط فإن أتباعه اعتبروا أن منهجه هو الخاتم مع أنه أخبرهم بمنتهى الحيـاء أن ينتظروا المُعَّزي لكن أصروا على اعتبـار أن الشوعية هي المرحلة الأخيرة في تاريخ الحيـاة الإجتماعية للبشرية ... وهكذا أفلت هؤلاء مِن قيود الكنيسة الكاثوليكية ليقعوا في أُبرشية الشيوعية
السؤال :- لو أفرز الواقع نظرية تتجاوز ما في رأس المـال هل ستُمزقون رأس المال أم فعلا كما قال أحد أكبر المُنظرين الشيوعيين المعاصرين أن الشيوعيين تحولوا إلى كائنات جيولوجية مُتحجرة يدافعون عن الباطل أكثر من دفـاع الباطل عن نفسه ؟؟ وكيف أصلا تكون الشيوعية هى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الفكر البشري مع أن أصل الصراع عندكم هو الإستمرارية وليس الثبات
إزالة الفوارق بين الطبقات لوضع متاريس وحواجز
الصراع بين البرجوازية ( أصحاب رؤوس المـال ) والبروليتاريـا ( العُمَّـال ) سيعقبه سيطرة البروليتاريا . وستزول الفروق بين الطبقات لكن عند التطبيق سنجد أن سيطرة الحزب الإشتراكي تنتهي بالتحكم في رقاب الناس وتقسمهم إلى طبقات بحسب ولائهم وانتمائهم وتعلقهم بالحزب ، فأفراد الحزب وأعضاؤه البارزون لهم أوضاعهم المميزة ، والمُتهمون بمعاداة الحزب مضطهدون يُعتبرون أهداف يجب قتلها وبين الفريقين عامـة الشعب يتفاوتون في القدرة على العمل وبالتالي سينشأ أرستقراطيين وفقراء وهكذا زالت الفوارق الطبيعية التي لا تكاد تُدرك لتأتي فوارق حـادة تقسم المجتمع تقسيما بلا هوادة .
السؤال :- أيهما أكثر برجوازية هل طبقية رأس المال أم طبقية الشيوعية ؟؟
سرقة (إلغـاء) الملكية الخــاصة
لو سألنا أي شيوعي ما هو مصير بيل جيتس في الدولة الشيوعية ... فيقول فورا يجب أن ننزع كل وسائل الإنتاج التي يملكها بالقوة لأنه في الدولة الشيوعية يجب أن تُنزع جميع وسائل الإنتاج من مُلاكها فإذا قلنا إذن أين يذهب بيل جيتس سيأتي الرد سريعا عليه أن يعمل كأي عامل مِن العُمال في المصنع .. تصوروا بيل جيتس يقود أكبر مؤسسة تُجارية في العالم يتحول في الدولة الشيوعية إلى ماسح أحذية في الشركة التي بناها بمجهوده وعرقه هكذا تحت مُسمى إلغاء الملكية الخاصة تُسرق أملاك أُناس قضوا أعمارهم في جمعها.
تعتمد الشيوعية في أهم بنودها على إلغاء الملكية الخاصة للأفراد وجعل كل وسائل الإنتاج بيد الدولة وبعدها يتم إعطاء البشر حاجياتهم مِن مأكل وملبس ومشرب بالتساوي هذا عين ما تقوم عليه الشيوعية وهذا يُمكنني أن أُسميه نظام الحرامية والنصابين فأن تأخذ مِن المتمير لتُعطي الفاشل .. أن تأخذ من المُجتهد والمكافح لتُعطي الكسول فهذا هو عين المُخالفة للبداهة وعين المُخالفة لطبائع الأشياء ولذلك يُمكنني أن أقول أن الملكية الخاصة هي مُكافأة المكافحين والأكثر موهبة والإشتراكية هي مُكافأة الكسالى والأكثر اتكالية فإلغاء الملكية الخاصة نظام لا يقبله العقلاء .
فصاحب رأس المال هو مالكه لأنه من عرق جبيه وعرق جبين أبيه وليس ذنبه ان هناك مَن يمتلك أقل منه ، ليس ذنبه حتى يقع فريسة حسد وحقد هؤلاء الذين لا يملكون ما يملكه وعندما يستغل وسائل الإنتاج التي يملكها فإنه يستفيد مِن العامل والعامل يستفيد منه أيضا ومن حق العامل عليه أن يأمن له أجر يكفيه مقابل مجهوده لكن عندما يصدر قانون يُجبر صاحب المال أن يتنازل عن وسائل الإنتاج لهذا العامل فهذا عين البلاهة وحماقة التصرف بأي حق تُنتزع ملكية هذا الرجل هل لأنه ظلم العامل ولم يُعطه حقه كاملا ؟ إذن هل المُتوقع مِن القانون أن يُؤمن العُمـال ويعطيهم حقوقهم أم يتجاوز كل هذا ويسلب فجأة كل وسائل الإنتاج من يد صاحب الراس المال ليعطيها للعمال ؟؟ إنها همجية جاهلية.. إنها عين الجاهلية المُعاصرة
لقد علمتنا الحيـاة أن القوانين تُوضع لكي تنظم غرائز البشر وتتوافق معها لا لكي تحرقها أو تُضاعفها .. وبالتالي فوضع قوانين تُغير طبائع البشر وتعلمهم ما يجب أن تكون عليه غرائزهم هذا نوع من السخافة العقلية واستهلاك الحياة فيما لا يُفيد.
هل رأيتم يا سـادة إلى أي حد تقتل القوانين الوضعية غرائز البشر .. هل رأيتم انتكاسا في السلوك أخزى من ذلك!
لكن المثير للدهشة في الدولة الشيوعية أن الدولة الشيوعية لا تسرق وسائل الإنتاج من صاحب رأس المال لتعطيها للعمال بل تتسلط الدولة وتُسيطر سيطرة كاملة على وسائل الإنتاج وتصير الصورة النهائية أن الدولة تطرد الرأسمالي لتلعب هي دوره بأبشع ما تتهمه به!
فأين تلك الحُرية التي وعدت بها الشيوعية في حين يُسلب الإنسان حُريته وتصبح الثروة والسُلطة بيد الدولة ويصبح المواطن أجيرا لديها بشكل أو بآخر
السؤال :- أيهما أشد فتكا بك هل برجوازية وتسلُط صاحب العمل فقط أم برجوازية وتسلُط دولة بأكملها بأنظمة مُخابراتها وأساليب التجسس والصاق التُهم بالأشخاص بمُجرد الظنون ؟؟
السؤال :- أيهما أشد فتكا بك هل برجوازية وتسلُط صاحب العمل فقط أم برجوازية وتسلُط دولة بأكملها بأنظمة مُخابراتها وأساليب التجسس والصاق التُهم بالأشخاص بمُجرد الظنون ؟؟
التأميم
تأميم وسائل الإنتاج وانتزاع ها من يد خمسة أو ستة رأسماليين مُستغلين ليتسلمها مائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية ينهبونها هو الواقع المُشاهَد .. فالمُنتِج الرأسمالي كان على الأقل أُستاذا في مهنته وكان بدافع مصلحته يتفنن ويبتكر ويُبدع ويُعطي المستهلك أقصى إجادة ليحصُل على أقصى ربح ..أما المائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية فلا علم لهم بالحرفة ولا هم يبتكرون ولا يبدعون فهذا النظام الإقتصادي يقتل الإبداع ويروج للتكاسل ويكون أكبر هَم هؤلاء العُمـال هو التسابق على النهب والسلب .
ونظام التأميم يسد كل أبواب الرزق هذا لو طبقنا التأميم الكامل الذي تعرفه الشيوعية ولا يبقى للناس إلا باب الوظيفة في الحكومة ، وبهذا لا تعود هناك وسيلة لضمان اللقمة إلا النفاق للحاكم والتملق للرؤساء والإنتهازية والشللية والتبليغ والتخابر والتجسس والعِمـالة بصورة مُضخمة مريعة وبذلك يتحول المُجتمع إلى غـابة من الناس يأكل بعضهم بعضا .
ويقول خرتشوف كلمته الشهيرة :- إن البقرة التي يملكها صاحبها تُدر مِن اللبن أكثر مِن البقرة التي تملكها الدولة . ورأينـا روسيا التي تمتلك أكبر حقول القمح في أوكرانيـا تطلب القمح مِن أمريكـا وتفتح بلادها للمصانع الأمريكية . وهكذا بطء العمل وقلة الإنتاج ونقص الجودة والتضخم واللامبالاة والإتكالية كلها صفات لصيقة بالشيوعية أينما حلت وحيثما ارتحلت ..!!
ذاتية الهدم في المذهب الشيوعي
هذه النقطة التي سأطرحها هنا من أهم النقاط تقريبا فهي لا تُسقط الشيوعية فحسب بس تُسقط الإلحـاد والمادية أيضا ... تؤمن الشيوعية بالمادية الصرفة بلا هوادة ولا ترضى بغير ذلك بديلا لكن عندما ننظر إلى الأصل الذي تأسست عليه الشيوعية فإن هذا الأصل غير مادي بالمرة فقد قامت الشيوعية على مُصطلح الإستغلال مقصورا على معناه الأخلاقي والإنساني ومُصطلح الإستغلال وأن أصحاب وسائل الإنتاج يستغلون العمـال هذا المُصطلح يدور في إطار فكرة الخير والشر . وأصبح المستغِل شرا مُشخصا والضحية المستغَلة خيرا مُشخصا فأن تدين الأعمـال الشريرة معناه أنك تعترف بأنها نتيجة الإختيــار الحُر للإنسـان ، وإلا فإن إدانة الشر تكون بلا معنى فإدانة الإستغلال وأن الشر يمكن إزالته والإختيـار الحُر كلها مفاهيم تؤكد أن مُجرد اختزال الحياة والعلاقات بين البشر في مصطلحات مادية مستحيل إطلاقا ... لقد كان ماركس على حق في إدانة الإستغلال* ولكن هذا لا يُمكن أن يتسق مع فكره المادي خاصة عند مَن يُنادون بنسبية الأخلاق مِن الملاحدة النصابين
وهكذا لايمكن أن يصير الإنسان ملحدا أو ماديا خالصـا حتى ولو أراد ذلك مِن كل قلبه..
السؤال :- هل فعلا كُل ما صحَّ من الماركسية فهو ليس بماركسي
برجوازية الزوج
أحد صور الخيال العلمي هي اعتبار أن السُلطة الزوجية هي إحدى صور البرجوازية أو التحكم التي ينبغي إلغاؤها في الدولة الشيوعية ولذلك يقول فردريك أنجلز في مباديء الشيوعية principles of communism السؤال 21 : سيتمكن المُجتمع الشيوعي من التخلص من النظام الأُسري القائم فهو أحد صور البرجوازية فإلغاء العائلة .. إلغاء سُلطة الزوج على زوجته .. إلغـاء سُلطة الأب على أبناؤه .. القضـاء على أكثر العلاقات حميمية في تاريخ الفكر البشري بدعاوى تافهه يجعلنا أمام أساطير وأفلام خيال علمي .. إن محاولة تبديل الجينات البشرية والإنتقاص من قيمة الأُمومة والأُبوة والحُضن الأُسري بدعاوى تافهة فمصير هذه المُحـاولة إلى الجحيم لا مُحـالة ...
بل وقد أرسل أنجلز خطابا إلى كونراد سميت conrad smith في 8 مايو 1890 يقول له :- إذا طُبقت الماركسية تطبيقا حرفيـا فإن هُــراء لا يُصدق سينتج عنها . فمن الذين يوافق على تطبيق هذه الآراء المخبولة إلا مُنتكس أو مخبول مثلها!
فمصادمة البديهيات البشرية هو الإفراز العقلي للمادية والإلحـاد ولا ننتظرمِن الأفكار الأرضية السافلة أكثر من ذلك ..
ولا عـزاء للعُقلاء ..
السؤال :- لماذا إلغـاء العائلة يهمكم كثيرا ؟؟ لماذا تُكررون هذا على أسماعنا كثيرا ؟؟ ما الغرض المستتر من ذلك ؟؟ ما الهدف الراقي العائد عليكم من التفسخ الأُسري ؟؟
ماركسيات بالآلاف
كما كُل المناهج الوضعية الأرضية فالماركسية ليست اتجاه واحد او منهج واحد بل تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال :- الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .
فأي ماركسية تلك التي يُطالبون بتطبيقها ؟؟ بل وكما يقول الأستاذ ثاوني:- إن الاشتراكية، كغيرها من التعبيرات المختلفة للقوى السياسية المركبة، كلمة لا تختلف في مدلولها من جيل إلى جيل فحسب، بل من حقبة إلى حقبة.
وييقول مكسيم لوروا في كتابه "رادة الاشتراكية الفرنسية" يقول:- لاشك في أن هناك اشتراكيات متعددة، فاشتراكية بابون، تختلف أكبر الاختلاف عن اشتراكية برودون، واشتراكيتا سان سيمون وبرودون، تتميزان عن اشتراكية بلانكي، وهذه كلها لا تتمشى مع أفكار لويس بلان، وكابيه وفورييه، وبيكور ، وإنك لا تجد داخل كل فرقة أو شعبة إلا خصومات عنيفة، تحفل بالأسى والمرارة.
وهكذا كُل مذهب شيوعي عبارة عن كنيسة مُستقلة
فقد انتهت الإشتراكية إلى مُجرد كلمة مُفرغة من المحتوى يستعملها جميع الفُرقاء لجميع المعاني المُتناقضة واصبحت تدل على الشيء كما تدل على نقيضه وأينما دخلت في أي بلد دخل وراءها الدم والرصاص .
إنها جاهلية وقَبلية مادية مُعاصرة ذات أنيـاب ذَرية ومخالب إلكترونية ..
السؤال :- هل في الإشتراكية قسم يمثل الثبات والخلود وقسم يمثل المرونة والتطور ، أم فعلا كما قال مكسيم رودسون أن الشيطان يستطيع أن يجد في الماركسية نصوصا تؤيد ضلالته ؟؟
الإرهـاب الشيوعي
كُل مَن لا يؤمن بالشيوعية فهو هدف يجب قتله وتصفيته جسديا ... ويقول لينين بالحرف : إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً.. ويقول مكسيم جوركي Maxim Gorky المؤرخ الروسي الشهير orlando figes
أنه في أثنـاء فترة حكم لينين كانوا يقومون بسلخ جلود كل من يُبدي مُعارضة للشيوعية ويقومون ببقر البطون وتفكيك الأمعـاء .
وهكذا يتردى الإنسان ويُعـامَل كالدواب وفي تشرين الأول 1919 قابل لينين إيفان بافلوف وأُعجب بنظريته في الفعل اللاإرادي الشرطي لدى الحيوان reflexes وأراد منه أن يُطبقها على الإنسان يقول بافلوف : قال لي لينين أُريد أن أجعل المُجتمعات الرُوسية تُفكر كليـا بالنظام الشيوعي وأن تتحرك به لقد اندهشت . لقد أراد مني أن أفعل بالإنسان ما فعلته بالكلاب قال ينبغي أن يتحرك الناس كما نُريد .
- وهل ننسي الثورة البلشفية وليون تروتسكي ثاني أقوى شخصية في تاريخ الشيوعية بعد لينين الذي أدخل روسيا بأفكاره في حرب دموية راح ضحيتها آلاف الأبرياء .. وحسب تقرير KGB الذي أُعد سنة 1991 فإن 42 مليون إنسان قد قُتلوا في أثنـاء حُكم ستالين ..
وفي ليلة واحدة في 18 آيار 1944 أصدر ستالين قرار بطرد 400 ألف مسلم من بلادهم إلى مجاهل سيبريا تمت تصفية نصفهم جسديا في الطريقوما بين عامي 1949- 1975 تم قتل 26 مليون مسلم صيني ( الأتراك الأيغور ) في ظل حكومة ماو تسي تونغ الشيوعية.. وفي عام 1964 نشر ماو تهديداته قائلا :- جميع الحيوانات السُفلية سوف تُعدم وبهذا كان يُخرج معارضيه مِن الإنسانية وكان يعتبر كُل من وقف ضد الثورة خطأ تطوري . ولذلك يقول james revee rusey :- بالنسبة لمـاو فإن أعداء الشعب ليسوا بشرا وليس لهم أدنى حق بالمعاملة الإنسانية . وقد مات ماو سنة 1976 بعد أن قُتل 50 مليون صيني بإسم الشيوعية والمـادية الجدلية ( الهمجية ) الإلحـادية .
" ولأول مرة في تاريخ الفكر البشري يصير للهمجية مدرستان فلسفيتان الأولى تُطبق على التاريخ الطبيعي والثانية تُطبق على الوضع الإجتماعي وهكذا يترعرع الإلحـاد في هذه التربة الفاسدة وتنمو شجرته الخبيثه مع الوقت وكما علمتنا البداهة البشرية فإن الشجرة الطيبة تطرح ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تطرح ثمارا خبيثة"
الشيوعية تقمع طبيعة الإنسان وتسيره كالآلة
نعم ..
ولا تعتبرهم بشر ولا يستحقون حياة هذه الاشتراكية الضالة والمضللة
بينما تمتع اعضاء الحزب الشيوعي .. لم يتمتع غيرهم لا من الكادحين ولا من الاغنياء .. فاوجدوا جحيما سياسيا اقتصاديا اجتماعيا فكريا ...
لا يمكن أن تنجح الشيوعية ...
لا يمكن أن تنجح الشيوعية الا لو كان الإنسان مجرد "روبوت" مسلوب العقل والعواطف ..
ولا يمكن أن تنجح الشيوعية الا لو كان الإنسان لم يُفطر على حب الملكية.
فصراع الشيوعية ليس مع عقائد أخرى فقط بل مع ذات الفطرة البشرية السليمة التي تحب أن تمتلك و تحب أن تساعد الغير من ملكها الخاص.
العدل في المجتمع يمكن تحققه دون حرمان الفرد من خصوصيته وحقه في الإمتلاك.
الاسلام الذي قرر نظام الزكاة .. هو النظام الصحيح وهو النظام الذي حرم الاحتكار وحرم اكتناز الاموال بدون استثمارها وعمل على تحقيق تداول الاموال بين جميع افراد وطبقات الشعب وتوزيع الثروة بين الناس، .. وبكل الحب والرضا والقبول من الجميع .. فهذا يمنح من يستحق وهو راض .. وذاك يقبض وهو راض لانه اهتمت به وبمطالبه الحياتية الدولة والمجتمع :
" كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "
هذا هو الاسلام العملي الواقعي . وليس ذاك النظام الشيوعي الواهم والخرافي
نعم ..
حتى لا يحدث ما يسمى بدكتاتورية الالات بجانب دكتاتورية البروليتاريا !!
ويا للدكتاتورية الشيوعية القائمة على الصراع بين الطبقات واثارة التناقضات !!
الشيوعية ما كان لها ان تبقى ولا دقيقة زيادة .. فقضي امرها وانتهت بالضربة القاضية ..
وها هم بقايا فلولها يمشون في جنازتها معزين بعضهم البعض .. على وفاة هذه الخرافة التشكيلية
السؤال الأول, هل نغير فطرة الإنسان لتوافق نظام فاشل أم نغير النظام ليوافق الفطرة؟
السؤال الثاني, هل يمكن لأي منهج تعليمي تغيير الفطرة الإنسانية بحيث توافق النظام الشيوعي ؟
ما هو ذلك المنهج؟
وكيف يمكن تغيير طبيعة الإنسان بحيث يتخلى عن فطرة حب التملك وحب الخصوصية.
الاتحاد السوفييتي والدول التي دارت في فلكها بالقوة والتدمير والحرب .. فلا زالت احداث المجر وقيام الاتحاد السوفييتي الشيوعي باحتلالها وذبح الكثير من سكانها .. لانها ارادت التخلي عن الشيوعية ونظامها .. لا زالت ماثلة امام اعيننا .. ما هي اشتراكية!! ويا محلى هذه الدكتاتورية الاشتراكية الشيوعية القائمة على الصراع الدموي واثارة القلاقل والمشكلات للعالم اجمع.
فإننا إذا جئنا للشيوعية وجدنا أنه لابد من تحطيم رأس المال ، وذلك بنزع ملكية المصنع والأرض ووسائل الإنتاج ووسائل الإعلام ، وإدارتها من جهة الحكومة بحيث يأخذ كل واحد حسب حاجته ، ويعمل كل واحد حسب طاقته في مجتمع نموذجي !
تلك أمانيهم !
لكن الواقع اختلف كثيرًا عن الحلم ، ليس فقط بسبب التطبيق (وإن كان التطبيق له دور) ، لكن أيضًا بسبب ثغرات فادحة في النظرية ..
فالشيوعية جاءت ومعها مجتمع الخوف من السلطة ، وجهاز الحزب الذي يتكون من ملايين تحول إلى طبقة من المنتفعين لها مصلحة في البقاء مستمتعة بكل مميزات الحزب ، وبجكم إغراء المصلحة أصبح من الممكن لهذه الطبقة أن تخون المباديء الشيوعية بمثل ما يخونها عضو البرلمان الرأسمالي ، تساعدها الدكتاتورية ومراكز القوة المتربعة فيها ، ويعينها انعدام الوازع الديني وعدم الخوف من حساب الله .
وفي وجود الخوف من السلطة الحاكمة وغياب الوازع الديني تدهورت الأخلاق ، وظهر غول البيروقراطية ، وصارت السلعة التي كان يسرقها رأسمالي واحد يشترك في سرقتها جيش من الموظفين ؛ من البائع إلى المتعهد إلى المفتش إلى مدير الجمعية الاستهلاكية إلى موظفي الجمعية التعاونية .. إلخ ..
وتسربت المكاسب الشيوعية من هذا الغربال المليء بالخروق .
ولجأ النظام إلى فكرة الحوافز والمكافآت لإثارة النفوس التي تكاسلت عن الجد والحماس ، ولكنه لم يفعل أكثر من الترقيع الخارجي ، فلم تثر الحوافز إلا طمع من يأخذ وحسد من لم يأخذ ، فسببت المزيد من الفشل في الإنتاج والتحاقد بين الأفراد .
وماهو مفقود في نظام مادي ليس هو المكافأة المادية ، ولكن تلك الشرارة الداخلية التي يطلقها الإيمان في كفالة قوانين إلهية لا تميز بين حاكم ومحكوم ، إنما تحكم الكل شريعة الله العادلة المطلقة .
وقد وقعت الشيوعية في تناقض أساسي بين كونها فكرًا بدعو إلى التضحية والبذل من أجل الأخرين ، وكونها فكرًا محرومًا من الحافز الديني والمبدأ الروحي ..
فالدين - كما هو معلوم - يمد الإنسان بأعظم طاقة للتضحية والبناء والكفاح بلا حدود ..
وعن طيب خاطر ..
وهكذا أصبح الفكر الشيوعي المادي يطالب بالولاء والتضحية والكفاح ، ثم يجعله مستحيلاً بالفكر والنظرية !
وخطأ هذا الفكر أنه تصور أن ثلاث وجبات ومصروف يد وكساء ودواء يمكن أن تكون عزاءًا كافيًا لإنسان يعلم أنه ولد ليموت ..
إنسان كتب عليه أن يتألم وحده
ويمرض وحده
ويشيخ وحده
ويموت وحده
وهذا وهم كبير !
فكيف للمرء أن يقاسى مرارة الحياة بلا هدف سوى أن يكون ألعوبة لصدفة أزلية حمقاء عمياء ، لا منتهى له فيها يزيد على أن يكون جيفة منتنة بقفر من الأرض تتحلل حتى لا يكاد يبقى منها شيء ثم لا حساب ولا عقاب ولا أمل ولا رجاء بعد كل تلك الحياة المليئة بالأسقام وقساوة العيش ..
فما معنى هذه الحياة حتى يصبر عليها ويصابر على شدائدها وصعابها ؟
وما الذي يدفع شيوعيًا ماديًا ملحدًا لأن ينشب بأظفاره فيها تمسكا بعيش ساعة لا يصفو كدرها ولا يحلو مرها ؟
ولماذا يحسن المرء إلى الآخرين ، أو يجزي الإحسان بالإحسان ، ويلتزم حسن الأخلاق ويجتنب مرذولها وسيئها إذا كان ذلك كله إلى عبث ولهو مغرق في السفه والفوضى ؟
وقدر لو أن الناس آمنوا بالشيوعية دينًا ، وكفروا بكل ما عداها ، كيف سيعمرون حينها خراب أرواحهم بلذاذات الجسد التي يمحوها سراعًا عالم النسيان ، ويذهب ذكراها بما يتبعه من شقاء الحياة وشدائد عيشها ؟
فأي شقاء للروح ذلك الشقاء ؟!
وأي استعباد للجسد ذلك الاستعباد ؟!
وفكر ما شئت أن تفكر في مجتمع آلهته هي المنفعة الشخصية ، وعقيدته أن لا حساب ولا عقاب إلا ما تواضع عليه المجتمع في هذه الحياة التي بلا معنى يعقبها كما لا معنى لها تحمله ، وما هؤلاء الذين تواضعوا على قانونهم إلا أفراد سبقوهم فقيدوهم بما افترعوه من رأي ، فأي عاصم ورادع من عدوان الإنسان على الإنسان وتمرده على كل قانون ، وأي زاجر عن كل خبيث من سلوك أو خلق ؟
والحمد لله على نعمة الإسلام .
سبب الخلل أن كارل ماركس وهيجل توقعا أن الشيوعية تنجح، وأول ما تنجح في بريطانيا لأنها أكبر دولة صناعية رأسمالية في القرن التاسع عشر، لأنهما كما تعلمون كانا في القرن التاسع عشر، أي قبل مائة سنة أو أكثر فكانت هذه النظريات، وكانت أحوال العمال في بريطانيا تدعوا إلى الرثاء فعلاً، كان النساء والرجال يعملون لمدة ثمانية عشر ساعة تحت الأرض في أنفاق مظلمة ويجرون عربات معبأة بالفحم، من أجل استخراج الفحم لأنه كان الوقود الرئيسي في ذلك الزمن، وكثير منهم يموتون ويدفنون في هذه الأنفاق ليس لهم أي حقوق ولا يؤبه لهم، فقال ماركس : لابد أن العمال سيثورون، فتكون الشيوعية في بريطانيا ، لأن حتمية التاريخ هكذا.
فأول ما أكذبه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأبطل قوله للعالم كله، أن الدولة البريطانية حتى اليوم لم تصبح دولة شيوعية ، وإنما نجحت الشيوعية وقامت في دولة زراعية وهي روسيا القيصرية وكانت دولة زراعية، فانتقلت من مرحلة الزراعة إلى مرحلة الشيوعية دون أن تمر حقيقة بمرحلة الرأسمالية .
فهذا أول تكذيب للنظرية، نحن نعلم كذبها من كتاب الله وسنة رسوله، ولا يحتاج هذا عند المسلمين إلى نقاش، لكن نتكلم من خلال منطقهم ومنظورهم هم، لأننا وللأسف الشديد ابتلينا بهذه النظريات في بلاد المسلمين، وسوف نعرض له -إن شاء الله- ولا يزال كثير من المسلمين أو من أدعياء الإسلام المعتنقين لهذه النظرية في عمىً وغفلة عن هذه الحقائق الواضحة، إذاً كان هذا أول ما أفسد الحتمية.
الأمر الثاني: أن في عام (1917م) قامت الثورة الشيوعية وحكمت روسيا ، فجاء التكذيب الثاني من عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما قرره هذا اليهودي وأتباعه، وهو أن المفروض أن تكون الحكومة حكومة عُمالية، فالذي يحكمها المفروض أن يكون العمال، ومع الزمن تتلاشى الدولة نهائياً.
والمفروض في الشيوعية الأخيرة ألا يكون هناك دولة على الإطلاق إنما الناس هكذا يعيشون، وكل يعمل حسب طاقته وله حسب حاجته فقط، وليس هناك دولة ولا ضابط ولا نظام، والذي حصل أنه لما حكم لينين ثم استالين شهدت روسيا دكتاتورية فظيعة تسلطية، لم يكن لها نظير إلا ما يذكره الغرب عن هتلر وعن موسليني وعن أشباههما، واستالين أشد منهما ومن غيرهما، فلم تكن هناك أي حكومة للطبقة الكادحة -كما تسمى- بل كانت الحكومة للحزب الشيوعي ، بل كان الثراء الفاحش والاستبداد الفظيع والاستئثار الكامل للسلطة وللثروة؛ وكل شيء لأعضاء الحزب، وأما البقية فبقوا في حالة يرثى لهم.
ثم جاء الانهيار وجاء التكذيب الثالث من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في واقع الشيوعية ، عندما كان من المفروض أن تشمل الشيوعية العالم كله، كان التخطيط أن الشيوعية هي دين المستقبل وهي عقيدة المستقبل، وأنه لن يبقى على وجه الأرض أي دولة إلا وتكون فيها الشيوعية.
نظرة عــــــامة ....
إن الصراع شرط لكل حركة تقدمية ويجب ألا نخنق التناقضات الإجتماعية بحجة الإصلاح ، بل يجب على العكس من ذلك ، أن نستثمرها ، فلكي لا تُخطيء في السياسة يجب أن تكون ثائرا لا مُصلحا. هذه الفقرة من كلام لينين هي مُلخص الشيوعية بكل أبعادها ..
فالشيوعية قامت على الماديـة الجدلية وعلى الصراع فالأفكار تتطور على مبدأ الصراع وكذلك الكائنات الحية تتطور على مبدأ الصراع ولذلك ارتبطت الداروينية بالشيوعية وترعرعا سويا فالداروينية تنظر للكائنات الحية على أساس أنها تتطور على مبدأ الصراع والشيوعية تنظر للأفكار على أنها تتظور على مبدأ الصراع ولذلك يقول كليكانوف أن الماركسية هي تطبيق للداروينية على العلوم الإجتماعية. وعندما قرأ كارل ماركس كتاب أصل الأنواع لتشارلز دارون أرسل لصديقه أنجلز يقول : أنا أقرأ كتاب دارون هذا هو الكتاب الذي يحتوي على رأينا في أصل الطبيعة وتاريخها..
هذه النظرة الساذجة السطحية كانت بداية التأسيس للإلحـاد الشيوعي ..
كان دارون في القرن الماضي ينظر إلى الخلية تحت الميكروسكوب على أنها لطخة من البروتوبلازم . وبنفس السطحية والسذاجة كان ينظر كارل ماركس لتطور الأفكار .. اعتقد الأول أن الكائنات تتطور على مبدأ الصراع مع أنه مازالت الكائنات الضعيفة تحيـا جنبا إلى جنب مع الكائنات القوية بل ولا تستغني إحداهما عن الأُخرى واعتقد الثاني أن الأفكار تتطور على مبدأ الصراع والثورية وهكذا ولأول مرة في تاريخ الفكر البشري يصير للهمجية مدرستان فلسفيتان الأولى تُطبق على التاريخ الطبيعي والثانية تُطبق على الوضع الإجتماعي وهكذا يترعرع الإلحـاد في هذه التربة الفاسدة وتنمو شجرته الخبيثه مع الوقت وكما علمتنا البداهة البشرية فإن الشجرة الطيبة تطرح ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تطرح ثمارا خبيثة ففي قرن من الزمان يهلك بسبب هذه الفلسفة 250 مليون نسمة في أكثر القرون دموية في تاريخ البشرية ..!!
صورة مِن التطبيق العملي للفلسفة المـادية الهمجية أقصد الجدليـة
تطور النوع البشري مرهون بشدة الصراع بين الطبقات... يجب أن لا نخنق التناقضات الإجتماعية بحجة الإصلاح ، بل يجب على العكس من ذلك ، أن نستثمرها.. هكذا كانت تصدُر العبارات من أكبر المُنَّظرين للفكر الشيوعي في العالـم أمثال ماركس ولينين وتروتسكي ...
في 12 مارس 1922 بينما كانت المجاعة تعصر روسيا عصرا كَتَب لينين رسالة إلى أعضاء المكتب السياسي يقول فيها : إن الموقف لصالحنا ففي حال وجود مئات الجُثث على الطرقات سيمكننا الإستيلاء على مُمتلكات الكنيسة وأموال رجال الدين بقوة دون شفقة أو رحمة ولهذا ينبغي ان نضع أيدينا على أملاكها وإن اليأس الناتج عن الجوع هو الأمل الذي سيجعل المُجتمع يقابلنا بابتهاج..فقد قصد لينين عمدا إنهـاء حياة خمسة مليون نسمة بالجوع وهذا ما ذكره richard pipes في كتابه the unknown lenin يقول : لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد..
يقول : لم يكن لينين يحمل أي شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أي معنى فقد عامل الشعوب كما يُعامل الحداد الحديد..
فلم يكن لينين يتورع عن ذِكر الجانب الإيجابي للجوع قائلا : إن الجوع سيقربنا إلى أهدافنا ويوصلنا إلى الإشتراكية التي هي عهد ما بعد الرأسمالية فالجوع لا يُنهي اعتقاد الناس في القيصر فحسب بل سيُنهي الإعتقاد بالله أيضا.. وهكذا كان التطبيق العملي للمادية الهمجية ( الجدلية ) وهكذا يتم استثمار المجاعة لصالح تلك الفلسفة المُخيفة!
هل فعلا أفلتوا مِن قيود الكنيسة ؟؟
يقول عالم الفلك (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution p.130 : في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية …لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية .
والشاهد مِن الفقرة السابقة هو قوله أن أسباب الإلحـاد نفسية أكثر مِنها علمية ..
وعندما ننظر إلى البلاد التي تم تطبيق الشيوعية فيها نجدها هي نفسها البلاد التي لم تستطع أن تتحرر من الكنيسة الكاثوليكية ولم تستطع أن تتمرد عليها بإسم البروتستانتية فتمردت عليها بإسم الشيوعية ولكن المُحزن أن الشيوعية صارت أيديولوجية أشد فتكاً وتعصبا بل لقد جمعت الدعاية الماركسية تعاليم ماركس وأنجلز وأضفت عليهما ما يُضفيه رجال الدين على الأديـان ، جتى ليقول أحد المُفكرين : لعل ماركس أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال التوراة الجديدة.. وإذا كانت الكنيسة قد قتلت جاليليو فإن الشيوعية الإلحادية قد قتلت بافلوف بل وقد أجبر ستالين كل رجال العلم في الدولة على قسَم اتبـاع الديالكتيكية المادية وبذلك حُرِّفت كل البُحوث العلمية الجـارية على حسب النظرية المـادية وإذا كانت الكنيسة قد قتلت الآلاف في محاكم التفتيش المرعبة فقد قتلت الشيوعية الملايين في معسكرات العمل الستالينية وكانت عبارة عن معامل موت لكُل مَن يُبدي هرطقة أقصد معارضة للنظام ففي عام 1937 وحده تم إعدام حوالي مليون شخص من المعارضين للنظام وإذا كان ماركس بمنتهى الخجل والحيـاء يقول في نهاية كتابه رأس المال : وإذا أفرز الواقع نظرية تتجاوز ما جاء في رأس المال فمزقوا رأس المال فإنه سيُصبح صالحـا للمتاحف فقط فإن أتباعه اعتبروا أن منهجه هو الخاتم مع أنه أخبرهم بمنتهى الحيـاء أن ينتظروا المُعَّزي لكن أصروا على اعتبـار أن الشوعية هي المرحلة الأخيرة في تاريخ الحيـاة الإجتماعية للبشرية ... وهكذا أفلت هؤلاء مِن قيود الكنيسة الكاثوليكية ليقعوا في أُبرشية الشيوعية
السؤال :- لو أفرز الواقع نظرية تتجاوز ما في رأس المـال هل ستُمزقون رأس المال أم فعلا كما قال أحد أكبر المُنظرين الشيوعيين المعاصرين أن الشيوعيين تحولوا إلى كائنات جيولوجية مُتحجرة يدافعون عن الباطل أكثر من دفـاع الباطل عن نفسه ؟؟ وكيف أصلا تكون الشيوعية هى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الفكر البشري مع أن أصل الصراع عندكم هو الإستمرارية وليس الثبات
إزالة الفوارق بين الطبقات لوضع متاريس وحواجز
الصراع بين البرجوازية ( أصحاب رؤوس المـال ) والبروليتاريـا ( العُمَّـال ) سيعقبه سيطرة البروليتاريا . وستزول الفروق بين الطبقات لكن عند التطبيق سنجد أن سيطرة الحزب الإشتراكي تنتهي بالتحكم في رقاب الناس وتقسمهم إلى طبقات بحسب ولائهم وانتمائهم وتعلقهم بالحزب ، فأفراد الحزب وأعضاؤه البارزون لهم أوضاعهم المميزة ، والمُتهمون بمعاداة الحزب مضطهدون يُعتبرون أهداف يجب قتلها وبين الفريقين عامـة الشعب يتفاوتون في القدرة على العمل وبالتالي سينشأ أرستقراطيين وفقراء وهكذا زالت الفوارق الطبيعية التي لا تكاد تُدرك لتأتي فوارق حـادة تقسم المجتمع تقسيما بلا هوادة .
السؤال :- أيهما أكثر برجوازية هل طبقية رأس المال أم طبقية الشيوعية ؟؟
سرقة (إلغـاء) الملكية الخــاصة
لو سألنا أي شيوعي ما هو مصير بيل جيتس في الدولة الشيوعية ... فيقول فورا يجب أن ننزع كل وسائل الإنتاج التي يملكها بالقوة لأنه في الدولة الشيوعية يجب أن تُنزع جميع وسائل الإنتاج من مُلاكها فإذا قلنا إذن أين يذهب بيل جيتس سيأتي الرد سريعا عليه أن يعمل كأي عامل مِن العُمال في المصنع .. تصوروا بيل جيتس يقود أكبر مؤسسة تُجارية في العالم يتحول في الدولة الشيوعية إلى ماسح أحذية في الشركة التي بناها بمجهوده وعرقه هكذا تحت مُسمى إلغاء الملكية الخاصة تُسرق أملاك أُناس قضوا أعمارهم في جمعها.
تعتمد الشيوعية في أهم بنودها على إلغاء الملكية الخاصة للأفراد وجعل كل وسائل الإنتاج بيد الدولة وبعدها يتم إعطاء البشر حاجياتهم مِن مأكل وملبس ومشرب بالتساوي هذا عين ما تقوم عليه الشيوعية وهذا يُمكنني أن أُسميه نظام الحرامية والنصابين فأن تأخذ مِن المتمير لتُعطي الفاشل .. أن تأخذ من المُجتهد والمكافح لتُعطي الكسول فهذا هو عين المُخالفة للبداهة وعين المُخالفة لطبائع الأشياء ولذلك يُمكنني أن أقول أن الملكية الخاصة هي مُكافأة المكافحين والأكثر موهبة والإشتراكية هي مُكافأة الكسالى والأكثر اتكالية فإلغاء الملكية الخاصة نظام لا يقبله العقلاء .
فصاحب رأس المال هو مالكه لأنه من عرق جبيه وعرق جبين أبيه وليس ذنبه ان هناك مَن يمتلك أقل منه ، ليس ذنبه حتى يقع فريسة حسد وحقد هؤلاء الذين لا يملكون ما يملكه وعندما يستغل وسائل الإنتاج التي يملكها فإنه يستفيد مِن العامل والعامل يستفيد منه أيضا ومن حق العامل عليه أن يأمن له أجر يكفيه مقابل مجهوده لكن عندما يصدر قانون يُجبر صاحب المال أن يتنازل عن وسائل الإنتاج لهذا العامل فهذا عين البلاهة وحماقة التصرف بأي حق تُنتزع ملكية هذا الرجل هل لأنه ظلم العامل ولم يُعطه حقه كاملا ؟ إذن هل المُتوقع مِن القانون أن يُؤمن العُمـال ويعطيهم حقوقهم أم يتجاوز كل هذا ويسلب فجأة كل وسائل الإنتاج من يد صاحب الراس المال ليعطيها للعمال ؟؟ إنها همجية جاهلية.. إنها عين الجاهلية المُعاصرة
لقد علمتنا الحيـاة أن القوانين تُوضع لكي تنظم غرائز البشر وتتوافق معها لا لكي تحرقها أو تُضاعفها .. وبالتالي فوضع قوانين تُغير طبائع البشر وتعلمهم ما يجب أن تكون عليه غرائزهم هذا نوع من السخافة العقلية واستهلاك الحياة فيما لا يُفيد.
هل رأيتم يا سـادة إلى أي حد تقتل القوانين الوضعية غرائز البشر .. هل رأيتم انتكاسا في السلوك أخزى من ذلك!
لكن المثير للدهشة في الدولة الشيوعية أن الدولة الشيوعية لا تسرق وسائل الإنتاج من صاحب رأس المال لتعطيها للعمال بل تتسلط الدولة وتُسيطر سيطرة كاملة على وسائل الإنتاج وتصير الصورة النهائية أن الدولة تطرد الرأسمالي لتلعب هي دوره بأبشع ما تتهمه به!
فأين تلك الحُرية التي وعدت بها الشيوعية في حين يُسلب الإنسان حُريته وتصبح الثروة والسُلطة بيد الدولة ويصبح المواطن أجيرا لديها بشكل أو بآخر
السؤال :- أيهما أشد فتكا بك هل برجوازية وتسلُط صاحب العمل فقط أم برجوازية وتسلُط دولة بأكملها بأنظمة مُخابراتها وأساليب التجسس والصاق التُهم بالأشخاص بمُجرد الظنون ؟؟
السؤال :- أيهما أشد فتكا بك هل برجوازية وتسلُط صاحب العمل فقط أم برجوازية وتسلُط دولة بأكملها بأنظمة مُخابراتها وأساليب التجسس والصاق التُهم بالأشخاص بمُجرد الظنون ؟؟
التأميم
تأميم وسائل الإنتاج وانتزاع ها من يد خمسة أو ستة رأسماليين مُستغلين ليتسلمها مائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية ينهبونها هو الواقع المُشاهَد .. فالمُنتِج الرأسمالي كان على الأقل أُستاذا في مهنته وكان بدافع مصلحته يتفنن ويبتكر ويُبدع ويُعطي المستهلك أقصى إجادة ليحصُل على أقصى ربح ..أما المائة ألف لص في المؤسسات والجمعيات التعاونية فلا علم لهم بالحرفة ولا هم يبتكرون ولا يبدعون فهذا النظام الإقتصادي يقتل الإبداع ويروج للتكاسل ويكون أكبر هَم هؤلاء العُمـال هو التسابق على النهب والسلب .
ونظام التأميم يسد كل أبواب الرزق هذا لو طبقنا التأميم الكامل الذي تعرفه الشيوعية ولا يبقى للناس إلا باب الوظيفة في الحكومة ، وبهذا لا تعود هناك وسيلة لضمان اللقمة إلا النفاق للحاكم والتملق للرؤساء والإنتهازية والشللية والتبليغ والتخابر والتجسس والعِمـالة بصورة مُضخمة مريعة وبذلك يتحول المُجتمع إلى غـابة من الناس يأكل بعضهم بعضا .
ويقول خرتشوف كلمته الشهيرة :- إن البقرة التي يملكها صاحبها تُدر مِن اللبن أكثر مِن البقرة التي تملكها الدولة . ورأينـا روسيا التي تمتلك أكبر حقول القمح في أوكرانيـا تطلب القمح مِن أمريكـا وتفتح بلادها للمصانع الأمريكية . وهكذا بطء العمل وقلة الإنتاج ونقص الجودة والتضخم واللامبالاة والإتكالية كلها صفات لصيقة بالشيوعية أينما حلت وحيثما ارتحلت ..!!
ذاتية الهدم في المذهب الشيوعي
هذه النقطة التي سأطرحها هنا من أهم النقاط تقريبا فهي لا تُسقط الشيوعية فحسب بس تُسقط الإلحـاد والمادية أيضا ... تؤمن الشيوعية بالمادية الصرفة بلا هوادة ولا ترضى بغير ذلك بديلا لكن عندما ننظر إلى الأصل الذي تأسست عليه الشيوعية فإن هذا الأصل غير مادي بالمرة فقد قامت الشيوعية على مُصطلح الإستغلال مقصورا على معناه الأخلاقي والإنساني ومُصطلح الإستغلال وأن أصحاب وسائل الإنتاج يستغلون العمـال هذا المُصطلح يدور في إطار فكرة الخير والشر . وأصبح المستغِل شرا مُشخصا والضحية المستغَلة خيرا مُشخصا فأن تدين الأعمـال الشريرة معناه أنك تعترف بأنها نتيجة الإختيــار الحُر للإنسـان ، وإلا فإن إدانة الشر تكون بلا معنى فإدانة الإستغلال وأن الشر يمكن إزالته والإختيـار الحُر كلها مفاهيم تؤكد أن مُجرد اختزال الحياة والعلاقات بين البشر في مصطلحات مادية مستحيل إطلاقا ... لقد كان ماركس على حق في إدانة الإستغلال* ولكن هذا لا يُمكن أن يتسق مع فكره المادي خاصة عند مَن يُنادون بنسبية الأخلاق مِن الملاحدة النصابين
وهكذا لايمكن أن يصير الإنسان ملحدا أو ماديا خالصـا حتى ولو أراد ذلك مِن كل قلبه..
السؤال :- هل فعلا كُل ما صحَّ من الماركسية فهو ليس بماركسي
برجوازية الزوج
أحد صور الخيال العلمي هي اعتبار أن السُلطة الزوجية هي إحدى صور البرجوازية أو التحكم التي ينبغي إلغاؤها في الدولة الشيوعية ولذلك يقول فردريك أنجلز في مباديء الشيوعية principles of communism السؤال 21 : سيتمكن المُجتمع الشيوعي من التخلص من النظام الأُسري القائم فهو أحد صور البرجوازية فإلغاء العائلة .. إلغاء سُلطة الزوج على زوجته .. إلغـاء سُلطة الأب على أبناؤه .. القضـاء على أكثر العلاقات حميمية في تاريخ الفكر البشري بدعاوى تافهه يجعلنا أمام أساطير وأفلام خيال علمي .. إن محاولة تبديل الجينات البشرية والإنتقاص من قيمة الأُمومة والأُبوة والحُضن الأُسري بدعاوى تافهة فمصير هذه المُحـاولة إلى الجحيم لا مُحـالة ...
بل وقد أرسل أنجلز خطابا إلى كونراد سميت conrad smith في 8 مايو 1890 يقول له :- إذا طُبقت الماركسية تطبيقا حرفيـا فإن هُــراء لا يُصدق سينتج عنها . فمن الذين يوافق على تطبيق هذه الآراء المخبولة إلا مُنتكس أو مخبول مثلها!
فمصادمة البديهيات البشرية هو الإفراز العقلي للمادية والإلحـاد ولا ننتظرمِن الأفكار الأرضية السافلة أكثر من ذلك ..
ولا عـزاء للعُقلاء ..
السؤال :- لماذا إلغـاء العائلة يهمكم كثيرا ؟؟ لماذا تُكررون هذا على أسماعنا كثيرا ؟؟ ما الغرض المستتر من ذلك ؟؟ ما الهدف الراقي العائد عليكم من التفسخ الأُسري ؟؟
ماركسيات بالآلاف
كما كُل المناهج الوضعية الأرضية فالماركسية ليست اتجاه واحد او منهج واحد بل تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال :- الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .
فأي ماركسية تلك التي يُطالبون بتطبيقها ؟؟ بل وكما يقول الأستاذ ثاوني:- إن الاشتراكية، كغيرها من التعبيرات المختلفة للقوى السياسية المركبة، كلمة لا تختلف في مدلولها من جيل إلى جيل فحسب، بل من حقبة إلى حقبة.
وييقول مكسيم لوروا في كتابه "رادة الاشتراكية الفرنسية" يقول:- لاشك في أن هناك اشتراكيات متعددة، فاشتراكية بابون، تختلف أكبر الاختلاف عن اشتراكية برودون، واشتراكيتا سان سيمون وبرودون، تتميزان عن اشتراكية بلانكي، وهذه كلها لا تتمشى مع أفكار لويس بلان، وكابيه وفورييه، وبيكور ، وإنك لا تجد داخل كل فرقة أو شعبة إلا خصومات عنيفة، تحفل بالأسى والمرارة.
وهكذا كُل مذهب شيوعي عبارة عن كنيسة مُستقلة
فقد انتهت الإشتراكية إلى مُجرد كلمة مُفرغة من المحتوى يستعملها جميع الفُرقاء لجميع المعاني المُتناقضة واصبحت تدل على الشيء كما تدل على نقيضه وأينما دخلت في أي بلد دخل وراءها الدم والرصاص .
إنها جاهلية وقَبلية مادية مُعاصرة ذات أنيـاب ذَرية ومخالب إلكترونية ..
السؤال :- هل في الإشتراكية قسم يمثل الثبات والخلود وقسم يمثل المرونة والتطور ، أم فعلا كما قال مكسيم رودسون أن الشيطان يستطيع أن يجد في الماركسية نصوصا تؤيد ضلالته ؟؟
الإرهـاب الشيوعي
كُل مَن لا يؤمن بالشيوعية فهو هدف يجب قتله وتصفيته جسديا ... ويقول لينين بالحرف : إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً.. ويقول مكسيم جوركي Maxim Gorky المؤرخ الروسي الشهير orlando figes
أنه في أثنـاء فترة حكم لينين كانوا يقومون بسلخ جلود كل من يُبدي مُعارضة للشيوعية ويقومون ببقر البطون وتفكيك الأمعـاء .
وهكذا يتردى الإنسان ويُعـامَل كالدواب وفي تشرين الأول 1919 قابل لينين إيفان بافلوف وأُعجب بنظريته في الفعل اللاإرادي الشرطي لدى الحيوان reflexes وأراد منه أن يُطبقها على الإنسان يقول بافلوف : قال لي لينين أُريد أن أجعل المُجتمعات الرُوسية تُفكر كليـا بالنظام الشيوعي وأن تتحرك به لقد اندهشت . لقد أراد مني أن أفعل بالإنسان ما فعلته بالكلاب قال ينبغي أن يتحرك الناس كما نُريد .
- وهل ننسي الثورة البلشفية وليون تروتسكي ثاني أقوى شخصية في تاريخ الشيوعية بعد لينين الذي أدخل روسيا بأفكاره في حرب دموية راح ضحيتها آلاف الأبرياء .. وحسب تقرير KGB الذي أُعد سنة 1991 فإن 42 مليون إنسان قد قُتلوا في أثنـاء حُكم ستالين ..
وفي ليلة واحدة في 18 آيار 1944 أصدر ستالين قرار بطرد 400 ألف مسلم من بلادهم إلى مجاهل سيبريا تمت تصفية نصفهم جسديا في الطريقوما بين عامي 1949- 1975 تم قتل 26 مليون مسلم صيني ( الأتراك الأيغور ) في ظل حكومة ماو تسي تونغ الشيوعية.. وفي عام 1964 نشر ماو تهديداته قائلا :- جميع الحيوانات السُفلية سوف تُعدم وبهذا كان يُخرج معارضيه مِن الإنسانية وكان يعتبر كُل من وقف ضد الثورة خطأ تطوري . ولذلك يقول james revee rusey :- بالنسبة لمـاو فإن أعداء الشعب ليسوا بشرا وليس لهم أدنى حق بالمعاملة الإنسانية . وقد مات ماو سنة 1976 بعد أن قُتل 50 مليون صيني بإسم الشيوعية والمـادية الجدلية ( الهمجية ) الإلحـادية .
" ولأول مرة في تاريخ الفكر البشري يصير للهمجية مدرستان فلسفيتان الأولى تُطبق على التاريخ الطبيعي والثانية تُطبق على الوضع الإجتماعي وهكذا يترعرع الإلحـاد في هذه التربة الفاسدة وتنمو شجرته الخبيثه مع الوقت وكما علمتنا البداهة البشرية فإن الشجرة الطيبة تطرح ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تطرح ثمارا خبيثة"