المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ ~ كلمة أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي [جريمة الانتخابات الشرعية



ابوابراهيم
02-13-2010, 01:10 PM
تفريغ كلمة أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي


جريمة الانتخابات الشرعية السياسية وواجبنا نحوها


إنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُلَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏ ‏عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد.

فمن أبي عمر البغدادي إلى أعمامه وإخوانه وأبنائه في العراق؛ بلاد الخير المتدفق والطيب المتأصل، خطابي إليكم اليوم خطاب الابن لآبائه والأخ لإخوانه والوالد لأولاده، ملؤه الحب والرحمة والشفقة، ولكنه خطاب من يرى الخطر الأسود والسيل الجارف يزحف نحو أهله ويوشك أن يهلك الحرث والنسل فلا يبقي ولا يذر، خطرٌ يحمل بين أنفاسه حقداً أسوداً وتعصباً أعمى ونفساً مريضة تدفعه عقيدة فاسدة ضالة وصراع مع ديننا وعراقنا طويل مع نشوة بالنصر كاذبة.

أهلي وإخواني؛ إننا أهل السنة في العراق -عرباً وعجماً- نقف اليوم على أعتاب مرحلة خطيرة لها والله ما بعدها، فإما أن نبقى أعزة كرماء سادة شرفاء كما كنا أبد الدهر ملوك الأرض وفرسان الحرب أو يأخذنا الطوفان؛ طوفان الحقد الرافضي الأسود والمكر الصليبي، يوشك الناجي منه أن يرى جثث آبائه وإخوانه وآثار زرعه وحرثه قد ذهب الجميع إلى غير رجعة مؤملاً الحياة ذليلاً والهلاك إليه قادم ولا بد.

ومكمن الخطر أن الشيعة الرافضة المنتسبين إلى القبلة زوراً والمنتمين إلى المجوس أصلاً قد غرهم أن المحتل الصليبي بكل نحله اجتمع علينا؛ فقتل رجالنا وأسر شبابنا وسلب أموالنا ومكن لزحف الرافضة على ديارنا، يعاونهم ثلة خونة مرتزقة لا عقل لهم ولا دين من أبناء وحملة راية أبي رغال تحت إغراءات المال والمنصب والجاه الخادع في منتديات وفضائيات الخنا والرذيلة. إننا اليوم نشهد إعداداً عسكرياً وإعلامياً ونفسياً لمسرحية هزلية خطيرة اسمها الانتخابات البرلمانية هدفها الأول والأخير ترسيخ أعوان الصليب الرافضة على عموم العراق وإذلال أهل السنة إلى الأبد وجعل أنوفهم في الطين كما هو حال سنة إيران المساكين، على الرغم من كثرة عددهم وصعوبة مناطقهم وتعدد عشائرهم وقوة إقتصادهم وتحكمهم بكل منافذ وحدود إيران البرية والبحرية تقريباً.

يا قوم؛ إن هذه الانتخابات حرام في شرع ربنا، وهي بعد ذلك انتحار سياسي وجريمة سياسية كاملة الأركان. عباد الله؛ إن ضغط الواقع والظروف الصعبة لا تعني أن الواقع هو مصدر الحكم بل هو واقع الحكم. فإذا جاءت الشرعية ببطلان فكرة أو طريقة ما فهي باطلة وإن استحسنها الناس وظنوا فيها النجاة، فلا نجاة إلا في ما أمر به الشرع. إن فكرة الانتخابات الديمقراطية التي تميزها ولا تنفك عنها هي سيادة الشعب بينما أصل عقيدتنا وديننا هو سيادة الشرع. وسيادة الشعب في النظام الانتخابي البرلماني هو أن يمارس الشعب السلطة لكل أربع سنوات، وتنحصر سلطته في اختبار كل منطقة لشخص يصير عضواً في البرلمان ويسمونه مشرعاً يشرع الأحكام التي ترضي الشعب وإن خالفت حكم الله وهو مناقضة صريحة وواضحة لقوله تعالى : ﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [ سورة المائدة 49 ].

فالنواب والمشرعون أوثانٌ منصوبة تحت قبة تخضع لقانون أو دستور ظالمٍ جائرٍ يناقض الشريعة الإسلامية ويحاربها في كثير من أصول ديننا الحنيف يُرجع إليه وإلى حكمه عند التنازع، وفي تفسير لأي مادة أو تشريع، وهو دينٌ يخالف دين الله الذي دعانا عند التنازع أن نرد الأمر إلى الله فقال سبحانه : ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [ سورة النساء 59 ]. فحكم الله ورد الأمر إليه من فروض الدين وتوحيد رب العالمين فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن عدي بن حاتم دخل عليه صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ﴾. قال : " أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ ‏".

قال ابن كثير – رحمه الله – : (وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبدالله بن عباس وغيرهما في تفسير الآية أنهم اتبعوهم في ما حللوا وحرموا).

وقال السدي : (استنصحوا الرجال وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم). انتهى.

وأما المشرعون فهم كفار بلا غبار. قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى ﴿إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾، (أي : حيث عدلتم عن أمر الله وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك) انتهى.

قال الشنقيطي – رحمه الله – : (ويفهم من هذه الآيات بوضوح لا لبس فيه أن من اتبع تشريع الشيطان مؤثراً له على ما جاءت به الرسل فهو كافر بالله عابد للشيطان متخذٌ الشيطان رباً، وإن سمى اتباعه الشيطان بما شاء، لأن الحقائق لا تتغير باطلاق الألفاظ عليها كما هو معلوم) انتهى.

فوالله يا قوم إني لأحبكم وأحب الخير لكم، وحريصٌ عليكم ولكني حرصي على سلامة دينكم أشد من حرصي على سلامة دنياكم، فإذا جاءكم من يشتري دينكم فبكم تبيعونه إليه ؟! ببرميل من النفط أم بطول مدة إنارة بيوتكم أم بالدنيا كلها ؟! سوف يأتي الدجال يوماً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ليشتري دينكم بالذهب والفضة والمطر والحب فهل ستبيعونه له ؟ وإذا كان الجواب بالنفي، فلم ترضون أن تبيعونه لخونة مقابل وعودٍ موهومةٍ لعيشٍ رغيد وقد علمتم كذبهم مراراً ؟ فلا يلدغ الحر من الجحر مرتين. وحاشاكم حاشاكم يا أعز الناس من خداع هؤلاء القلة الكذبة وهم يسمونها حكم الأغلبية وكذبوا بل هو نظام يرسخ حكم الأقلية المرتزقة أصحاب المال والمدعومين منهم لأكثرية الناس.

ففي ظل هذا النظام يحق لكل من سجل اسمه عن سن معينة أن ينتخب من يمثله، وفي أحسن الديمقراطيات لايسجل من الناس أكثر من ستين بالمئة، ثم لا يذهب إلى الاقتراع أكثر من سبعين بالمئة من هؤلاء المسجلين، ثم يتنافس على المقعد الواحد أكثر من شخص والمحصلة أنه يخرج شخص لم ينتخبه أكثر من عشرة في المئة من الناس، فهي بحق حكم الأقلية للأغلبية. والقول بأن الديمقراطية هي حكم الشعبة كذبةٌ وفريةٌ كببرى لا أساس لها من الصحة.

إن الفرعون المجوسي الرافضي اليوم يمارس نفس حيلة فرعون موسى حين قال عن نبي الله ﴿ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾. فيوهم الناس أنهم شركاء في الحكم وشركاء في اتخاذ القرار.

إن الجريمة السياسية تكمن في أن الروافض المجوس اليوم يريدون منا تفويضاً عاماً بجريمة تحاك ضدنا وتهدف إلى نحرنا وتشتيت أمرنا باسم الديمقراطية والانتخابات، فاستغل المجوس آلتهم الإعلامية الجبارة لإيهام أهل السنة أن الانتخابات هي المنقذ والحل لكل مشاكلهم، وهي والله كعجل بني إسرائيل؛ إلهٌ أجوف في بريق الذهب تدخل الريح من فيه وتخرج من دبره وتحدث ضوضاء لا تنفع ولا تضر. فإياكم يا قومي أن تكونوا مثل بني إسرائيل تنفقون أموالكم وأوقاتكم لتصنعوا عجلاً لا يضركم ولا ينفعكم. وليكن قراركم في شأن الكذابين وإلههم ﴿ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﴾.

ولتتم أركان الجريمة عمد الرافضة بدعم من النصارى المحتلين إلى التوحد ضمن تكتلات قوية تضمن لهم بقاء الحكم، بينما دخل أهل السنة هذه المسرحية مقطعين إرباً، فتجاوز خونة السنة وعملاؤهم كل الحدود والخطوط الحمراء، فارتمى الخونة في أحضان من قتل أبناءهم واغتصب أعراض نسائهم. فهاهم قادة الصحوات الذي طالما ما طبل لهم الإعلام بأنهم أعداء الصفويين الإيرانيين وصدقهم بعض المساكين من أهلنا فرضوا جميعاً أن يكونوا خدماً في أحزاب فارسية مجوسية بلا غبار. فارتمى ما أسماه الإعلام أمير الدليم علي الحاتم إلى حزب الدعوة الخبيث بقيادة نوري المالكي وتحالفه، وذهب الوجه الكذاب حميد الهايس إلى مصاص الدماء في الائتلاف العراق ومنظمة بدر بقيادة الحكيم. بينما اختار ربيب الخيانة ورضيع العمالة أحمد أبو ريشة أن يكون مع من يقتل وما زال يقتل أهلنا وينتهك أعراضنا مجرم الداخلية جواد البولاني. ولحق به في هذا التحالف اللعين أحمد عبدالغفور السامرائي. أما صالح المطلك ففجرها قنبلة حينما ذهب تابعاً لقاتل أبناء السنة في الفلوجة إياد علاوي، ولحق به كذاب الموصل عميل الرافضة أسامة النجيفي الذي دغدغ مشاعر أهلنا في الشمال بكلامه عن الأكراد بينما هو حذاء في أقدام الرافضة.

وأما عن خونة الإخوان فهم كما عهدناهم دينهم النفعية والكذب والدجل، فها هم رؤوسهم وسادتهم وعيونهم : طارق الهاشمي ورافع العيساوي وظافر العاني وعبدالكريم السامرائي وسلام الزوبعي - حاشا عشائرهم الشرفاء – رضوا أن يكونوا في هذه المسرحية الهزيلة ضمن فرقة يقودها رافضي تسيل دماء فلوجة العز من بين أنيابه وأظافره يرقصون جميعاً على أنغام صرخات أطفالنا ونسائنا، وتضيء سماء كتلتهم العراقية قنابل الفسفور الأبيض ودخان القنابل الكيميائية. والغريب أنهم جميعاً ذهبوا تابعين وجنوداً صاغرين في أحلاف يقودها رافضة ماكرون، فيا عجباً لهؤلاء ! أحقاً يريدون حماية أهل السنة وحقوقهم ؟!

أما جبهة التوافق التي أفتى لها المفتون وطبل لها المساكين فهي اليوم فارغة من كل من دخل جرابها ولا أحد فيها من رؤسائها الثلاثة المعروفين، فالحزب الإسلامي كالحية الرقطاء ما يدخل جرابها أحد إلا خرج مذعوراً لما رأى من هول مكرها وشدة سمومها. فذهب هذا الحزب وتحالف مع مجموعة من الأفاعي الصغيرة التي رباها في حجره من بقايا الصحوات، والنتيجة حتماً معروفة، فإما أن يأكل العقربُ صغارَهُ أو يهربون قبل فوات الأوان.هذه هي الصورة التي سيدخل بها أهل السنة هذه الانتخابات، مع ما أعد لها مسبقاً من تزوير كما حدث في كل المرات السابقة. فما رأيكم بالنتيجة ؟ ستكون النتيجة الحتمية عند دخول أهل السنة هذه الانتخابات ترسيخٌ لمبدأ أن أهل السنة في العراق أقليةٌ لا بد أن تحكم من قبل الأكثرية الرافضية. وترسيخٌ لمفهوم التشتت والتبعية في نفوس ساسته وأبناء أهل السنة وضياع لكل حقوقهم الاقتصادية والسياسية. والنتيجة أن الفرس عملاء إيران سيخرجون من هذه الانتخابات أكثر قوةً وأكثر نفوذاً وسنخرج نحن أضعف وأقل نفوذاً، فماذا تنتظرون من المجوس إلا مزيداً من الإجرام وسرقة الأموال وإهانة الكرامة ؟ وهم قد فعلوا ذلك ونحن أحسن حالاً فماذا لو ازداد وضعنا سوءاً إذا تمت هذه المسرحية الانتخابية ؟

وعليه وحماية لأهل السنة وحماية لدينهم ودنياهم وقبل أن تضيع الفرصة ونعض أصابع الندم ونرقع ثوباً يكون قد اهترأ نسيجه، وبعد طول مشورة مع أهل الرأس من العلماء وشيوخ العشائر والمجاهدين في الدولة الإسلامية، قررنا منع الانتخابات وبكل السبل المشروعة الممكنة وعلى رأسها السبيل العسكري.

فقد علم الصديق والعدو قدرتنا بعون الله على الوصول إلى أي موقع مهما كان تحصينه وقوة الحراسات التي تحيط به، وسلوا الوزارات التي هدمناها في بغداد والأيادي التي قطعناها في الأنبار والصحوات التي قطفناها في المدائن وبكل مكان، وسلوا الرؤوس الأمنية التي تتدحرج على أيدي رجالنا بالعشرات يومياً. وما أعددنا لمنع الانتخابات بعون الله وتوفيقه أعظم خطراً وأشد زحفاً.

فندعو كل من رأى في رأينا هذا الصواب أن يقف بجانبنا من العلماء وشيوخ العشائر والمثقفين. وقد بينا لكم أن الشرع والعقل يوجب منع هذه المهزلة الانتخابية. وضعوها يا قوم هذه المرة في عنقي وأجيبوني إلى ما ذهبنا إليه ولن تندموا بعون الله وسترون كل البركة والخير في هذه الإجراء. فلم ينصحكم إلا رجلٌ منكم لم تعهدوا عليه كذباً ولا خيانةً والحمد لله، فأنا رضيتم أو أبيتم الابن والأخ والأب من ماء الفرات شربت وعلى تمراته نشأت وعلى ضفافه ترعرعت. وحان الوفاء نصحاً لكم وجبراً لواقعنا ونهوضاً بحالنا ديناً ودنيا.

فمعلوم لكل ذي لب أنه إذا وقعت الفرقة بين المسلمين فسد الدين وضاعت الدنيا وضاع حكم الكتاب وحل على الفرقاء العذاب، فاتقوا الله يا عباد الله. قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [ سورة آل عمران 102 – 103]. وقال سبحانه : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَ‌ٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [سورة النساء 59]. فهذه نصوصٌ قرآنية واضحة الدلالة على سبيل النجاة وحبل الخلاص مما حل بالبلاد والعباد بالاعتصام بالكتاب والسنة على ما كان عليه سلف الأمة علماً وعملاً، فالوحدة والجماعة فرض رباني، فقد خبرنا بدمائنا كيف أن ترقيع واقع مر على غير كتاب الله وسنة رسول الله يفسد أكثر مما يصلح. فكم اتفقت جماعات متعددة المشارب والأهداف على معركة ما ثم لما بدأ مكسب قريب أو غنيمة سهلة أو شدة حلت بالجميع ترك صاحب الهوى والأصول الفاسدة سلاحه وكشف ظهر إخوانه لعدوه، وإذا حاولت منعه من أخذ ما حسب أنها غنيمة أو أفسدتها عليه انقلب عدواً لك وربما تحالف مع عدوك.

وهو ما كان وسيون مع أي تجمع لا يكون على كتاب الله وسنة رسوله.فإن دعوة للجمع بين أصحاب الحق وحملة رايته وأتباع الباطل وسدنة معبده ضلالٌ مبين وتمييع للشرع عظيم. قال تعالى : ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ [سورة ص28].

إننا ندعو جميع المجاهدين إلى الاجتماع تحت راية واحدة؛ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ومنهج واحد وأمير واحد وفي جيش واحد ولغاية واحدة هي حاكمية الشريعة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. هذا هو الحل للخروج من المأزق ولن نرى أي خير في الدين والدنيا غيره، فتحرير البلاد وقطع دابر الفساد هي وسائل لتحقيق المطلوب والوصول إلى الغاية العظمى، ولا يمكن أن تكون غاية بذاتها.فإننا أهل السنة والجماعة إذا التزمنا السنة دون أن نجتمع عليها نكون قد تفرقنا على السنة ولا شك. وإذا اجتمعنا على غير هدي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وتحت أي مبرر نكون قد اجتمعنا على ضلالة وعير هدى.

ولكي نقدم مبادرة عملية التطبيق نرجو من الله فيها القبول، ندعوا إلى تشكيل لجنة من العلماء أو طلبة العلم المتقدمين تكون نواة إلى جمع المجاهدين وإصلاح حال المقاومين عسى الله أن يفتح علينا.

ونشترط لمن يكون في هذه اللجنة من العلماء :
أ – أن يكون ملتزماً بالسنة على ما كان عليه سلف الأمة .
ب- أن يكون موصوفاً بالعدل والانصاف والجرأة في أمر الله والبعد عن الهوى وحسن الخلق.
ج – أن يكون ممن قاتل ويقاتل في سبيل الله ومارس الجهاد عبادة. وهذا شرط هامٌ جداً، فإن الذين حشروا أنفسهم في زوايا المكتبات يعكفون على الأوراق لكي يخرجوا حلولاً لمشاكل البندقية والقنبلة دون أن يروها أو يتعلموها يوماً لا شك أنهم سيفجرونها في وجوههم ووجوه من يستمع إليهم، أما في غير أمور الجهاد ومسائله فهم أئمتنا وعلى رؤوسنا.
د – أن يكون مرضياً عليه من جميع الفرقاء أو أغلبهم . وليس بالضرورة أن يكون من أهل العراق بل من أي بلد من بلدان المسلمين التي تشهد حركة جهادية وصراعاً بين الكفر والإسلام، كأفغانستان والصومال والشيشيان والجزائر والجزيرة وغيرها من البلدان، ففيهم وبينهم الكثير من أهل العلم العاملين.

عمل اللجنة :
ونقترح أن تقوم هذه اللجنة بالآتي :
أ- البحث في حالة أي جماعة أو كيان في الساحة العراقية؛ منهجاً وإمارةً وتمويلاً ودعماً. فمن كان من الجماعات والتكتلات أهلاً أن يوصف أنه من أهل السنة والجماعة أعلنوا ذلك. ومن كان عنده خللٌ في معتقده ومنهجه حكموا بذلك ودعوه للتوبة مما تلبس به من بدعة أو شرك، والتبرأ إلى الله من خطئه وبيان ذلك للأمة والناس وحتى لا يتكرر الخطأ، ثم بعد ذلك أهلاً به أخاً كريماً نفديه بدمائنا وإن كان قد سبق وسفك دماءنا.
ب- الاتفاق على رأي نهائيٍ ملزمٍ لكافة الأطراف في كيفية التعامل مع الطوائف المشركة الموجودة بالعراق سواء المنتسبة زوراً للقبلة كالرافضة أو الكافرة أصلاً كعبدة الشيطان الأيزيدية والصابئة المندائية والنصارى الصليبيين.
ج- تحديد موقف الكيانات والجماعات من الأنظمة الحاكمة حالياً وخاصة في الدول العربية والإسلامية وبيان حكم الله في المؤسسات الدولية وما يجب على الجميع في كيفية التعامل معهم ومع رموزهم.
د- وضع الضوابط والقواعد اللازمة لتحديد السبل الشرعية لإخراج المحتل وتطهير البلاد من الفساد.
هـ- إذا اسلتزم الاجتماع أن تقلب الصفحات وتحكم في كل دمٍ سفك أو مالٍ أخذ بغير وجه حق فلها ذلك، ويجب تمكينها من الوفاء ورد المظالم ولو من دم أمير أي جماعة أو كيان بما فيهم المتكلم نفسه، وإلا فنحن من جهتنا وبالنيابة عن إخواني ولأجل الوحدة والجماعة متنازلون عن كل دم سفك منا بتأويل أو بغير تأويل، وسنلتزم بدفع دية كل من يستحق ذلك من رجالنا حالما تتيسر أمورنا المادية إن شاء الله.


وإن اجتماعاً يوافق هذه القواعد والشروط نرجو أن يُكتب له الفلاح والفتح وإن قل عدد المشاركين فيه، فالعبرة بالحق الذي يحملونه لا بكثرة من يدخلونه، وإذا اتفقنا على ما سبق من أصول وضوابط فوضع الترتيبات الإدارية والقضائية والعسكرية والإعلامية اللازمة للوصول إلى حالة اللحمة الكاملة هينٌ بإذن الله. راجين من الله أن تعود هيمنة المجاهدين ودولتهم خيراً مما كانت.

وفي الختام نقول لجنود الدولة الإسلامية؛ بارك الله فيكم، فالثبات الثبات والجماعة الجماعة، فلسنا نشك والحمد لله طرفة عين أنكم الطائفة التي تقاتل على أمر الله في هذه البلاد، وقد بشرنا الله فيكم ببشارة أنه مهما كادكم عدوكم بكل كيد واحتال عليكم بكل مكر وجاءكم في أي عدد وعدة فن يضركم إلا أذى، ولا سبيل له على نهاية أمركم ما دمتم على أمر الله وعلى وفق مراد الله، مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مسلم عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لَا تَزَالُ ‏ ‏مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ عِصَابَةٌ لِعَدُوِّهِمْ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ".‏

‏ثم نقول للرافضة المشركين ومن سار في دربهم وحسّن أمرهم من الخونة المجرمين؛ نحن قدر الله فيكم، نحن سيوف الله عليكم، نحن جند الله، نحن أبناء السنة الأحرار لن تستطيعوا أن تخدعونا أو تضعفوا أمرنا، فأهل السنة هم الهداة المهديون أهل الشوكة والجهاد والبذل والعطاء، ينبئكم عنهم تاريخهم معكم ومع حليفكم الصليبي، فلم ترهبهم أمريكا بحدها وحديدها وجعلوها وجيشها أضحوكة للدنيا وموضعة السخرية والاستخفاف. وأنتم والله عندهم وفي عيونهم أهون وأضعف وأحقر، فقد جربنا قتالكم أيها الخونة الرافضة قديماً وحديثاً سنين طويلة فما ربحتكم معنا يوماً حرباً منفردين فقلبوا صفحات التأريخ لتعلموا ذلك.

واليوم نحن جنود الدولة الإسلامية جنود أهل السنة الأباة ندك حصونكم ونكسر عظامكم، ولقد كنا قاب قوسين أو أدنى من قتل أو أسر عدد كبير من رؤوس النظام المالكي في عملية جريئة قدر الله وما شاء فعل. إلا أننا نعدكم بما هو أدهى وأمر، فلقد عدنا من جديد وبدأ أهلنا أهل السنة يلتفون حول أبنائهم المجاهدين بعد أن أدركوا كذب الخونة ومكرهم وخبث طويتهم، فقد قرأوا جيداً دروس المالكي وحكومته وكيف تذهب عصابة من مجرمي فيلق بدر وحزب الدعوة وبلباس رسمي إلى الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى ومناطق أهل السنة في بغداد لتأخذ من تشاء وقت ما تشاء دون ما رادع من حكومات محلية مزعومة سوى طلب رخيص أعلمونا أنكم تريدون أبناءنا ونساءنا. ولقد قرأوا جيداً درس المالكي وحكومته حينما رسبوا أبناءهم في الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية بدعوى الغش والتزوير بينما أبناء النجف وكربلاء شرفاء مجتهدون.ولقد قرأ أهل السنة جيداً دروس إذلال الهاشمي والمطلك وقبلهم المشهداني والدليمي ومن قبلهم الجنابي والدايني والقافلة تسير. كما أنهم رأوا كيف تكال الاتهامات لفلذات أكبادهم ودرة رجالهم تحت دعوى البعثية وغيرها.

لقد أدرك الجميع أن مقصلة الرافضة قادمة إليهم عاجلاً أو آجلاً ثأراً لدم الحسين كما يزعمون فالتفوا حول أبنائهم المجاهدين. فهم اليوم في كل مدينة وقرية في عز عشائرهم وأهلهم . ﴿هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. [ سورة الأنفال 62 – 63 ].

اللهم احفظ عبادك أهل السنة دينهم ودنياهم يا منان يا ذا الجلال والكرام، احفظ رجالهم وأعراضهم وأبانءهم وأموالهم. وقهم يا ربنا مكر الروافض الحاقدين وشر عملائهم الخونة المجرمين وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[ سورة يوسف 21 ]


أخوكم أبو عمر البغدادي






قال رسول الله صلى الله علية وسلم

(( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق ))

(( من سأل الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ))
.........................................
ســـــلامي على طــالبــان ... يا نعمـــة الرحمـــان
سـنــة بعـد القـــــــران ... في الجنـــة حوريــــة
منقول