المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)



يحيى
02-17-2010, 04:01 PM
يقول تعالى ذكره : وقال الفوج الذي ألقي في النار للخزنة : ( لو كنا ) في الدنيا ( نسمع أو نعقل ) من النذر ما جاءونا به من النصيحة ، أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه ( ما كنا ) اليوم ( في أصحاب السعير ) يعني أهل النار. (الطبري)

الايمان بالله هو أصل البديهيات و لاشك إلا عند واحد متهور لأن لاشيء له معنى إطلاقا بدون هذه البديهية, نفترض أن أخاطبك و أقول لك "أنا أتعقل.." فهناك مشكلة في التعقل فهي تحتاج لتعريف و لكن أي تعريف يجب أن يكون معقولا و نحن لا نعرف ما المعقول لنعرف هل التعريف معقول و لا نعرف ما معنى نعرف لنعرف, بل الأمر من كل هذا هناك مشكلة في "أنا".. لماذا أنا؟ قبل التفوه ب "أتعقل" يجب أن يكون ل "أنا" معنى.

من "أنت"؟ قبل أن تتفوه بأي كلام يجب أن تكون لديك معرفة عن "من" و "أنت" و لكن أنت لا تعرف بعد معنى "أنت" و لا تعرف معنى "تعرف" كي "تعرف" أنك لا "تعرف" بعد معنى "أنت" و لا "من".. الذي ينكر البديهيات يجب أن يقف صامدا لا يتحرك و لا يتفوه بكلمة فكل شيء ليس له معنى, فإذا بحثت عن الأكل بعد الشعور بالجوع فمكن تكون هذه حتمية مثل انجذاب الكتلتين الى بعضهما البعض تحقيقا لخصايتهما, لكن أن تقول "أحتاج للأكل" فلا معنى لها, أو يكون لحرتك نحو الأكل معنى فلا يجوز.. بل لا يجوز أي شيء من هذا كله.

المنكر للبديهيات هو منافق و مخادع في نفس الوقت, عندما يقول "أنا" فهو يعترف يحقيقة أخرى خارج كيانه أعطت له معنى "أنا" و إذا قال "أنا أرى حجارة" فهنا اعترف باشياء ميتافيزيقية هي: الوجود و المعرفة. هذه الاشياء الميتافيزيقة يعني وجود الحجارة اعتبارها كائن او شيء موجود وجود موضوعي حقيقي و ليس خيال و ليس استذكار معلومة عرفها في عالم آخر و ليس عملية تبادل الشحنات الكهربائية في الرأس و ليس توهم .. و معرفة الحجارة و هي اعطاء معنى ل "أرى" و أن الرؤية هي التي مكنتك من معرفة الحجارة لتنطق أخيرا ب "أنا أرى حجارة".

هذه حجارة و هذه حجارة: لدينا حجارتين.
هل هذا تعقل؟ ما معنى هذه أولا؟ هذه = (أ) و ما معنى (أ)؟ تعنى (ب) و ما معنى (ب)؟ تعنى (ج) لكن ما معنى (ج)... لحظة لحظة لحظة ...... لماذا انفعلت بادئ ذي بدأت لماذا تحركت و تفوهت في البداية أصلا ب "هذه = (أ)"؟؟ ...... لماذا؟؟

أنت نطقت: هذه حجارة و هذه حجارة: لدينا حجارتين.....
أنا نطقت: هل هذا تعقل؟.....
أنت نطقت: هذه = (أ)...

هل هناك تلازم بين هذا النطق و ذاك كما تستلزم الحرارة ذوبان قطعة ثلج؟
نعم أو لا فيه مشكلة لأنه ما معنى "نعم"؟ و قبل ذلك هل هناك تلازم بين "هل هناك تلازم بين هذا النطق و ذاك كما تلزم الحرارة ذوبان قطعة ثلج؟" من جهة و "نعم أو لا" من جهة ثانية؟ و إذا كان الجواب نعم فنفس المشكلة...

و بالتالي فالتعقل إما سلسلة من الاستلزامات لا معنى لها و لا قيمة و لا اضافة من خارج تسلسل الاستلزامات الى ما لا نهاية و هذا مستحيل.. ففي اللحظة التي تتفوه فيها ب "أنا.." قد هدمت هذا الأساس.

و إما التعقل نعمة من وجود أعلى من خلالها نعرف معاني الاشياء و يجب ان تكون موافقة للطبيعية البشرية لا يؤثر فيها أي شيء مثل المخدرات (الخمر..) و الشبهات أو الهوى.. و هذا ما لا نستطيع أن نعرفه إلا من خلال الطبيعة التي نعيش فيها فالطبيعية البشرية يجب ان تكون موافقة لهذه الطبيعية و إلا فاليوم تشرب ماء و تعرف ماء و غدا تشرب رمال و أنت تعتقد الرمال ماء و هكذا ما لا يحصى من الاحتمالات.. مثلا تشق بطنك بالسكين و تعتقد أن هذا العمل ولوج الفراش للنوم....

التعقل اهتمام
التعقل في الحقيقة ليس إلا عملية اهتمام سواء تعلقت بالمعرفة أو بتحصير وجبة أكل أو أي قرار آخر, فليس التعقل إلا اهتمام فإما اهتمام بما تحتاج اليه و إما اهتمام بما ينبغي أن تنصرف عنه, فهو عملية مصارعة بين حالتين حالة أفضل و حالة أسوأ و كل حالة أنت فيها هناك ما أفضل منها و هناك ما أسوأ منها.. مرة جربتُ هذا التعقل الموافق للطبيعية البشرية مع أطفال (بين 8 و 12) - فمن حين الى حين نُخرجهم رحلة مدرسية أو خروج في برنامج تعليمي الى المدينية- قمنت باختيار 6 منهم 2 بنات و 4 اولاد و قلت لهم ان يُخبروا الباقي بما سيفعلوه فواحد يقول أنا صأصنع باخرة عظيمة و الآخر يقول أن سأشتري كذا و واحدة قالت لهم أنا كذا.. و لاحطت بعد أيام ان الاكثرية تذكروا شيء واحد فقط لأنه وقع عليهم مثل الصاعقة ...

و الآن يمكن أن تجرب هذه مع مجموعة ممن تعرف أو بدون شك أنت جربتها أكثر من مرة و كل مرة بعد اللقاء بيقى شيء مُعين يسيطر على ذاكرتك و تفكر فيه بشكل أكبر من الباقي .. تصور معي أنت الآن مريض و المرض اشتد ثم قام أحد أقرباءك بقراءة من ورقة فيها مفردات مثلا 200 كلمة و ستكون الكلمة الأقرب الى كل اهتمامك ما له علاقة بحالتك الآن و خصوصا اذا ذكرت المرض او كلمة شفاء او كلمة دواء او صحة, و تصور الآن ان الذي يقرأ قرأ كلمة هي وصف مرضك مثلا سرطان الدم ثم كلمتين بعدها ثم كلمة الموت, فكيف ستنفعل؟ ماذا لو قرأ كلمة (أ) مناعة سرطان الدم؟

الحقيقة أن جل اهتمامك سيصب نحو ما له علاقة بحالتك الآنية.... لننظر الى هذه الحقيقة من زاوية شاملة و نسأل ما هي الحالة الأقرب لحالتنا الآنية؟ (حالتنا الآلية هي الوجود/الحياة) -- إنها بلاشك المصير!!

لاشك أن الشيء الذي يجب أن تهتم به أكثر هو ما له علاقة بالمصير.

و ما هو أكبر و أعظم شيء نعرفه إلى حد الساعة إذن؟
إن أعظم ادعاء بلاشك: الادعاءات التاريخية المتعلقة بالنبوة التي وصلتنا بأخبار متواترة.

إن الأحمق و المجنون و الغبي و الذي يجب أن تحقق فيه عدالة الله و عقابه الشديد هو الذي يخوض و يلعب, يخوض و يلعب لأن أي اهتمام آخر هو لعب مقارنة بالاهتمام الاكبر المتعلق بالمصير!!



(و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)

ناصر التوحيد
02-17-2010, 10:15 PM
يقول تعالى ذكره : وقال الفوج الذي ألقي في النار للخزنة : ( لو كنا ) في الدنيا ( نسمع أو نعقل ) من النذر ما جاءونا به من النصيحة ، أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه ( ما كنا ) اليوم ( في أصحاب السعير ) يعني أهل النار. (الطبري)


(و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)
نعم
سيقولونها ....
ولات حين مناص

عبد الله بن أدم
02-18-2010, 01:04 AM
تعقيب

طبعا الملحد لا يمكن أن يكون بأي وجه من الوجوه إلا معاندا مستكبرا فهو يعلم قي قرارة نفسه أن هناك من أوجد وخلق هذا الكون ويعتني به .
فالأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى و أدلة النبوة أكثر من كافية .
ولكن الأمر هو نفسي ذو علاقة بطبيعة الملحد أكثر منه علمي موضوعي .
فالملحد يعلم يقينا أن هناك خالق ولكن تكبره وعناده يجعله يرفض الإعتراف بهذه الحقيقة و البحث عن ما يستند إليه كبديل عن الخلق
لذلك إعترف أحد الملاحدة في هذا المنتدى وهو " مفترق طرق " (ومن لا يذكر طرائف مفترق طرق) إعترف أن الإله موجود ولكن لا يريد
الإيمان به . وهذا هو العناد في أبهى حلله .
أما ما يحاول الإخوة فعله في المنتدى هو إثبات هذا الأمر مع إبطال حجج الملاحدة وشبهاتهم الواهية
بارك الله فيك يا يحى فالموضوع أكثر من رائع