المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شروط التكليف بالتوحيد



أبو مهند النجدي
06-21-2005, 01:48 AM
شروط التكليف بالتوحيد
يشترط للتكليف بالتوحيد أربعة وهي:
الأول : العقل0وهوالوصف الذي يفارق به الإنسان سائر البهائم،ويتمكن بسببه من تحصيل العلوم النظرية0
وسمي العقل عقلالكونه يعقل صاحبه عن القبيح الذي يميل اليه بطبعه0فالدابة عقالها الحبل
والإنسان عقاله العقل0{الإحياء1|90-القاموس المحيط4|19-الزواجر2|150-لسان العرب3|486
الذريعة الى مكارم الشريعةمن80-108-المفردات324-ذم الهوى5-11-روضة العقلاء16-26
والعقل منحة من الله،لادخل فيه للكسب والاختيار وهوالمسمى بالعقل المطبوع ولاتكليف بدونه
وإذا أخذ الله ما وهب أسقط ما أوجب0
ويطلق العقل على العلم الذي يحصله الانسان،وهو بهذا الاعتبارمن الأمورالمكتسبات،ويحصل بالجهد والمشقه والعقل المطبوع أساس للعقل المسموع،قال علي-رضي الله عنه:
رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع
ولاينفع مسموع اذا لم يك مطبوع
كما لاتنفع الشمس وضوء العين ممنوع
ويقابل العقل المطبوع الجنون،وعنده يرتفع التكليف عن العباد
ويقابل العقل المسموع الجهل والفساد،والكفر والفسوق والعناد،وبه يحصل التباب،ويصلى أليم العذاب0
وبهذا التفصيل أيها المسترشد-علمني الله وإياك-أن كل موطن ورد فيه مدح الانسان والثناءعليه لاتصافه بالعقل
أو جاء فيه ذمه، والحط عليه لعدم اتصافه بالعقل فالمراد منه العقل المسموع وإليك أدلةذلك من الكتاب والسنه
قال الله-جل وعلا-وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون-العنكبوت 43-وقال تعالى:"إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهارلآيات لأولي الألباب"آل عمران:190-وقال جل جلاله:"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب:ص29-وقال سبحانه:"إنما يتذكر أولو الألباب:الرعد19-وقال سبحانه:"إن في ذلك لآيات لأولي النهى:طه:45-وقال سبحانه:"هل في ذلك قسم لذي حجر:الفجر:5- وقال:"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:ق37- ففي جميع هذه الآيات الكريمات وقع الثناء على الانسان بسبب اتصافه بالعقل المسموع
وأما ماوردمن ذم الانسان لتفريطه بالعقل المسموع فقول الله -جل وعلا-:"ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداءصم بكم فهم لا يعقلون:البقرة171- وقوله تعالى:"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون:الأعراف179- وقوله تعالى أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا:الفرقان43-44- وقوله:"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب لايعقلون بهاأوآذان لايسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور:الحج 46- وقوله -جل وعلا فيما حكاه عن أهل النار:"وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير:الملك10
وقد ورد في سنة نبينا-صلى الله عليه وسلم- مايشير إلى اختلال العقل المسموع آخر الزمان ففي المسند وسنن ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" إن بين يدي الساعة لهرجا" قال، قلت يارسول الله وما الهرج؟ قال:"القتل" فقال بعض المسلمين:يارسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا، فقال رسول الله- صلى الل عليه وسلم-:" ليس بقتل المشركين0ولكن يقتل بعضكم بعضا،حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته"فقال بعض القوم:يارسول الله،ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:"لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس لاعقول لهم"
وفي المسند ومعجم الطبراني في الأوسط عن النعمان بن بشير-رضى الله عنهما- قال: صحبنارسول الله- صلي الله عليه وسلم-وسمعناه يقول:"إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم،يصبح الرجل فيها مؤمنا ثم يمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا يبيع أقوام خلاقهم بعرض من الدنيا يسير"قال الحسن- رحمه الله تعالى-: والله لقد رأيناهم صورا ولا عقول،أجساما ولا أحلام، فراش نار وذبان طمع يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز
وقد أكثر العلماء من الأشعار الحكيمة في ذلك منها ما في المدخل لابن الحاج:2|12
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزكي بعضهم بعضا ليدفع معور عن معور
أبني إن من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة في ماله فإذاأصيب بدينه لم يشعر
فسل الفقيه تكن فقيها مثله من يسع في علم بلب يظفر
الشرط الثاني :البلوغ0 وبه يستدل على تمام العقل عند الانسان، واكتمال قواه التفكيريه، ومعرفته القضايا المصيريه والصغير بمعزل عن جميع ذلك ، فلا تكليف عليه
وهذان الشرطان- أعني العقل والبلوغ- دل عليهما كلام خير الأنام- عليه الصلاة والسلام- ثبت عند الحاكم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وابن حبان- عن عدة من الصحابة الكرام-رضوان الله عليهم-أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" رفع القلم عن ثلاثة0 عن الصبي حتى يحتلم0 وعن الالمعتوه حتى يفيق0 وعن النائم حتى يستيقظ" وفي رواية رفع القلم عن ثلاثة0عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستقيظ،وعن الصبي حتى يحتلم
وحد البلوغ الذي يحصل به، ويتحقق بوجوده، واحد من خمسة أشياء0اثنان منها خاصان بالنساء وهما الحيض والحمل
وأما الثلاثة المشتركة بين الذكور والإناث،فهي:
خروج المني من القبل0 ونبات شعر العانه0اكتمال السن خمس عشرة سنة،على خلاف ليس مجال تحقيقه
الشرط الثالث: بلوغ الدعوة:- وهو من أهم الشروط على الإطلاق يجب منك أخي فهمه
وقد دل على اشتراط هذا الأمر لتكليف العباد بالتوحيد آيات كثيرة وأحاديث وفيرة0سنقتصر على عشر آيات، وعلى حديث واحد من أحاديث خير البريات-عليه الصلاة والسلام-
أما الآيات ففي بعضها يخبر-جل وعلا- أنه لن يعذب المكلفين حتى يرسل اليه رسولا0 قال تعالى:"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا:الإسراء|15
وفي بعضها يخبر أنه ما عاقب أمة إلا بعد ارسال الرسل الكرام إلى المكلفين،قال تعالى:"وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون0ذكرى وما كنا ظالمين"الشعراء|208-209-وقال -جل وعلا:"وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولايتلوعليهم آياتنا وما كنا مهلكي إلا وأهلها ظالمون"القصص|59
وفي بعضها يخبر -جل وعلا-أنه لو عذب المكلفين قبل ارسال الرسل إليهم لاحتجوا على ربهم بأنه لم يرسل إليهم ما يهديهم به0 قال الله-جل جلاله-:"ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى"طه|134-وقال تعالى:"ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين"القصص|47
وقد أخبر ربنا-جل وعلا- انه أرسله الكرام-عليهم الصلاة والسلام- لقطع ذلك الكلام فقال سبحانه:"إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا0ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما0 رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما"النساء|163-164
وقال تعالى:"وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون0 أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين0 أوتقولوا لوأنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون"الأنعام
وفي بعض الآيات يخبر- جل وعلا-أن ارسال الرسل-عليهم السلام- قد وقع على أحسن ما يرام وبلغوا دعوة الله وبينوهاأحسن بيان،
لذلك لن ينفع الكفار أمنياتهم ولن يتقبل من اعتذاراتهم وتعللاتهم قال -جل جلاله-:"وأنيبواإلى ربكم أسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لاتنصرون0أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين0أوتقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين0أوتقول حين ترى العذاب لوأن لي كرة فأكون من المحسنين0بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين "الزمر:54-55
وفي بعض الآيات يخبرربنا-جل وعلا-أن الكفار عندما يساقون إلى النارتقول لهم خزنة جهنم:"ألم يأتكم نذير"وهكذا تكرر عليهم خزنة جهنم هذا القول عندما يلقون فيها فيعترفون ويقرون بأن الرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام-جائتهم، ولكنهم كذبوهم وكفروا بما أنزل عليهم0قال تعالى:"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراحتى إذا جاؤها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين0قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين"الزمر|70-71 0وقال تعالى:"وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير0إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلال كبير وقالوا لو كنانسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير،
فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير"الملك|6-11
هذه عشر آيات من القرآن الكريم تقرر أن الله العظيم،لايؤاخذ المكلفين،إلا بعد أن يرسل إليهم رسله الصادقين-عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم- وقد ثبت هذا المعنى عن نبينا الأمين-عليه الصلاة والسلام- في غير ما حديث منها ما في صحيح البخاري والترمذي وأحمد، عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يجئ نوح وأمته فيقول الله تعالى :هل بلغت؟ فيقول:نعم أي رب0فيقول لأمته:هل بلغكم؟ فيقولون :لا،ما جاءنا من نبي0 فيقول لنوح :من يشهد لك؟ فيقول: محمد-صلى الله عليه وسلم- وأمته0 فنشهد أنه قد بلغ وهو قوله -جل ذكره-:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"البقرة|143، والوسط العدل
والحديث رواه أحمد وابن ماجه أتم من هذا وأشمل وهذا لفظ ابن ماجه0عن أبي سعيد أيضا0أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال- يجئ النبي ومعه الرجلان‘ ويجئ النبي ومعه الثلاثة،وأكثر من ذلك وأقل 0فيقال له:هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم0 فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: لا0فيقال:من يشهد لك، فيقول: محمد وأمته0 فتدعى أمة محمد، فيقال :هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم0 فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون:أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه0قال: فذلكم قول الله تعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"00وهذا الحديث صريح في أن الحجة لاتقوم على المكلفين إلابعد بلوغهم شرع رب العالمينن ولذلك سيسأل ربنا كل مكلف عن هذا الأمرلئلا يكون له عذر، كما في صحيح البخاري عن عدي بن حاتم-رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أنه قال :" وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له،فيقولن:ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك؟ فيقول: بلى
شبهه:- فإن قيل: إن الإقرار بوجود الواحد القهار ثابت في العقول، فلم توقف الوجوب على مجئ الرسول
والجواب:- إن سبب الوجوب يدور على أمرين اثنين:
أولهما:- إن العقل وإن دل على الإقرار بوجود الخالق0وشناعة الشرك فلا عقاب على ترك ذلك الواجب الا بعد ورود الحجة من الشرع المطهر من كتاب وسنة 0 قال الإمام ابن القيم انظر مدارج السالكين1\488-492بتصرف والحق أن وجوب التوحيد ثابت في العقل والسمع والقرآن على هذا يدل، فإنه يذكرالأدلة العقلية والبراهين على التوحيد ويبين حسنه وقبح الشرك عقلا وفطرة 0ويأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك وضرب لذلك الأمثال فقال -جل وعلا-:"يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا لهإن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب،ما قدرو الله حق قدره إن الله لقوي عزيز"الحج|73-74
ولكن ثمة أمر آخر وهو أن العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر إلى حين ورود الشرع ،كما دلت الآيات الكريمات0 فقوله -جل وعلا- :"ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون"الأنعام|131 يدل على أنهم ظالمون قبل إرسال الرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام- وأنه لايهلكهم بهذا الظلم قبل إقامة الحجة عليهم0 ولهذا كان الصواب وجوب التوحيد بالسمع والعقل،وإن اختلفت جهة الإيجاب 0فالعقل يوجب بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده 0وإن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوما بالعقل مستقرا في الفطر،فلا وثوق بشئ من قضايا العقل،فهذه القضيه من أجل القضايا البديهات وأوضح ما ركب الله-جل وعلا- في العقول والفطر والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد اثبات العقل على تركه والاخبار عن مقت الرب لتاركه وبغضه له وهذا قديعلم بالعقل فإذا تقرر قبح الشئ وفحشه بالعقل، وعلم ثبوت كمال الرب بالعقل أيضا اقتضى ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب لمرتكبه وأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب فإنما يعلم بالسمع
ثانيها:- إن العقول وإن دلت على ذلك فتلك الدلاله على وجه الاحتمال ولا بد من تفصيل ما يجب لله على عباده من حقوق وواجبات ،وما يتصف به من صفات الكمال ، وبيان ما يضاد ذلك الحال فالعقول لاتهدي لتفصيل ذلك فيلزم التفصيل والبيان لرفع اللبس والإبهام وذلك عن طريق الرسل الكرام ورحمة الله على ابن القيم إذيقول في بيان وظيفة الرسل ومكانتهم
وكان الناس في لبس عظيم فجاؤا بالبيان فأظهروه
وكان الناس في جهل عظيم فجاؤا باليقين فأذهبوه
وكان الناس في كفر عظيم فجاؤا بالرشاد فأبطلوه
الشرط الرابع:- سلامة حاستي السمع والبصرمعا0
لأنه بسلامة إحدى الحاستين يتم حصول اعلامه بالمطلوب منه عن طريق السماع، أو الرؤية أما إذا فقدا معا فلا يتأتى اخباره، ولا يحصل ابلاغه، فحكمه حكم فاقد العقل، ومن كان هذا حاله فالقلم مرفوع عنه، كما تقدم تقريرهذامع بيان ما يدل عليه0