المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يخلد هؤلاء فى النار؟



فارس السنة
02-13-2010, 01:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله.

أولا:قال تعالى:
"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا".
فهل هذا يدل على أن القاتل يخلد فى جهنم مع إسلامه؟

ثانيا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة ".
فهل معنى قوله "لم ترح رائحة الجنة" أنها تخلد فى النار مع إسلامها؟

ثالثا:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا ".
فهل معنى قوله عليه الصلاة والسلام "لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها " أنهن يخلدن فى النار مع اسلامهن؟

وجزاكم الله كل خير.

متروي
02-13-2010, 08:00 PM
- من عقيدة اهل السنة و الجماعة انه لا يخلد مسلم في النار و ان النار التي فيها عصاة الموحدين ستبقى فارغة لا أحد فيها.
- اما الاحاديث التي ذكرت و التي تشبهها فمعناها دخولهم النار و بقاءهم فيها مدد لا يعلم طولها إلا الله عز وجل
و الخلود هو المكث الطويل جدا .
و حديث المرأة التي تسأل زوجها الطلاق ضعيف.

فارس السنة
02-13-2010, 09:52 PM
ألا تستند إلى أقوال لأهل العلم على عدم خلود هؤلاء فى النار مع أن ظاهر النصوص يفيد خلودهم كقوله تعالى "فجزاؤه جهنم خالدا فيها" وهذا نص صريح فى خلود القاتل وكذلك قول النبى "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"؟

متروي
02-13-2010, 11:18 PM
اخي الكريم انت تسمي نفسك فارس السنة و على هذا انت تؤمن بحديث النبي ( ص ) و هو الذي اخبرنا ان من قتل مائة نفس
تاب و قبل الله توبته و الله عز وجل اخبرنا في القرآن انه يغفر الذنوب جميعا ما عدا الاشراك به و الخلود هو المكث الطويل فلا يوجد تناقض.

فارس السنة
02-14-2010, 10:30 AM
نعم أخى ولكن النصوص تثبت خلودهم فى النار

ناصر التوحيد
02-14-2010, 01:54 PM
مسألة الخلود في النار هي الحد الفاصل بين الكفر والايمان
فالكقر وحده يوجب لصاحبه الخلود في النار
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا

وأما كون الكفار لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يقضي عليهم فيموتوا ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فلم يختلف في ذلك الصحابة ولا التابعون ولا أهل السنة وهذه النصوص وأمثالها تقتضي خلودهم في دار العذاب

وخروج الموحدين من النار ...وهو قول جماهير الأئمة كما دلت عليه الأدلة المعروفة الصحيحة الصريحة التي لا مرية في صحتها

فأهل النار نوعان: منهم من يخلدون في النار كسائر المشركين والكفرة الذين كفروا بالله تبارك وتعالى، وأشركوا معه غيره.
أما الطائفة الأخرى، فهم الذين لا يخلدون في النار، وهم أهل التوحيد الذين لم يشركوا بالله تبارك وتعالى شيئاً، ولكن لهم ذنوب كثيرة فاقت سيئاتهم، وغلبت على حسناتهم، وخفت موازينهم، فأولئك يدخلون النار ويبقون فيها أمداً يعلمه الله تبارك وتعالى، ثم يخرجون منها إما بشفاعة الشافعين، أو برحمة الله تبارك وتعالى، حتى إن الله عز وجل بمحض رحمته ومشيئته يخرج أقواماً لم يعملوا خيراً قط، لكن هم من أهل التوحيد، ولا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ

فقوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك : (لا يدخل الجنة قتات، أي: نمام)... لا يعني نفي دخوله الجنى البتة .. لا .. بل سيدخلها بعد ان ينال عذابه المستحق ..طالما هو مؤمن ..واذا لم يتب

وأما مدة لبث عصاة الموحدين في النار، فإنها مختلفة فقد اخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة من حديث علي يرفعه إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين وفيه أن منهم من يمكث شهرا ثم يخرج منها ومنهم من يمكث سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ خلقت إلى ان تفنى

ويؤيده ما رواه ابن عدي عن أنس مرفوعا ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه ابوابها وما فيها من امة محمد أحد وفي الباب عن أبي أمامة رفعه يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق فيه أبوابها يعني من الموحدين انتهى

أبو المنذر
02-15-2010, 06:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: بارك الله في الأخوين متروي وناصر التوحيد! فهما بسبق حائزان تفضيلا مستوجبان ثنائي الجميلا!
ثانيا: أخي فارس السنة!
سأحاول أن أجيبك، ولكن أرجو أن تفهم عني ما أقوله، حتى يستقيم لك معتقد اهل السنة معتقد النبي-صلى الله عليه وسلم-وآله وصحابته-رضوان الله عليهم-...فأقول وبالله أصول وأجول:

القاعدة الأولى:
في أي مسألة لا بد أن نجمع جميع أدلتها، ولا ننظر في دليل دون آخر..فهذا قصور في الحكم.
ولذلك مثلا أخي، لو أخذنا مثلا بقول الله تعالى{حرمت عليكم الميتة} لحرمنا ميتة البحر، والسمك والحوت أكثره لا يصاد إلا ميتة...ولكن لا بد أن نجمع لهذه الآية قوله-عليه السلام-في البحر((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)) وهكذا.

القاعدة الثانية:
لا يمكن أن يكون هناك تعارض بين أقوال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الثابتة عنه، لأنه معصوم ويتكلم بوحي.
وبالتالي فإن ظهر لنا تعارض مع صحة السند، فهو تعارض بالنسبة للناظر وليس في حقيقة الأمر، ولابد أن يوجد وجه للجمع.

الآن التطبيق: وأحصر المسألة في المعاصي دون الكفر...حتى لا يطول المقام
إذا بحثنا في النصوص التي تتحدث عن مسألة دخول الجنة وعدم دخولها؛ نجدها قسمين:
وأنا سأمثل لكل قسم وإلا فالحصر متعذر هنا
القسم الأول: نفي دخول الجنة لأجل فعل معصية
(( لا يدخل الجنة قاطع)) أي قاطع رحم
(( لا يدخل الجنة نمام))
لا يدخل الجنة من لم يأمن جاره بوائقه))
فهذ كما ترى ظاهرها نفي دخول الجنة أبدا...لاحظ:
"لا يدخل"هذا نفي دخل على فعل والأفعال نكرات، وبالتالي هي نكرة في سياق النفي؛ فتفيد العموم. أي لا يدخل أبدا من فعل هذه الأفعال.
والعموم دلالته ظنية...أي يمكن تخصيصه بدليل ظني، فكيف لو كان قطعيا.

القسم الثاني: إثبات دخول الجنة بمجرد الإيمان
((من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة))
((من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله دخل الجنة))
هذا النوع من النصوص فيه إثبات دخول الجنة لكل موحد... لاحظ:
"من قال": من تفيد العموم، فكل موحد ولو كان عاصيا، بشرط أنه موحد.
"دخل الجنة": فعل نكرة في سياق الإثبات، فهو مطلق في التناول، أي لا بد أن يقع دخول للجنة ولو مرة واحدة. والمطلق في التناول دلالته-أي حصوله ووقوعه-قطعية.

الحصيلة:
النصوص الأولى تنفي الدخول للجنة حتى من الموحد لأجل معصيته، والنصوص الثانية تقضي بدخول الموحد للجنة ما دام موحدا....فما وجه الجمع بينها؟
لا شك أن قطعية الدخول ولو مرة، مقدمة على ظنية نفي الدخول العام.
فهنا لنا مسلكان:
1- إما أن نقول: سيدخل الجنة؛ يعني يدخل ثم يخرج فلا يرجع إلى الجنة ويبقى في النار.
2- وإما أن نقول: يدخل النار ثم يخرج في الأخير ويدخل الجنة.
وبالنظر والبحث نجد حديثا-بل أحاديث-فيها أن دخول الجنة يكون متأخرا عن العذاب، وليس العكس...
ومن ذلك ما جاء عن أنس-رضي الله عنه-قال قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-((يخرج قوم من النار بعدما مسهم سفع منها، فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين))أخرجه البخاري.

النتيجة:
كل من كان موحدا ومات على كبيرة ولم يتب منها، فإن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له...
فإن عذبه فسوف لن يدخل الجنة دخولا أوليا....ولكنه سيدخلها بعد العذاب...
فنفي دخول الجنة كان لنفي الدخول الأولي، وإثبات دخولها كان للدخول النهائي.

أسأل الله الكريم الحليم أن يكون جوابي موفقا مسددا واضحا...آمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

فارس السنة
02-27-2010, 12:50 PM
إذن فما توجيه الحكم على القاتل بالخلود فى النار فى قوله تعالى "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا"؟

وجزاكم الله كل خير فى الدنيا والآخرة على كل ما ذكرتم ولكن هذه الأية فقط هى ما أشكل على فهمه.