ناصر التوحيد
01-27-2010, 03:57 AM
اغتيال عالم .. يعني اغتيال أمة 1/2
أ. عبد العزيز جايز الفقيري
يصنفنا الغرب بأننا دول العالم الثالث وهم دول العالم الأول فيا ترى هل يسمح الغرب لنا بالتقدم لكي نصبح نحن دول العالم الأول وهم ينزلون إلى دول العالم الثاني أو الثالث؟ بالتأكيد لا .. لن يسمحوا لنا بأن نخطوا شبراً واحداً إلى الأمام بكل ما يستطيعون من حيلة ومكر وخديعة واحتلال ووحشية ؛ بل إن لهم تنظيمات تحارب كل مبدع من دول العالم الثالث الذي أغلبه العرب والمسلمين؛ بل وصل الأمر إلى تسيير مخططات لاغتيال كل عبقري وعالم قد يوصلنا إلى مصاف دول العالم الأول ، بل صرح قادة الغرب بهذا التصريح الخطير الذي يكشف مخططاتهم حيث قالوا بهذا النص : ( فلنعط هذا العالم ما يشاء , ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني , فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة , وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي , أصبح خطر " العالم العربي " وما وراءه من " الطاقات الإسلامية " الضخمة , خطرا داهما ينتهي به الغرب , وينتهي معه دوره القيادي في العالم ) .
وها هي صحيفة (الواشنطن بوست) تنشر مقالاً بعنوان: "الإسلام العدو رقم واحد للغرب".
ولا ننسي الحقبة التاريخية للغزو التتري والصليبي على بلاد الإسلام حيث عمدوا إلى قتل 24 ألف عالم خلال الحملات الصليبية التي تسببت في إخماد نور العلم في المشرق الإسلامي.
بل جاء في خططهم في كتاب برتوكولات حكماء صهيون أنه يجب أن توضع تحت أيدي اليهود كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما ودورها والعلوم والقوانين والمضاربات وغيرها.(يعني بكل بساطة .. السيطرة على منابع العلم والمعرفة).
يقول أحد المسلمين : ليس السبب فينا أننا متأخرين ولكن السبب أن أية محاولة للنهوض تفشل .. فهل إسرائيل وأوروبا وأمريكا وبعض دول آسيا كانوا مهددين مثلا؟. هل كان أي عالم منهم معرض للموت؟!! لا .. لا أعتقد بل كان يعمل في أمان ؛فأبدع ونهض بوطنه .
ليست المشكلة أنك مسلم حتى تتقدم بل المشكلة أنك لابد ألا تتقدم لأنك عربي أو مسلم، ولست يهودي، أو نصراني، أو من أية ديانة أخرى وبالطبع من دولة غير عربية، وغير إسلامية .
وهذه أمثلة تحرق القلوب ،وتدمي العيون ،أعصروا قلوبكم عند قراءتها واذرفوا دماء لا دموعاً على جيل من العلماء اغتيل ،ولا تزال مسرحيات الاغتيال تتكرر وتتكرر لكل عالم ومبدع ومخترع عربي أو مسلم ولم ينجو منها إلا من سلمه الله ، أو من ركع وخضع لشروطهم .فهذا الدكتور يحيى أمين المشد ، بُعث إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة هندسة المفاعلات النووية عام 1956، ثم أسند إليه القيام ببعض الأبحاث في قسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية في مصر.
في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 م اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي.
وفي الثالث عشر من يونيو (حزيران) عام 1980 وفي حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس وقُيدتْ القضية ضد مجهول !!
* في تقريرها النهائي أشارت الشرطة الفرنسية بأصابع الاتهام في اغتيال المشد إلى ما وصفته بمنظمة يهودية لها علاقة بالسلطات الفرنسية (يعني دبر الاغتيال بالتنسيق بين الحكومة الفرنسية وجماعة يهودية متطرفة؛ وبالطبع كان لهذا الاتفاق أن يتم لأن الهدف بكل بساطة عالم عربي مسلم، سينساه العرب والمسلمين بعد لحظات عاطفية ولا شيء غير ذلك -إلا من رحم ربي-).
إلا أن أقوى دليل يأتي في سياق كتاب عربي صدر عام 2000 يضم اعتراف المسؤول عن شعبة القتل في الموساد حيث يروي قصة اغتياله للمشد بكل بطولية، وبدون أدنى خوف من أي حكومة عربية، أو شعب يثور لرد الثأر.
المهم؛ أن هذا المجرم الذي اغتاله المشد ذكر أنه حاول مساومة المشد بالمال قبيل اغتياله لكن المشد شد عليه بالجواب، وأغلق عليه كل الطرق فلا مجال لخيانة الإسلام والأمة والوطن ؛ وقالها لهم بهذا النص قبيل اغتياله كما ذكر مرتكب الجريمة في كتابه: ( أمش يا كلب ... أنت وألي باعتينك).
ونعم والله .. فهم كلاب ؛لكن هل كنا نحن غير ذلك؟.
ولكن بعد هذا وبكل برود تشدقت تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة وزعيمة حزب كاديما أثناء حملتها الانتخابية المؤخرة بأنها هي التي قتلته في عملية تصفية من قِبل الموساد الإسرائيلي.
وهذه الدكتورة سميرة موسى ، كانت عالمة مصرية في أبحاث الذرة وتلميذة للدكتور علي مصطفى مشرفة سافرت لأمريكا وكانت تنوي العودة إلى مصر لكي يستفيد بلدها من أبحاثها حيث أنها كانت تستطيع إنتاج القنبلة الذرية بتكاليف رخيصة .
وفي عام 1952 كانت الدكتورة سميرة موسى في بعثة علمية إلى الولايات المتحدة لاستكمال أبحاثها العلمية في إحدى جامعاتها، ولم يكن يدري أحد أن عيون ذئاب الموساد تترصدها وأن الأمر باغتيالها قد صدر ولم يبقى إلا التنفيذ.
وفي يوم 15 أغسطس 1952 كانت على موعد لزيارة أحد المفاعلات النووية الأمريكية في كاليفورنيا، وقبل الذهاب إلى المفاعل جاءها اتصال هاتفي بأن مرشداً هنديا سيكون بصحبتها في الطريق إلى المفاعل وهو طريق جبلي كثير المنحنيات وعلى ارتفاع 400 قدم وجدت سميرة موسى أمامها فجأة سيارة نقل كبيرة كانت متخفية لتصطدم بسيارتها وتسقط بقوة في عمق الوادي بينما قفز المرشد الهندي الذي أنكر المسئولون في المفاعل الأمريكي بعد ذلك أنهم أرسلوه .
وهكذا رحلت عالمة الذرة المصرية سميرة موسى مخلفة وراءها آمالاً كانت قد عقدت بها.
وأيضاً العالم سمير نجيب عالم الذرة المصري عرضت عليه إغراءات كثيرة بالبقاء في أمريكا ولكنه قرر العودة إلى مصر وفي مدينة ديترويت ، وفي الطريق العام فوجئ الدكتور سمير نجيب بسيارة نقل ضخمة، زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور, وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت، وقيد الحادث ضد مجهول !!.
وهذه العالمة والمفخرة والشرف الدكتورة اللبنانية عبير أحمد عياش، التي التحقت بجامعة القديس يوسف في بيروت للتخصص في الطب، وكانت من المتفوقات والمبدعات باعتراف مدير وأساتذة الجامعة. وقال نزيه عياش أن شقيقته «أعدت أطروحتها لنيل الدكتوراه بعنوان "عوارض الذبحة القلبية"، وهو من المواضيع النادرة في هذا التخصص. وقد نالت جائزة مالية وتنويهاً على ذلك، وقدمت بعد ذلك أوراقها لمتابعة اختصاصها ودراساتها العليا في فرنسا بالأمراض الصدرية ـ السرطان الرئوي. وكانت من القلائل الذين قبلوا من منطقة الشرق الأوسط في جامعة رينيه ديكارت بباريس 1998. وقد عملت في أهم مستشفيات فرنسا مثل اوتيل ديو وجورج بومبيدو، وكانت تضع نصب عينيها هدفاً هو اكتشاف علاج للأمراض الصدرية الخبيثة، فقامت بأبحاث عديدة في مختلف نواحي هذا التخصص».
ولفت شقيق الدكتورة اللبنانية أن شقيقته كانت على اتصال دائم مع أهلها «وقد أخبرتنا في اتصالها الهاتفي الأخير الذي أجرته معنا في الأول من مايو الجاري، أنها تسعى لاكتشاف علاج جديد لمرض السرطان الرئوي، على أن توضح تفاصيله لنا في حينه. وأخبرتنا أنها تنوي زيارتنا خلال الصيف المقبل، وبدت متفائلة في عملها ودراستها. كما أخبرتنا أنها تنوي متابعة أبحاثها في الولايات المتحدة». في حين أشار نزيه عياش إلى أن أهل بيته لم يوفقوا في الحديث مع شقيقته بعد الأول من مايو الجاري حيث راح هاتفها الجوال يرن دون مجيب، أفاد انه «في الرابع عشر من الشهر الحالي اتصلت بنا وزارة الخارجية اللبنانية لتبلغنا من دون مقدمات أن الدكتورة عبير تعرضت للوفاة نتيجة حادث في السابع من الشهر الجاري، دون أن تقدم أي توضيحات حول أسباب وفاتها. إلا أننا أجرينا اتصالات مع أصدقائها فاخبرونا أنها وجدت مقتولة في غرفتها».
أما قصة الدكتور نبيل القليني فهي غاية في الغرابة، فقد اختفى منذ عام 1975 وحتى الآن، كان هذا العالم قد أوفدته كلية العلوم في جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بعمل المزيد من الأبحاث والدراسات في الذرة. وقد كشفت الأبحاث العلمية الذرية التي قام بها عن عبقرية علمية كبيرة تحدثت عنها جميع الصحف التشيكية.
وهذا الدكتور الفلسطيني نبيل احمد فليفل عالم ذرة ، استطاع دراسة الطبيعة النووية, وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين من عمره، وقد عثر على جثته في منطقة بيت عور , ولم يتم التحقيق في شيء !!
وتعالوا إلى مفخرة المصريين الدكتور العلامة علي مصطفى مشرفة ، تتلمذ على يدي البرت آينشتاين وكان أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية وأطلق عليه آينشتاين العرب ، وكان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب.. بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة النووية .. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..
كانت للدكتور مشرفة العديد من الإسهامات العلمية القيمة والتي قام فيها بتفسير وتعديل عدد من النظريات والمسائل العلمية، فقام بتعديل النظرية النسبية لآينشتاين، والنظرية الإلكترونية والكهرومغناطيسية للضوء، كما قام بإضافة عدد من النظريات الجديدة مثل نظريته في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، ونظريته في الإشعاع والسرعة والتي تعد من أهم نظرياته وكانت السبب وراء شهرته حيث أثبت فيها أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبار كل من المادة والإشعاع وجهان لشيء واحد بإمكان كل منهما أن يتحول إلى الأخر وقد قامت هذه النظرية بفتح المجال بعد ذلك من أجل تحويل المواد الذرية إلى إشعاعات.
وعثر على د. علي مصطفى مشرفة مقتولا في 16 يناير عام 1950 بطريقة بدائية للغاية ..بالسم !! والسبب هو رفضه العودة إلى الغرب وإصراره على البقاء في مصر .
حيث دُعيَ من قبل العالم الألماني الأصل ألبرت أينشتين للاشتراك في إلقاء أبحاث تتعلق بالذرة عام 1945 كأستاذ زائر لمدة عام، ولكنه اعتذر بقوله: "في بلدي جيل يحتاج إلي".
قال عنه آينشتاين تعليقا على وفاته: "انه لخسارة للعالم أجمع" وقال أيضاً "لا أصدق أن مشرفة قد مات ، إنه لا يزال حياً من خلال أبحاثه".
وبالنسبة للدكتور مصطفى ... لا أشك أن للموساد دور كبير في اغتياله ... حتى وإن لم يكن في عام 1950 للموساد الذراع الكبيرة ...
لأنه يمكن أن يكون لمخابرات أجنبيه يد في موضوع الاغتيال تدعم الموساد في ذلك الوقت بكل ما تريد؛ لكن المؤكد أنه قتل ولم يحدد إلى الآن من وراء مقتله.
وقيل أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، كما قيل أيضا أنها أحد عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.
لكن الذي أريد إضافته هو أن الحكومات العربية .. يمكن أن تتجاهل أو تهمل العلماء .. أو تنفرهم من البلاد .. أو تودعهم السجون ...لكن وبإنصاف لا أعتقد أبداً أن تقوم باغتيال أحد علمائها الأفذاذ .. والله أعلم.
إلا أنه يقال بأنه كان يعمل على أبحاث كانت ستتفوق على أستاذه اينشتين.
ومن المجهول عن الكثيرين أن عالم الذرة ألبرت آينشتاين كلن ينام 12 ساعة متواصلة، وكان يعتمد على الدكتور مشرفة في أعماله بل كان يعتبره مساعده الأول، وهو من قام بتعديل النظرية النسبية لآينشتاين؛ فهل يتوقع أن يغار آينشتاين من عالم نشيط مثل مشرفة الذي يعمل ليل نهار .. بالتأكيد هذا وارد وخصوصاً أننا نعلم في الدين أن أشد حسد هو حسد اليهود .
ويكفي أن نعلم أن ما أخرج آدم من الجنة إلا حسد الكافر إبليس لعنه الله.
فهل اغتالوا مشرفة حسداً من عند أنفسهم؟!!.
بالنسبة لي أجزم 100% أن هذا من أقوى أسباب وأسباب اغتيال الدكتور مشرفة، فنفوسهم تغتاظ وتغلي أن يروا عالماً مسلماً يتفوق على عالم يهودي، أو نصراني؛ فضلاً عن أن ينافسه.
وعموماً .. أتمنى أن لا تكون الأنظمة العربية وراء هذه الاغتيالات أو كانت تساند قوة غربية من أجل محاولات استباقية لمنع العرب من الوصول إلى أسلحة غير تقليدية.
لكن مما يزيد شكوكي ومخاوفي نشرته صحيفة الأهرام المصرية، في عددها الصادر يوم السبت، بتاريخ/ 1/2/1431هـ، حيث نشرة مقالاً يشيد بكفاءة رئيس جهاد المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) مئير داغان، لا سيما في عملياتها ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحتى ضد إيران.
ولم يستبعد مقال "الأهرام" احتمال وقوف الموساد بقيادة داغان وراء عملية اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي في طهران هذا الأسبوع، و"تأجيج مظاهرات المعارضة الإيرانية بهدف تدمير إيران من الداخل".
يشار بهذا الصدد إلى أن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، اختارت رئيس الموساد مئير داغان، رجل العام 2009 في الدولة العبرية، واللافت أن مقدم البرنامج قال قبل الإعلان عن اسمه أنه "الرجل الذي لم يقدم في حياته إلا الأمور الطيبة، إنه الشخص الذي اشتهر بقطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم باستخدام سكين ياباني، إنه الرجل الذي ولد وسكين بين أسنانه، انه رئيس جهاز الموساد مئير داغان"، وما أن انهى المقدم إعلانه عن اسم رجل العام حتى ضجت القاعة بالتصفيق الحاد.
بالطبع؛ تشجيع الاغتيالات بهذه السخافة وهذا البرود يجعل هروب العلماء العرب والمسلمين إلى البلدان الغربية والأوربية أكثر وأكثر بسبب الإشادات بعمليات الاغتيالات في الصحف المحلية وكأن أبناء الوطن الإسلامي قطيع من الخرفان لا يستحق إلا السكين التي تفصل الرأس عن الجسد.
ومع أهم جغرافي مصري الدكتور جمال حمدان الذي ألف كتاب " اليهود أنثروبولوجيا" يثبت فيه أن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين. اغتيل في شقته واكتشف المقربون من د. حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها, وعلى رأسها كتابة "اليهودية والصهيونية", مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان, مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل. وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود !!
ولنبكي على حال الدكتورة سلوى حبيب ، التي كان عنوان كتابها الأخير(التغلغل الصهيوني في أفريقيا), والذي كان بصدد النشر, مبرراً كافياً للتخلص منها, حيث عثر عليها مذبوحة في شقتها.
ومع الدكتور سعيد سيد بدير ، العالم الفذ في هندسة الصواريخ. توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ . رفض الجنسية كما رفض كل من سبقوه ورفض البقاء وقرر العودة فزادت التهديدات فعاد إلى وطنه ليحموه، وذهب إلى زيارة أقاربه بالإسكندرية وهناك قتل حيث قطعت شرايينه ورمي من الدور ال13.
وهذا أحد أهم علماء العصر في مجال فيزياء المواد كما وصفته مجلة لوبوان إنه العالم اللبناني رمال حسن رمال ، والتي وصفته المجلة بأنه مفخرة لفرنسا كما تعتبره دوائر البحث العلمي في باريس السابع من بين مائة شخصية تصنع في فرنسا الملامح العلمية للقرن الحادي والعشرين.
قتل في فرنسا في المختبر، وسط الأبحاث العلمية بكل عنجهية وبلا رحمة .
وهذا الدكتور حسن كامل صباح لقب بأديسون العرب حيث وصل عدد ما اخترعه من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 176 اختراعًا .
في آخر أيامه اخترع جهازا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقه كهربائية مستمرة, وعرض هذا الجهاز على الملك((عبد العزيز بن سعود))؛ لاستخدامه في صحراء الربع الخالي, كما انه بدأ في تصميم محرك طائره إضافي شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة, لكن العالم(حسن كامل صباح)توفى قبل أن ينفذ هذين الاختراعين اثر حادث يوم 1 ابريل عام 1935 في (نيوريك) عن عمر يناهز 41 عام رحمه الله.
وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائداً إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه.
ومع السعودية الدكتورة سامية عبد الرحيم ميمني التي كان لها أكبر الأثر في قلب موازين عمليات جراحات المخ والأعصاب، كما أنها جعلت من الجراحات المتخصصة الصعبة جراحات بسيطة سهلة بالتخدير الموضعي.
عرض عليها مبلغ من المال والجنسية الأمريكية مقابل التنازل عن بعض اختراعاتها, ولم يكن المبلغ بسيطا بل كان العرض خمسة ملايين دولار أمريكي إضافة للجنسية الأميركية؛ ولكنها رفضت العرض. واستمرت الدكتورة سامية في دراستها وإنجاز أبحاثها ولم يصبها اليأس إلى أن حلت الفاجعة الكبرى عندما نشرت محطة الـ(cnn) صوراً لجثة الدكتورة الشهيدة وقد تعرف عليها أهلها عن طريق الصدفة لمشاهدتهم هذه القناة التي بثت الواقعة وصور الدكتورة سامية ميمني, حيث قتلت خنقا في شقتها ووجدت جثتها في إحدى المدن الأمريكية داخل ثلاجة عاطلة عن العمل. وأتهم فيها حارس العمارة الذي أنكر الحادثة ؛ لكن السؤال .. لو قلنا أن هذا القاتل وهو حارس العمارة .. والذي عثر بعد القبض علية جميع الأثاث مخزن في إحدى الشقق القريبة من العمارة إياها .. لكن أين ذهبت أوراق الأبحاث؟!! ..وأين ذهبت أوراق الاختراع؟!! .. وقد أختصر الموضوع الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله بعد انتهائه من تأليف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية حيث أيقن بأن لا حكومة ستحميه من محاولات الاغتيالات التي قد يتعرض لها كما تعرض لها غيره من العلماء وماتوا فيها .. لذا أرسل إلى إسرائيل خطاباً يفيدهم فيه بأن الموسوعة أرسلت إلى جميع عواصم الدول العربية بواسطة أقراص (CD) يعني لا فائدة من اغتياله؛ وفعلاً لم يغتيل إلا أنه لم يخلوا من محاولات اعتداء حصلت له في أمريكا.
وهنا أيضاً نتذكر ما حدث ويحدث لطلبة العرب، ولست اعتقد أن آخرهم طالب الدكتوراه السعودي " حميدان التركي " الذي مازال قابع في سجون أمريكا لتميزه حيث لفقت عليه اتهامات واهية ليحكم علية بالسجن مدى الحياة ما لم يعترف بتلك الاتهامات ليُكتفا ب 25سنة .
وأيضاً القضية الشهيرة لسعودي سامي الحصين التي تابعتها قناة المجد أولاً بأول، وكيف استطاعوا أن يلفقوا عليه عدة قضايا هو بريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف.
وكذلك الحادث الغريب والمثير للشكوك الذي أودى بحياة الطالبة المبتعثة ( ر. ع - 20 عاماً) من شركة أرامكو السعودية إلى جامعة كولورادو للمعادن بمدينة "قولدن" في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008.
ولا ننسى كارثة تحطم الطائرة البوينج المصرية من طراز 767 التابعة لشركة مصر للطيران في المحيط الأطلسي قبالة الشواطئ الأمريكية ، وعلى متنها 217 شخصاً منهم 80 مصرياً( معظمهم خبراء في الطيران ) وقد كان التحطم بفعل فاعل.
بل نشر الكاتب العراقي جاسم الرصيف في جريدة ( أخبار الخليج ) البحرينية في صفحة قضايا وآراء مقالاً عن قتل 22 من خيرة العلماء العراقيين على أيادي فرق الموت ( الديمقراطية ) المعششة في ( المراعي الأمريكية الإيرانية الخضراء ) في العراق.
ويشير العديد من المحللين السياسيين بأصابع الاتهام إلى " الموساد " الإسرائيلي الذي يتولى ملف تصفية هؤلاء العلماء، ويقود حملة لاجتثاثهم أو تهجيرهم أو اغتيالهم خشية أن يهاجروا إلى دول عربية أو إسلامية، مؤكدين أن ذلك المخطط الإجرامي أصبح أمراً معروفاً ومكشوفاً، وقد أشارت له الكثير من وسائل الإعلام الغربية.
وقال أسامة عبد المجيد (رئيس دائرة البحوث والتطوير في وزارة التعليم العالي العراقية في تصريح نشرته صحيفة (السبيل) الأردنية الأسبوعية : "إن 15500 عالماً وباحثاً وأستاذاً جامعياً عراقياً فصلوا من عملهم في إطار الحملة الإسرائيلية".
ومن جهة أخرى اتهم (الأمين العام للرابطة الوطنية لأكاديمي ومثقفي العراق) هاني إلياس "الموساد" الإسرائيلي بالوقوف وراء اغتيالات العلماء والمثقفين العراقيين.
وقال: إن معظم الضحايا لم يكونوا محسوبين على النظام العراقي السابق مما يجعل أسباب تصفيتهم ترتبط بمخطط يهدف إلى تحطيم مؤسسات العراق الوليدة مشيراً إلى أن "القتلى هم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين، وهو ما يعزز القناعة بأن الهدف من وراء الاغتيال هو قتل الخلايا النوعية في جسد المجتمع العراقي لمنعه من النمو والتطور".
أيضاً أماط اللثام عنها تقرير صادر عن المركز الدولي لرصد الانتهاكات في العراق، التقرير أشار إلى أن عدد العلماء الذين تم تصفيتهم بلغ المائة أما المختطفون فمجموعهم خمسون والفارون بلغوا خمسمائة والقائمة مفتوحة، ظاهرة لم تصنعها الصدفة ولا ريب فالمعطيات تؤكد أن الهدف هو القضاء على الكفاءات العلمية في بلاد الرافدين، أرقام الجريمة تلد أسئلة أخرى عن الفئات الأكثر استهدافا بين النخب العلمية العراقية، على رأس القائمة نجد الأساتذة الجامعيين الذين يمثلوا المختصون منهم في مجالات الفيزياء والكيمياء والهندسة العدد الأوفر يليهم بعد ذلك الأطباء المختصون، الحكومة العراقية لم تجد من حل سوى الترخيص لمن يرغب في حماية نفسه بحمل السلاح حلا يبقى قاصرا طالما تضع محاولة الاغتيال الشخص المستهدف تجاه مجموعة من المهاجمين.
بل إن السبب الحقيقي والأكبر لغزو العراق ككل هو إعادته للعصر الحجري كما صرح بذلك الهالك بوش ، وهذا لا يتم إلا بتدمير البنية التحتية للبلاد، والبنية العلمية للعقول، وفعلاً قاموا بهدم البيوت بالقنابل ، وتفجير العقول بالاغتيالات المنظمة لأهم وأعظم وأقوى العلماء في العراق ،والنخب المتعلمة وقد تم ذلك ، وما زال مستمراً .
حيث ذكرت منظمة العفو الدولية أن 1000 مواطن عراقي من السنة في انتظار الإعدام خلال أيام عيد الأضحى(1430هـ) من بينهم أكثر من 120 عالم وعالمة في مختلف المجالات ،وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه في حال تأكدت هذه الأرقام، يصبح العراق الدولة الثانية في العالم من حيث عدد أحكام الإعدام المنفذة بعد الصين التي شهدت العام 2008 إعدام 1700 شخص، وفق إحصاءات منظمة العفو.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يعتبر من أشد المؤيدين لعقوبة الإعدام.
يا ترى بعد 13 حادثة اغتيال ذكرتها بالأسماء لعلماء مسلمين في مختلف التخصصات أبرزها الطب والذرة وهندسة الصواريخ .. من المستفيد من اغتيالهم؟
يا ترى لو كان هؤلاء ال13 عالم هم نخبة من أشهر لاعبين الكرة العربية والإسلامية كيف ستكون الفاجعة والصدمة والكارثة على قلوب العرب والمسلمين في جميع أنحاء البلاد الإسلامية وربما العالم بأجمعه..
.. يعني سوف تعقد ندوات وحوارات وتحقيقات لمعرفة الأسباب والدوافع والنتائج والتوصيات لمنع التكرار فضلاً عن تخليدهم في صفحات الصحف والمجلات وذكرهم في المحافل والإذاعات ، وذب الشعر والبكاء لهم على الشاشات والقنوات ؛ بل ربما يصل إلى الموت؛ فمثلاً هدف عماد متعب الذي سجله في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الإضافي في مباراة مصر والجزائر يتسبب في مقتل عدد من الجزائريين، والذي قاد به منتخب مصر إلى (سطح القمر) أقصد إلى مباراة فاصلة ضد الجزائر في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
بل قالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) أن رئيس بلدة أولاد موسى/50 عاما/ بولاية البليدة (40 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية) توفى اثر أزمة قلبية بعد نهاية المباراة كما لقي شاب بولاية المدية (90 كيلومترا جنوب العاصمة) في الثلاثين من العمر نفس المصير.
ولقي طفل مصرعه ببلدة وادي العثمانية بولاية ميلة (550 كيلومترا شرق العاصمة الجزائر) عندما خرج من المقهى الذي كان يتابع فيه (البرنامج العلمي) أقصد المباراة مباشرة بعد تسجيل عمرو زكي (اختراعه الأول) أقصد هدفه الأول.
وبنفس الولاية /ميلة/ توفى كهل شارك في حرب 1967 إلى جانب الأشقاء "المصريين" متأثرا بأزمة قلبية مباشرة بعد هدف عماد متعب في الوقت بدل الضائع.(ونسي أن الوقت لا بديل له).
بل وهلك شاب ببلدة فرجيوة مباشرة بعد الهدف الثاني وسقط وسط الجماهير بفعل نوبة قلبية.(على كرة نموت، وفي المعمل والجامعة نغيب).
وتحدثت مصادر عن محاولات انتحار لشباب بالكثير من المناطق الجزائرية اثر إخفاق منتخب بلادهم في حجز بطاقة التأهل إلى المونديال قبل الموقعة الفاصلة المقررة بالخرطوم.(وكأننا أمام معركة مع إسرائيل تتطلب كل هذا القلق والإعداد ولسنا في ملعب لمطاردة الكرة).
المهم أنه في النهاية هزم المنتخب المصري أمام المنتخب الجزائري إلا أن الأمر لم يقف إلى هذا الحد بل من هنا بدأ ... فهزيمة منتخب مصر أمام الجزائر كادت أن تسبب حرباً بين دولتين عربيتين مسلمتين بسبب همجي ألا وهو الهزيمة في مباراة هذا في الظاهر؛ أما السبب الحقيقي المسبب لكل هذا الاحتقان بين الحكومتين والشعبين هو الهزيمة ليس في مباراة وإنما في الأخلاق ، والضمائر ، والإيمان ، والشجاعة -إلا ما رحم ربي-..
(يتبـــع 2/2 )
أ. عبد العزيز جايز الفقيري
يصنفنا الغرب بأننا دول العالم الثالث وهم دول العالم الأول فيا ترى هل يسمح الغرب لنا بالتقدم لكي نصبح نحن دول العالم الأول وهم ينزلون إلى دول العالم الثاني أو الثالث؟ بالتأكيد لا .. لن يسمحوا لنا بأن نخطوا شبراً واحداً إلى الأمام بكل ما يستطيعون من حيلة ومكر وخديعة واحتلال ووحشية ؛ بل إن لهم تنظيمات تحارب كل مبدع من دول العالم الثالث الذي أغلبه العرب والمسلمين؛ بل وصل الأمر إلى تسيير مخططات لاغتيال كل عبقري وعالم قد يوصلنا إلى مصاف دول العالم الأول ، بل صرح قادة الغرب بهذا التصريح الخطير الذي يكشف مخططاتهم حيث قالوا بهذا النص : ( فلنعط هذا العالم ما يشاء , ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني , فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة , وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي , أصبح خطر " العالم العربي " وما وراءه من " الطاقات الإسلامية " الضخمة , خطرا داهما ينتهي به الغرب , وينتهي معه دوره القيادي في العالم ) .
وها هي صحيفة (الواشنطن بوست) تنشر مقالاً بعنوان: "الإسلام العدو رقم واحد للغرب".
ولا ننسي الحقبة التاريخية للغزو التتري والصليبي على بلاد الإسلام حيث عمدوا إلى قتل 24 ألف عالم خلال الحملات الصليبية التي تسببت في إخماد نور العلم في المشرق الإسلامي.
بل جاء في خططهم في كتاب برتوكولات حكماء صهيون أنه يجب أن توضع تحت أيدي اليهود كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما ودورها والعلوم والقوانين والمضاربات وغيرها.(يعني بكل بساطة .. السيطرة على منابع العلم والمعرفة).
يقول أحد المسلمين : ليس السبب فينا أننا متأخرين ولكن السبب أن أية محاولة للنهوض تفشل .. فهل إسرائيل وأوروبا وأمريكا وبعض دول آسيا كانوا مهددين مثلا؟. هل كان أي عالم منهم معرض للموت؟!! لا .. لا أعتقد بل كان يعمل في أمان ؛فأبدع ونهض بوطنه .
ليست المشكلة أنك مسلم حتى تتقدم بل المشكلة أنك لابد ألا تتقدم لأنك عربي أو مسلم، ولست يهودي، أو نصراني، أو من أية ديانة أخرى وبالطبع من دولة غير عربية، وغير إسلامية .
وهذه أمثلة تحرق القلوب ،وتدمي العيون ،أعصروا قلوبكم عند قراءتها واذرفوا دماء لا دموعاً على جيل من العلماء اغتيل ،ولا تزال مسرحيات الاغتيال تتكرر وتتكرر لكل عالم ومبدع ومخترع عربي أو مسلم ولم ينجو منها إلا من سلمه الله ، أو من ركع وخضع لشروطهم .فهذا الدكتور يحيى أمين المشد ، بُعث إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة هندسة المفاعلات النووية عام 1956، ثم أسند إليه القيام ببعض الأبحاث في قسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية في مصر.
في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 م اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي.
وفي الثالث عشر من يونيو (حزيران) عام 1980 وفي حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس وقُيدتْ القضية ضد مجهول !!
* في تقريرها النهائي أشارت الشرطة الفرنسية بأصابع الاتهام في اغتيال المشد إلى ما وصفته بمنظمة يهودية لها علاقة بالسلطات الفرنسية (يعني دبر الاغتيال بالتنسيق بين الحكومة الفرنسية وجماعة يهودية متطرفة؛ وبالطبع كان لهذا الاتفاق أن يتم لأن الهدف بكل بساطة عالم عربي مسلم، سينساه العرب والمسلمين بعد لحظات عاطفية ولا شيء غير ذلك -إلا من رحم ربي-).
إلا أن أقوى دليل يأتي في سياق كتاب عربي صدر عام 2000 يضم اعتراف المسؤول عن شعبة القتل في الموساد حيث يروي قصة اغتياله للمشد بكل بطولية، وبدون أدنى خوف من أي حكومة عربية، أو شعب يثور لرد الثأر.
المهم؛ أن هذا المجرم الذي اغتاله المشد ذكر أنه حاول مساومة المشد بالمال قبيل اغتياله لكن المشد شد عليه بالجواب، وأغلق عليه كل الطرق فلا مجال لخيانة الإسلام والأمة والوطن ؛ وقالها لهم بهذا النص قبيل اغتياله كما ذكر مرتكب الجريمة في كتابه: ( أمش يا كلب ... أنت وألي باعتينك).
ونعم والله .. فهم كلاب ؛لكن هل كنا نحن غير ذلك؟.
ولكن بعد هذا وبكل برود تشدقت تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة وزعيمة حزب كاديما أثناء حملتها الانتخابية المؤخرة بأنها هي التي قتلته في عملية تصفية من قِبل الموساد الإسرائيلي.
وهذه الدكتورة سميرة موسى ، كانت عالمة مصرية في أبحاث الذرة وتلميذة للدكتور علي مصطفى مشرفة سافرت لأمريكا وكانت تنوي العودة إلى مصر لكي يستفيد بلدها من أبحاثها حيث أنها كانت تستطيع إنتاج القنبلة الذرية بتكاليف رخيصة .
وفي عام 1952 كانت الدكتورة سميرة موسى في بعثة علمية إلى الولايات المتحدة لاستكمال أبحاثها العلمية في إحدى جامعاتها، ولم يكن يدري أحد أن عيون ذئاب الموساد تترصدها وأن الأمر باغتيالها قد صدر ولم يبقى إلا التنفيذ.
وفي يوم 15 أغسطس 1952 كانت على موعد لزيارة أحد المفاعلات النووية الأمريكية في كاليفورنيا، وقبل الذهاب إلى المفاعل جاءها اتصال هاتفي بأن مرشداً هنديا سيكون بصحبتها في الطريق إلى المفاعل وهو طريق جبلي كثير المنحنيات وعلى ارتفاع 400 قدم وجدت سميرة موسى أمامها فجأة سيارة نقل كبيرة كانت متخفية لتصطدم بسيارتها وتسقط بقوة في عمق الوادي بينما قفز المرشد الهندي الذي أنكر المسئولون في المفاعل الأمريكي بعد ذلك أنهم أرسلوه .
وهكذا رحلت عالمة الذرة المصرية سميرة موسى مخلفة وراءها آمالاً كانت قد عقدت بها.
وأيضاً العالم سمير نجيب عالم الذرة المصري عرضت عليه إغراءات كثيرة بالبقاء في أمريكا ولكنه قرر العودة إلى مصر وفي مدينة ديترويت ، وفي الطريق العام فوجئ الدكتور سمير نجيب بسيارة نقل ضخمة، زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور, وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت، وقيد الحادث ضد مجهول !!.
وهذه العالمة والمفخرة والشرف الدكتورة اللبنانية عبير أحمد عياش، التي التحقت بجامعة القديس يوسف في بيروت للتخصص في الطب، وكانت من المتفوقات والمبدعات باعتراف مدير وأساتذة الجامعة. وقال نزيه عياش أن شقيقته «أعدت أطروحتها لنيل الدكتوراه بعنوان "عوارض الذبحة القلبية"، وهو من المواضيع النادرة في هذا التخصص. وقد نالت جائزة مالية وتنويهاً على ذلك، وقدمت بعد ذلك أوراقها لمتابعة اختصاصها ودراساتها العليا في فرنسا بالأمراض الصدرية ـ السرطان الرئوي. وكانت من القلائل الذين قبلوا من منطقة الشرق الأوسط في جامعة رينيه ديكارت بباريس 1998. وقد عملت في أهم مستشفيات فرنسا مثل اوتيل ديو وجورج بومبيدو، وكانت تضع نصب عينيها هدفاً هو اكتشاف علاج للأمراض الصدرية الخبيثة، فقامت بأبحاث عديدة في مختلف نواحي هذا التخصص».
ولفت شقيق الدكتورة اللبنانية أن شقيقته كانت على اتصال دائم مع أهلها «وقد أخبرتنا في اتصالها الهاتفي الأخير الذي أجرته معنا في الأول من مايو الجاري، أنها تسعى لاكتشاف علاج جديد لمرض السرطان الرئوي، على أن توضح تفاصيله لنا في حينه. وأخبرتنا أنها تنوي زيارتنا خلال الصيف المقبل، وبدت متفائلة في عملها ودراستها. كما أخبرتنا أنها تنوي متابعة أبحاثها في الولايات المتحدة». في حين أشار نزيه عياش إلى أن أهل بيته لم يوفقوا في الحديث مع شقيقته بعد الأول من مايو الجاري حيث راح هاتفها الجوال يرن دون مجيب، أفاد انه «في الرابع عشر من الشهر الحالي اتصلت بنا وزارة الخارجية اللبنانية لتبلغنا من دون مقدمات أن الدكتورة عبير تعرضت للوفاة نتيجة حادث في السابع من الشهر الجاري، دون أن تقدم أي توضيحات حول أسباب وفاتها. إلا أننا أجرينا اتصالات مع أصدقائها فاخبرونا أنها وجدت مقتولة في غرفتها».
أما قصة الدكتور نبيل القليني فهي غاية في الغرابة، فقد اختفى منذ عام 1975 وحتى الآن، كان هذا العالم قد أوفدته كلية العلوم في جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بعمل المزيد من الأبحاث والدراسات في الذرة. وقد كشفت الأبحاث العلمية الذرية التي قام بها عن عبقرية علمية كبيرة تحدثت عنها جميع الصحف التشيكية.
وهذا الدكتور الفلسطيني نبيل احمد فليفل عالم ذرة ، استطاع دراسة الطبيعة النووية, وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين من عمره، وقد عثر على جثته في منطقة بيت عور , ولم يتم التحقيق في شيء !!
وتعالوا إلى مفخرة المصريين الدكتور العلامة علي مصطفى مشرفة ، تتلمذ على يدي البرت آينشتاين وكان أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية وأطلق عليه آينشتاين العرب ، وكان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب.. بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة النووية .. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..
كانت للدكتور مشرفة العديد من الإسهامات العلمية القيمة والتي قام فيها بتفسير وتعديل عدد من النظريات والمسائل العلمية، فقام بتعديل النظرية النسبية لآينشتاين، والنظرية الإلكترونية والكهرومغناطيسية للضوء، كما قام بإضافة عدد من النظريات الجديدة مثل نظريته في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، ونظريته في الإشعاع والسرعة والتي تعد من أهم نظرياته وكانت السبب وراء شهرته حيث أثبت فيها أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبار كل من المادة والإشعاع وجهان لشيء واحد بإمكان كل منهما أن يتحول إلى الأخر وقد قامت هذه النظرية بفتح المجال بعد ذلك من أجل تحويل المواد الذرية إلى إشعاعات.
وعثر على د. علي مصطفى مشرفة مقتولا في 16 يناير عام 1950 بطريقة بدائية للغاية ..بالسم !! والسبب هو رفضه العودة إلى الغرب وإصراره على البقاء في مصر .
حيث دُعيَ من قبل العالم الألماني الأصل ألبرت أينشتين للاشتراك في إلقاء أبحاث تتعلق بالذرة عام 1945 كأستاذ زائر لمدة عام، ولكنه اعتذر بقوله: "في بلدي جيل يحتاج إلي".
قال عنه آينشتاين تعليقا على وفاته: "انه لخسارة للعالم أجمع" وقال أيضاً "لا أصدق أن مشرفة قد مات ، إنه لا يزال حياً من خلال أبحاثه".
وبالنسبة للدكتور مصطفى ... لا أشك أن للموساد دور كبير في اغتياله ... حتى وإن لم يكن في عام 1950 للموساد الذراع الكبيرة ...
لأنه يمكن أن يكون لمخابرات أجنبيه يد في موضوع الاغتيال تدعم الموساد في ذلك الوقت بكل ما تريد؛ لكن المؤكد أنه قتل ولم يحدد إلى الآن من وراء مقتله.
وقيل أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، كما قيل أيضا أنها أحد عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.
لكن الذي أريد إضافته هو أن الحكومات العربية .. يمكن أن تتجاهل أو تهمل العلماء .. أو تنفرهم من البلاد .. أو تودعهم السجون ...لكن وبإنصاف لا أعتقد أبداً أن تقوم باغتيال أحد علمائها الأفذاذ .. والله أعلم.
إلا أنه يقال بأنه كان يعمل على أبحاث كانت ستتفوق على أستاذه اينشتين.
ومن المجهول عن الكثيرين أن عالم الذرة ألبرت آينشتاين كلن ينام 12 ساعة متواصلة، وكان يعتمد على الدكتور مشرفة في أعماله بل كان يعتبره مساعده الأول، وهو من قام بتعديل النظرية النسبية لآينشتاين؛ فهل يتوقع أن يغار آينشتاين من عالم نشيط مثل مشرفة الذي يعمل ليل نهار .. بالتأكيد هذا وارد وخصوصاً أننا نعلم في الدين أن أشد حسد هو حسد اليهود .
ويكفي أن نعلم أن ما أخرج آدم من الجنة إلا حسد الكافر إبليس لعنه الله.
فهل اغتالوا مشرفة حسداً من عند أنفسهم؟!!.
بالنسبة لي أجزم 100% أن هذا من أقوى أسباب وأسباب اغتيال الدكتور مشرفة، فنفوسهم تغتاظ وتغلي أن يروا عالماً مسلماً يتفوق على عالم يهودي، أو نصراني؛ فضلاً عن أن ينافسه.
وعموماً .. أتمنى أن لا تكون الأنظمة العربية وراء هذه الاغتيالات أو كانت تساند قوة غربية من أجل محاولات استباقية لمنع العرب من الوصول إلى أسلحة غير تقليدية.
لكن مما يزيد شكوكي ومخاوفي نشرته صحيفة الأهرام المصرية، في عددها الصادر يوم السبت، بتاريخ/ 1/2/1431هـ، حيث نشرة مقالاً يشيد بكفاءة رئيس جهاد المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) مئير داغان، لا سيما في عملياتها ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحتى ضد إيران.
ولم يستبعد مقال "الأهرام" احتمال وقوف الموساد بقيادة داغان وراء عملية اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي في طهران هذا الأسبوع، و"تأجيج مظاهرات المعارضة الإيرانية بهدف تدمير إيران من الداخل".
يشار بهذا الصدد إلى أن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، اختارت رئيس الموساد مئير داغان، رجل العام 2009 في الدولة العبرية، واللافت أن مقدم البرنامج قال قبل الإعلان عن اسمه أنه "الرجل الذي لم يقدم في حياته إلا الأمور الطيبة، إنه الشخص الذي اشتهر بقطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم باستخدام سكين ياباني، إنه الرجل الذي ولد وسكين بين أسنانه، انه رئيس جهاز الموساد مئير داغان"، وما أن انهى المقدم إعلانه عن اسم رجل العام حتى ضجت القاعة بالتصفيق الحاد.
بالطبع؛ تشجيع الاغتيالات بهذه السخافة وهذا البرود يجعل هروب العلماء العرب والمسلمين إلى البلدان الغربية والأوربية أكثر وأكثر بسبب الإشادات بعمليات الاغتيالات في الصحف المحلية وكأن أبناء الوطن الإسلامي قطيع من الخرفان لا يستحق إلا السكين التي تفصل الرأس عن الجسد.
ومع أهم جغرافي مصري الدكتور جمال حمدان الذي ألف كتاب " اليهود أنثروبولوجيا" يثبت فيه أن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين. اغتيل في شقته واكتشف المقربون من د. حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها, وعلى رأسها كتابة "اليهودية والصهيونية", مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان, مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل. وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود !!
ولنبكي على حال الدكتورة سلوى حبيب ، التي كان عنوان كتابها الأخير(التغلغل الصهيوني في أفريقيا), والذي كان بصدد النشر, مبرراً كافياً للتخلص منها, حيث عثر عليها مذبوحة في شقتها.
ومع الدكتور سعيد سيد بدير ، العالم الفذ في هندسة الصواريخ. توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ . رفض الجنسية كما رفض كل من سبقوه ورفض البقاء وقرر العودة فزادت التهديدات فعاد إلى وطنه ليحموه، وذهب إلى زيارة أقاربه بالإسكندرية وهناك قتل حيث قطعت شرايينه ورمي من الدور ال13.
وهذا أحد أهم علماء العصر في مجال فيزياء المواد كما وصفته مجلة لوبوان إنه العالم اللبناني رمال حسن رمال ، والتي وصفته المجلة بأنه مفخرة لفرنسا كما تعتبره دوائر البحث العلمي في باريس السابع من بين مائة شخصية تصنع في فرنسا الملامح العلمية للقرن الحادي والعشرين.
قتل في فرنسا في المختبر، وسط الأبحاث العلمية بكل عنجهية وبلا رحمة .
وهذا الدكتور حسن كامل صباح لقب بأديسون العرب حيث وصل عدد ما اخترعه من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 176 اختراعًا .
في آخر أيامه اخترع جهازا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقه كهربائية مستمرة, وعرض هذا الجهاز على الملك((عبد العزيز بن سعود))؛ لاستخدامه في صحراء الربع الخالي, كما انه بدأ في تصميم محرك طائره إضافي شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة, لكن العالم(حسن كامل صباح)توفى قبل أن ينفذ هذين الاختراعين اثر حادث يوم 1 ابريل عام 1935 في (نيوريك) عن عمر يناهز 41 عام رحمه الله.
وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائداً إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه.
ومع السعودية الدكتورة سامية عبد الرحيم ميمني التي كان لها أكبر الأثر في قلب موازين عمليات جراحات المخ والأعصاب، كما أنها جعلت من الجراحات المتخصصة الصعبة جراحات بسيطة سهلة بالتخدير الموضعي.
عرض عليها مبلغ من المال والجنسية الأمريكية مقابل التنازل عن بعض اختراعاتها, ولم يكن المبلغ بسيطا بل كان العرض خمسة ملايين دولار أمريكي إضافة للجنسية الأميركية؛ ولكنها رفضت العرض. واستمرت الدكتورة سامية في دراستها وإنجاز أبحاثها ولم يصبها اليأس إلى أن حلت الفاجعة الكبرى عندما نشرت محطة الـ(cnn) صوراً لجثة الدكتورة الشهيدة وقد تعرف عليها أهلها عن طريق الصدفة لمشاهدتهم هذه القناة التي بثت الواقعة وصور الدكتورة سامية ميمني, حيث قتلت خنقا في شقتها ووجدت جثتها في إحدى المدن الأمريكية داخل ثلاجة عاطلة عن العمل. وأتهم فيها حارس العمارة الذي أنكر الحادثة ؛ لكن السؤال .. لو قلنا أن هذا القاتل وهو حارس العمارة .. والذي عثر بعد القبض علية جميع الأثاث مخزن في إحدى الشقق القريبة من العمارة إياها .. لكن أين ذهبت أوراق الأبحاث؟!! ..وأين ذهبت أوراق الاختراع؟!! .. وقد أختصر الموضوع الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله بعد انتهائه من تأليف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية حيث أيقن بأن لا حكومة ستحميه من محاولات الاغتيالات التي قد يتعرض لها كما تعرض لها غيره من العلماء وماتوا فيها .. لذا أرسل إلى إسرائيل خطاباً يفيدهم فيه بأن الموسوعة أرسلت إلى جميع عواصم الدول العربية بواسطة أقراص (CD) يعني لا فائدة من اغتياله؛ وفعلاً لم يغتيل إلا أنه لم يخلوا من محاولات اعتداء حصلت له في أمريكا.
وهنا أيضاً نتذكر ما حدث ويحدث لطلبة العرب، ولست اعتقد أن آخرهم طالب الدكتوراه السعودي " حميدان التركي " الذي مازال قابع في سجون أمريكا لتميزه حيث لفقت عليه اتهامات واهية ليحكم علية بالسجن مدى الحياة ما لم يعترف بتلك الاتهامات ليُكتفا ب 25سنة .
وأيضاً القضية الشهيرة لسعودي سامي الحصين التي تابعتها قناة المجد أولاً بأول، وكيف استطاعوا أن يلفقوا عليه عدة قضايا هو بريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف.
وكذلك الحادث الغريب والمثير للشكوك الذي أودى بحياة الطالبة المبتعثة ( ر. ع - 20 عاماً) من شركة أرامكو السعودية إلى جامعة كولورادو للمعادن بمدينة "قولدن" في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008.
ولا ننسى كارثة تحطم الطائرة البوينج المصرية من طراز 767 التابعة لشركة مصر للطيران في المحيط الأطلسي قبالة الشواطئ الأمريكية ، وعلى متنها 217 شخصاً منهم 80 مصرياً( معظمهم خبراء في الطيران ) وقد كان التحطم بفعل فاعل.
بل نشر الكاتب العراقي جاسم الرصيف في جريدة ( أخبار الخليج ) البحرينية في صفحة قضايا وآراء مقالاً عن قتل 22 من خيرة العلماء العراقيين على أيادي فرق الموت ( الديمقراطية ) المعششة في ( المراعي الأمريكية الإيرانية الخضراء ) في العراق.
ويشير العديد من المحللين السياسيين بأصابع الاتهام إلى " الموساد " الإسرائيلي الذي يتولى ملف تصفية هؤلاء العلماء، ويقود حملة لاجتثاثهم أو تهجيرهم أو اغتيالهم خشية أن يهاجروا إلى دول عربية أو إسلامية، مؤكدين أن ذلك المخطط الإجرامي أصبح أمراً معروفاً ومكشوفاً، وقد أشارت له الكثير من وسائل الإعلام الغربية.
وقال أسامة عبد المجيد (رئيس دائرة البحوث والتطوير في وزارة التعليم العالي العراقية في تصريح نشرته صحيفة (السبيل) الأردنية الأسبوعية : "إن 15500 عالماً وباحثاً وأستاذاً جامعياً عراقياً فصلوا من عملهم في إطار الحملة الإسرائيلية".
ومن جهة أخرى اتهم (الأمين العام للرابطة الوطنية لأكاديمي ومثقفي العراق) هاني إلياس "الموساد" الإسرائيلي بالوقوف وراء اغتيالات العلماء والمثقفين العراقيين.
وقال: إن معظم الضحايا لم يكونوا محسوبين على النظام العراقي السابق مما يجعل أسباب تصفيتهم ترتبط بمخطط يهدف إلى تحطيم مؤسسات العراق الوليدة مشيراً إلى أن "القتلى هم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين، وهو ما يعزز القناعة بأن الهدف من وراء الاغتيال هو قتل الخلايا النوعية في جسد المجتمع العراقي لمنعه من النمو والتطور".
أيضاً أماط اللثام عنها تقرير صادر عن المركز الدولي لرصد الانتهاكات في العراق، التقرير أشار إلى أن عدد العلماء الذين تم تصفيتهم بلغ المائة أما المختطفون فمجموعهم خمسون والفارون بلغوا خمسمائة والقائمة مفتوحة، ظاهرة لم تصنعها الصدفة ولا ريب فالمعطيات تؤكد أن الهدف هو القضاء على الكفاءات العلمية في بلاد الرافدين، أرقام الجريمة تلد أسئلة أخرى عن الفئات الأكثر استهدافا بين النخب العلمية العراقية، على رأس القائمة نجد الأساتذة الجامعيين الذين يمثلوا المختصون منهم في مجالات الفيزياء والكيمياء والهندسة العدد الأوفر يليهم بعد ذلك الأطباء المختصون، الحكومة العراقية لم تجد من حل سوى الترخيص لمن يرغب في حماية نفسه بحمل السلاح حلا يبقى قاصرا طالما تضع محاولة الاغتيال الشخص المستهدف تجاه مجموعة من المهاجمين.
بل إن السبب الحقيقي والأكبر لغزو العراق ككل هو إعادته للعصر الحجري كما صرح بذلك الهالك بوش ، وهذا لا يتم إلا بتدمير البنية التحتية للبلاد، والبنية العلمية للعقول، وفعلاً قاموا بهدم البيوت بالقنابل ، وتفجير العقول بالاغتيالات المنظمة لأهم وأعظم وأقوى العلماء في العراق ،والنخب المتعلمة وقد تم ذلك ، وما زال مستمراً .
حيث ذكرت منظمة العفو الدولية أن 1000 مواطن عراقي من السنة في انتظار الإعدام خلال أيام عيد الأضحى(1430هـ) من بينهم أكثر من 120 عالم وعالمة في مختلف المجالات ،وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه في حال تأكدت هذه الأرقام، يصبح العراق الدولة الثانية في العالم من حيث عدد أحكام الإعدام المنفذة بعد الصين التي شهدت العام 2008 إعدام 1700 شخص، وفق إحصاءات منظمة العفو.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يعتبر من أشد المؤيدين لعقوبة الإعدام.
يا ترى بعد 13 حادثة اغتيال ذكرتها بالأسماء لعلماء مسلمين في مختلف التخصصات أبرزها الطب والذرة وهندسة الصواريخ .. من المستفيد من اغتيالهم؟
يا ترى لو كان هؤلاء ال13 عالم هم نخبة من أشهر لاعبين الكرة العربية والإسلامية كيف ستكون الفاجعة والصدمة والكارثة على قلوب العرب والمسلمين في جميع أنحاء البلاد الإسلامية وربما العالم بأجمعه..
.. يعني سوف تعقد ندوات وحوارات وتحقيقات لمعرفة الأسباب والدوافع والنتائج والتوصيات لمنع التكرار فضلاً عن تخليدهم في صفحات الصحف والمجلات وذكرهم في المحافل والإذاعات ، وذب الشعر والبكاء لهم على الشاشات والقنوات ؛ بل ربما يصل إلى الموت؛ فمثلاً هدف عماد متعب الذي سجله في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الإضافي في مباراة مصر والجزائر يتسبب في مقتل عدد من الجزائريين، والذي قاد به منتخب مصر إلى (سطح القمر) أقصد إلى مباراة فاصلة ضد الجزائر في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
بل قالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) أن رئيس بلدة أولاد موسى/50 عاما/ بولاية البليدة (40 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية) توفى اثر أزمة قلبية بعد نهاية المباراة كما لقي شاب بولاية المدية (90 كيلومترا جنوب العاصمة) في الثلاثين من العمر نفس المصير.
ولقي طفل مصرعه ببلدة وادي العثمانية بولاية ميلة (550 كيلومترا شرق العاصمة الجزائر) عندما خرج من المقهى الذي كان يتابع فيه (البرنامج العلمي) أقصد المباراة مباشرة بعد تسجيل عمرو زكي (اختراعه الأول) أقصد هدفه الأول.
وبنفس الولاية /ميلة/ توفى كهل شارك في حرب 1967 إلى جانب الأشقاء "المصريين" متأثرا بأزمة قلبية مباشرة بعد هدف عماد متعب في الوقت بدل الضائع.(ونسي أن الوقت لا بديل له).
بل وهلك شاب ببلدة فرجيوة مباشرة بعد الهدف الثاني وسقط وسط الجماهير بفعل نوبة قلبية.(على كرة نموت، وفي المعمل والجامعة نغيب).
وتحدثت مصادر عن محاولات انتحار لشباب بالكثير من المناطق الجزائرية اثر إخفاق منتخب بلادهم في حجز بطاقة التأهل إلى المونديال قبل الموقعة الفاصلة المقررة بالخرطوم.(وكأننا أمام معركة مع إسرائيل تتطلب كل هذا القلق والإعداد ولسنا في ملعب لمطاردة الكرة).
المهم أنه في النهاية هزم المنتخب المصري أمام المنتخب الجزائري إلا أن الأمر لم يقف إلى هذا الحد بل من هنا بدأ ... فهزيمة منتخب مصر أمام الجزائر كادت أن تسبب حرباً بين دولتين عربيتين مسلمتين بسبب همجي ألا وهو الهزيمة في مباراة هذا في الظاهر؛ أما السبب الحقيقي المسبب لكل هذا الاحتقان بين الحكومتين والشعبين هو الهزيمة ليس في مباراة وإنما في الأخلاق ، والضمائر ، والإيمان ، والشجاعة -إلا ما رحم ربي-..
(يتبـــع 2/2 )