المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فناء النار



أبو مهند النجدي
06-20-2005, 01:19 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
مسألة فناء النار مسألة عظيمة ، وأنا متأكد - أو شبهه - على أن المتكلم فيها على شيخ الإسلام إنما تابَع فيها بعض المتعصبين المعروفين بالحقد على السنة وأهلها ، وسأذكر الآن بعض النقولات ونطلب من المتكلمين على شيخ الإسلام إبداء رأيه :
1. قال ابن جرير الطبري عند تفسير سورة هود في قوله تعالى { فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك } قال :.... وقال آخرون : عنى بذلك أهل النار وكل من دخلها ، ذِكر من قال ذلك : عن ابن عباس : يأمر النارَ أن تأكلهم . وقال ابن مسعود : ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا . وعن الشعبي : جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا . وعن ابن زيد : أخبرنا بالذي يشاء لأهل الجنة فقال {عطاء غير مجذوذ} ، ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار ... "التفسير" (7/118).

2. وقد نقل السيوطي! في "الدر المنثور" (3/350) تلك الآثار وزاد عليها :
وعن الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه : لو لبث أهل النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه . وعن أبي هريرة : سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد.أ.هـ

= فما حكم هؤلاء الذين نقلوا هذا الخلاف ، وما حكم المنقول عنهم ، خاصة عند الحمقى الذين يكفرون شيخ الإسلام - وقولهم عندنا غير معتبر - ؟؟

= وأما الفائدة الجليلة! المقدمة للمكفرين لشيخ الإسلام من الذين انتسبوا إلى الأشعري فهي:

3. قال الرازي في تفسيره (12/136) عند قول الله عز وجل { وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} :
المسألة الأولى : معنى الآية ، وفيه سؤال ، وهو كيف جاز لعيسى أن يقول "وإن تغفر لهم" والله لا يغفر الشرك ؟
والجواب من وجوه: ..
والثاني: أنه يجوز على مذهبنا من الله تعالى أن يُدخل الكفارَ الجنةَ !!!!! وأن يدخل الزهاد والعبَّادَ النارَ !!!!!!!
وقوله أن الله لا يغفر الشرك ، فنقول : أن غفرانه جائز عندنا!!! ...الخ
= ولن أعلق خشية زعل بعض الناس على أئمتهم ، ونترك التعليق للمنصفين من المحبين ، ولأهل السنة الرادين لهذه الأقوال.
= فلذلك لا داعي لأن نقول - عن شيخ الإسلام - إنه "ليس ضالا ولا مخرفا" ، لأنه ليس كذلك فعلا ، أما أن لا تقولوا أنتم ذلك عمن يستحقه فشأنكم ونحن نقول للتحريف والتخريف إنه كذلك بغض النظر عن قائله ، ولا نستميت في رد الحقائق ونغطي الشمس بغربال مخرَّق.

= فائدة هامة :
قول جهم وأذنابه هو "وجوب فناء النار" ، والمنقول عن أهل السنة "الجواز" - ولا أرى أنه صواب - .
= فهذا بعض ما تيسر ، ومن أ راد الفائدة أفدناه - على ضيق وقتي - ومن أراد غبر ذلك فلا ينتظر أن أرد عليه.

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي

علي أبو عبد الله
09-16-2005, 07:57 AM
هذه بعض الرسائل والمراجع لمن أراد بحث هذه المسألة وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله منها :

1/ الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك
لشيخ الإسلام ابن تيمية / تحقيق أستاذ العقيدة بجامعة الإمام بالرياض د/ محمد السمهري
دار بلنسية 1415هـ

2/ جزآن في صفة النار وبقائها للذهبي

3/ الاعتبار لبقاء الجنة والنار للتقي السبكي

4/ توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين لمرعي الكرمي

5/ رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للصنعاني - تقديم الألباني -

6/ كشف الأستار في إبطال قول من قال بفناء النار للشوكاني

7/ كشف الأستار عن أقوال ابن تيمية وابن القيم بأبدية النار
للدكتور / علي الحربي - جامعة أم القرى تقريبا -

وممن تحدث عنها أيضا :

- ابن القيم في حادي الأرواح وشفاء العليل ومختصر الصواعق والوابل الصيب وزاد المعاد وغيرها

- بكر أبو زيد في ابن القيم حياته وآثاره

- محمد بن جار النبي في ابن القيم وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف

- الدكتور الدميجي في تحقيقه لكتاب الشريعة للآجري

وغيرهم من أهل العلم والفضل ،،،،،، أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح .

وأحمده تعالى الذي يسر التواصل مع هذا المنتدى بعد انقطاع ثلاثة أشهر تقريبا لأجل السفر ، وأسأله جل وعلا التوفيق لتقديم ما يفيد ،،،،،، آمين . :emrose:

علي أبو عبد الله
09-16-2005, 08:04 AM
ولا يفوتني أن أنبه أن الشيخ صالح الحميد ناقش جملة من هذه الكتب في كتابه :

الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار ( ويتضمن شرح كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة الفناء )
مركز النجيدي 1422هـ .

حازم
09-16-2005, 09:55 PM
حمدا لله على سلامتك يا اخ على ننتظر منك كل مفيد كما عهدناك :emrose:

حسن الخطاف
11-29-2005, 12:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قرات ما كتبه السيد أبو مهند النجدي وتعليق أبي عبد الله عليه فاعلق على ذلك وأقول :
شكرا لكم على ماكتبتم ولكن هناك بعض الملاحظات ، وقبل إبداء هذه الملاحظات : أقول مما اعتقده وأدين الله به بقاء الجنة والنار والنصوص في ذلك في تصوري صحيحة وصريحة ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الخلود للكفار في النار والخلود للمؤمنين في الجنة ووصف هذا الخلود بالأبد ليقطع الطريق على كل من يحاول أن يفسر الخلود بطول المكث.
أما الملاحظات – وأنا أقدمها من باب النصح الأخوي- فهي:
- علينا أن نتحلى جهد الاستطاعة بضبط النفس وان نبتعد عن الكلمات المؤذية غير العلمية ، فكلما كان المرء أضبط لنفسه وأبعد عن الانفعال كان بحثه متزنا وكلامه قويا وهذه نصيحة أوجهها للأخ أبي مهند النجدي وذلك كاستخدام كلمة : الحمقى، التخريف فإذا كنت تعلم انهم حمقى فلم ترد عليهم ؟
- ما نقل عن فخر الدين الرازي ، فعلينا أن نميز بين أمرين عند الرازي وكثير من المتكلمين فهناك تفريق بين أمرين بين الجواز العقلي وبين الوجوب الشرعي ،فعندما يقول الرازي هذا الكلام ، - وهذا ليس دفاعا عنه وإنما توضيح لفكره- أنه يقصد بذلك الجواز العقلي لا الوجوب الشرعي ، أي أنه يجوز عقلا عنده أن يدخل الله الطائع النار باعتبار أن هذا الطائع هو ملك لله وللمالك أن يفعل ما يشاء مادام ذلك في ملكه ، كما انه يجوز أن يثيب العاصي لأن الله مالك لهذا العاصي ، وكل ذلك من باب الجواز العقلي أي ان لله أن يفعل بحكم كونه ألها فهو عندما يقول" أنه يجوز على مذهبنا من الله تعالى أن يُدخل الكفارَ الجنةَ !!!!! وأن يدخل الزهاد والعبَّادَ النارَ !!!!!!!" فالجواز هنا هو الجواز العقلي ، وهذا المنهج ليس خاصا بمن أسميتهم اتباع الأشعري بل إن شيخهم الأشعري يفرق بين الجواز العقلي وبين الأمر الشرعي سواء اكان وجوبا أم حظرا ، وهذه مسألة معروفة في كتب الكلام ، ويقع التحدث عنها تحت أبواب التعديل والتجويز ، من ذلك ان الأشعري يقول في كتابه " اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع" يقول:" فإن قال قائل : هل لله تعالى أن يؤلم الأطفال في الآخرة ؟ قيل له لله تعالى ذلك وهو عادل إن فعله ، وكذلك كل ما يفعله على جرم متناه بعقاب لايتناهى... ولا يُقبح منه ان يعذب المؤمنين ويدخل الكافرين الجنان ،وإنما نقول انه لايفعل ذلك لأنه أخبرنا أنه يعاقب الكافرين ... والدليل على ان كل ما فعله فله فعله إنه المالك القاهر الذي ليس بمملوك ولا فوقه مبيح ولا آمر ولا زاجر... فإذا كان هذا هكذا لم يقبح منه شيئ إذ كان الشيئ إنما يقبح منا لنا تجاوزنا ما حد ورسم لنا وآتينا مالم نملك إتيانه ، فلما ام يكن الباري مُملكا ولا تحت آمر لم يقبح منه شيئ [ اللمع : 149 تحقيق عبد العزيز عز الدين السروان ]
إذا من الواضح أن الأشعري يفرق بين أمرين بين الجواز العقلي وبين الوجوب أو الحظر الشرعي ، ومن الواضح بمكان أن التجويز العقلي في هذه المسألة لايترتب عليه حكم أي أن المعول عليه في مسألة دخول الكفار الجنة ودخول الزهاد النار هو النص الشرعي ، وقد أخبرنا الله في قرآنه إدامة العذاب للعصاة وإدخال الطائعين الجنة ، أي أن التجويز العقلي في هذه المسألة غير معتبر ولا يترتب عليه حكم لأن النص الشرعي[ القرآن والسنة ] هي السياج للحكم العقلي .
- بالنسبة للأخ علي من الكتب التي أوردها كتاب كشف الأستار عن أقوال ابن تيمية وابن القيم بأبدية النار
للدكتور / علي الحربي - جامعة أم القرى . ، وكذا قال : تحدث عن هذه المسألة : ابن القيم في حادي الأرواح وشفاء العليل ومختصر الصواعق والوابل الصيب وزاد المعاد وغيرها
-بالنسبة لابن القيم رحمه الله لم أدرس موقفه دراسة معمقة ، وذلك فيما يتصل بموقفه من فناء النار او من عدم استمرارية العقوبة للكفار ، ولكنه قد ذكر في كتابه مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة القول بعدم استمرارية عقوبة الكفار في النار ، أي انه لا بد أن ياتي يوم ويخرج فيه الكفار من النار بعد أن يذوقوا العذاب الذي قرره الله عليهم ، وقد دافع عن هذه المسألة من وجوه عدة او صلها إلى أكثر من عشرين وجها ، ورد على المخالفين من ذلك قوله:" ومن عدله سبحانه أنه لايزيد أحدا في العذاب على القدر الذي يستحقه ، وهذا يشهده اهل النار في النار ، ومدة الكفر والشرك منقطعة ، فكيف يكون العذاب على المنقطع سرمدا أبد الآبدين لا انقطاع له البتة؟ [ ص252 ]
والسؤال الآن ؟ هل هناك فرق بين القول بخروج الكفار من النار وبين القول بفناء النار ؟ انا لا أرى أي فرق بين الأمرين ، لأن النار أنشئت لمصلحة وهو عقوبة العصاة ، فإذا انتفت هذه العقوبة ، فأي فائدة تبقى للنار! والذي أراه أنه لا فرق بين القول بفناء النار الذي ينسب إلى جهم بن صفوان ، وبين من قال بعدم استمرارية عذاب الكفار إلا ذا قلنا هناك من قال بالوجوب وهناك من قال بالجواز فالفرق واضح .
وجزى الله خيرا من صوب لي آرائي والسلام وتقبلا مني هذه الوردة :emrose: