المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام الدكتور إبراهيم عوض عن الشيوعيين الذين عرفهم



د. هشام عزمي
01-25-2010, 09:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا جزء من مقال الدكتور إبراهيم عوض حول سيد قطب ..

كما أن الإعلام الرسمى، ومن ورائه الأدباء والنقاد، والشيوعيون منهم بالذات لتنافر طباعهم وطبع سيد قطب الرجولى المحب لأمته ودينه لا البائع نفسه بيع البخس والوكس والنحس لأعداء أمته ودينه والسائر فى خطا الصهاينة الأرجاس الذين عملوا بكل قواهم على زرع خلايا الشيوعية فى بلادنا حتى تكون تلك الشيوعية فى خدمة الصهيونية ضد العروبة والإسلام والمسلمين وحتى يرقص الشيوعيون على أنغامها ويتقافزوا كما يفعل "القرد أبو صديرى"، فالمهم عند أولئك المناكيد ألا تكون هناك قيود على ذممهم الخربة وأجسادهم النجسة وشهواتهم المنتنة، فلا عراقيل أمام الخمر والزنا واللواط والدياثة والقوادة والعمالة، هذا الإعلام قد تجاهل تماما إبداعات سيد قطب فى الأدب والنقد وغير الأدب والنقد.

ولقد ظهر أيام انهيار غير المأسوف على شبابه: الاتحاد السوفييتى وثائق تدين عددا من كبار الشيوعيين فى بلادنا غير المحروسة وتذكر المبالغ التى كانوا يتقاضَوْنها لقاء عمالتهم لهذه الدولة التى كانت كبرى إلى وقت قريب. وما زال هؤلاء الكبار (الصغار فى الحقيقة) يمرحون فى الأرض ويتفيهقون ويعلموننا دروس الوطنية والكفاح والشرف الذى على أصوله على نحو سمج مقيت يبعث على الغثيان. ذلك أن أولئك البعداء، جراء ما مرودوا على الخيانة والعمالة، لم يعودوا يشعرون بشىء اسمه الحياء والخجل.

والآن إلى بعض التفاصيل:
فواحد من هؤلاء الشيوعيين الشرفاء (!) كانت زوجته الأمية التى التقطها من شوارع إحدى المناطق الشعبية بجوار "الست الطاهرة" حيث كانت تعيش فى كنف أب سكير، وحيث كانت تذهب إليه فى شقته القريبة التى كان يعيش فيها وحده بعيدا عن أهله الريفيين، كانت هذه الزوجة التى تعلمت، فيما بعد، القراءة والكتابة وأضحت تقدمية على سنة الشيوعيين الصائعين تعاشر عشاقها فى حضور ذلك "الجردل" بالشقة المشتركة التى ظلا يسكنانها بعد الانفصال. ولا يملك الجردل إلا أن يشكو لطوب الأرض دون جدوى: فلا هى تكف عن ممارسة الخنا أثناء وجوده فى الشقة، وعلى فراش الزوجية ذاته، ولا هو يكف عن الشكوى الذليلة المهينة! وسلم لى على الشيوعية والشيوعيين الشرفاء. وأحسن من شرف الشيوعيين "ما فيش"! وكان ينبغى أن يعرف أنه لا معنى للشكوى مما تصنعه هذه الصائعة، فهى من غرس يده وتعليمه، ومن ثم فمن المستحيل أن تطهر حتى لو اغتسلت بماء "النهر" كله من القاهرة إلى أسوان! وهذا أمر يعرفه الجميع، لكن العجيب أنك تقرأ ما كتبه كلاهما عن علاقتهما فلا تجد إلا كلاما عن الإخلاص والكفاح المشترك! ولقد شاهدتُ تلك الحيزبون أكثر من مرة فى الفضائيات وهى تنعى على الرجال أنهم لا يهتمون من المرأة إلا بالنصف الأسفل! تقول هذا وهى تشير بإصبعها إلى نصفها التحتانى على مشهد ومسمع من الدنيا كلها دون حياء! صحيح: تربية حوارى!

وهناك الشيوعى الحقير الآخر صاحب دبلوم التمريض ومؤجّر أَسِرّة المستشفى الذى كان يعمل فيه للداعرين والداعرات من رفاق الخلايا الشيوعية المنتنة يقضون فوقها حاجاتهم الحيوانية الوسخة مثلهم ومثل هذا القواد النجس. وتنظر فتجد هذا القواد يكتب فى كل الصحف العربية بأمر من الدوائر التى تحتضنه هو وأمثاله وتسهل لهم سبل العيش الدنس، وكأن المحروسة قد خلت من الأقلام المثقفة الطاهرة العاقلة الراقية، ولم يبق إلا هذا الوسخ وأشباهه، وما أكثرهم هذه الأيام!

وفى أوائل السبعينات ترددت عدة مرات على مقهى "ريش" بشارع سليمان بالقاهرة مع معيد زميل لى تربطه علاقة ببعض اليساريين. وفى إحدى هذه المرات، وكنت قد صليت المغرب قبلها بقليل فى أحد الأركان فى الممر الضيق هناك، مال علىّ زميلى قائلا وهو ينظر ناحية شارع سليمان: هل أنت جوعان؟ فقلت له: كلا، ولكن لم هذا السؤال؟ قال وهو يشير إلى شاب يشبه البُرْص مار بالشارع: هذا هو فلان الفلانى (ولم أكن سمعت به، ثم عرفت منه أنه يكتب القصة)، وأنا متأكد أنه جوعان لم يأكل منذ أمس. ولسوف أطلب بعض السميذ والبيض والجبن الرومى من بائع السميذ هذا، وأتظاهر أنى جائع حتى أعطيه الفرصة كى يأكل دون حرج. وقد كان، إذ نادى الشاب الذى يشبه البرص، وطلب بعض الطعام من بائع السميذ، وترك لصاحبنا الطعام كله يزدرده، وهو يتصايح بشعارات الكفاح اليسارى الحنجورى بعد أن أخبرنا أنه كان نائما منذ البارحة لم يستيقظ إلا الآن، وأنه لا يزال يشعر بألم خمار الشراب الذى كان يعب منه مع رفاقه عبًّا أثناء السهرة، وهو ما بعثنى إلى التهكم على ذلك اللون الرخيص التافه من التشدق بالنضال الطبقى، على حين لا يفكر رفيقنا الهمام الذى ليس عنده بعض شىء من الدم فى أن يجد لنفسه عملا يكفل له لقمة العيش على الأقل، فاغتاظ من ملاحظتى وتوتَّر وركبه عفريت. ولأول مرة أرى بُرْصًا يغتاظ ويتوتر ويركبه عفريت، فكانت تجربة مدهشة لى.

وفى أثناء ذلك كله كان الشاب الذى يشبه البرص يلتفت ناحية مجموعة يسارية جالسة على مقربة منا مكونة من بعض الشبان وإحدى الصائعات الشيوعيات، وكانوا جميعا يشربون شيئا من نقيع البراطيش الذى لا ترتاح معداتهم المنتنة لشىء سواه، وهو لا يكف عن قذف البنت الصائعة الضائعة التى تجلس مع الثلة إياها بألفاظ السباب المنتقاة التى يتقنها هو وأضرابه من لمامة الشوارع مثل: "القحبة بنت القحبة"، وهذا أخفّ ما قال، مع حرصه فى ذات الوقت على المخافتة من صوته جبنا منه وهلعا كيلا يقوم أحد من الجماعة الأخرى بضربه وإلزامه السكوت. والسبب؟ السبب هو أنه كان يخاللها على سُنّة الشيوعيين الأنجاس، لكنها تركته إلى شيوعى حقير آخر.

ولم يعمَّر ذلك البُرْص طويلا، بل سرعان ما مات وذهب فى ألف داهية جراء الإسراف فى الخمر والزنا، مع الجوع والتشرد اللذين بلا بهما معه ابنته الصغرى دون أى ذنب جنته تلك الصغيرة البريئة التى كان يجوب بها الشوارع وهو يحملها على كتفه بعد أن هجرته زوجته أخت الشيوعى الآخر السكير الهلفوت، لعنهما الله. ولقد قُدِّر لى بعد ذلك أن أقرأ للبُرْص بعض القصص التى كتبها فوجدته من قصاصى الدرجة العاشرة، إلا أن الشيوعيين، كعادتهم فى رفع كل بُرْص حقير إلى السماء، كانوا يغدقون عليه صفات العبقرية، حتى أراحنا الله من خلقته وكَسَحَه القدر إلى مجارى التاريخ حيث ينتمى.
ولا ننس حكاية أروى صالح، التى كانت واحدة منهم ثم تبين لها أنها تعيش أكذوبة كبرى، ثم كانت ثالثة الأثافى اكشتافها أن الرجال (الرجال؟) الذين تزوجتهم، وكانوا كلهم من الشيوعيين، هم جميعا من الشواذ على نحو أو على آخر كما كتب د. محمد عباس فى مقال له مشهور، فلم تطق صبرا على كل هذا القبح والنتن، وانتحرت وغاردت دنيا الشيوعية والشيوعيين الدنسة غير آسفة عليها ولا مأسوف عليها هى أيضا.

ويلحق بهؤلاء كاتبات هذه الأيام اللاتى لا يكتبن فى الواقع "أدبا" بل يفتحن مواخير يمارسن فيها "قلة الأدب"، إذ يضطجعن على قارعة الطريق عاريات كما ولدتهن أمهاتهن، وقد فتحن أفخاذهن لكل عابر سبيل، أو قل: "عابر سرير"، مثلما صور العهد القديم أُمّة بنى إسرائيل، التى قال على لسان المولى سبحانه وتعالى فى الإصحاح السادس عشر من سفر "حزقيال"، وإن كان من غير الممكن أن يقول الله سبحانه وتعالى كلاما عاريا على هذا النحو: "25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ". هؤلاء لسن أديبات ولا مؤدبات، بل قحابا ومومسات من الصنف العَفِش الذى لم يكن يدور لإبليس ذاته فى بال ولا خيال. ذلك أن القحاب والمومسات المعروفات لا يخلون من بقية حياء، فهن يستترن بعهرهن، أما هؤلاء فيضطجعن للمارة على قارعة الطريق عاريات فاضحات مفضوحات فاتحات أفخاذهن، كاشفات سوآتهن المنتنة مثل أخلاقهن، وبمباركة رجالهن، إن صح أن يقال عن أمثال أولئك الجرادل: "رجال"! وهذا التحلل والانحلال هو كل ما يهم الشيوعيين ومن على شاكلتهم رغم جعجعاتهم حول الشرف والبطولة. وما أكثر السفلة "الأدناف" من أشباه الرجال الذين يكتبون مشجعين أمثال أولئك القحاب على كسر ما يسمونه برطانتهم الكريهة:"التابو" والتحرر من كل خلق كريم وكل قيمة نبيلة! ولم لا، والجميع تربية خلايا الشيوعية التى تعمل على تسهيل كل شىء لأعضائها فى العتمة، وأولها إطلاق العِنَان للأجساد الملتهبة التى لا تعرف نظافة ولا استحماما والتى لا يردعها خوف من رب ولا تفكير فى حساب أو ثواب وعقاب لأنهم لا يؤمنون برب ولا بثواب وعقاب. إنهم مجموعة من الحيوانات قد أُطْلِق سراحها وتسلط عليها السعار الجنسى فاشتعلت شهوةً واغتلامًا، فكُلُّه يقفز على كُلِّه. ولم لا، والأمر بالنسبة لهم "مولد، وصاحبه غائب"؟
ا.هـ.