مناقشة حول القانون الأول للديناميكا الحرارية

[أبو القاسم1]

بسم الله الرحمن الرحيم

أود من الأخوة والأخوات اليوم بأن نناقش مسألة هذا القانون الذي ينص على ثبات كمية المادة والطاقة في الكون
فهذا القانون هو الذي يعتمد عليه الملاحدة في إثبات عقيدتهم , فكلما ناقشتهم أو حاورتهم يذكرون لك هذا القانون ويقولون بأنه حقيقة علمية وهو دليل على أزلية المادة والطاقة ويقولون بأن العلم نفسه والتجارب العلمية أثبت هذا القانون . كما يقولون بأنها واجبة الوجود _طبقا لهذا القانون أيضا- كما نقول نحن عن الله (وسبحانه وتعالى عما يصفون) ويحددون شرط الشيء بأن يكون واجب الوجود هو في الثبات فقط (أي في ثبات كمية الطاقة والمادة) بغض النظر عن التغير في حالتها وصورتها وهيئتها.

وبعد ذلك تسألهم كيف أبدع هذا النظام العظيم في الكون يقولون بأن الذي أبدع هذا النظام هو ما يسمى بالتطور فالمادة لها خاصية التطور فتكون ما يسمى بقانون الطبيعة. وليس هناك أي يدخل بما يسمى ما وراء الطبيعة.

أحد الاخوة في منتدى قال لي بأن العلم أثبت خطأ نظرية ثبات كمية المادة في الكون ككل رغم كونها لا تزال صحيحة في جملة مغلقة كالأرض. أنا لم أفهم هذه الجملة بشكل جيد جملة مغلقة ولكنني أرجو منكم بان تشرحوها لي كما انني أود أن اتأكد من هذا؟
شخص آخر قال لي بأن فكرة ثبات المادة والطاقة لا علاقة بأزليتها وبأنه هناك فرق بن الأزلية والثبات وضرب لي مثل فقال يمكن ان يكون حجم الماء في خززان ثابتا لمدة 100 مليون عام، لكن هذا لا يدل على أزليته.

[أبو القاسم1]

أنا مسلم وبغض النظر عن قوتي في العلوم الطبيعية ولكنني أقول بأن هذا القانون خطأ وليس علمي بل هو محرف لأن كل شيء_سوى الله_ له بدايو وكذلك له نهاية أيضا أما القانون القائل (المادة والطاقة لا تفنيان ولا تستحدثان من العدم ) فهو يخالف العقيدة وهو قانون ساقط

حتى مع العلم بأن الطاقة الفاعلة في الكون تفقد وتتحول إلى طاقة غير فاعلة إلى أن تتحول كلها إلى طاقة غير فاعلة فذا أيضا يخالف العقيدة
وذلك لأن العقيدة تقر بأن الله هو الوحيد الأول والآخر ولا كمية المادة والطاقة لأنه وحتى ولو تحولت كل الطاقة إلى طاقة غير فاعلة فهنا الكمية ثابتة لم تتغير وهذا أظن أنه تحريف للقانون ومخالف للعقل والمنطق بل كل متغير حادث حتى الكمية بما انها حادثة وجب أن تكون متغيرة وربما يبرهن العلم عن ذلك مستقبلا.

[عبد الغفور]

أخي بكل إختصار من يقبل هذا القانون يجب عليه أن يقبل القانون الثاني للديناميكا الحرارية والذي ينفي أزلية المادة .

[أبو القاسم1]

ولكن أيضا سيكون هناك تناقض القانون الأول يقر بأزلية المادة والطاقة والآخر يقول بأنها تفنى؟ واحدة منهما الصحيح والأخرى خطأ

[أبو القاسم1]

الأسئلة المهمة هي ثبات الكمية سواء كانت طاقة فاعلة أو تحولت كلها إلى طاقة غير فاعلة يعني بأزليتها وهو يخالف العقيدة

فالله وحده هو الأول والآخر

[أبو القاسم1]

انا اظن أن ثبات الكمية غير صائب وقد برهنت نظرية الانفجار العظيم على ذلك بأن المادة والطاقة والزمان والمكان كل هذه الأشياء حدثت كما قال نيوتن العصر الحديث

[elserdap]

هذا القانون يسمى القانون الأول للديناميكا الحرارية وهو يسمى قانون بقاء الطاقة يقول (( المادة لا تفنى و لا تُخلق من العدم)). إذا تأملنا هذا القانون نصل إلى إستنتاج أن الكون لا يمكن أن يوجد. وطبقا لهذا القانون فالكون غير موجود أو هو موجود في وجود الخالق ......
فمَن قال لك اخي الكريم أن هذا القانون حجة للملحدين ؟
فالملحد يقول بأزليـة المادة وهذا أيضـا أمر فلسفي ميتافيزيقي أثبت العلم بطلانه منذ 80 سنة
فقد قام الإلحاد على أساس أنه لا يوجد خالق وأن الكون أزلي ( الكون اللانهائي الساكن ) وقامت على أساس هذه الفلسفة جميع الأبحاث الإلحادية التي عرفتها الأرض ... ولكن هذه الفلسفات كانت مُقنعة إلى حد ما في الأوساط العلمية البدائية للقرن الماضي حيث الخلية تبدو تحت ميكروسكوب دارون كلطخة من البروتوبلازم .. والأجرام تبدو أمام تلسكوب فلو كحبات الرمل المتناثر ولم تمض إلا عقود قليلة إلا وتسقط نظرية الكون اللانهائي الساكن !!
وفي عام 1989 أطلقت ناسا قمرا صناعيا ( كوبـا ) للكشف عن الإشعاع الكوني المُتخلف عن الإنفجار الكبير وتجميع معلومات بشأن هذا الإشعاع واستطاع القمر في 8 دقائق فقط أن يُعطي صورة كاملة للإشعاع ويقوم برصده وبعدها صارت نظرية BIG BANG حجـة قائمة في وجه الإلحـاد
يقول الملحد الشهير إدنجتون A.S.Eddington (( إن فكرة أن الطبيعة ظهرت فجأة تبدو لي مُحرجة )) ..
يقول DENNIS SCAIMA :- (( لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة بل لرغبتي في كونها صحيحة ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت .. وانه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا ))
ويقول زميله GEORGE ABEL :- (( لم يعد أمامنا مناص من القبول بنظرية الإنفجار الكبير ))
ويقول الملحد الشهير ANTHONY FLEW يقول ( يقولون أن الإعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وأنا سأُدلي باعترافي .. إن نموذج الإنفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ))
Henry morgenau "roy abraham varghese "cosmos.thoos.1992.p241

والدليل على ان الملاحدة وقعوا في حرج شديد أنهم بحثوا عن نظرية ميتافيزيقية أخرى للخروج من هذا المأزق فاخترعوا نظرية نوسان الكون وهي تعني أن الكون لم يبدأ بانفجار عظيم بل ثمة انفجارات عظيمة متكررة لا نهائية ،ليس لها بداية وليس لها نهاية ،فالكون ينفجر ويتمدد ثم عندما يصل إلى حالة ووضع حراري يبدأ معه الانكماش العظيم فيرجع الكون إلى كثلة صغيرة جدا ،وبعدها تنفجر فيتمدد الكون من جديد وتتشكل ظواهره مرة أخرى وهكذا دواليك .
هل يمكن القبول بنظرية النوسان هذه ؟ يقوم الأستاذ حاتم 3 :- ( يشير فاينبيرغ في كتابه "الدقائق الثلاث الأولى"إلى الوظيفة الميتافزيقية لنظرية النوسان وأنها نظرية إلحادية غيبية مضحكة للغاية قائلا : "إن بعض الكوسمولوجيين تجذبهم فلسفيا نظرية نوسان الكون ،خاصة وأنها تراوغ ببراعة متجنبة ...إشكالية النشأة الأولى." ثم ينتقد هذه النظرية بالإشارة إلى أن القول بتكرار لا نهائي للأنفجار العظيم (النوسان) تعترضه من الناحية العلمية صعوبة وهي :أنه لابد أن تطرأ على " درجة التعادل الحراري لكل جسيم نووي زيادة طفيفة بفعل نوع من الاحتكاك يعرف بلزوجة الحجم (bulk viscosity). وفي هذه الحالة، في حدود ما نعلم، سيبدأ الكون كل دورة جديدة بنسبة جديدة للفوتونات إلى الجسيمات النووية تكون أكبر من سابقتها بقليل. وهذه النسبة ضخمة في الوقت الحاضر ولكنها متناهية، بحيث يصعب أن نتصور كيف يمكن أن يكون العالم قد مر في السابق بعدد من الدورات غير متناه"
بمعنى أن تكرار الإنفجار العظيم كان يفرض أن يجعل درجة حرارة الكون أعلى مما هي عليه الآن (أي 3.5درجة مطلقة).
إذن تبقى نظرية الأنفجار العظيم دالة على حدوث وابتداء الكون.وهي اليوم – باعتراف العلماء -أفضل نظرية علمية تعلو غيرها من النظريات في القدرة على تفسير حدوث الكون ونشأته. )

إذن أخي الكريم لا حجة ولا خلافه بل أهل الحق هم أهل الحجة بإذن الله تعالى

[أبو القاسم1]

إن العقل يأبى ويرفض أزلية شيء متغير ختى ولو في الكمية ولكن الملاحدة يتبعون المذهب الحسي التجريبي ولا يعترفون بالمذهب العقلي الصرف بل أدنى ما يعترفون به هو ما تعاون فيه الحس والعقل أما غير ذلك فهو باطل

أنا ذاهب قليلا ثم ساعود بعد ذلك أرجو منكم الاستمرار

[أبو القاسم1]

فقد شبهوا كمية المادة والطاقة _سواء الفاعلة أو غير الفاعلة _ بالخالق فهي الأول والآخر وهي التي أبدعت هذا النظام الكوني بالتطور فلا داعي لله
ولا داعي لصفاته والعياذ بالله

عذرا سأعود عما قريب أرجو المشاركة من الأخوة

[حمادة]

ولكن أيضا سيكون هناك تناقض القانون الأول يقر بأزلية المادة والطاقة والآخر يقول بأنها تفنى؟ واحدة منهما الصحيح والأخرى خطأ

كيف يقول بازلية المادة وهو غير موجود قبل زمن بلانك؟
القانون الاول يقول ان كمية المادة والطاقة ثايتة والقانون الثاني يقول بان الطاقة الفاعلة في الكون في تناقص مستمر وبا التالي لا يمكن ان يكون الكون ازليا لانه لو كان كذلك لاستنفد قدرته على الفعل منذ الازل بعدان تتحول الطاقة الفاعلة في الكون الى طاقة غير فاعلة
فاين التناقض ؟

[أبو القاسم1]

المشكلة تكمن في أن كمية المادة والطاقة (سواء الفاعلة في الكون أو الغير فاعلة )ثابتة وأزلية فحتى عندما تتحول الطاقة كلها إلى طاقة غير فاعلة تبقى كمية الطاقة ثابتة وأزلية
وهذا خاطئ لأن الله هو الأزلي وأن ما سواه حادث

حيانا ويقول حتى عندما تنتي الطاقة الفاعلة وتتحول كلها إلى طاقة غير فاعلة فكميتها لا تزال ثابتة وباقية فهي تكون كمية ثابتة من الطاقة غير الفاعلة في الكون
فهو إصرار على أزلية الطاقة

[أبو القاسم1]

علمت الآن بأن الطاقة التي يتكلم عنها الملحد هي وهم في الذهن بديل عن الله تعالى

أرجو توضيح هذه الجملة كيف يقول بازلية المادة وهو غير موجود قبل زمن بلانك؟ المكتوبة من قبل السيد/ حمادة

كما أن ثبات المادة والطاقة لا تعني أزليتها وإن كان العلم أثبت خطأ هذا القانون في الكون ككل رغم صحته في جملة مغلقة كالأرض

[عبد الغفور]

المشكلة تكمن في أن كمية المادة والطاقة (سواء الفاعلة في الكون أو الغير فاعلة )ثابتة وأزلية فحتى عندما تتحول الطاقة كلها إلى طاقة غير فاعلة تبقى كمية الطاقة ثابتة وأزلية
وهذا خاطئ لأن الله هو الأزلي وأن ما سواه حادث

حيانا ويقول حتى عندما تنتي الطاقة الفاعلة وتتحول كلها إلى طاقة غير فاعلة فكميتها لا تزال ثابتة وباقية فهي تكون كمية ثابتة من الطاقة غير الفاعلة في الكون
فهو إصرار على أزلية الطاقة

لا يا أخي قاسم لو كانت أزلية لما كانت هناك طاقة فاعلة الآن ، فمجرد القول أن الطاقة الغير فاعلة أزلية بذاك تنفي عنها الازلية لانها لو كانت أزلية لما كانت هناك حياة الان ولاطاقة فاعلة ونحن نرى الطاقة الفاعلة فيدل هذا على أنها ليست أزلية .

[أبو القاسم1]

مبدأ ثبات كمية الطاقة مبدأ أظنه غير صحيح ختى وإن أثبتته التجربة لأن العقل يحكم بهذا فكل حادث متغير حتى وغن لم يظر لنا تغيره
فهم يعتمدون على التجربة والبرهان ولكن هذا المذهب التجريبي قد يثبت خطأه فيما بعد ولكن المذهب العقلي هو الأكثر صواب

والحمد لله رب العالمين

[niels bohr]

قانون ثبات الطاقة قانون صحيح ولكنه لا يثبت أزلية الطاقة لأن الله خلق الطاقة ثم أعطاها خاصية الثبات. بالتالي فالطاقة ليست واجبة الوجود لأنه يمكن منطقيا, لكن ليس فيزيائيا, إفنائها.
والدليل على ذلك هو القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي يثبت بشكل واضح أن الطاقة ليست أزلية.
بالإضافة طبعا لنظرية الإنفجار العظيم التي تثبت بشكل صريح أن الكون وكل ما فيه جاء للوجود منذ 15 مليار سنة.
ناهيك عن استحالة التسلسل اللانهائي في القدم وهي حجة فلسفية لا يستطيع أي ملحد الهروب منها.