ناصر التوحيد
02-14-2010, 12:25 AM
بيان عن جدار العار
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وبعد:
فقد أثبت الله تعالى الإخوة بين المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة}[الحجرات:10]، وأكد موالاة بعضهم بعضاً فقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)[التوبة: من الآية71]، ونص على أن أمتهم واحدة فقال: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء:92]، أي ملتكم.
ومقتضيات الأخوة بين المسلمين كالحب والولاء والنصرة من أوثق عرى الإيمان، وقد جاءت نصوص الشريعة حاضة عليها، آمرة بتعاون المسلمين على البر والتقوى كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَان}[المائدة:من الآية2]، وكما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"، وفي صحيح مسلم من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
فواجب على المسلم أن ينصر إخوانه، وأن يسعى في رفع الظلم ودفع البغي عنهم، وأن يواسيهم بالبذل والعطاء. وإن من أعظم الظلم والعدوان الذي يجب أن نسعى في رفعه اليوم حصار إخوتنا في غزة، ذلك الحصار الذي منعهم كثيراً من ضرورياتهم، وأنّ تحت وطأته أطفالهم ونساؤهم، بل مات جراءه كثير من المرضى والضعفة، وقد ازداد شأنه اليوم وعظم خطره بسبب الجدار الفولاذي الظالم الذي يرام تشييده بأياد مسلمة .
وعلى أهل الإسلام أن يعلموا أمرين إزاء الجدار المزمع والحصار المضروب على إخواننا:
أولهما: أن بناء هذا الجدار أو الإسهام في الحصار جريمة منكرة في حق أهل غزة، وظلم عظيم لأمة مستضعفة، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}[طه: 111]، وهو أيضاً من الخذلان المنهي عنه شرعاً، وقد توعد النبي ( من تقصد إيقاع الضرر ظلماً بقوله: (من ضارّ أضرّ الله به، ومن شاقَّ شق الله عليه) كما عند أحمد وغيره، فليحذر المسلم من الإسهام في تشييده، وليتق الله من أمر به أو أيده، وليعلم أن الواجب يقتضي منه نصر إخوته في غزة، فإن لم يستطع لعجز أو محل عقد تأوله، فلا يكونن ردءاً للعدو عليهم؛ فهذا لا يسوغه عقد أو عهد، وليُخَلِّ بين المسلمين في غزة وتحصيل ضرورياتهم، فلا تأويل معتبر يسوغ له إلحاق الضرر بإخوته، ولا يصح تعذره ببعض مصالحه.
ثانيهما: يجب على المسلمين عامة بذل وسعهم في نصرة إخوانهم بأرض غزة، والسعي الحثيث في فك الحصار عنهم، ورفع الظلم الواقع بهم، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه كما في البخاري ومسلم، ولا يخذله ولا يحقره كما صح عند مسلم، ويتأكد هذا الواجب في حق دول الجوار، وخاصة مصر، وشعبها المعطاء الذي نحسبه لن يتواني في بذل وسعه للقيام بواجب النصرة، فقد قال (: (ما آمن بي من بات شبعان، وجاره جائع بجنبه وهو يعلم به) والحديث حسنه جمع من أهل العلم.
وختاماً: معاشر إخواننا في غزة الثبات الثبات على دين الله، والاعتصام الاعتصام بحبل الله، (والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيراً) ( النساء: 45)، (ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (الطلاق: 2-3)، (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) (الطلاق: 4) .
نسأل الله أن يرفع الظلم عنكم، وأن يمن عليكم فيظهركم ويمكن لكم وينصركم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وبعد:
فقد أثبت الله تعالى الإخوة بين المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة}[الحجرات:10]، وأكد موالاة بعضهم بعضاً فقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)[التوبة: من الآية71]، ونص على أن أمتهم واحدة فقال: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء:92]، أي ملتكم.
ومقتضيات الأخوة بين المسلمين كالحب والولاء والنصرة من أوثق عرى الإيمان، وقد جاءت نصوص الشريعة حاضة عليها، آمرة بتعاون المسلمين على البر والتقوى كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَان}[المائدة:من الآية2]، وكما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"، وفي صحيح مسلم من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
فواجب على المسلم أن ينصر إخوانه، وأن يسعى في رفع الظلم ودفع البغي عنهم، وأن يواسيهم بالبذل والعطاء. وإن من أعظم الظلم والعدوان الذي يجب أن نسعى في رفعه اليوم حصار إخوتنا في غزة، ذلك الحصار الذي منعهم كثيراً من ضرورياتهم، وأنّ تحت وطأته أطفالهم ونساؤهم، بل مات جراءه كثير من المرضى والضعفة، وقد ازداد شأنه اليوم وعظم خطره بسبب الجدار الفولاذي الظالم الذي يرام تشييده بأياد مسلمة .
وعلى أهل الإسلام أن يعلموا أمرين إزاء الجدار المزمع والحصار المضروب على إخواننا:
أولهما: أن بناء هذا الجدار أو الإسهام في الحصار جريمة منكرة في حق أهل غزة، وظلم عظيم لأمة مستضعفة، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}[طه: 111]، وهو أيضاً من الخذلان المنهي عنه شرعاً، وقد توعد النبي ( من تقصد إيقاع الضرر ظلماً بقوله: (من ضارّ أضرّ الله به، ومن شاقَّ شق الله عليه) كما عند أحمد وغيره، فليحذر المسلم من الإسهام في تشييده، وليتق الله من أمر به أو أيده، وليعلم أن الواجب يقتضي منه نصر إخوته في غزة، فإن لم يستطع لعجز أو محل عقد تأوله، فلا يكونن ردءاً للعدو عليهم؛ فهذا لا يسوغه عقد أو عهد، وليُخَلِّ بين المسلمين في غزة وتحصيل ضرورياتهم، فلا تأويل معتبر يسوغ له إلحاق الضرر بإخوته، ولا يصح تعذره ببعض مصالحه.
ثانيهما: يجب على المسلمين عامة بذل وسعهم في نصرة إخوانهم بأرض غزة، والسعي الحثيث في فك الحصار عنهم، ورفع الظلم الواقع بهم، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه كما في البخاري ومسلم، ولا يخذله ولا يحقره كما صح عند مسلم، ويتأكد هذا الواجب في حق دول الجوار، وخاصة مصر، وشعبها المعطاء الذي نحسبه لن يتواني في بذل وسعه للقيام بواجب النصرة، فقد قال (: (ما آمن بي من بات شبعان، وجاره جائع بجنبه وهو يعلم به) والحديث حسنه جمع من أهل العلم.
وختاماً: معاشر إخواننا في غزة الثبات الثبات على دين الله، والاعتصام الاعتصام بحبل الله، (والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيراً) ( النساء: 45)، (ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (الطلاق: 2-3)، (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) (الطلاق: 4) .
نسأل الله أن يرفع الظلم عنكم، وأن يمن عليكم فيظهركم ويمكن لكم وينصركم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.