ساري فرح
02-17-2010, 10:12 PM
هل نغار على ديننا؟
في أواسط القرن العشرين، حين زحف الفكر الشيوعي إلى بلادنا وتمكن من أذهان البعض من بني جلدتنا وملَّتنا وممن ينطق بلساننا حتى وصل بهم الأمر إلى المزايدة في شيوعيتهم على أصحاب المذهب أنفسهم؛ فكفروا بالله وأنكروا وجوده، ودعوا إلى إلغاء الملكية الخاصة وشيوعية الملكية التي تصل حتى إلى إلغاء الأُسرة! كان رجل أمي يداوم على الجلوس في مقهى من مقاهي بغداد. وكان ذلك المقهى يرتاده الشيوعيون حيث يتحادثون ويتثقفون وينالون من الإسلام وتعاليمه الحنيفة. وكان الأمي يرتاد المقهى بهدف الاستماع إلى الشيوعيين بغية الرد عليهم ودحض حججهم. ولكن أنى له ذلك؟ وهو لا يكاد يعلم شيئاً ولا يعرف القراءة والكتابة؟
كان يستمع إليهم ويحفظ أقوالهم، ثم يذهب إلى العلماء حتى يجد من يجيب على شبهاتهم، فيطلب منهم كتباً تحوي الإجابات والردود، فيضع إشارات في الكتب على المقططفات التي ترد على ادعاءاتهم تلك، ثم يذهب إلى المقهى متأبِّطاً الكتب، وحينما يسمع المقولات الشيوعية الفاسدة، يقول لهم: "هذا الكلام غير صحيح انظروا إلى ما يقوله هذا الكتاب" ثم يفتح لهم الكتاب مشيراً إلى المقطع ويطلب من أحدهم قراءته دون أن يشعرهم بأنه نفسه لا يعرف القراءة، وبالتالي ينجح في دحض حجتهم، ثم يعاود الكرَّة في الرد على الشبهات الأُخرى...
ذلك جهد رجل أمي لا إمكانات لديه، وقد دفعه إلى ذلك حبه لدين الله وتكريس ما تيسر لديه من قدرات بسيطة للدفاع عن الدين في عقر دار أعداءه، ولم تقف أميته عائقاً أمام همَّته العالية... فماذا نقدم نحن وقد حزنا على شهادات جامعية وتمكنا من المحادثة والقراءة والكتابة بأكثر من لغة، وتعلمنا التواصل عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، ومنا من لديه العديد من المواهب والإمكانات... فماذا قدمنا لديننا؟
(سمعتها خلال لقاء مع الدكتور عبد الرحمن ذاكر حفظه الله)
أخوكم أبو مريم
في أواسط القرن العشرين، حين زحف الفكر الشيوعي إلى بلادنا وتمكن من أذهان البعض من بني جلدتنا وملَّتنا وممن ينطق بلساننا حتى وصل بهم الأمر إلى المزايدة في شيوعيتهم على أصحاب المذهب أنفسهم؛ فكفروا بالله وأنكروا وجوده، ودعوا إلى إلغاء الملكية الخاصة وشيوعية الملكية التي تصل حتى إلى إلغاء الأُسرة! كان رجل أمي يداوم على الجلوس في مقهى من مقاهي بغداد. وكان ذلك المقهى يرتاده الشيوعيون حيث يتحادثون ويتثقفون وينالون من الإسلام وتعاليمه الحنيفة. وكان الأمي يرتاد المقهى بهدف الاستماع إلى الشيوعيين بغية الرد عليهم ودحض حججهم. ولكن أنى له ذلك؟ وهو لا يكاد يعلم شيئاً ولا يعرف القراءة والكتابة؟
كان يستمع إليهم ويحفظ أقوالهم، ثم يذهب إلى العلماء حتى يجد من يجيب على شبهاتهم، فيطلب منهم كتباً تحوي الإجابات والردود، فيضع إشارات في الكتب على المقططفات التي ترد على ادعاءاتهم تلك، ثم يذهب إلى المقهى متأبِّطاً الكتب، وحينما يسمع المقولات الشيوعية الفاسدة، يقول لهم: "هذا الكلام غير صحيح انظروا إلى ما يقوله هذا الكتاب" ثم يفتح لهم الكتاب مشيراً إلى المقطع ويطلب من أحدهم قراءته دون أن يشعرهم بأنه نفسه لا يعرف القراءة، وبالتالي ينجح في دحض حجتهم، ثم يعاود الكرَّة في الرد على الشبهات الأُخرى...
ذلك جهد رجل أمي لا إمكانات لديه، وقد دفعه إلى ذلك حبه لدين الله وتكريس ما تيسر لديه من قدرات بسيطة للدفاع عن الدين في عقر دار أعداءه، ولم تقف أميته عائقاً أمام همَّته العالية... فماذا نقدم نحن وقد حزنا على شهادات جامعية وتمكنا من المحادثة والقراءة والكتابة بأكثر من لغة، وتعلمنا التواصل عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، ومنا من لديه العديد من المواهب والإمكانات... فماذا قدمنا لديننا؟
(سمعتها خلال لقاء مع الدكتور عبد الرحمن ذاكر حفظه الله)
أخوكم أبو مريم