المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان معرض القاهرة الدولي - إلى الأخوة المهتمين بمقارنة الأديان ومكافحة التن



د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
معرض الكتاب الدولي 2010 بالقاهرة هذا العام على الأبواب ..
وقد رغبت أن أقدم ترشيحًا لأهم الكتب المتخصصة في الرد على النصارى ورد الشبهات عن الإسلام ..
وذلك حتى يقتنيها المهتمون بهذا المجال والمتصدين للعمل الدعوي فيه ..
وهذا عرض لأهم الكتب التي ينبغي على المرء اقتناؤها ..
...

د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:36 PM
أولاً :
كتاب (المسيح عليه السلام - دراسة سلفية) للشيخ رفاعي سرور
إصدار ونشر : دار هادف ..

وهذا الكتاب يعتبر دراسة واسعة للنصرانية من عدة جوانب ..
منها الجانب المتعلق بنقدها ودحضها وإبطالها ..
ومنها الجانب المتعلق بوجهة نظر الإسلام في النصرانية على التفصيل ..
ومنها الجانب المتعلق بكيفية المواجهة ووسائل مكافحة التنصير ..
وغيرها ..
والكتاب يقع في خمسة أبواب ..

الباب الأول : التعريف السلفي بالله ..
وفيه يستعرض الشيخ الآيات القرآنية وبراهينها على تنزيه الله تعالى عن الولد ..
وكيف أن آيات القرآن كلها تنطق بنفي الابن عن الله عز وجل ..
ثم يطرح تصورًا سلفيًا عامًا لقصة المسيح عليه السلام ..
يتناول فيه قضية خلقه وولادته ودعوته و زعم صلبه ورفعه ونزوله ..
وهو في كل هذا يأتي بفرائد وبدائع لم يُسبق إليها بارك الله فيه ..
كالمقابلة القدرية بين المسيح عليه السلام والمسيخ الدجال ..
فهو يقول :
(( فالمسيح عيسى هو المقابل للدجال ..
والمسيح الدجال هو المقابل لعيسى ..
ومعنى التقابل هو التضاد مع وجود قاسم مشترك بين طرفي التضاد ..
ومعنى التضاد بين عيسى والدجال هو الخير والشر ..
والقاسم المشترك بين عيسى والدجال هو الفتنة ..
وبذلك يكون معنى كلمة «المسيح» بالنسبة لعيسى هو فتنة الخير المقابلة لفتنة الشر ..
ويكون معنى كلمة «المسيح» بالنسبة للدجال هو فتنة الشر المقابلة لفتنة الخير ..
وتفسير معنى الخير بالنسبة لعيسى ابن مريم ومعنى الشر بالنسبة للدجال يمثل أساسًا جوهريًّا في فهم القضية، وكذلك تفسير معنى الفتنة المشترك بينهما ..))
(( فالمسيح الدجال -الذي يظهر في آخر الزمان مدعيًا للإلهية- ينزل له المسيح عيسى ابن مريم الذي ادعيت له الإلهية بالباطل، بإذن الله تبارك وتعالى، فيقتل مسيحُ الهدى مسيحَ الضلالة .. ))
(( وإدراك الحكمة من رفع عيسى يبدأ بتفسير حقيقة عيسى نفسه، فهو «جانب الخير» المقابل للدجال «جانب الشر»، وتحقيق «جانب الخير» في عيسى جاء باعتبار أن الشيطان لم يمسه، وباعتبار أنه لم يذنب قط ..
وبذلك اقتضى الأمر أن يُرفع عيسى ابن مريم ليكون له وجود ممتد في السماء يتقابل مع الوجود الممتد للدجال على الأرض، حتى لا ينقطع وجود عيسى .. باعتباره «جانب الخير» المقابل للدجال .. باعتباره «جانب الشر» ..
وبذلك يفهم أن وجود عيسى بلا انقطاع أمام الدجال .. حكمٌ قدريٌّ ..
وأن قتل عيسى للدجال .. حكمٌ قدريٌّ ..
وأن رفع عيسى حيًّا هو فعل الله المحقق لهذه الأحكام القدرية ..
ولعلنا نلاحظ في الآية أن الرفع جاء قبل النجاة من الذين كفروا؛ لنفهم أن العلة الأساسية من الرفع هي بقاء عيسى حيًّا حتى ينزل في آخر الزمان، وليس مجرد أسلوب نجاة بالنسبة لعيسى، ومفردات الآية تؤكد المعنى الأساسي للرفع ..))
(( ومناسبة عيسى لقتل الدجال تأتي من علاقة التقابل بين عيسى والدجال، فالشر المجتمع في الدجال .. لا يناسبه ليمحوه إلا الخير المجتمع في عيسى ابن مريم ..
وتحقيق «جانب الخير» في عيسى جاء باعتبار أن الشيطان لم يمسه، وباعتبار أنه لم يذنب قط ..
وباجتماع هذه الخصائص في عيسى يكون الله قد حقق فيه غلبة الخير في الواقع البشري بصفة عامة، إذ أصبح قسم من أقسام النوع الإنساني الأربعة؛ لم يمسه الشيطان ولم يذكر له ذنب ..
وبذلك ينطبق على علاقة المسيح عيسى ابن مريم والمسيح الدجال كل قواعد العلاقة بين الخير والشر، وأهمها حقيقة علاقة الصفة القدرية بمقتضاها في الواقع .. ))

والباب الثاني : التحريف النصراني ..
وهو يواجه دعاوي النصارى كادعاء الولد لله والتجسد والأقانيم وتحريف كلام الأنبياء ..
وهو يرد على هذه الدعاوي بردود بديعة تتسم بالعمق والتحليل والتدبر ..
كتناوله لبدعة تجسد الله عند النصارى ..
فهو ينظر إليها من منظور أن الإنسان يرغب بطبيعته في رؤية الله ..
وهذا ثابت في التصور الإسلامي ..
والشيطان يرتكز دومًا على الطبيعة البشرية في الانحراف بالإنسان ..
لهذا استغل الشيطان هذا المدخل لتضليل البشر عن طريق (( الادِّعاء بأن ظهور الله في صورة إنسان هو الذي سيحقق المعرفة الإنسانية الكاملة بالله، وكان هذا الادِّعاء أهم أسباب فتنة النصارى بادِّعاء التجسد ..))
ويستشهد الشيخ بقول صاحب اللاهوت النظامي :
(( من فوائد التجسد للبشر أن يكون لنا في ابن الله المتجسد مثال فريد لحياة البشرية الكاملة، وظهور اللاهوت بكمال صفاته على هيئة منظورة محسوسة اقتربت منا اقترابًا عجيبًا! جعلت مخاطبتنا لله وجهًا لوجه في الصلاة والاتحاد الروحي أمرًا ممكنًا ))
ثم يقوم بتبيين التصور الإسلامي الصحيح لعلاقة الإنسان بالله ..
وحقيقة رؤية الله التي أعدها للمؤمنين في الآخرة وجعل لهم منها نماذج في الحياة الدنيا ..
وهو كله في تصوير بديع وتحليل عميق ..
وتكمن روعة كتاب الشيخ رفاعي سرور في أنه لا يقدم لك ردودًا جاهزة ..
بل يسبح بك في عمق التصور الإسلامي السلفي الصحيح لكل قضية ولكل مسألة ..
بحيث تخرج وقد تكونت لديك فكرة شاملة عميقة لا تصمد أمامها أي شبهة أو تحدي ..
وهكذا حقًا تكون كتابات العلماء الربانيين عندما يتصدون للزيغ والباطل ..
ولنا في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أسوةً ومثالاً ..

والباب الثالث : تحليل التحريف ..
وهو يتناول في أوله دور إبليس في تحريف بني البشر ..
ورمزية الصليب التي تشير إلى قطع الصراط المستقيم ..
فهو خطٌ قصيرٌ يعترض خطًا طويلاً ..
وملامح دور إبليس في مفردات التحريف النصراني للعقيدة الصحيحة ..
ومن أبرز نقاط هذا الباب هو تناول الشيخ لعقيدة الكفارة وتفنيده لها من أربعة محاور ..
الأول : حكم التناسب بين الخطأ والكفارة ..
الثاني : اختصاص وجوب الكفارة على مرتكب الخطأ ..
الثالث : المناسبة الزمنية بين وقت الخطأ ووقت الكفارة ..
الرابع : تناقضات فكرة الكفارة في النصرانية المحرفة من حيث :
تناقض الكفارة مع معنى العزة الإلهية ..
تناقض فكرة الكفارة مع معنى الرحمة ..
تناقض فكرة الكفارة مع معنى الحب ..
وهذا كله بأسلوب سلس يسير لا تجد فيه صعوبةً ولا عسرًا ..

والباب الرابع : تصحيح التحريف ..
ويتناول فيه الخصائص الربانية للدين من ثلاثة جوانب ..
جانب التلقي والمعرفة ، وجانب مضمون الوحي ، وجانب الواقع كأمة ..
ثم يعقد مقارنة بين الأمة الإسلامية والأمة النصرانية ..
وهذا الباب فيه من درر الكلام ما لو قرأه نصراني جاد في طلب الحق لأسلم ..!
فإنه يعبر بصورة واقعية عن حقيقة التشتت النفسي والقلبي الذي يعانيه معتنقو العقيدة النصرانية ..
وما يعانوه من فقدان الاطمئنان العقدي نتيجة للتشتت الوجداني بين الأقانيم الثلاثة ..
ويُرجع الشيخ هذا التشتت إلى التناقض بين النصرانية والفطرة ..
(( فالألوهية هي المقام الذي يتجه إليه العبد بكليته.. يتجه إليه وحده، فلا شيء في العبد خارج هذا التوجه، ولا جهة أخرى إلا هذا الاتجاه..فكيف يكون إحساسٌ بالله وإحساسٌ بابن الله..؟!
من منهما صاحب مقام الألوهية الذي سأتجه إليه بكياني كله.. وأتجه إليه وحده..؟! ))
(( فنجدهم بالاعتبار النفسي والقلبي.. يعيشون فكرة «الابن» أكثر من فكرة «الأب»..
ولا يذكرون فكرة «روح القدس» إلا في مجال المناظرة؛ لأنهم يعيشونها كموضوع جدل باعتبار أن مشكلة «الابن» هي الأكثر مجالًا في المناقشة؛ ولذلك تجد غيابًا عقليًّا وقلبيًّا ونفسيًّا عجيبًا «للروح القدس»..!
حتى لو قالوا: إن الثلاثة إلهٌ واحد.. إذ كيف يكون التوجه والانشغال القلبي والوجداني بالأب والابن في لحظة واحدة..؟!
وهذه المشكلة النفسية لم تظهر من خلال الصراع الجدلي فقط، بل بدأت مع بداية الابتداع.. ))
(( إن ادعاء الولد هو أكبر أزمة إنسانية نفسية، والواقع النفسي للنصارى دليل على هذه الأزمة؛ لأن كل فرد من أفراد الأمة النصرانية.. له إحساسٌ خاص بالإله..!!
إحساسٌ ناشئٌ عن التعامل الشخصي مع عقيدته..
فمنهم من يختلف إحساسه بـ«الأب».. عن الإحساس بـ«الابن».. عن الإحساس بـ«روح القدس» عن الإحساس بـ«مريم»..!!
كما يختلف إحساسه بالشكل النهائي للعلاقة بين هذه العناصر.. إذا استطاع أن يصل إلى هذا الشكل.. !!
لذلك يركزون كثيرًا على ما يسمونه بالاختبارات الشخصية، وهي مجموع الخبرات الشخصية لكل فرد في كيفية إحساسه بالله..! ))
وهذا تشخيصٌ دقيقٌ لا يصدر إلا عن حكيمٍ بارعٍ ليس له غبار ..
وفي نفس الباب من درر الكلام ما يقصر عنه هذا الموضع خاصة في تحليل العلاقة بين الإيمان من جهة والعقل والقلب من جهة أخرى ..
حيث أن الإيمان يقوم على مرتكزات العقل والقلب ..
(( فعندما يصدق العقل بالحقيقة.. يرسلها إلى القلب لتستقر، مرورًا بالصدر الذي ينشرح لها فلا تَحيك فيه، فإذا استقرت الحقيقة في القلب يكون الاطمئنان والإيمان.. لأن الإيمان هو الاطمئنان.
وليكون أول مقتضيات ذلك.. التسليم العقلي بكل موجبات الإيمان .. ))
(( وبذلك تكون علاقة العقل بالإيمان هي القناعة ابتداءً.. والتسليم انتهاءً.. فلا يكون تسليم بغير قناعة في الابتداء.. ولا تشترط القناعة بعد التسليم في الانتهاء .. ))
وهذا والله من درر الكلام ..!

والباب الخامس : الهيمنة السلفية ..
وهو يركز على قضية هيمنة القرآن على ما سبقه من كتب النصارى ..
ومعنى الهيمنة هو تصحيح ما حرفه أهل الكتاب أو الفصل فيما اختلفوا فيه ..
فهو يتناول القضايا التي صححها القرآن أو فصل فيها بتفصيل بديع ووافٍ ..
وفي هذا الفصل على وجه الخصوص من روائع علم المناسبة ما يستحق التأمل والتدبر ..
وقد أبدع الشيخ فيه أيما إبداع ..!
وللشيخ رفاعي سرور حفظه الله باعٌ طويلٌ في هذا الباب من علم المناسبة يدل على تأملٍ وتدبرٍ وطول معايشةٍ لكتاب الله عز وجل ..

والباب السادس : المواجهة ..
وهو آخر أبواب هذا الكتاب الماتع ويتناول فيه منهجية المواجهة وأبعادها ومراحلها ..
وجدال النصارى كمشروعية وضرورة ..
ثم ينتقل إلى تحليل ظاهرة الشبهات وكيفية الرد عليها ..
ويرد بعض الشبهات المنتشرة كمحاولة التردي وحادثة المجبوب والأمية وغيرها ..
وهو في كل هذا لا يعطيك فقط السمكة لتأكلها جاهزة لذيذة بل يعلمك كيف ترمي السنارة وتصطاد ..
وكل هذا في إطار تصور إسلامي سلفي صحيح يضعك على مواطن الداء ويرشدك إلى أين وكيف تؤكل الكتف ..!
والله من وراء القصد .. وهو يهدي السبيل .

د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:41 PM
ثانيًا :
كتاب (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) للدكتور صلاح الخالدي
إصدار : دار القلم - دمشق ..

والدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي مشهورٌ بكتاباته في الدفاع عن القرآن وفضح محاولات أهل الكتاب لتشويهه ..
بالإضافة إلى مساهماته القيمة في مجال مقارنة الأديان ونقد أسفار أهل الكتاب ..
والكتاب كما يصفه مؤلفه مخصص (( للانتصار للقرآن ، والدفاع عنه أمام هجمات أعدائه ، الذين انتقصوه وخطؤوه ، وأثاروا حوله الشبهات، ووجهوا له الاتهامات ، وتعاملوا معه بعداوة وجهل )) ..
وهو يرد على كتاب (هل القرآن معصوم) لعبد الله الفادي ، يقول الدكتور صلاح الخالدي :
(( الكتابُ الذي خصصنا كتابنا للرد عليه وتفنيد شبهاته واتهاماته هو هل القرآن معصوم؟ ونسب لرجل دين نصراني هو عبدالله الفادي ، ويبدو أن هذا الاسم مستعار . وصدر الكتاب عن مؤسسة تنصيرية في النمسا ، اسمها ضوء الحياة ، وظهرت طبعته الأولى عام 1994م وتوزعه هيئات ومراكز التبشير النصرانية ودعت مؤسسة ضوء الحياة إلى مراسلتها لإرسال الكتاب لمن يطلبونه كما أنها أنزلته على الانترنت )) ..

ويقول عن الدافع للرد على هذا الكتاب :
(( وقد رأينا من المناسب أن نرد على كتاب الفادي "هل القرآن معصوم؟" وأن نبين تهافت أسئلته ، وتفاهة انتقاداته .. والذي دفعنا إلى الرد عليه أنه يمثل خلاصة جهود النصارى في فحص القرآن ، وإثارة الأسئلة والشبهات حوله ، فهناك كتب كثيرة لنصارى عديدين ، تنتقد القرآن ، وتثير حوله الاعتراضات ، وتزعم الوقوف على أخطاء ، ولقد قرأنا بعض تلك الكتب ، ولدى مقرنتها بهذا الكتاب ، وجدناه خلاصة لها ، فالرد عليه رد عليها ، لأنه لخص ما في تلك الكتب من أسئلة وتشكيكات )) .

وفي نقده لمقدمة كتاب الفادي يحلل الدكتور الخالدي موطن الخلل عنده فينقل قول الفادي :
((رغبت منذ حداثتي أن أقوم بخدمة منتجة دائمة الأثر للجنس البشري ، وليس في مقدوري أن أكتشف قارة ، مثل ما فعل كولمبس ، ولا أن أخترع مذياعًا ، منا فعل ماركوني ، ولا أن أسخر الكهرباء ، مثل ما فعل أديسون ، ولا أن أحلل الذرة ، كما فعل أينشتاين ، فليس شيء من هذا يدخل في دائرة اختصاصي .. ولكنني كرجل دين ، رأيت أن أدرس القرآن ..))
ويعلق الدكتور الخالدي على كلام الفادي بقوله :
(( المؤلف عبد الله الفادي قسيس ، ورجل دين نصراني ، وبما أنه متخصص في الدين ، فهو يريد أن يقوم بدراسة دينية ، يخدم بها الجنس البشري خدمة دائمة ..
لم يبق أمامه إلا الإسلام ليدرسه ، وبما أن القرآن هو أساس الإسلام ، فليوجه القسيس الفادي نظراته الكنسية النصرانية إليه ، ليدرسه دراسة مفصلة ، يقدم بها خدمة للبشرية ! ))
فالفادي المسكين تراوده أحلام المجد وأن يكون في مصاف أديسون وماركوني وأينشتاين ..
لهذا وضع هذا الكتاب "خدمة للبشرية" ..!
فالمسكين أسير فكرة عجيبة استحوذت عليه وفرضت عليه المضي في هذا الطريق ..
وطبعًا لن ينال المجد إن درس القرآن دراسة منصفة محكمة ..
بل لابد أن تكون دراسته من منطلق نصراني ديني ضيق ..
كي ينال المجد الذي يحلم به !

وهذا هو موطن الخلل : الأفكار المسبقة ، والتحيز والتحامل ..
وقد صرح الفادي بتحيزه المسبق في قوله في مقدمة كتابه :
(( وبما أن الله واحد ، ودينه واحد ، وكتابه المقدس واحد ، الذي ختمه بظهور المسيح كلمته المتجسد ، وقال: إن من يزيد على هذا الكتاب ، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فيه ، وبما أن القرآن يقول: إنه وحي ، أخذت على عاتقي دراسته )) .
ويعلق الدكتور الخالدي على كلام الفادي قائلاً :
(( آمن القسيس بهذه الفكرة ، وتسلح بهذا السلاح ، ووضع هذا المنظار على عينيه ، وأقبل على القرآن بدرسه وينظر فيه ، ويقدم بذلك خدمة للجنس البشري ! ))

ويكشف الدكتور الخالدي عن الوسيلة السليمة لدراسة القرآن :
(( ولا مانع من أن يدرس أي إنسان القرآن ، والقرآن لا يخشى من أن يدرسه أي إنسان ، سواء كان مسلمًا أو يهوديًا أو نصرانيًا ، قسيسًا أو باحثًا أو عالمًا ، لكنه يشترط على الذي سيدرسه شرطًا واحدًا ، هو : أن يقبل على القرآن بمقرر فكري أو عقيدي مسبق ، وأن لا يحمل فكرة يريد إثباتها في القرآن ! إنه إن فعل ذلك تكون دراسته منحازة متحاملة ، ومن ثم سيخرج من هذه الدراسة بنتائج خاطئة ، تقوم على التحامل والهوى والمزاجية ...
أما إذا وضع الدارس في ذهنه مقررًَا مسبقًا عن القرآن ، وأقبل عليه يدرسه لتحقيق وتأكيد هذا المقرر ، فسوف تكون دراسته متحاملة منحازة ضده ، وسيكون نظره في القرآن نظرًا خاطئًا . كأن يوقن القسيس أن القرآن ليس وحيًا من الله ، وأنه من تاليف البشر ، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليس رسولاً ، وإنما هو مدع مفتر ، وأن في القرآن أخطاء عديدة ، ثم يدرس القرآن ليأخذ منه الأدلة والأمثلة على ما يؤمن به ! عند ذلك سيخرج بنتائج خاطئة ، ويزعم أنه وجد الأدلة على ما يريد ! ))

أما عن الكتاب نفسه فيقول الدكتور :
(( ونُقَدِّمُ هذا الكتاب (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) إلى المسلمين, ليزدادوا يقيناً بأنَّ القرآن كلام الله, وأنه منزَّه عن الأخطاء والمطاعن, وليقفوا على تهافت وتفاهة أسئلة واعتراضات الكفار عليه, وليعرفوا كيفية الرَّدِّ عليها )) .

ويقع الكتاب في عشرة فصول, هي:
الفصل الأول: نقض المطاعن الجغرافية
الفصل الثاني: نقض المطاعن التاريخية
الفصل الثالث: نقض المطاعن الأخلاقية
الفصل الرابع: نقض المطاعن اللاهوتية
الفصل الخامس: نقض المطاعن اللغوية
الفصل السادس: نقض المطاعن التشريعية
الفصل السابع: نقض المطاعن الاجتماعية
الفصل الثامن: نقض المطاعن العلمية
الفصل التاسع: نقض المطاعن الفنية
الفصل العاشر: نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

والواقع أن هذا الكتاب عبارة عن معركة غير متكافئة إطلاقًا بين العلم والجهل ..
بين الدقة العلمية والخبط العشوائي ..
وقد كان واضحًا للغاية ضعف مستوى كتاب الفادي أمام انتقادات الدكتور الخالدي ..
حتى صرح الدكتور صلاح الخالدي بهذه الحقيقة في قوله :
(( ونشهد أن كلام الفادي المفتري في كتابه تافه متهافت ، والرد عليه وإظهار تهافته سهل ميسور ، والرد على الأسئلة المثارة مقدور عليه ، ولم يأخذ منا جهدًا كبيرًا ولله الحمد )) .

يزعم الفادي أنه درس القرآن وتفاسيره عدة مرات ..
فهو يقول في مقدمة كتابه :
((.. وبما أن القرآن يقول : إنه وحي ، أخذت على عاتقي دراسته ، ودراسة تفاسيره ، فدرسته مرارًا عديدة ، ووقفت على ما جاء به ))
ويعلق الدكتور الخالدي قائلاً :
(( والتفسير الوحيد الذي أثبته الفادي في قائمة المراجع هو تفسير البيضاوي ، ولا أدري لماذا تفسير البيضاوي دون غيره ؟ فهناك تفاسير مأثورة أفضل منه ، كتفسير الطبري وتفسير ابن كثير )) .
فالفادي الجاهل يزعم أنه درس "تفاسير" القرآن ، ليس مرة واحدة ، بل "مرارًا عديدة" !!
رغم هذا هو لم يستشهد في كتابه كله إلا بتفسير البيضاوي دون غيره ..

بل إنه في هذا التفسير لم يتورع عن الكذب والغش ..
ففي السؤال رقم 25 (هل أشرك آدم وحواء بالله؟) ينقل كلامًا ينسبه للبيضاوي في تفسيره ..
فيتعقبه الدكتور صلاح الخالدي بقوله :
((لم يكن الفادي أمينًا في النقل عن البيضاوي ، مع أنه زاد على البيضاوي ما لم يقله ، وحذف منه كلامًا مهمًا ))
ثم ينقل الدكتور كلام البيضاوي كاملاً ، ثم يعقب :
(( وأدعو إلى المقارنة بين كلام البيضاوي في تفسيره ، والكلام الذي زعم الفادي أنه للبيضاوي في تفسيره ، لمعرفة الفرق بينهما ، والوقوف على تلاعب الفادي وعدم أمانته ! ))
ويكمل قائلاً :
(( ولقد حرف الفادي المفتري كلام البيضاوي ، ليجعله دليلاً له على تخطئة القرآن ... فالبيضاوي يصرح بأن الذين جعلوا لله شركاء هم أولاد آدم وحواء ، واتهم المفتري البيضاوي بأنه يرى أن آدم وحواء هما اللذان جعلا لله شركاء !!
ومن افتراء المفتري الفادي افتراؤه على البيضاوي بأنه يعتقد صحة قصة إبليس مع حواء وعبد الحارث ، مع أن البيضاوي لا يرى صحة القصة الموضوعة التي ذكرها ))
ويواصل الدكتور بقوله :
(( ومن باب الإمعان في الكذب والافتراء لم يذكر تعقيب البيضاوي على القصة ، وهو تعقيب مهم ، لأنه يبين رفض البيضاوي للقصة ، لمعارضتها لعصمة الأنبياء ، وهو قوله : "وأمثال ذلك لا يليق بالأنبياء .." !
كما أن الفادي المفتري لم يذكر الاحتمال الثاني الذي أورده البيضاوي في تحديد الشخصين المشركين ، أنه ينقض ويرد اتهامه لآدم وحواء بالشرك )) ..
وينتهي إلى النتيجة :
((المهم أن آدم وحواء لم يشركا بالله ، والبيضاوي لم ينسب ذلك لهما ، وكان الفادي مفتريًا كاذبًا في زعمه ونقله عن البيضاوي )) ..

ولا يفوت الدكتور أن ينبه على مقدار القوم من الأمانة العلمية فيقول :
(( إن هذا التصرف الشائن والتلاعب المرذول من الفادي المفتري يدل على فقدانه الأمانة العلمية فيما ينقله من كلام ، ينسبه للعلماء والمسلمين ليوافق هواه ، ويحرفه عن معناه !! وأدعو إلى الشك في كل ما ينقله الفادي وأهل ملته من أقوال ينسبونها للمسلمين ، وإذا أحالوا على كتاب لعالم مسلم ، وزعموا وجود الكلام فيه ، فأدعوا إلى العودة المباشرة إلى الكتاب الإسلامي ، وسوف نجد فرقًا بعيدًا بين الكلام في الكتاب الإسلامي وبين الكلام المنقول منه !! وبهذا نعرف تخلي اليهود والنصارى والمستشرقين عن الأمانة العلمية في بحوثهم العلمية !! ))
ونعوذ بالله من الكذب وأهله .

د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:44 PM
ثالثًا :
كتاب (الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية)
تأليف : سليمان بن عبد القوي الطوفي - توفى 716 هجرية
تحقيق : د. سالم بن محمد القرني
نشر : مكتبة العبيكان

والمؤلف هو نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري الحنبلي من تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن علماء أصول الفقه البارعين المتفننين ، قال عنه ابن حجر العسقلاني : (( واشتغل في الفنون ، وشارك في الفنون ، وتعانى التصانيف في الفنون ، وكان قوي الحافظة شديد الذكاء .. وقرأ العلوم وناظر وبحث ببغداد )) ، ووصفه ابن رجب بـ(( الفقيه الأصولي المتفنن )) وكذلك ابن العماد ، وقال عنه صاحب جلاء العينين : (( البحر العباب ، والغيث الذي يقصر عنه السحاب )) ، وأقوال العلماء في قدره ومكانته غير قليلة .

وسبب تأليف الكتاب هو اطلاع المؤلف على كتاب ألفه بعض النصارى يطعن به في دين الإسلام ، ويقدح به في نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، يقول الطوفي رحمه الله : (( فرأيت مناقضته ... ورجوت بها مغفرة من الله ورضوانا ، حذرًا من أن يستخف ذلك بعض ضعفاء المسلمين فيورثه شكًا في الدين ، ولقد رأيت بعض ذلك عيانًا وآنست عليه دليلاً وبرهانًا ))
فهو رحمه الله لم يقدم على تأليف الكتاب حبًا للجدال والخوض مع أعداء الله ، ولكن دفاعًا عن دين الله ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ودفعًا لهذه الشبه التي قد يغتر بها بعض ضعفاء الإيمان والمغفلين كما يحصل في كل زمان ، وهو في عصرنا هذا أكثر ، لزيادة الجهل بالإسلام ، والبعد عن كتاب الله وسنة الني صلى الله عليه وسلم .. والله المستعان .

نموذج لرده على شبهات النصاري :
استشكل النصراني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وأنا والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها أحسن منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير )

فيرد نجم الدين الطوفي قائلاً :
قلت : وجه سؤاله من هذا : أن الحنث في اليمين استخفاف بحق الله وتهوين بعظمته ، بناء على ما عندهم في الإنجيل عن المسيح أنه قال : " سمعتهم ما قيل للأولين : لا تحنث في يمينك ، وأوف الرب قسمك وأنا أقول لكم : لا تحلفوا ألبتة لا بالسماء فإنها كرسي الله ، ولا بالأرض لأنها موطيء قدميه ولا بأورشليم فإنها مدينة الملك العظيم ، ولا برأسك تحلف ولتكن كلمتك : نعم نعم . ولا لا . وما زاد عن ذلك فهو من الشرير " .
والجواب : أن دين الإسلام مبني على رفع الحرج والضيق بناء على أن الغرض من تكليف الخلق تعظيم الله والانقياد له ، لا لحوق المشقة لهم بذلك فمتى أمكن الجمع بين تعظيمه تعالى ورفع الحرج عن المكلفين كان ذلك حسنًا جائزًا ، وتعظيم الله سبحانه في باب الأيمان يحصل إما بالتزام العقد معه بأن لا يحنث فيها ، مثل أن يحلف أن يفعل فيفعل أو لا يفعل فلا يفعل ، أو بالتكفير إن خالف ما حلف عليه ، لأن في التزام التكفير بجزء من المال المحبوب طبعًا ، أو التعبد بإلحاق المشقة بالصوم للبدن تعظيمًا لله سبحانه ولابد ، وقد نص عليه القرآن ، ولعل التعظيم بذلك أشد من التعظيم بالتزام ما حلف عليه ، إذ قد يحلف أن لا يأكل هذه اللقمة فتركها عليه يسير غالبًا ، فإذا أكلها لمصلحة دينية وأعتق عوض ذلك رقبة أو أطعم أو كسى عشرة مساكين أو صام ثلاثة أيام متتابعة كان ذلك ولا شك أبلغ في تعظيم الله جل جلاله وتبارك اسمه .
وأما ما ذكره عن المسيح من قوله : "لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله" فكلام متهافت لا تليق نسبته إلى المسيح . وبيان تهافته : أنه فاسد الاعتبار ، إذ النهي عن الحلف بالسماء يقتضي عدم تعظيمها ، وكونها كرسي السماء يقتضي تعظيمها ، وجواز الحلف بها ، ثم إن الكلام في الفصل الخامس من إنجيل متى ، وهو متناقض لما في الفصل السادس والخمسين منه حيث يقول : " من حلف بالسماء فهو يحلف بكرسي الله والجالس عليه " فإنه يقتضي صحة الحلف بالسماء وجوازه ، وأن الحالف بها حالف بالله سبحانه وتعالى .
فانظر أيها العاقل إلى هؤلاء الذين يقدحون في دين الإسلام بهذا الكلام المتناقض المتهافت . ا.هـ.

والكتاب غني بالردود العقلية على شبهات النصراني حول الإسلام وشرائعه لا سيما ومؤلفه هو من علماء أصول الفقه البارزين المتفننين ، ومعلوم أن علم أصول الفقه هو من أبرز العلوم العقلية في الإسلام ، بل هو مفخرة الإسلام بلا نزاع في ساحة المبارزات العقلية . والكتاب في جزئين ، وتعليقات محققه تزيده قوة وقيمة ، وتضيف إلى حجج مؤلفه الطوفي حججًا جديدة على طول الخط .
والله الموفق .

د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:46 PM
رابعًا :
كتاب (الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمي)
تأليف : الدكتور عبد العظيم المطعني
نشر : دار الوفاء - المنصورة

هذا الكتاب لواحد من فرسان الرد على المنصرين والمستشرقين ومنكري السنة وغيرهم من أعداء الإسلام ، وهو فضيلة الدكتور عبد العظيم المطعني ، وهو كتاب مهم جدًا لا يجوز أن تخلو مكتبة المرء منه ، ويرد فيه الدكتور المطعني على كتاب (الباكورة الشهية في الروايات الدينية) من تأليف مجموعة من علماء النصارى ، وهو كتاب حافل بالطعن في الإسلام صراحة . ولم يترك مؤلفوه حسنة من حسنات الإسلام إلا طعنوا فيها ، ويلاحظ القاريء في غضون الكتاب كيف حاولوا هدم الإسلام كله ، كتابًا ورسولاً وعقائد وتاريخًا .

أما كتاب الدكتور المطعني فهو في ثلاثة أقسام :
القسم الأول حول التوراة بين التحريف والتبديل ، والقسم الثاني حول الأناجيل ودعوى سلامتها من التحريف أمام واقعها النصي وتناقضاتها ودعوى تأليه المسيح ، والقسم الثالث حول الإسلام والدعاوى الفاسدة المثارة حوله .

وقد جابه الدكتور المطعني مؤلفي الباكورة الغبية في القسمين الأولين من خلال أربعة محاور :
(1) نصوص كتبهم المقدسة التي تثبت وقوع التحريف والتبديل والتناقض ، (2) أقوال علمائهم من أعضاء مجامع مسكونية وأساتذة جامعات وآباء كنسيين ورجال دين وفلاسفة ومؤرخين ، (3) حقائق العلم والتاريخ المتي ترفض ما جاء بكتبهم ، (4) الاحتكام إلى العقل للكشف عن جوانب التحريف والتزوير في كتبهم .

أما في القسم الثالث فقد أضاف الدكتور المطعني محورًا خامسًا وهو الحقائق الإسلامية من عقائد ونصوص قرآنية لأنه وجد القوم يذكرون آيات كثيرة من القرآن الكريم ويتخذون منها أدلة على إبطال الإسلام نفسه ! .. يقول فضيلة الدكتور : (( أردنا أن نوضح لهم في يقين أن الحقائق الإسلامية لا يعارض بعضها بعضًا أبدًا ، وأن هذا السلاح -القرآن - لا يحسن استعماله إلا أهله ، وأنه مستحيل أن يستعمل ضد أهله ، وأنه لو استعمله غير أهله ضد أهله فلن يصيب إلا حامله ؛ لأن القرآن كله حق ، ولن يحارب الحق الحق ، وإنما يحارب الحق الباطل وأهل الباطل )) .

والكتاب في الجملة ماتع جدًا تتجاوز حجته العقول ، وخلاصة القول فيه : إنه لو وقع بيد يهودي أو نصراني يريد الحق والهداية والخير لنفسه في الدنيا والدين ، فإنه سيأخذ بيده من أقصر طريق إلى ما فيه خيره وصلاحه .

وللمؤلف كتابان آخران في نفس الغرض :
كتاب (افتراءات المستشرقين على الإسلام .. عرض ونقد )
وكتاب (مواجهة صريحة بين الإسلام وخصومه)
وتنشرهما مكتبة وهبة .

وهذان الكتابان غاية في القوة والإثارة ، فالكتاب الأول يرد على المستشرقين أمثال جولدتسيهر ووات وتنيمان وكالسون وشاخت ، والكتاب الثاني يرد على شنودة في رسالته (القرآن والمسيحية) وعلى وهيب عزيز خليل في (استحالة تحريف الكتاب المقدس) وعلى المؤلف المجهول لـ(أي الاثنين أقدر .. عيسى أم محمد) .

وبالجملة فإن كتب الدكتور المطعني تتميز بالقوة والأصالة والإثارة والحجة الناصعة وإعمال العقل والاحتكام إليه كثيرًا في بيان ضعف حجج المنصرين والمستشرقين وفساد استدلالاتهم ، ولا يخلو من السخرية والتهكم على ما بلغه أعداء الإسلام من قصور في التفكير وتهافت في الحجة وعجز عن البيان .

د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:48 PM
خامسًا :
كتاب (المسيحية .. دراسة وتحليل)
تأليف : ساجد مير
نشر : دار السلام للنشر والتوزيع - الرياض

هذا كتاب مختلف فريد في تناوله للنصرانية حيث إن المواد التحقيقية فيه مأخوذة مباشرة من المراجع المعتمدة للنصرانية المعاصرة ، ومؤلفه هو العالم المعروف في باكستان والبلاد الإسلامية ، المفكر والقائد السياسي والديني ، الأستاذ ساجد مير حفظه الله ، رئيس الجمعية المركزية لأهل الحديث بباكستان .

والكتاب مطبوع باللغات العربية والأردية والإنجليزية نظرًا لعمق محتواه وتناوله الأكاديمي للنصرانية ، ويجد القاريء أثناء قراءة الكتاب مئات من الاقتباسات من الكتاب المقدس ، والمصادر الأساسية المعتمدة لدى النصاري التي توجد في مكتبات أوروبا وآسيا وأمريكا وأفريقيا ، يقول المؤلف :
(( ولقد طالعت النصرانية في أثناء لإقامتي بأفريقيا عدة سنوات ، كما جرى بيني وبين علماء المسيحية تبادل الآراء ومكالمات . ثم في أسفار متعددة إلى بلاد أوروبا وأمريكا وبريطانيا استفدت من المكتبات هناك والتي من أهمها المكتبة البريطانية ومكتبة كاثوليك المركزية ، كما استفدت من بعض المكتبات في باكستان وفي بعض الدول العربية )) .

والكتاب في عشرة أبواب :
الباب الأول : أفكار المسيحية ومعتقداتها
الباب الثاني : عيسى عليه السلام والمسيحية
الباب الثالث : المؤسس الحقيقي للمسيحية الحالية
الباب الرابع : تطور المسيحية الحالية ومراحلها
الباب الخامس : المسيح - إله أم رسول ؟
الباب السادس : طريق النجاة : كفارة أم عمل وتوبة
الباب السابع : تدوين الكتاب المقدس وترتيبه
الباب الثامن : تناقضات الكتاب المقدس وتحريفاته
الباب التاسع : تعاليم الكتاب المقدس
الباب العاشر : آثار التعاليم الأخلاقية للكتاب المقدس

وهذا الباب الأخير على وجه الخصوص مما انفرد به المؤلف حفظه الله ولم يسبق لأحد من المؤلفين المسلمين في الرد على النصرانية أن تناول الوضع الأخلاقي لكبراء النصرانية بهذا التفصيل ، والباب في ثلاثة فصول : (1) وضع الأساقفة الأخلاقي في أزمنة السيطرة المسيحية ، (2) الحياة الأخلاقية للرهبان والراهبات ، (3) أخلاق زعماء العالم المسيحي وسلوكهم . وهو في كل فصل على نفس منواله في بقية الكتاب من الاقتباس من كتب النصارى وعلمائهم ومؤرخي الكنيسة ، ونقل كلامهم بلغته الأصلية أولاً ثم ترجمته إلى العربية .

د. هشام عزمي
01-22-2010, 05:49 PM
سادسًا :
كتابان للرد على زعم النصارى ظهور السيدة مريم ..
كتاب (هل ظهرت العذراء ؟) للباحث ياسر جبر
نشر : دار هادف ..
و
كتاب (عبادة مريم في المسيحية والظهورات المريمية) للباحث معاذ عليان
نشر : مكتبة النافذة ..

الكتاب الأول يناقش فرية ظهور مريم عليها السلام وموقف الإسلام منها ..
ثم يرد على كتابي القس عبد المسيح بسيط (ظهورات العذراء حول العالم ودلالتها) و(ظهور العذراء في أسيوط) ..
يقول مؤلفه حفظه الله :
(( إن شاء الله تعالى سنناقش بالعلم والدليل وبالأدلة الكتابية الاعتقاد بظهور العذراء فوق أسطح الكنائس الذي يٌعد سبباً هاماً وأساسياً من أسباب الإيمان النصراني ..
فسنقدم أدلة النصارى على الظهور ونفندها بإذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين )) ..
والكتاب قدّم له فضيلة الشيخ رفاعي سرور حفظه الله ..

والكتاب الثاني يتناول قضيتين متعلقتين بمريم عليها السلام ..
القضية الأولى هي حقيقة عبادة مريم في النصرانية المعاصرة ..
وأنه بخلاف ما يزعمونه من كونهم لا يعبدونها فإنهم يفعلون ..
ويسرد المؤلف عشرات الأدلة والشواهد على هذ من كتبهم ومراجعهم ..
ثم يتناول مسألة ظهورها المزعوم عند الكنائس وما يتعلق به من حيل الرهبان ..
ويقارنها بما عند الوثنيين من معجزات مزعومة ..
وكيف أن هذه الأشياء لا تؤسس إيمانًا ولا يقينًا ولا دينًا ..
وإلا لزم منها صدق الوثنيين عباد الأصنام ..
وقد قدّم للكتاب الدكتور عبد الله سمك أستاذ ورئيس قسم مقارنة الأديان بكلية الدعوة بجامعة الأزهر ..

د. هشام عزمي
01-23-2010, 08:48 PM
سابعًا :
(الكذاب اللئيم زكريا بطرس) للأستاذ محمد جلال القصاص
نشر : دار الإسلام ..
هاتف: 0103363246 (2+)

وهذا الكتاب صادر في جزئين في مجلد واحد ..
وقد سبق أن صدر الجزء الأول منذ ثلاثة أعوام عن دار هادف ..
ثم صدر الجزء الثاني عن نفس الدار العام الماضي ..
ثم جمع صاحبه الجزئين في مجلد واحد لتصدرها دار الإسلام ..
وقد قدم له جمع من أهل العلم والفضل كالشيخ فوزي السعيد والشيخ محمد حسان والشيخ محمد عبد المقصود ..
وكذلك قدم له الشيخ رفاعي سرور بمقدمة نفيسة تنافس الكتاب نفسه روعةً وتحليلاً ..
ويتميز الكتاب بأنه لا يقدم ردودًا تفصيلية على أباطيل وأراجيف هذا الكذاب الرجيم ..
وإنما يغوص لتحليل هذه الظاهرة المريضة التي يمثلها ..
فيتناول مصادره من ناحية عدم موثوقيتها وعدم حجيتها ..
ثم يتناول دعاويه من ناحية عدم معقوليتها واضطرابها وتناقضها ..
ثم يكر على كتب النصرانية ومصادرها ليثبت أن هجاء اللئيم إن صح لا يصيبن إلا دينه وكتابه ..
وهذا كله في سلاسةٍ ويسرٍ وأسلوبٍ واثقٍ رزينٍ ..
ورغم غزارة ما كُتب عن السفيه زكريا بطرس إلا أن كتاب الأستاذ القصاص هو أفضلها جميعًا ..
وأنا على يقين جازم بأنه لو قرأ نصراني منصف كتابه هذا لتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن زكريا بطرس مهرجٌ لا ينقصه إلا وضع الأصباغ على وجهه ..!

وللأستاذ القصاص كتاب جديد يصدر لأول مرة في هذا المعرض ..
كتاب (عمالة عباس العقاد للفكر الغربي) ..
نشر : دار الإسلام ..
هاتف: 0103363246 (2+)

وهذه الدار ليس لها مقر ثابت في المعرض ..
إنما يمكن حصول دور النشر والأفراد على الكتب منها عن طريق هاتفها أعلاه ..
والله الموفق .

د. هشام عزمي
01-23-2010, 08:49 PM
ثامنًا :
كتاب (تنزيه القرآن الكريم عن دعاوي المبطلين) ..
بقلم : الدكتور منقذ محمود السقار ..
نشر : دار الإسلام ..
هاتف : 0103363246 (2+)

وهذا الكتاب قد كتبه الدكتور منقذ بتكليف من منظمة الإيسيسكو ..
وهي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي ..
والهدف منه الرد على الشبهات والمطاعن ضد القرآن العظيم ..
وقد عكف فضيلة الدكتور أعوامًا يجمع الشبهات من كتب الخصوم وصفحات الانترنت ..
ثم كتب الردود عليها بعد تقسيمها موضوعيًا وترتيبها وفهرستها ..
والكتاب يعد موسوعة لرد الشبهات عن القرآن الكريم ..
وهو يتناول الشبهات المتعلقة بجمع القرآن وحفظه وتدوينه ..
وكذلك المتعلقة بإعجازه وبلاغته ..
والمتعلقة بأصالته ووحيه ومصدره الرباني ..
والمتعلقة بالمشكل من آياته وبموهم الاختلاف والتناقض ..
وغيرها من الشبهات المتعلقة بالقرآن الكريم ..
فالكتاب موسوعة بحق لتنزيه القرآن عن دعاوي الطاعنين فيه ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

د. هشام عزمي
01-23-2010, 09:05 PM
تاسعًا :
كتاب (القراءات في نظر المستشرقين والملحدين) ..
بقلم فضيلة الشيخ عبد الفتاح عبد الغني القاضي ..
نشر : دار السلام ..

وصاحب الكتاب من علماء القراءات المحققين ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف الأسبق ..
وقد تتلمذ على يديه أجيال من العلماء وأهل القرآن ..
وفي هذا الكتاب يرد فضيلة الشيخ على ما أورده المستشرق اليهودي جولدزيهر حول القراءات في كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي) ..
وهو كتاب قيّم عامر بالفوائد التي تدل على تبحر صاحبها في هذا الفن وردوده على المستشرق تتسم بالاتزان والروّية ..
ولا أبالغ إن قلت إن فضيلة الشيخ القاضي قد التقط جولدزيهر ونزع عنه ثياب الزور المتشح بها ثوبًا ثوبًا ..
حتى عرّاه تمامًا وفضحه ..
هذا كله في كلام واثق ولغة متزنة ولهجة رصينة ..
ولولا ضيق المقام لنقلت فقرات مطولة من الكتاب ليرى الأخوة الباحثون كيف يكتب العلماء وكيف يردون على خصومهم ..
والحمد لله رب العالمين .

lazer
02-14-2010, 05:44 AM
ثانيًا :
كتاب (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) للدكتور صلاح الخالدي
إصدار : دار القلم - دمشق ..

والدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي مشهورٌ بكتاباته في الدفاع عن القرآن وفضح محاولات أهل الكتاب لتشويهه ..
بالإضافة إلى مساهماته القيمة في مجال مقارنة الأديان ونقد أسفار أهل الكتاب ..
والكتاب كما يصفه مؤلفه مخصص (( للانتصار للقرآن ، والدفاع عنه أمام هجمات أعدائه ، الذين انتقصوه وخطؤوه ، وأثاروا حوله الشبهات، ووجهوا له الاتهامات ، وتعاملوا معه بعداوة وجهل )) ..
وهو يرد على كتاب (هل القرآن معصوم) لعبد الله الفادي ، يقول الدكتور صلاح الخالدي :
(( الكتابُ الذي خصصنا كتابنا للرد عليه وتفنيد شبهاته واتهاماته هو هل القرآن معصوم؟ ونسب لرجل دين نصراني هو عبدالله الفادي ، ويبدو أن هذا الاسم مستعار . وصدر الكتاب عن مؤسسة تنصيرية في النمسا ، اسمها ضوء الحياة ، وظهرت طبعته الأولى عام 1994م وتوزعه هيئات ومراكز التبشير النصرانية ودعت مؤسسة ضوء الحياة إلى مراسلتها لإرسال الكتاب لمن يطلبونه كما أنها أنزلته على الانترنت )) ..

ويقول عن الدافع للرد على هذا الكتاب :
(( وقد رأينا من المناسب أن نرد على كتاب الفادي "هل القرآن معصوم؟" وأن نبين تهافت أسئلته ، وتفاهة انتقاداته .. والذي دفعنا إلى الرد عليه أنه يمثل خلاصة جهود النصارى في فحص القرآن ، وإثارة الأسئلة والشبهات حوله ، فهناك كتب كثيرة لنصارى عديدين ، تنتقد القرآن ، وتثير حوله الاعتراضات ، وتزعم الوقوف على أخطاء ، ولقد قرأنا بعض تلك الكتب ، ولدى مقرنتها بهذا الكتاب ، وجدناه خلاصة لها ، فالرد عليه رد عليها ، لأنه لخص ما في تلك الكتب من أسئلة وتشكيكات )) .

وفي نقده لمقدمة كتاب الفادي يحلل الدكتور الخالدي موطن الخلل عنده فينقل قول الفادي :
((رغبت منذ حداثتي أن أقوم بخدمة منتجة دائمة الأثر للجنس البشري ، وليس في مقدوري أن أكتشف قارة ، مثل ما فعل كولمبس ، ولا أن أخترع مذياعًا ، منا فعل ماركوني ، ولا أن أسخر الكهرباء ، مثل ما فعل أديسون ، ولا أن أحلل الذرة ، كما فعل أينشتاين ، فليس شيء من هذا يدخل في دائرة اختصاصي .. ولكنني كرجل دين ، رأيت أن أدرس القرآن ..))
ويعلق الدكتور الخالدي على كلام الفادي بقوله :
(( المؤلف عبد الله الفادي قسيس ، ورجل دين نصراني ، وبما أنه متخصص في الدين ، فهو يريد أن يقوم بدراسة دينية ، يخدم بها الجنس البشري خدمة دائمة ..
لم يبق أمامه إلا الإسلام ليدرسه ، وبما أن القرآن هو أساس الإسلام ، فليوجه القسيس الفادي نظراته الكنسية النصرانية إليه ، ليدرسه دراسة مفصلة ، يقدم بها خدمة للبشرية ! ))
فالفادي المسكين تراوده أحلام المجد وأن يكون في مصاف أديسون وماركوني وأينشتاين ..
لهذا وضع هذا الكتاب "خدمة للبشرية" ..!
فالمسكين أسير فكرة عجيبة استحوذت عليه وفرضت عليه المضي في هذا الطريق ..
وطبعًا لن ينال المجد إن درس القرآن دراسة منصفة محكمة ..
بل لابد أن تكون دراسته من منطلق نصراني ديني ضيق ..
كي ينال المجد الذي يحلم به !

وهذا هو موطن الخلل : الأفكار المسبقة ، والتحيز والتحامل ..
وقد صرح الفادي بتحيزه المسبق في قوله في مقدمة كتابه :
(( وبما أن الله واحد ، ودينه واحد ، وكتابه المقدس واحد ، الذي ختمه بظهور المسيح كلمته المتجسد ، وقال: إن من يزيد على هذا الكتاب ، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فيه ، وبما أن القرآن يقول: إنه وحي ، أخذت على عاتقي دراسته )) .
ويعلق الدكتور الخالدي على كلام الفادي قائلاً :
(( آمن القسيس بهذه الفكرة ، وتسلح بهذا السلاح ، ووضع هذا المنظار على عينيه ، وأقبل على القرآن بدرسه وينظر فيه ، ويقدم بذلك خدمة للجنس البشري ! ))

ويكشف الدكتور الخالدي عن الوسيلة السليمة لدراسة القرآن :
(( ولا مانع من أن يدرس أي إنسان القرآن ، والقرآن لا يخشى من أن يدرسه أي إنسان ، سواء كان مسلمًا أو يهوديًا أو نصرانيًا ، قسيسًا أو باحثًا أو عالمًا ، لكنه يشترط على الذي سيدرسه شرطًا واحدًا ، هو : أن يقبل على القرآن بمقرر فكري أو عقيدي مسبق ، وأن لا يحمل فكرة يريد إثباتها في القرآن ! إنه إن فعل ذلك تكون دراسته منحازة متحاملة ، ومن ثم سيخرج من هذه الدراسة بنتائج خاطئة ، تقوم على التحامل والهوى والمزاجية ...
أما إذا وضع الدارس في ذهنه مقررًَا مسبقًا عن القرآن ، وأقبل عليه يدرسه لتحقيق وتأكيد هذا المقرر ، فسوف تكون دراسته متحاملة منحازة ضده ، وسيكون نظره في القرآن نظرًا خاطئًا . كأن يوقن القسيس أن القرآن ليس وحيًا من الله ، وأنه من تاليف البشر ، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليس رسولاً ، وإنما هو مدع مفتر ، وأن في القرآن أخطاء عديدة ، ثم يدرس القرآن ليأخذ منه الأدلة والأمثلة على ما يؤمن به ! عند ذلك سيخرج بنتائج خاطئة ، ويزعم أنه وجد الأدلة على ما يريد ! ))

أما عن الكتاب نفسه فيقول الدكتور :
(( ونُقَدِّمُ هذا الكتاب (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) إلى المسلمين, ليزدادوا يقيناً بأنَّ القرآن كلام الله, وأنه منزَّه عن الأخطاء والمطاعن, وليقفوا على تهافت وتفاهة أسئلة واعتراضات الكفار عليه, وليعرفوا كيفية الرَّدِّ عليها )) .

ويقع الكتاب في عشرة فصول, هي:
الفصل الأول: نقض المطاعن الجغرافية
الفصل الثاني: نقض المطاعن التاريخية
الفصل الثالث: نقض المطاعن الأخلاقية
الفصل الرابع: نقض المطاعن اللاهوتية
الفصل الخامس: نقض المطاعن اللغوية
الفصل السادس: نقض المطاعن التشريعية
الفصل السابع: نقض المطاعن الاجتماعية
الفصل الثامن: نقض المطاعن العلمية
الفصل التاسع: نقض المطاعن الفنية
الفصل العاشر: نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

والواقع أن هذا الكتاب عبارة عن معركة غير متكافئة إطلاقًا بين العلم والجهل ..
بين الدقة العلمية والخبط العشوائي ..
وقد كان واضحًا للغاية ضعف مستوى كتاب الفادي أمام انتقادات الدكتور الخالدي ..
حتى صرح الدكتور صلاح الخالدي بهذه الحقيقة في قوله :
(( ونشهد أن كلام الفادي المفتري في كتابه تافه متهافت ، والرد عليه وإظهار تهافته سهل ميسور ، والرد على الأسئلة المثارة مقدور عليه ، ولم يأخذ منا جهدًا كبيرًا ولله الحمد )) .

يزعم الفادي أنه درس القرآن وتفاسيره عدة مرات ..
فهو يقول في مقدمة كتابه :
((.. وبما أن القرآن يقول : إنه وحي ، أخذت على عاتقي دراسته ، ودراسة تفاسيره ، فدرسته مرارًا عديدة ، ووقفت على ما جاء به ))
ويعلق الدكتور الخالدي قائلاً :
(( والتفسير الوحيد الذي أثبته الفادي في قائمة المراجع هو تفسير البيضاوي ، ولا أدري لماذا تفسير البيضاوي دون غيره ؟ فهناك تفاسير مأثورة أفضل منه ، كتفسير الطبري وتفسير ابن كثير )) .
فالفادي الجاهل يزعم أنه درس "تفاسير" القرآن ، ليس مرة واحدة ، بل "مرارًا عديدة" !!
رغم هذا هو لم يستشهد في كتابه كله إلا بتفسير البيضاوي دون غيره ..

بل إنه في هذا التفسير لم يتورع عن الكذب والغش ..
ففي السؤال رقم 25 (هل أشرك آدم وحواء بالله؟) ينقل كلامًا ينسبه للبيضاوي في تفسيره ..
فيتعقبه الدكتور صلاح الخالدي بقوله :
((لم يكن الفادي أمينًا في النقل عن البيضاوي ، مع أنه زاد على البيضاوي ما لم يقله ، وحذف منه كلامًا مهمًا ))
ثم ينقل الدكتور كلام البيضاوي كاملاً ، ثم يعقب :
(( وأدعو إلى المقارنة بين كلام البيضاوي في تفسيره ، والكلام الذي زعم الفادي أنه للبيضاوي في تفسيره ، لمعرفة الفرق بينهما ، والوقوف على تلاعب الفادي وعدم أمانته ! ))
ويكمل قائلاً :
(( ولقد حرف الفادي المفتري كلام البيضاوي ، ليجعله دليلاً له على تخطئة القرآن ... فالبيضاوي يصرح بأن الذين جعلوا لله شركاء هم أولاد آدم وحواء ، واتهم المفتري البيضاوي بأنه يرى أن آدم وحواء هما اللذان جعلا لله شركاء !!
ومن افتراء المفتري الفادي افتراؤه على البيضاوي بأنه يعتقد صحة قصة إبليس مع حواء وعبد الحارث ، مع أن البيضاوي لا يرى صحة القصة الموضوعة التي ذكرها ))
ويواصل الدكتور بقوله :
(( ومن باب الإمعان في الكذب والافتراء لم يذكر تعقيب البيضاوي على القصة ، وهو تعقيب مهم ، لأنه يبين رفض البيضاوي للقصة ، لمعارضتها لعصمة الأنبياء ، وهو قوله : "وأمثال ذلك لا يليق بالأنبياء .." !
كما أن الفادي المفتري لم يذكر الاحتمال الثاني الذي أورده البيضاوي في تحديد الشخصين المشركين ، أنه ينقض ويرد اتهامه لآدم وحواء بالشرك )) ..
وينتهي إلى النتيجة :
((المهم أن آدم وحواء لم يشركا بالله ، والبيضاوي لم ينسب ذلك لهما ، وكان الفادي مفتريًا كاذبًا في زعمه ونقله عن البيضاوي )) ..

ولا يفوت الدكتور أن ينبه على مقدار القوم من الأمانة العلمية فيقول :
(( إن هذا التصرف الشائن والتلاعب المرذول من الفادي المفتري يدل على فقدانه الأمانة العلمية فيما ينقله من كلام ، ينسبه للعلماء والمسلمين ليوافق هواه ، ويحرفه عن معناه !! وأدعو إلى الشك في كل ما ينقله الفادي وأهل ملته من أقوال ينسبونها للمسلمين ، وإذا أحالوا على كتاب لعالم مسلم ، وزعموا وجود الكلام فيه ، فأدعوا إلى العودة المباشرة إلى الكتاب الإسلامي ، وسوف نجد فرقًا بعيدًا بين الكلام في الكتاب الإسلامي وبين الكلام المنقول منه !! وبهذا نعرف تخلي اليهود والنصارى والمستشرقين عن الأمانة العلمية في بحوثهم العلمية !! ))
ونعوذ بالله من الكذب وأهله .


الردود على جزء المطاعن التاريخيه كانت ضعيفه للاسف